شبهة هامان وزير فرعون
تجميع واضافة بواسطة : رشيد المليكي
السؤال: جاء في القرآن أن هامانكان وزيراً لفرعون. وهذا خطأ تاريخي ؛ لأن هامان كان وزيراً لأحشويرش ملك الفرس فىمدينة بابل. وبين فرعون وأحشويرش زهاء ألف سنة. (الرازي في تفسير غافر 40: 36 و37.(
الجواب والتوضيح:
أولا : من أعلمالمؤلف بأن هامان كان وزيراً لفرعون ؟ وهذا السؤال على معنى أن هامان اسم شخص. ولاأحد أعلمه بأن هامان اسم شخص إلا الرواة الذين لا يوثق بمروياتهم. وإذا أصرّ على أنهامان اسم شخص. فليسلّم بأن فرعون اسم شخص. ومعلوم أنه لقب " الملك " كان لرئيسالمصريين في زمن يوسف ـ عليه السلام ـ وأن لقب " فرعون " كان لرئيس المصريين فى زمنموسى ـ عليه السلام ـ مما يدل على تغير نظام الحكم.
وإذا صح أن " هامان " لقبلكل نائب عن الملك، لا اسم شخص. فإنه يصح أن يُطلق على النائب عن فرعون أو عن أىملك من الملوك. وعلى ذلك يكون معنى: (إن فرعون وهامان وجنودهما ) (1) هو إن رئيسمصر ونائبه (وجنودهما كانوا خاطئين) . ومثل ذلك: مثللقب الملك الذي يُطلق على رؤساء البلاد ؛ فإنه يطلق على رؤساء فارس واليونان ومصرواليمن وسائر البلاد ، ولا يتوجه على إطلاقه خطأ من أخطاء التاريخ.
ثانيا ً: ــالذي ألقى هذه الشبهة اعتمد في الحكم على القرآن الكريم بالخطأعلى كتابه المقدس كمعيار... ونحن لانسلم أصلاً بصحة كتابه من جميع الوجوه فضلاً عن صحته تاريخياً ... بل إن علماءالنصارى أنفسهم يقرون بذلك .. ففي مجمع الفاتيكان لسنة 1962: 1965 م تمبحث موضوع المشكلات الصعبة في الكتاب المقدس وصدرت وثيقة صوت لها 2344 من الحاضرينمقابل 6 رفضوها ـــ تقول الوثيقة في الفصل الرابع: ــ
) تسمح أسفار العهدالقديم للكل بمعرفة الله ومن هو الإنسان بما لا يقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بهاالله في عدله ورحمته ـغير أن هذه الكتب تحتوى على شوائب وشيءمن البطلانـ ومع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي .(
ثالثاً : ــلم يذكر لفظ هامان ولم يذكر أن هامان كانوزيراً لْمَلِكِ اسمه أَحْشَوِيرُوشَإلا في سفر واحد من أسفارالكتاب المقدس ال 73 أو ال66 عند البروتستانت وهو سفر أستير (سيء السمعة)... وهو سيء السمعة للأسباب التالية : ــ1ــسفر أستير هو السفر الوحيد بين أسفار الكتاب المقدس الذي لم يجدوا أثراولو لفقرة واحدة فيه بين مخطوطات البحر الميت ..فمن بين آلاف القصاصاتوأشلاء الأوراق المتناثرة في كهوف قمران....لم يستطيعوا أن يجدوا عبارة واحدة أونصف عبارة لسفر أستير تؤكد وجود هذا السفر تاريخياً....لم يجدوا مطلقا !!!!
يقول قاموس الكتاب المقدس بالنص: (وقد اكتشفت من بين لفائف وادي قمران ومخطوطاتهأجزاء من كل سفر من أسفار العهد القديم فيما عدا سفر أستير)
http://www.albishara.org/detailk.php?id=3443&key=
2 ــسفر أستير هو السفر الوحيد بين أسفار الكتاب المقدس الذي لميذكر فيه إسم الله ولو مرة واحدة!!
3ــالعهدالجديد كله لم يقتبس ولو فقرة واحدة من سفر أستير ...رغم اقتباسه من غالبيةالأسفار الأخرى مما يقلل من فرص وجوده تاريخياً كسفر من أسفار اليهود في هذا الوقت ...
