ويعتبرها البعض مادة أثرية أصيلة من الخصائص الفريدة للكائنات الحية. واستنادا إلى بعض الديانات والفلسفات فإن الروح مخلوقة من جنس لا نظير له في عالم الموجودات وهو أساس الإدراك والوعي والشعور.
وتختلف الروح عن النفس حسب الاعتقادات الدينية فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر أن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد.
هناك جدل في الديانات والفلسفات المختلفة حول الروح بدءا من تعريفها ومرورا بمنشئها, ووظيفتها, إلى دورها, أثناء وبعد الموت, حيث أن هناك اعتقاد شائع أن للروح استقلالية تامة عن الجسد وليس لها ظهور جسدي أو حسي، ولا يمكن مشاهدة رحيلها. ويعتقد البعض أن مفارقة الروح للجسد هي تعريف الموت, ويذهب البعض الآخر إلى الاعتقاد أن الروح تقبض وتنتهي حياة الجسد، وفي حالة النوم تقبض الروح ويظل الجسد حيا. ولتقريب معنى الروح يجدر بنا للإلمام بهذا المفهوم في الفكر البشري قديمه وحديثه:
1- مفهوم الروح عند الفلاسفة
قام افلاطون باعتبار الروح كأساس لكينونة الإنسان والمحرك الأساسي للإنسان واعتقد بان الروح يتكون من : ثلاثة أجزاء متناغمة وهي العقل والنفس والرغبة وكان افلاطون يقصد بالنفس المتطلبات العاطفية أو الشعورية وكان يعني الرغبة المتطلبات الجسدية وأعطى افلاطون مثالا لتوضيح وجهة نظره, باستخدام عربة يقودها حصان، فللحصان حسب افلاطون قوتان محركتان وهما النفس والرغبة ويأتي العقل ليحفظ التوازن. وبعد افلاطون قام أرسطو بتعريف الروح كمحور رئيس للوجود ولكنه لم يعتبر الروح وجودا مستقلا عن الجسد أو شيئا غير ملموس يسكن الجسد. معتبرا أن الروح مرادفا للكينونة وليست كينونة خاصة تسكن الجسد, مخالفا بذلك رأي افلاطون السالف الذكر, موضحا رأيه بقوله انه إذا افترضنا أن للسكين روحا, فان عملية القطع هي الروح.
وعليه وحسب أرسطو فان الغرض الرئيسي للكائن هو الروح. وبذلك يمكن الاستنتاج أن أرسطو لم يعتبر الروح شيئا خالدا, فمع تدمير السكين تنعدم عملية القطع (320).
بينما يرى ديكارت (1596-1650) أن هناك روحا ومادة، وان الاتصال بين الروح والمادة غير معروف لنا، وإنما هو آية من آيات الخالق، ليثبت أن الروح وتنظيم الاعتقاد بالروح تقع في منطقة محدودة في الدماغ
أما الفيلسوف (لبينز) Libinz فيقول: إن العالم بما فيه من أجسام وأرواح يتكون من ذرات (روحية) وكل ذرة مستقلة عن الأخرى وتسير بمقتضى قوانين لها دون أن تتصل بسواها، وكل ذرة فيها جانب مادي (منفعل) وجانب روحي (فاعل) وهذه الذرات تسير بإرادة الله وتعمل بقدرته بصورة يظهر منها أنها تتصل ببعضها، وهي في الحقيقة لا تتصل ولكن قدرة الله تجعل كل ذرة تسير سيرا يوافق سير الذرات الأخرى.
ويقول ايمانويل كانط في هذا الصدد:
إن مصدر اندفاع الإنسان لفهم ماهية الروح هو في الأساس محاولة من العقل للوصول إلى نظرة شاملة لطريقة تفكير الإنسان.
2- الروح عند المصريين القدماء
تقسم المعتقدات الدينية لقدماء المصريين روح الإنسان إلى سبعة أقسام وهي:
رين: وهو مصطلح قديم يعني الاسم الذي يطلق على المولود الجديد.
سكم: وتعني حيوية الشمس.
