بسم الله والصلاة على رسول الله وبعد؛
فالمحب هو المحب في كل زمان ومكان...
يتجرع مرارة الهجر وتذوب نفسه أثناء الوصال...
وتأبى عليه نفسه دائما البوح باسم من يمنحه حبه...
إذن فأنا بدع من المحبين حين أتساءل: من حبيبي..؟
إذ أستنفر الآذان الشاخصة لفمي بعد هذا العنوان المذياع !!
حتى لكأني سأروج لسلعة في سوق !!
المسألة سيدي تبدو لي على نحو مغاير.
كل ما في الأمر أن القوانين التي يتحاكم إليها الأحبة تتغير بحسب أطراف العلاقة القائمة
فليس حبك لأمك كحبك لزوجك وليس حبك لشيخك كحبك لوالدك
كما أن حبك لكل هؤلاء ليس كحبك لمن علمنا كيف نحب!!
لقد تأكدتَ الآن أنني لا أريد المراوغة ولم أقصد إلى الإلغاز
فالحبيب الذي ذكره سيعطر الحديث هو الحبيب
وأعود لأطرح الإشكال في صيغة سؤال أسمعك تردده:
ما بال المحبين يدفنون أسماء من يحبون في الحين الذي تشهر أنت به؟
ما أيسر الإجابة إذا ما تصورتَ معي طبيعة العلاقة في حبي وحبهم
المحبون مهما سمت أهدافهم ونبلت غاياتهم يرنون إلى المأرب المادي
ودع عنك ما قد قيل عما يسمونه حبا عذريا
فهذا حب ليس له وجود إلا في أدمغة الكتاب وما تخطه أيديهم!!
أما الذين قيل عنهم إنهم عذريون فقد كانوا غارقين في لذاتهم إلى آذانهم!!
وبازدياد هذا المأرب المادي الذي يستشعر فيه المحب بنشوته تعلو نداءات الأنانية
نعم الأنانية...لنقل بكل صراحة كل محب أناني بدرجة ما
إذا أردت اختبار صدق هذه الجملة الفائتة فاسأل نفسك:
هل قابلت محبا يدعو الناس إلى حب من يحب؟!!
هل صادفت محبا سويا يشعر بالارتياح حينما يجري ذكر حبيبه على الألسنة؟!!
...........
عندما تجيب بالنفي على الأسئلة فقد قررت أنهم أنانيون!!
أما في حبي للرسول فالوضع يختلف
فقل لي أي مصلحة مادية يجنيها المحب من وراء محبته؟!
أنا بالطبع أتكلم بمعيار القوم
وإلا فخير الدنيا وخير الآخرة مرهونان بحبه
ومن أجل هذا الفرق الذي بصرتك به وتأسيسا عليه
لا يجد المحب له أي غضاضه في وقوفه داعية للناس قائلا:

يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا أيـــــــــــــــــــها النـــــــــــــــــــــاس
إن حبيــــــــــــــــبي هو رســـــــــــــــــــــول الله
ألا فأحبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ا حبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبي!!
7
7
7
7

معذرة؛ فإن مشاركتي في الأصل كانت إحدى القصائد
كتبتها بهذا العنوان : ( من حبيبي..؟ )
كتبتها حين تطاول على مقامه بعض السفهاء
فشغلت بالتقديم لها عنها!!
ولكن عذرا فهذا حال المحبين!!!
والآن مع النص، راجيا التقويم والتقييم


من حبيبي ..؟

مَـنْ ذَا الحبيبُ ومُــؤْنسي في وحدَتي؟
أَتـُــراه لَيـْـــلَــى أم تـَـظُــنُّ بــعَبـْلَــــــةِ؟

لا، بـــل أَهِيمُ بحـــبِّ مـَنْ أَحْيـا الوَرَى
كالمــــــاء نَـبـــْـــذُره بـأرضٍ مَـيْتــَـــةِ

أَلـْهـَـــى القلـــــــوبَ بــحبه فأزال مـِــنْ
تلك القلـوبِ بذا الهوَى ذي العِلـَّـــةِ

كم مِنْ عـيونِ قد تـَبِيتُ على قذًى
واللهُ أَنعـَــــــــــمَ بالكَـــرَى والقُـــــــرَّة

ظُلــــمٌ غشومٌ حالِكٌ عَــمَّ المــــــــدى
فبُعثْـتَ نُـــــورًا يا عَـــــدُوَّ الظُّلْمــــــةِ