4ــ يقول مليتو أسقف ساردس (حوالي 170م) أنه ذهب إلى الشرق ليعرف عددالكتب التي يستخدمها اليهود في فلسطين ، كما نقل عنه المؤرخ الكنسي (يوسابيوس ك4ف11:26) ثم يذكرهم كالآتي:
"أسفار موسى الخمسة 000 يشوع وقضاة وراعوث والملوكأربعة أسفار ، أخبار الأيام سفران ، مزامير داود وأمثال سليمان وأيضا الحكمةوالجامعة ونشيد الإنشاد وأيوب والأنبياء و إشعياء و إرمياء ، الأنبياء الاثنى عشر سفرواحدا ، دانيال و حزقيال وعزرا. ومن هذه جعلت المجموعات التي قسمتها إلى ستة كتب " .
والملاحظ في قائمته أنه قسم سفر الملوك الذي دمجه مع صموئيل إلى أربعة أسفار ،وأخبار الأيام إلى سفرين . وأضاف سفر الحكمة من الأسفار القانونية الثانيةولم يذكر أستير . نقلاً عن (الكتاب المقدس يتحدى)_للقس عبد المسيح بسيط ص 87 .
رابعا ً :ــأراء بعض علماء الكتاب المقدس فى سفر أستير: ــ
" اشعر بالعداء نحو هذا السفر لدرجةأنني كنت أتمنى ألا يكون موجوداً،فهذا السفر يصبغ كل شيء بالصبغة اليهودية ،كما أنه يحمل في طياته الكثيرمن القسوة الوثنية "
....... مارتن لوثر Martin Luther
" على الرغم من أن اليهود يضعون هذا السفر بينالأسفار القانونيةإلا أن ذلك السفر جدير - أكثر من كل كتب الأبوكريفا –
بأنيستبعد من الأسفار القانونية "
....... مارتن لوثر Martin Luther
" إن هذا السفر - في حقيقة الأمر –
ليس إلا نسيجاً من المستحيلات "
....... نولدكهNoldeke
أن سفر أستيرنتاج خيال محض ،وأنه لا يثبت سوى غطرسة اليهود وكبريائهم "
......... سملرSelmer
" إن هذا السفرينتهك كل الاحتمالات التاريخية ،كما أنه يحتوي على صعوبات بالغة وأخطاء عديدة "
........... دى فيته De wette
"إن أصلالقصة بأكملها مقتبسة من الأساطير البابلية والعيلامية,
فاستير مستوحاة منالإلهه البابلية عشتار.ومردخاى مستوحى من مردوخ الإله الحافظ لبابل ,
وهامانمستوحى من ( هامان ) أو ( هومان ) اله العيلاميين الرئيسيالذي في عاصمة دولته) سوسه) تدور أحداث قصة أستير ,
( وشتى ) مستوحاة من إحدى الإلهاتالعيلامية "
....... نولدكه _ Noldeke نقلا عن دائرة المعارف اليهودية
**سفرأستير من أسفار (الكتابات) في العهد القديم. واليهود يقسمون كتابهم المقدس إلىثلاثة أقسام:
1- التوراة وهي الأسفار الخمسة التي تنسب إلى موسى.
2- والقسمالثاني ويتألف من أسفار الأنبياء المتقدمين مثل سفر يشوع، والقضاة، وصموئيل... والأنبياء المتأخرين مثل أشعياء،
و إرمياء ، و حزقيال.
3- ثم القسم الثالث وهوكتابات العبرانيين القانونية التي منها سفر أستير، والمزامير، ونشيد الإنشاد،والمراثي.
وسفر أستير لا يعرف كاتبه، ولا تاريخ كتابته! أو كما يقول حبيبسعيد:
(ليس هناك أي دليل ينبئ عمن هو كاتب هذا السفر،وعن تاريخ كتابته.... ولا ندري متى كتبت القصة، ويذهب بعضهم إلى أنها كتبت حواليسنة 130 ق.م. لأنها تعكس وجهة نظر المكابيين. وتنبئ لغة القصة وأسلوبها على أنهاكتبت بعد زمن حدوثها بوقت طويل. ومن غريب الأمر أن القصة تخلو تماماً من ذكر "يهوه")_ حبيب سعيد: المدخل إلى الكتاب المقدس. ص160صدر عن دار التأليف والنشر للكنيسة الأسقفية بالقاهرة، بالاشتراك مع مجمعالكنائس في الشرق الأدنى.
