سؤال من نصرانية .. لماذا يرضى الله لحدوث الشر ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Abdullah اكتشف المزيد حول Abdullah
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 5 (0 أعضاء و 5 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Abdullah
    1- عضو جديد
    • 16 يول, 2006
    • 52

    سؤال من نصرانية .. لماذا يرضى الله لحدوث الشر ؟

    السلام عليكم ورحمة الله

    كيف أرد على نصرانية (بالإسم فقط) تقول :

    " إذا كان الله طيب ويحب عباده : لماذا يأذن الله لحدوث المجاعات والزلازل ووو ؟ "

    أرجو المساعدة
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:33 ص.




  • صفي الدين
    مشرف المنتدى

    • 29 سبت, 2006
    • 2596
    • قانُوني
    • مُسْلِم حُرٍ لله

    #2
    السلام عليكم
    {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:33 ص.
    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

    تعليق

    • حنين مسلمة
      2- عضو مشارك
      • 5 نوف, 2007
      • 293

      #3
      وهل هناك تعارض بين حب لله لعباده وبين الابتلاء
      إنَّ عِظَمَ الجَزاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاءِ ، وإنَّ اللهَ إذا أحَبَّ قَوماً اِبتَلاهُم ، فَمَن رَضِيَ فَلَهُ الرِّضا ، ومَن سَخَطَ فَلَهُ السَّخَطُ
      وقال صلي لله عليه وسلم
      (أشد الناس بلاء الانبياء ثم الأمثل ثم الأمثل)

      وإلا فكيف يميز الله الصادق في إيمانه من المنافق وهو تعالي أعلم بعباده ولكن ليميزهم بين الناس ولتكن تلك حجة عليهم يوم القيامة إن هم ارتدوا بعد الابتلاء علي أدبارهم سخطا
      المؤمن الصادق هو الذى أذا أصابته سراء شكر وإذا أصابته ضراء صبر واحتسب فكان له في كلاهما اجر

      وربما عقاب من الله لهم لبعدهم عن منهجه تعالي وعدم تنفيذ أوامره واجتناب نواهيه علهم يفيقوا ويعودوا إلي رشدهم
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:33 ص.



      (( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))

      تعليق

      • دعوة للتوحيد
        2- عضو مشارك
        • 15 مار, 2007
        • 252
        • تقني كمبيوتر
        • مسلم و أفتخر

        #4
        دائما ما كان يسألني بعضهم مثل هاته الأسئلة الغريبة ......... جوابها بالعقل سهل ... أوصي بضرب الأمثلة مع هذا نوع من الأسئلة .............. و كله و شطارته بقا في الأمثلة ... بالنسبة لينا احنا المسلمين فا{وع شيء فينا هو الرضا بقضاء الله و قدره و لسنا من نسأل الله عن حكمته في ما يقع بمشيئته .. الحمد لله

        (ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ، ولا سقم ، ولا حزن ، حتى الهم يهمه ، إلا كفر به من سيئاته )
        الراوي: أبو سعيد الخدري و أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2573

        (إن الرب سبحانه وتعالى يقول : وعزتي وجلالي لا أخرج أحدا من الدنيا أريد أن أغفر له حتى أستوفي كل خطيئة في عنقه بسقم في بدنه ، وإقتار في رزقه)
        الراوي: أنس - خلاصة الدرجة: لم أره - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/234
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:32 ص.

        تعليق

        • محب عيسى بن مريم
          4- عضو فعال

          حارس من حراس العقيدة
          • 14 سبت, 2006
          • 623
          • ---
          • مسلم

          #5
          اعتقد ان هذا السؤال من ملحد وليس من نصراني
          فالنصارى يشاركونا الاعتقاد بان الشر والخير هو من فعل ابن آدم ووسوسة الشيطان..ولا يسألون مثل هذا السؤال

          اما السؤال فهو مغالطة فكرية أساسا... فالله عز وجل لا "يرضى" بحدوث الشر ...ولكن يأذن بحدوثه من حيث انه جل وعلا اعطى الانسان حرية اختيار أفعاله..وجعله مسؤولا عنها.. وجعل في ارتكاب الشر معصية وجعل لها عقوبة.فلو كان يرضى به لما أنكره وارسل الرسل تباعا لتبيان تحريمه والترغيب في عدم فعله.

