ما هو المعيار الذى قست عليه يا أخت حفظك الله وسددك
فالكتابة العربية الحديثة لايقاس عليها الكتابة العربية التى كتب بها القران
فالكتابة العربية الحديثة جاءت بعد كتابة القرآن بقرون فكيف يقاس ذلك بذلك
مع أن الكتابة العربية الحديثة مأخوذة من القرآن مع بعض التعديل فهل نجعل الميزان ( كتابة القران) موزناً بالكتابة المعاصرة الحديثة
هذا ردٌ أجمالى

يتبع

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعــــــــــــــــــد

أولا : أرجو أن يتم تغير العنوان إلي (( إختلاف رسم المصحف )) فلا توجد لغات في القرآن الكريم .

ثانيا : الأصل في القرآن الكريم هو التلقي عن طريق السمع وليس شيئ آخر .
وقد نقل إلينا القرآن الكريم جيلا بعد جيل وإلي يومنا هذا بالتواتر .

https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=2499




والأصل في المكتوب موافقته للمنطوق ، لكن ذلك أهمل في المصحف العثماني لأسباب أوردها كثير من الباحثين وأعتقد هذا هو محور السؤال :
وأقتبس لك هذه المزايا :

بخصوص
أولا يجب معرفة شئ لابد منه قبل الرد على هذا
الفارق بين " التاء المربوطة "ة " " والتاء المفتوحة "ت"
التاء المربوطة إذا وقفت عليها تنطق هاء
مثل جنة تنطق جنه وليس جنت
وإذا أوصلتها بلفظ بعدها تنطق تاء
جنة الخلد تنطق جنت الخلد وليس جنه الخلد
التاء المفتوحة سواء وقفت عليها أو وصلتها بلفظ بعدها تنطق تاء وليس هاء
و فىعلم التجويد والقراءاتباب كامل فى الفروق بين كتابة التاء المربوط والتاء المفتوحة فى القران الكريم
وفى رواية حفص عن عاصم فطرة كتبت فطرت فى موضع واحد فقط هو موضع بسورة الروم اية 30
وهنا يدل على أن الله اراد أن تنطق هذه الكلمة بالتاء سواء وقفت عليها أو أوصلتها بالكلمة التى بعدها
يتبع

بخصوص
فهنا معلوم أن القران نقل الينا بالمشافهة والسند و لايحفظ القران الا من خلال شيخا عارفا باوجه القرءة الصحيحة
ثانيا فى بداية كتابة القران كان كتابته بلا تنقيط أو تشكيل وكان يكتبون بعض الكلمات مع حذف بعض حروف العلة مثل الرحمان يكتب الرحمن بلا نقطة ويقرأ الرحمان
مثل الشياطين يكتب الشيطين وبلا تنقيط وتقرأ الشياطين
السماوات تكتب السموات وتقرأ السماوات والامثلة كثيرة
فالقران نقل إلينا مقرؤا ومكتوبا ولا يستغنى بأحدهما عن الاخر
والمصحف العثمانى يحوى جميع أوجه القراءات التى وصلت الينا والتى تسمى بالقراءات المتواترة المشهورة

يمكننا القول أن رسم القرآن الكريم اختلف لأسباب كثيرة منها اختلاف لهجات كتبة الوحي ونزول القرآن على سبعة أحرف أي سبعة لجهات أو جهات لللفظ والكتابة الموافقة للهجات العرب الرئيسية في ذلك الوقت... ولما كان رسم القرآن أمرا قام به سيد عثمان رضي الله عنه ولم يكن بوحي من السماء، فقد كتب القرآن برسم اختلف باختلاف كاتب الوحي أو بسبب تعدد لهجات العرب كما اسلفنا. ..ولم ير المسلمون من بأس في هذا

بكلمة أخرى: لما كان الأصل في حفظ القرآن هو الصدور لا السطور فلم ينزل رسم القرآن وقفا (أي موحى به من الله) كما هو لفظه، ومن هنا أضاف علماء المسلمين عليه الحركات والمدود وتفننوا في إضافة علامات التجويد إليه ...وكل هذا لا بأس به، لكن لم نجد من علماء المسلمين من أضاف كلمة او عدل فيها أو حتى غيّر ضبط اي حرف من حروف القرآن بالتشكيل لأن هذا هو المحفوظ بالصدور... فلفظ القرآن هو المنوط به والمحفوظ بالعهد الالهي لا رسمه.