فالسفر مجهول الكاتب، لا يعرفكاتبه!!مجهول التاريخ، لا يعرف تاريخ كتابته!
وكتب بعد وقت طويل من الأحداثالتي يرويها... وهناك من يقول أنه كتب سنة 130 ق.م. ونحن نعلم أن "ملاخي" آخرأنبياء بني إسرائيل بينه وبين المسيح حوالي أربعمائة سنة، وعليه فإن كاتب السفر ليسنبياً من الأنبياء.وليس في السفر لفظة "الله" أو "يهوه" كما يقول حبيبسعيد، أو ذكر عن الله، أو شيء يشير إليه، أو يدعو إليه، أو خبر عن اليوم الآخر.....
وهذا النقص العجيب في هذا السفر جعل اليهود يضيفون إليه بعد ذلك ما عرف بـ "تتمة سفر إستير" ويكثرون من كتابة اسم "الله" ليتداركوا نقص السفرالأول. وكتبة هذه التتمة مجهولون أيضاً، ككتبة السفر الأول.
يقول حبيبسعيد:
(وهذه الإضافات التي كتبت فيما بين سنة 114 ق.م. وسنة 90ب.م. والتي يبدو أنها كتبت بغير يد واحدة، وضعت في الأصل باليونانية وأدخلت بعد ذلكفي الترجمة السبعينية لسفر أستير القانوني. وسفر أستير القانوني – كما هو معروف- عار عن أي صبغة دينية، وحتى اسم الله لم يذكر به إطلاقاً. وفي هذه الفصول الإضافيةيظهر الطابع الديني الذي ينقص السفر العبري القانوني فيذكر اسم الله بكثرة، ولعلبعض القصد في هذه الإضافات اليونانية أن يكمل النقص الديني في النسخةالعبرانية)_المدخل إلى الكتاب المقدس لحبيب سعيدص192
وضعف السفر سواء في موضوعه، أو في لغته وأسلوبه، جعل من النصارىمن يفضل عليه أسفار غير قانونية:
(فلوثر نفسه لم يتردد فيمقارنة الأسفار القانونية بغيرها من الأسفار غير القانونية، رغب في أن يدمج سفرالمكابيين الأول بدلاً من سفر أستير في الكتاب المقدس القانوني)_ المدخل إلى الكتاب المقدسص186
وهذا السفر الضعيف هو حجة النصارى في قصة هامان!!وهنا يأتيسؤال:هل كان هناك (في فارس) هامان حقاً....وكان وزيراً للملك الفارسي، دبرت أستيراليهودية له المكائد هي ومردخاى حتى قتله الملك، وبذلك خلصت اليهود من أحد أقوىأعدائهم... كما في سفر إستير؟
هل ما رواه السفر قصة حقيقية، وهامان هذا شخصيةحقيقية وجدت في التاريخ؟كتب حبيب سعيد تحت عنوان: هل القصة تاريخية:(على أن طائفة من الشراح يذهبون إلى أن القصة ليست تاريخية واقعية. فليس في سجلات الملك الفارسي أًحَشْوِيرُوش –وهي باقية حتى اليوم- ذكر للملكة وشتي،أو أستير، أو مردخاي ، أو هامان _ (المدخل إلى الكتاب المقدس. ص160_. صدر عن دار التأليفوالنشر للكنيسة الأسقفية بالقاهرة.فهذا السفر مجهول الهوية، الذيأراد لوثر حذفه من الكتاب المقدس، والذي هو مصدر معلومات النصارى بشأن هامان، هذاالسفر يحكي قصة مؤلفة، ليست من التاريخ. وأحداثها من وحي الخيال لا صلة لهابالواقع، فلم يكن للملك الفارسي وزير يدعى هامان، ولا زوجة اسمها أستير, وسجلاتالملك الفارسي باقية حتى اليوم ليس فيها لا هامان!! ولا إستير، وليس فيها أن الملكتزوجها، ولا طلق وشتي، ولا كانت وشتي ولا إستير زوجتين له، ولا هناك مردخاياليهودي... ولا.. ولا... ولا...