با: وهو كل ما يجعل الإنسان فريدا وهو أشبه بمفهوم شخصية الإنسان.
كا: وهو القوة الدافعة لحياة الإنسان وحسب الاعتقاد فإن الموت هو نتيجة مفارقة كالجسد.
آخ: وهو بمثابة الشبح الناتج من اتحاد « كا» و« با» بعد الموت.
آب: وهو « قطرة من قلب الأم »
شوت أو خيبت: وهو ضل الإنسان.
3- مفهوم الروح في البوذية:
ترى العقيدة البوذية: أن كل شيء في حالة حركة مستمرة وتتغير باستمرار وان الاعتقاد بان هناك كينونة ثابتة أو خالدة على هيئة الروح هو عبارة عن وهم يؤدي بالإنسان إلى صراع داخلي واجتماعي وسياسي.
وتقسم البوذية الكائنات إلى خمسة مفاهيم هي:
الهيئة (الجسمانية)، الحواس، الإدراك، الكارما (الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها). والضمير وهذه الأجزاء الأربعة يمكن اعتبارها مرادفة لمفهوم الروح وعليه فان الإنسان هو مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم، وهو معرض بالتالي لا (لا ـ استمرارية)، وعدم التواصل، يبقى الإنسان يتحول مع كل لحظة جديدة، رغم اعتقاده انه لا يزال كما هو وانه من الخطأ التصور بوجود [ أنا ذاتية]، وجعلها جميع الموجودات التي تؤلف الكون فالهدف الأسمى حسب البوذية هو التحرر التام عبر كسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها.
وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم الأشخاص بها، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة.
عند وفاة الإنسان فإن الجسد ينفصل عن الحواس، الإدراك الكارما والضمير وإذا كانت هناك بقايا من عواقب أو صفات سيئة في هذه الأجزاء المنفصلة عن الجسد فإنها تبدأ رحلة للبحث عن جسد لتتمكن من الوصول إلى التحرر التام عبر كسر دورة الحياة والانبعاث وحالة التيقظ التي تخمد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام (الشهوة، الحقد والجهل) ويسمي البوذيون هذا الهدف النرفانا.
4- الروح في الهندوسية:
يعتبر الجيفا Jiva في الهندوسية مرادفا لمفهوم الروح وهي حسب المعتقد الهندوسي الكينونة الخالدة للكائنات الحية, وهناك مصلح هندوسي آخر, يدعى {مايا} ويمكن تعريفها كقيمة جسدية ومعنوية مؤقتة, وليست خالدة, ولها ارتباط وثيق بالحياة اليومية.
ويبدو أن (المايا) شبيه بمفهوم النفس في بعض الديانات الأخرى, واستنادا على هذا فإن الجيفا Jiva ليست مرتبطة بالجسد أو أي قيمة أرضية, ولكنها في نفس الوقت أساس الكينونة. وينشأ (الجيفا Jiva ) من عدة تناسخات: من المعادن, إلى النبات, إلى مملكة الحيوانات, ويكون الكارما (الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها) عاملا رئيسيا في تحديد الكائن اللاحق الذي ينتقل إليه الجيفا بعد فناء الكائن السابق وتمكن الطريقة الوحيدة للتخلص من دورة التناسخات هذه بالوصول لمرحلة (موشكا) والتي هي شبيهة نوعا ما بمرحلة النيرفانا (الانبعاث وحالة التيقظ التي تخمد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام مثل الشهوة، الحقد، الجهل) في البوذية.
كما يوجد هناك مصطلح آخر في الهندوسية قريب من مفهوم الروح وهي أتمان Atman ويمكن تعريفه بأنه الجانب الخفي أو الميتافيزيقي في الإنسان ويعتبره بعض المدارس الفكرية الهندوسية أساس الكينونة كما يمكن اعتبار أتمان Atman كجزء من لبراهما (الخالق الأعظم) داخل كل إنسان.
وكما في جميع العقائد والديانات اختلاف فانه يوجد اختلاف وجدل عميق بين الهندوسيين أنفسهم حول منشأ وعرض ومصير الروح فعلى سبيل المثال يعتقد الموحدون (أدفايدا) من الهندوس أن الروح سيتحد في النهاية مع الخالق الأعظم.
