جيزا ....رحلة إلى النور ...((قصة حقيقية)).

تقليص

عن الكاتب

تقليص

طابة! اكتشف المزيد حول طابة!
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طابة!
    0- عضو حديث
    • 3 فبر, 2008
    • 20

    جيزا ....رحلة إلى النور ...((قصة حقيقية)).

    -1-
    بطاقة تعريف

    جيـــزاء طفلة ألمانية ..جميلة وبريئة ..تعشق نسيم الصبـاح ,فتملأ منه رئتيها وتلاحق الفراشات ...وتداعب الأغصان , وتلعب مع الحيوانات تركض أحيانا وتقف لحظات !
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:36 ص.
  • طابة!
    0- عضو حديث
    • 3 فبر, 2008
    • 20

    #2


    -2-
    وتقف لحظات لتسمع نداء قلبها من أعماقها يسألها من أنت من
    أين أتيت لماذا خلقت ماهودورك فى هذه الحياة وأين سيصبح مصيرك
    وتزدحم الأسئلة في رأسها الصغير فتعود إلى سير الهوينى وتتأمل
    ما حولها من جبال شامخة وبحار هائجة وأمطار هاطلة وثلوج
    متراكمة وكلما تأملت لحظة تسآءلت أياماً
    ربما عادت على بيتها فرأت أختها واخيها ونادراً ماكانت ترى
    أمها أما أبيها فقد أصبح بالنسبة لها ذكريات بل ومثار أسئلة
    ومناقشات وكانت تسأل أمها أين أبي فيأتيها الجواب بصوت حزين
    -أبوك يا صغيرتي مع الجيوش في الحرب العظمى فتتساءل بحدة لماذا
    فتقول لها أمها –لانه طبيب جراح ويجب أن يداوي المرضى والجرحى
    وجيزا تدرك تماما أن دور أمها ينتهي أعداد المأكل والمشرب والملبس
    وتفسر كل ذلك بقولها أن الأمهات في بلادي يرعين الصغار تماماً
    كما ترعى القطة صغارها إطعام بلا مبادئ
    فكانت لا تدري أتبحث عن إجابات أسئلتها أم تبحث عن ذاتها
    فتخرج إلى مرابض الخيل التابع لهم فتمتطي جوادها الحبيب
    وتخرج به بين الحقول ربما كانت تتركه يأكل شيئاً من العشب
    وتحوم حوله ثم تتنفس بعمق وتبثه بعضاً من خواطرها المتسائلة
    هل تعرف لماذا يقتتل الناس لماذا تشتعل الحروب بين البشر لماذا
    يقتل الانسان أخاه الإنسان كان جوادها ينظر إليها ملياً يتأملها
    فيهز رأسه ويهش ذيله ويعود لمرعاه
    فتسمح له ظهره وتقول له هنيئاً مريئاً ثم تمتطيه عائدة إلى بيتها
    وفي قلبها الكثير من الاكبار والتقدير لهذا الحيوان الذي
    لايعرف التسلط والقهر
    احست أمها يوماً بمعاناتها فقد اصبحت هزيلة تحاول الهرب
    من المدرسة وتجلس وحيدة بين الاشجار او على ضفاف الانهار رأت في
    عيني هذه الصغيرة تساؤلات كبيرة فاخذتها الى الكنيسة لتفهم شيئا عن دينها
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــ
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:36 ص.

    تعليق

    • طابة!
      0- عضو حديث
      • 3 فبر, 2008
      • 20

      #3


      -3-


      في الكنيسة
      ربما اقتنعت بكثير من المبادئ الدينية التي شرحها القس لها واستراح قلبها لانها علمت يقينا ان لهذا الكون خالقا ومدبرا لكن مقولة القس بانهم صلبوا السيد المسيح من اجل ارضاء الرب اثارت تساؤلات كبيرة هدمت الكثير من المعاني الدينية وكان يلح على ذهنها الصغير سؤال كبير وهل يعقل ان يعذب الولد لارضاء الوالد كما يزعمون ايمكن ان يصلب الابن ابتغاء مرضاة الرب كلام غير مقنع ابدا ربما تخيلت ان احباءوالدها سيوجعونها ضربا تعبيرا عن حبهم الكبير للسيد والدها فاخذت تهرب من الناس بل وتهرب من المدرسة ايضا وتفسر ذلك بقولها : -كنت أتعلم علي أجد إجابات لأسئلتي الحائرة ,لكني كنت أحس أن العلم الذي أتعلمه يزيدني بعدا عن الله ...إنه علم مادي بحت !! أين ذهبت بمطارق الأسئلة ..ومتفجرات العواطف التي تكاد أن تمزقني ؟ وكانت لدي أشواق علوية لاأدري لها كنها ولامعنى ...لكنها أحاسيس فطري طبيعية لم أكن أستطيع أن أكبح جماحها فكنت أهرب بعيدا ...بعيدا حيث تجدني على شواطئ الأنهار تارة وبين الأشجار تارة أخرى أو بين الخيول والأنعام تكررت زياتي للكنيسة فازداد بعدي الروحي عنها والمغالطات كثيرة والإيمان يجب أن يكون استسلاما بعيدا عن المناقشات الواعية المدركة المقنعة ..علمت وقتها أن أم المسيح تدعى مريم ...فغيرت اسمي إلى "ماريا" وشعرت ببعض الارتياح "ماريا" ...لقد انتهت فترة الهروب إ لـى ا لحقول والتلال والأنهار "ماريا" لقد عاد والدك من الحرب وسوف يأخذكم إلى العاصمة برلين كي تعيشوا معه. ذرفت ماريا دموعا سحاحا ليلة خروجها إلى تلك الحقول الخضراء الخصيبة ..تأملت السماء ليلتها مليا .وسمعت خرير المياه ممزوجا بخفيف الأشجار ..قالت : إنها سمفونية الطبيعة الخلابة ..إنها تعشقها ولاتريد فراقها أبدا ..لكن ساعة الرحيل أزفت ..وهنا ابتدأت مأساة "ماريا" الحقيقية كما تقول .
      -4-
      في برلين :
      أصبحت واحدة من ضحايا المدنية ..الحياة في المدينة تعني العيش بين
      المنافقين والكذابين والمخادعين والغشاشين ,إن للمدينة بريقا أخاذا
      جذابا سطحيا ,يحاول أن يغطي عفنها وقذارتها الداخلية ...
      أدركت أن الزنى وشرب الخمر من الضرورات الحياتية لأهل هذه المدينة
      وحاولوا إقناع الشابة "ماريا" بشرب الخمر :
      -لقد كبرت يا"ماريا" ويجب ان تتحرري وتقرري حياتك, أثبتي
      شخصيتك واستقلاليتك !!هيا نحتفل بسعادتك!!..."ماريا" تفضلي هذا الكأس !!
      مدت "ماريا" يدها لتناولها ...حملته بيدها المرتجفة وقربته من فمها كما قربت فمها له.
      وبتوجس مخيف ارتشفت منه القليل ..وانطلقت صرختها –دون وعي منها- بكلمة:
      -إع .......وتبعها قيئ شديد .
      وازداد اشمئزازها وتقززها من تلك الحضارة ,بل قل تلك الحدارة .
      تتذكر"ماريا" أنها كانت تحب أن تتحدث إلى أبيها أو أمها
      مما يجيش في صدرها وكانت تحاول الحديث والتودد على أبيها فيقاطعها قائلا...
      -حسنا "ماريا" هل انتهى مصروفك ..ويخرج لها من جيبه الكثير
      من النقود التي لاتريدها , كانت تود أن تقول له الكثير ..وكان
      يمكنه أن يفهم كلمات عينيها لو أراد..
      لكنه كان دائما مشغولا ومتنقلا ,وربما لم يدرك قيمة الأحاسيس
      والعواطف والأشواق التي تكاد تقتل ابنته.
      فتحاول" ماريا" أن تتحدث إلى أمها ,لكن هيهات فقد
      أصبحت السيدة –والدتها- إمرأة عاملة في برلين فأصبحت
      علاقة هذه الأم كعلاقة معظم العاملات بأبنائهن والتي
      وصفت بأنها علاقة حسن جوار !!
      فكانت أمها لاتطهو الطعام في البيت وتكتفي بأن توزع ثمن
      الغداء على أولادها كي يتناولوا الطعام في المطعم .
      "وماريا" تمقت هذا الأسلوب فهي تحلم بأسرة يجتمع أفرادها
      حول المائدة ,ويتبادلون طيب الحديث وينعمون بدفء المحبة
      لذلك كانت تشتري من البقالة بعض الأشياء الجافة
      مثل الزبيب والبسكويت وتمتطي داجتها وتجلس على أقرب
      شاطئ نهر تستمع إلى هموم قلبها الواجف ..
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:36 ص.

