الدولة العلمانية مثال
للتعصب الأعمى وكبت الحريات
الدكتور السرداب
للتعصب الأعمى وكبت الحريات
الدكتور السرداب
أولا: هل تسمح الدولة العلمانية لأصحاب الأديان باتخاذ العقيدة أساسا للإنتماء والولاء والبراء ؟؟؟ أم أنها لا تقيم لعقيدة المتدينين وزنا بل تقدم عليها رابطة الدم والعنصرية ورابطة حبة الطين وحبة الرمل ....؟؟؟؟؟؟
ثانيا : هل تقبل الدولة العلمانية بتطبيق ما توجبه الشريعة الإسلاميه على أبنائها من النزول على حكم الله ورسوله والتسليم لهما أم أنها ستقوم بعملية مسخ لكل مظاهر الحياة وتكبت حريات المتدينين في ممارسة شعائرهم التي يقدسونها ..؟؟؟؟
ثالثا : هل سيكون في الدولة العلمانية مسألة كمسالة الجزية في الدولة الإسلامية أم أنها ستجبر جميع المواطنين على الدفاع عنها حتى من لا يؤمن بمبادئها؟؟؟؟ هل ستأخذ مالا مقابل الدفاع عن المسلمين وحمايتهم أم أنها ستشترط عليهم أن يدافعوا عن أفكار لا يؤمنون بها .. تشترط عليهم أن يقدموا أرواحهم فداء لعقيدة لا يعترفون بها …..؟؟؟؟
إلى متى ستظل أمريكا تجبر المسلمين على الانضمام إلى جيشها وأن يقدموا أرواحهم في حروبها ..إلى متى ستظل أمريكا تجبر إخواننا المسلمين على الدفاع عن أفكار لا يؤمنون بها بل وقتال إخوانهم في بلاد الأرض متى ستطبق الحل الإسلامي في أمور خطيرة مثل هذه وتحترم معتقدات مواطنيها؟؟؟؟؟
رابعا : هل ستقيم الدولة العلمانية حد الردة أم أنها ستترك البلاد لفتنة المجاهرة بالكفر وفتنة تغيير الأديان وما أدراكم ما فتنة تغيير الأديان أم أنها ستطبق تعاليم الدولة المسلمة وتقيم حد الردة فمن أراد أن يكفر فليكفر في بيته لكن لو أظهر كفره فهذا يجر من الفتن واستشراء القتل والحقد والتباغض بين البشر ما الله به عليم وما إلى ذلك من الفتن نتيجة ترك المرتد لدينه ...؟؟؟
خامسا : هل ستقيم الدولة العلمانية حد للاغتصاب أم أنها ستترك البلاد للعبث والمجون وتنتهك حرمات النساء الشريفات .. وما عدد الشهود هل شاهد واحد يكفي في الدولة العلمانية وكل من هب ودب يتهم النساء ويقع في أعراضهن أم أن الدولة العلمانية ستضطر إلى اللجوء إلى التشريع الإسلامي الذي يعاقب الزاني وفي نفس الوقت يجعل عدد الشهود اربعا حتى لا تكون حرمات النساء لعبة في يد كل ماجن ...؟؟؟؟؟
سادسا : هل للدولة العلمانية اتجاه واحد أم أنها تيارات ينهش كل تيار في التيار الذي يليه وتتلاعن التيارات فيما بينها وكما قال مكسيم رودسون الكاتب الماركسي الشهير عندما قال الحقيقة أن هناك ماركسيات كثيرة بالعشرات والمئات ولقد قال ماركس أشياء كثيرة حتى الشيطان يستطيع أن يجد فيه نصوصا تؤيد ضلالته .. أم أن الدولة العلمانية لها قسم يمثل الثبات والخلود كما الدولة الإسلامية وقسم يمثل المرونة والتطور ..؟؟
ففي الكون أشياء ثابتة من أرض وسماء وأشياء فرعية تتطور من جزر تنشأ وبحيرات تجف وكل نظم الكون والحياة بهذه الصيغة أمور ثابتة وأمور تتطور كما الإسلام لكن العلمانية كل يوم بدين وكل يوم بمنطق وهذا يبعث على الخوف والقلق ......!!!!!
