مُصحف ابن مسعود كأي مُصحف قبل الجمع
لا يُشترطُ فيه أن يحوي القُرآن الكريم كُلّهُ
لا يُشترطُ فيه أن يحوي القُرآن الكريم كُلّهُ
ويبقى حقُّك عليّ وهو إثباتي لك بالدلائِلِ أن مُصحف ابن مسعود لم يكُن هو القُرآن الكريمُ كامِلاً .... بل ولم يحوي العرضة الأخيرة كامِلة ....
أولاً : مُصحفُ ابن مسعود يحوي سبعين سورة فقط من رسول الله .. في حين أن عدد السُور 114 سورة ....!!!!!
لقد حوى مُصحف ابن مسعود سبعين سورة سمِعها مِن فيِّ (فم) رسول الله .... وهذا باعتِرافِهِ هو .... في حين أن عدد سُور المُصحفِ المأخوذة عن رسول الله صلى اللهُ عليْهِ وسلّم هم 114 سورة ..!!
ففي الحديث الذي رواهُ عمرو بن شرحبيل:
" .... وحذيفة يقول لابن مسعود ادفع إليهم هذا المصحف .. قال والله لا أدفعه إليهم أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة ثم أدفعه إليهم والله لا أدفعه إليهم "(1)
وعن ابن مسعود : رضي الله عنه أنه قال :
"والله لقد أَخذتُ من في رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة"(2).
فهذا يدل دلالة واضحة على ان مصحف ابن مسعود لم يحوِ العرضة الاخيرة ( والتي تستلزم سماع كل السور من رسول الله)، كما سنبينه، بل حوى ما سمع من رسول الله: 70 سورة فقط !!.
بل يقول في رواية أخرى :
"وأخذت بقية القرآن عن أصحابه" (3)
وهذا فيه دلالة واضحة على ان مالم يسمعه ابن مسعود من النبي أخذه وقبله عن أصحابه، وهذا ينفي ضمنا انكاره لقرآنية المعوذتين او غيره ان كان اخذ من الصحابة ورضي بالأخذ عنهم وأقر بذلك، كما سيأتي.
ثانياً : لا تلازم بين عدم كتابة السورة في مصحفه وبين نفي القرآنية، فهو لم يكتُب فيه الفاتِحة، في حين أن الفاتِحة هي أصل الصلاة وعِماد الدين ...
والصلوات الخمسة واجِب قراءة الفاتِحة فيها وإما لا تكون مُسلِماً، لأن لا صلاة إلا بالفاتِحة ... ومع ذلِك لم يكتُبها ولم يُثبِتها في مُصحفِه ...
فعن ابن سيرين أن أُبَيَّ بن كعبٍ وعثمانَ كانا يكتبان فاتحة الكتاب والمعوذتين، ولم يكتب ابن مسعودٍ شيئًا منهن.(4)
وهذا فيه دلالة واضحة على ان مالم يكتبه في مصحفه لا يعني بالضرورة انكاره لقرآنيتها. ومحال على ابن مسعود او غيره ان ينكر قرآنية الفاتحة، والفاتحة معلوم من الدين بالضرورة لابن مسعود وغير ابن مسعود، ولا يُعذر فيها أحد، لأنه لا تصح صلاة الا بها، وسيأتي دليله في ثالثا.
ولم يكتُب ابن مسعود الفاتِحة برغم سماعِها من الرسول ورغم إيمانِهِ بقُرآنيتها .. وهذا يقودنا مرة أخرى جازِمين على أن عدم كِتابتِهِ للمُعوِّذتيْنِ لا علاقة له بِإثبات القُرآنيّة أو نفيِها.
ثم إن ابن مسعود ما كتب الفاتِحة و ما يربو فوق الاربعين سورة - التي لم يسمعها مِن الرسول وأخذها عن اصحابه - مع أنه يؤمِن بِقُرآنيتهم -كما بيناه اعلاه - فهذا فيه دليل جازِم مرة أخرى على أن عدم كِتابتِهِ للمُعوِّذتيْنِ لا علاقة له بِاثبات القُرآنيّة من عدمِها.
