السَلام عَليكُم
قال تَعالى :
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ }
هَذا هُو ما أخّبََرنا بِهِ الله تَبارَك و تَعالى عَن شَخْصِيَة عِيسَى المَسِيح عَلِيه و عَلى المُصْطَفى الصَلاة و السَلام .
كان مُبارَكاً
كان يُصلّي و يُزَكِي
كان باراً بِِوالِدَتِهِ
لَم يَكُن جَباراً شَقياً
و سَلاماً عََليهِ عِنْدما وُلِد
و سَلاماً عَلِيه يَوم يَمُوت
و سَلاما عَلِيه يَوم يُبْعَث حيا " في الآخِرة"
و هَذا هُو عِيسَى المَسِيح عَليه السلام كَما تَلَقَينا عَنهُ مِن رَب العِزة تَبارك و تَعالى في القُرآن الكَرِيم .
أما عَن يَسُوع كَما جاء في الأناجِيل التي لَم يَكْتِب مِنها هُو حَرْفا ًو لَم يُوصّي بِِكِِتابَتِها أو تَدويِنِها بل كُل ما أوصَى بِهِ -حَسْب الأناجِيل -هُو الكِرازَة أو التَبْشِير فَقَط و لعل هَذا سَبب مِن الأسْباب التي دعَت إلى أن يَكتُب كُل مَن هَب و دَب عن شَخصيتِه بِما ترأى لِهواه و حسْب الأيدلُوجِيَة التي كانت تُُسَيطِر عَلِيه أو كان يَعيش فِيها وَقْت الكِتابَة .
" اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس " إنْجِيل لُوقا الإًْحاح 1 الفَقرَة
و قَد جاء في المَوسُوعَة الكَثُولَِيكِيَة الآتي:
مَع أن كاتِب إنْجِيل لُوقا يُعّتَبَر غَير مَعّرُوف ، لَكِن هُناك بَعْض الإقْتِراحات عَلى ان كاتِب إنْجِيل لُوقا هُو أيضاً كاتِب سِفْر أعْمال الُرسُل . أهَم سَبَب لِهَذا الإقْتِراح هُو مِن المُقَدِمة لِكِلا الكِتابَين ( إنْجيل لُوقا وسِفر أعْمال الرُسل) ، حيثُ المُقَدِمَتَين تَبْدأ بِذِكر إسْم ثاوفِيلِس ، وفِي مُقَدِمَة سِفْر أعْمال الرُسُل نَرى انهُ مَكتُوب " كَتبتُ لكَ يا ثاوفِيلس ( فيِ كِتابي الأول ) عن حَياة السَيد المَسيح" .
وإضافَة لِذَلك هُناك تَشابُه بِالْلُغَة والنِظام اللاهُوتِي لِلكِتابَين لِذَلِك يٌُقْتَرَح إنَهُ هُناك كاتِب واحِد لِهَذين الكِتابَين, مَع مُوافَقَة تَقريبا جَميع الدارِسِين .
( يُودُو سِكَنيل) يَكْتُب " إن التَشابُه الكَبِير مِن حَيثُ الْلُغَة والنِظام اللاهُوتِي لِلكِتابَين " إنْجِيل لُوقا و أعْمال الرُسُل " يَدُل عَلى أن لِلكِتابَين كاتِب واحِد" ( المَرْجع : تارِيخ ولاهُوت كِتابات العَهْد الجَديد صَفْحَة 259 ) (The History and Theology of the New Testament Writings, p. 259).
