المآذن والمنارات

مآذن الحرم النبوي الشريف
كانت المساجد الأولى التي بنيت في عهد الرسول -عليه الصلاة والسلام- وفي عهد الخلفاء الراشدين بغير مآذن، ثم أضيفت إليها المآذن لتكون مكانا مرتفعا ينادي فيه المؤذن للصلاة، وقد تفنن المعماريون في أشكال المآذن ودوراتها حتى أخذت أشكالا مختلفة حسب البلاد والأزمنة، وأصبح لكل إقليم من الأقاليم الإسلامية طراز خاص من المآذن ينسب إليه.
وتعتبر المآذن أحد المظاهر العمرانية المتميزة في العالم الإسلامي التي حازت اهتمام مختلف الملوك والسلاطين في مختلف البلدان الإسلامية؛ فشجعوا المعماريين على الاهتمام ببنائها وابتداع أشكال رائعة لها تمنحها المزيد من الإشعاع الديني والشموخ الحضاري.
يرجع تاريخ المآذن في المسجد النبوي الشريف إلى ما بين عامي 88 و91 هـ حين أوعز الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك إلى واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) بإعادة بناء المسجد الشريف، وتشييد مآذن على أركانه الأربعة، إذ لم تعد أسطحة المنازل تلبي الحاجة في إعلام المسلمين بوقت الصلاة، وقد شيدت بطول يتراوح بين 26.50م إلى 27.50م وبعرض 4×4 م.
ومن حينها ظلت المآذن في المسجد الشريف جزءًا مهمًا منه، يتسابق الملوك والسلاطين في تجديدها وإعمارها، تسابقهم في تجديد المسجد وإعماره.
ـ في عام 96هـ هدمت المنارة الجنوبية الغربية، وذلك بسبب إطلالها على بيت مروان بن الحكم –وهو منزل بني أمية في المدينة- وكان ذلك حين حج سليمان بن عبد الملك في العام المذكور فأطل المؤذن عليه في بيته، فأمر سليمان بهدم هذه المئذنة، فهدمت حتى سويت بظهر المسجد؛ فأعاد السلطان المملوكي الناصر بن محمد قلاوون إعمارها سنة 706هـ.
ـ في عام 886هـ أصيبت المئذنة الجنوبية الشرقية (الرئيسة) فأعاد السلطان الأشرف قايتباي بناءها، وجعلها على هيئة المآذن المملوكية، ثم أعاد بناءها ثانية عام 891-892هـ عندما ظهر شرخ فيها، وجعلها بارتفاع 60م، وأضاف مئذنة خامسة بالقرب من باب الرحمة.
ـ في عام 898هـ أصيبت المئذنة الجنوبية الشرقية أيضًا وتناثر منها بعض الحجارة، فأمر السلطان قايتباي بإصلاح ما أصابها.
ـ في عام 947هـ هدم السلطان العثماني سليمان القانوني المئذنة الشمالية الشرقية المعروفة (بالسنجارية)، وأقام مكانها مئذنة أخرى عرفت (بالسليمانية) نسبة إليه، ثم (بالعزيزية) نسبة لعبد العزيز خان بن محمود حين أعاد إعمارها على نمط العمارة المجيدية، وجعل لها ثلاث شرفات.
- في عهد السلطان محمد الرابع 1058-1099هـ جددت منارة باب السلام.
- في التوسعة التي أجريت في عهد السلطان عبد المجيد الأول من عام 1265 إلى عام 1277هـ جددت المنارات كلها عدا المنارة الرئيسة.