          اما قضية الزلازل والبراكين وغيرها فهي لا تندرج تحت إطار مسمى "شر" بل تحت إطار مسمى" ابتلاء" ولهذا تفصيل آخر فصل جزءا منه الأخوة في رددودهم
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:32 ص.

          تعليق

          • هالة اليقين
            1- عضو جديد
            • 27 ديس, 2007
            • 80
            • وجعلكم مستخلفين في الأرض!
            • في حرب مإبليس مرة يكاد يهلكني ومرة أهلكه!وسأذله إن شاء الله !

            #6
            لاأزيد على ماقال الكرام
            غير أني أؤكد ....
            لحكم عظيييييييمة ...ستعرفها حين ترى أثر خبر الزلازل على المسلمين
            قولا وفعلا .........وليكفر الله من خطايا المؤمنين ويعظ الكافرين
            فهذه الدنيا دار بلاء((نسأل الله العافية)) كل ما يمر بك يمر بقدر وكل قدر لحكمة
            نعلم منها الكثير ونجهل الأكـــــــــثر ...
            وقد يكون في ظاهر الأمر الشر لكن في حقيقته خير ...للمؤمن ...خير
            للعاصي إذا تاب .........ناهيك عن تكفير السيئات ...
            لاأدري ...كأنني أسأل لماذا الله حكيم ؟؟
            ((ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى فيها
            كافرا شربة ماء))! لكنها ...دنيا دار بلاء لادار جزاء نسأل الله
            العفو والعافية وهو الحي القيوم.
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:32 ص.
            [glow1=FF0099]
            يقول الله تبارك وتعالى:

            [ يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ]

            اللهم اهدنا فيمن هديت وإخواني وأخواتي في هذا المنتدى المبارك
            اللهم آمين ....

            ربنا يديم عليكو النعمة قميعا يارب .
            [/glow1]

            تعليق

            • العميد
              مشرف عام

              • 4 فبر, 2007
              • 82
              • مسلم

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              الحمد لله والصلاة والسلام على حبيبي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
              يقول السائل :
              " إذا كان الله طيب ويحب عباده : لماذا يأذن الله بحدوث المجاعات والزلازل ووو ؟ "

              وللجواب أقول وبالله أستعين :
              إن الله جعل الدنيا دار امتحان وابتلاء ، يقول سبحانه وتعالى : {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك/2]
              فبالابتلاء يتميز المؤمن الشاكر الصابر عن غيره ، فترتفع درجاتهم عند الله ويعود عليهم صبرهم بالأجر والثواب ودخول الجنة.

              وللبلاء جوانب كثيرة تظهر فيها حكمة الله سبحانه وتعالى :
              فقد يكون البلاء :
              1 - لرفع الدرجات ونوال الثواب :
              فعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ تَعالى لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : مَاذَا قَالَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ . فَيَقُولُ اللَّهُ : ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ » أخرجه الترمذي وحسنه ، وصححه الألباني في الصحيحة/ 1408.
              وعند البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
              سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ يُرِيدُ عَيْنَيْهِ
              وعَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
              مَا مِنْ النَّاسِ مُسْلِمٌ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ .

              2 - سببًا في غفر الخطايا والذنوب :
              ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود رفعه قال"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا" .
              وفي رواية "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا".
              وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
              عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
              "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ" متفق عليه.
              عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ
              {قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ } أخرجه الترمذي ابن ماجه وصححه الألباني في الصحيحة 142 .