هُناك إجْماع بالرأي عَلى أن إنْجِيل لُوقا كُتِب بِواسِطَة شَخْص يُونانِي ( إغْرِيقِي) إلى الوَثَنِيين المَسِيحِيين ( أي الوَثَنِيين الذِين أصْبَحُوا مَسِيحِيين) , إنجيل لُوقا مُوجَه إلى ثاوفِيلِس ( أي مْعناه بِاليُونانِيَة "صَدِيق الله" ، ومُمْكن أن لا يَكُون إسْم بَل مُصْطَلَح عام لِشَخْص مَسِيحي) , إن هَذا الإنْجِيل وبِصُورَة واضِحَة مُوجَه إلى المَسِيحِيين أو الناس الذِين لَهُم مَعّرِفة بِالمَسِيحِيَة ، ولَيس إلى عامَة الشَعْب , حَيث سَبب كِتابَة هَذا الإنْجيل هُو " رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً، بَعْدَمَا تَفَحَّصْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَوَّلِ الأَمْرِ تَفَحُّصاً دَقِيقاً، أَنْ أَكْتُبَهَا إِلَيْكَ مُرَتَّبَةً يَاصَاحِبَ السُّمُوِّ ثَاوُفِيلُسَ لِتَتَأَكَّدَ لَكَ صِحَّةُ الْكَلاَمِ الَّذِي تَلَقَّيْتَهُ " إنْجيل لُوقا الإصْحاح 1 الفَقرَة 3
* مَلحُوظَة : و قَد قُلت أعْلاه بِدايَة إنْجِيل لُوقا ... و هاكُم بِدايَة أعْمال الرُسُل :
" الكلام الاول انشاته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدا يسوع يفعله ويعلم به، 2 الى اليوم الذي ارتفع فيه، بعد ما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم." أعْمال الرُسُل الإصْحاح 1 الفَقرَة 1
يُقِر عُلَماء الغَرْب أن الإنْجيل كُتِب أصْلاً بِالْلُغة اليُونانِيَة رَغْم تأثُر الكاتِب بِالْلُغة الأرامِيَة، أما نِسْبَتِهِ لِتِلمِيذ المَسِيح المُسَمَى مَتى فَينْكِرُها النُقاد، ويُذْكَر أن الإنْجِيل يُعَبِر عَن التِلْمِيذ مَتى بِلَفْظ الضَمِير الغائب في الأصْحاح 9:9, ومِما يُلاحِظَه النُقاد تَجَنُب الكاتِب إسْتْخدام كَلِمة "الله " " أو الإلَه حَيثُ أن لَفْظ الجَلالَة غَير مَوجُود في النُسْخ الغَير عَرَبيَة بالكُليَة "، بَل غالِبا ما يَذْكُر السَماء أو كَلِمَة أخْرى مِثْل الآب لِتَجَنُب كَلِمَة الله، أما مَمَلَكة الله فَيُسَمِيها مَلكُوت السَماء، ويَبدُو أن الدافِع هُو أحْتِرام كَلمَة الله " فَلم يَكُن لَفْظ الجَلالَة يُنطَق و قالُوا أنهُ أرفَع مِن ذَلِك ما تَسَبَب في ضَياعهُ و هَذا مَوضُوعاً أخَر "
ويَقُول النُقاد بأن الكاتِب لَم يَر إنْجِيل لُوقا، بَل إعْتَمَد عَلى إنْجِيل مُرقُس ومَصْدَر يُسَمى Q كان لُوقا أخَذ عَن الآخِير أيضاً، ويَدعَمُون نَظَرِيتِهِم بِتَشابُه وتَتابُع الكَلِمات الدَقِيق أحْيانا مِما يَدُل عَلى نَقْل مِن نُسَخ مَكْتُوبَة ولَيس عَبْر رِوايَة كَلامِيَة, ولِلمَزِيد عَن هَذه النَظَرِيَة وتَطْبِيقاتِها يُمْكِن زِيارَة هَذا المَوقع، أما لِلحُصول عَلى نُْسخَة يُونانِيَة قَديمَة ومُقارَنَة المَخطُوطات فَيُمْكِن زَيارَة مَوقِع جامِعَة مُونْسْتِر الألْمانيَة لِنَص العَهْد الجَدِيد.
