خاتم الأنبياء :
قال يسوع : ( السماء و الأرض تزولان أما كلامى فلا يزول ) يا له من تأكيد ، قال يسوع هذه الجملة فى إنجيل متى يؤكد لنا أن زوال السماء والأرض ممكن وأيسر وأسهل من عدم تحقق نبوءاته التى يتنبأ بها عن ظهور ملكوت الله فى الأرض ، وزمن بداية ظهور هذا الملكوت تحديدا أن يسوع أوجد لنا رابطاً بين نبوءته ونبوءة دانيال النبى عن رجسة الخراب وببحث هذا الرابط وفهمه جيدا أدركنا أنه كان يشير تحديدا إلى السنة التى يجب بدء عد السبعين أسبوعا لدانيال النبى منها والتى بعدها سوف يظهر النبى الخاتم بالرسالة الخاتمة من الله وربط يسوع سنة ظهور رجسة الخراب فى المكان المقدس بأحداث معينة ستحدث بعد رفعه للسماء بفترة وسيشهد هذه الأحداث بعضا من الجيل الذى كان معاصرا له ، وتحققت نبوءات يسوع النبى كلها وسيتضح لك هذا كله الآن ، ففى كتاب متى يقول النبى (يسوع) : ( يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا ، هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا ؛ لأني أقول لكم أنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب ».
نلاحظ دائما أن يسوع كلما تحدث عن أورشليم أو الهيكل تنبأ لهما بالخراب والتدمير وهذا بصورة دائمة نلاحظ هذا دائما من كلامه ونلاحظ أنه لا يبشر ببناء المدينة وإعادة بناء للهيكل مرة أخرى بل كانت نبوءاته عن المدينة المقدسة كلها بالدمار والخراب .
ومعنى ذلك أنه لا يجوز تفسير نبوءة فرح العاقر المترملة على أنها أورشليم حتى و لو كتب اسم صهيون فى مقدمتها فالنبوءة تقول : « ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد ، أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض ، لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل ، قال الرب : أوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق مساكنك ، لا تمسكي، أطيلي أطنابك وشددي أوتادك ، لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسارويرث نسلك أمما ويعمر مدنا خربة ، لا تخافي لأنك لا تخزين ، ولا تخجلي لأنك لا تستحين ، فإنك تنسين خزي صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد » .
إذن على ما تدل نبوءة ترنم و فرح العاقر المترملة ؟ لا شك أنها تدل على مكة والكعبة بيت الله الحرام فالكعبة هى أول بيت وضع فى الأرض لعبادة الله و كان ذلك منذ عهد آدم u .
ثم اندثرت الكعبة قرونا وقرونا عبر امتداد الزمن وانتشار الوثنية فى الأرض إلى أن شاء الله أن يأتى الزمن الذى تطرد فيه هاجر وابنها إسماعيل إلى الصحراء ، ويستقرا فى وادى مكة وتسمى أيضا بوادى بكة وكان حينها ليس إلا وادىاً صحراوىاً تحيط به الجبال ، وشاء الله بتقديره أن ينبع فيه ماء بئر زمزم ليشرب إسماعيل وأمه ولا يموتان من العطش ، وتمر القبائل ويسكنوا المكان لوجود الماء به ويأتى إبراهيم كل عام فى زيارة لوادى مكة ليتفقد الصبى ابنه بكره إسماعيل وأم الصبى هاجر وفى ذات مرة يأمر الله إبراهيم برفع قواعد وأساس بيت الله والتى كانت مطمورة فى الرمال منذ قرون كثيرة .
ويبدأ نبى الله إبراهيم فى تنفيذ الأمر الإلهى بإعادة بناء الكعبة بيت الله الحرام ، يأتيه الوحى من السماء يبين له المكان والشكل المراد الهيئة وإبراهيم وابنه إسماعيل يبنيان الكعبة أول بيت وضع فى الأرض لعبادة الله .