المنارة الرئيسية

منارة باب السلام
- في التوسعة السعودية الأولى التي أجراها الملك عبد العزيز آل سعود عام 1370-1375هـ أبقى على مئذنتي الجهة الجنوبية، وأزيلت الثلاث الأخر، وشيد الملك عبد العزيز عوضًا عنها مئذنتين جديدتين في ركني الجهة الشمالية، يبلغ ارتفاع الواحدة منهما سبعين مترًا، وتتكون كل مئذنة من أربعة طوابق:
الأول: مربع الشكل، يستمر أعلى سطح المسجد، وينتهي بمقرنصات تحمل شرفة مربعة.
والثاني: مثمن الشكل، زين بعقود، وتنتهي بشكل مثلثات، وفي أعلاه مقرنصات تعلوها شرفة.
والثالث: مستدير حلي بدالات ملونة، وينتهي بمقرنصات تحمل في أعلاها شرفة دائرية.
والرابع: مستدير أيضًا، له أعمدة تحمل عقودًا تنتهي بمثلثات، في أعلاها مقرنصات، وفوقها شرفة. وقد حاولوا الارتفاع بالمئذنة عن الوضع المألوف فعملوا شبه طابق خامس بشكل خوذة مضلعة، تنتهي بشكل مخروطي، يعلوه قبة بصلية.
ـ في التوسعة السعودية الكبرى توسعة خادم الحرمين الشريفين، التي استمرت من 1406 إلى 1414هـ أضيف ست مآذن أخرى، ارتفاع الواحدة 104م، وصممت بحيث تتناسق مع مآذن التوسعة السعودية الأولى، تصطف أربع منها في الجهة الشمالية، والخامسة عند الزاوية الجنوبية الشرقية من مبنى التوسعة، والسادسة في الزاوية الجنوبية الغربية منها أيضًا، تتكون كل مئذنة من خمسة طوابق:
الأول: مربع الشكل.
والثاني: مثمن الشكل قطره 5.50م مغطى بالحجر الصناعي الملون، وعلى كل ضلع ثلاثة أعمدة من المرمر الأبيض، فوقها عقود تنتهي بشكل مثلثات، وبين الأعمدة نوافذ خشبية، تنتهي بمقرنصات تحمل شرفة مثمنة.
الثالث: مستدير قطره 5م، وارتفاعه 18م كسي بلون رصاصي داكن، وحلي بدالات بارزة مموجة، شكلت اثني عشر حزامًا، ينتهي بمقرنصات تحمل شرفة مستديرة.
الرابع: دائري الشكل قطره 4.50م وارتفاعه 15م، عليه ثمانية أقواس تستند إلى أعمدة رخامية بيضاء، تعلوه مقرنصات تحمل شرفة دائرية.
الخامس: يبدأ بشكل أسطواني مضلع، وينتهي بتاج مشرشف يحمل الجزء العلوي المخروطي الشكل، يتلوه قبة بصلية تحمل هلالاً برونزياً ارتفاعه 6.70م ووزنه 4.5 أطنان، مطلي بذهب عياره 14 قيراطًا.

من المعلوم أن التيار الكهربائي منذ أن دخل المسجد النبوي الشريف ترك المؤذنون الأذان على المآذن وأصبحوا يؤذنون على المنصة المقامة في الطرف الغربي من الروضة الشريفة، لكن بقي للمئذنة دورها في تبليغ الأذان عبر مكبرات الصوت التي توضع عليها، وبقيت مآذن الحرم النبوي الشريف هي أول ما تراه عند دخولك للمدينة المنورة من أي اتجاه، بل أصبحت من المعالم التي لا تنسى لكل حاج أو معتمر أو زائر
المطمار
ذكر " المطمار " السمهودي في كتابه " وفاء الوفاء " وقال هو المكان الذي كانيقف عليه المؤذن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه ، وهي عبارة عن اسطوانةمربعة قائمة ، كانت في دار عبد الله بن عمر