* مَلحوظَة : الكَلام بَين عَلامات التَنصيص باللُون الأزْرَق إضافَة مِن العَبْد الفَقير و النَص المُشار إليه و الذِي وَصف فيه مَتى بِشخصيَة غائِبَة ما يَدُل أنهُ لَيس الكاتِب و الذِي جاء ذِكْر عَنهُ أعْلاه هُو :
" وفيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى. فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه. " مَتى الإًْصْحاح 9 الفَقرَة 9
لَكِن إنْجِيل مُرقُس يُرَكِز بِالخُصُوص عَلى الأسْبُوع الأخِير مِن حَياة المَسِيح ( مُرقُس إصْحاح 11 و 16 ، الرِحلَة إلى أورشَلِيم).
مُعْظَم الدارِسِين يُعْطُون تأريخ لِكِتابَة هَذا الإنْجِيل بَين نهِايَة سَنة 60م. وبِدايَة سَنَة 70م. ، ويَعْتَبرُون هَذا الإنْجِيل هُو الأول بِما يَخُص الأناجِيل التَشْرِيعِيَة وهَذا عَلى العَكْس مِن النَظْريات الأغْناطِية التَقلِيديَة .
يُعّتَبَر أسلُوب الكاتِب مِن حَيثُ الْلُغة اليُونانِيَة الأقل تأثُراً بِالْلُغة الأرامية، مِما يَدُل حَسْب النُقاد عَلى مُؤلِف يُونانِي، ويَدعْم هَذا اسْتِخدامُه لِفكْرَة اللُوغُوس الكَلمَة والتي حَْسب الفِكْر الأفلاطُونِي وَسِيط بَين الخالِق والمَخلُوقات - وأيضا كَلِمة الفارْقَليط المُسْتْعْمَلَة في كِتابات فِيلُو.
ويُلاحُِظ النقاد إسْتخدامُه لِكَلمَة اليَهُود التي لا تُسْتَخْدَم عادةَ فِي الكُتُب الأخْرى - مِما يَدُل عَلى كَونُه غَير يَهُودِي حَسْب إعْتِبارِهِم" و بالطَبْع يَسُوع المَسيح كان يَهُودياً هُو و تَلاميذُهُ و نَشأـوا في بِيئَة اليَهُود " ويُعْتَبر هَذا الإنْجِيل الأكْثَر إخْتلافاً عن الأناجِيل الثلاثَة الأخْرى والتي تُسَمى المُتَشابِهَة.
فَعلى سَبِيل المِثال لا يَذْكُر شَيئاً عَن وِلادَة المَسِيح ولا نَسَبِهِ ولا طُفُولَتِهِ، ولا يَذْكُر أي مُعْجِزَة شِفاء مِن الجِن بَينَما تَكثُر هَذه المُعْجزات في الأناجِيل الأخْرى، ويَكثُر ذِكْر زِيارَة المَسِيح لِلْقُدس مِما يُعْطي الإنْطِباع بِدَعوة المَسِيح لِمُدَة ثَلاث سَنوات، بَينَما يَبدُو مِن الأناجِيل الأخْرى أن المُدَة سَنَة واحِدَة.