يتبين بذلك أسطورة القصة في الكتاب المقدس، وأنالأمر كله هو تأليف... أو في الحقيقة كذب. لكنها أساطيرمن سفر إستير.
فكتبة هذه الأسفار، ألحقوا بشخصياتتاريخية، أحداثاً وأشخاصاً وهمية لا يعرفونها...
ولو تجاوزنا عن ذلك وقبلناه فيالقصص والروايات، فلا يصح بحال أن يقبل في أسفار دينية مقدسة.(يفترض أنها من الله )
خامسا : تدل هذه الآية على عدة إعجازات غيبية :
1. تأليه فرعون لنفسه : في قوله ( ما علمت لكم من إله غيري ) و الأبحاث الأثرية التي قامت حول الحضارة المصرية القديمة تأكد أن الفراعنة منذ الأسرة الرابعة كانوا يصرحون ببنوتهم للإله رع الذي يمثل إله الشمس التي كان يعبدها قدماء المصريين ،بل إن اسم رع دخل في ألقاب الفراعنة ، مثل "رع نب " أي الرب الذهبي و لعل أوضح دليل على تأليه الفراعنة لأنفسهم كما يقول بريستد عالم الآثار و التي حفظتها نصوص الأهرام هي أنشودة للشمس تربد فيها هوية الملك بإله الشمس ، إن هذه الأنشودة تخاطب مصر ، في تعداد طويل و رائع للمنافع التي تستمتع بها ، تحت حماية و سيادة إله الشمس ، فعلى ذلك يمنح فرعون مصر نفس المنافع ، ولهذا يجب أن يتسلم نفس الهبات من مصر ، و لذا الأنشودة بأكملها تعاد بوضع اسم فرعون أينما يجيء اسم رع أو حورس في الأنشودة الأصلية [1].
2. الإعجاز الثاني: هو استعمال الفراعنة الأجر في بناء الصروح : فقد طلب فرعون من هامان أن يبني له من الطين المحروق ( الأجر ) صرحاً ، و هذا يعتبر من الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم فقد ظل الاعتقاد السائد عند المؤرخين أن الآجر لم يظهر في مصر القديمة قبل العصر الروماني و ذلك حسب رأي المؤرخين مثل الدكتور عبد المنعم أبو بكر في كتابه الصناعات ، تاريخ الحضارة المصرية ص485و الذي يرى في ذلك إشكال في رأيه و ما جاءت به الآيات السابقة التي تبين طلب فرعون من هامان أن يبني لي صرحاً من الآجر أو الطين المحروق و ظل هذا هو رأي المؤرخين إلى أن عثر عالم الآثار بتري على كمية من الآجر المحروق بنيت به قبور ، و أقيمت به بعض من أسس المنشآت ، ترجع إلى عصور الفراعين رعمسيس الثاني و مرنبتاح و سيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشر (1308 1184 ق. م ) و كان عثوره عليها في : "نبيشة " و " دفنه " غير بعيد من بي رعمسيس ( قنطير ) عاصمة هؤلاء الفراعين في شرق الدلتا . [2]
3. أما الإعجاز الثالث هو الإشارة إلى أحد أعوان فرعون باسمه " هامان " فقد وجد العلماء الآثار هذا الاسم مكتوباً على نصب أحد فراعنة مصر القديمة و هذا النصب موجود في متحف هوف بفينا كما يأكد هذا النص أن هامان كان مقرباً من فرعون و قد ورد أيضاً أسم هامان في "قاموس أسماء الأشخاص في المملكة الجديدة :
Dictionary ofPersonal names of the New Kingdom
وهو القاموس المستند على مجموعة المعلومات المستقاة من الكتابات المصرية القديمة و وردت الإشارة إلى هامان على أن رئيس البناءين في معامل نحت الحجارة و هذا يتوافق مع القرآن الذي يشير إلى هامان على أنه المسؤول عن تشييد الصروح في مملكة الفرعون [3].
