عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي، فقال: خلق الله -عز وجل- التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر يوم الجمعة، آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل .


هذا الحديث أختلف العلماء فى تصحيحه وتضعيفه
فمنهم من صححه بعلتين فى الاسناد وعلل فى المتن
ومنهم من صححه بعد رده على ذلك
وممن ضعفه البخارى فى التاريخ الكبير وعلى ابن المدينى والبيهقى وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وتبعهم المتقى الهندى فى كنز العمال ومن المعاصرين شعيب الارنؤوط
وممن صححه مسلم ومن المعاصرين المعلمى والالبانى وأحمد شاكر
واوجه التضعيف سابينها هنا باذن الله والرد عليها ثم الجمع بين الايات والحديث
اولا تضعيفه من حيث السند
هذا الحديث رواه مسلم وغيره من طريق أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
1ذكر البخارى فى تاريخه أن الحديث انما هو عن ابى هريرة عن كعب الاحبار
أى ان احد الرواه وهم فرفعه إلى النبى
وهذا الراوى هو أيوب بن خالد
والرد أن هذه العلة عارية من الدليل بل المنقول عن كعب الاحبار وغيره مثل عبد الله بن سلام ووهب بن منبه ومن يأخذ عنهم أن ابتداء الخلق كان يوم الأحد
وأيوب بن خالد : ذكر الحافظ في التهذيب أن ابن حبان ذكره في الثقات ورجحه الخطيب فاما تليين ابن حجر له ليس بشيء فإنه لم يضعفه أحد سوى الأزدي وهو نفسه لين عند المحدثين والحديث رواه ابن معين ولم يعله بشيء .

2علة على ابن المدينى قال
"وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى " يعني وإبراهيم مرمي بالكذب فلا يثبت الخبر عن أيوب ولا من فوقه
الرد عليها
أن إسماعيل بن أمية ثقة ثبت لم يتهم بالتدليس وسماعه من أيوب بن خالد ثابت بدون واسطة فلكي ننسبه إلى تدليس هذا الحديث عن إبراهيم بن أبي يحيى فلا بد من دليل
أما العلل فى المتن
الاولى
أنه من المعلوم
أن الله خلق السماوات والارض وما بينهما فى ستة أيام كما جاء فى الايات القرانية
وأن آدم قد خلق يوم الجمعة كما جاء فى أحاديث اخرى صحيحة
فعلى هذا الحديث ان أيام الخلق كانت سبع أيام (أبتداءا من السبت إلى الجمعة)
والرد على هذا
أن الايات قالت السموات والارض وما بينهما
ولم يدل دليل على دخول آدم فى قوله وما بينهما بل الادلة على عكس ذلك فآدم كان فى الجنة ثم أهبط إلى الارض والجنة تحت العرش خارج السموات والارض
ثانيا الايات تبين فقط أن خلق السموات والارض وما بينهما هم الذين خلقوا فى مدة الستة أيام ولم يقل أنه لم يخلق غيرهم بعد ذلك
العلة الاخرى ان الحديث ذكر تخليق الارض ولم يذكر تخليق السموات
فالرد
أن هناك من الاحاديث ما اتت باشياء لم يذكرها القران ولم يقل بذلك أن نرد الحديث لذلك
ثانيا الحديث ذكر خلق النور والنور لا يكون الا من السماء فالحديث دل عليها بطريق التضمين
العلة الثالثة فى المتن
هو ذكر الجبال فى اليوم الثانى الاية
جعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام
فالاشكال جدا بسيط لان القران قال المدة الكلية تخليق الارض و الجبال (الرواسى) وتقدير الاقوات هى اربعة ايام ولم يحدد بدأ خلق الجبال ولا تقدير الاقوات
فالحديث يبينه فعلى ذلك أبتداء تخليق الجبال كان اليوم الثانى الاحد
ووأبتداء تقدير الاقوات منها الشجر وسلالاتها بالتبعية
كان اليوم الثالث وكان نهاية تخليقهما جميعا أى الارض والجبال والاقوات والمكروه (كما فى الحديث)هو اليوم الرابع
وبدء خلق السموات لم على مرحلتين
1 الدخان لم يحدد القران بدايته ولكن الظاهر أنه قبل أو أثناء تخليق الارض والجبال والأقوات والمكروه
2 تسوية السماء الى سبع سموات (طباقا) وهذا كان بعد خلق الارض والجبال يقينا بلفظ الاية لقوله ثم استوى
إلى السماء وهى دخان فبدايته اليوم الخامس ونهايته السادس
والنور بدايته اليوم الخامس وبث الدواب اليوم السادس
وكان خلق ادم بعد ذلك يوم الجمعة ما بين العصر إلى الليل
وبهذا أزيل الاشكال وجمع بين القران والسنة
هذا ما لدى والله اعلم فان أصبت من توفيق الله
وان اخطات فمن ومن الشيطان
والحمد لله رب العالمين