منظر علوي للحرم النبوي الشريف

المحراب النبوي الشريف


حمام الحرم النبوي الشريف منظر للحرم النبوي الشريف قبل التوسعة الأخيرة
الأبواب والمداخل
عندما أسس النبي (صلى الله عليه وسلم) مسجده الشريف يوم قدم المدينة مهاجرًا، جعل له ثلاثة أبواب: بابًا في الجنوب، حيث كانت القبلة إلى بيت المقدس شمالاً. وبابًا في الشرق، ويسمى باب النبي، وباب عثمان أيضًا، ثم اشتهر بعد ذلك بباب جبريل. والباب الثالث في الغرب، ويسمى: باب عاتكة؛ لقربه من بيتها (وهي عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية)، ويُعرف اليوم بباب الرحمة.
ثم حُوِّل الباب الجنوبي مع تحويل القبلة؛ فصار في الجهة الشمالية للمسجد الشريف. وكانت عضادتي الأبواب في هذه العمارة من الحجارة.
- زاد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في توسعته ثلاثة أبواب أخرى؛ فصارت الأبواب ستة: اثنان في الجهة الشرقية، وهما: باب جبريل، وباب النساء. وسمي الثاني بذلك لقول عمر (رضي الله عنه): "لو تركتم هذا الباب للنساء". وآخران في الجهة الغربية، وهما: باب الرحمة، وباب السلام. والأخيران في الجهة الشمالية لم يعرف لهما اسم.

باب السلام
- ترك الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) في توسعته الأبواب كما كانت على زمن عمر (رضي الله عنه) تمامًا.
- في عهد الخليفة المهدي العباسي (161ـ 165هـ) ارتفع عدد الأبواب في توسعة الحرم إلى أربعة وعشرين بابًا: ثمانية في الجهة الشرقية، وثمانية في الجهة الغربية، وأربعة في الجهة الشمالية، وأربعة في الجهة الجنوبية.
- في العصر المملوكي سدت معظم هذه الأبواب، وتمت المحافظة فقط على الأبواب الرئيسية الأربعة، وهي: باب جبريل، والنساء، والسلام، والرحمة، وأطولها وأجملها باب السلام، ولهذه الأبواب مصاريع من خشب الجوز، عليها نقوش بالنحاس الأصفر.
ثم زاد السلطان عبد المجيد في توسعته (1265ـ 1277هـ) بابًا خامسًا في الجهة الشمالية عرف بباب المجيدي أو باب التوسل.

باب المجيدي
- حافظت التوسعة السعودية الأولى على هذه الأبواب الخمسة، وأضافت إليها مثلها، وهي: باب الملك عبد العزيز، ويقع في الجهة الشرقية للجناح الفاصل بين الصحنين، وباب الملك سعود، ويقع مقابل باب الملك عبد العزيز في الجهة الغربية، ويتكون كل منهما من ثلاث فتحات متلاصقة، وباب سيدنا عثمان وباب سيدنا عمر (

- في عهد خادم الحرمين الشريفين أدخل عدد من الأبواب المتقدمة ضمن عمارتها، وهي: باب سيدنا عمر وعثمان والباب المجيدي وباب الملك عبد العزيز والملك سعود وباب البقيع.
كما وضع للمبنى الجديد سبعة مداخل واسعة: ثلاثة في الجهة الشمالية، واثنان في كل من الشرقية والغربية، وفي كل مدخل سبعة أبواب؛ اثنان متباعدان، بينهما خمسة أبواب متجاورة.