      تعليق

      • طابة!
        0- عضو حديث
        • 3 فبر, 2008
        • 20

        #4


        -5-


        مشروعان متعارضان...
        أظلمت الدنيا في عيني ماريا وقد انهار آخر ستار لهذه
        الحياة المادية العابثة التي يعيشها الناس من حولها
        فقررت ان تنتحر وتنهي عذابها بيدها
        لكن الانتحار ليس بالسهل انها فكرة تستحق الدراسة
        بالنسبة لها وكانت تسائل نفسها لماذا اعيش بل لماذا
        اعيش حياة بلا معنى ولاهدف ولاغاية الافضل ان لااكون
        انها لاتجرؤ على قتل نفسها وفي الحقيقة كانت ماريا
        تحب الحياة وتكره ذلك النمط المعيشي الذي تحياه
        جلست ماريا مع اشرطتها واسطوانتها الموسيقية
        الغربية منها والشرقية فاحست ان للشرق فنا
        رفيعا احبته وشعرت انه قريب الى قلبها ففكرت بالسفر
        إلى بلاد الشرق لترى كيف يعيش البســـطاء وبماذا يفكرون ؟
        تصارع المشروعان في قلب ماريا ترى هل تغادر دنياها
        بالسفر على بلاد المشرق ام انها ستغادر الدنيا
        بالكلية فتستريح منها وتقدم على الانتحار
        يبدو ان السفر الى بلاد الشرق هو المشروع الانجح
        لقد سعدت ماريا سعادة غامرة بعد اتخاذها لها القرار
        خاصة وان ماريا تعرفت على شابة المانية جميلة تود
        الخروج من المانيا والتنقل في اوروبا للسياحة والنزهة .
        فاتفقتا عل السفر معا برا باسلوب التوقف المتكرر
        ولما كانت صاحبتها لها غاية التنزه والتجوال فقد
        ارتدت اجمل زينتها وحملت معها اكثر الملابس اغراء
        وجاذبية وتركت شعرها منسدلا على كتفيها
        بينما ارتدت "ماريا" اكثر الملابس حشمة ووقارا
        وغطت شعرها لترد كل من تسول له نفسه باستراق
        النظرات الخائنة لها او التصفير او التصفيق خلفها
        تباينت الغايتان لدى الفتاتين فتباين مظهرهما من
        الراس حتى اخمص القدمين وكان يخيل للناظر اليهما
        غاية كل واحدة من سفرها الطويل هذا
        حددتا موعد السفر بالضبط فحملت ماريا امتعتها ومرت
        على والدتها فسلمت عليها وودعتها الوداع الاخير
        وكذلك بقية افراد اسرتها ولم تنس ان تودع استاذها
        الذي يقرا الكتب المقدسة رغم انحلاله فاعطاها كتابا
        قال لها انه كتاب مقدس ليتك تقراينه وتتدبرينه سوف
        يمنحك سعادة عظيمة انا على ثقة تامة بذلك فاخذته
        ولم تفكر بقراءته بل دسته بين امتعتها وغادرت بلادها هي وصاحبتها .







        إلى يوغسلافيا سابقا...
        تأملت الطريق طويلا وهذا العالم الفسيح أمامها رأت الدنيا
        على حقيقتها ..الليل ...ليل بهيم مظلم ساكن لم تجعله
        الكهرباء نهارا أما النهار فهومضئ ملئ بالحركة
        والحيوية لم تجعله العمائر الداكنة والأسقف والأرفف ليلا ...
        وكانت تستمع بتلك الحقائق كثيرا ..بل أنها كانت
        تحب أن تأكل ثمار الصيف في الصيف اللاهب ونباتات
        الشتاء في الشتاء البارد ..إنها تشعر بحاجتها إلى تلك
        المأكولات في تلك المواسم فقط تماما كما قدر لها..
        إنها لاتحب الأساليب العصرية في الزراعة التي تجعل
        فاكهة الصيف في الشتاء وثمار الشتاء في الصيف
        باختصار شديد ماريا تعشق الكون على طبيعته تماما
        كما خلقه بارئه دون تدخل بشري انها ترى ذلك
        التدخل سخيفا في غير محله .
        خفق قلب ماريا خفا وهي صاحبتها تطويان المسافات
        ليلا ونهارا فكرت ان تتوقف قليلا في يوغسلافيا
        السابقة فمشت في اسواقها هي وزميلتها ...أوه انها
        ترى لاول مرة سوقا بلا نساء فاحست بالرهبة
        والتقطت طلباتها وخرجت من السوق مسرعة
        ثم سارت في طرقات يوغسلافيا واحيائها استوقفها
        مبنى شامخ جميل انيق احست برغبة في دخوله
        غير ان الحارس منعها وحال بينها وبينه

        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:36 ص.

        تعليق

        • طابة!
          0- عضو حديث
          • 3 فبر, 2008
          • 20

          #5
          (في جزيرة إيطاليا)


          ثم سافرت إلى إحدى الجزر الإيطالية حيث ودعت زميلتها
          ركبت الباخرة فوقفت ماريا بجانب السفينة وعزفت
          لزميلتها لحن الوداع فمشت السفينة فوقعت ماريا في
          البحر ثم وصلت الشاطئ سباحة حيث كانت تنتظرها
          الشرطة هناك لأنهم شكوا في أمرها وتساءلوا :
          ماذاتفعل امرأة شابة هنا وحدها ...ثم سألوها : ألك في
          هذه الجزيرة صديق أو قريب ؟ فأجابت لا..فقالوا :
          -أو لاتتعلم هذه المرأة أن العالم حولها "متوتر" أم
          أنها تتجاهل ؟؟إن صفاتها وسلوكها يوحي بأنها
          (جاسوسية) لجهة ما ..ولاتود الاعتراف ..ويالغبائها تجيبنا
          إجابات بلهــــاء .فتارة تقول تتأمل الكون والحياة , وتريد
          إتمام السفر نحو الشرق المغفل مثلها ...او تظننا مثلها مغفلين ؟.
          ....نحن ليس لدينا سوى السجن لها ولأمثالها .وهكذا
          أودعت " ماريا" السجن !!
          حزنت" ماريا" وبكت وأعرضت أياما عن تناول الطعام
          فقد وضعوها بين ثلة من المتهمات والمجرمات ,وكان
          سلوكهن معها يؤلمها ...
          وتعليقاتهن تجرحها ...فإن كانت هي سجنت دون ذنب اقترفته
          ..فالسجن بالنسبة لها عقوبة عظيمة لاتستحقها ..
          وأما السجينات فقد ارتكبن جرائم شتى فالسجن
          لهن أقل عقوبة يستحقنها .
          وهكذا جلست ماريا تحدث نفسها في زنزانتها تلك
          وتعرض عن المجرمات السجينات معها وبدات تحدث
          نفسها ما هذا السكون الواجم هنا فلاصوت موسيقى
          ولاحديث مع قريب أو صديق أو حبيب العالم من حولها
          صامت فلاتغريد عصافير ولانقيق ضفادع ماهذا المـــــوات؟؟
          ولكن لماذا تبحث عن الاصوات الخارجية
          انها تسمع حديث قلبهاإن حسها ازداد رهافة وشفافية
          ورقة سموا ..إن فطرتها النقية تهتف
          بها لقد دبرت لك الأقدار تدبيرا حكيما . أنت تريدين شيئا
          ودبر لكِ غيره لخبر أكيد ..أدركت أيامها أن كل شيئ
          بهذا المون يسير حسب نظام وقانون لامكان للعبث عند
          أحد غير البشر ...وبدأت تشغل نفسها بتنظيف حديقة
          السجن وغرسها بالزهور والنباتات الجميلة
          مكثت اياما على حالها ذاك وماكن لها ان تفعل لك
          لو كان معها ذلك الكتاب المقدس الذي ضاع منها
          حيث أبرقت إلى أخيها في ألمانيا أن يرسل لها
          مثله وهي في السجن ...فأسرع أخيها واستجاب
          لطلبها ...لكن المسؤلين عن السجن بدأوا بتغيير
          رأيهم وهدم أفكارهم السابقة عنها.
          وبعد مراقبتها أيقنوا أنها امرأة بريئة لاعلاقة لها
          البتة بشئ مما حاولوا اثباته عليها فقررت أن يطلقوا
          سراحها , لكن عليها مغادرة البلاد فورا .مشت ماريا
          في طرقات تلك الجزيرة وحيدة فريدة حزينة ...تنظر
          إلى الأرض تارة وإل السماء تارة أخرى ..لكن ماريا
          ما زلات تعشق الحقول والسهول والشواطئ والحيوانات .
          وفي ذات مساء مشت ماريا بين الحقول ومن بين الأحجار
          المتراكمة رأت عينان جميلتان لامعتان تحدقان بها .
          .فبادلتها ماريا النظرة وأرفقتها بابتسامة هادئة
          وتأملت العينان التي ترمقانها ..فرأت عينان خاشعتان
          غارقتان في تسبيح الخالق ..سعدت ماريا بتلك النظرات
          وأحست أنه لايوجد على ظهر تلك الجزيرة غيرها وغير تلك
          العيون الواقفة الرائعة تسمرت قدماها وهي تستقبل رسائل
          تلك العيون الواسعة لكن صاحبتها ..استدارت بهدوء ودخلت جحرها .
          لهف قلب ماريا على تلك الأفعى التي هربت منها فأسرعت
          تضرب جدار الجحر وتناديها ز.هيه هيه ..لكنها ضربت كفا بكف
          وعادت أدراجهاوهي تقول : متى تعودين لي ونستمر معا في
          تسبيح خاشع ..لكن آن وقت الرحيل ...وحان وقت الوداع.