اختلف معك يا أخى فالرسم العثمانى مجمع عليه والاجماع حجة على صحة ما تم الاجماع عليه
وهناك توضيح على كلام الاخ محب عيسى بن مريم ارى انه يعلمه
وهو أن التنقيط والتشكيل وبعض الرموز التى توضح أوجه القراءة الصحيحة للقران ليست منشأة من حيث
نزول القران بل هى كاشفة لطريقة القراءة الصحيحة
بمعنى آخر
لو أن كتابة الضمة والفتحة الخ والتنقيط وغيره من الرموز هى لتبيين طريقة القراءة الصحيحة التى كان يقرأ
بها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده
وليس لتعديل او تحريف أضيف بعد ذلك
فكلمة نعمة بالفتح كان الرسول ينطقها بالفتح ولكن التدوين العثمانى لم يكتب الفتحة اعتمادا على
حسن الفطرة والسليقة العربية ولم يكن ادخل الالسنة التى كانت بها عجمة ولحن فى الكلام
فلما دخل الاسلام غير العرب ولا يسطيعوا القراءة الصحيحة ادخل التنقيط ومن بعده التشكيل
ولما ازداد دخول الناس فى دين الله وازدادت عجمة الداخلين نشا علم التجويد
فمثلا الباء فى العربية مرققة دائما ولكن غير العرب يفخمونها فنشأ علم التجويد لازالة هذه العجمة
وهذا من أكبر أوجه حفظ الله لكتابة أن جعل له رجالا يعلمون الناس كيفية القراءة الصحيحة و يقعدون القواعد التى تبين اللحن الذى قد يقع فيه غير العربى الاصيل
فالحمد لله على تمام المنة

أما انا فأنني أختلف -كعادتي- معك أخي في اختلافك معي (امزح بالطبع)

فالأخت السائلة تسأل عن اختلاف رسم كلمات القرآن وليس عن اختلاف الرسم العثماني عن غيره
وبالتالي فجوابي واضح بأنني اتحدث عن اختلاف رسم نفس الكلمة في القرآن الكريم

وكما قلت -وهذا ليس رأيي الشخصي بل رأي علماء بحثوا في الموضوع- ان هذا الاختلاف له أسباب متعددة منها اختلاف كتبة الوحي واختلاف لهجاتهم.. وان سيدنا عثمان عندما جمع القرآن- في المصحف- فوجد اختلافا في طريقة كتابة أو لفظ نفس الكلمة جعلها تكتب على لهجة قريش وهذا معروف في التاريخ

بارك الله فيك
على المعلومة
ولكن الاخت السائلة تقارن بين الكتابة الحديثة والكتابة العثمانية
ولا تقارن بين اختلاف الكلمات بين بعضها البعض فى نفس الرسم العثمانى
لذلك أنا ارى ان اختلاف الرسم مقصود

هل يعنى ذلك أن المصحف العثمانى كتبة عدة أناسا مختلفى اللهجات
ولو فرض فليس هذا بقادح فى القران
فكلمة فطرت لو وقف عليها تقرأ فطرت ولو وصلت بما بعدها تقرأ فطرت أيضا
أما كلمة فطرة إذا وقف عليها تقرأ فطره بالهاء أما إذا وصلت بما بعدها تقرأ فطرت

السلامُ عليكُم ورحمة اللهِ وبركاتُهُ

السؤال أختنا الفاضِلة بِحاجة إلى إعادة صياغة كما نبّه على ذلِك أستاذنا م/الدخاخني.

فالقُرآن الكريم يتكون من :
1- منطوق : وهو اللغة (القراءات )...
2- ومكتوب : وهو الرسم (تصوير حروف الكلمات) ....