وتم بناء الكعبة بيت الله الحرام وجاء الأمر الإلهى لإبراهيم بأن يؤذن فى الناس بالحج إلى الكعبة وظلت هكذا زمنا يأتيها العابدون لله الموحدون يحجون إليها كل عام فى وقت معلوم وكلهم على دين إبراهيم وابنه النبى إسماعيل يعبدون الله لا يشركون به شيئا ومرت أجيال وراء أجيال وأضل الشيطان الناس وانتشرت الوثنية وعبادة الأصنام فى الجزيرة العربية وبوادى مكة فنصبت الأصنام حول الكعبة وأصبحت الكعبة يحج إليها الكافرون الوثنيون لعبادة أصنامهم وظل هكذا الوضع زمنا طويلا فى أثنائها ازدهرت عبادة الله فى فلسطين حيث المدينة المقدسة أورشليم حيث أرسل الله رسله وأنبياءه من بنى إسرائيل وأتاهم الكتاب يحكمون به وفيه هدى ونور لهم ، وظلت الكعبة محاطة بأصنام الوثنيين ويحج إليها الكافرون إلى أن شاء الله ببعثة رسوله محمد رسولا للناس كلهم ، وهو الذى طهر البيت من الأصنام وأعاد إليه بهاءه الأول كما كان أيام إبراهيم وإسماعيل ، ومن يومها إلى الآن وإلى أبد الآبدين لا يحج إليه إلا الموحدون الذين يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئا بالمناسك التى جاءنا بها رسول الله محمد r والحمد لله رب العالمين .
وتحققت نبوءة الكتاب القديم فقد كانت العاقر المقصودة هى مكة لأن أهلها من بنى إسماعيل لم يظهر فيهم أنبياء ولا نزل عليهم كتاب من الله قبل نبى الله محمد r بعكس بيت المقدس ( الهيكل ) بأورشليم حيث ظهر الكثير من أنبياء بنى إسرائيل عليهم السلام وأنزلت الكتب عليهم من الله لهداية بنى إسرائيل إلى عبادة الله وحده ، فكانت أورشيلم فى النبوءة هى المقصودة بذات البعل ومكة هى العاقر المترملة زمنا طويلا حتى جاء رسول الله محمد بالنور والهدى من الله بدين الحق ليظهره على الدين كله وتحققت نبوءة الكتاب القديم وأصبح أولاد المستوحشة أكثر من أولاد ذات البعل ويكفى دليلا أن تشاهد فى التليفزيون مشاهد الحج فى يوم 9 من شهر ذى الحجة بالتقويم العربى ( يوم وقفة العيد الكبير عند المسلمين ) كل عام بمكة حيث كرمها الله بخير أمة أخرجت للناس ، تشاهد العابدين لله وحده لا يشركون به شيئا المسلمين تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا .
ففى كتاب المزامير فى المزمور رقم (84) هذه النبوءة العظيمة التى تذكر اسم بلد مولد خاتم النبيين محمد و تذكر أن أمته المؤمنة يرتقون من قوة إلى قوة و سينهزم الكافرون أمامهم ،
( O LORD of hosts! 2 My soul longeth, yea, even fainteth for the courts of the LORD: my heart and my flesh crieth out for the living God، 3 Yea, the sparrow hath found an house, and the swallow a nest for herself, where she may lay her young, even thine altars, O LORD of hosts, my King, and my God، 4 Blessed are they that dwell in thy house: they will be still praising thee، Selah، 5 Blessed is the man whose strength is in thee; in whose heart are the ways of them، 6 Who passing through the valley of Baca make it a well; the rain also filleth the pools، 7 They go from strength to strength).
لقد أوردت النص الإنجليزى فى هذه النبوءة التى تذكر اسم بكة مكان مولد خاتم النبيين محمد ؛ لأن الترجمة العربية لهذا النص فى الكتاب المقدس محرفة عن قصد لإخفاء الحقيقة عنكم كما سيتضح لك الآن عبر الشرح ، ففى النص العربى المترجم للنص الإنجليزى السابق تعمد المترجمون التحريف فترجموا الاسم العلم للمكان المذكور فى النص الإنجليزى ( وادى بكة ) إلى ( وادى البكاء ) ليضلوا كل مسيحى باحث عن الحق ويطمسوا اسم مكان مولد النبى محمد وقبلة المسلمين من الكتاب المقدس ولكن الله مضل كيد الكافرين و إن طال عليه الأمد .
