التدفق العشوائي في المعرفة الدينية وفوضى الفتوى

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الشرقاوى مسلم اكتشف المزيد حول الشرقاوى
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشرقاوى
    حارس مؤسس
    • 9 يون, 2006
    • 5442
    • مدير نفسي
    • مسلم

    التدفق العشوائي في المعرفة الدينية وفوضى الفتوى

    الملاحظ للواقع الإسلامى الحالي يجد إننا أمام حالة من السيولة في المعرفة الدينية في عصر الإعلام من الفضائيات والصحف والإنترنيت والإذاعة وغيرها، فضلا عن سرعة انتشار الكتب وخاصة مع نشوء طبقة من سموا بالدعاة الجدد ومفتي الفضائيات

    ومع كثرة الذين يزعمون التجديد في علوم الإسلام وأتوا من خارج التخصص الشرعي، كل هذا جعل من المعرفة الدينية كلأ مباحا يدخلها كل راغب ولسان حاله يقول هم رجال ونحن رجال.

    وقد رافق ذلك انفراط عقد الطبقة التي كان يمثلها العلماء معرفة ومكانة وتأثيرا ومركزية، كما رافقه ضعف التكوين العلمي في كليات الشريعة وتراجع دور المؤسسات العريقة التي خرجت علماء كبارا لا يحصون.

    والآن في عصر الفضائيات والإنترنيت وأن الكل يفقه ويفتي في الدين،

    ما مصير المعرفة الدينية المنضبطة؟

    وأين أصبحت تقاليد العلم والتعلم؟

    وماذا يفعل المتلقي أمام هذا السيل الجارف؟


    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:22 ص.
    الـ SHARKـاوي
    إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
    ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
    فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
    فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
    ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!
  • الشرقاوى
    حارس مؤسس
    • 9 يون, 2006
    • 5442
    • مدير نفسي
    • مسلم

    #2

    لأنه أصبح الأمر يعني شبه فوضى وليست هي الفوضى التي يقولون عنها الفوضى الخلاقة بل هي فوضى هدامة.
    أصبح الأمر كلأ مباحا. يعني كان السلف يتحرون في هذه الأمور ويخافون خصوصا ما يتعلق بالأحكام وما يتعلق بالفتاوى، ما كان أحدهم يجرؤ على الفتوى،

    وقد جاء في الأثر "أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار".
    أصبح هناك كثير من الشباب، من الأولاد الصغار يجرؤون على الخوض في المسائل العويصة العلماء الكبار يخافون الكلام فيها، هم لا يبالون،
    وكما قال أحدهم لأحد المشايخ بل قال أحدهم عن أبي حنيفة ومالك.. هم رجال ونحن رجال، يعني هذا المفعوص، هذا يسوي رأسه برأس الأئمة الكبار،
    هذا في الحقيقة يعني استهانة بهذا العلم العظيم، علم الدين الذي هو علم النبوة، والعلماء هم ورثة النبوة، "العلماء ورثة الأنبياء"،
    وهذا الذي جاء في الحديث يحمل هذا العلم، يعني علم النبوة، من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، أعدل أبناء الدين هم الذين يحملون هذا الميراث العظيم.

    فالأمر يحتاج إلى إعادة النظر في هذه المسألة، يعني ينبغي التحدث مع وسائل الإعلام نفسها، مع المؤسسات التي تفتح أبوابها لكل من هب ودرج من الناس.

    هل السبب هو غياب طبقة العلماء؟
    أم أن السبب أن هذه الطبقة لم تستطع مواكبة العصر؟
    أم تطفل الآخرين في المجال الديني، طمعا طبعا في الشهرة وفي الوجاهة الاجتماعية؟