              3 - لتنبيه الغافلين وتذكيرهم بالله وتوبة العصاة :
              فقد يقع البلاء لتنبيه الغافلين وتذكيرهم بالله وتوبة العصاة ورجوعهم عن المعاصي أو الكفر إن كانوا كفارًا ، يقول الحق سبحانه وتعالى :
              ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم/41]
              وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف/168]
              وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف/48]
              وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأحقاف/27]

              4 - للحض على الاستغفار والتوبة من الذنوب :
              فمن ابتلي بوقوع القحط والجفاف والفقر وحرمان الولد فعليه بالاستغفار ، يقول الله عز وجل حاكيًا عن نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم :
              {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح/10، 11، 12]

              5 - للحض على تقوى الله :
              فجعل الله العودة إليه وتقواه مخرجًا من الهم والغم والبلاء ،فيقول عز وجل :
              (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق/ 2 ،3]

              6 - للحض على اللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع.
              فيحصل للمؤمن الخير والبركة بالدعاء واللجوء إلى الله فيبقى على اتصال بربه ، ويحصل على الأجر والثواب.
              قال تعالى:
              أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل/62}
              وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ [الأنعام/42]
              وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}

              7 - لتمييز المؤمنين ومعرفة الكافرين :
              يقول الله تعالى:
              إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [آل عمران/140]
              هذا عندما هُزِم المسلمون في غزوة أحد ، فكان بلاء شديدًا عليهم .
              وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ [لقمان/32]
              فَأَمَّا الْأِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ [الفجر:15-16].
              وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ [فصلت/51]

              8 - لمكافأة الصابرين :
              يقول الله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة/155-157]

              9 - للتذكير بنعم الله :
              فإن الإنسان إذا ابتلي بمرض أو غيره ثم عوفي منه ، أحس بنعمة الله عليه ، وهكذا كل بلاء عند كشفه فإنه يُذِّكر بنعمة الله على الإنسان التي لا تحصى ، فقال عز وجل :
              وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم/34]
              لذا نجد في أماكن من القرآن قوله تعالى {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} بعد كشف الضر والبلاء ، كقول الله تعالى
              { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المائدة/11]
              فذكر الله المؤمنين بنعمته بعد أن رفع عنهم البلاء وكف أيدي قريش عنهم.
              وكقول الله حاكيًا عن موسى عليه السلام:
              {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [إبراهيم/6]
              فذكر موسى قومه بنعمة الله عليهم بعد أن كشف البلاء العظيم الذي ألحقه فرعون بهم .
              وأكثر الناس ينسون نعمة الله عليهم ، فبالبلاء يذكرونها ويعودون إلى الله ، فيشكرونه على نعمه مما يعود عليهم بالفوز وزيادة النعم ، قال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم} [إبراهيم/7].
              ومنهم يعرفونها وينكرونها ، كما حكى الله عنهم :
              {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} [النحل/83]

              10 - عذابًا وعقوبة على الظلم والكفر والتعدي:
              اقرأ قوله تعالى :
              {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل/112]
              فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [البقرة/59]
              وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف/96]
              وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [فصلت/17]

              هكذا نرى أن البلاء فيه الكثير من الحكمة ، والمؤمن على خير دائمًا في البلاء إذا صبر واحتسب ، كما يقول صلى الله عليه وسلم :
              {عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ} أخرجه مسلم من حديث صهيب .
              فالمؤمن إذا صبر في البلاء واحتسب عاد عليه بالنفع والخير الكثير ونواله الأجر والثواب بلزوم الاستغفار والتذكير بنعمة الله والتوبة والصبر واللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع .
              والبلاء للكافر يذكره بالله والتوبة والندم والرجوع إليه .

