أحبتى فى الله
توجد أيه فى كتاب الله كنت أقرأها كثيرا وأمر عليها مرور الكرام كلما قرأتها فى المصحف الشريف حتى هدانى الله إلى وجه كبير من أوجه الإعجاز فيها لذا أرجو أن أشرككم معى فى ما فتح الله على به
هناك مقدمه بسيطه قبل أن أكشف لكم عن هذه الأيه :
هناك الأن علماء يسمون علماء المستقبليات يقومون بتنبأ الأحوال التى سيكون عليها العالم فى خلال مدة زمنية معينة والحدود التى سيصل إليها العلم فى خلال هذه المدة وذلك من خلال الإسترشاد بما هو قائم من أبحاث حالية والتصورات لما يمكن أن تصل إليه مع الإستمرار فى التقدم التكنولوجى وكذلك الإسترشاد بما إستطاع الإنسان أن يحققه من تقدم فى خلال الفترات السابقة.
فمثلا إذا قال لك أحد منذ عشرين عاما فقط أن كل واحد سيكون معه تليفونه الخاص به فى أى مكان يذهب إليه حيث يمكن التحدث معه فى أى وقت كنت ستستغرب ذلك كثيرا ولكن نحن الأن نتعامل مع المحمول على أنه من البديهيات.
بعد هذه المقدمه ندخل فى الموضوع
لو تصورنا شكل الحياه أيام الرسول (ص ) منذ أكثر من 1400 عام والأدوات التى كانت تستخدم أيامها فإننا سنقول أنها كانت أدوات بدائية, فوسيلة السفر هى الجمل والفرس وأدوات الطبخ هى من الفخار وبإختصار فهى أدوات بسيطة جدا . وإذا تخيلنا الحياه قبلها بخمسمائة عام فإنها ستكون تقريبا نفس الحياه بنفس الأدوات البسيطة وبدون إختلاف جوهرى.
إذا فمعنى هذا أن الإنسان من أول أن يولد حتى يموت لا يحدث أى تغيير يذكر فى الأدوات والوسائل التى يستخدمها وليس كعصرنا هذا الذى تحدث فيه ثورة علمية وتكنولوجيه كل عدة أعوام.
ففى ذلك العصر لم يكن هناك علم ولا أبحاث ولا مخترعات ويعيش الإنسان بنفس الأدوات التى كان يستخدمها أباءه وأجداده بلا تغيير.
إذا فإذا سألت إنسان فى هذا العصر عن شكل الحياة على الأرض بعد خمسة ألاف عام فإن تصوره سيكون أنها لن تخرج عن نفس الحياه التى يعيشها هو فى زمنه وبنفس الادوات فهو لم يرى فى حياته ولم يسمع من أباءه وأجداده عن أى تغيير فى نمط الحياه حتى يستطيع أن يتصور أنه سيكون هناك تغيير عن ذلك مهما أمتد الزمن
فعندما يجئ أنسان أمى فى هذا العصر ويقول أنه سيأتى يوم تأخد الأرض فيه زخرفها وتتزين ويصل بأهلها الأمر بأن يظنوا أنهم قادرون عليها فهذا قمة الإعجاز . فنحن الأن نعتبر هذا من الأمر طبيعى وذلك لأننا نرى بأعيننا طائرات عملاقة تطير فى السماء بسرعات عالية جدا ونرى قطارات تخترق الجبال الشاهقة ونرى أبراج يصل أرتفاعها إلى نصف كيلو متر . إذا فنحن نستطيع أن نتخيل أنه فى يوم قريب سيصل الإنسان إلى أن يقول أنه أصبح قادر على الأرض, ولكن أن يقول إنسان أمى ذلك منذ أكثر من 1400 عام فهذا ما لايمكن أن يصل إليه بعقله وبمشاهداته فى الحياة ولا يمكن أن يقول ذلك فى هذاالزمان إلا الله العلى القدير الذى ليس لديه أسوار الزمان والمكان وسبحان القائل فى محكم كتابه ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلنا حصيدا كأن لم تغن بالأمس ) صدق الله العظيم وصلى الله على سيدنا محمد.