الإلزام الخلقى بين الفلسفة والإسلام
د. أبو مريم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..
اللهم صل على محمد النبى وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .. أما بعد
إخوانى الكرام رأيت أن البعض قد قصر مهمة الدين عامة على مجرد وعد فى مقابل تقييد للحرية وإذاء تلك النظرة السطحية ومحدودية هذا المجال والتى تدفع المحاور فى هذا المنتدى لقصر النظر ومحدودية الرؤية آثرت أن أعرض هذا الموضوع الهائل والذى شغل المفكرين منذ أقدم العصور وحتى الآن وأن أبين بالمقارنة العلمية موقف الإسلام من قضية أخلاقية مهمة بل هى صلب القضايا الأخلاقية وهى الإلزام الخلقى وسوف أعرض المسألة بطريقة منظمة وأرحب بمناقشات الإخوة والزملاء فى أثناء العرض حتى نستفيد جميعا ونزداد معرفة بتلك المذاهب التى ينبغى علينا هنا الإلمام بها وفى نفس الوقت نظهر وجه الإسلام الحقيقى ونرتقى بمستوى الحوار .
وسوف نبدأ إن شاء الله تعالى بعرض مجمل لقضية الإلزام الخلقى فى الفكر اليونانى ثم فى الفلسفة الحديثة ثم نبدأ بتقييمها ونقدها وبعد ذلك نتحدث عن النظرية لدى فلاسفة الإسلام المتأثرين بالفكر اليونانى والمؤثرين فى الفكر الحديث ونختم بالحديث عن النظرية القرآنية فى الإلزام الخلقى ..
نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والمغفرة ..
مقدمة
السلوك الإنسانى عامة ليس سلوكا عشوائيا والسلوك الأخلاقى خاصة يصدر عن دوافع معينة هى الجبرية الأخلاقية التى يمكن للإنسان أن يخالف دواعيها بشكل من الأشكال ..
ولما كانت درجة الإلتزام الأخلاقى مبنية على درجة الإلزام ولما كان من أهم خصائص الأخلاق القويمة مدى ما فيها من قوة تدفع اللإنسان إلى العمل بها كان الإلزام من أهم الأسس التى يقوم عليها صرح بناء الأخلاق ..
وقد تفرقت الفلسفة فى مذاهب شتى بهذا الصدد كل منها يرد هذا الإلزام إلى أحد مكونات الطبيعة الإنسانية ويتلافى ما عداه ولا يوجد شىء فى الحقيقة أدعى إلى الحيرة من الإنسان فهو صنع عجيب فلم يفلحوا فى وضع سلطة تتأدى بنفاذها القوة المنفذة لقانون عالمى للأخلاق ولا أن يجدوا حافزا يكفى لأن يبعث فى النفوس الرغبة الصادقة فى اتباع الحق والتنكب عن الباطل ..
فى حين نجد نظرة الإسلام غلى الطبيعة الإنسانية وخصائصها أكثر شمولا واتساعا باعتبار أن الإنسان كل لا يتجزأ ولا بد لكى يستقيم سلوكه من ضرورة التنسيق بين كل تلك الجوانب حتى يؤدى كل جانب منها وظيفته فى حراسة قانون أخلاقى يهدف الإنسان إلى تحقيقة ..
يتبع
د. أبو مريم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..
اللهم صل على محمد النبى وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .. أما بعد
إخوانى الكرام رأيت أن البعض قد قصر مهمة الدين عامة على مجرد وعد فى مقابل تقييد للحرية وإذاء تلك النظرة السطحية ومحدودية هذا المجال والتى تدفع المحاور فى هذا المنتدى لقصر النظر ومحدودية الرؤية آثرت أن أعرض هذا الموضوع الهائل والذى شغل المفكرين منذ أقدم العصور وحتى الآن وأن أبين بالمقارنة العلمية موقف الإسلام من قضية أخلاقية مهمة بل هى صلب القضايا الأخلاقية وهى الإلزام الخلقى وسوف أعرض المسألة بطريقة منظمة وأرحب بمناقشات الإخوة والزملاء فى أثناء العرض حتى نستفيد جميعا ونزداد معرفة بتلك المذاهب التى ينبغى علينا هنا الإلمام بها وفى نفس الوقت نظهر وجه الإسلام الحقيقى ونرتقى بمستوى الحوار .
وسوف نبدأ إن شاء الله تعالى بعرض مجمل لقضية الإلزام الخلقى فى الفكر اليونانى ثم فى الفلسفة الحديثة ثم نبدأ بتقييمها ونقدها وبعد ذلك نتحدث عن النظرية لدى فلاسفة الإسلام المتأثرين بالفكر اليونانى والمؤثرين فى الفكر الحديث ونختم بالحديث عن النظرية القرآنية فى الإلزام الخلقى ..
نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والمغفرة ..
مقدمة
السلوك الإنسانى عامة ليس سلوكا عشوائيا والسلوك الأخلاقى خاصة يصدر عن دوافع معينة هى الجبرية الأخلاقية التى يمكن للإنسان أن يخالف دواعيها بشكل من الأشكال ..
ولما كانت درجة الإلتزام الأخلاقى مبنية على درجة الإلزام ولما كان من أهم خصائص الأخلاق القويمة مدى ما فيها من قوة تدفع اللإنسان إلى العمل بها كان الإلزام من أهم الأسس التى يقوم عليها صرح بناء الأخلاق ..
وقد تفرقت الفلسفة فى مذاهب شتى بهذا الصدد كل منها يرد هذا الإلزام إلى أحد مكونات الطبيعة الإنسانية ويتلافى ما عداه ولا يوجد شىء فى الحقيقة أدعى إلى الحيرة من الإنسان فهو صنع عجيب فلم يفلحوا فى وضع سلطة تتأدى بنفاذها القوة المنفذة لقانون عالمى للأخلاق ولا أن يجدوا حافزا يكفى لأن يبعث فى النفوس الرغبة الصادقة فى اتباع الحق والتنكب عن الباطل ..
فى حين نجد نظرة الإسلام غلى الطبيعة الإنسانية وخصائصها أكثر شمولا واتساعا باعتبار أن الإنسان كل لا يتجزأ ولا بد لكى يستقيم سلوكه من ضرورة التنسيق بين كل تلك الجوانب حتى يؤدى كل جانب منها وظيفته فى حراسة قانون أخلاقى يهدف الإنسان إلى تحقيقة ..
يتبع
تعليق