الرد على الأنبا شنودة فى رده على الدكتور زغلول النجار بجريدة الأسبوع

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 3 (0 أعضاء و 3 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • abubakr_3
    مشرف عام

    • 15 يون, 2006
    • 849
    • مسلم

    الرد على الأنبا شنودة فى رده على الدكتور زغلول النجار بجريدة الأسبوع

    بسم الله الرحمن الرحيم

    خطاب موجه لجريدة الأسبوع بالنشر ، ولكل جرائد مصر والعالم العربى

    الحمد لله وكفى ، وسلام على عبده الذى اصطفى
    أما بعد ..

    قرأت فى جريدتكم (الأسبوع) الصادرة بتاريخ 5 يناير 2008م، الصفحة التاسعة استشهاد الأنبا شنودة رأس الكنيسة الأرثوذكسية الغير خلقدونية بالقرآن الكريم ليدلل على صحة معتقداته ، معتقدًا أن القرآن الكريم شهد لكتابه الذى يسميه إنجيل عيسى أو توراة موسى عليهما السلام. كما أنه يعترض على قول الدكتور النجار والمسلمين بصفة عامة على تحريف كتابه الذى يقدسه. وحول هاتين النقطتين سيكون ردى.

    النقطة الأولى خاصة بتعريف ما هى التوراة ، وما هو الإنجيل المعنيتان فى الآيات القرآنية؟ و
    النقطة الثانية خاصة بإثبات تحريف الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى من المتن ، والسند ، واعتراف آباء الكنيسة ، واعتراف الرب نفسه فى كتابه:

    لكن قبل أن نبدأ أوجه كلمة لكل مهتم بعلم مقارنة الأديان أو قارىء فيه: إن علم مقارنة الأديان لا يتم أو ينجح إلا بين أكثر الناس تسامحًا وتقبلا لوجود الآخر ، مهما اختلفوا فى العقيدة أو الهدف.
    وهذا التسامح هو لب أى دين حق ، فهو يترك قوة اقناعه وحججه البيِّنة تؤثر فى الغير. لذلك أهيب بكل قارىء ودارس لمثل هذه الموضوعات التزام الحيدة ، ووضع المصلحة العامة (مصلحة مصر) نصب عينيه أثناء قراءته فى هذه الموضوعات. فكم اختلف الإنسان على مدى حياته على الأرض فى أشياء منها الجد ومنها الهزل، وكم سيختلف ما بقيت الأرض.

    وأتمنى من جريدتكم الموقرة أن تفتح صفحة كمنتدى للرأى والرأى الآخر، تكون بداية لسلسلة من المناظرات بين أصحاب الآراء والعقائد المختلفة، ولتكون نواة لإقامة مناظرات تهدف إلى تعليم الشباب وغيرهم (ثقافة الإختلاف)، دون اعتداءات.

    يتساءل الأنبا شنودة (فى كتاب له) عن من المحرِّف، وما غرضه ، وما المكان الذى تم فيه التحريف، وعن وقت حدوث التحريف فى الكتاب المقدس ، وإذا كان حدث قبل الإسلام أم بعده ، حيث يعتقد أن الإسلام يشهد بصحة كتابه ، ومن ثم عقائده. ويستهشد على ذلك بقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ...} (68) سورة المائدة
    وقوله: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ * مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ} وأنهى الآية إلى هذه النقطة فلم يذكر باقى الآية التى تشهد أن الله أنزل القرآن ، وسمَّاه هنا الفرقان ، لأنه يفرق بين الحق والباطل، كما سمَّاه فى صدر الآية بالكتاب: {وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} (3-4) سورة آل عمران

    وعلق عليها قائلا: (فلا يمكن أن يطلب من الناس إقامة التوراة والإنجيل وهما مزوران ، ولا يمكن أن يقال عنهما إنهما هدى للناس وهما مزوران). ثم يستنتج من ذلك أن العهدين القديم والجديد لم يكونا مزوران وقت نزول القرآن. ونسى أن القرآن يتكلم عن الكتب التى أنزلها الله ، وليست الكتب التى نسبوها هم له.

    بل أقول لك عزيزى الأنبا شنودة إن القرآن وصف التوراة التى أنزلها على موسى بأن فيها هدى ورحمة للمؤمنين، وليس هدى فقط ، وهو نفس الوصف الذى وصف به القرآن عدة مرات: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} (154) سورة الأنعام
    {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (43) سورة القصص
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (57) سورة يونس
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (64) سورة النحل
    {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (89) سورة النحل

    ويتضح من هذا أن كتب الله كلها فيها هدى ورحمة لمن يؤمن بها. لأن الله تعالى لن ينزل شريعة سيئة للبشر. قارن ذلك بما يقوله الكتاب الذى تقدسه: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20: 25

    ومن هنا يؤمن المسلم بكل ما أنزله الله تعالى من كتب ، وبكل أنبيائه ، لأنهم يحملون نفس الرسالة للبشرية مع اختلاف فى التشريعات.
    قارن هذا بقول يسوع الذى تؤلهونه: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8 ،
    أى إنه لم يُرسل نبيًا إلا وكان من اللصوص، الأمر الذى يقدح فى ألوهيته أو فى محبته للبشر المرسل لهم هؤلاء الأنبياء ليقتدوا بهم!!

    وأعرف القارىء بالكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى: فالكتاب المقدس هو الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون ، ويتكون من جزأين: جزأ خاص باليهود ، وهو ما يسمونه بالعهد القديم ، وهو يؤمن به اليهود والمسيحيون. ويتكون من 39 سفرًا ، كما يؤمن به المسيحيون البروتستانت (الإنجيليون) واليهود العبرانيون. ويختلف فيه اليهود بين أنفسهم. فاليهود السامرة يؤمنون فيه فقط بخمسة كتب (أسفار) ، وهى الخمس الأولى التى تُنسب لموسى، (كما يدَّعون) مع وجود اختلافات كبيرة بينهم فى التراجم ، بل وفى اتجاه الصلاة، التى يتخذها كل فريق مُخالفًا للآخر. ومنهم طائفة تؤمن زيادة على الأسفار الخمسة أيضًا بسفرى يشوع والقضاة ، وهم فى ذلك مثل اليهود الصدوقيين.
    والأعجب من ذلك أنه طبقًا للموسوعة البريطانية فإن النص السامرى يختلف عن النص اليونانى في الأسفار الخمسة بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف، ويختلف عن النص العبرى القياسي بما يربو على ستة آلاف اختلاف.
    ويكفى أن أذكركم باختلافهم فى اتجاه القبلة. فبينما يتجه السامريون إلى جبل جرزيم كما يقول كتابهم الذى ينسبونه إلى موسى عليه السلام ، يتجه اليهود العبرانيون إلى جبل عيبال، يقول كتابهم الذى ينسبونه أيضًا إلى موسى عليه السلام، (12«هَؤُلاءِ يَقِفُونَ عَلى جَبَلِ جِرِزِّيمَ لِيُبَارِكُوا الشَّعْبَ حِينَ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ. شَمْعُونُ وَلاوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَيُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ.) تثنية 27: 12
    وعلى هذه الفقرة الكتابية يعلق الكتاب المقدس ترجمة الآباء ******يين قائلا: (فى النص السامرى ((على جبل جرزيم)) ، أما فى النص العبرى فلدينا ((على جبل عيبال)). لعل النص السامرى هو النص القديم الذى بُدِّلَ بسبب الجدال الذى قام للرد على السامريين الذين كان مكان عبادتهم على جبل جرزيم وهو التقليد القديم .... )
    وقد جاء عيسى عليه السلام وبشَّر المرأة السامرية بتغيير اتجاه القبلة للساجدين الحقيقيين، لأن الخلاص من خارج اليهود الذى هو أحدهم: (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.) يوحنا 4: 19-22 (راجع: (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا، لعلاء أبو بكر))


    إذن لقد حدث تحريف فى الكتاب وفى العقائد وحتى فى اتجاه القبلة. ولم يتوقف هذا التحريف حتى يتساءل البعض متى حدث ومن الذى قام به. فالكل يُجمع على أن الترجمة السبعينية للعهد القديم قد حرفها اليهود بعد أن تفوق عليهم المسيحيون وأدانوهم بها فى مناظراتهم. ومن ثم بعد أن أشاع اليهود أن مترجمى السبعينية أوحيت إليهم هذه الترجمة ، أنكروها ، ولم يعترفوا بها.

    وقد زيد فى الترجمة السبعينية عددًا من الأسفار ، لا يؤمن بها اليهود أو المسيحيون البروتستانت ، وحجتهم فى ذلك أن بها عقائد وخرافات تُخالف تعاليم الكتاب المقدس قال عنها الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) ص20 إن بها أخطاء عقائدية: (فيبدأ سفر طوبيا قصته بأن طوبيا صاحَب في رحلته ملاكًا اسمه روفائيل، ومعهما كلب) و(إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان (طوبيا 6: 19).

    كما أنها تحتوى على أخطاء تاريخية. فقال إن (نبو بلاسر دمَّر نينوى (طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر)، وقال إن (سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م، وقت شلمنأصر). وقال: (قال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1:18) مع أن والد سنحاريب هو سرجون).

    وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 أن عظام يوسف بن يعقوب «افتُقدت، وبعد موته تنبأت») ولم يعتبر بنو إسرائيل هذه الكتب مُنزلة، وسار الآباء المسيحيون الأولون (ما عدا قليلون منهم) على نهج علماء بنى إسرائيل فى نظرتهم إلى هذه الأسفار .... وقد آمن بها فيما بعد الكاثوليك ، ويؤمن الأرثوذكس ببعضها. وهى التى تُسمَّى الكتب الأبوكريفا أو الخفية ، وعددها سبعة كتب.

    أما بالنسبة للكتاب المقدس الحبشى فتقول عنه دائرة المعارف الكتابية مادة (إثيوبيا ـ 6- الأدب الحبشى): ”يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفرًا في العهد القديم ، 35 سفرًا في العهد الجديد فعلاوة على الأسفار القانونية (المعترف بها) ، فإنهم يقبلون [كتاب] راعي هرماس وقوانين المجامع ورسائل أكليمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدراس [عزرا] الأربعة ، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل.“

    وعلى ذلك فإن قائمة الروم الكاثوليك من العهد القديم تضم 46 سفرًا ، وتضم قائمة الأرثوذكس 49 سفرًا، فهم يؤمنون بأسفار عزرا الأول والمكابيين الثالث والرابع. وتضم قائمة الكتاب المقدس الأثيوبى 46 سفرًا ، وتضم قائمة اليهود والبروتستانت 39 سفرًا فقط.
    http://de.wikipedia.org/wiki/Altes_Testament

    وتتفق الطوائف المسيحية على قائمة الكتب التى يقدسونها فيما يُسمَّى بالعهد الجديد، وعددها 27 سفرًا، باستئناء الكنيسة السريانية فهى تؤمن فقط ب 22 سفرًا، فهم لا يؤمنون بقدسية الرسالة الثانية لبطرس ، ولا بالرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ، ولا برسالة يهوذا ، ولا بسفر الرؤيا. أما الكنيسة الإثيوبية فعدد كتبها غير ثابت إلى الآن ، ويصل فى بعض الأحيان من 35 إلى 38 سفرًا.
    http://de.wikipedia.org/wiki/Kanon_des_Neuen_Testaments

    وعلى ذلك فإن الكتاب المقدس كاملاً للمسيحيين الكاثوليك يحتوى على 73 سفرًا، وللأرثوذكس 76 سفرًا، وللبروتستانت 66 سفرًا ، وللأثيوبيين بين 81 و84 سفرًا، ويقل كتاب المسيحيين السريان على 68 سفرًا.

    ثم نسأل الأنبا شنودة: أى كتاب مقدس بالضبط تكلم عنه القرآن فى اعتقادكم؟ هل هو كتاب البروتستانت الذى لا يؤمن إلا ب 66 سفرًا فقط قد أوحى بهم الرب؟ أم هو كتاب الكاثوليك الذين يزيدون على هذه الأسفار 7 أسفار؟ أم هو كتاب الأرثوذكس الذين يزيدون على الكاثوليك 3 أسفار أم هو كتاب الأثيوبيين الذى تصل عدد أسفاره إلى 84 سفرًا أم كتاب السريان الذى يحتوى على 68 سفرًا؟

    ثم لو تدبرتم قول الله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (47) سورة المائدة ، لعرفت أن القرآن يتكلم عن إنجيل به أحكام ، وهو ليس كتابكم ، لأنه حتى أحكام التوراة والمسمَّاة بالناموس ، والتى كان عيسى عليه السلام متبعًا لها قد قام بولس بإلغائها:
    (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.) متى 5: 17 ، مع الأخذ فى الاعتبار أن كلمة ”أُكمل“ تعنى فى اليونانية Plerosia وتعنى أيضًا أتبع ، أحقق ، أنفذ، أُطيع.

    ودافع عن الناموس ، بل وتوعَّد اليهود بالويل لأنهم تركوا أثقل ما فيه: (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23
    (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
    يقول المزمور 18: 7 (ناموس الرب بلا عيب)
    ويقول مزمور 19: 7 (ناموس الرب كامل)
    ويقول الرب: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
    (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
    إلا أن بولس قد أخرجكم من عهد الرب ، وجلب عليكم لعنة الله ببعدكم عن الناموس:

    (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، .. .. .. 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21

    (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
    (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
    (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5

    الأمر الذى جعل تلاميذ عيسى عليه السلام يُحاكمونه ، وكفروه، وكفروا معتقداته ، وأمروه بالتوبة ، وأرسلوا من يُصحح للناس العقائد التالفة التى علمها لهم بولس: (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
    (راجع: بولس يقول دمروا المسيح وأبيدوا أهله، علاء أبو بكر)
    * * *
    ولنا توضيح آخر بصورة مخالفة لما سبق الأنبا شنودة فى تساؤله عن اسم المحرف ومكان وقوع الجريمة وزمانها:
    ماذا لو أبلغت ضابط المباحث عن وجود قضية قتل أمامك، فهل ليثبت الضابط وقوع الجريمة لا بد له أن يعلم من هو القاتل وفى أى وقت وأى مكان ارتكبها وما دوافعه؟ فلو لم يعلم الضابط كل هذا لثبتت بالدليل الواقع أمامه أن هناك قضية قتل. بمعنى إن البحث فى متون الكتاب بعهديه القديم والجديد ليثبت التحريف، ويكفيكم هذا كدليل إدانة.