              وبقي أمر وجب أن ننبه إليه ، وهو أنه ليس كل ما يظنه الإنسان خيرًا هو خير ، فقد يكون شرًا والعكس .
              كإنسان أراد السفر ، وهو في الطريق إلى المطار تسبب في حادث فوت عليه موعد الطائرة ، فحزن على هذا البلاء ، فإذا به يعلم أن الطائرة التي كان يريد السفر بها قد سقطت ، وكثير من هذه الأمثلة.
              أو قد يرزق الله إنسانًا مالًا وثروة عظيمة ، فيغير هذا المال صاحبه ، ويقلبه إلى جشع أناني ، وقد يفتنه عن دينه ويبعده عن ربه كثعلبة بن حاطب ، ولقد رأينا من الأغنياء من هو غارق بالمخدرات والمسكرات والفواحش ، وغيرها كثير ، فما عاد هذا المال على صاحبه إلا بالخسران والضياع .
              يقول الله تعالى :
              وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة/216]

              وأختم قائلًا إن الخير كل الخير هو الفوز برضى الله ، والبلاء ينقلب خيرًا ويهون إذا ما علم أجر الصابرين المحتسبين ، فلقد أخرج الترمذي بسند حسن عن جابر قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
              {يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ} .

              والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
              كتبه العميد
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:32 ص.

              تعليق

              • Alaa El-Din
                مشرف عام مساعد

                • 12 يول, 2006
                • 3296
                • مسلم

                #8
                جزاكم الله خيرا يا أستاذنا الفاضل و لا تحرمنا من وجودك معنا .
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:32 ص.
                ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
                [ النحل الآية 125]


                وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]


                تعليق

                • في حب الله
                  المشرفة على أقسام
                  المذاهب الفكرية الهدامة

                  • 28 مار, 2007
                  • 8324
                  • باحث
                  • مسلم

                  #9
                  أهلا بك أخينا العميد
                  تشرفنا بوجودك , وتشوقنا لمشاركاتك
                  بارك الله فيك
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:32 ص.

                  وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                  وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                  @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                  --------------------------------------
                  اللهم ارزقني الشهادة
                  اللهم اجعل همي الآخرة

                  تعليق

                  • سيف الكلمة
                    إدارة المنتدى

                    • 13 يون, 2006
                    • 6036
                    • مسلم

                    #10
                    بارك الله فيك أستاذنا الفاضل العميد
                    رد شامل ومركز
                    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                    وينصر الله من ينصره

                    تعليق

                    • صفي الدين
                      مشرف المنتدى

                      • 29 سبت, 2006
                      • 2596
                      • قانُوني
                      • مُسْلِم حُرٍ لله

                      #11
                      السلام عليكم
                      المشاركة الأصلية بواسطة العميد
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      الحمد لله والصلاة والسلام على حبيبي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
                      يقول السائل :
                      " إذا كان الله طيب ويحب عباده : لماذا يأذن الله بحدوث المجاعات والزلازل ووو ؟ "

                      وللجواب أقول وبالله أستعين :
                      إن الله جعل الدنيا دار امتحان وابتلاء ، يقول سبحانه وتعالى : {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك/2]
                      فبالابتلاء يتميز المؤمن الشاكر الصابر عن غيره ، فترتفع درجاتهم عند الله ويعود عليهم صبرهم بالأجر والثواب ودخول الجنة.

                      وللبلاء جوانب كثيرة تظهر فيها حكمة الله سبحانه وتعالى :
                      فقد يكون البلاء :
                      1 - لرفع الدرجات ونوال الثواب :
                      فعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ تَعالى لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : مَاذَا قَالَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ . فَيَقُولُ اللَّهُ : ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ » أخرجه الترمذي وحسنه ، وصححه الألباني في الصحيحة/ 1408.
                      وعند البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
                      سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ يُرِيدُ عَيْنَيْهِ
                      وعَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
                      مَا مِنْ النَّاسِ مُسْلِمٌ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ .

                      2 - سببًا في غفر الخطايا والذنوب :
                      ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود رفعه قال"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا" .
                      وفي رواية "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا".
                      وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
                      عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
                      "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ" متفق عليه.
                      عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ
                      {قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ } أخرجه الترمذي ابن ماجه وصححه الألباني في الصحيحة 142 .