فهل لفظة : ( البكاء ) العربية تقابلها لفظة : (baca ) بالإنجليزية ؟!! إن أقل الناس عقلا لا يقول ذلك ، وهذا نص النبوءة المترجم للعربية فى كتابك المقدس بين يديك لتدرك الحق من الباطل وتكون أنت شاهداً عليهم وعلى تحريفهم لكلمة الله . «1- ما أحلى مساكنك يا رب الجنود ، 2- تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب ، قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي، 3- العصفور أيضا وجد بيتا والسنونة عشّا لنفسها حيث تضع أفراخها مذابحك يا رب الجنود ملكي وإلهي ، 4 - طوبى للساكنين في بيتك أبدا يسبحونك ، سلاه 5- طوبى لأناس عزهم بك ، طرق بيتك في قلوبهم . 6 -عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا . أيضا ببركات يغطون مورة يذهبون من قوة إلى قوة » .
فانظركيف أنهم تجاسروا وتبجحوا ليحرفوا كلمة الله وهؤلاء المحرفون توعدهم الله باللعنة والعذاب ، فعلى هؤلاء الملاعين الأنجاس ينطبق كلام الله فى كتاب أشعياء : « ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب فتصير أعمالهم في الظلمة ويقولون من يبصرنا ومن يعرفنا، يا لتحريفكم ، هل يحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن صانعه : لم يصنعني ، أو تقول الجبلة عن جابلها : لم يفهم » .
فعليهم لعنة الله عدد من أضلوا من بنى آدم .
ويتم وعد الله كاملا لمكة و لبيت الله الحرام الكعبة أول بيت وضع فى الأرض لعبادة الله فها هى الحشود الكثيرة من الحجيج الآتين من أقاصى الأرض ليعبدوا الله فى أيام معدودات ويؤدون فريضة الحج بوادى بكة الذى جعله الله حرما آمنا ، وحفظها من يد كل عدو تحاول هدمها ، ولقد أهلك الله أبرهة النصرانى ملك اليمن وجيشه الكبير كله كاملا عندما حاولوا هدمها وكان ذلك فى حوالى سنة 520 وفى هذا العام ولد خاتم النبيين محمد وتحققت النبوءات ففى الكتاب القديم :
« هو ذا على كفي نقشتك ، أسوارك أمامي دائما قد أسرع بنوك، هادموك ومخربوك منك يخرجون ارفعي عينيك حواليك وانظري ،كلهم قد اجتمعوا أتوا إليك ، حيّ أنا يقول الرب:إنك تلبسين كلهم كحلي وتتنطقين بهم كعروس ، إن خَربِك وبراريك وأرض خرابك إنك تكونين الآن ضيقة على السكان ويتباعد مبتلعوك ، يقول أيضا في اذنيك بنو ثكلك ، ضيق عليّ المكان وسعي لي لأسكن فتقولين في قلبك من ولد لي هؤلاء وأنا ثكلى وعاقر منفية ومطرودة ، وهؤلاء من رباهم ، كنت متروكة وحدي ، هؤلاء أين كانوا ؟ هكذا قال السيد الرب ها إني أرفع إلى الأمم يدي وإلى الشعوب أقيم رايتي ، فيأتون بأولادك في الأحضان وبناتك على الأكتاف يحملن ، ويكون الملوك حاضنيكوسيداتهممرضعاتك،بالوجوهالىالأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزى منتظروه ) .
وصدقت النبوءة وأصبح الحجر الذى رذله البناؤون هو رأس الزاوية ، وأصبح المسلمون هم حملة رسالة الله إلى كل شعوب الأرض ، وكان هذا تقدير الله العزيز الحكيم القادر على كل شىء .
وتحققت نبوءة يسوع فى أورشليم فبعد رفعه بأربعين سنة أى فى سنة 70 ميلادية دمر الجيش الرومانى المدينة وخرب الهيكل وأقام المجازر لليهود ، وشرد الشعب اليهودى ، وقتل منهم الكثير ودمر كل شىء وعاصر هذه الأحداث كثير من الجيل الذى كان معاصرا ليسوع كما قال هو تماما :« الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله » .
وكانت كل هذه الأحداث هى تحقيق رجسة الخراب فى نبوءة دانيال النبى والتى أشار إليها يسوع فى كلامه قائلا : « فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال ، والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئا ، والذي في الحقل فلا يرجع إلى ورائه ليأخذ ثيابه وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام ، وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت » .
وأوجد يسوع بتفسيره هذا رابطاً قوىاً جدا بين نبوءة السبعين أسبوعاً لدانيال النبى التى تحدد الزمن الذى سيظهر فيه خاتم النبيين بالرسالة الخاتمة من الله المبارك الآتى باسم الله ، والأحداث التى حدثت بعد رفعه بأربعين سنة من تدمير الهيكل و خراب المدينة المقدسة على يد الجنود الرومان فى سنة 70 ميلادية .
هذا الرابط القوى يتجاهله جميع المفسرين من الكهنوت المسيحى وستعرف سبب هذا التجاهل منهم بعد الشرح ، ففى نص نبوءة رجسة الخراب فى كتاب دانيال : ( وَيُقِيمُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ رَجَاسَةَ الْخَرَابِ ، إِلَى أَنْ يَتِمَّ الْقَضَاءُ، فَيَنْصَبُّ الْعِقَابُ عَلَى الْمُخَرِّبِ ) و تمت هذه الرجاسة بالفعل فى سنة 70 ميلادية على يد الرومانيين فهم الذين تذكرهم النبوءة : « وَيُدَمِّرُ شَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ » كما تنبأ يسوع نفسه بذلك ، وتفسير النبوءة تاريخيا هو أن الجيش الرومانى أتى فى سنة 70 ميلادية ودمر مدينة أورشليم وهدم الهيكل وكان ذلك هو المقصود برجسة الخراب وأن هذا الوضع سيظل قائما حتى يتم قضاء الله كاملا ثم تأتى هزيمة وعقاب على الرومان مرة أخرى ويطردون من فلسطين ومن أرض الشام .
فما هو المقصود بـ : « إلى أن يتم القضاء » فما هو ذلك القضاء نرجع لنص النبوءة نفسه لنعرف المقصود من معنى القضاء ففى النبوءة : « قَدْ صَدَرَ الْقَضَاءُ أَنْ يَمْضِيَ سَبْعُونَ أُسْبُوعاً عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَةِ قُدْسِكَ ، لِلانْتِهَاءِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْقَضَاءِ عَلَى الْخَطِيئَةِ ، وَلِلتَّكْفِيرِ عَنِ الإِثْمِ ، وَلإِشَاعَةِ الْبِرِّ الأَبَدِيِّ وَخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ » .
وبذلك ومن نص النبوءة نفسه يتضح لنا أن المقصود بالقضاء هو الفترة الزمنية الواقعة بين ظهور رجسة الخراب بالمكان المقدس ، وظهور النبى الخاتم بالرسالة الخاتمة من الله وحددت النبوءة هذه الفترة الزمنية بسبعين أسبوعا ، والأسبوع هنا يعنى سبع سنين وعليه يكون السبعون أسبوعا يساوى فترة زمنية قدرها 490 سنة ، وسنة بدء العد للسبعين أسبوعا هى سنة 70 ميلادية سنة ظهور رجسة الخراب فى المكان المقدس .