فأما لُغة القُرآن فقد طغت على جُل لغات البُلدان التي دخلها الإسلام , وصرنا جميعاً نتحدّثُ باللغة العربية , التي اشتُقّ مِنها جميع اللهجات العامية و المُنتشرة في البلدان العربية ... إذاً فلغة القرآن باقية إلى يوم الدين ولله الحمد ...

وأما رسم القرآن : فهو ما تتحدّثين عنهُ فهو تصوير حروف هجاء الكلمات مكتوبة ... وهذا التصوير المكتوب نُسمِّيهِ الرسم .. وعليه يكون :
الرسم هو : تصوير الكلمة بحروف هجائِها بتقدير الإبتِداء بها والوقف عليها .
والرسم العُثماني هو : تصوير الكلمة بحروف هجائِها بتقدير الإبتِداء بها والوقف عليها كما هو مرسوم في المصاحِفِ العُثمانيّة.


تتفقين معنا أنه لا يُمكِن ولا يستقيم السؤال ان سال سائل :
لماذا لم يُنطق القرآن الكريم بِنُطق اللهجة العامية المنتشرة في لبنان اليوم؟؟...
او بنطق اللهجة العامية المنتشرة في المغرب اليوم؟؟...
او بنطق اللهجة العامية المنتشرة في مصر اليوم؟..... الخ ..


والإجابة الطبيعية المنطقية على ذلِك :

1- أولاً تاريخياً: ولا يختلِف عليها المُسلِم والباحِثُ و العالِمُ والِمسيحي والعلماني او من لا يؤمِن أصلاً بالقرآن وهي : أن هذه اللهجات جميعها لم تكن موجودة أصلاً منذ 1400 عام حين نزل القرآن , ولكِنها ظهرت فيما بعد حين اشتُقّت بعد ذلِك من اللغة العربية الفُصحى لغة القرآن الكريم ... ولِذا فالمنطقي و الطبيعي و البدهي أن اللهجة العربية الفصيحة منذ 1400 عام تختلف عن اللهجة العامية اليوم ... ولذا يكون السؤال عن لماذا لم تنطق بلغة اليوم , سؤال ينقصه المعرفة التاريخية بتطور اللغة والنطق ...!

2- ثانياً :أما لِماذا اللغة العربية مقارنة بباقي اللغات الأخرى في ذلِك الزمان ؟!!.. فنقول لأن اللغة العربية للقرآن هي لُغة نبيِّها , قال تعالى : " وما أرسلنا مِن رسول إلا بِلِسانِ قوْمِهِ " , فيكون هو الإختيار الإلهي.

3- ولِما بِهذا اللسان العربي دون باقي ألسِنة العرب التي انتشرت في ذاك الزمان ؟!.. فنقول بل التزم القرآن بألسِنة العرب الفُصحى المُنتشِرة في ذاك الزمان ومِنها كثير مازال يُقرأ بِهِ حتى اليوم .. و التزم القرآن من ألسِنة اللغة أفصحها وأبلغها ..

________



ففي العصر الجاهِلي وصدر الإسلام في القرن الهجري الأول (أي القرن الميلادي السابٍِع) ... كانت الأسماء المنتهية بالتاء المربوطة تُكتبُ على الوجهيْن تاءاً مبسوطة وتاءاً مربوطة ... مِثل (فطرة , فطرت ...سنة , سنت .... مدينة , مدينت).


ولو سعادتك رجعتِ إلى الوراء 1400 عام ....وبحثتي في النقوش التي وصلتنا من هذه الحُقبة لوجدتي أن التاء المربوطة كانت كثيراً ما تُكتب تاء مبسوطة ـت أصلاً في الأسماء دون تفسير لذلِك عند العرب الأقحاح .. بعكس الحال اليوم فصارت جميعُها تُكتبُ تاءاً مربوطة ـة ... ولأن القرآن الكريم كُتِب في هذه الفترة فسيُكتبُ بِقواعِدِها ولن يشُذ عن قاعِدة الكِتابة .