                      3 - لتنبيه الغافلين وتذكيرهم بالله وتوبة العصاة :
                      فقد يقع البلاء لتنبيه الغافلين وتذكيرهم بالله وتوبة العصاة ورجوعهم عن المعاصي أو الكفر إن كانوا كفارًا ، يقول الحق سبحانه وتعالى :
                      ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم/41]
                      وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف/168]
                      وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف/48]
                      وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأحقاف/27]

                      4 - للحض على الاستغفار والتوبة من الذنوب :
                      فمن ابتلي بوقوع القحط والجفاف والفقر وحرمان الولد فعليه بالاستغفار ، يقول الله عز وجل حاكيًا عن نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم :
                      {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح/10، 11، 12]

                      5 - للحض على تقوى الله :
                      فجعل الله العودة إليه وتقواه مخرجًا من الهم والغم والبلاء ،فيقول عز وجل :
                      (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق/ 2 ،3]

                      6 - للحض على اللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع.
                      فيحصل للمؤمن الخير والبركة بالدعاء واللجوء إلى الله فيبقى على اتصال بربه ، ويحصل على الأجر والثواب.
                      قال تعالى:
                      أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل/62}
                      وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ [الأنعام/42]
                      وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}

                      7 - لتمييز المؤمنين ومعرفة الكافرين :
                      يقول الله تعالى:
                      إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [آل عمران/140]
                      هذا عندما هُزِم المسلمون في غزوة أحد ، فكان بلاء شديدًا عليهم .
                      وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ [لقمان/32]
                      فَأَمَّا الْأِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ [الفجر:15-16].
                      وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ [فصلت/51]

                      8 - لمكافأة الصابرين :
                      يقول الله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة/155-157]

                      9 - للتذكير بنعم الله :
                      فإن الإنسان إذا ابتلي بمرض أو غيره ثم عوفي منه ، أحس بنعمة الله عليه ، وهكذا كل بلاء عند كشفه فإنه يُذِّكر بنعمة الله على الإنسان التي لا تحصى ، فقال عز وجل :
                      وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم/34]
                      لذا نجد في أماكن من القرآن قوله تعالى {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} بعد كشف الضر والبلاء ، كقول الله تعالى
                      { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المائدة/11]
                      فذكر الله المؤمنين بنعمته بعد أن رفع عنهم البلاء وكف أيدي قريش عنهم.
                      وكقول الله حاكيًا عن موسى عليه السلام:
                      {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [إبراهيم/6]
                      فذكر موسى قومه بنعمة الله عليهم بعد أن كشف البلاء العظيم الذي ألحقه فرعون بهم .
                      وأكثر الناس ينسون نعمة الله عليهم ، فبالبلاء يذكرونها ويعودون إلى الله ، فيشكرونه على نعمه مما يعود عليهم بالفوز وزيادة النعم ، قال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم} [إبراهيم/7].
                      ومنهم يعرفونها وينكرونها ، كما حكى الله عنهم :
                      {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} [النحل/83]

                      10 - عذابًا وعقوبة على الظلم والكفر والتعدي:
                      اقرأ قوله تعالى :
                      {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل/112]
                      فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [البقرة/59]
                      وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف/96]
                      وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [فصلت/17]

                      هكذا نرى أن البلاء فيه الكثير من الحكمة ، والمؤمن على خير دائمًا في البلاء إذا صبر واحتسب ، كما يقول صلى الله عليه وسلم :
                      {عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ} أخرجه مسلم من حديث صهيب .
                      فالمؤمن إذا صبر في البلاء واحتسب عاد عليه بالنفع والخير الكثير ونواله الأجر والثواب بلزوم الاستغفار والتذكير بنعمة الله والتوبة والصبر واللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع .
                      والبلاء للكافر يذكره بالله والتوبة والندم والرجوع إليه .