ولمعرفة السنة بالتأريخ الميلادى الذى سوف يظهر فيه المبارك الآتى باسم الله الذى ستختم به النبوة و الرسالة ، نجمع 70 + 490 =560 أى فى سنة 560 ميلادية ، وكان فى هذه السنة النبى محمد عمره 40 سنة حيث نزل عليه الوحى الإلهى لأول مرة عليه أول مرة ، بينما كان فى غار حراء يعبد الله ، وكان به ختم النبوة وأنزلت عليه الرسالة الخاتمة من الله القرآن الكريم
-------------------------------
فى إنتظار الردود على الشطر الأخير ( 0000 ) خاصة ( هام ) معروض للنقاش
قال يسوع : ( السماء و الأرض تزولان أما كلامى فلا يزول ) يا له من تأكيد ، قال يسوع هذه الجملة فى إنجيل متى يؤكد لنا أن زوال السماء والأرض ممكن وأيسر وأسهل من عدم تحقق نبوءاته التى يتنبأ بها عن ظهور ملكوت الله فى الأرض ، وزمن بداية ظهور هذا الملكوت تحديدا أن يسوع أوجد لنا رابطاً بين نبوءته ونبوءة دانيال النبى عن رجسة الخراب وببحث هذا الرابط وفهمه جيدا أدركنا أنه كان يشير تحديدا إلى السنة التى يجب بدء عد السبعين أسبوعا لدانيال النبى منها والتى بعدها سوف يظهر النبى الخاتم بالرسالة الخاتمة من الله وربط يسوع سنة ظهور رجسة الخراب فى المكان المقدس بأحداث معينة ستحدث بعد رفعه للسماء بفترة وسيشهد هذه الأحداث بعضا من الجيل الذى كان معاصرا له ، وتحققت نبوءات يسوع النبى كلها وسيتضح لك هذا كله الآن ، ففى كتاب متى يقول النبى (يسوع) : ( يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا ، هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا ؛ لأني أقول لكم أنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب ».
نلاحظ دائما أن يسوع كلما تحدث عن أورشليم أو الهيكل تنبأ لهما بالخراب والتدمير وهذا بصورة دائمة نلاحظ هذا دائما من كلامه ونلاحظ أنه لا يبشر ببناء المدينة وإعادة بناء للهيكل مرة أخرى بل كانت نبوءاته عن المدينة المقدسة كلها بالدمار والخراب .
ومعنى ذلك أنه لا يجوز تفسير نبوءة فرح العاقر المترملة على أنها أورشليم حتى و لو كتب اسم صهيون فى مقدمتها فالنبوءة تقول : « ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد ، أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض ، لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل ، قال الرب : أوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق مساكنك ، لا تمسكي، أطيلي أطنابك وشددي أوتادك ، لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسارويرث نسلك أمما ويعمر مدنا خربة ، لا تخافي لأنك لا تخزين ، ولا تخجلي لأنك لا تستحين ، فإنك تنسين خزي صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد » .
إذن على ما تدل نبوءة ترنم و فرح العاقر المترملة ؟ لا شك أنها تدل على مكة والكعبة بيت الله الحرام فالكعبة هى أول بيت وضع فى الأرض لعبادة الله و كان ذلك منذ عهد آدم u .
ثم اندثرت الكعبة قرونا وقرونا عبر امتداد الزمن وانتشار الوثنية فى الأرض إلى أن شاء الله أن يأتى الزمن الذى تطرد فيه هاجر وابنها إسماعيل إلى الصحراء ، ويستقرا فى وادى مكة وتسمى أيضا بوادى بكة وكان حينها ليس إلا وادىاً صحراوىاً تحيط به الجبال ، وشاء الله بتقديره أن ينبع فيه ماء بئر زمزم ليشرب إسماعيل وأمه ولا يموتان من العطش ، وتمر القبائل ويسكنوا المكان لوجود الماء به ويأتى إبراهيم كل عام فى زيارة لوادى مكة ليتفقد الصبى ابنه بكره إسماعيل وأم الصبى هاجر وفى ذات مرة يأمر الله إبراهيم برفع قواعد وأساس بيت الله والتى كانت مطمورة فى الرمال منذ قرون كثيرة .
ويبدأ نبى الله إبراهيم فى تنفيذ الأمر الإلهى بإعادة بناء الكعبة بيت الله الحرام ، يأتيه الوحى من السماء يبين له المكان والشكل المراد الهيئة وإبراهيم وابنه إسماعيل يبنيان الكعبة أول بيت وضع فى الأرض لعبادة الله .