          كهف جبلي في جزيرة كريت ..!
          وحزمت ماريا امتعتها القليلة واتجهت نحو جزيرة كريت حيث حطت ماريا رحالها في الجزيرة الخضراء الخلابة بدات تصعد الجبال وتهبط الوديان باحثة عن مسكن ياويها من الثلوج المتراكمة والعواصف الهادرة ويحميها من شدة الرياح وقسوة القلوب وجرأة العيون
          صعدت جبلا كان مزدانا بالكهوف المتناثرة التي دنسها الشباب والشابات بعيشهم فيها وممارستهم لما لايرضي فطرة ماريا الطاهرة النقية كانت تنظر لهؤلاء الشباب وترثي لحالهم احيانا وتقزز منهم احيانا اخرى
          بعد جهد شاق وبحث مضن وجدت ماريا كهفا صغيرا بعيدا عن عين العابثين فقررت ان تسكن هذا الكهف وتتامل خلق الله بهدوء نفس واطمئنان سريرة كانت ماريا تنظر من قمة الجبل الى السماء البعيدة وتتسائل اين تنتهي هذه السماء ؟ ما أعظم خالقها من انا في هذا الفضاء الواسع أأناذرة غائمة هائمة في هذا الكون المحيط بي ام انا اقل من ذرة هباء لكن روحها وفكرها صعدا الى الفضاء الواسع الرحيب وتعود لتقول لنفسها أنت إنسانة كرمك الخالق بهذا العقل إذن لابد ان يكون لك دور ورسالة ..وإلا ماقيمة عقلك؟
          وكانت ماريا تخرج صباحا من كهفها لتتمل الطيور التي تحتفل يوميا بميلاد يوم جديد ان هذه الكائنات على بساطتها وصغرها تدرك رسالتها جيدا هاهي تسير في اسراب منظمة وهاهي تقبض اجنحتها وتبسطها وفي المساء يعود كل طير الى عشه تحسبه يعيش مع صغاره حياة دافئة سعيدة
          وتتنفس ماريا بعمق تغبط تلك الطيور التي تعود الى اوكارها لتعيش حياة اسرية وتسال الخالق ان يرزقها اسرتها
          كانت ماريا تنام بعد مغيب الشمس بقليل وفي منتصف الليل تصحو تتامل السماء والفضاء وتفكر بمهرجان النجوم المتراقصة وجمال القمر الوديع وأحواله ومنازله فتقول لنفسها أيعقل أن يكون كل هذا الإبداع عبثا ...ويأتيها الجواب بدهيا من أعماقها هاتفا: لاإن ذلك مستحيل ..مستحيل..
          كانت ماريا تحب مراقبة الأغنام في الليل فتتجه نحو تجمعاتها وترقبها .
          أوه...هذه كائنات تهمهم ..إني أحس أنها تسبح ..بل أنا على يقين تام أن هناك حبلا موصولا بين هه الهمهمة وبين خالق هذه الكائنات ,,هناك سر ..إنه التسبيح الذي الذي لايفتر ويقفز لذهنها سؤال : أين الإنسان من هذا السمو وهذا الخشوع؟ترى كم من بني البشر يقضي ليلته في التسبيح ؟ إن الناس يقضون لياليهم الحمراء في غير هذا ولغير هذا ..
          وكانت تغبط الاحمال الصغيرة عندما تقلق امهاتها عليها فتناديها بلهفة وصوت محشرج مرجوج ما.......ماء...ماء, صوت يشبه البكاء على صغيرها البعيد فيردصغيرها عليها هاتفا هتاف فرح العودة الى حضن الأم الدافئ
          أوه كم رأت ماريا من الأغنام وأولادهن لكنها لم نر صغيرا منها عاد لغير حضن أمه ..فتتسائل من الذي علمها وقدر لها هذا ولماذا يحب الحيوان صغاره ويترك الانسان ابناءه هائمين على وجه الارض !!
          كانت ماريا تحب سكون الليل المتقطع بهمهمة القطيع وكانت تحب مراقبة كبيرهم الذي يبدا الحديث والحركة والتوجه فتدرك ان لهذا القطيع سيدا مطاعا يستمع اليه الاخرون ويتبعونه فتقول لنفسها هذا قطيع من الاغنام له قائد وقدوة فلم يترك البشر انفسهم فوضى دون قدوة ولاقيادة واحدة؟؟
          وتذكر ماريا جيدا كيف كانت تتبع مكان أكل الأغنام وتلحظ النباتات التي تأكلها والنباتات التي تتركها ولم تكن لتكتفي بمراقبة أكلهم بل كانت تطفئ لهيب جوعها بأكل بعض الأعشاب التي يأكلونها وكانت تترك الأعشاب التي تجتنبونها خشية أن تكون سامة .
          كانت تحب مشاهدة عرس الطبيعة الصباحي وتسير على اقدامها بين الاعشاب والنباتات مطرقة راسها متاملة موضع قدميها تارة ورافعة راسها إلى البعيد تارة أخرى وتتسال ترى هل حجمي بالنسبة لهذه الأرض أقل من ذرة التراب هذه أم أكبر؟فتشعر أنها ضئيلة صغيرة وتود أن تقبل الأرض التي تسير عليها لما تشعر من عظمة خالقها لكنها كانت ترفع رأسها إلى السماء وتقول ..ربما أكون أقل من ذرة تراب لكن لقبي كبير
          وروحي مرفرفة في العلياء ..لابد أن يكون لي دور ورسالة وأنا رزقت هذه الروح ..لايستحيل أن أترك سدى أطرق أبواب لهدى
          كانت تتأمل كل صغيرة وكبيرة تراها وكانت تأنس أحيانا بظلها المتناقض أول النهار والمنكمش آخره كانت ترقب ظلال كل الأشياء من كوة كهفها الذي كانت تأوي إليه وكان مشرفا على البحر كأنه نافذة رصد لهذا البحر المتوسط ..ترى من خلالها البحر غاضب هائج ثائر هادر متمرد ..وأحيانا تراه هادئا وديعا رقراقا منسابا خاشعا خاضعا
          وكانت تبصر السائرين على ظهره الراكبين لسفنهم وقواربهم ليلا ونهارا وربما رأت مع لحظات الغروب بعض الكائنات البحرية فتتملكها الدهشة والرهبة والخوف من هذا المخلوق العظيم
          وكانت تبحر بأفكارها باحثة عن أعماق حياتها , فتدرك ربما للمرة الألف صغرها وضآلتها أمام هذه المخلوقات العظيمة وتقول لنفسها:
          -هذه المخلوقات العظيمة لابد أن يكون لها خالق أعظم وأجل وأكبرمن كل تصور
          وكانت تترجم ماريا مشاعرها المبهمة بعد جولات التأمل والتحديق والتحليق بأن تعزف لحنا موسيقيا عذبا تعبيرا عن محبتها وتقربها إلى الخلاق العليم
          شابة يافعة مثل ماريا تعيش وحيدة بين الجبال والوهاد لابد وأن تلتفت الأنظار نحوها وتحيط بها الأسئلة المعقولة واللا معقولة !
          ترى هل تطمح هذه الشابة بأن تجرب نوعا جديدا من البعد عن المجتمع وقيمه !!أم أنها من أتباع حركة التحرير النسائية العالمية ,وتريد أن تثبت للعالم أن المرأة كالرجل سواء بسواء يمكنها أن تطوف بالعالم برا وبحرا وجوا
          لا...لابد وأنها أن تريد أن تجرب حياة العابثين اللاهثين ..هكذا ظن أحد الشباب الذين حاولوا أن يفهموها بل قل أد يرادوها , وكانت تتجاهل نظراته ورغباته وتحاول أن تقدم إليه شيئا يشربه أو يأكله أو يقرأه أو تسليه ببعض ألحانها التي كانت تعزفها على "البيانو"
          كانت مارية تعتقد جامة أن النفوس لايمكن أن تسيئ لمن يحسن إليها ,لذلك كانت تشتري السلامة ممن حولها بالإحســان إليهم! ولك بجلب الماء لهم من القرية المجاورة وكان هذا الشاب الذي يبدو "لماريا" كما " الشيطان" بالضبط ممن ينعم بإحضار الماء له دائما
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:36 ص.

          تعليق

          • طابة!
            0- عضو حديث
            • 3 فبر, 2008
            • 20

            #6
            يتبع بمشيئة الله.
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:35 ص.

            تعليق

            • في حب الله
              المشرفة على أقسام
              المذاهب الفكرية الهدامة

              • 28 مار, 2007
              • 8324
              • باحث
              • مسلم

              #7
              أهلا بك أختنا الفاضلة

              متابعون بإذن الله تعالى
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:35 ص.

              وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
              وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
              @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
              --------------------------------------
              اللهم ارزقني الشهادة
              اللهم اجعل همي الآخرة

              تعليق

              • مهندس مسلم
                2- عضو مشارك
                • 10 نوف, 2007
                • 174
                • مهندس مدنى
                • مسلم

                #8
                متابع
                وشكرا على التنسيق
                بس ياريت تعملى حساب الناس الى نظرهم شيش بيش زيى وتنقى الوان مش بتعمل زغللة
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:35 ص.

                تعليق

                • طابة!
                  0- عضو حديث
                  • 3 فبر, 2008
                  • 20

                  #9
                  الأخت الفاضلة في حب الله :: متابعتك ترحيب وتشجيع
                  أكرمك الله برضوانه ولاحرمك الأجر

                  الأخ الفاضل: عبد الله العاصي
                  الشكر لله ثم لكم على المتابعة الكريمة.
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:35 ص.