تجميع واضافة بواسطة : رشيد المليكي
السؤال: جاء في القرآن أن هامانكان وزيراً لفرعون. وهذا خطأ تاريخي ؛ لأن هامان كان وزيراً لأحشويرش ملك الفرس فىمدينة بابل. وبين فرعون وأحشويرش زهاء ألف سنة. (الرازي في تفسير غافر 40: 36 و37.(
الجواب والتوضيح:
أولا : من أعلمالمؤلف بأن هامان كان وزيراً لفرعون ؟ وهذا السؤال على معنى أن هامان اسم شخص. ولاأحد أعلمه بأن هامان اسم شخص إلا الرواة الذين لا يوثق بمروياتهم. وإذا أصرّ على أنهامان اسم شخص. فليسلّم بأن فرعون اسم شخص. ومعلوم أنه لقب " الملك " كان لرئيسالمصريين في زمن يوسف ـ عليه السلام ـ وأن لقب " فرعون " كان لرئيس المصريين فى زمنموسى ـ عليه السلام ـ مما يدل على تغير نظام الحكم.
وإذا صح أن " هامان " لقبلكل نائب عن الملك، لا اسم شخص. فإنه يصح أن يُطلق على النائب عن فرعون أو عن أىملك من الملوك. وعلى ذلك يكون معنى: (إن فرعون وهامان وجنودهما ) (1) هو إن رئيسمصر ونائبه (وجنودهما كانوا خاطئين) . ومثل ذلك: مثللقب الملك الذي يُطلق على رؤساء البلاد ؛ فإنه يطلق على رؤساء فارس واليونان ومصرواليمن وسائر البلاد ، ولا يتوجه على إطلاقه خطأ من أخطاء التاريخ.
ثانيا ً: ــالذي ألقى هذه الشبهة اعتمد في الحكم على القرآن الكريم بالخطأعلى كتابه المقدس كمعيار... ونحن لانسلم أصلاً بصحة كتابه من جميع الوجوه فضلاً عن صحته تاريخياً ... بل إن علماءالنصارى أنفسهم يقرون بذلك .. ففي مجمع الفاتيكان لسنة 1962: 1965 م تمبحث موضوع المشكلات الصعبة في الكتاب المقدس وصدرت وثيقة صوت لها 2344 من الحاضرينمقابل 6 رفضوها ـــ تقول الوثيقة في الفصل الرابع: ــ
) تسمح أسفار العهدالقديم للكل بمعرفة الله ومن هو الإنسان بما لا يقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بهاالله في عدله ورحمته ـغير أن هذه الكتب تحتوى على شوائب وشيءمن البطلانـ ومع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي .(
ثالثاً : ــلم يذكر لفظ هامان ولم يذكر أن هامان كانوزيراً لْمَلِكِ اسمه أَحْشَوِيرُوشَإلا في سفر واحد من أسفارالكتاب المقدس ال 73 أو ال66 عند البروتستانت وهو سفر أستير (سيء السمعة)... وهو سيء السمعة للأسباب التالية : ــ1ــسفر أستير هو السفر الوحيد بين أسفار الكتاب المقدس الذي لم يجدوا أثراولو لفقرة واحدة فيه بين مخطوطات البحر الميت ..فمن بين آلاف القصاصاتوأشلاء الأوراق المتناثرة في كهوف قمران....لم يستطيعوا أن يجدوا عبارة واحدة أونصف عبارة لسفر أستير تؤكد وجود هذا السفر تاريخياً....لم يجدوا مطلقا !!!!
يقول قاموس الكتاب المقدس بالنص: (وقد اكتشفت من بين لفائف وادي قمران ومخطوطاتهأجزاء من كل سفر من أسفار العهد القديم فيما عدا سفر أستير)
http://www.albishara.org/detailk.php?id=3443&key=
2 ــسفر أستير هو السفر الوحيد بين أسفار الكتاب المقدس الذي لميذكر فيه إسم الله ولو مرة واحدة!!
3ــالعهدالجديد كله لم يقتبس ولو فقرة واحدة من سفر أستير ...رغم اقتباسه من غالبيةالأسفار الأخرى مما يقلل من فرص وجوده تاريخياً كسفر من أسفار اليهود في هذا الوقت ...