بينما يعتبر الغير موحدون (دفايتا) من الهندوس الروح لا صلة له بالخالق الأعظم وان الخالق لم يخلق الروح ولكن الروح تعتمد على وجود الخالق (321).
5- مفهوم الروح في اليهودية.
لم يرد أي تعريف للروح في التوراة أو الإنجيل وإنما استعملت بأوصاف أخلاقية ومعنوية مثل الروح الشريرة أي: الشيطان والروح الرضية التي تفرق بين الناس والروح الخفية كالملائكة واستعمل الروح القدس عن الله.
ويتضح هذا المفهوم بمقارنة بسيطة لما كتبوا في العهد القديم والعهد الجديد؛
فهم يذكرون روح الحق أو الروح القدس، وتقابلها روح الضلال أو الروح النجس، فإذا كان الروح مصدرا للخير فيقال له: روح الحق أو روح الخير ومثال ذلك قوله في الإنجيل: (روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله) [ إنجيل يوحنا: في الإصحاح: 14، عدد 17].
وإذا كان الروح مصدرا للشر فيقال له: روح الضلال أو الشر، ومثال ذلك قوله:
[من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال] (رسالة يوحنا الأولى في الإصحاح الرابع، عدد: 6).وقوله:[تابعين أرواحا مضلة] [رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس، في الإصحاح الرابع، عدد 1] وفي لوقا: (لأنه كان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس) (لوقا, ص1 عدد 15) وفي رسالة بولس الأولى إلى تسالوتيكي: (بل الله الذي أعطانا روحه القدس)[بولس، ص 4 عدد 8].
وفي مقابل تلك الروح نجد في رؤيا يوحنا: (ومحرما لكل روح نجس) [يوحنا، الإصحاح18، عدد3] وورد في إنجيل متى: (إذا خرج الروح النجس من الإنسان)
[متى: الإصحاح12 عدد 43]. أما في إنجيل مرقص: (وكان في مجمعهم رجل به روح نجس) [مرقص، ص15، عدد 23]. وفي إنجيل لوقا: (فانتهز يسوع الروح النجس) [لوقا في الإصحاح التاسع، عدد 42].
وهم يذكرون أن هناك أرواحا ربانية وأرواحا شيطانية نجسة، ففي سفر العدد نجد:
(باليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذ جعل الرب روحه عليهم) [سفر العدد، ص 11، عدد 29]. وفي سفر أشعيا: (ويحل عليه روح الرب) [سفر أشعيا، ص 11 عدد 1] وفي سفر رؤيا يوحنا: (إن كان روح الله ساكنا فيهم) [ سفر الرؤيا يوحنا ص 8 عدد 9].
وفي مقابل ذلك نجد في لوقا: (وكان في المجمع رجل به روح شيطان). [لوقا، ص 4 عدد 33] وفي رؤيا زكريا: (والروح النجس من الأرض). [رؤيا زكريا، ص 13 عدد 2]. وورد في رؤيا يوحنا( فانهم أرواح شيطان) [ رؤيا يوحنا, ص 16 عدد 14].
فهناك روح الله أو روح الرب مصدر الخبر والسعادة والحماية، وهناك أرواح الشياطين الشريرة النجسة سبب الشر والتعاسة في الأرض.
وبجانب المفهومين السابقين اللذين يدوران حول وجود نوعين من الأرواح احدهما يمثل الخير والآخر يمثل الشر، نجد مفهوما للروح الصالحة المستقيمة الفاضلة يقابله مفهوم روح الكذب والضلال، ففي مزمور (وروحك الصالح يهديني) [مزمور 143 عدد 10] وفي سفر دانيال (من حيث أن روحا فاضلة وجدت في دانيال) [سفر دانيال ص5عدد 12]
أما سفر القضاة (فنجد: [وأرسل الرب روحا رديئا بين أبيمالك وأهل شكيم]). [سفر القضاة، ص9 عدد 23].