هذا هو تصورى للجمع بين القران والحديث
فإن أصبت فمن الله
وإن أخطأت فمنى ومن الشيطان

هذا على فرضية صحة الحديث
والله اعلى واعلم

-إن من خلق السموات السبع والأرضين السبع لن يعجز عن خلقلك ! سواء خلقت السبت أم الأربعاء ؟؟؟
((لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لايعلمون))
- مشكلة إن كان الإنسان سيشك في نفسه أموجود هو أم لا؟؟!!ها الملحد مالذي بقي لينكره؟؟
-((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا*إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا *إنا هديناه السبيلا إما شاكرا وإما كفورا * إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا))

بداية أود أن أتقدم بالشكر الي منتدي حراس العقيدة , والذي ما زال يثبت كل يوم انه اسم على مسمى ......
وشكر خاص الى المشرفين الذين اهتموا بنقل السؤال في موضوع منفصل والاجابة عليه ...
خاصة ان هذا الحديث هو سلاحهم الوحيد دائما عند مواجهتهم بأن القرآن الكريم جاء بما يؤكدونه هم من أن خلق السماوات والأرض كان البداية .. ثم تلاها فترة لم يكن الانسان فيها شيئا مذكورا .. ولأن هذا يفحمهم كثيرا .. فهم يلجأون كعادتهم في مثل هذه الأحوال سريعا الى الاسرائيليات و الأحاديث الضعيفة و الموضوعة .. والحمد لله كما ذكر الأخ باحث سلفي ان من ضعفوا الحديث أكثر ممن صححوه ..
وحتى كما ذكر جزاه الله خيرا أن خلق آدم تم في اليوم السابع فهو لا يتعارض مع الآيات الكريمة ...



عموما لنبين مزيدا من سطحيتهم والتي هي تماما مثل سطحية النظرية التي ينادون بها ..

طرح عليهم أسئلة بسيطة من الطبيعي أن يسألها أي طفل صغير عندما يسمع بهذه التفاهات مثل :

لو لم تقم البكتيريا الشاطرة دي بكل هذه الأمور الخارقة وأحضرتنا الى الدنيا .. فلمن كان سيكون الورد و الخضروات والفاكهة و الأشجاااار يا عمو ؟
فكانت الاجابة التي جعلت الطفل الصغيريموت ضحكا :


هذه يجاب عنها بقانون الثرموداينمكس الثاني ... ان الحياة تمتد لتغطي كل "الاناء" اي لتملأ كل احتمال ممكن.

الطفل الصغير : طيب و المعادن ياعمو أيضا امتدت لتملأ كل الاناء !! كلها كلها لدرجة انه لا يوجد أي شئ نحتاجه !!!

الملحد : لا يا حبيبي , هذه جاءت نتيجة تفاعلات الاندماج النووي ... !!

الطفل الصغير : و هل نتيجة الاندماج النووي يا عمو


يستخرج الحليب من ضروع الابل !
يستخرج الحرير من دودة القز !
يستخرج العسل من بطون النحل !
يستخرج الصوف من الحيوانات !
يستخرج القطن من الأرض .............. !
تستخرج جميع الأدوية ..

فسكت عمو ولم يتكلم فقال له الطفل الصغير على العموم لما تكبر يا عمو حتعرف مين اللي عمل كل ده ..... !

طرحت هذا لأظهر تفكير هؤلاء القوم ولماذا يلجأون الى الأحاديث الموضوعة كالغريق الذي يتعلق بقشة ...

ختاما .. كل الشكر للأخ باحث سلفي لما قدم
وكذلك للأخت هالة اليقين
جزاكم الله خيرا ..........

على فكرة يا أخى هناك فرضان
1فرض صحة الحديث
وقد جمع بينهما كما سبق وعلى هذا الرأى خلق آدم عليه السلام ليس داخلا فى قوله تعالى (وما بينهما)
وهنا خلقه عليه السلام كان فى اليوم السابع واول الخلق هو يوم السبت

2 الفرض الثانى وهو ضعف الحديث وهنا يحتمل أن خلق آدم عليه السلام داخل فى قوله تعالى(وما بينهما)
وهنا خلقه كان اليوم السادس وأول يوم فى بداية الخلق هو يوم الأحد

فائدة مأخوذة عن ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله

(من المعلوم أن الأسبوع ليس له حد موجود في السماء كما يوجد في اليوم والليلة والشهر بل إنما يعد عدا لأن الله خلق هذا الخلق في ستة أيام ثم استوى على العرش فانتشرت أيام الأسبوع في العالم من جهة إخبار الأنبياء ولم يعلم ذلك إلا من أخذ عنهم ولهذا كانت الأمم الذين لم يتلقوا ذلك ليس لأيام الأسبوع في لغتهم ذكر بحال كالترك والبربر )(بغية المرتاد لابن تيمية)