والآن لنذهب إلى مزيد تفصيل بخصوص الأمور التي أنا ذكرتها آنفا ونحاول أن نلقي الضوء على الرؤية الإسلامية لهذه الأمور وكيف أن الدولة الإسلامية هي الوحيدة التي شهد لها العالم بالمثالية هي الوحيدة التي مثلت حرية الفكر حرية البحث العلمي حرية التصور حرية الفهم .. بشرط ان هذه الحريات لا تطغى على حريات الآخرين ..
أولا : في حرية تطبيق الأديان نجد الدولة المسلمة تسمح لكل صاحب ديانة أن يطبق ديانته في كنف الدولة المسلمة ويبلغ من احترام الحرية الدينية عند المسلمين أن يقبلوا زواج المجوسي من ابنته ما دامت شريعته تبيح له ذلك .. وفي المغني ( وهو من أكبر كتب الفقه ) في هذا الكتاب توجد هذه المسألة : مجوسي تزوج ابنته فأولدها بنتا ثم مات عنهما فلهما الثلثان ..
إن الإسلام لم يقم البتة على اضطهاد مخالفيه أو مصادرة حقوقهم أو إرغامهم على تقييد طقوسهم بمعابدهم كما تفعل الدولة العلمانية الديكتاتورية ..
انظروا ماذا يفعلون في أخواتنا المسلمات في فرنسا إنهم يصرون على خلع حجابهن بأي دين في الدنيا كلها بل وبأي إلحاد تستطيع حكومة أن تتدخل في الطقوس الدينية لمجموعة من البشر ... مالكم أنت ومال أخواتنا المسلمات العفيفات ... ما دخلكم بزيهن ؟؟؟؟ فرنسا صاحبة أكبر معرض للتقليعات والأزياء في الدنيا كلها تعارض حجاب أخواتنا الطاهرات بأي دخل هذه الحكومة العلمانية القذرة تتدخل هذا التدخل السافر وتجبر أخواتنا الطاهرت على التعري ....
ثانيا : مسالة الجزية من مسائل الرحمة في الدولة الإسلامية .. فقد أوجب الإسلام على أبنائه (الخدمة العسكرية) وناط بهم واجب الدفاع عن الدولة، وأعفى من ذلك غير المسلمين، وإن كانوا يعيشون في ظل دولته.ذلك أن الدولة الإسلامية دولة(أيديولوجية) أي أنها دولة تقوم على مبدأ وفكرة، ومثل هذه الدولة لا يقاتل دفاعًا عنها إلا الذين يؤمنون بصحة مبدئها وسلامة فكرتها . . وليس من المعقول أن يؤخذ شخص ليضع رأسه على كفه، ويسفك دمه من أجل فكرة يعتقد ببطلانها، وفي سبيل دين لا يؤمن به فكانت الجزية مقابل الدفاع عنه وحمايته .. وها هو أبو عبيدة حين أبلغه نوابه عن مدن الشام، بتجمع جحافل الروم، فكتب إليهم أن يردوا الجزية عمن أخذوها منه، وأمرهم أن يعلنوهم بهذا البلاغ: "إنما رددنا عليكم أموالكم، لأنه قد بلغنا ما جُمع لنا من الجموع، وإنكم اشترطتم علينا أن نمنعكم (أي نحميكم) وإنا لا نقدر على ذلك . وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشروط، وما كتبنا بيننا وبينكم، إن نصرنا الله عليهم"
ويقول الدكتور نبيل لوقا بباوي في كتابه انتشار الإسلام بالسيف بين الحقيقة والافتراء : إن الجزية كانت تأتي أيضاً نظير التمتع بالخدمات العامة التي تقدمها الدولة للمواطنين مسلمين وغير مسلمين ، والتي ينفق عليها من أموال الزكاة التي يدفعها المسلمون بصفتها ركناً من أركان الإسلام ، وهذه الجزية لا تمثل إلا قدرا ضئيلا متواضعاً لو قورنت بالضرائب الباهظة التي كانت تفرضها الدولة الرومانية على المسيحيين في مصر ، ولا يعفى منها أحد ، في حيث أن أكثر من 70% من الأقباط الأرثوذكس كانوا يعفون من دفع هذه الجزية ، فقد كان يعفى من دفعها: القُصّر والنساء والشيوخ والعجزة وأصحاب الأمراض والرهبان.