    هذا كله وارد:
    هناك كثير من العلماء يتعففون عن الظهور في البرامج الإعلامية. هناك الكثيرون من إخواننا العلماء الذين عاشوا عمرهم في العلم، ما يقارب الثمانين سنة وهم يعيشون في أعماق العلم وفي التراث وفي كذا، ومع هذا لا يرضون أن يظهروا في أي برنامج تلفزيوني أو هذه الأشياء،
    بينما الصغار يسارعون إلى هذا. وأعتقد أيضا أن هؤلاء العلماء عليهم مسؤولية، لأن غيابهم فتح الباب لغيرهم.
    ثم هناك أمر آخر يتعلق بغير مسألة تطفل هؤلاء على هذا الأمر وهم ليسوا له أهلا، أنه طبيعة العصر الذي نعيش فيه، عصر نسميه عصر السرعة،
    يعني من ضمن اللي ما يوصف، من يصف ذاك، عصر الساندويتش، يعني الإنسان ليس عنده فراغ ليجلس على المائدة ويأتي طبق بعد طبق وكذا، لا، يريد ساندويتش ياكله وهو سائر،
    وكما يقال هذا في الغذاء المادي .... قل هذا في الغذاء الفكري أو الغذاء العلمي أو الغذاء الروحي، أصبح الناس يريدون ساندويتشات،
    وهذا لا ينبغي أن يقر الناس عليه. ينبغي أن يكون هناك.. في ساندويتش أحيانا، وجبات السريعة للي مستعجل، ولكن في أحيانا الإنسان لابد أن يجلس على مائدة ويجلس مع أسرته ويجلس مع أهله،

    ويعني لا ينبغي أن يغلب صنف من العلم، الصنف المستعجل هذا على الصنف الأساسي، حتى يحدث التوازن والتكامل في حياتنا.


    البعض من هؤلاء يقول نحن لا نمارس دورا علميا في إصدار الفتاوى، وإنما نمارس دورا دعويا في وعظ الناس، في إرشادهم، في توجيههم إلى ما فيه الخير.

    حتى هذا الدور الوعظي، صحيح دور الأحكام له أهمية خطيرة، وإن كان بعضهم يمارس الفتاوى، حتى هؤلاء أحيانا أجدهم يمارسون الفتاوى ويتعرضون للأحكام. ولكن حتى دور الوعظ والدعوة، الدعوة هل هي أمر سهل؟!
    أنت لكي تبلغ رسالة الله إلى الناس،
    لا بد أن تبلغها يعني تامة غير ناقصة،
    لا بد أن تبلغها حسنة غير مشوهة،
    لا بد أن تبلغها راشدة ناضجة غير قاصرة،


    .. لماذا أصبح يشيع بيننا هذا الغلو، ناس يغلون في الإسلام وناس يتسيبون من الإسلام،؟

    هذا الغلو من ناحية والتسيب، نتيجة عرض الدعوة، أن ناس عرضوا الدعوة عرضا قاصرا عرضا مشوها فصغروا الكبير وكبروا الصغير وعظموا الهين وهونوا العظيم، هذا أمر مهم جدا،

    ليس أمر الدعوة بالأمر الهين لأن أمر الأنبياء، أول ما بلغ الأنبياء بلغوا الدعوة. الرسول عليه الصلاة والسلام ظل 13 عاما في مكة يبلغ الدعوة، لم تنزل أحكام ولا تشريعات، تعليم الناس العقيدة، تعليم الناس القيم، تعليم الناس الأخلاق، هذا أمر في غاية الأهمية ويجب أن يعلم هذا الأمر بتوازن وتكامل.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:22 ص.
    الـ SHARKـاوي
    إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
    ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
    فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
    فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
    ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

    تعليق

    • الشرقاوى
      حارس مؤسس
      • 9 يون, 2006
      • 5442
      • مدير نفسي
      • مسلم

      #3

      هل المعرفة الدينية إنتاجا وتصديرا هي مشاع للجميع؟
      مع العلم أننا نعرف أنه لا كهنوت في الإسلام.