مَلحوظَة : ما بَين عَلامات التَنصيص باللون الأزرق الفاتِح إضافات مِن العَبْد الفَقير
فَلنرى كَيف وُصِف يَسُوع فِي هَذه الأناجِيل التي لا يُعْلَم عَنها أي شَئ كَما سَلَف , بِشهادَتِهِم
"ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية.وكان صبح.ولم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح"يوحنا 18 الفقرة28
يَسُوع كان داخِل الدار التِي لم يُريدُوا أن يَدخلُوها فَهل كان نَجِسا؟
هذَا فَضلاً عَما هُو أكْبَر ألا و هُو - و العياذ بالله و نَسأل الله العافيَة مِن هَذا القَول و نَسْتَغْفِرَهُ - أنهُ كان مَلعُوناً , المَسيح عَليه و عَلى المُصْطَفى الصَلاة و السَلام الذِي وُصِف في القُرآن أنهُ كان مُباركاً أينَما كان , لُعِن عَنْد القَوم و جَعلُوا مِنهُ مَلعُوناً إسترضاءاً لأهواءِهِم و لِغفران خَطايهُم بِِدُون أي تَعبٍ مِنهُم , فَهُو جاء و حَملها و لَيس عَليهِم سِوى " عَناء " الإيمان بِذَلِك و شُرب الخَمْر " دِمهُ " في الكَنائِس و مِن ثَم فَليسكَر مضن يَسكر و يَزني مِن يَزني و يَطغى مَن يَطغى ... " و كُلُه في صِحَة دَم يَسُوع المُهدور كَذباً و زوراً "
"واذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلّق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا"التثنية 21 الفقرة22
" المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لاجلنا، لانه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة»." رِسالَة بُولِس إلى غِلاطيَة الإًْحاح 3 الفَقرَة 13
تُخبرنا الأناجيل انه كان دائم الصلاة لله الواحد و هذا نَتفق فِيه ...أما الزكاة:
" فاخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها.فامتلأ البيت من رائحة الطيب. فقال واحد من تلاميذه وهو يهوذا سمعان الاسخريوطي المزمع ان يسلمه لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاث مئة دينار ويعط للفقراء. قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء بل لانه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه. فقال يسوع اتركوها.انها ليوم تكفيني قد حفظته. لان الفقراء معكم في كل حين.واما انا فلست معكم في كل حين"يوحنا الاصحاح 12 الفقرة3
هَل أثَر يَسُوع غَسِيل قَدمِيه و تَدليكَها مِن إمْرأة غَريبَة عَنهُ عَلى إعْطاء الفُقَراء .... فهَذا النَص الإنجيلي يَقُول أنهُ لَم يَكُن يُقيم وَزناً لِلزكاة التي لَم يُذْكَر أنهُ أخْرَجَها .
"ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد. قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه."يوحنا اصحاح 2 الفقرة3
فَهل كان المَسيِح جِلفاً مَع أمِهِ الي الدَرَجَة التي يُكلَِمَها بِهذا الأسلُوب أمام مَجْمُوعَة مِن السَكارى طِبقاً لِنَص الإنْجيل .... كَيف يُمْكِن أن يُكون باراً و يَقُول لأمِهِ يا إمْرأة و أمام جَمْعٍ مِن الناس .
"فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل.الغنم والبقر وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم." يوحنا اصحاح 2 الفقرة 15
"ودخل يسوع الى هيكل الله واخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام"متى اصحاح 21 الفقرة 12
دَوماً ما يُحَدِثُون عَن الإستدارَه و " تَصدير " الخَد الأخَر لِمَن ضَرب خَداً الإنْسان " لِلَطشهِ عَليه " و حُب العَدُو و مُبارَكَة اللاعِنين ... فَهلا مَن يَشرَح ماهيَة فِعْل يَسُوع لا سِيما مِما يُضاهؤون أقوالهِم مِن المُسلمين و يُعْجَبُون بِها .
هل كَان هُناك سَلاماً عِنْد مَولِدِه؟
"حينئذ لما رأى هيرودس ان المجوس سخروا به غضب جدا.فارسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس"متى الاصحاح 2 الفقرة 16
هُل يُعَد ذَلِك سَلاماً عَلى الأطْفال في بَيت لَحم ؟
قُرآنُنا هُو مَن أنصَف عِيسى المَسيح و أمِهِ صَلوات رَبّي و سَلامُهُ عَليهما و هُو " قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ " ..... و الأناجِيل كَما رأينا و فِيها ما يَدَعُون .
و سَلاماً عَلَى المُرْسَلِين و الحَمْد لله رَب العالَمِين .
قال تَعالى :
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ }
هَذا هُو ما أخّبََرنا بِهِ الله تَبارَك و تَعالى عَن شَخْصِيَة عِيسَى المَسِيح عَلِيه و عَلى المُصْطَفى الصَلاة و السَلام .