4ــ يقول مليتو أسقف ساردس (حوالي 170م) أنه ذهب إلى الشرق ليعرف عددالكتب التي يستخدمها اليهود في فلسطين ، كما نقل عنه المؤرخ الكنسي (يوسابيوس ك4ف11:26) ثم يذكرهم كالآتي:
"أسفار موسى الخمسة 000 يشوع وقضاة وراعوث والملوكأربعة أسفار ، أخبار الأيام سفران ، مزامير داود وأمثال سليمان وأيضا الحكمةوالجامعة ونشيد الإنشاد وأيوب والأنبياء و إشعياء و إرمياء ، الأنبياء الاثنى عشر سفرواحدا ، دانيال و حزقيال وعزرا. ومن هذه جعلت المجموعات التي قسمتها إلى ستة كتب " .
والملاحظ في قائمته أنه قسم سفر الملوك الذي دمجه مع صموئيل إلى أربعة أسفار ،وأخبار الأيام إلى سفرين . وأضاف سفر الحكمة من الأسفار القانونية الثانيةولم يذكر أستير . نقلاً عن (الكتاب المقدس يتحدى)_للقس عبد المسيح بسيط ص 87 .
رابعا ً :ــأراء بعض علماء الكتاب المقدس فى سفر أستير: ــ
" اشعر بالعداء نحو هذا السفر لدرجةأنني كنت أتمنى ألا يكون موجوداً،فهذا السفر يصبغ كل شيء بالصبغة اليهودية ،كما أنه يحمل في طياته الكثيرمن القسوة الوثنية "
....... مارتن لوثر Martin Luther
" على الرغم من أن اليهود يضعون هذا السفر بينالأسفار القانونيةإلا أن ذلك السفر جدير - أكثر من كل كتب الأبوكريفا –
بأنيستبعد من الأسفار القانونية "
....... مارتن لوثر Martin Luther
" إن هذا السفر - في حقيقة الأمر –
ليس إلا نسيجاً من المستحيلات "
....... نولدكهNoldeke
أن سفر أستيرنتاج خيال محض ،وأنه لا يثبت سوى غطرسة اليهود وكبريائهم "
......... سملرSelmer
" إن هذا السفرينتهك كل الاحتمالات التاريخية ،كما أنه يحتوي على صعوبات بالغة وأخطاء عديدة "
........... دى فيته De wette
"إن أصلالقصة بأكملها مقتبسة من الأساطير البابلية والعيلامية,
فاستير مستوحاة منالإلهه البابلية عشتار.ومردخاى مستوحى من مردوخ الإله الحافظ لبابل ,
وهامانمستوحى من ( هامان ) أو ( هومان ) اله العيلاميين الرئيسيالذي في عاصمة دولته) سوسه) تدور أحداث قصة أستير ,
( وشتى ) مستوحاة من إحدى الإلهاتالعيلامية "
....... نولدكه _ Noldeke نقلا عن دائرة المعارف اليهودية
**سفرأستير من أسفار (الكتابات) في العهد القديم. واليهود يقسمون كتابهم المقدس إلىثلاثة أقسام:
1- التوراة وهي الأسفار الخمسة التي تنسب إلى موسى.
2- والقسمالثاني ويتألف من أسفار الأنبياء المتقدمين مثل سفر يشوع، والقضاة، وصموئيل... والأنبياء المتأخرين مثل أشعياء،
و إرمياء ، و حزقيال.
3- ثم القسم الثالث وهوكتابات العبرانيين القانونية التي منها سفر أستير، والمزامير، ونشيد الإنشاد،والمراثي.
وسفر أستير لا يعرف كاتبه، ولا تاريخ كتابته! أو كما يقول حبيبسعيد:
(ليس هناك أي دليل ينبئ عمن هو كاتب هذا السفر،وعن تاريخ كتابته.... ولا ندري متى كتبت القصة، ويذهب بعضهم إلى أنها كتبت حواليسنة 130 ق.م. لأنها تعكس وجهة نظر المكابيين. وتنبئ لغة القصة وأسلوبها على أنهاكتبت بعد زمن حدوثها بوقت طويل. ومن غريب الأمر أن القصة تخلو تماماً من ذكر "يهوه")_ حبيب سعيد: المدخل إلى الكتاب المقدس. ص160صدر عن دار التأليف والنشر للكنيسة الأسقفية بالقاهرة، بالاشتراك مع مجمعالكنائس في الشرق الأدنى.