    إن تراجم الكتاب الذى تقدسونه لتختلف اليوم عن التراجم السابقة ، ويكفى أن تعلم أن ترجمة الملك جيمس التى تعتمد على النص المستلم ، والذى تعتمدون أنتم عليه فى الترجمة البروتستانتية (الفاندايك) يختلف عن الترجمة الحديثة للملك جيمس من ناحية حذف كلمات وإضافة أخرى:

    اختلافات العهد الجديد بين نسخة الملك جيمس والطبعات الأخرى

    ح = حذف ض = إضافة
    NKJV NIV NASV NRSV RSV NCV LIV
    الكلمات ح2289 ح5219 ض3561 ح3890 ح6985 ض11114 ض17003
    الآيات صفر ح 16 ح 17 ح 18 ح 25 ح 16 ح 7



    كلمات أساسية حُذفت من طبعة الملك جيمس أو أُضيفت عليها

    ح = حذف ض = إضافة كلمات حُذفت تمامًا*
    الكلمة  NIV NASV NKJV RSV NRSV NCV LIV
    Christ ح 25 ح 34 ح 1 ح 32 ح 87 ض 121 ض 44
    Lord ح 352 ح 438 ح 66 ح 36 ح 91 ح 299 ح2368
    Jesus ض292 ح 64 ح 2 ح 53 ض 16 ض1098 ض 293
    God ح 468 ح 87 ح 51 ح 111 ح138 ض 803 ض 452
    Godhead ح 3 * ح 3 * ح 1 ح 3 * ح 3 * ح 3 * ح 3 *
    Lucifer ح 1 * ح 1 * ح 1 * ح 1 * ح 1 *
    devil(s) ح 80 ح 82 ح 81 ح 82 ح 80 ح 74 ح 87
    hell ح 40 ح 41 ح 22 ح 41 ح 41 ح 39 ض 13
    heaven ح 160 ح 127 ح 50 ح 83 ح 88 ح 186 ح 26
    damned (able, ation) ح 15 * ح 15 * ح 15 * ح 15 * ح15 * ح 15 * ح 7
    blood ح 41 ح 39 ح 23 ح 26 ح 46 ح 157 ح 174
    salvation ح 42 ح 4 ح 2 ح 33 ح 37 ح 94 ح 25
    Word of God ح 8 ح 2 ح 1 ح 3 ح 8 ح 31 ح 27
    Word of the Lord ح 25 ح 2 ض 4 ح 2 ح 3 ح 217 ح 236
    Lord Jesus Christ ح 24 ح 21 ح 21 ح 22 ح 20 ح 15

    http://www.av1611.org/biblewrd.html

    ولو راجعت الجدول السابق ليتملكك العجب. لقد تم حذف كلمة الشيطان Lucifer مرة واحدة فقط فى خمس ترجمات مختلفة. فقارن كم مرة تم حذف كلمة: المسيح أو الرب أو يسوع أو الله أو كلمة الرب يسوع المسيح!!

    فلمصلحة من يتم حذف الله 468 مرة وكلمة يسوع 292 مرة من النسخة الدولية الحديثة فى مقابل حذف الشيطان مرة واحدة؟

    وهذا الحذف يشمل أيضًا التراجم العربية ، فترجمة الفاندايك تختلف عن الترجمة العربية المشتركة ، وعن الترجمة السبعينية، وعن الترجمة البولسية ، وعن الترجمة المبسطة ، وعن ترجمة كتاب الحياة ، الذى أسميته أنت عزيزى الأنبا شنودة متابًا مقدسًا ، لكنك لا توافق عليه!!

    ومثال لذلك: متى 6: 13 (13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
    ولم يذكر هذا الجزء إلا طبعة فاندايك فقط.
    وحذفته الترجمة العربية المشتركة ، وكتاب الحياة ، وترجمة الآباء ******يين لعام 2000، والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده لعام 1986) التى أبقت فى الترجمة على كلمة (آمين) فقط، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم لعام 1986).
    فما رأى القمص زكريا بطرس؟ هل أنت مازلت مصر على عدم تحريف الكتاب الذى تقدسه؟ هل علمت من الذى يحرفه؟
    ومثال آخر من متى أيضًا: متى 16: 13 (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»)

    فى الحقيقة لقد تجلَّى فى الفقرة الماضية نوع من أنواع التحريفات المخزية، ليكون عيسى  هو ابن الإنسان (بارا ناس) أى الرجل البار ، وهو إشارة إلى النبى المصطفى عليه الصلاة والسلام. وهذا اللقب ناداه به إبراهيم عليه السلام فى رحلة المعراج عندما رآه ، فقال له (أهلاً بالابن البار). (معالم أساسية ع.م. جمال الدين شرقاوى) ، فجاء السؤال فى كل التراجم بصيغة الغائب عن شخص غير موجود ، ما عدا طبعة فاندايك أعلاه ، وطبعة كتاب الحياة.

    فجاءت فى ترجمة الآباء ******يين2000 والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم 1986): (سأل تلاميذه: “من ابن الإنسان فى قول الناس؟”) ، ووافقتها الترجمة المشتركة مع تغيير (فى قول الناس) إلى (فى رأى الناس). ، ووافقتها الترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986) مع اختلاف بسيط. فقالت: (من تقول الناس إن ابن البشر هو).

    ويؤكد تحليلى هذا قوله عند متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)

    لقد سأل عيسى  الناس فى المسِّيِّا بصيغة الغائب ، لأنه كان يعلم أنهم يظنون أنه هو هذا المسِّيِّا ، وأراد أن ينفى ذلك عن نفسه. وللمزيد والتوضيح عن هذا الموضوع فليرجع القارىء إن شاء إلى كتابىْ (المسيح والمسِّيِّا ، ع. م. جمال الدين شرقاوى ، وكتاب: عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا ، للمؤلف)

    ومثال آخير من متى: متى 18: 11 (11لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.)

    ذكرتها ترجمة فاندايك، والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986)، وكتاب الحياة.
    وحذفتها الترجمة المشتركة ، حيث وضعتها بين قوسين معكوفين ، وأضافت فى هامشها أن هذا النص لا يرد فى معظم المخطوطات القديمة ، وكذلك حذفتها ترجمة الآباء ******يين لعام 2000 نهائياً فبعد الجملة رقم عشرة بدأ فقرة جديدة بالجملة رقم 12 ، وكذلك فعلت أيضاً الترجمة الكاثوليكية (بوليس باسيم 1986)!!

    فماذا نُسمِّى هذا غير تحريف وتلاعب بنصوص الكتاب؟

    ويبرهن مدخل الكتاب المقدس للآباء ******يين ص13 وجود هذه الأخطاء قائلاً: ”واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“

    ويواصل مدخل الكتاب المقدس (ص13) ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً ، عن حُسن نية ، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“

    ويواصل (ص13) قائلاً: ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“

    ويعترف الكتاب المقدس للآباء ******يين فى مدخله إلى العهد القديم بهذه الإضافات والتحريفات فيقول فى ص53: “وقد يُدخل الناسخ فى النص الذى ينقله، لكن فى مكان خاطىء، تعليقاً هامشياً يحتوى على قراءات مختلفة أو على شرح ما. والجدير بالذكر أن بعض النسَّاخ الأتقياء أقدموا ، بإدخال تصحيحات لاهوتية ، على تحسين بعض التعابير التى كانت تبدو لهم معرَّضة لتفسير عقائدى خطير. .. .. لم يتردّد بعض النُقَّاد فى "تصحيح" النص المسُّورى ، كلما لم يعجبهم ، لاعتبار أدبى أو لاعتبار لاهوتى”.

    وفى سفر التكوين يقول المدخل إلى سفر التكوين تحت عنوان (مصادره) ص66: “لم يتردد مؤلِّفو الكتاب المقدس ، وهم يروون بداية العالم والبشرية ، أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم ، ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية الكنعانية. فالاكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركة بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَميَّة والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة وأوغاريت.”

    أعتقد أن اللِّسان ليعجز عن التعبير عن مدى الأسى الذى يُصاب به الإنسان ، لشعوره أنه كان مخدوعاً فى إيمانه بأن هذا كتاب الله، وذلك عندما يقرأ أن (مؤلفو) الكتاب المقدس (لم يترددوا) أن (استقوا) معلوماتهم من التقاليد الوثنية، التى كانت منتشرة فى بلاد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية والكنعانية. ثم يقرأ على غلاف الكتاب “الكتاب المقدس” ، وداخله “كلام الله”!!

    ويقول ص77 عن الإصحاح السادس (بنو الله وبنات الناس) “يعود المؤلِّف إلى أسطورة شعبية عن جبابرة (فى العبرية "نفيليم") يُقال إنهم ولدوا من زواج بين كائنات بشرية وكائنات سماوية. وهو لا يبدى رأيه فى قيمة هذا الاعتقاد ويُخفى وجهه الأسطورى ، فيقتصر على التذكير بهذا الجنس الوقح من الجبابرة ، كمثل للفساد المتزايد الذى سوف يُسبب الطوفان”.

    وفى قصة المصارعة التى تمت بين الرب ويعقوب يقول الكتاب ص118: “المقصود فى هذه الرواية الغامضة ، اليهوية ولا شك ، هو الصراع الجسدى ، أى صراع مع الله ، يبدو فيه يعقوب الغالب أولاً. ولكنه حين عرف طبيعة خصمه السامية ، اغتصب بركته ، مع العلم بأن النص يتجنَّب اسم الرب ، كما أن المعتدى المجهول يرفض أن يُسمِّى نفسه. فى الواقع ، يستعمل المؤلِّف قصة قديمة لتفسير اسم فينوئيل "بنى إيل" (وجه الله) ولإيجاد أصل لاسم إسرائيل. وبذلك يُضفى على تلك القصة معنى دينياً ، وهو أن يعقوب يتمسَّك بالله ويغتصب منه بركة تكون واجباً على الله نحو الذين سيحملون بعده اسم إسرائيل. .. ..”

    وفى صفحة 175 يقول الهامش تعليقاً على خروج 13: 18: “هذه العبارة إضافة ظاهرة. كان النص القديم يقتصر على معلومات عامة ، وهى أن بنى إسرائيل سلكوا طريق البرية نحو الشرق أو نحو الشرق الجنوبى”.
    وفى ص178 (خروج 15: 19) تقول “أُضيفت هذه الآية أثناء التحرير”.
    وفى ص182 (خروج 17: 6): “لا شك أن عبارة "فى حوريب" هى تعليق أحد القراء. لقد افترض بعض الحاخاميين أن الصخرة رافقت بنى إسرائيل فى تنقلاتهم”
    وفى ص182 يقول عن خروج 17: 8-16 تحت عنوان (محاربة العمالقة): “هذه الرواية القديمة من التأليف اليهوى على الأرجح ، وهى عبارة عن تقليد يعود إلى أسباط الجنوب .. ..”
    وفى ص193 يقول عن (الخروج 23: 20-33) تحت عنوان (مواعد وارشادات للدخول فى كنعان): “فى هذا المقطع الخليط أدلة واضحة على أنه كُتبَ فى زمن تثنية الاشتراع. وهو بمنزلة خاتمة لكتاب العهد المعروض هنا كشريعة أُعطيت فى سيناء تمهيداً للإقامة فى كنعان”.
    * * *
    وفى الحقيقة لا يجب أن يُثير هذا القارىء الجيد لهذا الكتاب ، فقد اختفى اسم الله نفسه من هذا الكتاب. فهل تعتقد أن الشيطان الذى سيطر على الرب نفسه ، وحبسه فى الصحراء أربعين يومًا ، والذى وضع فى الكتاب أنه إله هذا العالم ، والذى طالب يسوع بالسجود له ، والذى تسبب فى حذف اسم الرب من كتابه ، والذى تسبب فى قتل الرب نفسه ليصعب عليه تحريف كتابه؟

    عزيزى القارىء .. عزيزى الأنبا شنودة

    لا يوجد فى الكتاب المقدس كلمة الله ، فهذا من التحريف البيِّن فى التراجم العربية ، ولنقرأ سويا هذا البحث مستشهداً فيه بكل ما هو مسيحى:

    تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): “ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته ، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها: 1- الاسماء العامة: من أقدم أسماء الله المعروفة للجنس البشري واكثرها انتشارا اسم "إيل" مع مشتقاته "إيليم" "إلوهيم" ، "إلوي" ، وهو مصطلح عام مثل "ثيوس وديوس" في اليونانية ويطلق على كل من يشغل مرتبة الألوهية ، بل قد يدل على مركز من التوقير والسلطة بين الناس، وقد كان موسى إلها "إلوهيم" لفرعون " (خر 7: 1) ، ولهارون (خر 4: 16 – قارن قض 5: 8، 1 صم 2: 25، خر 21: 5 و 6 ، 22: 7 وما بعده ، مز 58: 11 ، 82: 1)”.

    وقد يظن البعض أن اسم يهوه ذكر فى سفر التكوين 22: 14 (14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».) ، فهذا اسم لمكان ما، والترجمة هى من المترجم فى وقت متأخر بعد أن عرفوا اسم الرب. حيث يقول الكتاب على لسان الرب: (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 3

    ولم يُذكر اسم الرب بعد ذلك قرابة 800 صفحة. فقد ذكر فى المزمور 83: 18 ص892 ، إلا أنه فى سفر الخروج 17: 15 ذكر اسم المذبح الذى بناه موسى وهو يهوه منسّى ، وفى القضاة 6: 24 ذكر اسم مذبح آخر بناه جدعون وأسماه يهوه شلوم ، وفى حزقيال 48: 35 بنيت مدينة أطلقوا عليها (يهوه شمّه). وإذا تم استثناء هذه المواضع يكون اسم الرب يهوه قد ذكر فى الكتاب المقدس كله 11 مرة فقط. ولم يُذكر مرة واحدة بهذا الاسم فى العهد الجديد!!

    فلم يُذكر إلا فى سفر الخروج والمزامير وإشعياء وإرمياء وهوشع وعاموس. أى فى ستة كتب من مجموع 66 كتاب.

    فهل تصدق هذا؟!! ه

    ل يمكنك أن تتخيل أن الكتاب الذى أنزله الرب ليتعبد به الناس يخلو من اسمه؟

    إن دائرة المعارف صريحة فى هذا الأمر ، إنها تقول إن اسمه فقد!! فهل فقد من الرب الذى يحفظ كتابه أم أضاعه كهنة بنى إسرائيل عمداً؟
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:04 م.
  • abubakr_3
    مشرف عام

    • 15 يون, 2006
    • 849
    • مسلم

    #2
    هل تعلم كم مرة ذكر اسم الشيطان فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى؟

    لقد ذكرت كلمة شيطان 70 مرة ، وذكر ابليس 31 مرة ، وبعلزبول 7 مرات ، كلهم فى العهد الجديد فقط. هذا غير باقى الأسماء التى اشتهر بها الشيطان. فهل الشيطان أهم من الرب لهذه الدرجة؟ وإذا كان من الأهمية بمكان أن يحذرنا الرب من الشيطان وينهانا عن اتباعه ، فما هو اسم الإله الذى يجب أن نتبعه بديلاً عن الشيطان؟

    وما الحكمة أن يحتفظ الرب باسم الشيطان فى كتاب يُنسب إليه ويحذف اسمه من عقول بنى إسرائيل وعيونهم؟ هل يعنى هذا أن الرب أسلمهم للهوان وللشيطان؟ أم هذه هى الفرائض غير الصالحة التى تكلم عنها الرب من قبل؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25

    كيف؟ فهل الرب إله المحبة يعطى فرائضاً غير صالحة ويضلل عبيده؟ وهل تعلم أن معنى اسم "يهوه" سر مجهول حتى اليوم؟، هل تعلم أن يهوه هو إله الجبل الذى في رأسه نار؟

    إن أول ظهور لاسم "يهوه" كان حين استوطن اليهود فلسطين، أى بعد موت موسى ودفنه فى برية سيناء. ويكتبه اليهود بالأحرف: (ي هـ و هـ) (J. H. V. H) دون أحرف العلة أو التشكيل لخلو العبرية منها آنذاك. وحينما ابتكرت علامات ضبط الحروف العبرية في القرن السابع للميلاد، ركبوا الكلمة" يهوه" أحرف العلة (JeHovaH) وينطق Jahweh. بعد أن كان محرماً عليهم النطق به فكانوا يستخدمون بدلاً من "يهوه" "أدوناي" أي الرب.