(واعلم أن معرفة أيام الأسبوع لا يعرف بحس ولا عقل ولا وضع يتميز به الأسبوع عن غيره وإنما يعلم بالشرع ولهذا لا يعرف أيام الأسبوع إلا أهل الشرائع ومن تلقى ذلك عنهم وجاورهم وأما الأمم الذين لا يدينون بشريعة ولا كتاب فلا يتميز الأسبوع عندهم من غيره ولا أيامه بعضها من بعض وهذا بخلاف معرفة الشهر والعام فإنه بأمر محسوس فائدة الأمس واليوم والغد)(بدائع الفوائدلابن القيم)

رحم الله الشيخ إبن تيمية ...........................................

كم ظلم فى أيامنا هذه رغم أنه فى زمانه كان مجاهدا عتيدا .................................................. ..........

أشكر الأخ باحث سلفى على التفصيل والتبيين للتوافق بين الحديث وأيام الخلق وكذلك تفصيل أقوال أهل الحديث فى هذا الحديث بما يكفى لإزالة الشبهة تماما

فآدم لم يخلق على الأرض بل خلقه الله فى الجنة
والجنة عند سدرة المنتهى
وسدرة المنتهى فوق السماء السابعة
أى خلق آدم خارج حدود السماوات السبع وفى آخر اليوم السابع بعد أن تم تقدير الأقوات وخلق المكروه وفق الحديث
وأفهم أن مجموع زمن الأيام السبعة المفصلة فى الحديث = مجموع زمن اليومين الخامس والسادس من أيام خلق السماوات والأرض فالحديث يفصل زمن محدد من أيام الخلق ولا يشمل أيام الخلق الستة
وما أفهمه عن المكروه هو ما يتسبب عنه ضرر للأحياء التى جبلت على كره ما يضر بها
أى هى عوامل هدم الحياة مثل الأمراض والبراكين وغيرها

والمعلوم علميا أن الكائنات الحية لو ظلت على الأرض عبر الأزمنة دون تحلل لما بقى فى الأرض مكان لحياة جديدة فالغابات والحيوانات والإنسان تتحلل أجسادها وتستمر الحياة لأجيال تالية فحتى هذا المكروه الذى يفنى أجسام الكائنات النباتية والحيوانية نعم جليلة تزيد من خصوبة بالبراكين والزلازل وبتحلل الأجسام إلى عناصرها لتستمر دورة الحياة وحتى الألم عند الكائن الحى وهو مكروه فهو من نعم الله فلو لم يؤلمنا ملمس النار والآلات الحادة والصدمات لما علمنا مواضع الخطر أو لما ابتعدنا عن مواضع الخطر
ورماد البراكين يعيد الحيوية والخصوبة للتربة فتكون أكثر إنتاجية وتقل فيها آفات الزرع وأمراض الأحياء
فالمكروهات من ضرورات استمرار الحياة على هذه الأرض عبر الأزمنة


وهنا بحث آخر قام به د. منصور أحمد منصور أستاذ الكهرباء بالجامعة فى بلغاريا وعضو بمنتدى التوحيد
تناول فى بحثه تفصيل أيام الخلق الست ولكنه وإن لم يشر إلى هذا الحديث فقد قصل أيام الخلق بالرسوم التوضيحية من واقع الآيات فى سورة فصلت وفى سور أخرى
والدراسة هنا بنفس القسم :

الإعجاز فى ترتيب خلق السماوات والأرض فى القرآن والمقارنة بسفر التكوين / رد شبهة

https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=1039

وهى دراسة قيمة أنصح بالإطلاع عليها وتشمل مقارنة بين ما جاء بالقرآن فى أيام الخلق وما جاء فى سفر التكوين وترد تفصيلا على شبهة من قالوا بأن أيام الخلق فى سورة فصلت ليست ستة أيام بل ثمانية أيام
بارك الله فيكم جميعا وجعله فى ميزان حسناتكم
تحرير مشاركة
المعلم باللون الأحمر تم إضافته لعدم الخلط اليوم 29 يناير
سيف الكلمة

فوائد هامة
الاستواء ذكر مضافا إلى الله على صورتين
الاولى استوى على العرش أى علا وارتفع عليه سبحانه من غير معرفة لنا بكيفية ذلك
الثاني استوى إلى السماء أى قصدها من غير معرفة لنا بكيفية ذلك
لا نقول استوى كيف استوى لان الله ليس كمثله شئ وهوالسميع البصير
فالله نفى عن نفسه المثل
فانا لاصف أمر ما يجب أن أصفه بمثيل له فكيف نعرف كيفية افعال الله وليس لله سبحانه مثيل

بارك الله فيكم وأثابكُم