1- في العصر الجاهِلي قبل الإسلام :


1- نقش جبل أسيس ( قبل القرآن الكريم بقرابة 100 عام ).
عُثِر عليهِ في سنة 1965م، جنوب شرقي دمشق عند جبل أسيس ... وهو آخِر النقوش الجاهِلية المُكتشفة كِتابة قبل الإسلام , وبالتالي أقربُها إلى عصر الإسلام "، نقش أسيس مؤرخ لعام"٥٢٨"م . ونصه: "إبراهيم بن مغيرة الأوسي أرسلني الحرث الملك على سليمان مُسلحاً في سنة ٥٢٨ م.
(سنة 423 بتاريخ بصرى تقابل سنة 528م ) , ونُلاحِظ فيها أن الهاء المربوطة في كلمة سنة , قد كُتِبت بتاء مبسوطة سنت ... وهذا يدُلنا على ان طريقة هذه الكِتابة كانت مشهورة في الجاهلية في سنة 528 م .




1- بعد الإسلام في زمن الصحابة:

2- وفي نقش القاهرة ... المؤرخ في سنة 31 هجرية ، وهو شاهد قبر لرجل يدعى عبد الرحمن بن خير (جبر)، عثر عليه حسن محمد الهواري سنة 1929م في مجموعة من شواهد القبور جلبت من أقدم المقابر الاسلامية في القاهرة وأسوان ، وحفظت في دار الآثار العربية بمصر، ومقاسه (38×71سم) , وصورته منشورة في مجلة الهلال جـ 10 ص 1179 واسرائيل ولفنسون ص 203 وخليل يحى نامى لوحة 7.



وهكذا نُلاحِظ في هذا النقش أيضاً .... أن الهاء المربوطة في كلمة سنة , قد كُتِبت بتاء مبسوطة سنت ... وهذا يدُلنا على ان طريقة هذه الكِتابة كانت مشهورة في زمان الصحابة رِضوان اللهِ عليهِم ووقت كِتابة القرىن الكريم.

كانت الأسماء المنتهية بتاء مربوطة تُكتب كثيراً تاءاً مبسوطة , وكذلِك كانت تُكتبُ تاءاً مربوطة , و التنقُّل من هذه إلى تِلك كانت سِمة ملحوظة في العصر الأول ... فكلمة سنة مثلاً وردت في النقوش كما وضّحنا أعلاه , مكتوبة بتاء مبسوطة (مفتوحة ـت ) , ومع ذلِك فقد وردت نصوص من نفس الحُقبة أيضاً كُتِبت فيها بتاء مربوطة ـة) , وهكذا كان في القرآن الكريم أيضاً , فقد وردت كلِمة سنة مثلاً في خمس مواضِع مكتوبة بتاء مبسوطة (مفتوحة) , في حين ورد في ثمان مواضِع بتاء مربوطة ـة .


وبالتالي يكون التفسير المنطقي :
1- كُتِب الرسم كما دوّنهُ صحابة رسول الله دون تفسير مُعتمد او مُسند يُوضِّح السبب , وما اختُلِف فيه يُرد إلى لِسان قُريش
2- تماشياً مع طبيعة الكِتابة في ذلِك الزمان , ولم يكُن النص القرآنيُّ أبداً شذوذا عن طبيعة الكِتابة العربية.
3- لا يصِح مقارنتها بطريقة الكِتابة اليوم لأن كِتابتنا مأخوذة أصلاً من تِلك الكتابة القرآنية القديمة.
4- لا يصِح مقارنتها بطريقة الكِتابة اليوم لأن كتابتنا اليوم تطورت كليا عن طريقة الكتابة منذ 1400 عام.
5- أما ما اختُلِف فيه في رسم نفس الكلمة مختلِفاً في موضعين مختلفين ,فلا نقول فيه أكثر من أنه رُسِم على لِسانِ قُريْش.. والواجِب التِزامُه كما هو فهو سُنة لا تتغير.
6- خط الهِجاء اليوم هو خط مُستحدث لم يوجد من قبل في الزمان الأول , فتكون المقارنة باطِلة.


كما أجمع القُدماءُ أن هناك خطان لا يُقاس عليْهِما.. و لا يُقارنا بغيرِهِما:
1- الرسم العُثماني .
2- خط العروض.