    وما هو الاسم الذى أخبره به الله أن يخبر به بنى إسرائيل؟ لقد سأل موسى الرب عن اسمه فقال له: («هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) خروج 3: 13-15

    والغريب أن هامش الترجمة العربية المشتركة علق على هذا فى هامشه قائلاً: “هكذا يختلف الله عن سائر الآلهة .. .. .. وهكذا يرفض الله أن يُعرف باسمه الشخصى.” فهل صحيح أن الله لم يخبرهم باسمه؟ وماذا تعنى كلمة (يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ)؟ إذاً ليست كلمة يهوه اسم علم!
    وإذا كان اسم يهوه نطقوه بهذا الشكل فى القرن السابع الميلادى ، فمعنى هذا أن التوراة كتبت أو تغيرت كتابتها بعد هذا الزمن وبعد معرفتهم لهذا الاسم!

    عزيزى المسيحى: ما هو اسم الله الأعظم الذى علمه كل الأنبياء من قبل عيسى عليهم السلام لأتباعه؟

    هل ضاع هذا الاسم أم نُسى؟ وإذا كان قد ضاع ، ألا يدل هذا على ضياع أهم شىء فى كتابهم وهو اسم إلههم الأعظم؟ وهل يدل هذا على عصمة الله لكتابهم أو محافظتهم عليه؟ وإذا كان اسم الله قد ضاع فما هى التعاليم التى ضاعت أيضاً من الكتاب؟ وهل ضياع اسم الله من الكتاب يدل على تسلط الشيطان عليه؟

    وهل معنى ذلك أن هذه التوراة تم تعديلها بعد القرن السابع الميلادى عندما عرفوا الاسم الجديد لإلههم؟ وهل كان للشيطان سلطة رئيسية أو تسلط على كاتبيها، كما حدث مع بولس؟ اقرأ ما كان بولس يشعر به، ويتأوه بسببه، لقد تلبسه الشيطان وسيطر عليه سيطرة تامة: (15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 15-24

    وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: “3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين ، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة ، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها ، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق ، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريداً ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)”.
    وهو بهذا أغنانى عن أوضح لكم أن اللغة العبرية ولا الآرامية ولا العربية يعرفون فعل الكينونة ، ولن أنس أن أذكرك عزيزى المسيحى أن لفظ الجلالة الله الموجود فى الترجمات العربية لا وجود له فى جميع ترجمات لغات العالم ، وبدلاً منها يوجد فى العبرانية كلمة ألوهيم.

    وهكذا فهم يعبدون إلهاً ليس هذا اسمه ، ولكنه ربما ضاع أو نسى ، والكلمة المستخدمة للدلالة على هذا الإله لا يُعرف معناها ، والنظريات الحديثة التى يفترضونها غير مرضية أو مقبولة علمياً! وإلى اليوم تخرج نظريات حديثة على حد قول دائرة المعارف الكتابية ، تحاول التعرف على اسم الله!! فإلى من يتوجهون بالعبادة؟ وما أخبار من ماتوا دون معرفة اسم الله؟ وماذا تفعل الروح القدس التى يدعون أنها تتلبس كل قسيس أو أسقف أو بابا أو غيرهم ، وهى الهادية المرشدة فى مفهومهم؟ كيف لم تخبرهم طوال هذا الزمن باسم الإله الذى يعبدونه؟

    فكيف يقول سفر المزامير أن اسم الله هو يهوه: (18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.). مزمور 83: 18
    وإذا علمنا أن الشيطان له عدة أسماء أنقلها كما ذكرتها دائرة المعارف الكتابية مادة (إبليس – الشيطان): فهو يُسمَّى إبليس والشيطان و“"أبدون" أو "أبوليون" (رؤ 9: 11) ومعناهما "المهلك" . كما يطلق عليه "المشتكي على الإخوة" (رؤ 12: 10) ، و"الخصم" (1 بط 5: 18) ، و"بعلزبول" (مت 12: 24) ، و "بليعال" (2 كو 6: 15) ، و"المضل لكل العالم" (رؤ 12: 9) و"التنين العظيم" (رؤ 12: 9) ، و"العدو" (مت 13: 28 و 39)، و"الشرير" (مت 13: 19 و 38)، و"أبو الكذاب" (يو 8: 44) ، و"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4) ، و"الكذاب" (يو 8: 44) ، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2) ، و"القتاَّل" (يو 8: 44)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31 ، 14: 3 ، 16: 11)، و"الحية القديمة" (رؤ 12: 9)، و"المجرب" (مت 4: 3، 1 تس 3: 5)”. أى له 21 اسماً فى الكتاب.
    ونعلم أن كثرة أسماء المسمَّى تشريفاً له. فهل احتفظ الكتاب بأسماء الشيطان ، ولم يحفظ اسم المعبود الذى يقدسونه؟
    كل هذا فى الوقت الذى يقول فيه الرب عن نفسه: (لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ .. .. وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ) ملاخى 1: 11، 14
    فاسم الله عظيم ومهيب بين الأمم من مشرق الأرض إلى مغربها ، أى ليس فقط بين بنى إسرائيل ، ولكن يجب أن يُنشر فى كل بقاع الأرض ، وذلك عملاً بأمر الله لبنى إسرائيل: (16وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا أَقَمْتُكَ لِأُرِيَكَ قُوَّتِي وَلِيُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ.) خروج 9: 16
    وإذا كان الرب يأمر أن يكون القسم باسمه، فلا بد أنه قال لهم اسمه: (7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.) خروج 20: 7 ، وتكررت فى تثنية 5: 11 ، (13الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.) تثنية 6: 13 ، و10: 20 ، ومعنى أن اسم الرب غير موجود أنه تم التحريف.
    لذلك وقف عيسى  أمام اليهود وهاجم تقاليدهم التى أصبحت هى الدين فقال لهم: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
    وبرَّأ نفسه من تقاليدهم فتضرَّع لله قبل أن يرفعه إلى السماء من هذا العالم: (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: .. .. .. 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. .. .. .. 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.) يوحنا 17: 1-12
    وقد يتساءل المرء: هل من المعقول أنه لا يوجد اسم الله مطلقاً فى كتاب يحمل اسمه؟ وما هذه الكلمة (الله) التى نجدها فى اللغة العربية؟ هل هى غير موجودة بالمرة فى أصول كتب هذا الكتاب؟ ألا يمكننا أن نترجم كلمة God أو كلمة يهوه أو أدوناى أو ألوهيم أو كيريوس أو ثيوس أو زيوس بكلمة (الله)؟
    إن كلمة God تُترجم إله ، لأن لها جمع وتؤنث ، فهى إله أو معبود ، وكلمة أدوناى أى سيد ، وقد تُطلق على آخرين من البشر ، وكلمة ثيوس هو اسم المعبود الأكبر لليونان ، يُترجم بصورة خاطئة فى العهد الجديد بكلمة الله.
    لكن هل تعلمت عزيزى المسحى فى المدرسة أن اسم العلم يُترجم؟ بالطبع لا. فكلمة الله هو Allah بكل اللغات تختلف فقط فى كتابة الأحرف التى تعطى نفس الصوت.

    لكن كما تعودنا من الكتاب المقدس أنه لم يستطع تزوير كل شىء داخله. ويفضح الإنترنت اليوم بمواقعه العديدة التزوير الذى حدث فى الكتاب وفى تراجمه ، وما أضافه المترجم من عند نفسه ، وما حذفه لأنه غير موجود فى أقدم النسخ. بل نطلع اليوم على محتويات كل بردية وكل مخطوطة بدقة ، ويتحدث علماء نقد نصوص الكتاب المقدس عن المواضع التى تم كشطها فى مخطوطات الكتاب وإعادة الكتابة عليها عدة مرات ، كما قال مكتشف المخطوطة السنائية تيشندورف على المخطوطة السنائية. فهناك أيضاً برنامج e-Sword ويمكنك أن تنزله مجاناً من النت ، وبه قاموس لكل كلمة فى مخطوطات الكتاب المقدس سواء العبرية أو اليونانية ومعانيها.
    لذلك اكتشف العميد مهندس جمال الدين شرقاوى (الذى أعتمد على دراسته فى هذا الموضوع فى كتابه “معالم أساسية ضاعت من المسيحية”) وجود اسم الله عشر مرات فى سفر دانيال، وهذا بيانها كما ذكرها: (3: 26 ؛ 4: 2 ، 17 ، 24 ، 25، 32، 34 ؛ 5: 18، 21 ؛ 7: 25)، وستجدها كتبت تحت رقم 5943: il-lah’ee وكتب نطقها الآرامى كما قال موقع المذكور (`illay (Aramaic) {il-lah'-ee}) وقاموا بترجمتها إلى الإنجليزية طبعة الملك جيمس The Most High God أى الرب الأعلى.
    http://www.blueletterbible.org/tmp_d...74262-461.html
    وفى هذا الموقع أعلاه تجد العشر مواضع وترجمات كلمة الله.
    وهذا يُثبت تحريف الكتابين من اتجاه آخر، حيث لا يوجد فى أصول العهد الجديد أيضًا كلمة الله، ولكن الموجودة هى كلمة (زيوس) أو (ثيوس) وهو المعبود الوثنى، والصنم الأكبر لليونان.

    وهذا ينفى أيضًا فى مخيلتكم أن يكون هذا هو كتاب التوراة التى أنزلها الله على موسى أو كتاب الإنجيل الذى أنزله على عيسى عليهما السلام.
    * * *

    كما أنكم لم تعرفوا من هو كاتب كل كتاب على حدة، ولا ناسخ كل مخطوطة، بل لم تُثبت أن هذا الكتاب نُسخ من الأصل، حيث لا توجد أصول لكتابكم. فأنتم المطالبون بإحضار الأصل المترجم منه هذه النصوص لتثبتوا لنا أن هذا مطابق للأصل!! فأنتم الذين تدعون أن هذا الكتاب هو كتاب الله. فأين دليلكم على هذا؟ ونحن نقول بأنه محرف لأن أصل كتابنا الموحى به من الله يخبرنا بذلك ، وهو موجود. فأين أصول كتابكم لنقارن بين الأصل والترجمات الموجودة؟ غير موجود باعتراف كل العلماء.

    ولم يقل كاتب من كتاب الإنجيل أنه أوحى إليه هذا الكلام. فها هو لوقا يقول:
    (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4

    فدوافعه شخصية فى الكتابة ، ولم يكن هو نفسه من شهود العيان. يؤكد ذلك أقول بولس:
    (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8

    (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40

    (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا كورنثوس الأولى 7: 25-26
    (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13

    (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2 ، وهو نفس الأمر الذى أدانه فيه التلاميذ ، وكفروه بسببه.

    بل استشهد بأقوال الشعراء اليونانيين. فهل تعتقد أن الرب فى حاجة لأن يوثق كلامه أو يؤكده بالإستشهاد بالشعراء الوثنيين؟

    استشهاد بولس بشطر من أقوال الشاعر (أراتس) وهو: (28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.) أعمال الرسل 17: 28، فما حاجة الرب لأقوال الشعراء لتأييد أقواله؟ أيستشهد الرب بأقوال الشعراء ليقنع الناس بدينه؟