                  تعليق

                  • طابة!
                    0- عضو حديث
                    • 3 فبر, 2008
                    • 20

                    #10


                    ليلة الإحتراق :

                    اقترب المساء وخشيت ماريا أن ينفد الماء من عندها فقررت
                    أن تذهب إلى القرية المجاورة لإحضار الماء ويبدو ان ماريا
                    تتردد على على امرأة ألمانية في تلك القرية ربما كانت
                    تستريح لثرثرتها أحيانا وتشفق عليها كثيرا ..وكان لحديثها
                    في ذلك المساء بالذات طعما آخر جذب ماريا إليها وفرحت
                    ماريا عندما دعتها تلك السيدة لقضاء الليل عندها
                    فاستجابت ماريا لطلبها وهي فرحة مستبشرة كانت
                    السماء صافية والهواء عليل والحديث جميل أخاذ
                    مضت الساعات الأولى من الليل الأولى ..وماريا لم تزل عند مضيفتها
                    خفق قلب ماريا حنينا إلى وحدتها وكهفها وتأملاتها ..
                    لم تستطع أن تقضي ليلتها مع زميلتها الألمانية رغم
                    إلحاح مضيفتها إلا أن ماريا قررت أن تسير تحت
                    ضوء القمر في تلك الليلة على قدميها عائدة إلى كفهها
                    ودعت ماريا مضيفتها وبدأت رحلة العودة وفي أعماقها
                    توجس غامض لشيئ ما سوف يحدث هذه الليلة ,كانت تقدم
                    بضع وتحجم عن البقية فتتوقف وتتأمل

                    أوه...لقد تغيرت السماء وحجبت الغيوم القمر اصبح
                    الطريق مظلما وبعيدا عن القرية توارت كل مظاهر
                    الحياة امام ناظريها ماريا اصبحت في وسط الطريق
                    وحيدة فريدة اتعود ماريا الى القرية تحت جنح الظلام
                    وبودة الهواء ام تكمل مسيرها وتستمر في الصعود
                    الى مقرها او قل كهفها ؟
                    كانت توترات الجو اسرع من خطرات قلبها المترددة السماء
                    تريد شيئا بدات بوادره اشتدت الرياح واصبحت خلال دقائق
                    عواصف باردة تبعها هطول ثلج متتابع ..وماريافي وسط الطريق..
                    أوه ماريا ىتستطيع الوقوف, فالعواصف الشديدة تضربها بالأرض ضربا .
                    .ماريا تحاول السير ..الرياح العاصفة تلعب بها كأنها قشة في مهب الريح
                    فقدت ماريا القدرة على الحركة أو السيطرة على نفسها
                    أرادت أن تجلس فخافت أن تدفن تحت الثلج المتراكم .

                    "ماريا" الموت يحيق بكِ أنى اتجهت وكيف جلست و"ماريا" تحب
                    الحياة إنها ترتعد خوفا ...خشية أن تحملها العواصف من سطح الجبل
                    فتلقيها في البحر حيث تلقفها الأمواج وكان قبلها يرتجف وجلا وهي
                    تحس بقواها الخائرة أمام جنون العواصف ,من سطح الجبل فتلقيها
                    في البحر حيث تلقفها الأمواج وكان قلبها يرتجف وجلا وهي تحس
                    بقواها الخائرة أمام جنون العواصف والثلوج وتمرد المواج العاتية ..
                    تفتح عينيها فيخيل لها أنها ترى مصيرها المحتوم ..بعد قليل سوف
                    تدحرجها الرياح من سفح الجبل وتلقيها أسفله حيث ستدفن بين
                    الثلوج وتصبح نسيا منسيا .
                    في تلك اللحظات نظرت إلى السماء وجأرت بالدعاء للقوي المالك المتصرف .
                    سألته أن يمنحها الحياة ...
                    طلبت منه أن يسامحها لأنها فكرت بالإنتحار يوما ..وكانت تجأر
                    وتبتهل وتتوسل لصاحب القوة والجبروت مقدر الموت والحياة...تملكتها
                    الرهبة والخشية والخضوع والذلة وقالت بصوت عال : -ياقوي
                    ساعدني يا جبار أغثني يا قهار ..يا خالق ..نجني
                    امتزج صوتها بصوت الرعد والريح وهدير الأمواج واختلط
                    سسيل دموعها بندف الثلج من حولها .
                    بعد أن غسلت الثلوج والعواصف قلب ماريا وجعلته متعلقا
                    بالخالق البارئ القوي ..مقبلا عليه بالدعاء والخضوع لملمت
                    تلك العاصفة نفسها ورحلت وتنفست ماريا الصعداء تحسست
                    أطرافها المتجمدة وأدركت أنها مازلات على قيد الحياة .
                    فرحت بعودة الحياة لها من بعودتها إلى الحياة وقررت إتمام
                    المسير نحو كهفها علها تنال شيئا من دفء الوحدة الحالمة .
                    أتمت ماريا صعود الجبل ببطء ووهن , وعندما أصبحت على
                    مشارف كهفها شمت رائحة غريبة .
                    يـــــاه إنها رائحة حريق ..أسرعت الخطـــى نحوكهفها ...
                    كانت تشتد الرائحة قوة كلما اقتربت ماريا نحو كهفها .
                    ولما اصبحت مجاورة له دخلته فزعة فرأت فيها عجبا ...
                    وسمعت فيه ما أدهشها حقا.

                    استطاعت ماريا أن تميز صوت ذلك الذي يقهقه ضحكا فرحا
                    وتتخيل صورته الشيطانية ..إنه ذلك الشيطان رآها فضحك
                    سخرية بها ورثاء لحالها وحال أشيائها الجميلة التي
                    أحرقها ونعم بدفء نارها .
                    وقام من مكانه مشيرا إلى رماد أشيائها الجميلة ..
                    وقفت ماريا واجمة لاتدري ماتفعل وماا تقول ..ولاتجد
                    لسلوك هذا الشيطان تفسرا سوى أنه شيطان حقا .
                    كانت صدمة ألجمت ماريا ولم تدر التعبير عما يجيش
                    في صدرها فالمواقف حولها كثيرة تشابكت في أعماقها
                    ولم تدر كيف تعبر عنها أتضحك أم تبكي ؟ أتفرح أم تحزن؟ أتسخط ؟ أو ترضى؟
                    ماريا لقد احترقت أشياؤك الغالية وأولها صديق دربك البيانو
                    الذي تعزفين علي أنغام "القربات" وقد أحرق ذلك الشيطان
                    كتبي ...أوه..لقد أحرق أثمن وأغلى كتاب أحمله ..
                    كتاب بدأت اقترب منه وأخذت عباراته تتغلغل في
                    أعماقي ومشت في كهفها الصغير خطوات إلى الأمام
                    ومثلها ألى الخلف علها تجد بضع وريقات هربت من
                    جحيم نار ذلك الشيطان لكنها لم تجد شيئا وجلست بعد
                    ان اعياها البحث ثم تنفست الصعداء ونظرت الى السماء
                    يا الهي تكاد لاتصدق نفسها فتحت عينيها جيدا وحدقت
                    في الافق المضي امامها احست انها وسط مهرجان النجوم
                    تكاد لاتصدق بان النور قد زار كهفها وسط الظلام الحالك
                    او هكذا بدا لها مااسعدك يا ماريا وقد اصبحت في بحر من
                    النور انها لحظات قليلة مرت ثم عاد الظلام حولها بعد ان استوطن
                    النور قلبها سكنت جوارح ماريا وهدا قلبها بعد ان هدها
                    التعب واستسلمت لنوم عميق


                    رزق جديد
                    في اليوم التالي انتبهت ماريا مرة أخرى وأخذت تفكر
                    بأحداث أمسها وتتجرع كؤوس حزنها .لم تحزن على شيئ
                    كحزنها على فراق ذاك الكتاب الذي قرأت فيه قصة جميلة
                    أخاذة ,قصة ذلك الفتى الذي عانى من قسوة إخوته وعشيرته
                    وحسدهم فرموه بعيدا وعاش عمره وحيدا فريدا سجينا ثم
                    أصبح أمينا على أموال الدولة بعدما بيع بثمن بخس دراهم
                    معدودة ثم ماذا؟ عادت إليه أسرته وقد أصبح سيدها
                    ويحمل في قلبه فكرة جديدة ودعوة خالدة .
                    ربما أحست في أعماقها بالقرب من هذه الصورة فهاهي
                    وحيدة فريدة تبحر نحو شاطئ أمان لاتدري ماهو أيمكن
                    أن تحمل يوما ما فكرة جديدة خالدة تعود بها إلى أهلها
                    فتنذرهم وتبشرهم كما فعل الفتى جوزيف في تلك القصة !!
                    في أعماقها شوق كبير لذلك الكتاب المقدس الذي كانت
                    تحمله بين كتبها ولم تعطه حقه!