أخيراً الرسم العُثماني في المصاحِفِ :
1- لا يُقاسُ هِجاؤهُ ولا يُخالَفُ خطُّهُ .
2- يُتلقّى بالقبول على ما كُتِب في المصاحِف وسُنة لا تتغيّر.
3- أجمعت الأمة قديمُها وحديثُها على وجوب اتِّباعِهِ كما رُسِم والإلتِزام بِرسمِهِ...
4- أما المُختلِف فيه هو كوْنُهُ اصطلاحياً (من خط الصحابة) (القاضي ابوبكر , وابن تيمية , وابن خلدون) او توقيفياً من إملاء النبي .. ولا حاجة لمناقشة هذا الموضوع أصلاً إن كان الإجماع على قبول الرسم كما هو ..!!!

لا
الرسم العثماني -وهو محل السؤال- جمع من أصول جمعها سيدنا أبو بكر في الجلود والعظام وما سواءها مما كتب عليه كتبة الوحي... وبالتالي فقد جمع من مصادر متعددة مختلفة (رسما لا لفظا ونصا) ..ومن هنا نرى الاختلاف
فاللغة العربية حينها كانت تتسم بخصوصية اللهجة، فهي تتبع اللهجة لفظا ورسما... ومن هنا جاء الاختلاف في الرسم بين الكلمات المختلفة.. ولعل لكلمة "رحمت" اختلاف لفظي ومعنوي طفيف عن كلمة "رحمة" تبعا للهجات العرب لذلك رسمت هذه الكلمة بالتاء المفتوحة حينا وبالمربوطة حينا آخر..بينما لم يثبت هذا الاختلاف في التفاسير اللاحقة لان لهجة قريش هي التي انتشرت بين المسلمين إبان تثبيت رسم القرآن على ما هو في مصحف سيدنا عثمان رضي الله عنه او ما يسمى بالرسم العثماني...فاختلاف الرسم أمر سابق لمرحلة تثبيت كتابة القرآن وفقا للرسم العثماني

أما قضية اختلاف الرسم العثماني عن الكتابة الحديثة من حيث قواعد الاملاء..فمن الضروري معرفة ان ما نستعمله اليوم من لغة عربية هو نتاج تطور للغة العربية القديمة عامة ولهجة قريش خاصة ..فتثبيت رسم الكلمات وضبطها بالحركات والمدود ووضع قواعد النحو والصرف وغيرها جاء لاحقا بهدف تسهيل تعلم للغة العربية لغير الناطقين بها...ولو راجعنا الشعر الجاهلي لرأينا جزءا لا بأس به يخالف قواعدالنحو والاملاء التي نستخدمها حاليا..

بكلام آخر.. الكتابة العربية الحالية هي "حل وسط" بين أشكال اللغة العربية التي اختلفت في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب اختلاف القبائل واللهجات...

وقد كتب في هذا الموضوع العلامة حمد الجاسر رحمه الله مقالة جميلة فيمجلة المنهل ربيع الأول وجماد الأولى 1360 هـ ، ننقل منها أختلافات في لهجات العرب منها ما يظهر في الرسم العثماني :

"كثير من اللهجات العامية لها مصدر من اللغة العربية الفصحى ، ولها أصل ترجع إليه ، واذن فلا عتب على من استعمل في كلامه وكتابته ما كان من ذلك النوع ، وقل مثل ذلك في كثير من الكلمات العامية ، والى القارئ بعض ما عثرت عليه في أثناء مطالعتي لبعض كتب …

1 – قال :

يعتمر هذه الكلمة عند نطق العامة بها صفتان عن مألوف كثير من الأدباء إخراج القاف من غير مخرجها ، - أي من مخرج هو إلى مخرج الكاف أقرب والصفة الثانية تفخيم اللام ، ونطق تلك الكلمة بهذه الكيفية صحيح لا مراء في صحته نص على الصفة الأولى الامام اللغوي " ابن دريد " في مقدمة " جمهر اللغة " واستبدل بيت شعر عربي قديم هو :

ولا أقول لقدر القوم قد غلبت ..ولا أقول لباب الدار مقفـول

وذكر هناك أن بني تميم يخرجون القاف في مثل كلمات هذا البيت من مخرج يقرب من مخرج الكاف ، وذكر الإمام السيوطي في ( المزهر ) في النوع الحادي عشر عن ( ابن فارس ) اللغوي الشهير مثل قول صاحب ( الجمهرة ) .
أما تفخيم اللام فلهجة عربية قحة قد نص عليها كثيرون ، ولا يزال كثير من عامة عرب الجنوب وافق عامة هذه البلاد في تفخيمها أيضاً .