    واستشهد بقول الشاعر (مناندو) وهى: (33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.) كورنثوس الأولى 15: 33
    واستشهد بقول الشاعر الكريتى (أبيمانديس) وهو: (12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».) تيطس 1: 12
    يؤكد عدم تعهُّد الرب بحفظ هذه الكتب ، لأنها ليست دستوره النهائى الخالد قول الكتاب لديكم نفسه. فها هو كتاب أعمال الرسل يؤكد على عدم حفظهم للناموس الذى تسمونه التوراة: (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟».) أعمال الرسل 7: 53
    (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً.) رومية 3: 1-4
    وأكد ذلك يسوع من قبل فقال لليهود: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
    وقوله: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
    فكيف لم يحفظوا الناموس ، إلا إذا أدخلوا تقاليدهم واستبدلوا بها تعاليم الله؟
    لقد أوكل الله حفظ الكتاب للكتبة ، ولم يقل إطلاقاً إنه سيحفظه ، وإلا لكان حَفِظَ الكتاب الذى كتبه بيديه لموسى على اللوحين ، ولكان حَفِظَ الكتاب الذى أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا ، ولكان حفظ اسمه أيضاً فى هذه الكتب. وبعلمه الأزلى علم أن بنى إسرائيل سيحرفونه بما يتناسب مع ميولهم ، لذلك توعد المحرفين ، وإلا لما استنَّ قانوناً يحذر فيه المحرفين ويتوعدهم. لأنه ليس من العقل أن يُسِنُّ الرب قانوناً لجريمة يعلم أنها لن تتم!! لذلك قال:
    (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18-19
    ولم ينته التحريف برفع عيسى  بل استمر وعلى نطاق أكبر: (17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 2: 17 ،
    (2بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ،) كورنثوس الثانية 4: 17
    فهل صدق بولس فى قوله هذا وأن المحرفين كانوا أناس آخرين غيره ، أم كان هو المحرِّف ، ورمى غيره بهذه التهمة؟
    (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
    فهل صدق الله ومجده يحتاج إلى كذب بولس؟
    وهل عجز الرب أو فشل عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق فلجأ إلى الكذب؟
    وهل يُعقل أن يلجأ الرب إلى الكذب والكذابين لنشر دينه بين الناس؟
    وما حكمة الإله أن يوحى إلى كذاب بنشر رسالته وتعاليمه؟
    وهل أراد أن يعلم عبيده أن الكذب منجِّى؟
    وهل رضى الرب بكذب بولس ليكسب أتباعاً جدداً لدينه؟
    أيخادع الرب عبيده؟
    ألا يُظهر هذا فشله أمام أنبيائه وعباده؟
    ألا ينقص هذا من قداسته؟
    وكيف أُأنب ابنى أو أعاقبه إذا كذب، وهو يتبع إله كاذب، لا ينشر دينه إلا بالكذب؟
    وما مصير من اتخذوا كذب الرب ذريعة وآمنوا أن الغاية تبرر الوسيلة؟
    ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب بين شعبه؟
    وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟
    وهل سيحاسبكم الرب على الكذب فى الآخرة يوم الحساب؟ كيف وهو ناشره؟
    وألا يوصف الرب بذلك أنه كذَّاب ، لأن من أعان على الكذب فهو كذَّاب؟
    وما الفرق بينه وبين الشيطان فى هذه الصفة الرذيلة؟
    وإذا كان إلهاً صادقاً ، فكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليس ذلك من النفاق؟
    أليست هذه حجة عليه؟
    أليس هذا من الظلم؟
    ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟
    فلماذا أعان الكاذب وأوحى إليه؟؟؟
    وينهى سفر المكابيين الثانى 15: 39 (فإن كنت قد أحسنت التأليف وأصبتُ الغرض فذلك ما كنتُ أتمنى وإن كان قد لحقنى الوَهَن والتقصير فإنى قد بذلتُ وسعى.)
    معنى هذا أن هؤلاء الكتاب ما كانوا ليعرفوا أنه فى يوم من الأيام ستُأَخذ كتاباتهم، وتُعد كتبًا مقدسة.
    وهناك العديد من الطرق التى يتثبَّت بها المسيحى من تحريف هذه الكتب، منها البحث فى صفات الله تعالى من أنه القدوس وأنه الودود وأنه العلى، وأنه الحى الذى لا يموت، وأنه ... وأنه ... ثم يطابق كل هذا مع كل موقف من مواقف الكتاب.
    فمثلا: إذا كان الكتاب يتكلم عن قدسية الله ، فهل يليق أن يُضرب هذا الإله أو يُبصق فى وجهه؟
    ومنها البحث فى التعاليم المكتوبة، هل هى فعلا نافعة فى التربية والتهذيب أم إنها تدفع للإنحراف؟
    فما معنى أن لا يختار الإله للنبوة إلا حقراء الناس؟ فواحد يتهم بالدياثة على زوجته ويدفعها لفرعون ، والآخر يعصى الرب ولا يختن ابنه ، وآخر يزنى بابنتيه، وآخر يزنى بزوجة ابنه ، وآخر يزنى بجارته ويقتل زوجها ، زآخرون يكفرون بالله ويعبدون الأصنام ، بل ويبنون المذابح لعبادتها!! فأين علم الرب فى اصطفاء هؤلاء الناس للنبوة؟ وماذا ينتظر الرب من الشعوب التى أرسل لهم هؤلاء الأنبياء؟ وماذا يتوقع الرب من كتابة هذا الكلام فى كتابه؟
    فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن امرأة شابة فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).
    ومن الطرق الأخرى تحرى سند هذا الكتاب. فيقول العلماء عن كاتب الأسفار الأولى المنسوبة لموسى ، والتى يعتقد الأنبا شنودة أنها التوراة:
    ويقول الدكتور منقذ سقار فى كتابه (هل العهد القديم كلمة الله) تحت عنوان (اعترافات مثيرة): “وبعد هذا كله كان لابد من أن يعترف أهل الكتاب بعدم صحة نسبة الأسفار الخمسة لموسى، وقد كان من أوائل من فعل ذلك منهم ابن عزرا الحبر اليهودي الغرناطي (تـ 1167م) حين ألغز ملاحظته فقال في شرحه لسفر التثنية: "فيما وراء نهر الأردن .. .. لو كنت تعرف سر الإثني عشر.. كتب موسى شريعته أيضاً ... وكان الكنعاني على الأرض ... سيوحي به على جبل الله ... ها هوذا سريره، سرير من حديد، حينئذ تعرف الحقيقة " ولم يجرؤ ابن عزرا على كشف الحقيقة فألغزها.
    وقد فسر اليهودي الناقد اسبينوزا قول ابن عزرا بأنه أراد بأن موسى لم يكتب التوراة لأن موسى لم يعبر النهر، ثم سفر موسى قد نُقِشَ على اثني عشر حجراً بخط واضح، فحجمه ليس بحجم التوراة، .. .. .. ثم كيف يذكر أن الكنعانيين كانوا حينئذ على الأرض؟ فهذا لا يكون إلا بعد طردهم منها، وأما جبل الله فسمي بهذا الاسم بعد قرون من موسى، وسرير عوج الحديدي جاء ذكره في التثنية (3/11-12) بما يدل على أنه كتب بعده بزمن طويل.
    ويعترف أيضاً في القرن التاسع عشر القس نورتن بعدم صحة نسبة الأسفار لموسى فيقول: “التوراة جعلية يقيناً، ليست من تصنيف موسى”.
    أصدرت المطبعة الكاثوليكية عام 1960م طبعة للكتاب المقدس جاء في مدخلها “ما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته كتب كل التوراة منذ قصة الخليقة، أو أنه أشرف على وضع النص الذي كتبه عديدون بعده، بل يجب القول بأن هناك ازدياداً تدريجياً سببته مناسبات العصور التالية الاجتماعية والدينية”، ومثله في المدخل الفرنسي للكتاب المقدس.
    وتقول دائرة معارف القرن التاسع عشر: إن “العلم العصري، ولاسيما النقد الألماني قد أثبت بعد أبحاث مستفيضة في الآثار القديمة، والتاريخ وعلم اللغات أن التوراة لم يكتبها موسى ، وإنما هي من عمل أحبار لم يذكروا أسماءهم عليها، وألفوها على التعاقب معتمدين في تأليفها على روايات سماعية سمعوها قبل أسر بابل”.
    ويقول المدخل إلى يشوع ص418: “على هذا الأساس جُدِّدت قراءة الكتاب عن يد محرِّر ينتمى إلى المدرسة التى أنتجت سفر تثنية الاشتراع وتستند إليه ليتأمَّل فى تاريخ إسرائيل الماضى فى ضوء الاختبارات الحديثة. .. .. بغض النظر عن التنقيحات التى لا تُحصى بالنسبة إلى المؤلَّف السابق. .. .. ممَّا لا شك فيه أن اهتمام المحررين قد تناول الأرض التى وعد الله بها أجداد الشعب. .. .. فنحن أمام وثائق ثمينة جداً عن تقسيم الأرض التقليدى بين أعضاء الشعب. قد يرتقى بعضها إلى الزمن السابق لمُلكِ لداود ، ولكن لا يُمكننا أن ننفى وجود تكملات لاحقة بالنسبة إلى تطوُّر الأوضاع فى كل من يهوذا وإسرائيل فى أيام الملكية”.
    ويقول المدخل إلى سفرى صموئيل ص520: “هما عمل أدبى يجمع مواد غير متجانسة بعضها قديم جداً ، ويضم تقاليد شفهية لا شك أنها ترقى إلى أيام شاول وداود ، ولا يسعنا الآن أن نهتدى إلى حالتها الأولى التى وراء الصيغة المكتوبة ، وصفحات يرجح أنها حُرِّرَت على عهد سليمان وإضافات زيدت بعد خراب الدولة فى السنة 587 ، حين دخل سفرا صموئيل فى العمل الأدبى المنسوب إلى المدرسة التاريخية المسماة (مدرسة تثنية الاشتراع) (يشوع – القضاة – صموئيل – الملوك) والتى يمكن معرفتها بسهولة من تركيب جملها وإنشائها.”
    ويقول المدخل إلى سفرى الأخبار بالكتاب المقدس طبعة الآباء ******يين ص728: “إذا كُنَّا نجهل من هو كاتب سفرَى الأخبار ، وفى أى وقت انتهى من عمله، فإننا نعرف على وجه أحسن كثيراً كيف قام بعمله التحريرى وتأليفه الأدبى.
    لم يُحرر الكاتب فى الواقع رواية استوحاها من معرفته لتاريخ شعبه القديم ، بل نقل عدداً من الوثائق التى بين يديه، وصنَّفها أحياناً فى ترتيب يوافق ما يهدف إليه مؤلَّفه، ونقحها استناداً إلى وثائق أخرى اطَّلعَ عليها ، أو بحسب نظرته إلى التاريخ ومعناه ، وقد اهتم بذكر مراجعه ـ وهذا أمر نادر فى أيامه ـ وأطلعنا على أخبار ثمينة ، وإن كانت غير كاملة ويُعسر أحياناً توضيحها”.
    وبالإختصار: إن كاتب هذين السفرين مجهول، وهو لم يوحَ إليه، ولكنه نقل عن وثائق قام هو بتحريرها ، “ونقحها استناداً إلى وثائق أخرى اطَّلعَ عليها ، أو بحسب نظرته إلى التاريخ ومعناه” أى أخذ ما يتفق مع أهداف كتابه ، وترك ما يتعارض معه.

    بل قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: “أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.” (يوسابيوس 6: 25)

    وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: “قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس ، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور”. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
    فمَن الذى كتب المخطوطة السينائية أكمل مخطوطة للكتاب؟ لا نعرف.
    ومَن الذى كتب المخطوطة الموراتورية؟ غير معروف.
    ومَن الذى كتب الرسالة إلى العبرانيين؟ لا نعرف.

    ومَن الذى كتب إنجيل يوحنا؟ “فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بأيدينا ، أصدره بعض تلاميذ المؤلِّف فأضافوا عليه فصل 21 ، ولا شك أنهم أضافوا أيضًا بعض التعليق (مثل 4/2 (وربما 4/1) و4/44 و7،39 و11/2 و19/35). أمَّا رواية المرأة الزانية (7/53-8/11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول ، فأُدخلت فى زمن لاحق. (وهى مع ذلك جزء من "قانون" الكتاب المقدس”!!! (راجع المدخل إلى الإنجيل كما رواه يوحنا من الكتاب المقدس للآباء ******يين ص286)
    لكن مَن الذى كتبه على وجه اليقين؟ لا نعرف ، ولكن “التقاليد الكنسية تُسمِّيه يوحنا منذ القرن الثانى وتوحِّد بينه وبين أحد ابنى زبدى.”

    ومن الذى كتب رؤيا يوحنا؟ يقول المدخل إليه فى الكتاب المذكور أعلاه ص796: “لا يأتينا سفر رؤيا يوحنا بشىء من الإيضاح عن كاتبه. لقد أطلق على نفسه اسم يوحنا ولقب نبى (1/1 و4 و9 و22/8-9) ، ولم يذكر قط أنه أحد الاثنى عشر.” وليس هناك إجماع فى التقليد القديم على أن كاتبه هو التلميذ يوحنا.

    ومن الذى كتب رسالة بطرس الثانية؟ غير معروف أيضاً ففى المرجع السابق ص753 يقول: “لا يزال الرأى القائل بأن كاتب الرسالة هو سمعان بطرس موضوعًا للنقاش يثير كثيراً من المتاعب. فلا يُحسن من جهة أن يُجعل شأن كبير للإشارات التى أخبر فيها الكاتب عن حياته والتى قال فيها إنه الرسول بطرس ، فإنها تعود إلى الفن الأدبى المعروف "بالوصايا". وهناك من جهة أخرى فروق كثيرة فى الإنشاء بين الرسالتين. فإنهما تختلفان فى 599 كلمة ، وليس فيها سوى 100 كلمة مشتركة ، وأن المسائل التى تتناول الحياة بعد الموت ليست هى هى فى الرسالتين.”
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:04 م.