كان مُبارَكاً
كان يُصلّي و يُزَكِي
كان باراً بِِوالِدَتِهِ
لَم يَكُن جَباراً شَقياً
و سَلاماً عََليهِ عِنْدما وُلِد
و سَلاماً عَلِيه يَوم يَمُوت
و سَلاما عَلِيه يَوم يُبْعَث حيا " في الآخِرة"
و هَذا هُو عِيسَى المَسِيح عَليه السلام كَما تَلَقَينا عَنهُ مِن رَب العِزة تَبارك و تَعالى في القُرآن الكَرِيم .
أما عَن يَسُوع كَما جاء في الأناجِيل التي لَم يَكْتِب مِنها هُو حَرْفا ًو لَم يُوصّي بِِكِِتابَتِها أو تَدويِنِها بل كُل ما أوصَى بِهِ -حَسْب الأناجِيل -هُو الكِرازَة أو التَبْشِير فَقَط و لعل هَذا سَبب مِن الأسْباب التي دعَت إلى أن يَكتُب كُل مَن هَب و دَب عن شَخصيتِه بِما ترأى لِهواه و حسْب الأيدلُوجِيَة التي كانت تُُسَيطِر عَلِيه أو كان يَعيش فِيها وَقْت الكِتابَة .
" اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس " إنْجِيل لُوقا الإًْحاح 1 الفَقرَة
و قَد جاء في المَوسُوعَة الكَثُولَِيكِيَة الآتي:
أنْجِيل لوقا ,التألِيف والكِتابَة:
مَع أن كاتِب إنْجِيل لُوقا يُعّتَبَر غَير مَعّرُوف ، لَكِن هُناك بَعْض الإقْتِراحات عَلى ان كاتِب إنْجِيل لُوقا هُو أيضاً كاتِب سِفْر أعْمال الُرسُل . أهَم سَبَب لِهَذا الإقْتِراح هُو مِن المُقَدِمة لِكِلا الكِتابَين ( إنْجيل لُوقا وسِفر أعْمال الرُسل) ، حيثُ المُقَدِمَتَين تَبْدأ بِذِكر إسْم ثاوفِيلِس ، وفِي مُقَدِمَة سِفْر أعْمال الرُسُل نَرى انهُ مَكتُوب " كَتبتُ لكَ يا ثاوفِيلس ( فيِ كِتابي الأول ) عن حَياة السَيد المَسيح" .
وإضافَة لِذَلك هُناك تَشابُه بِالْلُغَة والنِظام اللاهُوتِي لِلكِتابَين لِذَلِك يٌُقْتَرَح إنَهُ هُناك كاتِب واحِد لِهَذين الكِتابَين, مَع مُوافَقَة تَقريبا جَميع الدارِسِين .
( يُودُو سِكَنيل) يَكْتُب " إن التَشابُه الكَبِير مِن حَيثُ الْلُغَة والنِظام اللاهُوتِي لِلكِتابَين " إنْجِيل لُوقا و أعْمال الرُسُل " يَدُل عَلى أن لِلكِتابَين كاتِب واحِد" ( المَرْجع : تارِيخ ولاهُوت كِتابات العَهْد الجَديد صَفْحَة 259 ) (The History and Theology of the New Testament Writings, p. 259).