      نعم لا كهنوت في الإسلام، ونحن دائما نقول ليس في الإسلام رجال دين.
      ولكن هذه كلمة أحيانا يتخذها بعض الناس ككلمة حق يراد بها باطل، فالبعض يريد أن يقول ليس في الإسلام رجال دين أي لا يوجد علماء دين، لا، ... لا يوجد رجال دين بالمعنى الكهنوتي، كهنوت متوارث بزي معين بكذا، لا، إنما يوجد في الإسلام علماء دين، .... الإسلام أمر أن يعد هؤلاء

      {..فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} [التوبة:122]


      هؤلاء هم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء. الإسلام فيه علماء دين متخصصون وهم الذين يجب أن يرجع إليهم في الملمات
      {..فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [النحل:43]،


      الإسلام يأمرنا أن نرجع في كل شيء إلى الخبراء به: يقول تعالى:
      {..فاسأل به خبيرا} [الفرقان:59] ، {..ولا ينبئك مثل خبير} [فاطر:14]،

      هذا في كل شيء، فكيف بأمر الدين؟! الذي يتعلق بأعظم قضية مصيرية في الوجود، يعني قضية الجنة والنار، قضية الآخرة، قضية النجاة أو الهلاك.
      فهذا أمر الدين ليس أمرا هينا. فكيف، كما أشار بعض الإخوة، أنه كل شيء يحترم فيه التخصص إلا الدين؟!
      لا يسمح لمهندس أن يدخل في الطب ولا لطبيب أن يدخل في اختصاص غير اختصاصه، يعني هو جراح لا علاقة له بالباطني، أنت طبيب عيون لاعلاقة لك بالأسنان، الطب تخصصات عدة،
      إلا الإسلام كل واحد يريد أن يصبح هو شيخ الإسلام،
      فهذا أمر مرفوض تماما فلذلك لا بد أن يراعى هذا الأمر.

      البعض يقول ان أمر الدعوى يعني يتساهل فيه، صحيح أمر الدعوى ليس كأمر الفتوى ولكن حتى الدعوى إذا تركت لهؤلاء الناس الذين لا توجد عندهم المعايير ولا الضوابط يمكن يفسد أكثر مما يصلح، لأنه يبالغ في بعض الأمور.

      إشتكى أحد أو بعض الآباء أن ابنته تصحو تفزع من النوم، نتيجة كوابيس شديدة، فسئل ألا تعرف السبب؟
      قال أنها رأت شريطا أو سمعت شريطا في عذاب القبر، يصور عذاب القبر حيات كالأفيال وعقارب كالبغال وكذا، وهذا لا يوجد في قرآن ولا سنة، فحتى الدعوة إذا تركت لهؤلاء المبالغين يمكن أن يفسدوا أمر الدعوة نفسها.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:21 ص.
      الـ SHARKـاوي
      إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
      ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
      فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
      فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
      ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

      تعليق

      • الشرقاوى
        حارس مؤسس
        • 9 يون, 2006
        • 5442
        • مدير نفسي
        • مسلم

        #4
        هل المعرفة الدينية هي يعني مرهونة أو مرتهنة للمؤسسة الشرعية أم للتخصص؟

        لا المؤسسة الشرعية تفتي الناس في قضايا معينة، حينما يلجأ الناس إليها في بعض القضايا تفتي في بعض الأشياء.

        يعني مؤسسة الفتوى مثلا، هناك الأزهر عمل، قال في مؤسسة للفتوى،
        ويوجد مؤسسة للقضايا الكبيرة اسمها مجمع البحوث الإسلامية،
        ومن أجل هذا أنشأ المسلمون مجامع الفقه، مجمع الفقه لرابطة العالم الإسلامي، المجمع الفقهي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، المجمع الفقهي الإسلامي الهندي، المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث،

        كل هذه مجالس متخصصة تفتي، ولكن يظل الفتوى اليومية لما يعتري الإنسان من قضايا يريد أن يعرف فيها الحلال من الحرام والمقبول من المردود والصحيح من الفاسد يظل الإنسان في حاجة إلى أن يسأل العلماء،
        وحتى المؤسسة الدينية ليست دائما موضع الرضى والقبول كثيرا، هذه موقوفة على العالم نفسه،
        أحيانا عالم يكون مقبول عند الناس لسعة علمه ولإخلاصه ولتقوى الله ولمراعاة الحدود والضوابط، وبعض الناس لا يثق الناس بهم
        فلا بد مع المؤسسة الدينية الرسمية من الرجوع إلى المؤسسات الشعبية وإلى أفراد العلماء، لا يستغني الناس عن هذا، فهذا أمر لا يمكن الاستغناء عنه في حياة المسلمين.