    تعليق

    • abubakr_3
      مشرف عام

      • 15 يون, 2006
      • 849
      • مسلم

      #3
      ويقول فى الفقرة التى تليها: “لا يبدو أن الكاتب ينتمى إلى الجيل المسيحى الأول. .. .. ، يسوغ اقتراح نحو سنة 125 تاريخًا لإنشاء الرسالة ، وهو تاريخ ينفى عنها نسبتها المباشرة إلى بطرس.”
      لذلك أعجبنى قول الدكتور الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) ص11 عندما أقر أن أصل هذا الكتاب هو الموحى به. وهو غير موجود: ”لا توجد بين أيدينا نسخ الأسفار المقدسة الأصلية ، بل النُّسخ التى نُسخت فيما بعد. فمن المحتمل وقوع بعض هفوات فى الهجاء وغيره فى النسخ. ولا شك أن أصل الكتاب هو الموحى به.“
      ونخلص من هذا إلى أن علمائكم يقرون أن هذه الكتب ليست من تصنيف الأنبياء، ولكنكم أنتم الذين نسبتموها ظلمًا لله تعالى. فهى ليست التوراة المنزلة على موسى، وليس الإنجيل المنزل على عيسى عليهما السلام.
      بل لقد أقر القرآن بتحريف كتابكم ، وكفَّر عقيدة التثليث، وخطَّأ القول بصلب المسيح عيسى ابن مريم أو قتله، فكيف سيشهد للكتاب الذى تسمونه أنتم عندكم إنجيل؟ وكيف سيشهد للكتاب الذى يسميه اليهود التوراة؟
      {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة
      {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة
      وقال عيسى عليه السلام:(أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً ...)يوحنا5: 30
      وقال: (...... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36
      ورفع عينيه للسماء يدعو الله تعالى إلهه أن يُجرى معجزة إحياء لعازر: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي»)يوحنا 11: 41-42
      كذلك قال إن معجزاته بحول الله وقوته: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20
      {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة
      وقال عليه السلام: (إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ) يوحنا 20: 17
      وشهد أن دخول الجنة والخلود فيها يتوقف على كلمتى التوحيد: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
      وقال بطرس: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. 23هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ 24اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.) أعمال الرسل 2: 22-23 (كُفُّوا عَنِ الاتِّكَالِ عَلَى الإِنْسَانِ الْمُعَرَّضِ لِلْمَوْتِ؛ فَأَيُّ قِيمَةٍ لَهُ؟) إِشَعْيَاءَ 2: 22 فأى قيمة ليسوع الناصرى المُعَرَّض للموت بجوار الله؟
      وعن خطيئة الأكل من الشجرة المحرمة التى توارثتها البشرية كلها عن طريق حواء ، يقول القرآن: {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (15) سورة الإسراء
      ويقول: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} (18) سورة فاطر
      بينما يقول بولس: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
      (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
      (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
      فى الوقت الذى ينفى فيه الرب فى الكتاب توارث الخطيئة: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
      وقوله: (الرب قضاء أمضى: الشرير يُعلَّق بعمل يديه) مزامير 9: 16
      فهل تعتقد أن القرآن يكفر عقائدكم التى تحتويها كتبكم ، ثم يشهد للكتب نفسها بالصحة؟
      هل تعتقد أن الرب يشهد للكتاب الذى يسبه ويصفه بالحيوان بالصحة؟
      يقول الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (13) المائدة
      وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (41) المائدة
      وقال تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (75) البقرة
      وشهادة القرآن هذه يؤيدها اليوم الكثير من علماء مخطوطات الكتاب المقدس واللاهوت أيضًا. فنص التثليث الشهير الذى يقول إن الثلاثة واحد، والموجود برسالة يوحنا الأولى 5: 7 قد حذفته الطبعات الحديثة للكتاب المقدس ، واكتشفوا أنه غير موجود فى أقدم النسخ.
      وهى تقول (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.) يوحنا الأولى 5: 7-8
      ويقول موقع Biblegateway.comللكتاب المقدس على النت تعليقاً على هذه الفقرة إنها غير موجودة فى أى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر:
      http://bible.gospelcom.net/passage/?...fen-NIV-30617a
      a. 1 John 5:8 Late manuscripts of the Vulgate testify in heaven: the Father, the Word and the Holy Spirit, and these three are one. 8 And there are three that testify on earth: the (not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
      وتعلق عليها ترجمة الملك جيمس الحديثة قائلة:
      1 John 5:8 NU-Text and M-Text omit the words from in heaven (verse 7) through on earth (verse 8). Only four or five very late manuscripts contain these words in Greek.
      http://bible.gospelcom.net/bible?sho...&language=engl...
      لاحظ قوله إن هناك بعض النسخ حذفت كلمات (فى السماء) من الفقرة السابعة و(فى الأرض) من الفقرة الثامنة ولم تحتويها أى نسخة غير أربع أو خمس نسخ من النسخ المتأخرة (الحديثة نسبياً) على هذه الكلمات. ألا يثبت هذا الاختلافات الواقعة بين النسخ القديمة؟ وألا يثبت هذا وجود التحريفات التى دخلت هذا الكتاب لمدة ما من الوقت ، ثم أنبهم ضميرهم فحذفوا غير الموجود فى أقدم النسخ؟ ألا يثبت هذا تلاعبهم بكتاب يُطلقون عليه كتاب الله ، ويثبت عدم إيمانهم به ككتاب لله وإلا لما تلاعبوا به؟
      وقد وضعها مترجم كتاب الحياة بين قوسين معكوفين ، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!
      أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله، فحذفوا ما تحته خط: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)
      وكتبوها كالآتى: (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ(1): 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.).
      كما أضاف التعليق الآتى فى نهاية الصفحة: (هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.)
      وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
      وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟
      أما ترجمة الكاثوليك لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.
      أما الترجمة الكاثوليكية للأباء ******يين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به.
      وأقول له: إن معنى هذا أنه لا يوجد تطابق بين ما تسمونه أقدم النسخ لديكم ، والتى تسمونها أصول الكتاب المقدس!! فأى نص من مخطوطات الكتاب تسمونه الإنجيل؟ هل المجلد السينائى أم الفاتيكانى أم النص المستلم؟ وأى ترجمة هى الكتاب المقدس؟ هل ترجمة إيرازموس أم الملك جيمس القديمة أم الملك جيمس المنقحة؟ وهل هى ترجمة الفاندايك أم الترجمة العربية المشتركة أم ترجمة الآباء ******يين أم غيرها؟ فأنتم تعلمون بكم الإختلافات القائمة بين هذه المخطوطات ، وهذه التراجم! وإلا لما نقحوا التراجم وحذفوا وأضافوا تبعا لاتجاه الجهة الممولة للترجمة. وأنتم تقرون ذلك ، فقد كانت إجابتكم على سؤال من أحد الحاضرين على عدم قيام الكنيسة المصرية بترجمة للكتاب المقدس قلت أنت عزيزى الأنبا شنودة: إن أول مشكلة تقابلكم هى الترجمات الكثيرة للكتاب المقدس. وهذه الترجمات بينها وبين بعضها البعض فروق عديدة. وهى تثير شكا عند البعض، وقد يتساءل البعض قائلا: ”هو ده كلام ربنا ، هو كل يوم تقولوا كلام تانى غير الأولانى. صدقونى لما بيجينى كتاب اللى اسمه كتاب الحياة ده وهو كتاب مقدس عشان أمضى عليه ، ما برضاش أمضى عليه، مع إنه الكتاب المقدس، لأنى مش موافق على الترجمة الموجودة“.
      وهذا لا يعنى إلا أن صحة الكتاب المقدس وتقرير أى الترجمات هى التى يجب أن يقرأها الناس يتوقف على رؤيتك أنت الشخصية والعلمية. وهذا نفس ما حدث فى المجامع الأولى عندما قرروا عقيدة ألوهية يسوع باتفاق 318 أسقفًا ، منهم من وقع على قرار المجمع كارهًا ، من مجموع 2024 أسقفًا ، وكان يرأس هذا المجمع الإمبراطور قسطنطين الوثنى، والذى يُشك أساسًا فى اعتناقه المسيحية، بل إنه مال إلى الأريوسية فى نهاية حياته، وأمر بعودة آريوس إلى كرسى الأسقفية السكندرية، لكنه مات فى الطريق ، وهناك من يُشكك أن أثناسيوس كان وراء تسمُّمه.
      والغريب فى قولكم أنكم توافقون على أنه كتاب مقدس، لكنكم لا توافقون على تداوله بين الناس. ومعنى هذا أنكم تملكون منع الأقباط بقرار من قراءة الكتاب المقدس!! وأرى أن هذا حق لله وحده! وإذا كان هذا خاص فقط بكتاب الحياة. فأى كتاب تظن أن الآيات القرآنية تعنيها من بين ألاف التراجم التى تتكلمون عنها؟
      أعتقد أن وجهة نظرى واضحة فى أن الله تعالى يعنى التوراة التى أنزلها على موسى عليه السلام ، وكتبت على لوحين صغيرين من الحجر ، وليست المكتوبة على مئات من الصفحات. كما يعنى الإنجيل المنزل على عبده ونبيه عيسى عليه السلام، وليست إنجيل متى أو مرقس أو لوقا أو يوحنا.
      هذا النص وجد فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر وهذه هى أرقام المخطوطات 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.
      والمخطوطة الأخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر أى بعد ألف سنة، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.
      ومعنى ذلك أنه لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربعة كُتِبَ فيها النص على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية.
      والقصة واضحة: لفت نظر أحد النساخ لفظ ثلاثة الموجود فى العدد الثامن 8 "والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد." فلم يجد مانع من أن يضيف على لسان يوحنا ثلاثة أخرى لتساعده فى إثبات عقيدة التثليث التى لا تجد لها أى نص صريح فى الكتاب المقدس.
      ويقول بعض علمائهم إن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة ما ، تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم ، ثم وجدت هذه الإضافة طريقا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.
      وقد سُئِلَ عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص. هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب ، وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية. والسؤال كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟
      عزيزى الأنبا شنودة: إن القرآن يتكلم عن كتاب الله ، الذى أنزله الله على عبديه موسى وعيسى عليهما السلام. كتاب ينادى بالتوحيد ، ويعظِّم الله تعالى، ويُنادى ببر الوالدين والمحبة والتسامح حتى مع المخالفين فى العقيدة.
      فهل تعتقد أن الكتاب الذى يأمر فيه الرب بتقديم أضحية له ، وأخرى للشيطان ينادى بتوحيد الله ووحدانيته؟
      اقرأ: كيف يأمر الرب هارون أن يقدِّم تيسًا لإرضاء الشيطان بأمر الرب: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
      وعلى سؤال من هو عزازيل هذا تقول الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت ص142: (عزازيل: اسم شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة). وهناك رأى آخر سجله هامش الكتاب يتكلم عن اشتقاق الكلمة ولا علاقة له بالموضوع.
      ويقول هامش الترجمة ******ية ص257: (يبدو أن عزازيل ، بحسب الترجمة السريانية، هو اسم شيطان كان العبرانيون والكنعانيون القدامى يعتقدون أنه يسكن البريّة. والبرية أرض عقيمة لا يمارس فيها الله عمله المخصب ...)
      وتؤكد دائرة المعارف الكتابية كون عزازيل شيطان أو روح شريرة ضمن تفسيرات أخرى: (( 2 ) إن عزازيل اسم لكائن سواء الشيطان أو أحد الأرواح الشريرة ، ولكن لا يذكر هذا الاسم في أي مكان آخر من الكتاب المقدس ، وهو أمر مستغرب لو أنه كان اسم كائن مهم حتى يتقاسم ذبيحة الخطية مع الرب ، علاوة على أن الشريعة تنهي نهياً قاطعاً عن عبادة الأرواح الشريرة (لا 17: 7).)
      وليس هذا فقط ، بل يقول الكتاب الذى تقدسه عزيزى الأنبا شنودة إن الشيطان هو إله هذا الدهر: (كورنثوس الثانية 4: 4) ، ورئيس هذا العالم (يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11). ومعنى ذلك أنه تمكن بالفعل من اعتقال الرب وأسره ليجربه، هذا على الرغم من قول الكتاب: (لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. 14وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ) رسالة يعقوب 1: 13-14 ، فهل يليق أن يُقال على الرب أنه انخدع من شهوته ، لذلك كان الشيطان يُجربه؟
      وهل تعتقد أن الكتاب الذى يُظهر الرب بمظهر الضعف والفشل ، وبمظهر المتآمر مع الشيطان لإغواء عبده أخاب هو كتاب من عند الله؟
      اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
      وهل تعتقد أن الرب الذى يعتقله الشيطان لمدة أربعين يومًا فى الصحراء ، يتلاعب به ، ينقله من هذا المكان إلى مكان آخر ، هو إله يقدسه الناس؟ هل الذى يستهين به الشيطان ويطلب منه السجود له إله العالمين؟
      اقرأ اعتقال الشيطان للرب فى الصحراء التى لا سلطان له عليها: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
      وأى قداسة يُلحقها الكتاب الذى تقدسه بهذا الإله الذى تعبده؟ إنه على فهمكم تجسَّد الإله، كما كان يتجسَّد الإله فى فهم المصريين القدماء، وبذلك لم يكن هو الإله الأكبر، لأن المتجسد يأخذ حكم جسد الشخص الذى تلبسه. ويؤكد ذلك أن يسوع لم يعرف موعد الساعة ، ولا وقت إثمار شجرة التين ، ولا المرأة التى لمسته وخرجت منه قوة ، ولا متى وضعوا الميت فى القبر.
      إن القدوس هو الله القادر على كل شىء: («قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».) رؤيا يوحنا 4: 8
      فهل يليق بالإله الذى تعبده أن يصفه الكتاب الذى تقدسه بالخروف؟ (مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) أعمال الرسل 8: 32
      وقال أيضًا: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، ......») رؤيا يوحنا 17: 14
      وهل يليق بالقدوس أن يهرب من اليهود: (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.) يوحنا 7: 1 ، (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً) يوحنا 11: 53-54 ، (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.) يوحنا 8: 59
      وهل يليق بالقدوس أن يُبصق فى وجهه ، أو يُصفع على وجهه، أو تُقيَّد حركته ، وتُتنتزع منه حياته: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31
      هل يليق بالقدوس أن ينام عن عبيده متأثرًا بالخمر حتى تدمع عيناه؟ (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65
      إن القدوس لا يموت: (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
      (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا [أى معلمنا كما قال يوحنا 1: 38: («رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ))] يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)تيموثاوس الأولى 6: 13-16
      وأكتفى بهذا القدر من إثبات أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون هو التوراة أو الإنجيل الذى يعنيهم الله تعالى فى كتابه ، ولكنهما الكتابين الذين أنزلهما على عبديه موسى وعيسى عليهما السلام. وها هو القس عبد المسيح بسيط يتكلم عن إنجيل للمسيح عيسى ابن مريم، فيقول فى كتابه (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص 97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد ”أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس ، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....“.
      ويعترف بتحريف الكتاب المقدس آباء الكنيسة أنفسهم منهم جيروم ، وأوريجانوس، وعلماء المخطوطات، فقد أفضت فيه فى مناظرتى مع القمص زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس، وكم يسعدنى أن أهدى سيادتكم نسخة للرد عليها بدلا فن هذا القمص الذى يتهرب من المناظرات والمواجهة ، والسبب معلوم. كما يسعدنى أن أهدى سيادتكم سلسلة كتبى البهريز فى الكلام اللى يغيظ موسوعة أخطاء الكتاب المقدس أيضًا. وأنقل لك هذا الجزء من كتابى (المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول عقيدة التثليث) ، وهو خاص باعتراف آباء الكنيسة بالتحريف:
      اعتراف الآباء بتحريف الكتاب المقدس:
      يقول الموقع المسيحى http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
      ”لم يكن من الصعب فى القرن الرابع أن يدمر النُسَّاخ بعد قرارات مجمع نيقية المخطوطات الحقيقية، ويحتفظوا بالأخرى المحرفة ، التى حذفوا فيها ”باسمى“ ، وأضافوا بدلاً منها ”باسم الآب والابن والروح القدس“ ، وذلك منذ أن أصبحت الألوهية تنسحب تدريجيًا على الطبيعة الثالوثية فى بيئتهم السياسية المشوبة بالدين. (والملحق رقم (5) يبين أنه فى عام 1520م حرفت أيدى الكاثوليك مخطوطة لتقنع إرازموس بنص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 ، وذلك بإضافتها فى ”النص المستلم“ فى طبعته الثالثة ، وبذلك أُدانت نسخة الملك جيمس KJV بالتحريف بسبب احتوائها على هذا النص. فإذا كان تحريف رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 حقيقة واقعة ، فلماذا لا نساعد كل إنسان لكى يرى تحريفًا مشابهًا ، تم فيه النيل من نص متى 28: 19 ، أو أى كتابات أخرى غير دينية ، مثل هذا التحريف الذى حدث مبكرًا ، قبل أن تقوم الكنيسة الكاثوليكية بتحريفها هذا. (فهى على الأقل كانت محاولة بيِّنة من أنصار أثناسيوس ، كما نرى هذا فى رسائل إجناتيوس Ignatius المحرفة، وفى التحريف الذى أصاب الديداكى [تعاليم الرسل] ، غير المعروف كاتبها ، وبشأن الكثير من الوثائق الأخرى (ملحق (3).) وبفضل الله ونعمته فقط تبقت لنا لنرى الحق بشأن النص الذى أورده متى فى 28: 19 ، وذلك فى الكتابات الأصلية لأوريجانوس ويوسابيوس وجوستين وأفراهات وهرماس وآخرون لم يُكتشفوا بعد.“
      ”إن العرف السائد كان تحريف النصوص الإنجيلية ، وتحريف كتابات الكتَّاب المسيحيين الأول ، وذلك تحت السلطة الكاملة للبابا وكل رجال الدين الكاثوليك فى هذا الوقت (والحاليين أيضًا). ويُمكننا أن نرى ذلك فى الكلمات التى سطرتها أيدى المحرفين أنفسهم أمثال روفينوس Rufinus (الذى يتباهى فى ختام نسخته الخاصة بتعليق أوريجانوس على "رسالة إلى رومية" فإنه قد عانى من مشاكل عديدة ليملأ الفراغات التى كانت بكتابات أوريجانوس)،
      وكذلك عند جيروم الذى كتب فى مقدمته للأناجيل الأربعة لنسخته المعروفة باسم الفولجاتا للعهد الجديد: (هل يوجد إنسان ، سواء كان متعلمًا أم غير متعلم ، يرغب ... اطلق علىَّ شخصًا محرِّفًا أو مجدِّفًا بسبب وقاحتى وجرأتى فى إضافة أى شىء للكتب القديمة ... التى تمكننى من أن أحمل العار ، وأحتل المركز الأول فى هذا الخزى. أليس هذا أمرك الذى أعطيته لى أيها البابا؟ [داماسوس 383م]) ،
      ومثال أيضًا للتحريف الذى قام به جيروم ، هو ما قام به بأمر البابا داماسوس فى ترجمته للفولجاتا ، فقد قام باستبدال النص الذى ترجمه أوريجانوس بعد أن صححه فى العمود الخامس من الهكسابلا، وترجم بدلاً منه النص العبرى الموجود لدى يهود فلسطين. أما ما لم يجده عند اليهود فقد ترجمه من العمود الخامس من الهكسابلا, وهذه الترجمة اللاتينية ظل معترفًا بها من الكاثوليك حتى أن مجمع ترنت الكاثوليكى قد أصدر قرارًا عام 1546م بحرمان كل من لا يعترف بجميع الكتب الموجودة فى الفولجاتا. ويرفض هذه الترجمة الطوائف الإنجيلية وبعض طوائف الأرثوذكس والانجليكان.
      ويقول أستاذ اللاهوت هورن فى الجزء الرابع من تفسيره ص463: ”وقعت التحريفات والإضافات الكثيرة فى هذه الترجمة اللاتينية الشعبية من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر“.
      ويقول ص467: ”ولا بد أن لا يغيب عن ذهنكم أبدًا أنه لا توجد ترجمة من التراجم لم تُحرَّف مثل اللاتينية الشعبية ... نسخوها دون أدنى مبالاة ، فأدخلوا فيها فقرات بعض كتاب من العهد الجديد فى كتاب آخر، وأدخلوا فقرات بعض كتاب من العهد الجديد فى كتاب آخر ، وكذلك أدخلوا تعليقات الهوامش فى المتن“.
      وقد اعترف علماء المسيحيين أنفسهم بهذا التحريف ، فالقس ويصا الأنطوانى يقول عن ترجمة أكيلا ص115 نقلا عن (العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية) ص48: لقد آمن أكيلا على أيدى المسيحيين ، ”ولكنه تمسَّك بعلم "التنجيم" الذى تعلمه فى وثنيته فرفضوه. ولكى ينتقم منهم انضم إلى اليهود واختتن؛ فأوكلوا له عمل ترجمة يونانية تحل محل السبعينية التى تمد المسيحيين بالبراهين ضد اليهود“. أى عمل ترجمة مفبركة لصالح اليهود، لتخدم مصالحهم فى مناظراتهم مع المسيحيين!!
      أما بالنسبة لترجمة سيماخوس ، التى قامت على ترجمة أكيلا عام 218م ، كما يقول القس ويصا الأنطوانى، فيقول المصدر السابق ص49: ”وتقول الدراسات الحديثة إنه اعتمد فى ترجمته هذه على ما قام به يهود فلسطين من تعديل وتنقيح للسبعينية“.
      فقد قام يهود فلسطين إذن بالتلاعب فى الترجمة السبعينية ، والتراجم الأخرى، التى تمنوا أن تقوم مقام السبعينية. وعلى هذا الأساس يجب أن تُرفض كل ترجمة كانت مغرضة وتم التحريف فيها.
      كما أن الدراسات أثبتت وجود نحو ستة آلاف اختلاف بين التوراة السامرية (الخمسة أسفار الأولى) والتوراة العبرانية. ويرجع الكثير منها إلى اختلافات العقائد والمقدسات بين الطائفتين ، مثال لذلك تثنية 27: 4 والجبل المقدس ، هل هو عيبال أم جرزيم.
      وكذلك Basil باسيل الكبير القيصرى ، (الذى كتب فى مؤلفهTreatise De Spiritus Sancto الفصل 28 ... فحصت بشك ... لقد تغيرت بالفعل ... حقيقة التلاعب بهذه [الأوراق] ... هذه التى اقتبستها أنا [Basil] بتفصيل تام ...) وكذلك بواسطة آخرين يعتبرهم البعض قديسين لدى الكنيسة الكاثوليكية (ملحق 3)“.
      ونؤيد كلام هذا الموقع العلمى للكتاب المقدس بنصوص من العهد الجديد تُثبت أن التحريف كان قائمًا على قدم وساق من اللحظات الأولى بعد رفع عيسى  ، إن لم تكن هذه المحاولات الآثمة للفهم الخاطىء لتعاليم عيسى  قد تمت فى وجوده نفسه، وحاربها فى حياته، ومنها اخفائهم اسم الله ، وعدم رغبتهم أن يستعمله ويعرفه كل الناس، ومنها فهمهم الخاطىء للسبت وأنه لا يجوز فعل الخيرات فيه ، وفهمهم الخاطىء بعدم أكل التلاميذ من خبز الصدقات ، وفهمهم الخاطىء أن المسّيِّا سيأتى من نسل داود. وقد استفضت فى النقطة الأخيرة فى كتابى (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا).
      فقد اتهم يسوع نفسه اليهود بالتحريف ، فقال: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
      وحذرهم من تعاليم الفريسيين والصدوقيين: (6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ») متى 6: 6-12 أى من تَعالِيمِهم. أليس هذا إقرار من عيسى  بقيام الفريسيين والصدوقيين بتحريف تعاليم الكتاب، والتمسك بالتقاليد؟ أليس هذا هو نفس ما قاله عيسى  للفريسيين والصدوقيين: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ»)مرقس7: 7-13
      وها هو لوقا يكتب لصديقه ثاوفيلس ليعلمه أنه لديه التعاليم الصحيحة التى عليه أن يتبع صحتها ليفرزها عن التعاليم الباطلة التى يتناقلها الناس: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
      ويقول بولس فى رسالته إلى أهل غلاطية: (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
      ويقول أيضًا: (17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 2: 17
      بل أقر بولس نفسه أنه سار على درب الكذب، ليربح أى إنسان لدينه وإنجيله: (فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ) كورنثوس الأولى 9: 19-23
      وأقر أنه كذب ليكسب أتباع لدينه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
      * * *
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:04 م.