                    قامت من موقعها وقد أثقلها الأسى ومشت خارج كهفها
                    ثم أخرجت بيانو الجيب الذي كانت تحمله واخذت تعزف
                    لحنا حزينا .سمع راعي الأغنام وزوجته ذالك اللحن ,فاقتربا
                    بقطيعهما نحوهاوسألاها عما بها ,فانهمرت دموعها
                    سحاحا دون وعي منهاوتلعثمت شفتاها بالكلمات
                    أشفق ذلك الراعي وزوجته عليها ورثيا لحالها ,فلم يجدا
                    لهذه المشاعر تعبيرا سوى أن قدما لها قدحا من الحليب
                    الطازج .تناولت ذلك القدح وهي بشوق إليه .فقد أصبح
                    الصباح وليس في كهفها ما تأكل أو تشرب .فشربت ذاك
                    القدح وشكرت ذاك الراعي الطيب كما شكرت زوجته ,
                    فقالالها: انتظرينا صباح كل يوم لإعطائك المزيد .
                    شكرتهما بحرارة وأخذت تفكر وتسأل نفسها :ماريا...
                    والذي يحدث معك وبك وحولك؟احترق البيانو فأحست
                    بالراحة النفسية !!تبعثر طعامك فرزقت خيرا منه لبنا
                    سائغا للشاربين !توشح كهفك ِ بالسواد فرأيت نفسك
                    وسط نجوم متلألئة !!أو شكت على الوفاة ..فمنحت حياة جديدة!
                    هنيئا لك يا ماريا فقد رحمك أرحم الراحمين وساق إليك رزقا طيبا لذيذا
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:35 ص.

                    تعليق

                    • محب رسول الله
                      مُشرِف قسم الدراسات النقدية المتخصصة

                      • 17 فبر, 2007
                      • 1147
                      • مسلم

                      #11
                      الأخت الفاضلة/طابة
                      أهلا بك و سهلا في منتداك
                      متابعين بحول الله تعالي
                      ملحوظة
                      بس ياريت تعملى حساب الناس الى نظرهم شيش بيش زيى وتنقى الوان مش بتعمل زغللة
                      قمت بتغير في الألوان لأن أنا أيضا عنيا زغللت
                      سؤال بسيط
                      هل هذة القصة لها مصدر أم هي من وحي الخيال؟؟؟؟
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:34 ص.
                      اقتباس:
                      نحري دون نحرك ,عرضي فدي عرضك, نفسي فدي نفسك
                      بأبي أنت و أمي يا رسول الله
                      ****
                      بنات المسلمين هنا سبايا ..... وشمس المكرمات هنا تغيب
                      تبيت كريمة اختي وتصحو .... وقد الغى كرامتها الغريب
                      تخبّئ وجهها ياليت شعري..... بماذا ينطق الوجه الكئيب
                      يموت الطفل في احضان ام ..... تهدهده وقد جف الحليب


                      منتدى حراس العقيدة يشترط توثيق المواضيع، ويعتبره شرط أساسي لاعتمادها. فلا يقبل أي موضوع لأي عضو كان (عضو,مشرف,مدير أو عضو شرف) إن لم تكن المعلومات الواردة به موثقة.

                      التوثيق ,التوثيق,التوثيق
                      بارك الله فيكم

                      تعليق

                      • طابة!
                        0- عضو حديث
                        • 3 فبر, 2008
                        • 20

                        #12

                        نداء وعناق .. أشرقت شمس صباح ذات اليوم فرأت ماريا كل ما حولها مضيئا مشرقا متلألئا إنها ترى عالما جديدا طاهرا نقيا وتسير على بساط أخضر ناعم لطيف نظيف لامع لم تعهده من قبل . أشرقت شمس صباح ذلك اليوم فرأت ماريا كل ما حولها مضيئا مشرقا متلألئا ,إنها ترى عالما جديدا طاهرا نقيا , وتسير على بساط أخضر ناعم لطيف نظيف لامع لم تعهده من قبل وترى الأزاهير تتراقص حولها بألوانها الزاهية كأنها تراها لأول مرة وتلك الصخور الشامخة تراها مرايا تعكس وجودالامعا أخاذا . مشت خطوات وئيدة واثقة كخطوات عروس تزف في مهرجان عرسها الحبيب ...مدت بصرها نحو الأفق رأت شيئا ما لامعا مضيئا !خيل إليها أنه يناديها ويهتف باسمها! اقتربت بضع خطوات نحوه ثم أشاحت بوجهها عنه لكنها لم تستطع تجاهل ذاك النداء .. فعادت تسير باتجاههوتسرع الخطى نحوه ...اقتربت أكثر فأكثر .. أحست بقشعريرة تملكتها وكأنها أصبحت أسيرة وسط كهربائي عنيف الأثر جذبها إليه بقوة .










                        مدت يدها نحو ذاك الشيئ التقطته بسرعة وأمسكت به بقوة خشية أن يتلقفه أحد منها ثم أبعدته عن جسدها قليلا .. لقد كانت ورقة من ذلك الكتاب الحبيب .فقرأت بخشوع : [ بسم الله الرحمن الرحيم* الحمدلله رب العالمين*الرحمن الرحيم* ملك يوم الدين* إياك نعبد وإياك نستعين* اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضآلين ] ثم قرأت [ألم *ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم يُنفِقُون * والذين يؤمنون بمآ أُنزل إليك وما أُنزِل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هُمُ المفلحون * تملكت ماريا الدهشة وقرأت تلك الكلمات كانت ترسل إلى قلبها نهر ماء عذب فرات سلسبيل . أمسكت ماريا تلك الورقة واحتضنتها ولفت حول نفسها مر اااات ! ثم قرأتها قراءة متأنية وخاطبتها قائلة : أنت لي ....خطابك دخل قلبي ...هذه رسالة من ربي إلى قلبي .... آهٍ ما أسعدني ! ثم سارت تحمل كنزها بين يديها وتتأمل ما قرأت [ الحمدلله ربِّ العالمين] .... إن كل ذرة في جسد ماريا تحمد الله الذي أنعم عليها بالعقل والروح والفؤاد. و.....[رب العالمين] وهو رب العوالم التي تراها ..السموات اللامتناهية والكائنات التي لاتُعد والأرض الممتدة بما عليها وبمن عليها , ورب القلب الخافق بين جوانحها وهذه الروح المشتاقة لعالم شفيف نظيف . هو رب كل ما تدرك ماريا ومالاتدرك...وما ترى ماريا وغيرها ومالا يراه الإنسان ...إذن أنت يا ماريا أمة لرحمن رحيم مالك يوم الدين ... أهناك يوم يدان فيه الخلائق ويُحاسبون !حمدت ماريا ربها على هذه الحقيقة التي أوقفت سيل تساؤلاتها السابقة ... إذا هل يُعقل أن تكون نهايتي ونهاية ملابسي وأشيائي ومشطي وكتبي متساوية ؟ أيمكن أن تقترب نهايتي من نهاية حذائي مثلا؟؟ أيمكن أن نتحول جميعا إلى رماد أو إلى تراب ؟ فإن دفن لحمي وعظمي كيف ستدفن روحي وآلامي وآمالي وأفكاري وأشواقي وأحلامي ومشاعري؟ أيمكن أن تدن إنسانيتي إلى غير ما رجعة ؟...ويأتيها الجواب من أعماقها : مستحيل .. إن الحكيم العليم المدبر قد قدر غير هذا الهراء حتما ! ونظرت إلى الأشياء حولها نظرة استعلاء وكأنها تقول لها أجل أنت خلقت لخدمتي وأنا غيرك تماما دور غير دورك ورسالة غير رسالتك !!...قلبت الورقة التي بين يديها علها ترى حرفا واحدا على ظهرها يفتح أمامها عوالم من نور ..لكنها لم تر شيئا فحزنت حزنا شديدا على ذلك الكتاب الذي وصف بأنه هدى للمتقين .. أتراها حزينة لأن ذلك الكتاب احترق أم لأنها لم تقترب منه سابقا , لم تكن تدري أنهانائمة بجوار كنز قد سُلِب منها ! وسألت نفسها : لماذا لم تقرأي الكتاب المقدس جيدا يا ماريا ..لماذا؟ ترى هل حجبتك خطاياك عنه يا ماريا؟ربما!بل هذه هي الحقيقة المؤسفة .. وعادت لتعانق الورقة التي تطايرت من لهيب ذاك الشيطان واستقرت في سويداء قلبها وتقول هذا مفتاح سعادتك يا ماريا فلله الحمد أولا وأخيرا



                        دليل الفطرة:

                        مكثت ماريا أياما وهي تعيش سعيدة بتلك العبارات التي
                        كانت ترددها ليلا ونهارا وتتغنى بها سرا وجهارا فهمت
                        ماريا من تلك العبارات أن لها دورا في هذه الحياة الصاخبة
                        دور يضمن لها سعادتها زاستقامتها وطمأنينتها وأدركت أنها
                        عبدة لرحمن رحيم مالك متصرف وهي تود أن تعبر عن عبوديتها
                        لهذا الخالق العظيم فجلست على ركبتيها ووضعت جبهتها على
                        الأرض ثم دعت وبكت وابتهلت [اهدنا الصراط المستقيم] !
                        أحست ماريا براحة قلبية عظيمة وسعادة هائلة غمرتها من
                        رأسها حتى أغمص قدميها ,فقررت أن تكرر هذه الحركات
                        وتلك الدعوات ولكن أين ومتى ؟؟قامت ونظفت مكانا صغيرا
                        في كهفها وحددت لها وجهة لم تحد عنها (وقد أدركت فيما
                        بعد أنها كانت متجهة نحو الكعبة!!)كانت ماريا تصحو مبكرا
                        وتتأمل تنفس الصبح فيطير قلبها شوقا لعبادة خالقه وشكره
                        سبحانه فتقوم بتكرار حركاتها الساجدة .
                        كانت ترقب هجير الظهيرة وانكماش الظل وشدة الإضاءة
                        في تلك الساعات ,فتشعر أن قلبها طار من بين جوانحها
                        باحثا عن لحظات خشوع وخضوع فتكرر حركاتها الساجدة !
                        أما لحظات الشفق التي كانت ترقبها ماريا وهي مشفقة على
                        نفسها , والكائنات الحية من حولها وهم مقبلون على ليل بهيم
                        قد يحمل مفاجآت مفزعة مرعبة أحيانا وسارة مدهشة أحيانا
                        أخرى , كانت ماريا في تلك اللحظات تشتاق إلى مناجاة ربها
                        فتكر حركاتها الساجدة ! وأخذت ماريا تكرر تلك الحركات ثلاث
                        مرات في اليوم والليلة موجهة وجهها نحو الشرق ! كانت تستلهم
                        الراحة والسعادة والقوة والطمأنينة وهي تؤدي تلك الحركات ...
                        وغدت تفزع لسجودها كلما اجتاحتها موجات خوف أو حزن أو
                        غطت قلبها كآبة أو قنوط ...كانت تتوسل بتلك الحركات مستجلبة
                        الراحة والرحمات .مضت تسعة أشهر قضتها ماريا في رحم ذلك
                        الجبل الشاهق إلى أن كان ذلك اليوم !
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:34 ص.

                        تعليق

                        • طابة!
                          0- عضو حديث
                          • 3 فبر, 2008
                          • 20

                          #13

                          يوم علمت ماريا عن حضور بحاثة يهودي يبحث عن الحق ,فهرعت
                          ماريانحوه وطلبت منه ذلك الكتاب المقدس الذي فقدته وكان
                          حوارا ساخنا عندما سألها : أو تبحثين عن الحقيقة ؟!فأجابته
                          بجدية بالغة : نعم ! فسألها مستغربا : أو تعتقدين أنك ستدركينها
                          هنا ؟؟!عند راعي الأغنام أم عند زوجته؟!!أم مع هؤلاء
                          العابثين من حولك !!؟
                          أجابته بتردد: ربمـــــــا!
                          فقال بصيغة حازمة إن أردت الحقيقة حقا فأكملي السير نحو بلاد
                          الشرق.أجابته كيف؟ومع من؟ فأجابها: إني راحل إلى هناك
                          باحث عن حقيقة هذه الحياة ,فإن أردت اصطحابي فتعالي
                          نتعاهد أن نصبح إخوة لنا هدف واحد .ترددت ماريا بادئ ذي
                          بدء وأخذت ترقب لك اليهودي حتى بدا لها صدقه ورجولته
                          وجديته خاصة بعدما تحدثت إليه أكثر من مرة حيث فهمت
                          عمق مبادئه وسمو نفسه وأهدافه وصواب تخطيطه ,فقد قرر
                          السير إلى تركيا أولا ..فوافقته ماريا وابتدآ الرحلة
                          وصلا تركيا في جوف ليل صيفي حالك وارتمى كل واحد
                          منهما تح شجرة بعيدا عن الآخر حيث غطا في نوم عميق
                          بعد يوم من التعب والإرهاق الشديدين .
                          ربما لم تقدر ماريا على التقلب فوق التراب من شدة الإعياء, وكان
                          يخيل للناظر إليها أنها في غيبوبة تامة مضت ساعات قليلة وماريا
                          على تلك الحالة حتى حدث شيئ..! جعل كل وارح ماريا تستيقظ
                          تماما فعند الفجر سمعت ماريا صوتا لم تدرك متى بدأ وماا يعني؟ لكنه
                          دخل سويداء قلبها وشعرت أنه صوت جميل جدا.تقلبت ماريا فوق
                          التراب فتكرر الصوت والنداء نهضت ماريا بتثاقل وجلست فتكرر
                          الصوت ثم توقف شكت ماريا في نفسها وفيما حولها وتساءلت
                          هل أنا في حلم أم في علم؟ أأنا أتخيل ما سمعت أم هي الحقيقة ؟؟ ومدت
                          يدها فتحسست ماحولها وأيقنت أنها بوعيها التام ,فجلست جيدا وأصغت
                          السمع لصوت جميل ندي ّ رخيّ لم تعهده ماريا من قبل ولم تدركه من قبل!
                          أحبت ماريا ذاك الصوت وطربت لسماعه لقد حملها إلى آفاق نظيفة وعوالم
                          راقي وتخيلات إنسانية رفيعة ...! ماريا أصبحت نظيفة المشاعر والتصورات
                          راقية الأفكار والأحاسيس مابال ها الصوت غسل قلبها ؟؟ ووضع فيه نورا ؟! بدد
                          عتمة الفجر ..آه لو استمرهذا الصوت! تسمرت ماريا وهي تستمع وتذرف دموعا لاتدري سببها ولاغايتهـــــــــــــااااا.......!!
                          صبرت ماريا حتى أشرقت الشمس وجاء زميلها اليهودي فسألته
                          مسرعة : أسمعت الليلة صوتا غريبا جميلا ؟فقال : نعم ! وهل أعجبكِ
                          إلى هه الدرجة ؟أجابته ببسرعة : أعجبني جدا, ولكني لم أعرف مصدره !
                          حتى الآن .أي لحن هـــذا!!؟؟فأنا قد سمعت من كل موسيقى الأرض ! كل
                          الموسيقى سمعتها أذناي لكن هذا الصوت سمعه قلبي !...ما هو هذا الصوت
                          يا ترى ؟ فأجاب : كلانا به جاهل .
                          حاولت ماريا أن تشحذ جميع قدراتها الذهنية علها تذكر شيئا من ذاك
                          الصوت .كلماته صفاته لحنه عبثا حاولت ماريا مع نفسها ولم تدرِ كنه
                          تعلق قلبها بذاك اللحن الجميل الآخاذ وخطر ببالها كيف بها لو لم تسمع
                          ذاك الصوت العذب مرة أخرى ؟سوف يعتصر قلبها ألما ووجدا على
                          لحظات نورانية فيها شفافية رهيفة رهيبة قليلة: مشت ماريا في شوراع
                          تلك البلدة لغاية ما غاية .انها تود أن تسأل عن مصدر ذاك الصوت العذب
                          وذاك اللحن الغريب الحبيب لكنها لاتدري كيف تسأل أو ماذا تسأل ؟أو
                          من تسأل ؟؟فعم تسأل إذن؟!!
                          ربما تغشى ماريا شيئ من الأسى لكن سرعان ما انفرجت أساريرها
                          إذسمعت ذاك الصوت مرة أخرى عند الظهيرة فتسمرت في مكانها
                          إنها تريد أن تستمع إليه بكل جوارحها تريد أن تستقبله صافيا دون
                          تداخل مع أي شيئ حتى لو كان وقع قدميها ..!
                          ربما حاولت ماريا مشاركة ذلك المنادي عزفه "الفني النادر" –حسب مصطلحاتها-
                          فحاولت أن تردد قوله ..لكن مخارج حروفها وعدم إدراكهالمعنى ماتسمع
                          لم يسعفها كي تحسن الترداد .
                          أوه ماريا خطواتك بدأت تسير نحو غاية! فمشت الهوينى باحثة عن مصدر
                          ذاك الصوت فرأت نفسها امام مبنـــــى جميل ضخم شامخ أخاذ مهيب , ورأت
                          الناس يدخلون في ذلك المبنى بهدوء وسكينة وطمأنينة ونظام ..أشكالهم
                          بسيطة إنما أنيقة ونظيفة منظرهم يسحر لب الناظر إليهم ,ربما تصوت ماريا
                          أن هذه الجموع تستجيب لدعوة تمنت أن تكون من المدعوات السعيدات
                          فتحظى بالدخول مع تلك الجموع المطمئنة إلى ذاك المكان المهيب .
                          وبينما ماريا واقفة متأملة بل قل ذاهلة عما حولها إذ بدأت تلك الجموع
                          بالخروج من اك المكان .
                          تكاثرت الأسئلة في دماغ ماريا ..مالذي حدث في ذلك المكان؟ فلتجرب
                          ماريا و لتدخل ذلك المكان وليكـــــــن ما يكن! حركت ماريا قدميها قاصدة ذاك
                          المكان فغمرتها رعشة كستها من رأسها حت أخمص قدميهااللتان كانت تخطوان
                          خطوات مضطربة بين الردهات الواسعة التي كانت تحدق بها ...وتساءلت : ماهذه
                          القاعات الواسعةالهادئة الجميلة ؟ الفارغة المفروشة بالسجاد فقط؟!!؟
                          أيـــــــــــن باقي الأثاث؟ اين الرياش؟؟لماذا فرشت الأرضيات بهذا السجاد
                          فقط السقف والجدران المزخرفة الأنيقة وتطلعت عبر النوافذ الجميلة ...أوه
                          ماأسعدكِ يا ماريا وأنت ترين الجمال يحيط بك من كل جانب بل إن إحساسك
                          بالجمال لايقف عند ماتراه عيناك فقط! إن خيوطه المضيئة اخترقت سويداء
                          قلبك إنها تكاد تقسم أن لهذا الجمال وها البهاء هيبة مطمئنة تريح أشد القلوب
                          القلقة الحائرة المضطربة ..!وسارت ماريا خطوات فرأت مكانا قد رصت فيه
                          كتبا جابة أنيقة الغلاف وقد بدا منظرها جميلا أنيقا منسجما مرتبا..! أوه ما أجمل
                          غلاف هذا الكتاب !وما أروع هه الزخارف! وما اجمل تداخلها المنسجم وآه من درجات
                          الألوان الأنيقة المنسجمة وكأنها لوحة لأعظم فنان!!
                          ولاتدري ماريا كيف استطاعت أنا ملها المرتجفة أن تفتح ذلك الكتاب ..إنها
                          ترى ولاتكاد تصدق عينيها جمالا وانسجاما وترتيبا قد زين صفحات ذلك
                          الكتاب إنها لم ترَ مثل ذلك قط!
                          احتارت ماريا وتساءلت ترى هل أنا في متحف يعرض فيه أجمل الكتب
                          وأجمل الجدران وأرفع الفنون المعمارية وتسمع فيه لأعذب الألحان؟؟!!
                          وبين يدي ألبوما جمعت فيه أجمل اللوحات الفنية !!هل توجد هنا مسابقة
                          للفنون الجميلة أم هنا حشدت الفنون التي فازت عالميا ؟ ما أعذب تآمر
                          الجماليات هذا عليّ! وما أسعدني بهذا الجمال المتدفق! وقالت ماريا
                          لنفسها : أم أن ها هو أسلوب حياة لهه الأمة ولهذا الشعب ؟إن كان
                          كذلك فإني أجزم أن هذه الشعوب هي أرقى شعوب العالم قاطبة
                          وأكادأجزم بأن مبادئهم وأفكارهم التي تدعوهم لأسلوب حياة واحد
                          هي أنيل الأفكار وأرفع المبادئ التي عرفتها وستعرفها البشرية عبر التاريخ !
                          لم تستطع ماريا رفع عينيها عن الصفحات أو إيقاف تأملاتها ..إنها
                          تحاول جاهدة قراءة الكلمات ومتابعة الخطوط الجميلة إن انسجام
                          الأحرف أذهلهاوالإشارات الخفيفة التي تتوج الحرف بهرتها ! إنها
                          تتأمل الكلمات تأملها للآلئ بتاج مرصع ثم أن أحاسيس الاطمئنان
                          والسكينة والهدوء والراحة سكنت قلبها منذ مسكت ذلك الكتاب بل
                          قل منذ سمعت ذاك الصوت أنها مشاعر كانت هاربة منذ سنين والآن
                          تتفجر في أعماق قلبها المضطرب فتطمئنه .
                          كانت ماريا جالسة في وسط صحن ذاك المكان وتحمل ذلك المكان بين
                          يديها وتتكئ به على ظاهر ساقيها إذ دخلت فتاة تقترب من ربيعها
                          الثامن فابتسمت لماريا وبهدوء أحضرت حاملة خشبية جميلة الزخارف
                          وأشارت إليها أنها يجب أن تضع ذلك الكتاب بعيدا عن قدميها فوق
                          الحاملة ومدت يدها الصغيرة وأخذت الكتاب برفق ووضعته فوق الحاملة
                          الخشبية أمام عيني ماريا.
                          ابتسمت ماريا للصغيرة اللطيفة وأشارت بيدها شاكرة لها تو جيهها
                          المهذب الذي أرشدت به ماريا إلى أمر هام فقد فهمت ماريا أن ذلك
                          الكتاب هو ذلك الكتاب لاريب فيه وهو كتابهم المقدس قد كتب بخطه
                          الأصلي ((كان ذلك عندما رأت القرآن الكريم مرسوما بالخط العربي
                          لأول مرة في حياتها )) وأدركت ماريا تمام الإدراك أن كتابا كها
                          سيحمل لها السعادة والهناء والرفعة بل هو حتما الذي يحمل للسعداء
                          من بني الإنسان سر سعادتهم ونجاحهم وتفوقهم وعليائهم سردت
                          ماريا لزميلها اليهودي تلك التأملات والفيوضات الروحية فكان
                          موافقا لها في الكثير من استنتاجاتها وتحليلاتها وشارحا ومعلقا
                          على عباراتها في بعض الحيان.
                          ربما أرادت ماريا ان تمكث في تركيا علها تجد شيئاجديدا أو تغرف
                          من جمال مزيدا .لكن ضيق ذ ات اليدمن ناحية – وصعوبة التفاهم
                          لأعجمية اللغة من ناحية أخرى إضافة إلى أن تركيــــــــا ليست
                          هي المكان الذي ينشد زميلها اليهودي أو تبتغيه ماريا فهما يريدان
                          مجتمعا أكثر التزاما بمبادئه فاتفقا على أن يتجها إلى مصر بعد أن حصلا
                          على تذاكر سفر مخفضة خاصة بالطلبة .