        هناك كتابات عديدة الآن أتت من خارج التخصص العلمي وتسعى لكسر منظومة العلوم الشرعية باعتبار أنها علوم تاريخية غير ملزمة تحتوي على الكثير من المشكلات والمتناقضات، ربما انخدع بهذا الكلام الكثير من العامة.
        ما مصير المعرفة الدينية المنضبطة في ظل كل ذلك، خاصة مع وجود وسائل الإعلام المختلفة والعابرة للقارات؟

        هذا الكلام عير مقبول
        قد نقبل بعض الناس من غير التخصص العلمي إذا التزموا بالقواعد الشرعية والضوابط المرعية وكان عندهم الأسس العامة للمعرفة الدينية،
        مثلا ممكن واحد يعني يتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن وهو أستاذ من أساتذة الرياضيات أو العلوم الكونية أو البيولوجية أو الجيولوجية، نقبل منه هذا بشروط و قيود معينة.

        إنما أن يأتي بعض الناس من خارج التخصصات ويريدون أن يهدموا تراثنا العلمي وأن يطعنوا في أئمتنا وأن يطعنوا في فقهنا ويريدون أن يجعلوا من هذا كأنه شيء تافه، هذه تركة عظيمة خدمتها عقول عبقرية خلال 14 قرنا طوال هذه القرون، حتى القرون المتأخرة كان فيها علماء كبار كان لهم وزنهم، لا يمكن أن نهيل التراب على هذه التركة كلها.

        المؤتمرات العالمية اعترفت بهذا التراث الفقهي، مؤتمر لاهاي ومؤتمر باريس، والمؤتمرات، والكبار من القانونيين المدنيين اعترفوا بهذا الأمر.
        الدكتور السنهوري يعني ألف كتابا اسمه "صادر الحق في الفقه الإسلامي" وأشاد بقدرة الفقه الإسلامي على مسايرة الحياة ومواكبه التطور،
        وهذا يحتاج إلى فقط ناس تسمع، إنما ناس يريدون أن نهيل التراب على هذا، هذا أمر غير مقبول وهو قول لمن لا يعي

        هذا الأمر. والعجيب أن الذين يقولون هذا عن الفقه يشيدون بأئمته في الغرب، أبو حنيفة ومالك وهؤلاء يريدون ألا يجعلوا لهم قيمة بينما أئمتهم الغربيون يرفعونهم إلى السماء السابعة، هذا كلام لا يقبل من أمة تحترم ذاتها،
        أمة ذات حضارة وذات رسالة وذات تاريخ عريق وسادت العالم حوالي عشرة قرون وحكمها هذا الفقه وهذه الشريعة مهما قلنا أنه في بعض الفترات أصابها الجمود ولكن حتى مع أوقات الجمود كان يظهر ما بين الحين والحين علماء يومضون في الظلمات كالكواكب النيرة مثل ابن تيمية وابن القيم والشاطبي والصنعاني والشوكاني والدهلوي،
        في العصور المتأخرة ظهر هؤلاء الكواكب المتألقة فكان لها أثرها في إحياء الفقه وفي تجديد الاجتهاد وفي حل مشاكل الأمة في ضوء الشريعة، في كل العصور لم يخل عصر من العصور.
        الإمام السيوطي له رسالة قيمة يرد فيها على من زعم أنه ممكن أن يخلوا عصر من مجتهد، والأئمة الحنابلة يقولون لا يمكن أن يخلو عصر من مجتهد، سنة الله أن كل عصر لا بد فيه من مجتهد وإن لم يدع الاجتهاد، هو مجتهد ولكن لا يقول إني مجتهد.
        الإمام السيوطي ظهر في القرن التاسع الهجري وأوائل القرن العاشر وادعى الاجتهاد فقام عليه من قام وقالوا إن الاجتهاد المطلق بابه أغلق،
        فرد عليهم بهذه الرسالة القيمة "الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض"
        الاجتهاد فرض في كل عصر ولا يخلو منه عصر من العصور. فزعم هؤلاء يعني من يقرأ كلامهم يجد أنه كلام غير منطقي وغير علمي وغير موضوعي وهو مردود عليه، وقد رد عليه العلماء الراسخون بالأدلة العقلية والعلمية المعتبرة وأثبتوا أن هذا كلام لا وزن له ولا يقوم عليه دليل من عقل ولا نقل.
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:21 ص.
        الـ SHARKـاوي
        إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
        ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
        فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
        فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
        ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