أبواب الحرم النبوي الشريف ( توسعة خادم الحرمين الشريفين )
من المعلوم أن هذه الأبواب صُنعت من الخشب العزيزي في أرقى المصانع العالمية، عرض الواحد منها (3) أمتار، وارتفاعه (6) أمتار، كسي بالبرونز فصار في غاية الدقة والجمال والروعة الفائقة، مكتوب في وسطه: "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وفي أعلاه لوحة حجرية كتب فيها قوله تعالى: "ادخلوها بسلام آمنين".
يضاف إليها أبواب أخرى مفردة أو مزدوجة تؤدي إلى السلالم الكهربائية والعادية، موزعة على (41) مدخلاً. وقد بلغ مجموع أبواب الحرم بعد هذه التوسعة (85) بابًا، وذلك على النحو التالي : ـ
· المدخل رقم (1) ويتكون من باب واحد وهو باب السلام.
· المدخلرقم (2) ويتكون من ثلاثة أبواب وهو باب الصديق.
· المدخل رقم (3) ويتكون منباب واحد وهو باب الرحمة.
· المدخل رقم (4) ويتكون من بابين.
· المدخلرقم (5) ويتكون من ثلاثة أبواب متجاورة.
· المدخل رقم (6) ويتكون منبابين.
· المدخل رقم (7) ويتكون من باب واحد.
· المدخل رقم (8) ويتكون منخمسة أبواب متجاورة.
· المدخل رقم (9) ويتكون من باب واحد.
· المدخل رقم (10) ويتكون من بابين وهو خاص للصعود إلى سطح التوسعة بواسطة سلالمكهربائية.
· المدخل رقم (11) ويتكون من بابين.
· المدخل رقم (12) ويتكونمن باب واحد.
· المدخل رقم (13) ويتكون من خمسة أبواب متلاصقة، وهو مخصصللنساء.
· المدخل رقم (14) ويتكون من باب واحد.
· المدخل رقم (15) ويتكونمن بابين.
· المدخل رقم (16) ويتكون من باب واحد.
· المدخل رقم (17) ويتكون من خمسة أبواب متلاصقة، وهو مخصص للنساء.
· المدخل رقم (18) ويتكون منباب واحد.
· المدخل رقم (19) ويتكون من باب واحد.
· المدخل رقم (20) ويتكون من باب واحد.
· المدخل رقم (21) ويتكون من خمسة أبواب متلاصقة، ويسمى / مدخل الملك فهد بن عبد العزيز، يعلوه سبعة قباب خرسانية وعلى جانبيهمئذنتان.

أبواب مدخل الملك فهد

منظر للحرم النبوي الشريف ويظهر مدخل الملك فهد
· المدخل رقم (22) ويتكون من باب واحد.
· المدخل رقم (23 ) ويتكون من باب واحد، وهو مخصص للنساء.
· المدخل رقم (24) ويتكون من باب واحد،وهو مخصص للنساء كذلك.
· المدخل رقم (25) ويتكون من خمسة أبواب متجاورة، خصصللنساء.
· المدخل رقم (26) ويتكون من باب واحد.
· المدخل رقم (27) ويتكونمن بابين.
· المدخل رقم (28) ويتكون من باب واحد خاص بالنساء.
· المدخلرقم (29) ويتكون من خمسة أبواب خاص بالنساء.
· المدخل رقم (30) ويتكون من بابواحد خاص بالنساء.
· المدخل رقم (31) ويتكون من بابين.
· المدخل رقم (32) ويتكون من بابين.
· المدخل رقم (33) ويتكون من باب واحد.
· المدخل رقم (34) ويتكون من خمسة أبواب.
· المدخل رقم (35) ويتكون من بابواحد.
· المدخل رقم (36) ويتكون من بابين.
· المدخل رقم (37) ويتكون منثلاثة أبواب.
· المدخل رقم (38) ويتكون من بابين.
· المدخل رقم (39) ويتكون من باب واحد وهو باب النساء.
· المدخل رقم (40) ويتكون من باب واحد وهوباب جبريل.
· المدخل رقم (41) ويتكون من باب واحد وهو باب البقيع.

نموذج لأبواب الحرم النبوي الشريف
وفيعام 1415هـ بني رواق في الجهة الجنوبية للمبنى القديم، فتح فيه ثلاثة أبواب واحد منالشرق، وآخر من الغرب، والثالث في الجهة الجنوبية، تدخل منه الجنائز فتوضع في صالةداخل الرواق إلى حين الصلاة عليها، حيث تدخل إلى داخل المسجد عن طريق باب داخلي فتحفي جدار المبنى القديم يمين المحراب العثماني.

باب البقيع

باب البقيع

مدخل للحرم النبوي الشريف
نسألكم الدعاء
أخوكم / حماده مصباح تمي الأمديد