هُناك إجْماع بالرأي عَلى أن إنْجِيل لُوقا كُتِب بِواسِطَة شَخْص يُونانِي ( إغْرِيقِي) إلى الوَثَنِيين المَسِيحِيين ( أي الوَثَنِيين الذِين أصْبَحُوا مَسِيحِيين) , إنجيل لُوقا مُوجَه إلى ثاوفِيلِس ( أي مْعناه بِاليُونانِيَة "صَدِيق الله" ، ومُمْكن أن لا يَكُون إسْم بَل مُصْطَلَح عام لِشَخْص مَسِيحي) , إن هَذا الإنْجِيل وبِصُورَة واضِحَة مُوجَه إلى المَسِيحِيين أو الناس الذِين لَهُم مَعّرِفة بِالمَسِيحِيَة ، ولَيس إلى عامَة الشَعْب , حَيث سَبب كِتابَة هَذا الإنْجيل هُو " رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً، بَعْدَمَا تَفَحَّصْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَوَّلِ الأَمْرِ تَفَحُّصاً دَقِيقاً، أَنْ أَكْتُبَهَا إِلَيْكَ مُرَتَّبَةً يَاصَاحِبَ السُّمُوِّ ثَاوُفِيلُسَ لِتَتَأَكَّدَ لَكَ صِحَّةُ الْكَلاَمِ الَّذِي تَلَقَّيْتَهُ " إنْجيل لُوقا الإصْحاح 1 الفَقرَة 3
* مَلحُوظَة : و قَد قُلت أعْلاه بِدايَة إنْجِيل لُوقا ... و هاكُم بِدايَة أعْمال الرُسُل :
" الكلام الاول انشاته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدا يسوع يفعله ويعلم به، 2 الى اليوم الذي ارتفع فيه، بعد ما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم." أعْمال الرُسُل الإصْحاح 1 الفَقرَة 1
إنْجِيل مَتَى ,كاتِب الإنْجِيل :
يُقِر عُلَماء الغَرْب أن الإنْجيل كُتِب أصْلاً بِالْلُغة اليُونانِيَة رَغْم تأثُر الكاتِب بِالْلُغة الأرامِيَة، أما نِسْبَتِهِ لِتِلمِيذ المَسِيح المُسَمَى مَتى فَينْكِرُها النُقاد، ويُذْكَر أن الإنْجِيل يُعَبِر عَن التِلْمِيذ مَتى بِلَفْظ الضَمِير الغائب في الأصْحاح 9:9, ومِما يُلاحِظَه النُقاد تَجَنُب الكاتِب إسْتْخدام كَلِمة "الله " " أو الإلَه حَيثُ أن لَفْظ الجَلالَة غَير مَوجُود في النُسْخ الغَير عَرَبيَة بالكُليَة "، بَل غالِبا ما يَذْكُر السَماء أو كَلِمَة أخْرى مِثْل الآب لِتَجَنُب كَلِمَة الله، أما مَمَلَكة الله فَيُسَمِيها مَلكُوت السَماء، ويَبدُو أن الدافِع هُو أحْتِرام كَلمَة الله " فَلم يَكُن لَفْظ الجَلالَة يُنطَق و قالُوا أنهُ أرفَع مِن ذَلِك ما تَسَبَب في ضَياعهُ و هَذا مَوضُوعاً أخَر "
ويَقُول النُقاد بأن الكاتِب لَم يَر إنْجِيل لُوقا، بَل إعْتَمَد عَلى إنْجِيل مُرقُس ومَصْدَر يُسَمى Q كان لُوقا أخَذ عَن الآخِير أيضاً، ويَدعَمُون نَظَرِيتِهِم بِتَشابُه وتَتابُع الكَلِمات الدَقِيق أحْيانا مِما يَدُل عَلى نَقْل مِن نُسَخ مَكْتُوبَة ولَيس عَبْر رِوايَة كَلامِيَة, ولِلمَزِيد عَن هَذه النَظَرِيَة وتَطْبِيقاتِها يُمْكِن زِيارَة هَذا المَوقع، أما لِلحُصول عَلى نُْسخَة يُونانِيَة قَديمَة ومُقارَنَة المَخطُوطات فَيُمْكِن زَيارَة مَوقِع جامِعَة مُونْسْتِر الألْمانيَة لِنَص العَهْد الجَدِيد.