                          هكذا عندما تبحث عنك أنت الحياة!


                          كانت الطائرة ترتفع عن أرض تركيا الخضراء وجوها المعبق
                          بالسكينة والطمأنينة بينما كان قلب ماريا يهبط لمعانقة
                          تلك الأرض وتقيبل تلك البقع الجميلة لقد تركت قلبها الأسير
                          يستعيد ذكريات أسرها الحبيب أغمضت عينيهاوتركتهما
                          تحلمان بكلمات ذلك الكتاب المقدس وتذرفان دمعتان حارتان
                          على فراق تلك الأرض الغريبة القريبة الحبيبة .
                          حاولت أن تطفئ لهيب قلبها الي أشعله الفراق فتنظر من
                          نافذة الطائرة وتتأمل ..إنها ترى أن كل ما على الأرض
                          صغيرا بل أصغر من الأقزام فتسأل مارياقلبهــــــــا:
                          أين أحبتك أيها القلب المعنــــــــــى ؟أين الأهل والأخوة
                          أين الأصدقاء؟ أين الأموال والجاه والرفاه؟ لماذا اخترت
                          أيها القلب المعذب حياة المنفى والتشرد .لِمَ لَمْ ترضى بالذي
                          رضي به الملايين من أبناء جلدتك؟ أن أنك أيها القلب تبحث
                          عن حياة أخرى غير حياة الأقزام والتي يظنها البعض هي الحياة!!
                          والتفتت نحو أحدهم كان يقرأ بصوت ندي رخي كلمات
                          لم تدرِ كنهها لكنها حفظت لحنها وأعادته بعد سنوات
                          لقد كان يقول [ كل من عليها فان *ويبقى وجه ربك ذو
                          الجلال والإكرام] ...كاد قلبها أن يفقز من بين ضلوعها طربا
                          وهي تلقي السمع لأول آية قرآنية يرتلها شيخ عربي يجلس معهم في الطائرة .
                          لقد سكبت هه الآيات في قلبها بلسما شافيا بعدما استمعت
                          إلى معناها العظيم ودمعت عيناها إذ ربنا غسلت شيئا من
                          أدران قلبها الذي خاطبته قائلة: إن أردت الحياة أيها القلب
                          فتعلق بالباقي وإن اردت الموت فانهل من الفاني واغرق به..............
                          رفعت عينيها الذابلتين باحثة عن صورة هاربة متضائلة تكاد
                          تتلاشى ويطويها النسيان من دنياها السابقة التي ودعتها
                          وأخذت تستعد لاستقبال حياة جديدة حيث هبطت الطائرة في مطار القاهرة !
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:34 ص.

                          تعليق

                          • طابة!
                            0- عضو حديث
                            • 3 فبر, 2008
                            • 20

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محب رسول الله
                            الأخت الفاضلة/طابة
                            أهلا بك و سهلا في منتداك
                            متابعين بحول الله تعالي
                            ملحوظة
                            قمت بتغير في الألوان لأن أنا أيضا عنيا زغللت
                            سؤال بسيط
                            هل هذة القصة لها مصدر أم هي من وحي الخيال؟؟؟؟
                            نعم القصة الحقيقية ...نقلتها أم حسان الحلو في
                            كتاب ليالي الفجر وأرجو من المشرفين إضافة
                            ((قصة حقيقية))على العنوان لأن وقت تعديل العنوان
                            فات علي ..وحياكم الله أستاذي الفاضل
                            وشكرا لتغيير الألــــــــوان رفع الله قدركم.
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:34 ص.