ويقرر الكاتب اليهودي إبراهيم الحوراني في كتابه (السنن القويم في تفسير أسفار الكليم) أن العبرانيين اعتدوا أن ينسبوا إلى الله ما يريدون تعظيمه، فهم يقولون في سفر التكوين:(وروح الله يرف علي الماء) [سفر التكوين,ص9 عدد2] والمعني أنها ريح عظيمة كانت ترف علي وجه الماء, وورد في سفر حزقيال مخاطبا بني إسرائيل: (واجعل روحي في داخلكم) [حزقيال ص 36 عدد 27] أي أجعلكم في حياة اجتماعية سليمة، وورد في سفر، أشعيا خطابا من الله لمدينة صهيون قوله: (روحي الذي عليك) [أشعيا, ص 59 عدد 21] أي روح عظيم على تلك المدينة، وورد في المزمور قوله: (ترسل روحك فتخلق ونجدد الأرض) [المزمور: 104 عدد 30] أي ترسل روح حياة منعشة عظيمة.
وهكذا نرى ان اليهود قد استخدموا لفظ الروح للتعبير عن أشياء كثيرة، تعبر عن معاني في الفضيلة والرذيلة والخير والشر والمسكن، ففي يوحنا نجد (المولود من الروح هو روح) [يوحنا، ص2،عدد 6] وفي رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس نجد (شربوا شرابا واحدا روحيا) [بولس,ص10,عدد 4]. أما بطرس فيقول في رسالته الأولى إلى كورنتوس: (بيتا روحيا) [بطرس: ص 2 عدد 5] أما في رسالة يوحنا الأولى فيقول (أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح هل هذه من الله؟ لان أنبياء كذبة كبيرة قد خرجوا إلى العالم ). [رسالة يوحنا الأولى، ص 4 عدد 1].
ورغم استخدام اليهود لكلمة الروح في معان متباينة متعددة واطلاقها على مفاهيم عامة: كالذى ورد في سفر التكوين مثلا أن الخالق الأعظم خلق الإنسان من غبار الأرض ونفخ في انف الإنسان ليصبح مخلوقا حيا، وما ورد عن كل من سعيد ابن يوسف القيومي (وهو فيلسوف يهودي [882-942]) بان الروح يشكل ذلك الجزء من الإنسان المسئول عن التفكير والرغبة والعاطفة.
وكتاب (كابالاه) Kabbalah (الذي يعتبر الكتاب المركزي في تفسير التوراة ) الذى قسم الروح الى ثلاثة اقسام؛ (نفيش) (Nefesh) وهي: الطبقة السفلى من الروح وتربط بغرائز الإنسان الجسدية وهو موجود من لحظة الولادة
روخ (Ruach) وهي: الطبقة الوسطى من الروح والمسئولة عن التمييز بين الخير والشر وتنظيم المبادئ الأخلاقية نيشامة (Nushamah) وهي: الطبقة العليا من الروح وهي المسئولة عن تميز الإنسان عن بقية الكائنات الحية(322).
فإنهم ولا شك كانوا يدركون مفهوما خاصا للروح وإنها سر من الغيبيات.
بدليل أنه عندما بعث محمد صلى الله عليه وسلم في قومه وأعلن النبوة ذهب بعضهم إلى اليهود يسألونهم في أمر يمتحنون به هذا النبي صلى الله عليه وسلم فطلبوا منهم أن يسألوه في أمر لم يخبر عنه أي نبي من قبله وهو الروح.
فلما سئل الرسول في ذلك أمهلهم حتى يأتيه الوحي فإذا بالقرآن يرد عليهم ﴿ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي… الآية"﴾. وهذا ماسنعرض له بحول الله بشيء من التفصيل في فقرة الروح في الإسلام..