      تعليق

      • abubakr_3
        مشرف عام

        • 15 يون, 2006
        • 849
        • مسلم

        #4
        وفى الحقيقة لم يتناول التحريف نصوصًا معينة فقط، بل تناول أيضًا كتبًا بأكملها. وأعتقد أن هذا بديهى لكل من ألمَّ بتاريخ المسيحية وآبائها فى القرون الأربعة الأولى:
        فقد كان إيريناوس أسقف ليون (120-202م) يؤمن بكتاب الراعى لهرماس ضمن أسفار الرب الموحى بها.
        وكان ترتليان (145-220م) يؤمن بوحى رسالة برنابا وأنها من أسفار الرب المقدسة ، كما كان يؤمن بقانونية سفر باروخ ، الذى تعتقد الكنيسة أنه مزيف.
        وكان القديس أكليمندس السكندرى (150-215م) يؤمن برسالة برنابا ورؤيا بطرس ورسائل أكليمندس الرومانى وكتاب الديداكى (تعاليم الرسل) ،بل كان يؤمن بسفر إسدراس الثالث كسفر إلهى، وهى غير معترف بها حاليًا كأسفار موحى بها من عند الله ، بل حدَّدتها الكنيسة ككتب محرفة (أبوكريفا).
        وكان أوريجانوس (185-253م) لا يؤمن برسالة بطرس الثانية ضمن أسفار الرب الموحى بها.
        وكان هيبوليتس (حوالى 235م) لا يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ولم يكن يعترف برسالة يعقوب ولا برسالة بطرس الثانية ولا رسالة يوحنا الثالثة ولا برسالة يهوذا. وكلها الآن كتب أقرت الكنيسة أنها كتب إلهية موحى بها.
        وأخرج أثناسيوس (373م) الأسفار القانونية الثانية من قانون أسفار الكتاب المقدس ، وهى التى يؤمن الكاثوليك والأرثوذكس بوحى الرب لها ، ويكفرون البروتستانت لعدم إيمانهم بها ككتب مقدسة أوحى بها الله. وأخرج رسالة إرميا وسفر باروخ من الكتاب المقدس.
        وكان كيرلس الأورشليمى (386م) لا يؤمن بسفر رؤيا يوحنا ضمن أسفار الرب المقدسة ، التى أوحى بها.
        إضافة إلى استشهاد الرب فى كتابه بكتب ، يحيل القارىء إليها ليعرف تفاصيل أكثر من المذكورة ، ولا وجود لهذه الكتب ، منها:
        1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21: 14): (14لِذَلِكَ يُقَالُ فِي كِتَابِ «حُرُوبِ الرَّبِّ»: «وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ)
        2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10: 13): (13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.) و(وصموئيل الثانى 1: 17)
        3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11: 41): (41وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ.)
        4- سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29: 29) (29وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي, وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ, وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي)
        5- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم (أخبار الأيام الثاني 35: 25) (25وَرَثَى إِرْمِيَا يُوشِيَّا. وَكَانَ جَمِيعُ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَنْدُبُونَ يُوشِيَّا فِي مَرَاثِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ وَجَعَلُوهَا فَرِيضَةً عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَهَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي الْمَرَاثِي.)
        6- وسفر رؤيا يعدو الرائي وجاء ذكره في (أخبار الأيام الثاني9: 29) (29وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ.)
        7- سفر تاريخ شمعيا النبي: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 12: 15): (15وَأُمُورُ رَحُبْعَامَ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ شَمَعْيَا النَّبِيِّ وَعِدُّو الرَّائِي عَنِ الاِنْتِسَابِ. وَكَانَتْ حُرُوبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ الأَيَّامِ.)
        8- سفر تاريخ عدُّو الرائى: ذكر في (أخبار الأيام الثاني 13: 22): (22وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَّا وَطُرُقُهُ وَأَقْوَالُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ النَّبِيِّ عِدُّو.)
        9- سفر يسوع (تسالونيكى الثانية 1: 8) (8فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِياً نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ)
        10- سفر حياة الخروف ( رؤيا يوحنا اللاهوتي 13: 8 و 21: 27): (8فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ.) ، و(27وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِساً وَكَذِباً، إِلَّا الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ.)
        11- رسالة بولس إلى أهل اللاودكية: ورد ذكرها فى (كولوسي 4: 16) (16وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ ايْضاً فِي كَنِيسَةِ اللاَّوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا انْتُمْ ايْضاً.)
        12- رسالة بولس الأولى إلى أهل فيلبي: ورد ذكرها في (فيليبي 3: 1) الموجودة في العهد الجديد .. (انظر العهد الجديد (بولس باسيم) هامش ص771).
        13- رسالة لبولس إلى أهل كورنثوس: ورد ذكرها في كورنثوس الثانية 7: 8): (8لأَنِّي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِالرِّسَالَةِ لَسْتُ أَنْدَمُ، مَعَ أَنِّي نَدِمْتُ. فَإِنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ وَلَوْ إِلَى سَاعَةٍ.)
        14- وتقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): إن هناك رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففى (كورنثوس الأولى 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت.
        * * *
         اعتراف أوريجانوس بتحريف الكتاب المقدس:
        ويعترف بتحريف اليهود للعهد القديم العلامة الكبير أوريجانوس الذى قام بجهد كبير فى مقارنة ودراسة العهد القديم فى الأصل العبرى والترجمات اليونانية المختلفة التى كانت بين يديه. واستغرق عمله هذا 27 سنةً من عمره. ورغم عمله المضنى هذا أرسل إليه يوليوس أفريكانوس وهو أحد الذين درسوا فى مدرسة الإسكندرية الذى أصبح فيما بعد أسقفًا فى فلسطين ، ينتقده فى شرحه لنبوة دانيال أنه استعمل قصة سوسنَّا العفيفة، وعلَّق على تسبحة الثلاثة الفتية.
        فقال له أوريجانوس إنه يعلم أن “تاريخ سوسنَّا التى فى سفر دانيال المستعمل الآن فى كل كنائس المسيح فى ترجمته اليونانية لا وجود له فى العبرية ، وكذلك قصة البعل والتّنين .. هل نستبعد هذه الترجمة المستعملة فى كنائسنا ، ونوصى الإخوة أن يطرحوا الكتب المقدسة المنتشرة بينهم ، ونتملق اليهود متوسلين إليهم أن يعطونا ما عندهم من نصوص أصيلة خالية من التزييف؟!“
        أليس هذا اعتراف من أوريجانوس بأن النصوص اليونانية التى بحوزته مزيفة، وأن اليهود يهيمنون على الأصول غير المحرفة، ولا يريدون أن يظهروها لهم؟ ألا يدل تبرئة بابا الفاتيكان اليهود من دم يسوع أن تحت أيديهم وثائق تشير إلى عدم قتل يسوع ، أو البشارة بالرسول  ، وأنه هو المسيح الرئيس ، المعروف باسم المسِّيِّا، ويخشى بابا الفاتيكان من إظهارها، خوفًا من ارتداد قومه، وفقده لسلطانه، فقام من فوره بمصالحة اليهود وتبرئتهم من دم المسيح؟
        اقرأ نصوص إدانة اليهود فى الكتاب المقدس نفسه ، ثم فكر هداك الله كيف تجرأ بابا الفاتيكان على تبرئة اليهود من دم إلههم ومُخالفة الكتاب الذى يؤمن بقداسته: (3حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا 4وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. ... ... 47وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. ... ... حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. ... ... 57وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. ... ... 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ. ... ... 15وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَاداً فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيراً وَاحِداً مَنْ أَرَادُوهُ. 16وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ. 17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. ... ... 20وَلَكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ حَرَّضُوا الْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا بَارَابَاسَ وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ. 21فَسَأَلَ الْوَالِي: «مَنْ مِنَ الاِثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟» فَقَالُوا: «بَارَابَاسَ». 22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: «لِيُصْلَبْ!» 23فَقَالَ الْوَالِي: «وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟» فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخاً قَائِلِينَ: «لِيُصْلَبْ!» 24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ». 25فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا». 26حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ.) متى 26: 3 إلى متى 27: 26
        ويواصل أوريجانوس قائلاً: ”هل نفترض أن العناية الإلهية المكروز بها فى الكتب المقدسة لمنفعة كنائس المسيح لم تُعر اهتمامًا بالذين مات المسيح لأجلهم واشتراهم بدمه؟ … هؤلاء الذين لأجلهم لم يشفق على ابنه بل أسلمه لأجلهم ألا يهبهم معه كل شىء؟ لأجل كل هذه الأسباب أذكّرك بهذه الكلمات: "لا تنقل التخم القديمة الذى وضعه آباؤك" (أم 22: 28). لا أقول هذا لأردع الباحثين فى الأسفار اليهودية ومقارنتها مع ما لدينا من نصوص وقراءات مختلفة فهذا ما فعلته بكل طاقتى، لأحصل على المعنى الموجود فى كل النصوص والقراءات المختلفة، معتنيًا بالسبعينية، حتى لا أُسلِّم فى يد الكنائس التى تحت السماء أى شىء مزيَّف، ولا أعطى فرصة للمقاومين أن يتهموا جماعتنا“ نقلاً عن العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية ، دار مجلة مرقس ، 1994 ص56-57
        لقد وافق أوريجانوس إذن على الترجمة السبعينية، طمعًا فى توحيد الكنائس، وحتى لا يطرح أتباع الكنيسة كتبهم ، وخوفًا من مهاجمة الهراطقة لهم ، وانتقاد شعب الكنيسة لأعمالهم. لقد كان عمله إذن ليس خالصًا لله وللحق ، ولم يكن متجردًا فى البحث وتقصِّى الحقائق. لقد اعترف بهذا القول أنه اضطر للكذب على شعب الكنيسة ، وعدم إظهار الحقيقة.
        ويواصل المرجع السابق ص57-58 قائلاً: ”أمَّا سبب غياب بعض الأسفار من العهد القديم العبرى لدى اليهود فيرجع ـ حسب تعليل أوريجانوس ـ إلى رغبتهم فى إخفاء كل ما يمس رؤساءهم وشيوخهم ، كما هو مذكور فى بداية خبر سوسنَّا: "وعُيِّنَ للقضاء فى تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلَّم الرب عنهما أنه خرج الإثم من بابل من القضاة والشيوخ". ويقدِّم أمثلة من الإنجيل لتأكيد ما يقوله ، حيث يخاطب السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله: "لكى يأتى عليكم كل دم زكى سُفكَ على الأرض من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (مت 23: 35) فالسيد المسيح هنا يتكلم عن وقائع حدثت ، كما يكتب أوريجانوس ، ومع ذلك لم تُذكر فى العهد القديم. ثم يتساءل: أين جاء فى الأسفار المقدسة شىء عن الأنبياء الذين قتلهم اليهود؟ ثم يورد أوريجانوس مثلاً آخر من رسالة العبرانيين: "آخرون تجرَّبوا .. .. نُشروا ، جُرِّبوا ماتوا قتلاً بالسيف" (عب 11: 36و37). لأنه معروف فى التقليد اليهودى خارجاً عن الأسفار العبرية أن إشعياء النبى فقط هو الذى نُشر بالمنشار.“
        فعلى الرغم من أن بولس يذكر أنهم كثيرون من الأنبياء الذين نُشروا بالمناشير ، لا يذكر العهد القديم نبيًا واحدًا ، ولا حتى إشعياء الذى يعترف التقليد اليهودى أنه مات منشورًا!!
        وأنقل رده على أفريكانوس بشأن قصة سوسنا ، وهو نموذج يكفى للغرض: ” في الرد علي ذلك أقول لك, ما ينبغي أن نفعله مثل كل هذه الحالات وليس فقط في حالة قصة سوسنة, تلك القصة التي نجدها في كل كنائس المسيح في النسخة اليونانية التي يستخدمها اليونانيون , ولكن لا توجد في النسخة العبرية, فلا تحتوي النسخة العبرية أيضا علي الفقرات التي قلت إنها في آخر الكتاب، تلك التي تتحدث عن الصنم بال والتنين. ليست فقط تلك الفقرات بل آلاف الفقرات, ولقد أدركت ذلك عندما كنت بإمكانياتى الصغيرة أجمع النسخة العبرية مع نسختنا.“ (ترجمة محمود أباشيخ http://www.burhanukum.com/content/view/130/37/
        ويعترف بذلك القديس أغسطينوس ، فقد جاء فى تفسير هنرى واسكات فى المجلد الأول نقلاً عن (دلائل تحريف الكتاب المقدس ص32-33): “إن القديس أغسطينوس كان يقول: إن اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية فى إبان الأزمنة القديمة الذين قبل زمن الطوفان وبعده إلى زمن موسى  ، وفعلوا هذا بعد المسيح لتصبح الترجمة اليونانية غير معتبرة ، ولعناد الدين المسيحى. ومعلومًا أن الآباء القدماء المسيحيين كانوا يقولون مثله ، وكانوا يقولون إن اليهود حرفوا التوراة فى سنة مائة وثلاثين ميلادية“.
        * * *
         اعتراف جيروم بتحريف الكتاب المقدس:
        مقدمة كتاب أسئلة العبرانيين ترجمها إلي العربية محمود مختار أباشيخ:
        ”سوف أجعل هدفي الأول هنا أن أشير إلي خطأ من يشكون في [عدم] وجود أخطاء في النسخة العبرية، أما هدفي الثاني فهو تصحيح تلك الأخطاء ومن الواضح أن الأخطاء انتقلت إلي النسخة اليونانية واللاتينية بسبب اعتمادها علي المرجع الأصلي الخاطئ، وبالإضافة إلي ذلك، سوف أقوم بتوضيح الأشياء والأسماء والبلدان صرفيا ( أي إعادة الكلمات إلي أصلها) وذلك إن كانت ليست واضحة في اللاتينية، ويكون ذلك بإعادة صياغتها باللغة الدارجة.
        ولكي يسهل علي الدارسين معرفة ما قمت به من تصحيحات، أقترح في البدء أن نحدد القراءة الصحيحة، وأنا قادر علي فعل ذلك الآن، ثانيًا: ثم بعد ذلك نأتي بالقراءات اللاحقة ونقارن بما حددنا في الأول، ثم نشير علي ما أنقص، أو أضيف أو بدِّل، وليس هدفي من هذا كما يدعِ علي الحساد أن أدين الترجمة السبعينية ولا أقصد بعملي أن أنتقص من مترجمي النسخة السبعينية ولكن الحقيقة هي أن ترجمتها كانت بأمر من الملك بطليموس في الإسكندرية، وبسبب عملهم لحساب الملك، لم يرد المترجمون أن يذكروا كل ما يحتويه الكتاب المقدس من الأسرار خاصة تلك التي تعد لمجىء المسيح، خشية أن يظن الناس أن اليهود يعبدون إله آخر لأن الناس كانت تحترم اليهود في توحيدها لله بل إننا نجد أن التلاميذ وأيضًا ربنا ومخلصنا وكذلك الرسول بولس استشهدوا بنصوص من العهد القديم ونحن لا نجدها في العهد القديم، وسوف أسهب في هذا الموضوع في مكانه المناسب.
        كما أن يوسفوس المؤرخ اليهودي أخبر أن المترجمين ترجموا فقط أسفار موسى الخمسة ومن الواضح أن الأسفار الخمسة أكثر الأسفار انسجاما من نسختنا بينما ترجمات أكيلا ، سيمشيس [سيماخوس] وثيودوشن تختلف اختلافا كبيرا عن النسخة التي نستخدمها.“
        مقدمة القديس جيروم بالإنجليزية علي الروابط التالية
        http://www.ccel.org/fathers/NPNF2-06...s/hebquest.htm
        http://www.theworkofgod.org/Bible/Sermons/SJerome.htm
        * * *
         اعتراف القديس جاستن مارتن بتحريف الكتاب المقدس:
        ففى الفصل 71 من حوار مع تريفو (Dialogue with Trypho) يقول القديس جاستن مارتن: ”وأنا بعيد كل البعد من أن أضع ثقتي في معلميك (اليهود) الذين يرفضون الإعتراف بالنسخة السبعينية، التي ترجمها السبعون بأمر من بطليموس ملك مصر. وأخذوا في تلفيق نسخة أخري. وأرغب منك أن تدرك أنهم حذفوا كليًة نصوصًا كثيرة من تلك النسخة التي ترجمها السبعون. إن هذا الرجل الذي صلب عبر عنه بتعبيرات تثبت أنه إله وإنسان وأنه يصلب ويموت. ولأني أعلم أنكم لا تقرون بذلك فسوف أتجنب تلك النقاط وسوف أناقشك معتمدًا علي النصوص التي مازلتم تعترفون بها.“
        ويعترف فى الفصل 72 بحذف نصوص من سفر عزرا وإرميا ، ويُنصح بقرائة الترجمة كاملة على موقع:
        http://www.rudood.com/rd/modules.php...rder=0&thold=0
        إن الكثير من المواضع التى استشهد بها جستين الشهيد واحتج بها على تريفون اليهودى حذفها اليهود وأسقطوها من كتابهم ، يشير إلى ذلك اللاهوتى واتسن فى المجلد الثالث من تفسيره ، وهو نقل مؤلفه عن رسالة الإلهام المأخوذة من تفسير بنسن، فيقول فى ص32 ج3: ”إنه من المؤكد لدينا دون شك أن المواضع التى احتج بها جستن على اليهود فى مناظرته إياهم قد أسقطوها فى عهد جستن وأرينايوس، وقد كانت موجودة بالكتاب المقدس ، ولكنها غير موجودة الآن ، مثل الموضع الذى كان بسفر إرميا ، وكتب عنه الدكتور كريب فى حاشية ارينايوس: إنه من المعروف أن بطرس لما كتب الآية 4-6 من رسالته كانت تلك البشارة فى خياله“. (دلائل تحريف الكتاب المقدس ج4 ، ص10)
        وحتى لا أتركك عزيزى المسيحى بين مصدق ومكذب أسوق إليك هذا المثال من الكتاب الذى تؤمن بقداسته: جاء فى سفر الملوك الأول 22: 38 والذى يقول (وحملوا جثته إلى السامرة ودفنوها هناك وغسلوا المركبة فى بركة السامرة فلحست الكلاب دمه كما قال الرب ، وفى الماء الملون بدمه اغتسلت البغايا.)، وقد علق هامش الترجمة العربية المشتركة والمعتمدة لدى الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت على هذه النبوءة بقوله: ”لم يحتفظ العهد القديم بهذه النبوءة المتعلقة باغتيال البغايا“.
        أما بالنسبة لرسائل أغناطيوس فيقول أندرو ميلر فى (مختصر تاريخ الكنيسة ص108): “وقد تشكك البعض فى صحة مصدر الرسائل المنسوبة إلى أغناطيوس ، بينما افترض البعض الآخر أنه قد حدث الكثير من التحريف فيها لصالح أغراض خاصة” فكيف يكون لهذا الكتاب سند ، بينما يتشكك علماؤكم وشهود العيان فى بعض الكتب المعتبرة عند البعض الآخر؟
        ويقول (يوسابيوس ك9 ف5 ص408) عن التحريف بموافقة الإمبراطور، وكيف فُرض قسرًا على الشعب: ”وإذ زوروا سفرًا عن أعمال بيلاطس ومخلصنا ، مليئًا بكل أنواع التجديف على المسيح ، أرسلوه بموافقة الإمبراطور ، إلى كل أرجاء الإمبراطورية الخاضعة له ، مع أوامر كتابية تأمر بأنه يجب تعليقه علنًا أمام أنظار الجميع فى كل مكان، فى الريف والمدن،وأن المدرسين يجب أن يعلموه لتلاميذهم، بدلاً من دروسهم العادية، وأنه يجب دراسته وحفظه عن ظهر قلب“.
        بل قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئًا لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس ك6 ف25)
        وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: “قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئًا إلى جميع الكنائس ، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
        * * *
         اعتراف جوش ماكدويل بأن الأسفار الخمسة الأولى لم يكتبها موسى:
        ويقول جوش ماكدويل فى كتابه (برهان جديد يتطلب قراراً) ص459 تحت عنوان (الإختلاف الداخلى): “هذه الاختلافات الداخلية تؤيد بشدة من فرضية أن التوراة كتبه أشخـاص مختلفون في أزمنة مختلفة ، وكل منهم لديه وجهـة نظـره الفردية وتكنيكـه الخـاص ، وهذا جـديـر بالتصديق أكثر بكثير من الاعتقاد بأن هناك رجلاً واحدًا مسئولاً عن عمل يتسم بكـل هذا التنــوع والاختـلاف كمـا فـي التـوراة”.
        ويقول ص457: “ومن المحتمل تمامًا أن العديد من الأجزاء الصغيرة أو المنفصلة فى النص العبرى كتبها الكهنة للحفظ ثم بعد فترة طويلة تمَّ تجميع أجزاء المخطوط ضمن بعض الكتابات الموسوية ، وتجمَّعت معًا فى درج واحد”.
        أليس هذا هو التحريف؟ أليس هذا هو نوع من التدليس أن يُنسب كتاب إلى مؤلف لا علاقة له به لإعطائه غطاءًا شرعيًا؟ أبعد كل هذا تُسمونه كتابًا مقدسًا، وكلمة الله، ووحى الله؟ فهل يُقدِّس الرب الكذب والتدليس؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أليس هؤلاء هم من نوعية الكهنة الذين قال فيهم الرب: (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
        * * *
         اعتراف مقدمة الكتاب المقدس بالتحريف:
        يقول المدخل إلى سفر التكوين من الكتاب المقدس للآباء ******يين تحت عنوان (مصادره) ص66: ”لم يتردد مؤلِّفو الكتاب المقدس ، وهم يروون بداية العالم والبشرية ، أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم ، ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية الكنعانية. فالاكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركة بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَميَّة والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة وأوغاريت.“
        فهل مازلت عزيزى القارىء تحتاج إلى براهين أكثر من ذلك؟
        ويبرهن مدخل الكتاب المقدس للآباء ******يين ص13 وجود هذه الأخطاء قائلاً: ”واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“
        ويواصل مدخل الكتاب المقدس (ص13) قائلاً: ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطًأ.“
        ويواصل (ص13) قائلاً: ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“
        وهكذا يُطلقون على التحريف زخرفة وتجميل!!!
        وجاء فى دائرة المعارف البريطانية والتى هى المرجع الثانى للنصارى بعد كتابهم المقدس، نظرًا لأنها لا تمثل رأى عالم أو رأى جهة ما، أو رأى طائفة معينة، بل هى تمثل حضارة وتراث أمة، جاء فيها (أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس إذ أن التغيرات الهامة قد حدثت عن قصد مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها) ج2-ص519-521 .
        وجاء فى مقدمة النسخة القياسية المنقحة لترجمة الملك جيمس والتى هى المرجع الأم لكل النسخ والترجمات بشتى اللغات (ولكن نصوص الملك جيمس بها عيوب خطيرة جدا وأن هذه العيوب والأخطاء عديدة وخطيرة مما يستوجب التنقيح فى الترجمة الإنجليزية)
        وقد جاء فى مقدمة الترجمة ******ية للكتاب المقدس فى أثناء تحدثها عن نص العهد القديم وتناقله (ص52) الآتى: ”كثيرا ما وقع التباس فى النصوص الكتابية ، لأن الكتابة العبرية غالبا ما تُهمَل فيها الحركات ، وفى القرن السابع اهتدى الباحثون إلى وسيلة واضحة لكتابة الحركات، وللإشارة إلى علامات الفصل فى الجُمَل، عن طريق النقاط والخطوط“.
        وجاء فى مقدمة الترجمة ******ية للكتاب المقدس (ص53): ”لا شك أن هنالك عددًا من النصوص المشوَّهة التى تفصل النص المسورى الأول عن النص الأصلى. فمن المحتمل أن تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبهها وترد بعد بضعة أسطر، مهملًة كلّ ما يفصل بينهما. ومن المحتمل أيضًا أن تكون هناك أحرف كتبت كتابة رديئة فلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينها وبين غيرها. وقد يُدخل الناسخ فى النص الذى ينقله، لكن فى مكان خاطىء، تعليقًا هامشيًا يحتوى على قراءة مختلفة أو على شرح ما. والجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا، بإدخال تصحيحات لاهوتية، على تحسين بعض التعابير التى كانت تبدوا لهم معرَّضة لتفسير عقائدى خطِر.“
        وفى ص68 يقول فى هامشه عن الرواية الأولى لخلق العالم: ”تُنسب هذه الرواية إلى المصدر "الكهنوتى" ... ... والنص يستند إلى علم لا يزال فى عهد الطفولة. فلا حاجة إلى التفنُّن فى إقامة التوافق بين هذه الصور وعلومنا العصرية.“
        أعتقد أن الكاتب لو قصد أن هذا العلم الذى كان ”لا يزال فى عهد الطفولة“ علم الله فهو كافر! ولا يصح أن يُؤخذ عنه دين أو عقيدة أو تفسير. أما إذا كان يقصد تأريخ وتقييم هذه الرواية فى ضوء العلم الحديث فهو ينفى انتساب هذا الكتاب لله!! أما إذا كان يقصد عقول البشر، وعدم تحملها الدين كاملاً، فقد اعترف بالنسخ فى عقيدته ، ولا يقول عاقل بوقوع النسخ فى العقيدة، وحكم بجهل الأنبياء السابقين بأصل دينه ، وحكم على إلهه الذى ما جاء لينقض القديم بالعقل الطفولى!!
        وفى ص71 يقول فى هامشه عن الفقرة 10 إلى 14: ”هى توسُّع ، ولعل المؤلِّف اليَهْوى هو الذى أدخلها هنا معتمدًا مبادىء قديمة عن شكل الأرض.“
        فهل تفهم معنى كلمة (توسُّع) وكلمة (أدخلها) عزيزى القارىء؟ أى إن هذا النص غير موحى به، لقد لعبت فيه أيدى الكُتَّاب ومعتقداتهم الشخصية التى قتلوا من أجلها الأنبياء. وهل يُمكننا أن نقول بعد ذلك أن هذا السفر أوحاه الرب ، إلا إذا كان هناك إله طفل ذو علم طفولى؟
        ويقول ص77 عن الإصحاح السادس (بنو الله وبنات الناس) ”يعود المؤلِّف إلى أسطورة شعبية عن جبابرة (فى العبرية "نفيليم") يُقال إنهم ولدوا من زواج بين كائنات بشرية وكائنات سماوية. وهو لا يبدى رأيه فى قيمة هذا الاعتقاد ويُخفى وجهه الأسطورى ، فيقتصر على التذكير بهذا الجنس الوقح من الجبابرة ، كمثل للفساد المتزايد الذى سوف يُسبب الطوفان“.
        أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحًا وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: (أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض ، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى ، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع ، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها ، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقينًا ، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه ، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى ، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى).
        وتقول مقدمة الكتاب المقدس للآباء ******يين ص12-13: ”ليس فى هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه ، بل هى كلها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التى خطتها يد المؤلف نفسه أو أملاها إملاءً. .. .. .. إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية ، ولكن عددها كثير جداً على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو والألفاظ أو ترتيب الكلام ، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها. .. .. .. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه. يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً ، عن حُسن نية ، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً. ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ. ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصَّاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:03 م.