* مَلحوظَة : الكَلام بَين عَلامات التَنصيص باللُون الأزْرَق إضافَة مِن العَبْد الفَقير و النَص المُشار إليه و الذِي وَصف فيه مَتى بِشخصيَة غائِبَة ما يَدُل أنهُ لَيس الكاتِب و الذِي جاء ذِكْر عَنهُ أعْلاه هُو :
" وفيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى. فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه. " مَتى الإًْصْحاح 9 الفَقرَة 9
إنْجِيل مُرقُس:
لَكِن إنْجِيل مُرقُس يُرَكِز بِالخُصُوص عَلى الأسْبُوع الأخِير مِن حَياة المَسِيح ( مُرقُس إصْحاح 11 و 16 ، الرِحلَة إلى أورشَلِيم).
مُعْظَم الدارِسِين يُعْطُون تأريخ لِكِتابَة هَذا الإنْجِيل بَين نهِايَة سَنة 60م. وبِدايَة سَنَة 70م. ، ويَعْتَبرُون هَذا الإنْجِيل هُو الأول بِما يَخُص الأناجِيل التَشْرِيعِيَة وهَذا عَلى العَكْس مِن النَظْريات الأغْناطِية التَقلِيديَة .
نَظْرَة النُقاد في إنْجِيل يُوحَنا:
يُعّتَبَر أسلُوب الكاتِب مِن حَيثُ الْلُغة اليُونانِيَة الأقل تأثُراً بِالْلُغة الأرامية، مِما يَدُل حَسْب النُقاد عَلى مُؤلِف يُونانِي، ويَدعْم هَذا اسْتِخدامُه لِفكْرَة اللُوغُوس الكَلمَة والتي حَْسب الفِكْر الأفلاطُونِي وَسِيط بَين الخالِق والمَخلُوقات - وأيضا كَلِمة الفارْقَليط المُسْتْعْمَلَة في كِتابات فِيلُو.
ويُلاحُِظ النقاد إسْتخدامُه لِكَلمَة اليَهُود التي لا تُسْتَخْدَم عادةَ فِي الكُتُب الأخْرى - مِما يَدُل عَلى كَونُه غَير يَهُودِي حَسْب إعْتِبارِهِم" و بالطَبْع يَسُوع المَسيح كان يَهُودياً هُو و تَلاميذُهُ و نَشأـوا في بِيئَة اليَهُود " ويُعْتَبر هَذا الإنْجِيل الأكْثَر إخْتلافاً عن الأناجِيل الثلاثَة الأخْرى والتي تُسَمى المُتَشابِهَة.
فَعلى سَبِيل المِثال لا يَذْكُر شَيئاً عَن وِلادَة المَسِيح ولا نَسَبِهِ ولا طُفُولَتِهِ، ولا يَذْكُر أي مُعْجِزَة شِفاء مِن الجِن بَينَما تَكثُر هَذه المُعْجزات في الأناجِيل الأخْرى، ويَكثُر ذِكْر زِيارَة المَسِيح لِلْقُدس مِما يُعْطي الإنْطِباع بِدَعوة المَسِيح لِمُدَة ثَلاث سَنوات، بَينَما يَبدُو مِن الأناجِيل الأخْرى أن المُدَة سَنَة واحِدَة.