وتم بناء الكعبة بيت الله الحرام وجاء الأمر الإلهى لإبراهيم بأن يؤذن فى الناس بالحج إلى الكعبة وظلت هكذا زمنا يأتيها العابدون لله الموحدون يحجون إليها كل عام فى وقت معلوم وكلهم على دين إبراهيم وابنه النبى إسماعيل يعبدون الله لا يشركون به شيئا ومرت أجيال وراء أجيال وأضل الشيطان الناس وانتشرت الوثنية وعبادة الأصنام فى الجزيرة العربية وبوادى مكة فنصبت الأصنام حول الكعبة وأصبحت الكعبة يحج إليها الكافرون الوثنيون لعبادة أصنامهم وظل هكذا الوضع زمنا طويلا فى أثنائها ازدهرت عبادة الله فى فلسطين حيث المدينة المقدسة أورشليم حيث أرسل الله رسله وأنبياءه من بنى إسرائيل وأتاهم الكتاب يحكمون به وفيه هدى ونور لهم ، وظلت الكعبة محاطة بأصنام الوثنيين ويحج إليها الكافرون إلى أن شاء الله ببعثة رسوله محمد رسولا للناس كلهم ، وهو الذى طهر البيت من الأصنام وأعاد إليه بهاءه الأول كما كان أيام إبراهيم وإسماعيل ، ومن يومها إلى الآن وإلى أبد الآبدين لا يحج إليه إلا الموحدون الذين يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئا بالمناسك التى جاءنا بها رسول الله محمد r والحمد لله رب العالمين .
وتحققت نبوءة الكتاب القديم فقد كانت العاقر المقصودة هى مكة لأن أهلها من بنى إسماعيل لم يظهر فيهم أنبياء ولا نزل عليهم كتاب من الله قبل نبى الله محمد r بعكس بيت المقدس ( الهيكل ) بأورشليم حيث ظهر الكثير من أنبياء بنى إسرائيل عليهم السلام وأنزلت الكتب عليهم من الله لهداية بنى إسرائيل إلى عبادة الله وحده ، فكانت أورشيلم فى النبوءة هى المقصودة بذات البعل ومكة هى العاقر المترملة زمنا طويلا حتى جاء رسول الله محمد بالنور والهدى من الله بدين الحق ليظهره على الدين كله وتحققت نبوءة الكتاب القديم وأصبح أولاد المستوحشة أكثر من أولاد ذات البعل ويكفى دليلا أن تشاهد فى التليفزيون مشاهد الحج فى يوم 9 من شهر ذى الحجة بالتقويم العربى ( يوم وقفة العيد الكبير عند المسلمين ) كل عام بمكة حيث كرمها الله بخير أمة أخرجت للناس ، تشاهد العابدين لله وحده لا يشركون به شيئا المسلمين تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا .
ففى كتاب المزامير فى المزمور رقم (84) هذه النبوءة العظيمة التى تذكر اسم بلد مولد خاتم النبيين محمد و تذكر أن أمته المؤمنة يرتقون من قوة إلى قوة و سينهزم الكافرون أمامهم ،
( O LORD of hosts! 2 My soul longeth, yea, even fainteth for the courts of the LORD: my heart and my flesh crieth out for the living God، 3 Yea, the sparrow hath found an house, and the swallow a nest for herself, where she may lay her young, even thine altars, O LORD of hosts, my King, and my God، 4 Blessed are they that dwell in thy house: they will be still praising thee، Selah، 5 Blessed is the man whose strength is in thee; in whose heart are the ways of them، 6 Who passing through the valley of Baca make it a well; the rain also filleth the pools، 7 They go from strength to strength).
لقد أوردت النص الإنجليزى فى هذه النبوءة التى تذكر اسم بكة مكان مولد خاتم النبيين محمد ؛ لأن الترجمة العربية لهذا النص فى الكتاب المقدس محرفة عن قصد لإخفاء الحقيقة عنكم كما سيتضح لك الآن عبر الشرح ، ففى النص العربى المترجم للنص الإنجليزى السابق تعمد المترجمون التحريف فترجموا الاسم العلم للمكان المذكور فى النص الإنجليزى ( وادى بكة ) إلى ( وادى البكاء ) ليضلوا كل مسيحى باحث عن الحق ويطمسوا اسم مكان مولد النبى محمد وقبلة المسلمين من الكتاب المقدس ولكن الله مضل كيد الكافرين و إن طال عليه الأمد .