مفهوم الروح في المسيحية
حين اجتمع كبار أساقفة النصارى في العالم في مجمع القسطنطينية الأول سنة 381م لمناقشة أسس عقيدتهم، طرح بطريرك الإسكندرية تصوره لروح القدس، ذلك التصور الذي وافق عليه المجتمعون واقروه عقيدة لهم وللنصارى عموما، وهو الآتي:
(ليس روح القدس عندنا بمعنى غير روح الله، وليس روح الله شيئا غير حياته، فإذا قلنا إن روح القدس مخلوق، فقد قلنا أن روح الله مخلوقة، وإذا قلنا إن روح الله مخلوقة، قلنا إن حياته مخلوقة، وإذا قلنا إن حياته مخلوقة، فقد زعمنا انه غير حي، وإذا قلنا إنه غير حي فقد كفرنا يه ومن كفر يه وجبت عليه اللعنة) وبمقارنة بسيطة بين نصوص التوراة والأناجيل السالفة الذكر المتداولة بين النصارى فإنك تلاحظ أن للروح مفهوم آخر خلاف ما عرضه بطريرك الإسكندرية! . ومما يؤكد هذا الكلام أن لفظ الروح كان دائرا كثيرا على ألسنة المجتمع الإسرائيلي(اليهود) قبل عصر المسيح عليه السلام وفي عصره وبعده.. حتى أنهم كانوا يطلقونه على الطعام والشراب والزرع ففي العهد القديم:مثل شراب روحي، طعام روحي، زرع روحي..
واليك عزيزي القارئ الدليل من نصوص الكتاب المقدس.
ففي العهد القديم:
(وأرسل الرب روحا رديئا)
[سفر القضاة: الإصحاح 9، عدد 23]
(فمرت روح على وجهي)
[سفر أيوب: الإصحاح 4، عدد 15]
(وروح من فهمي يجيبني)
(فدخل في روح)
[سفر أيوب: الإصحاح 20، عدد 2]
[مزموز 51: عدد 17]
(لان فيه روحا فاضلة)
[سفر حزفيال: الإصحاح الثاني عدد 2]
(لان فيه روحا فاضلة)
[سفر دانيال: الإصحاح 6، عدد 3]
(اثنين من روحك علي)
[سفر الملوك الثاني: الإصحاح الثاني، العدد9]
(لكي ترنم لك روحي)
[المزمور 30، عدد 12]
(ولا في روحه غش)
[المزمور 32، عدد 2]
(لم تكن روحه أمينة الله )
[المزمور 78، عدد 7]
(أين اذهب من روحك )
[المزمور 129، عدد 7]
[سفر القضاة: الإصحاح 9، عدد 23]
(فمرت روح على وجهي)
[سفر أيوب: الإصحاح 4، عدد 15]
(وروح من فهمي يجيبني)
(فدخل في روح)
[سفر أيوب: الإصحاح 20، عدد 2]
[مزموز 51: عدد 17]
(لان فيه روحا فاضلة)
[سفر حزفيال: الإصحاح الثاني عدد 2]
(لان فيه روحا فاضلة)
[سفر دانيال: الإصحاح 6، عدد 3]
(اثنين من روحك علي)
[سفر الملوك الثاني: الإصحاح الثاني، العدد9]
(لكي ترنم لك روحي)
[المزمور 30، عدد 12]
(ولا في روحه غش)
[المزمور 32، عدد 2]
(لم تكن روحه أمينة الله )
[المزمور 78، عدد 7]
(أين اذهب من روحك )
[المزمور 129، عدد 7]
(روحك الصالح يهديني)
[المزمور 143، عدد 10]
(الذين ملأتهم روح حكمه)
[سفر الخروج: الإصحاح 28 عدد 3]
وفي العهد الجديد من الكتاب المقدس نجد:
(المولود من الروح هو روح)
[إنجيل يوحنا: الإصحاح الثاني، عدد 6]
(الله الذي اعبده بروحي)
[رسالة بولس إلى روميه: الإصحاح الأول، عدد 9]
(لم تكن لي راحة في روحي)
[رسالة بولس الثانية إلى كورنتوش: الاصحاح2,عدد13]
(روح ابيكم الذي يتكلم فيكم)
[إنجيل متى: الإصحاح العاشر، عدد 20]
(ويتقدم أمامه بروح إيلياء)
[إنجيل لوقا: الإصحاح الأول، عدد 17]
(جارية بها روح عرافة)
[سفر أعمال الرسل: الإصحاح 16، العدد16]