        تعليق

        • الشرقاوى
          حارس مؤسس
          • 9 يون, 2006
          • 5442
          • مدير نفسي
          • مسلم

          #5
          يرى البعض أن الإعلام ربما ساهم في هذه المشكلة وأدى إلى تسطيح المعرفة و إلى إيجاد نجوم في الجانب الديني في الفتوى والدعوى والوعظ، إلى غير ذلك
          ما التأثير في فكرة النجومية في المعرفة الدينية؟

          الإعلام مسؤول بعض المسؤولية عن هذه القضية وتسطيح المعرفة بوجه عام. يعني بعض الناس الكبار كانوا يخافون من التلفزيون حتى رددوا ما قاله الدكتور طه حسين "إن التلفزيون هذا جهاز قاتل للثقافة" لأنه ضد تعميق الثقافة، دائما مع تسطيح الثقافة،
          إذا كان هذا بالثقافة العامة فكيف بالثقافة الدينية والشرعية؟



          النجومية ومسألة النجومية بعضها صحيح وبعضها غير صحيح.
          يعني بعضهم يصل إلى الشهرة عن جدارة، يعني بعد رحلة طويلة ومعاناة، ويمكن أن يصل إلى ما يسمونه النجومية. ولكن البعض يأخذها بغير حق، عن طريق الدعاية وعن طريق التلميع إلخ

          وعلماؤنا القدامى ما كانوا يبحثون عن هذه المظاهر، النجومية أو الشهرة، بالعكس كان بعضهم يفر من الشهرة، بعضهم كان يفر من الفتوى، يقول له اسأل فلانا.
          ابن عمر يقول "يريدون أن يتخذوا ظهورنا مطايا إلى جهنم"، ا
          بن مسعود يقول "إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون"
          يفرون، وكل واحد يحيل، يعني يقول له اذهب إلى فلان، لأنهم يخافون الله ويخافون من الرياء ويخافون من الشهرة وهذه تحبط أعمالهم، ويقرؤون الحديث "إن الله يحب الأتقياء الأخفياء الذين إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا"
          فالعالم الحق يحاول أن يهرب من أضواء الشهرة،
          وأما بعض هؤلاء فهو يبحث عنها، ويقعد يدبر مع القناة الفلانية ومع التلفزيون الفلاني، يظهر هنا مرة وهنا مرة وهنا مرة، يعني ويسلط الأضواء عليه ويقول للناس يجعل له ناس يعملوا له يعني هليلة ويضخمون في أمره.


          الحقيقة التى لا نستطيع أن ننكرها:
          أن عامة الناس لا يستطيعون أن يميزوا بين الجيد والرديء،
          بين العالم الحق وبين العالم الذي يقوم على أساس التهويش وكذا،
          بين البضاعة الجيدة وبين البضاعة الرديئة،


          ولذلك كثير من الناس لا يفرقون بين الداعية وبين الفقيه، بين الواعظ والمفتي، ويظنون أن كل من يهز أعواد المنابر وكل خطيب جيد هو مفتي جيد، ... وهذا غير صحيح

          ما حل هذه المشكلة؟
          لابد من المزيد من توعية الناس. لا بد أن نتصل بالناس ونحاول أن نخرجهم من هذه الأمية، الأمية الدينية والأمية الثقافية، هذه تتعلق بثقافة الأمة أيضا العامة...