                      وبقي أمر وجب أن ننبه إليه ، وهو أنه ليس كل ما يظنه الإنسان خيرًا هو خير ، فقد يكون شرًا والعكس .
                      كإنسان أراد السفر ، وهو في الطريق إلى المطار تسبب في حادث فوت عليه موعد الطائرة ، فحزن على هذا البلاء ، فإذا به يعلم أن الطائرة التي كان يريد السفر بها قد سقطت ، وكثير من هذه الأمثلة.
                      أو قد يرزق الله إنسانًا مالًا وثروة عظيمة ، فيغير هذا المال صاحبه ، ويقلبه إلى جشع أناني ، وقد يفتنه عن دينه ويبعده عن ربه كثعلبة بن حاطب ، ولقد رأينا من الأغنياء من هو غارق بالمخدرات والمسكرات والفواحش ، وغيرها كثير ، فما عاد هذا المال على صاحبه إلا بالخسران والضياع .
                      يقول الله تعالى :
                      وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة/216]

                      وأختم قائلًا إن الخير كل الخير هو الفوز برضى الله ، والبلاء ينقلب خيرًا ويهون إذا ما علم أجر الصابرين المحتسبين ، فلقد أخرج الترمذي بسند حسن عن جابر قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
                      {يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ} .

                      والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
                      كتبه العميد
                      بارك الله فيكم يا أستاذنا
                      استمتعت بكل كلمة

                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:31 ص.
                      مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

                      تعليق

                      • Abdullah
                        1- عضو جديد
                        • 16 يول, 2006
                        • 52

                        #12
                        بارك الله فيكم ,, وفقكم المولى
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:31 ص.




                        تعليق

                        • زهراء
                          4- عضو فعال
                          • 19 ينا, 2008
                          • 673
                          • مسلمة

                          #13
                          هذا السؤال موجود في علم التوحيد باب الرضا والإرادة
                          وملخصه :

                          أن هناك فرق بين الرضا والإرادة
                          فالله إذا أراد للشر أن يقع فليس معناه أنه يرضي به .
                          مثال : الكفر
                          فإن الله أراد أن يكون أبو لهب كافرا ولكنه لا يرضي له ذلك .
                          ( سيصلي نارا ذات لهب )
                          ( ولا يرضي لعباده الكفر )

                          والكلام في هذا الفرع من علم التوحيد يطوووول
                          وانصحك بالقراءة في علم التوحيد فستجد الإجابة إن شاء الله .
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:31 ص.
                          غزة في القلب
                          اللهم مكن لنا في الأرض
                          اللهم إنا نبرأ إليك من كل من ساهم في هدر دم المسلمين
                          حسبنا الله و نعم الوكيل
                          اللهم اشف أختي و أبدلها جلدا خيرا من جلدها
                          فلاش متي تغضب
                          موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة

                          تعليق

                          • أشرف مقلد
                            1- عضو جديد
                            • 5 أكت, 2006
                            • 34

                            #14
                            الحمد لله الذى هدانا لهذا
                            وشكرا لكم
                            جزاكم الله خيرا ععلى مجهودكم
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:31 ص.

                            تعليق

                            • عاشق القرآن
                              1- عضو جديد
                              • 7 أكت, 2007
                              • 35

                              #15
                              في كلمتين فقط :

                              الدنيا دار ابتلاء وشقاء .

                              قال تعالى : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين }

                              قال تعالى : { فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى }

                              والآخرة دار خلود وراحة ونعيم .

                              قال تعالى : " لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين "

                              وقال تعالى : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب }

                              هذا بالمختصر المفيد إن شاء الله .

                              وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:31 ص.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
                              رد 1
                              43 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الراجى رضا الله
                              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 13 يول, 2024, 08:09 م
                              ردود 0
                              29 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة كريم العيني
                              بواسطة كريم العيني
                              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 02:48 م
                              ردود 0
                              31 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة كريم العيني
                              بواسطة كريم العيني
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يون, 2024, 12:51 ص
                              ردود 3
                              39 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 يون, 2024, 04:25 ص
                              ردود 0
                              57 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              يعمل...