(أعطاهم الله روح سبات)
[رسالة بولس على رومية، الإصحاح 11، عدد 8]
(روح الوداعة)
[رسالة بولس إلى غلاطية، الصحاح 6، عدد 1]
(روح الإيمان )
[رسالة بولس الثانية إلى كورنتوش، الإصحاح 4، عدد 13]
(وختمتم بروح الموعد )
[رسالة بولس الأولى إلى أفسس، الإصحاح الأول، عدد 13]
[إنجيل يوحنا: الإصحاح الثاني، عدد 6]
(الله الذي اعبده بروحي)
[رسالة بولس إلى روميه: الإصحاح الأول، عدد 9]
(لم تكن لي راحة في روحي)
[رسالة بولس الثانية إلى كورنتوش: الاصحاح2,عدد13]
(روح ابيكم الذي يتكلم فيكم)
[إنجيل متى: الإصحاح العاشر، عدد 20]
(ويتقدم أمامه بروح إيلياء)
[إنجيل لوقا: الإصحاح الأول، عدد 17]
(جارية بها روح عرافة)
[سفر أعمال الرسل: الإصحاح 16، العدد16]
(أعطاهم الله روح سبات)
[رسالة بولس على رومية، الإصحاح 11، عدد 8]
(روح الوداعة)
[رسالة بولس إلى غلاطية، الصحاح 6، عدد 1]
(روح الإيمان )
[رسالة بولس الثانية إلى كورنتوش، الإصحاح 4، عدد 13]
(وختمتم بروح الموعد )
[رسالة بولس الأولى إلى أفسس، الإصحاح الأول، عدد 13]
(روحك الصالح يهديني)
[رسالة بولس على رومية، الإصحاح 11، عدد 8]
(أكلوا طعاما واحد روحيا)
[رسالة بولس الأولى إلى كورنتوش، الإصحاح 10، عدد 3]
(شربوا شرابا واحدا روحيا)
[رسالة بولس الأولى إلى كورنتوش، الإصحاح 10، عدد 4]
(بيتا روحيا)
[رسالة بطرس الأولى، الإصحاح الثاني، عدد 5]
(وقد زرعنا لكم الروحيات)
[رسالة بولس الأولى إلى كورنتوش، الإصحاح 9، عدد 11]
إذا رجعنا قليلا إلى تقرير إبراهيم الحوراني(323) السالف الذكر فإننا نجد أن العبرانيين اعتادوا أن ينسبوا إلى الله ما يريدون تعظيمه.
كما أن تعبير (روح منه) ذكر في بعض نصوص الكتاب المقدس في العهد القديم والعهد الجديد مثل: (قول بني حث) (324) لإبراهيم عليه السلام:
(أنت رئيس من الله) [سفر التكوين: إصحاح 23، عدد 6] وورد في رسالة يوحنا الأولى:
(أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله؟ لان أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم) [رسالة يوحنا الأولى: الإصحاح الرابع، عدد 1]
يعقب محمد عزت طهطاوي بقوله أن (لا تصدقوا كل روح) يفيد أن الروح شخص آدمي يقتضي التثبيت من أقواله والتحقق منها إن كان نبيا أو مرسلا من قبل نبي من الأنبياء فهو صادق، وعلى الحق إذا دلت البراهين على صدقه، وكاذب إن دلت الأدلة على كذبه معللا كلامه بتقسيمه للكلام السابق إلى قسمين قسم أول;
يعني الصادقين في قوله: (هل هي من الله؟)
أما القسم الثاني فيعني الكاذبين وذلك في قوله: (لأن أنبياء كذبة كبيرة قد خرجوا إلى العالم) وفي إنجيل يوحنا، في قول الفريسيين عن المسيح عليه السلام (فقال قوم من الفريسيين هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ فالسبت، آخرون قالوا: كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الأعمال؟ وكان بينهم انشقاق) [إنجيل يوحنا: الإصحاح 9، عدد 16]. فيفهم من هذا القول أن اليهود كانوا يطلقون على الرجل البار انه من الله بخلاف الخاطئ فيقال فيه انه ليس من الله.