ثالِثاً : اقتصر ما كتبه ابن مسعود في مُصحفِه على ما سمِعهُ من الرسول في الصلاة، في أول نزولِ الوحي، ولم يحوِ كل ما سمعه، ودليلُنا على ذلِك :
روى الأعمش عن إبراهيم قال: قيل لابن مسعودٍ:
لِمَ لَمْ تكتب الفاتحة في مصحفك؟ فقال: لو كتبتها لكتبتها في أول كل سورة.(5).
فدل ذلِك أن :
1- مُصحفه لم يحوِ القُرآن الكريم كامِلاً...
2- بل يُستفادُ ضمنا مِن هذه الرِّواية أنه لم يكتُبْ في مُصحفِهِ إلا ما سمِعهُ مِن رسول اللهِ في الصلاة ... لأن الفاتِحةَ تُقرأ في الصلاة قبل كُل سورة ... ولِذا قال: "لو كتبتها لكتبتها في أول كل سورة " من السُور التي دوّنها في مُصحفِه ...
3- ودلّ كما اسلفنا ان ليس كل ما سمعه قد أثبته كتابة.
4- ودلّ على أنه يفرق بين ما اخذه من فم رسول الله وأودعه المصحف، وبين ما هو قرآن يُقرىء به المسلمين، فالمصحف كان يكتبه لنفسه، ولذا لم يكتُب ماهو يسيرُ الحِفظ ولا عُرضة لِنِسيانِه كالفاتحة.
فدل ذلِك أن :
1- مُصحفه لم يحوِ القُرآن الكريم كامِلاً...
2- بل يُستفادُ ضمنا مِن هذه الرِّواية أنه لم يكتُبْ في مُصحفِهِ إلا ما سمِعهُ مِن رسول اللهِ في الصلاة ... لأن الفاتِحةَ تُقرأ في الصلاة قبل كُل سورة ... ولِذا قال: "لو كتبتها لكتبتها في أول كل سورة " من السُور التي دوّنها في مُصحفِه ...
3- ودلّ كما اسلفنا ان ليس كل ما سمعه قد أثبته كتابة.
4- ودلّ على أنه يفرق بين ما اخذه من فم رسول الله وأودعه المصحف، وبين ما هو قرآن يُقرىء به المسلمين، فالمصحف كان يكتبه لنفسه، ولذا لم يكتُب ماهو يسيرُ الحِفظ ولا عُرضة لِنِسيانِه كالفاتحة.
مِما سبق نخرُج بالنقاط التالية :
1- لم يُشترَط في المصاحِف قبل الجمع العثماني أن تحوي القُرآن الكريم كامِلاً.
2- مُصحف ابن مسعود لم يكن استثناءا، فمثله كباقي المصاحِفِ في زمانِهِ لم يحوِ القُرآن الكريم كامِلاً.
3- مالم يُدوِّنه ابن مسعود في مُصحفِهِ لا يعني نفي قُرآنيّتِهِ.
أخيراً أتوقّف إلى أن أستمِع
إلى تعليق مؤمِن مسيحي، وردِّهِ .
إلى تعليق مؤمِن مسيحي، وردِّهِ .
__________________
(1) حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه المستدرك على الصحيحين: ج22/247 , ح(2896).
(2)(البخاري في كتاب فضائل القرآن ، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . صحيح البخاري 6/102 , وصحيح مُسلم 4/1912 )
(3) فتح الباري: ابن حجر 9/48.
(4) فتح القدير 1/62
(5) (تفسير ابن كثير (1/9)، وفتح القدير للشوكاني (1/62)، ورواه أبو بكر الأنباري، والقرطبي (1/81)
تعليق