          هل هناك من ضوابط محددة؟
          هناك يعني قضايا كثيرة تطرح في الإعلام وتطرح في المنتديات، كيف للمتلقي، لكل إنسان يتلقى هذه المعلومات، وهذه المعرفة أن يحدد أولوياته وانشغالاته؟

          الأمة العامة يغلب عليها هذه الثقافة السطحية، وكل الأمة مسؤولة عن هذا،
          ليس علماء الدين وحدهم المربون مسؤولون عن هذا الصحفيون مسؤولون عن هذا الجامعيون مسؤولون، كل يعمل في.. حتى نرتفع بمستوى الأمة بحيث تقدر على التمييز

          طبعا هناك ضوابط.
          يوجدعندنا كتاب اسمه "فقه الأولويات" يقوم على كيفية معرفة أن هذا الأمر أولى من غيره،
          العقيدة أولى من العمل، والعمل بالأركان وإن كانت واجبات أهم من العمل من الواجبات غير الركنية، وأن الواجب مقدم على المستحب، هذا في الجانب الديني،
          في جانب المأمورات، في جانب المنهيات. هناك نجد العقيدة أولا، الكفر هو أكبر الكبائر، وبعدين هناك كبائر، وبعدين هناك صغائر محرمة، هناك شبهات، هناك مكروهات، هناك خلاف الأولى، كل شيء في أولويات، الكيف والكم، كيف نقدم الكيف على الكم...


          الجوهر والشكل، يعني هذا يحتاج إلى تثقيف الأمة، الأمة في حاجة إلى تثقيف مستمر، وكما قلت هذا واجب كل أهل الفكر وكل المسؤولين عن توجيه الأمة.
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:21 ص.
          الـ SHARKـاوي
          إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
          ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
          فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
          فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
          ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

          تعليق

          • الشرقاوى
            حارس مؤسس
            • 9 يون, 2006
            • 5442
            • مدير نفسي
            • مسلم

            #6

            كان لتكوين العالم سابقا مؤهلات صارمة،
            الآن كل من قرأ كتابا يصبح مفتيا،
            كل من سمع محاضرة أو حفظ حديثا يصبح مفتيا وواعظا.

            هل من الممكن أن نعيد الاعتبار إلى تلك التقاليد؟


            لا ينبغي أن يتصدى لدعوة الناس أو لإفتاء الناس إلا من تكون تكوينا علميا، خصوصا الإفتاء، و الحديث عن الأحكام، هذا حلال وهذا حرام، هذا واجب وهذا مستحب، هذا صحيح وهذا فاسد، هذا مقبول وهذا مردود،

            هذا لا يقدر عليه إلا أولوا العلم، والعلم هذا لا يأتي اعتباطا، هذا العلم يعني له مؤسساته، يعني لا بد أن يتلقى العلم عن أهله، المفروض أن العلم يؤخذ عن أهله، كل علم له أهله، لا بد أن يؤخذ... لا يمكن الشخص أن يتعلم الهندسة في مدرسة الصناعة، لابد يتعلمها في كلية الهندسة من أناس كبار درسوا..
            كل علم لابد أن يؤخذ من أهله.
            ولذلك علماؤنا من قديم حذروا من هذه الناحية، قالوا لا تأخذ العلم من صحفي ولا القرآن من مصحفي. لا تأخذ علم القراءة من شخص خذ القراءة من المصحف، لا تأخذها من مقرئ، المقرئ أخذها عن مقرئ آخر عالم ومن.. وأخذها عن عالم، إنما واحد تعلم في المصحف، لا هذا غير جائز.


            قالوا لا يزال المرء عالما ما طلب العلم فإذا ظن أنه علم فقد جهل


            إنتهى

            منقول عن برنامج الشريعة والحياة بتصرف
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:21 ص.
            الـ SHARKـاوي
            إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
            ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
            فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
            فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
            ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

            تعليق

            • صفي الدين
              مشرف المنتدى
              • 29 سبت, 2006
              • 2596
              • قانُوني
              • مُسْلِم حُرٍ لله

              #7
              [frame="8 80"]السلام عليكم
              جمييييل جدااااا
              هايل
              موضوع فى غاية الاهمية

              جارى القراءة...
              [/frame]
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 02:21 ص.
              مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة وداد رجائي, منذ أسبوع واحد
              ردود 0
              8 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة وداد رجائي
              بواسطة وداد رجائي
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
              ردود 0
              7 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
              ردود 0
              42 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة عاشق طيبة
              بواسطة عاشق طيبة
              ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
              ردود 0
              65 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة عطيه الدماطى
              ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
              رد 1
              68 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة د. نيو
              بواسطة د. نيو
              يعمل...