وفي رسالة يوحنا الأولى نجد (أنتم من الله أيها الأولاد وقد غلبتموهم لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم هم من العالم، من اجل ذلك يتكلمون من العالم والعالم يسمع لهم، نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا)، [رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الرابع عدد 4 و6، عن رسل الخبر].
يقول محمد عزت طهطاوي أن قوله: (وأنتم من الله)، و: (نحن من الله)، تعني أننا وإياكم أرواحا هادية مرشدة خيرية. أما قوله (هم من العالم)، و: (من ليس من الله)، تعني أنهم أرواح ضالة مضلة أرضية شيطانية شريرة
(325).
وتعتبر الروح بمثابة الكينونة الخالدة للإنسان وان الخالق الأعظم بعد وفاة الإنسان إما يكافئ أو يعاقب الروح ويشبه الكتاب المقدس الروح برداء رائع أروع من كل ماكان يملكه سليمان.
وهناك إجماع في المسحية بأن الوصول إلى المعرفة الحقيقية عن ماهية الروح هو أمر مستحيل. بقول المفكر المسيحي أوغسطيس أن الروح عبارة عن مادة خاصة وفريدة غرضها التحكم في الجسد.
وتختلف المسيحية مثل غيرها من الديانات حول منشأ الروح فالبعض يعتقد أنها موجودة قبل ولادة الإنسان. وعند الولادة يقوم الخالق بإعطاء الروح إلى الجسد.
بينما يعتقد البعض الآخر أن روح الإنسان تتنقل كمزيج من روحي الوالدين وان آدم هو الشخص الوحيد الذي خلقت روحه مباشرة من الخالق.
بينما ترى طائفة شهود يهوه أن الروح مطابقة لكلمة نفيش (Nefesh) العبرية والتي حسب تصور الجماعة أنها مشتقة من (التنفس) وعليه فإن نفخ الخالق في جسم أي كائن يجعل هذا الكائن كائنا متنفسا.
وهناك البعض ممن يعتقد أن الروح تذهب إلى حالة من النسيان إلى يوم الحساب.
الروح في الإسلام:
إن مسالة الروح وما قيل عنها يدور في إطار من الكتاب والسنة، ولا يخرج عنها إلا بالقدر الذي يسمح به فهم النصوص فهما لغويا أو شرعيا، وذلك أن الوحي من الخالق سبحانه وتعالى هو المصدر الوحيد لمعرفة الغيبيات التي لا يدركها الحس ولا يصل إلى معرفتها العقل المجرد.. وبما أن الروح من مخلوقات الله كما أسلفنا فلا يعلم أسرارها إلا هو سبحانه وتعالى: [glow1=FF0066]﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾ [/glow1](326).
يقول (ابن تيمية): أن روح الآدمي مخلوقة مبدعة باتفاق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة، والدلائل على ذلك منها قول الحق تبارك وتعالى [glow1=FF3399]﴿الله خالق كل شيء﴾[/glow1] (327).
وهو لفظ عام لا تخصيص فيه بوجه ما، ومعلوم قطعا أن الروح ليست هي الله، ولا صفة من صفاته وإنما هي مصنوع من مصنوعاته، فوقوع الخلق عليها كوقوعه على الملائكة والجن والإنس، وكذلك قوله تعالى لزكرياء عليه السلام: [glow1=FF0066]﴿وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا﴾ [/glow1](328). وهذا الخطاب لروحه وبدنه فإن البدن وحده لا يفهم ولا يخاطب ولا يعقل، وكذلك الآية الكريمة [glow1=FF3366]﴿ولقد خلقناكم وصورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم﴾[/glow1] (329).