فالسفر مجهول الكاتب، لا يعرفكاتبه!!مجهول التاريخ، لا يعرف تاريخ كتابته!
وكتب بعد وقت طويل من الأحداثالتي يرويها... وهناك من يقول أنه كتب سنة 130 ق.م. ونحن نعلم أن "ملاخي" آخرأنبياء بني إسرائيل بينه وبين المسيح حوالي أربعمائة سنة، وعليه فإن كاتب السفر ليسنبياً من الأنبياء.وليس في السفر لفظة "الله" أو "يهوه" كما يقول حبيبسعيد، أو ذكر عن الله، أو شيء يشير إليه، أو يدعو إليه، أو خبر عن اليوم الآخر.....
وهذا النقص العجيب في هذا السفر جعل اليهود يضيفون إليه بعد ذلك ما عرف بـ "تتمة سفر إستير" ويكثرون من كتابة اسم "الله" ليتداركوا نقص السفرالأول. وكتبة هذه التتمة مجهولون أيضاً، ككتبة السفر الأول.
يقول حبيبسعيد:
(وهذه الإضافات التي كتبت فيما بين سنة 114 ق.م. وسنة 90ب.م. والتي يبدو أنها كتبت بغير يد واحدة، وضعت في الأصل باليونانية وأدخلت بعد ذلكفي الترجمة السبعينية لسفر أستير القانوني. وسفر أستير القانوني – كما هو معروف- عار عن أي صبغة دينية، وحتى اسم الله لم يذكر به إطلاقاً. وفي هذه الفصول الإضافيةيظهر الطابع الديني الذي ينقص السفر العبري القانوني فيذكر اسم الله بكثرة، ولعلبعض القصد في هذه الإضافات اليونانية أن يكمل النقص الديني في النسخةالعبرانية)_المدخل إلى الكتاب المقدس لحبيب سعيدص192
وضعف السفر سواء في موضوعه، أو في لغته وأسلوبه، جعل من النصارىمن يفضل عليه أسفار غير قانونية:
(فلوثر نفسه لم يتردد فيمقارنة الأسفار القانونية بغيرها من الأسفار غير القانونية، رغب في أن يدمج سفرالمكابيين الأول بدلاً من سفر أستير في الكتاب المقدس القانوني)_ المدخل إلى الكتاب المقدسص186
وهذا السفر الضعيف هو حجة النصارى في قصة هامان!!وهنا يأتيسؤال:هل كان هناك (في فارس) هامان حقاً....وكان وزيراً للملك الفارسي، دبرت أستيراليهودية له المكائد هي ومردخاى حتى قتله الملك، وبذلك خلصت اليهود من أحد أقوىأعدائهم... كما في سفر إستير؟
هل ما رواه السفر قصة حقيقية، وهامان هذا شخصيةحقيقية وجدت في التاريخ؟كتب حبيب سعيد تحت عنوان: هل القصة تاريخية:(على أن طائفة من الشراح يذهبون إلى أن القصة ليست تاريخية واقعية. فليس في سجلات الملك الفارسي أًحَشْوِيرُوش –وهي باقية حتى اليوم- ذكر للملكة وشتي،أو أستير، أو مردخاي ، أو هامان _ (المدخل إلى الكتاب المقدس. ص160_. صدر عن دار التأليفوالنشر للكنيسة الأسقفية بالقاهرة.فهذا السفر مجهول الهوية، الذيأراد لوثر حذفه من الكتاب المقدس، والذي هو مصدر معلومات النصارى بشأن هامان، هذاالسفر يحكي قصة مؤلفة، ليست من التاريخ. وأحداثها من وحي الخيال لا صلة لهابالواقع، فلم يكن للملك الفارسي وزير يدعى هامان، ولا زوجة اسمها أستير, وسجلاتالملك الفارسي باقية حتى اليوم ليس فيها لا هامان!! ولا إستير، وليس فيها أن الملكتزوجها، ولا طلق وشتي، ولا كانت وشتي ولا إستير زوجتين له، ولا هناك مردخاياليهودي... ولا.. ولا... ولا...