                            تعليق

                            • طابة!
                              0- عضو حديث
                              • 3 فبر, 2008
                              • 20

                              #15

                              في مصر ...هبطت الطائرة في مطار القاهرة وهبط معها
                              قلب مارية لقد أحست أن شيئا ما سيحدث معها على
                              أرض الكنانة ربما ارتعشت كل خلاياجسدها خشية ورهبة ...
                              لم تدرِ ماريا كيف تعبر عن اضطرابها فتشاغلت بتأمل الناس
                              من حولها في مطار القاهرة .
                              ما أعظم تضحية الأم هنا- كادت تصرخ ماريا بعبارتها
                              هذه – لفرط دهشتها من رؤية الأمهات المتعبات وهن يحملن
                              صغارهن على أكتافهن ..قالت :هنا ...هنا الم تحضن وليدها
                              ولاتسوقه بالدراجة بين الأقدام ووسط الزحام كما تفعل الأمهات في بلادي ..
                              الصغير هنا مكرم ...يرفع رأسه بين الرؤوس المرتفعة بينما الصغير
                              في بلادي مهين ولايكاد يبين ...آه إنهم يحترمون مشاعر الصغير
                              إلى هذه الدرجة فكيف بهم أمام مشاعر الكبير والإنسانية
                              جمعاء !!!هؤلاء الناس يختلفون حتما عن الذين يُقال عنهم
                              بأنهم حرروا وثيقة حقوق الإنسان !!
                              وأخذ عقل ماريا يترجم لقلبها رسائل عينيها فهاهي ترى
                              الكثير الغريب عليها ....
                              إنها تغوض في سيل من الناس عرمرم فالزحام شديد لكن الناس
                              هنا يختلفون عن الناس في بلادها .هنا الوجوه مكللة بالطمأنينة
                              متهللة بالرضا ...الخطوات تسير نحو غاية وهدف ..والأنفاس
                              منتظمة !! أما في بلادها ...هناك القلق يسيطر على محياهم
                              والخطوات مضطربة والأنفاس لاهثة والنظرات تائهة ...
                              وقالت ماريا لنفسها ...
                              ما أجمل الناس هنا إنهم يغطون أجسادهم بجميل الثياب
                              وأنيق الملابس وفي بلادي أكاد لاأميز بين تجمع الناس
                              وتكدس لحوم الجزارين !!
                              هنـــــــــــاااك ......هناك الحياة المادية التي تنحدر يوميا
                              ولاادري على أي الأصفار ستستقر ولاأدري في أي الظلمات
                              ستطفئ لهيبها ؟؟
                              أنهت ماريا معاملات الســـــــــفر ...وخرجت من آخر صالة وهي
                              تشعر بأنها خرجت من الدائرة السوداء التي نمت فيها وترعرعت ...
                              لكن إلى أين المسير؟ سألت زميلها اليهودي .فأجاب : سنسير نحو
                              قلب القاهرة حيث تصارع الأفكار والمبادئ!! والناس!!!



                              ليلة النور في ساعات الأصيل وقفت ماريا على أحد الأرصفة
                              ترقب خطوات الناس المسرعة المتجهة نحو مكان ما بعينه ...
                              أخذت تستقبل القادمين بعينيها ثم تتبع خطواتهم وتودعهم
                              بعد أن عبروا أمامها
                              قالت لنفسها ترى ماالذي يحدث هنا ؟الرجال والنساء والصغار
                              والكبار وجميعهم متجهون نحو موقع واحد ! هل هناك سيرك ,
                              أم شاطئ أم نادي؟ أم مباراة أم هي الحرب التي تحصد
                              الأخضر واليابس!!
                              لكن الخطوات وئيدة والناس مطمئنة آمنة فلابد أن يكون
                              هناك شيئ لاأعرفه!تائهة لاتدري ماذا يحدث!تقدمت تلك
                              السيدة وصافحتها وحاولت إفهامها شيئ ما لكنها لم تفهم ..
                              فأمسكت تلك السيدة بيدها وأخذتها معها حيث يذهب الناس .
                              ولأول مرة تشعر ماريا بيد دافئة حانية تأخذبيدها فتشعر
                              بسعادة غامرة وتوافق تلك السيدة وافقة عمياء ...فاطمئنان
                              قلبها قد سلم العنان لخطواتها وترقص ماريا مع ذاك الحشد
                              الهائل من الناس الذين يبكون ويرددون كلمات لم تفهمها
                              ماريا لكنها ظنت أن ها اجتماع طيب
                              وأن منشأ ها التجمع هو الدين.
                              إن هؤلاء الناس كلهم يعبدون الله هنا وأنا معهم ..! أنا
                              واحدة منهم...!
                              لقد فرحت فرحا عظيما غمر جميع الموجودين .مضى
                              شيئ من الوقت وهي فرحة جذلة وبدأ بعض الحضور
                              يتراقصون ويرددون الله حي الله حي!!!!!!!!!!*
                              ـــــــــــ
                              * طبعا هذه بدعة منكرة لكنها على كل حال أفضل
                              من الكفر هذا ما قالته ماريا بعد كما سنرى بإذن الله بعد قليل .


                              قد آثركِ الله على غيرك يا جيزا!
                              فقالت : ويرقصون بملابسهم الأنيقة ! إنهم يرقصون لكن رقصهم
                              جميل ...فقامت وشاركتهم حركاتهم وأقوالهم ودموعها منهمرة
                              دون توقف حتى أقبل الفجـــر ...فسمعت صوتا نديا خاشعا
                              يقول كلاما جميلا منسقا مرتبا ..يضرب على أوتار قلبها فيطمئن
                              تارة ويرتجف تارة ولم تعد ماريا تتمالك نفسها من شدة البكاء
                              بحيث لفتت أنظار النسوة من حولها وحاولن تهدئتها ثم نقلن الخبر
                              إلى ذاك الشيخ الذي كان يرتل القرآن حتى حضرت ووقفت بين يديه .
                              سألها عن نفسها وكيف حضرت إلى هنا فنادت زميها اليهودي
                              الذي كان يرقص مثلها إنما بعيدا عنها وأحضر أحد المترجمين .
                              فسألها الشيخ : أتعتقدين أن لهذا الكون إله واحد ؟فأجابته
                              بلهفة :نعم ...نعم أنا اعتقد ذلك جازمة .
                              فسأل وتؤمنين أن هناك كتبا مقدسة ؟فأجابت على
                              الفور :نعم ..نعم ..إني أعرفها !!
                              فسأل وهل تعتقدين أن آخر كتاب قد نزل على خاتم الأنبياء
                              محمد صلى الله عليه وسلم ؟فقالت :نعم وقالت في نفسها
                              لابد أن يكون آخر كتاب قد نزل على النبي الخاتم ..فقال
                              لها الشيخ : إذن رددي بعدي ..أشهد أن لاإله إلا الله
                              وأشهد أن محمدا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" رددتها
                              خلف الشيخ وبكت ..لم تستطع كتم نحيبها ودموعها وأبكت
                              النساء معها تركها الشيخ قليلا ثم قال لها: الآن ..أنت
                              يا ابنتي أصبحتِ أختا لجميع المسلمات الحاضرات منهن
                              والغائبات ولكنك لست أختا لزميلك اليهودي ..أما هو إن
                              أسلم-وقد أسلم فيما بعد- فهو أخ كريم لجميع رجال
                              المسلمين الحاضر منهم والغائب .!
                              فقامت وودعت زميلها اليهودي ثم افترقا أما هي فقد
                              تسابقت النسوة على استضافتها .
                              وتقول أختنا الكريمة التي سعدنا جدا بأخوتها الغالية
                              أنها غيرت اسمها وأصبحت تدعى "مر يم شكر الله"
                              والحمدلله على ذلك ...وتذكر مريم تلك اللحظات
                              فتقول : عندما نطقت الشهادتين شعرت أن جبالا
                              من الهموم الراسيات قد ارتفعت عن كاهلي بعد
                              أن أطبقت عليّ سنوات وأصبحت أسير على الأرض
                              بسعادة وخفة وحيوية وأصبحت اشعر يقينا أن قدماي
                              فقط هما اللتان تمسان الثرى وقلبي وروحي ووجداني
                              وكياني الإنساني معلقة جميعها في السماء !
                              تذكر مريم تلك الليلة فتقول: أعرف الآن أنها كانت ليلة المولد
                              في مصر وكنت في حي السيدة زينب وكانت ليلة فيها من
                              البدع الكثير ..أستغفر الله العظيم على ذلك لكني مازلت
                              أعتقد أن أتعس اجتماع لديكم خير ألف مرة من أفضل
                              اجتماع عندنا..وتضيف وهي مبتسمة مطمئنة : إن مجرد
                              النظر إلى وجه إنسان مؤمن واحد خير من النظر إلى
                              كل الوجوه الكافرة !
                              وإن شئت الدقة يا أختي انظري إلى وجه حما ر تأملي
                              وجه بقرة بل حدقي في حجر تدوسه قدمك خير من النظر
                              في وجه كافر .
                              توقفت أختنا مريم قليلا عن حديث الذكريات ثم رفعت يديها
                              بالدعاء قائلة : اللهم تقبل هجرتي إليك كهجرة أم سلمة
                              فرددتِ الحاضرات : آمـــــــــــين .
                              وقمن بمصافحتها مؤكدات لها أن كل مسلمة على وجه
                              الأرض قد كسبت أختا جديدة هي {مريم شكر الله } وأنها
                              واحدة من أسرة المسلمات الكبيرة ولله الحمد والشكر والمنة وحده لاشريك له.





                              النهايــــــــــــــــــــــــة ...
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 8 نوف, 2020, 05:34 ص.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 3 يوم
                              ردود 0
                              10 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 أكت, 2024, 01:55 ص
                              ردود 0
                              23 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 سبت, 2024, 03:46 ص
                              ردود 5
                              49 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2024, 01:06 ص
                              ردود 0
                              21 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 14 يول, 2024, 06:49 م
                              ردود 0
                              118 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                              يعمل...