إنْ كذَّبــوك فـإنَّ ربَّ العَــرْشِ قَـــــــدْ
نـَــــادَاك عَبـْــــدًا قد حبــــاك بِمِنـَّـــــةِ

تَأْسى لأن الإنسَ قد وَأَدُوا الهـــــدى
أَبـْـشِر بـميـــلادٍ بـــِوادِي الــجِنـَّــــــــــةِ

لَوْ ضاقت الأرض التي بـُسِطَتْ لهم
فَسَماؤُنــــــا وَسِــعَت نَـبـِــيَّ الرَّحْـمــةِ

*****

يا شِعْرُ! مالك قد عَصَيْتَ نَـوازِعي؟
في الحَلـْــقِ تَقْبـَـعُ لا تُغــــادرُ غُصَّـتـي

عُــــــــــدْ مِثْلمـا كُنـَّا سَـوِيـًّا؛ سَـــوِّ لي
مِـنْ وَحْـيِ هذا الكونِ أرْوعَ لَوْحَـــــةِ

فَــأَجـــــابني بِبَديهــــةٍ: أَوَبـَعْـــــــــدَما
عَصَفَتْ بنا تِلكَ العَوَاصِفُ؛ جَلَّتِ؟

قومٌ بِســبِّ رسولنــا قد سَــــوَّدُوا
صُحُفًا تـُثِيرُ البغضَ في القلبِ الفَــتِي

ومَـعَابِدُ الصُّلبانِ، زُورًا، بَـارَكَـــــتْ
فَغَدَا السُّبابُ، بـشَرْعِها، كالـقُرْبــَــــةِ

بَكَــــــت السَّماءُ لها فَأَرْبـَتْ مَــــدْمَعِي
مُتَعَـــــــلِّلا: وَزْنـِي رَدِيفُ الـمُـزْنَـةِ

خَــــــارَتْ قُوَى الجبلِ المشَيـَّدِ عِــــزَّةً
فَـجَثَــتْ بـِأبياتــي البـَواذخِ؛ خَـــــــرَّتِ


*****

يـَا سُحْبُ! كُفِّي عَنْ بُكائكِ وانْدُبي
جِـيــــــــلا أُصِيـبَ ضَمـيرُه بالـغَـفْـلةِ

مَكْرٌ يُحَـــــــــاكُ لَـهُ ضُحًى لَكِنـَّــــــه
في مَعْــــزِلٍ عَـنْ رُؤيـــةِ الشمسِ الَّتـي

فَضَحَتْ قَبَائِحَهم وَعَـــرَّتْ زَيــْفَــهم
فَتَمايـَزَتْ ساحــاتُهم عن ســــاحتـي

كـم ندَّدوا كـم أَرْعَدوا كـم هَدَّدوا
حتـى الـحنـاجـر والـمنـــــابر مَلَّــــتِ

وكأنـما مِـزمـارُ تِيـــــــهٍ طَــــــــــارِبٌ
وقَـذَائـِـــفُ الـرشَّاشِ تَحْصُدُ إِخْوَتي

أَوَمَــــــا دَرَوْا أنَّ الكلام مُسَفَّــــــــــــهٌ
مَــــا لم يـُــؤيــَّـــد بالـَّلهــــاذِمِ سُلـَّــــــتِ؟

هـَـــــــــذا أَوَانُ الثَّــــأْرِ غَيْرُ مُـنَهْنـَـــــهٍ
حَتَّـــــامَ ذَوْدِي عَــــنْ مَناهِـــلَ عَلَّـتِ؟

وتُريـدُ عَيْشي أَنْ يَطِيبَ هَــنَاءَةً؟!
واسَــوْءَتي إنْ صَــــارَ ذا واسَــــوْءتي

لا كُنْتُ أَحْيَا إنْ هَـمَسْتُ بِكِلْمَـــــــة
فِــي غَيـْــرِ نــَائِبـــةٍ ثَــوَتْ؛ لَمْ تَـبْـــلَــتِ

يا شِعْــرُ عُـذْرًا عَـنْ سؤالٍ طائشٍ
فَــتَقَـــتْ أَنَامِـلُــهُ جُــــروحَ الحـسْرَةِ



*****

اللهم إني أشهدك أني أحب رسولك وأني قد دعوت الناس لمحبته..
فاللهم بحق هذا لا تحرمنا شفاعته ولا تحرمنا أن نكون في الجنة معه..