يتبين بذلك أسطورة القصة في الكتاب المقدس، وأنالأمر كله هو تأليف... أو في الحقيقة كذب. لكنها أساطيرمن سفر إستير.
فكتبة هذه الأسفار، ألحقوا بشخصياتتاريخية، أحداثاً وأشخاصاً وهمية لا يعرفونها...
ولو تجاوزنا عن ذلك وقبلناه فيالقصص والروايات، فلا يصح بحال أن يقبل في أسفار دينية مقدسة.(يفترض أنها من الله )
خامسا : تدل هذه الآية على عدة إعجازات غيبية :
1. تأليه فرعون لنفسه : في قوله ( ما علمت لكم من إله غيري ) و الأبحاث الأثرية التي قامت حول الحضارة المصرية القديمة تأكد أن الفراعنة منذ الأسرة الرابعة كانوا يصرحون ببنوتهم للإله رع الذي يمثل إله الشمس التي كان يعبدها قدماء المصريين ،بل إن اسم رع دخل في ألقاب الفراعنة ، مثل "رع نب " أي الرب الذهبي و لعل أوضح دليل على تأليه الفراعنة لأنفسهم كما يقول بريستد عالم الآثار و التي حفظتها نصوص الأهرام هي أنشودة للشمس تربد فيها هوية الملك بإله الشمس ، إن هذه الأنشودة تخاطب مصر ، في تعداد طويل و رائع للمنافع التي تستمتع بها ، تحت حماية و سيادة إله الشمس ، فعلى ذلك يمنح فرعون مصر نفس المنافع ، ولهذا يجب أن يتسلم نفس الهبات من مصر ، و لذا الأنشودة بأكملها تعاد بوضع اسم فرعون أينما يجيء اسم رع أو حورس في الأنشودة الأصلية [1].
2. الإعجاز الثاني: هو استعمال الفراعنة الأجر في بناء الصروح : فقد طلب فرعون من هامان أن يبني له من الطين المحروق ( الأجر ) صرحاً ، و هذا يعتبر من الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم فقد ظل الاعتقاد السائد عند المؤرخين أن الآجر لم يظهر في مصر القديمة قبل العصر الروماني و ذلك حسب رأي المؤرخين مثل الدكتور عبد المنعم أبو بكر في كتابه الصناعات ، تاريخ الحضارة المصرية ص485و الذي يرى في ذلك إشكال في رأيه و ما جاءت به الآيات السابقة التي تبين طلب فرعون من هامان أن يبني لي صرحاً من الآجر أو الطين المحروق و ظل هذا هو رأي المؤرخين إلى أن عثر عالم الآثار بتري على كمية من الآجر المحروق بنيت به قبور ، و أقيمت به بعض من أسس المنشآت ، ترجع إلى عصور الفراعين رعمسيس الثاني و مرنبتاح و سيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشر (1308 1184 ق. م ) و كان عثوره عليها في : "نبيشة " و " دفنه " غير بعيد من بي رعمسيس ( قنطير ) عاصمة هؤلاء الفراعين في شرق الدلتا . [2]
3. أما الإعجاز الثالث هو الإشارة إلى أحد أعوان فرعون باسمه " هامان " فقد وجد العلماء الآثار هذا الاسم مكتوباً على نصب أحد فراعنة مصر القديمة و هذا النصب موجود في متحف هوف بفينا كما يأكد هذا النص أن هامان كان مقرباً من فرعون و قد ورد أيضاً أسم هامان في "قاموس أسماء الأشخاص في المملكة الجديدة :
Dictionary ofPersonal names of the New Kingdom
وهو القاموس المستند على مجموعة المعلومات المستقاة من الكتابات المصرية القديمة و وردت الإشارة إلى هامان على أن رئيس البناءين في معامل نحت الحجارة و هذا يتوافق مع القرآن الذي يشير إلى هامان على أنه المسؤول عن تشييد الصروح في مملكة الفرعون [3].
(يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[سورة: آل عمران - الآية: 71]
تعليق