2 – إبدال الجيم ياء :

نص علماء اللغة على أن بعض العرب يستعملون ذلك بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( حار يار )أي جار وقول بعض الشعراء :

إذا لم يكن فيكن ظل ولا جن...فابعدكن الله مـن شيـرات

أي شجرات وبنو تميم وأكثر أهل الساحل الشرقي في بلاد العرب محافظون على هذه اللهجة فيقولون " يا هل وريل الخ " في جاهل ورجل.

3 – ضمير المؤنث المخاطب – الكاف –

في نجد وكثير من البلدان المجاورة له يخرجون الكاف التي من هذا النوع من مخرج هو إلى مخرج السين أقرب ، ولا غضاضة في ذلك إذ نص أئمة علم اللغة على صحة ورود ذلك عن بعض العرب ، مثل صاحبي ( اللسان ) و ( القاموس ) وغيرهما في ( باب السين فصل الكاف)

4 – الوقوف على التاء المربوطة بتاء مفتوحة :

يروي صاحب القاموس وغيره أن اعرابيا وفد على أحد ملوك حمير في اليمن فقال له الملك : إقفز ، فقفز ذلك الإعرابي المسكن قفزة أحدثت له ضرراً فقال الملك لأحد جلسائه : لم فعل هكذا ؟ فقيل له امتثالاً لأمر الملك ، إذ هذا معنى اقفز في لغة العرب ، فقال الملك : ليس عندنا عربيت : من أتى اليمن فليحمر أي يتعلم لغة حمير . وهذه القصة تدل دلالة واضحة على صحة نطق التاء المربوطة تاء مفتوحة، وبهذه الصفة ينطقها أهل الشمال – أهل حائل ومن حولهم – فيقولونك الساعت ، الناقت ، وهلم جرا .

5 – حذف ألف هاء ضمير المؤنث الغائب .

أهل القصيم ومن والاهم يقولون : ( دار سكنته ، ناقة اشتريته ) ونحو ذلك وهم في نطقهم هذا سائرون على ( منهج اللغة العربية ) والدليل ما أورده كثير من علماء النحو في ( الاسم الموصول ) من أن بعض العرب الطائيين سمع يقول " بالفضل ذر أكرمكم الله به ، والكرامة ذات أكرمكم الله به " .

6 – أنطى – أي أعطى –

ابدال العين نوناً في هذه الكلمة وما تصرف منها لغة سار على النطق بها كثير من أهل نجد ، وهي بلا شك صحيحة فصيحة ، روى الإمام المحدث الشهير ( ابن ماجه ) أن بعض القراء المعتبرين قرأ ( انا أنطيناك الكوثر) وقد نص متقدموا الباحثين في ( اللغة ) على صحة النطق ، ووروده عن العرب .

7 – إبدال الهمزة عيناً

لا تستغرب حينما تسمع من العامة أو الخاصة من يسمي المؤتمر معتمراً والهيئة هيعة فالشاعر الإسلامي ذو الرمة يقول :
أعن توسمـت خرقـا منزلـة...ماء الصبابة من عينيك مسجوم
أي أأن توسمت آلخ .

8 – ضمير المؤنث المخاطب – الكاف – أيضاً

قبيلة آل مرة الشهيرة تخرج هذه الكاف من مخرج بقرب من مخرج الشين ولا غضاضة عليهم في ذلك لا سيما والإمام ابن دريد روى :
فعيناش عيناها وجيدش جيدهـا....سوى ان عظم الساق منش دقيق
اي