مَلحوظَة : ما بَين عَلامات التَنصيص باللون الأزرق الفاتِح إضافات مِن العَبْد الفَقير
فَلنرى كَيف وُصِف يَسُوع فِي هَذه الأناجِيل التي لا يُعْلَم عَنها أي شَئ كَما سَلَف , بِشهادَتِهِم
هل كان مُباركا؟
"ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية.وكان صبح.ولم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح"يوحنا 18 الفقرة28
يَسُوع كان داخِل الدار التِي لم يُريدُوا أن يَدخلُوها فَهل كان نَجِسا؟
هذَا فَضلاً عَما هُو أكْبَر ألا و هُو - و العياذ بالله و نَسأل الله العافيَة مِن هَذا القَول و نَسْتَغْفِرَهُ - أنهُ كان مَلعُوناً , المَسيح عَليه و عَلى المُصْطَفى الصَلاة و السَلام الذِي وُصِف في القُرآن أنهُ كان مُباركاً أينَما كان , لُعِن عَنْد القَوم و جَعلُوا مِنهُ مَلعُوناً إسترضاءاً لأهواءِهِم و لِغفران خَطايهُم بِِدُون أي تَعبٍ مِنهُم , فَهُو جاء و حَملها و لَيس عَليهِم سِوى " عَناء " الإيمان بِذَلِك و شُرب الخَمْر " دِمهُ " في الكَنائِس و مِن ثَم فَليسكَر مضن يَسكر و يَزني مِن يَزني و يَطغى مَن يَطغى ... " و كُلُه في صِحَة دَم يَسُوع المُهدور كَذباً و زوراً "
"واذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلّق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا"التثنية 21 الفقرة22
" المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لاجلنا، لانه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة»." رِسالَة بُولِس إلى غِلاطيَة الإًْحاح 3 الفَقرَة 13
هل كان مصليا و مزكيا؟
تُخبرنا الأناجيل انه كان دائم الصلاة لله الواحد و هذا نَتفق فِيه ...أما الزكاة:
" فاخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها.فامتلأ البيت من رائحة الطيب. فقال واحد من تلاميذه وهو يهوذا سمعان الاسخريوطي المزمع ان يسلمه لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاث مئة دينار ويعط للفقراء. قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء بل لانه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه. فقال يسوع اتركوها.انها ليوم تكفيني قد حفظته. لان الفقراء معكم في كل حين.واما انا فلست معكم في كل حين"يوحنا الاصحاح 12 الفقرة3
هَل أثَر يَسُوع غَسِيل قَدمِيه و تَدليكَها مِن إمْرأة غَريبَة عَنهُ عَلى إعْطاء الفُقَراء .... فهَذا النَص الإنجيلي يَقُول أنهُ لَم يَكُن يُقيم وَزناً لِلزكاة التي لَم يُذْكَر أنهُ أخْرَجَها .
هَل كان بَاراً بِوالِدَتِه؟
"ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد. قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه."يوحنا اصحاح 2 الفقرة3
فَهل كان المَسيِح جِلفاً مَع أمِهِ الي الدَرَجَة التي يُكلَِمَها بِهذا الأسلُوب أمام مَجْمُوعَة مِن السَكارى طِبقاً لِنَص الإنْجيل .... كَيف يُمْكِن أن يُكون باراً و يَقُول لأمِهِ يا إمْرأة و أمام جَمْعٍ مِن الناس .
هل كَان حَليما و لم يَكُن جَبارَاً شَقِيا؟
"فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل.الغنم والبقر وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم." يوحنا اصحاح 2 الفقرة 15
"ودخل يسوع الى هيكل الله واخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام"متى اصحاح 21 الفقرة 12
دَوماً ما يُحَدِثُون عَن الإستدارَه و " تَصدير " الخَد الأخَر لِمَن ضَرب خَداً الإنْسان " لِلَطشهِ عَليه " و حُب العَدُو و مُبارَكَة اللاعِنين ... فَهلا مَن يَشرَح ماهيَة فِعْل يَسُوع لا سِيما مِما يُضاهؤون أقوالهِم مِن المُسلمين و يُعْجَبُون بِها .
هل كَان هُناك سَلاماً عِنْد مَولِدِه؟
"حينئذ لما رأى هيرودس ان المجوس سخروا به غضب جدا.فارسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس"متى الاصحاح 2 الفقرة 16
هُل يُعَد ذَلِك سَلاماً عَلى الأطْفال في بَيت لَحم ؟
قُرآنُنا هُو مَن أنصَف عِيسى المَسيح و أمِهِ صَلوات رَبّي و سَلامُهُ عَليهما و هُو " قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ " ..... و الأناجِيل كَما رأينا و فِيها ما يَدَعُون .
و سَلاماً عَلَى المُرْسَلِين و الحَمْد لله رَب العالَمِين .
تعليق