خلاصَةُ القولِ فى الصفاتِ والأسماءِ ومَعنى الاستواءِ
بقلم : باحِث سلفى
خلاصة القول أن وصف الله بصفات ذاتية أو فعلية : تدخل تحت قواعد عامة في صفات الله مستنبطة من الوحي الثابت :
منها : أننا لا نثبت لله عزوجل إلا ما أثبته لنفسه في كتابه وما نسبه له رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت من سنته ولا ننفي عنه إلا ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، أما ما لم يثبته أو ينفيه فالأمر فيه التوقف بعدم النفي أو الإثبات لكننا قد نجد أن من لوازم صفات كماله بعض المعاني الصحيحة ولم نجد في الوحي الثابت ما يثبت أو ينفي كالجهة والمكان والوجود ......فمثل هذا الأمر فيه تفصيل : فإن كان فيه صفة كمال مطلق أثبناه وإن كان فيه نقص مطلق نفيناه وإن جمع بين الكمال والنقص ، أثبتنا له الكمال ونفينا عنه النقص.
ودليل هذه القاعدة قوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)} الأعراف.
وقوله {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)} الإسراء.
منها : ما من شيئين إلا بينهم قدرٌ مشتركٌ وقدرٌ فارقٌ فمن نفي القدر المشترك فقد عطل ومن نفى القدر الفارق فقد مثَّل.
وبالتالي: فقد أطلق الله عزوجل على نفسه سبحانه صفات ذاتية و فعلية تشترك هذه الصفات مع مخلوقاته في أمرين ( الاسم ... ومعنى هذا الاسم بلغة العرب) كاليد والوجه ...وتفارق مخلوقاته في (كيفية هذه الصفات)
وهذا يستلزم أمورا :
1ـ إثبات صفة بمعناها : إثبات أن لله عزوجل صفات بأسماءها ومعانيها في لغات العرب. لقوله {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)} الزمر ، وقوله {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)} البقرة.
فاليد نثبتها بمعناها الشائع المعروف في لغة العرب وهو الكف .
2ـ إثبات وجود وكيف : إثبات أن لله عزوجل ذات (أي وجود حقيقي مبيان لذات مخلوقاته منفصل عنها) وكيف لصفاته الذاتية والفعلية [الذاتية كاليد والفعلية كالاستواء].
3ـ نفي العلم بالكيف ونفي التماثل: عدم علمنا بكيفية هذه الصفات وأنها لا تماثل كيفية صفات الخلق لقوله تعالى {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وقوله {وله المثل الأعلى في السموات والأرض } وقول مالك بن أنس : [ الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ] البيهقي في الأسماء والصفات وقال الأوزعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفات [ أمروها كما جاءت ] الأجري في الشريعة والبيهقي في الأسماء والصفات ببعض الزيادات والخلافات.
أما عن الأستواء فقد فسره السلف بالعلو والارتفاع والاستقرار ، ولم يثبت عنهم أنهم فسروها بالجلوس، وتفسيرهم بالعلو والاستقرار يقصدون مع تفويض الكيفية .
وبالتالي: فالجلوس نتوقف فيه فلا نثبته ولا ننفيه لأننا لو نفيناه فإننا نقول على الله ما لا نعلم ولو أثبتناه فإننا نثبته مع تفويض الكيف ونفي المماثلة بالمخلوق.
لذلك ولأجل كل هذه الأصول السابقة التي هي أصول أهل السنة والجماعة ورد عن بعض علماء الحديث كلام في إثبات الجلوس ، لأنهم إذا أثبتوا صفة الجلوس فإن هذا لا يعني أنهم يجعلون صفة الجلوس تماثل صفة المخلوق بل هي كما يثبتون الاستواء وكما يثبتون باقي الصفات الذاتية والفعلية التي تشابه في أسماءها صفات المخلوق : مثل القدرة والعلم والخبرة والحكمة واليد والقدم والوجه ...... وكلها صفات ثابتة لله عزوجل نثبتها له سبحانه لثبوتها بالدليل القاطع ، ونؤمن بها وننفي علمنا بالكيف ونفوضه له سبحانه وننفي أيضًا مماثلة الكيفية لكيفيات المخلوقات جميعًا .
الخلاصة : أهل السنة والجماعة يثبتون وينفون
= يثبتون ذاتا [ وجودا ] لله عزوجل مباينة للمخلوقات منفصلة عن المخلوقات [ مخالفة لأهل الحلول والاتحاد ومخالفة للمعطلة الذين يقولون بعدم وصفه بوجود ولا عدم ]
= يثبتون صفات للإله الحق عز وجل
= يثبتون أسماء هذه الصفات إذا وردت في وحي صحيح
= يثبتون معاني هذه الصفات كما هي معلومة في لغات العرب في زمن نزول الوحي لا ما حدث من تطور دلالي لمعاني الكلام بعد نزول الوحي .
= يثبتون كيفية لهذه الصفات
= ينفون علمهم بهذه الكيفية [ التفويض ]
= ينفون مماثلة كيفية صفاته لصفات خلقه .
والحمد لله على تمام المنة .
للفائدة:
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=172147
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=291078
المَصدَرُ