فعيناك عيناها وجيـدك جيدهـا...سوى أن عظم الساق منك دقيق

9 – إبدال ضمير التثنية بضمير الجمع

عامة سكان البلاد العربية في الوقت الحاضر لا يستعملون ضمير التثنية في التخاطب ، بل يبدلونه بضمير الجمع ، فيقولون مثلاً : ( رجال جاؤا ونساء خرجوا ) وهم لا يقصدون إلا التعبير عن اثنين واثنتين والتعبير بهذه اللهجة صحيح فقد جاء في القرآن الكريم : ( هذا خصمان اختصموا في ربهم ) وقوله تعالى( وإن طائفتان من المؤمنون اقتتلوا فاصلحوا بينهما ) . ولقائل أن يقول أن " الخصم "و " الطائفة " في الآيتين الشريفتين يشمل افراد كثيرين ، وإذن فلا دليل على صحة ما ذكرت فيهما. والجواب إن علماء اللغة رووا عن الإمام الشعبي – وحسبك بعربيته ومعرفته بأساليب اللغة – إنه دخل على عبد الملك ابن مروان فقال له عبدالملك : ما الذي أبطأ بك يا شعبي ؟ فقال : ( رجلان جاؤوني ) : فقال عبد الملك : لحنت يا شعبي . فقال الشعبي يا أمير المؤمنين : لا يعد هذا لحناً مع قوله الله تعالى : ( هذا خصمان اختصموا في ربهم ) . فقال عبد الملك : أحسنت يا فقيه العراقين .

10 - تعاقب الضاد والظاء في النطق

قل من يفرق بين الضاد والظاء في النطق في نجد ، وفي الحجاز ، ففي نجد يخرج الناطقون الضاد من مخرج الظاء ، وفي الحجاز بالعكس ، في كثير من الكلمات ، وكنت استدل بذلك على ضعف اللهجة العربية ظنا مني أنه ليس لهذه اللهجة أصل من اللهجة العربية حتى رأيت في " تفسير المنار ج1 ) نقلا لصاحبه السيد العلامة رشيد رضا – رحمه الله - ، عن بعض أئمة اللغة يدل على أن بعض العرب لا يفرقون بين الحرفين ، ذكر ذلك على تقصير كلمة ( الضالين ) .

11 – الحاق هاء السكتة بكثير من الأسماء

أهل الأحساء يلتزمون الحاق تلك الهاء لكثير من الأسماء في تخاطبهم فيقولون : ( صرمت نخلتيه وأغلقت دكانيه ) ونحو ذلك وتخاطبهم بهذا الأسلوب عربي قح ففي القرآن الكريم ( ما أغنى عني ماليه . هلك عني سلطانيه )

12 –الوقوف بالسكون على كل كلمة

القاعدة اللغوية العامة ان الأسماء المفتوحة المنونة يوقف عليهما مفتوحة ممدودة ، ولكن عامة سكان البلاد يخرجون عن تلك القاعدة فيقفون على كل كلمة بالسكون فيقولون مثلاً : ( رأيت محمد واشتريت جمل ) وأمثال ذلك . وهم في لهجتهم هذه سائرون على منهج عربي فصيح ، يسميه علماء اللغة ( لغة ربيعة ). وربيعة جذم عظيم من العرب .

13 – حذف ياء المتكلم

لا تسمع ياء المتكلم حينما تخاطب أحداً من أهل القصيم ، وقد يستغرب ذلك الباحث اللغوي ، ولكن حينما يقرأ قول الله تعالى ( فيقول ربي اكرمن .. فيقول ربي اهانن ) من سورة الفجر يزول استغرابه ، ويعرف ان من استعمل هه اللهجة فلا عتب عليه ، إذ لم يخرج عن الاسلوب العربي .

14 – ابدال " ال " التعريف بأم

في جنوبي البلاد ، يسمع الإنسان كثيراً من أمثال ( أم جمل أم دخن أم رجل ) في ( الرجل . الدخن . الجمل ) والمتكلمون بهذه الكلمات وأمثالهما لم يخرجوا عن جادة اللغة العربية قيد شعرة فقد ورد في كتب الحديث أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أمن ام بر ام صيام في ام سفر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس من ام بر ام صيام في ام سفر ) أي ( ليس من البر الصيام في السفر ) ."