فهل لفظة : ( البكاء ) العربية تقابلها لفظة : (baca ) بالإنجليزية ؟!! إن أقل الناس عقلا لا يقول ذلك ، وهذا نص النبوءة المترجم للعربية فى كتابك المقدس بين يديك لتدرك الحق من الباطل وتكون أنت شاهداً عليهم وعلى تحريفهم لكلمة الله . «1- ما أحلى مساكنك يا رب الجنود ، 2- تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب ، قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي، 3- العصفور أيضا وجد بيتا والسنونة عشّا لنفسها حيث تضع أفراخها مذابحك يا رب الجنود ملكي وإلهي ، 4 - طوبى للساكنين في بيتك أبدا يسبحونك ، سلاه 5- طوبى لأناس عزهم بك ، طرق بيتك في قلوبهم . 6 -عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا . أيضا ببركات يغطون مورة يذهبون من قوة إلى قوة » .
فانظركيف أنهم تجاسروا وتبجحوا ليحرفوا كلمة الله وهؤلاء المحرفون توعدهم الله باللعنة والعذاب ، فعلى هؤلاء الملاعين الأنجاس ينطبق كلام الله فى كتاب أشعياء : « ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب فتصير أعمالهم في الظلمة ويقولون من يبصرنا ومن يعرفنا، يا لتحريفكم ، هل يحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن صانعه : لم يصنعني ، أو تقول الجبلة عن جابلها : لم يفهم » .
فعليهم لعنة الله عدد من أضلوا من بنى آدم .
ويتم وعد الله كاملا لمكة و لبيت الله الحرام الكعبة أول بيت وضع فى الأرض لعبادة الله فها هى الحشود الكثيرة من الحجيج الآتين من أقاصى الأرض ليعبدوا الله فى أيام معدودات ويؤدون فريضة الحج بوادى بكة الذى جعله الله حرما آمنا ، وحفظها من يد كل عدو تحاول هدمها ، ولقد أهلك الله أبرهة النصرانى ملك اليمن وجيشه الكبير كله كاملا عندما حاولوا هدمها وكان ذلك فى حوالى سنة 520 وفى هذا العام ولد خاتم النبيين محمد وتحققت النبوءات ففى الكتاب القديم :
« هو ذا على كفي نقشتك ، أسوارك أمامي دائما قد أسرع بنوك، هادموك ومخربوك منك يخرجون ارفعي عينيك حواليك وانظري ،كلهم قد اجتمعوا أتوا إليك ، حيّ أنا يقول الرب:إنك تلبسين كلهم كحلي وتتنطقين بهم كعروس ، إن خَربِك وبراريك وأرض خرابك إنك تكونين الآن ضيقة على السكان ويتباعد مبتلعوك ، يقول أيضا في اذنيك بنو ثكلك ، ضيق عليّ المكان وسعي لي لأسكن فتقولين في قلبك من ولد لي هؤلاء وأنا ثكلى وعاقر منفية ومطرودة ، وهؤلاء من رباهم ، كنت متروكة وحدي ، هؤلاء أين كانوا ؟ هكذا قال السيد الرب ها إني أرفع إلى الأمم يدي وإلى الشعوب أقيم رايتي ، فيأتون بأولادك في الأحضان وبناتك على الأكتاف يحملن ، ويكون الملوك حاضنيكوسيداتهممرضعاتك،بالوجوهالىالأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزى منتظروه ) .
وصدقت النبوءة وأصبح الحجر الذى رذله البناؤون هو رأس الزاوية ، وأصبح المسلمون هم حملة رسالة الله إلى كل شعوب الأرض ، وكان هذا تقدير الله العزيز الحكيم القادر على كل شىء .
وتحققت نبوءة يسوع فى أورشليم فبعد رفعه بأربعين سنة أى فى سنة 70 ميلادية دمر الجيش الرومانى المدينة وخرب الهيكل وأقام المجازر لليهود ، وشرد الشعب اليهودى ، وقتل منهم الكثير ودمر كل شىء وعاصر هذه الأحداث كثير من الجيل الذى كان معاصرا ليسوع كما قال هو تماما :« الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله » .
وكانت كل هذه الأحداث هى تحقيق رجسة الخراب فى نبوءة دانيال النبى والتى أشار إليها يسوع فى كلامه قائلا : « فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال ، والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئا ، والذي في الحقل فلا يرجع إلى ورائه ليأخذ ثيابه وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام ، وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت » .
وأوجد يسوع بتفسيره هذا رابطاً قوىاً جدا بين نبوءة السبعين أسبوعاً لدانيال النبى التى تحدد الزمن الذى سيظهر فيه خاتم النبيين بالرسالة الخاتمة من الله المبارك الآتى باسم الله ، والأحداث التى حدثت بعد رفعه بأربعين سنة من تدمير الهيكل و خراب المدينة المقدسة على يد الجنود الرومان فى سنة 70 ميلادية .
هذا الرابط القوى يتجاهله جميع المفسرين من الكهنوت المسيحى وستعرف سبب هذا التجاهل منهم بعد الشرح ، ففى نص نبوءة رجسة الخراب فى كتاب دانيال : ( وَيُقِيمُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ رَجَاسَةَ الْخَرَابِ ، إِلَى أَنْ يَتِمَّ الْقَضَاءُ، فَيَنْصَبُّ الْعِقَابُ عَلَى الْمُخَرِّبِ ) و تمت هذه الرجاسة بالفعل فى سنة 70 ميلادية على يد الرومانيين فهم الذين تذكرهم النبوءة : « وَيُدَمِّرُ شَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ » كما تنبأ يسوع نفسه بذلك ، وتفسير النبوءة تاريخيا هو أن الجيش الرومانى أتى فى سنة 70 ميلادية ودمر مدينة أورشليم وهدم الهيكل وكان ذلك هو المقصود برجسة الخراب وأن هذا الوضع سيظل قائما حتى يتم قضاء الله كاملا ثم تأتى هزيمة وعقاب على الرومان مرة أخرى ويطردون من فلسطين ومن أرض الشام .
فما هو المقصود بـ : « إلى أن يتم القضاء » فما هو ذلك القضاء نرجع لنص النبوءة نفسه لنعرف المقصود من معنى القضاء ففى النبوءة : « قَدْ صَدَرَ الْقَضَاءُ أَنْ يَمْضِيَ سَبْعُونَ أُسْبُوعاً عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَةِ قُدْسِكَ ، لِلانْتِهَاءِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْقَضَاءِ عَلَى الْخَطِيئَةِ ، وَلِلتَّكْفِيرِ عَنِ الإِثْمِ ، وَلإِشَاعَةِ الْبِرِّ الأَبَدِيِّ وَخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ » .
وبذلك ومن نص النبوءة نفسه يتضح لنا أن المقصود بالقضاء هو الفترة الزمنية الواقعة بين ظهور رجسة الخراب بالمكان المقدس ، وظهور النبى الخاتم بالرسالة الخاتمة من الله وحددت النبوءة هذه الفترة الزمنية بسبعين أسبوعا ، والأسبوع هنا يعنى سبع سنين وعليه يكون السبعون أسبوعا يساوى فترة زمنية قدرها 490 سنة ، وسنة بدء العد للسبعين أسبوعا هى سنة 70 ميلادية سنة ظهور رجسة الخراب فى المكان المقدس .
ولمعرفة السنة بالتأريخ الميلادى الذى سوف يظهر فيه المبارك الآتى باسم الله الذى ستختم به النبوة و الرسالة ، نجمع 70 + 490 =560 أى فى سنة 560 ميلادية ، وكان فى هذه السنة النبى محمد عمره 40 سنة حيث نزل عليه الوحى الإلهى لأول مرة عليه أول مرة ، بينما كان فى غار حراء يعبد الله ، وكان به ختم النبوة وأنزلت عليه الرسالة الخاتمة من الله القرآن الكريم
-------------------------------
فى إنتظار الردود على الشطر الأخير ( 0000 ) خاصة ( هام ) معروض للنقاش
تعليق