ويفرق ابن القيم في كتابه (الروح) بين النفس والروح قائلا أن النفس في القرآن تطلق على الذات بجملتها كقوله تعالى: [glow1=FF0066][glow1=FF3366]﴿فسلموا على أنفسكم﴾ [/glow1][/glow1](330). [glow1=FF0066]﴿يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها﴾ [/glow1](331). [glow1=FF0066]﴿وكل نفس بما كسبت رهينة﴾[/glow1](332). كما أنها تطلق على الروح وحدها كقوله تعالى:[glow1=FF3366][glow1=FF0066][glow1=FF0066]﴿ياأيتها النفس المطمئنة﴾[/glow1][/glow1][/glow1](333).[glow1=FF0099][glow1=FF0066][glow1=FF0066]﴿وأخرجوا أنفسكم﴾ [/glow1][/glow1][/glow1](334).[glow1=FF3366]﴿ونهى النفس عن الهوى﴾ [/glow1](335). [glow1=FF0066]﴿وإن النفس لأمارة بالسوء﴾ [/glow1](336).
وأما (الروح) فلا تطلق على البدن لا بانفراده ولا مع النفس، وتطلق الروح على القرآن لقوله تعالى: [glow1=FF0066]﴿وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا﴾[/glow1] (337). وعلى الوحي الذي يوحيه الله سبحانه إلى رسله وأنبيائه: [glow1=FF0099]﴿يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق﴾ [/glow1](338).[glow1=FF0066]﴿وينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن انذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون﴾ [/glow1](339).
وأطلقت على القوة والثبات والنصرة التي يؤيد الله بها من يشاء من عباده المؤمنين من ذلك قوله سبحانه وتعالى
[glow1=FF0066]
﴿ أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه﴾
[/glow1](340). وعلى جبريل عليه السلام:
[glow1=FF0066]﴿نزل به الروح الأمين على قلبك﴾ [/glow1](341). ﴿ونزل به روح القدس﴾ (342) وكذلك على الروح الأنفة الذكر التي سأل عنها اليهود فأجيبوا بأنها من أمر الله. والتي قيل إنها المذكورة في الآيات: [glow1=FF0066]﴿يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون﴾[/glow1] (343). [glow1=FF0066]﴿وتتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم﴾ [/glow1](344).
وكذلك أطلق لفظ الروح على المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام: [glow1=FF0066]﴿إنما المسيح ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه﴾ [/glow1](345).
وقد تعني الفرج والرحمة [glow1=FF0066]﴿ولا تيأسوا من روح الله﴾ [/glow1]
(346). وقد تعني السعادة والمغفرة: [glow1=FF0066]﴿فروح وريحان وجنة النعيم﴾ [/glow1](347). وأما أرواح بني آدم فلم تقع تسميتها في القرآن إلا بالنفس [glow1=FF0066]﴿يأيتها النفس المطمئنة﴾ [/glow1](348). [glow1=FF0066]﴿ونفس وما سواها﴾ [/glow1]
(349).
وأما في السنة فجاءت بلفظ النفس والروح.
من خلال الآيات السابقة نجد القرآن يقرر بشأن المسيح عليه السلام بأنه (روح منه) فالمراد بذلك أن المسيح روح عالية قدسية خيرية علوية، وليس هو من الأرواح الشيطانية النحسية الأرضية الشريرة أرجع إلى تفاصيل أكثر في عنوان (مفهوم الروح في المسيحية).
{روح منه} تعني أيضا تبرئة المسيح مما ألصق به أعداؤه بأنه روح شيطانية أو شريرة أو مختل العقل بل روح خيرية علوية قدسية (350).
فالإتيان بكلمة (منه) بعد كلمة الروح إنما هو للإلماع بهذا المعنى اللطيف، وردا على اليهود الذين كانوا يلقبونه (بعلزبول)، أي الشيطان.
فقد ورد في إنجيل مرقص في الإصحاح الثالث، عدد 27 عن الكتبة في وصفهم للمسيح: (وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا إن معه بعلزبول، وأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين).وإنجيل مرقص هذا ورد فيه أيضا في الإصحاح الثالث، عدد 30، عن المسيح عليه السلام: ( أجاب الجميع وقالوا بك الشيطان).
ومن ناحية ثالثة……..يتواصل…