فمتى تتعلم الدولة العلمانية هذه المبادىء السامية متى ترقى إلى هذا الفكر الرائع ....
ثالثا : حد الردة ..والردة عن الإسلام ليست مجرد موقف عقلي ، بل هي أيضاً تغير للولاء وتبديل للهوية وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى فهو يخلع نفسه من أمة الإسلام التي كان عضواً في جسدها وينتقل بعقله وقلبه وإرادته إلى خصومها ويعبر عن ذلك الحديث النبوي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه: [ التارك لدينه المفارق للجماعة ] [ رواه مسلم ] ، وكلمة المفارق للجماعة وصف كاشف لا منشئ ، فكل مرتد عن دينه مفارق للجماعة والمفارقة للجماعه في أي أمة من الأمم تعد خيانة عظمى عقوبتها القتل لما في ذلك من الفتن العظيمة وتهييج الرأي العام ونشر التباغض والطائفيات بين أصحاب الأديان المختلفة . فمن أراد أن يكفر فليكفر في بيته لكن أن يظهر كفره أو تركه لدينه أمام الناس فإن هذا يفتح باب فتنة لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه ..
فالردة تعامل معاملة تهمة الخيانة العظمى التى تعاقب عليها الدول بالقتل. فقتل المرتد في الشريعة الإسلامية ليس لأنه ارتد فقط ولكن لإثارته الفتنة والبلبلة وتعكير النظام العام في الدولة الإسلامية. تحول الإنسان من دين إلى دين كفيل بفتنة عظيمة لا يعلم مداها إلا الله وليس أقرب من حالة الفتاه المصرية زوجة الكاهن التي أعلنت إسلامها منذ شهور فقامت الدنيا ولم تقعد وخرجت مظاهرات النصارى تملأ شوارع مصر وحدث شغب وفساد عظيم ؟؟؟فتنة كهذه لا يعلم مداها إلا الله وإلى اليوم الفتاه لا يعرف عنها أحد وقد اختفت تماما .. ولو ظهرت مرة أخرى ستعود الفتنه إلى أوجها وسيموت فيها خلق كثير .. لذلك من مقاصد الإسلام الأساسية منع الفتن والفتنة أشد من القتل ولو أراد أحدهم أن يترك دينه فليتركه في بيته لماذا يدعو وينادي أنه ترك دينه ويتباهى بذلك هل هذا يريد إلا الفتنه؟؟ يريد إلا الخيانة لمن معه ؟؟؟
هل ستسمح الدولة العلمانية بفتنة كتلك أم ستقبع الفتنة قبل ظهورها وتطبق الحل الإسلامي..؟؟؟
رابعا : الإسلام بطبيعته بما أنه الدين الذي ختم الله به الشرائع والرسالات فقد أودع الله فيه عنصر الثبات والخلود وعنصر المرونة والتطور وهذا من روائع الدين عند تطبيقه فهي آيه من آيات عمومه وخلوده وصلاحيته لكل زمان ولكل مكان .. الثبات على الأصول والكليات والمرونة في الفروع والجزئيات .. الثبات على القيم الدينية والأخلاقية والمرونة في الشئون الدنيوية والعلمية فقد جاء الإسلام ليتسق مع طبيعة الحياة الإنسانية نفسها ففيها عناصر ثابتة باقية ما بقي الإنسان وعناصر مرنة قابلة للتطور والتغير وهي الأمور الخاصة بمراعاة اقتضاء المصلحة كالتعزيرات وغيرها ...
