- والأرض وما طحاها...
- والأرض مددناها...
- والأرض فراشا...
- وإلى الأرض كيف سطحت...
- يأتون من كل فج عميق...
- من كل حدب ينسلون...
هناك آيات كثيرة تبين شكل الأرض، كما أن هناك آية تقول أن الله، جل جلاله، جعل الأرض قرارا؛ ومعنى كلمة [قرارا]: تعني أسفل، كما تعني مكان الاستقرار، كما تعني الثبات، ولا يعلم تأويله إلا الله، جل وعلا...
ويستدل الكاتب بآيات القرآن الكريم، ثم يضرب لنا أمثالا كثيرة تبين لنا أن الأرض حقيقة كما وصفها محمد معمري، وليس كما نعرفها.. ومن بين الأمثال نجد:
* إذا كانت حقا الأرض تدور سوف يكون حتما على المصلين أن يصلوا في خمس اتجاهات في اليوم بدل اتجاه واحد.
*إذا كانت الأرض حقا تدور لكان حتما على التوقيت الزمني أن يكون دائريا وليس عرضيا كما هو الشأن.
* إذا كانت حقا الأرض تدور فلماذا في كل قطب من أقطاب الأرض نشاهد النجوم إما تدور على شكل دائري، وأخرى تدور، وفي قطب نراها ثابتة لا تدور، وفي قطب آخر نراها تشرق وتغرب؟!
* لو كانت الأرض تدور حقا فكيف يمكن أن نفسر هذه الآيات:
- (حنى توارت بالحجاب)، أي: الشمس اختفت بسبب الحجاب، وليس بدوران الأرض...
-(وترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوه منه ذلك من ايات الله من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ).
فلو كانت الأرض تدور ما قرضتهم ذات الشمال إن قرضتهم ذات اليمين، وإن قرضتهم ذات الشمال ما قرضتهم ذات اليمين. فهذا المشهد العظيم لشروق الشمس على الكهف، وغروبها عليه يوحي لنا حقا أن الأرض ثابتة، ولا تدور...
- لو كانت الأرض تدور حقا لحصل الكسوف والخسوف يوميا نظرا لثلاثية الدوران: فالشمس تجري في فلكها، والقمر يجري في فلكه، فإن كانت حقا الأرض تدور حتما يحصل التعامد في كل يوم...
يضرب لنا الكاتب أمثالا كثيرة وجد مقنعة؛ ولا يسني أن أذكرها بأكملها...
ومن فصل: خلق الأرض، ينتقل إلى فصل: الشمس، حيث يبين فيه أن للشمس منازل تنتقل فيهم طوال السنة من جهة الشرق صعودا ونزولا في 12 منزلة على إثرها تتغير الفصول، ويسببها وسبب منازل القمر لا يحدث الخسوف والكسوف إلا نادرا... ومن هذا الفصل ننتقل إلى فصل: الليل والنهار، وهذا الفصل هو الجوهر الحقيقي لكتابه ونظرياته بصفة خاصة؛ إذ يقول أن السر يكمن في ضوء الليل والنهار، لأنهما ضوءان أخرجهما الله، جل وعلا، من السماء يوم خلقها كما تنص الآية الكريمة: (... وأغطش ليلها وأخرج ضحاها)؛ ثم يستشهد بآية أخرى: (والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلها)؛ ويقول هنا أن ضوء النهار هو الذي يُحلّي الشمس، وليس الشمس هي التي تجلّي النهار! كما يستشهد بآية: (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل)، ثم يستشهد بآية:(ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين )؛ ويفسر هذه الآية بأن ضوء الليل يحجب ضوء النهار بفعل التكوير، ويطلبه حثيثا أي: أن ضوء الليل له مغناطيسية تجذب ضوء النهار وبذلك يتعاقب النهار والليل...
وفي هذا الفصل يثبت عدم دوران الأرض بهذه الآيات الكريمة:
-(قل ارايتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامه من اله غير الله ياتيكم بضياء افلا تسمعون).
-( قل ارايتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامه من اله غير الله ياتيكم بليل تسكنون فيه افلا تبصرون ).
-( وايه لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون).
يقول محمد معمري في تفسير هذه الآيات، لو أراد الله، جل وعلا، أن يجعل علينا سواء الليل، أو النهار سرمدا؛ فكيف يتم ذلك؟!
* هل بوقوف الشمس؟! فالأرض قالوا بأنها تدور؛ فلو أوقف الله، عز وجل، الشمس فدوران الأرض المزعوم سوف يُسبّب في عملية الليل والنهار..
* هل بوقوف الشمس، والأرض؟! هنا ستبقى جهة مظلمة، وجهة مضاءة، ووقوف الشمس يُسبّب خللا في الكون... *هل بإزالة الشمس؟! هذا يُحدث ليلا سرمديا ولكن لشمس مسألة ضرورية للحياة، كما يجب كذلك وضع احتمال يجعل النهار سرمديا، وهذا بدوران الأرض لمزعوم يستحيل إلا إذا كانت هناك شمس تشرق وشمس تغرب... ثم يعود الكاتب لضوء الليل والنهار ويقول لو أراد الله، جل وعلا، أن يجعل علينا الليل سرمدا لسلخ ضوء النهار من ضوء الليل فيبقى ضوء الليل وحده يتكور، وكذلك بالنسبة للنهار... ويقول ليست الشمس بالنسبة لضوء النهار إلا كمصباح المشكاة والزجاجة، حيث إذا نزعنا الزجاجة من المشكاة سوف لن يُضيء المصباح كما يُضيء بالزجاجة، لذلك لو سلخ الله، جل جلاله، ضوء الليل، أو ضوء النهار لن نرى الشمس إلا كما يُرى قنديل في فلاة، أو كما يظهر القمر بالليل أو بالنهار...
لعل ترتيب الفصول في كتاب حكمة الوجود يجعلني أقف هنا
لأن هذا الكتاب شيق للغاية ومثير في نفس الوقت، وهذا ما كان يصبو إلي القارئ منذ زمن طويل....
علاوي ياسين