انتهى حديثه


ونحن نرى ان جميع هذه المخالفات غير مقبولة في اللغة العربية الحديثة رغم استمرار استخدامها من قبل القبائل العربية لتي كانت تستخدمها أيام الرسول صلى الله عليه وسلم.. وكما ذكرت فإن سيدنا عثمان أثبت لهجة قريش حين اختلاف شكل ولفظ الكلم بين لهجات العرب المختلفة

آسف أخي الدكتور أمير فلم انتبه لجوابك

ولو تكرر جزء منه في كلامي فلك مني اعتذار!

الرسم العُثماني في المصاحِفِ :

1- لا يُقاسُ هِجاؤهُ ولا يُخالَفُ خطُّهُ .

2- يُتلقّى بالقبول على ما كُتِب في المصاحِف وسُنة لا تتغيّر.

3- أجمعت الأمة قديمُها وحديثُها على وجوب اتِّباعِهِ كما رُسِم والإلتِزام بِرسمِهِ... وهذا لا علاقة لهُ بِكوْنِهِ توقيفياً او اصطِلاحياً

4- أما المُختلِف فيه هو كوْنُهُ اصطلاحياً (من خط الصحابة) (القاضي ابوبكر , وابن تيمية , وابن خلدون) او توقيفياً (من إملاء النبي) .. ولا حاجة لمناقشة هذا الموضوع أصلاً إن كان الإجماع على قبول الرسم كما هو قد اتّفق عليْهِ اصحاب التوقيف و أصحاب الإصطلاح..!!

5- اختلاف الكلمات في المُصحف الواحِدِ لا يعود لخطأ الكتبة كما زعم البعض, وإنما كانت سِمة طبيعية للخط العربي في ذلِك الزمان كما أثبتناها أعلاهُ بحيْثُ يتنقّل الكاتِبُ بين رسمين لنفس اللفظ ... ( سنة و سنت )..

6- لا علاقة لاختِلاف اللهجات في كِتابة المُصحف الواحِد, لأن الكاتِب واحِد وهو زيْدُ بن ثابِت وقد كان مدنياً لا مكيّاً ومع ذلِك كتب بِلِسان قُريْش , ولم يكتُب أحدٌ غيرُه , وكان الحاكِمُ على كِتابتِهِ هو ما كتبهُ زيْدٌ نفْسُهُ باملاء وتصحيح مِن الرسولِ صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم على العُسُب واللخاف في زمان الرسول ثم نقلهُ زيدٌ بنفسِهِ إلى الصُحُف البكرية , ثم نسخه زيدٌ بنفسه ثالِثة في المصاحِفِ العُثمانيّة , وكان عِنْد الإختِلاف مع من كانوا يُملونهُ من النفر القُرشيِّين أو مع الإختلاف مع ما جمعهُ من الأديمِ عِنْد رِجال الصحابة , فإنّهُم كانوا يرُدُّون ما اختلفوا عليْهِ إلى لِسانُ قُريْش .. فحين اختلفوا مثلاً في كتابة التابوت فقال زيد التابوه وقال النفر القرشيون التابوت وترافعوا إلى عثمان فقال اكتبوا التابوت فإنما أنزل القرآن على لسان قريش ... ولِذا لم تتدخّل اللهجاتُ في التأثيرِ على الرسم العُثمانيِّ.

ولا يهِمّك أخي الحبيب محب عيسى بن مريم ... فجوابُك أيضاً رائِع , لولا أن فيه بعض الجُمل التي تحتاج توضيحاً في صِياغتِها حتى لا يُساء فهْمُها , كما حدث وأساء فهْمُها الأخ باحِث سلفي , وقد راعيْتُ قراءة ما عِنْدك وما عِند أخونا باحِث سلفي وما تحفّظتُ بِهِ عليْكُما , وأعدت إفرادهُ وتعرّضتُ لرسالتيْكما بالإختِصار , وحاولتُ التوفيق و التدقيق في الرسالة أعلاه قدر المُستطاع ... ولا أدّعي الصّحة المُطلقة , ولكِن أزعُم إن شاء الله أنه الأقربُ للصواب , والخطأ و السهو وارِدٌ عِنْدي .. و التصحيح واجِبٌ عليكُم .. وفقكم الله .