هذا هو الإسلام وهذه هي دولته ولكن ما هي دولة العلمانية ؟؟؟ هل لها أصول ثابتة أم أن الأمر كما يقول الأستاذ ثاوني: إن الاشتراكية، كغيرها من التعبيرات المختلفة للقوى السياسية المركبة، كلمة لا تختلف في مدلولها من جيل إلى جيل فحسب، بل من حقبة إلى حقبة. أم كما يقول مكسيم لوروا" في كتابه "رادة الاشتراكية الفرنسية" يقول: "لاشك في أن هناك اشتراكيات متعددة، فاشتراكية بابون، تختلف أكبر الاختلاف عن اشتراكية برودون، واشتراكيتا سان سيمون وبرودون، تتميزان عن اشتراكية بلانكي، وهذه كلها لا تتمشى مع أفكار لويس بلان، وكابيه وفورييه، وبيكور ، وإنك لا تجد داخل كل فرقة أو شعبة إلا خصومات عنيفة، تحفل بالأسى والمرارة.....
هذه هي دولة الإسلام دولة حفظ الحريات دولة المبادىء المعروفة .. وهذه هي الدولة العلمانية دولة كبت الحريات دولة المبادىء المجهولة .....
أنا في هذا الموضوع بحثت في نقطة واحدة فقط وهي نقطة الحريات في الدولة العلمانية وهي أكبر حجة يتفاخر بها الملاحدة واستطعت أن أبين كذب هذه الدعوى وقمت بطرح الحل الإسلامي كحل وحيد وأقول وحيد لأنه لا يوجد حل حتى يشبهه أو يدانيه فالواقع المؤسف فيما حفظته الدنيا من حروب التعصب وغارات الإبادة والتجني وقتل 55 مليون إنسان في حروب عشوائية قذرة وراء دعاوى غبية في الحرب العالمية الثانية بإسم العنصرية والتعصب للجنس الآري الهتلري من مخلفات دارون وأتباعه وغيرها وغيرها الكثير كل هذا يجعلنا لا نشطح مع التمني ونسرح مع الخيال ونظن أن هناك حل يشبه الحل الإسلامي والحروب باسم العلمانية التي عرفها التاريخ الأوربي دلالات يخزى لها أولو الضمائر ..
كل هذا في موضوع واحد ناقشت فيه مسألة الحرية بين الدولة الإسلامية والدولة العلمانية …!!! فما بالنا لو فتحت موضوع وناقشت فيه الأخلاق بين الدولة الإسلامية والدولة العلمانية ..؟؟؟ اقسم بالله سيندى الجبين ويظهر خزي الملحدين .. يا ســادة يا ســادة يوجد على الأرض ألف مليون مسلم لا يتعاطون المسكرات .. ألف مليون مسلم لا يرتكبون فاحشة الزنا بفضل تعاليم هذا الدين في المقابل تحولت أوربا وأمريكا إلى بيت دعارة كبير لممارسة جميع أنواع الشذوذ الجنسي والشذوذ الفكري والنفسي .. أي علاقة هذه بين الثرى والثريا أي علاقة هذه بين العزة والشرف والحرية والطهر الإسلامي وبين الحقارة والتدني العلماني ..
ماذا لو فتحت شريط عن الجانب الأدبي والإنساني عند الدولة الإسلامية والدولة العلمانية .. يا ســادة يا ســادة ملايين الأطنان من القمح تلقيها أمريكا في المحيط حتى لا تنخفض أسعار القمح في حين أنه يوجد ملايين ملايين يموتون جوعا كل عام ماذا لو قارنا بين هذا الفعل الوقح اللاإنساني وبين عصر عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه عندما فاضت الأموال فوضع الجزية وزوج الشباب وسدد عن المعسرين وفتح الله به باب خير كثير ..
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (50) سورة المائدة
للإستزادة:- الإسلام والعمانية وجها وجه للشيخ القرضاوي حفظه الله ..
http://www.qaradawi.net/site/topics/...0&parent_id=12
غير المسلمين في المجتمع الإسلامي ..
http://www.qaradawi.net/site/topics/...3&parent_id=12
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا
تعليق