        تعليق

        • abubakr_3
          مشرف عام

          • 15 يون, 2006
          • 849
          • مسلم

          #5
          يقول جون فنتون مفسر إنجيل متى وعميد كلية اللاهوت بلينشفيلد بأنه لا يوجد دليل على أن متى هو اسم التنصير للاوي، ويرى أنه من المحتمل "أنه كانت هناك بعض الصلات بين متى التلميذ والكنيسة التي كتب من أجلها هذا الإنجيل، ولهذا فإن مؤلف هذا الإنجيل نسب عمله إلى مؤسس تلك الكنيسة أو معلمها الذي كان اسمه متى، ويحتمل أن المبشر كاتب الإنجيل قد اغتنم الفرصة التي أعطاه إياها مرقس عند الكلام على دعوة أحد التلاميذ، فربطها بذلك التلميذ الخاص أحد الاثني عشر (متى) الذي وقره باعتباره رسول الكنيسة التي يتبعها". ولو علمت أيضاً أن أصل إنجيل متى العبرانى أو الآرامى قد فقد ، تصيبك الدهشة أكثر وأكثر.
          وأعتقد أن فى هذا الكفاية لإثبات التحريف بأقوال علماء اللاهوت والكتاب المقدس ودوائر المعارف العالمية ومقدمات الكتاب المقدس، ويبق لنا عدة نصوص يعترف فيها الرب نفسه بتحريف كتابه، بل ويرفض أنبيائه الكذابين، المدلسين، ويُقر أنهم مدعيى النبوة وأنه لم يرسلهم بأى كتاب ، بل تناقلوا هذا الكلام شفاهة من أفواه بعضهم البعض.
          ولن أستطيع أن أذكر كل النصوص ، ولكننى سأكتفى ببضعة منها فقط:
          اعتراف الرب بتحريف كتابه:
          لقد أوكل الرب حفظ كتابه لليهود، وأمرهم ألا يزيدوا عليه، أو ينقصوا منه فقال:
          (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ».) التثنية 12: 32
          (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟».) أعمال الرسل 7: 53
          (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ.) رومية 3: 1-2
          اقرأ عزيزى الباحث عن الحق: كم من مرة يُقرر الرب ويؤكد أنه برىء من هذا الكتاب. فقال:
          1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
          2) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
          3) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به، يحرفه غير المؤمنين، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5
          4) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16
          5) (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ.) إرمياء 23: 31
          6) (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
          7) (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
          8) (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.) إرمياء 23: 30
          9) (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9
          10) (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
          11) (32فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ.) إرمياء 36: 32
          أليس هذا ما يحكيه كتابكم؟ فكيف لم يحفظ الرب كتابه إرمياء؟ لأنه بكل ببساطة لم يتعهَّد بحفظه لكم ، بل أوكل لكهنتكم حفظه. ولاحظ ما قاله النص من أنه (وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ)!!
          12) (6رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ, وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ.) حزقيال 13: 6
          والأمر تعدى وجود تحريفات فى الكتاب ، إلى وجود من يدَّعى أنه يوحى إليه ، ويؤلف كتابًا ينسبه لله. لا يوجد سفر فى الكتاب عُرفَ كاتبه على وجه اليقين. وهذا ما شهد به لوقا أيضًا فى افتتاحية إنجيله ، وشهد به بولس أيضًا.
          13) (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7
          14) وتتضح نية بنى إسرائيل السيئة فى تحريف كلمة الرب فى قوله لعاموس ، وذلك عن طريق إفساد الأنبياء وأخلاقهم: (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12
          ولننظر فى تحريف كلمة واحدة ومدى تأثيرها على العبادة، وكنت قد ذكرت شيئًا عنها فى بداية مقالى هذا. يقول القس الدكتور إميل إسحاق عن قبلة العبادة بين اليهود العبرانيين والسامريين، ونقصد به ما جاء فى (التثنية 27: 4) من أن اسم الجبل الذى أمر الرب بنى إسرائيل ببناء الحجارة عندها. فهو عيبال فى التوراة العبرانية، وغيرتها التوراة السامرية واللاتينية إلى جرزيم (الترجمة العربية المشتركة هامش 27: 4 من سفر التثنية ص247).
          العبرية: جبل عيبال وهو جبل للعن وهو أجرد يابس.
          اليونانية: جبل عيبال هو جبل البركة ، وبنى عليه مذبح للرب (تثنية 26: 11)
          السامرية: جبل جرزيم وهو جبل مناسب للبركة لكثرة مياهه.
          وعن هذا يقول الدكتور القس إميل إسحق ص33-34: ”وأهم فروق التوراة السامرية عن النص الماسورى العبرانى هى التى تنبع من العقيدة السامرية. فالجبل المقدس عند السامريين هو جبل جرزيم .. .. ولذلك فإن التوراة السامرية عند الكلام عن بناء المذبح الذى أمر به الرب (تثنية 27: 4-8) تستبدل المكان وتجعله فى جبل جرزيم بدلاً من جبل عيبال.“
          ولم ينتهِ الدكتور القس بل ذكر فروقًا أخرى فقال: ”وهناك تطويل فى بعض المواضع من التوراة السامرية بإضافة نصوص تتعلق بنفس الموضوع مأخوذة من مواضع أخرى من التوراة. فمثلاً الإضافة فى الوصايا العشر بعد الخروج 20: 17 مؤسسة على نصوص سفر التثنية 27: 2-3 ، 4-7 ، 11: 30“ .
          وأعتقد أن هذا اعتراف كاف من الدكتور القس بعدم معاملة هؤلاء الناس لكتابهم معاملة المؤمن لكتاب الله ، هذا إن كانوا يعتبرونه فى داخل نفوسهم كتاب الله.
          والأكثر من ذلك هو وجود تحريفات حدثت فى الكتاب المقدس ، وذلك بلإضافة كتبًا كاملة إلى الكتاب. فقد اختلف الكتاب الذى يقدسونه فى القرن الرابع والخامس عما هو عليه الآن فى القرن الواحد والعشرين. ونلمس ذلك فى النسخة السكندرية والفاتيكانية والسينائية.
          فالكتاب المقدس فى النسخة السكندرية كان يحتوى على أسفار المكابيين الثالث والمكابيين الرابع ، ورسالة أكليمندس الأولى ، وأكليمندس الثانية ، وكلها حُذفت من النسخة الحالية.
          وتحتوى النسخة الفاتيكانية على صلاة منسى والمكابيين ، وقد حُذفوا من الكتاب المقدس الحالى. وإذا فتحت عزيزى المسيحى كتابك الحالى لوجدت به رسالة تيموثاوس الأولى و تيموثاوس الثانية وسفر الرؤيا ورسالة ثيطس ، وهذه الأسفار لا وجود لها فى النسخة الفاتيكانية.
          وتحتوى النسخة السينائية على رسالة برنابا ، وسفر الراعى لهرماس ، وسفر الرؤيا، والوصايا الاثنى عشر، والأمثال العشرة، وطوبيت المطوَّل، وهو يختلف عن سفر طوبيا الموجود فى المخطوطات الأخرى. هذا بالإضافة إلى اختلافات عديدة بين نصوص الكتب نفسها، ومثال لذلك نص المرأة الزانية فى إنجيل يوحنا، وخاتمة إنجيل مرقس 16: 9-20.
          قد يظن قارئى العزيز أن التحريف تم فقط بإضافة آيات تعضد موقف الكنيسة العقائدى ، بل إن هناك العديد من الآيات التى حُذفت من العهد الجديد ، وأكتفى هنا بتبيان هذه الآيات فى الطبعات الإنجليزية المختلفة ، حيث إننى ذكرت الكثير منها فى الطبعات العربية المختلفة فى كتابى (المناظرة الكبرى مع القمص زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)، الذى لم يرد عليه، ولن ترد عليه الكنيسة أيضًا، سواء كانت الأرثوذكسية بشقيها الخلقدونى والغير خلقدونى، أو الكنيسة الكاثوليكية أو البروتستانتية. فمن أراد الاستزادة فليرجع إليه. وأنصح أعزائى المسيحيين بقرائته ، ومواجهة القساوسة بما فيه للحصول على إجابات شافية ، موثقة. ولا تكتف بإجاباتهم ، بل ابحث عن الحق فى كل كتاب ، وبكل لغة. وسوف أنقل هذا من موقع http://www.av1611.org/biblewrd.html إعداد Terry Watkins:
          يبدأ تيرى موضوعه باقتباس فقرة إنجيلية تُحث المسيحى على أنه لا حياة بالخبز فقط ، بل أيضًا بكلمة الله: (4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ».) لوقا 4: 4،
          فقد حذفت الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت عبارة (بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ)، وشاركتها فى ذلك الترجمة السوعية لعام 2000.
          وهو يريد هنا أن يتهكَّم أو يتساءل: هذا ما قاله الرب للشيطان ، وبناءًا عليه أظهر الشيطان استسلامه لإجابة يسوع. فكيف انتصر الشيطان فى النهاية ، وحُذفت كلمة الرب من كتابه؟ وكيف نحيا بكلمة الرب إذا كانت قد حُذفت أو تغيَّرت؟ فهل أنتم تؤمنون حقًا أن هذه الآيات كلمات الله؟
          ثم يسوق قول لوقا 8: 11-12 (11وَهَذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ 12وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا.)
          لقد أصبح الشيطان قادرًا ليس فقط على سلب كلمة الرب من قلوب المؤمنين بها، بل من كتابه نفسه. ولا غرابة فى ذلك! ما المشكلة؟ لقد خطف الشيطان الرب واعتقله فى الصحراء لمدة أربعين يومًا، وما استطاع فيها الإله الفكاك. وعندما تركه الشيطان ، تركه إلى حين: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-11
          ولم يستطع ملك من ملائكة الرب الإقتراب من الرب والشيطان وتخليص الرب منه: (11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.) متى 4: 11
          NIV = The New International Version
          NASV = The New American Standard Bible
          NKJV = The New King James Version
          RSV = The Revised Standard Version
          NRSV = The New Revised Standard Version
          NCR = The
          LIV = The
          الآيات التى تم استبعادها من الكتاب المقدس:

          اسم الترجمة  NIV NASV NKJV RSV NRSV NCV LIV
           VERSE
          متى 12: 47 هامش حُذفت هامش
          متى 17: 21 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت هامش
          متى 18: 11 حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت هامش
          متى 21: 44 هامش حُذفت هامش هامش
          متى 23: 14 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت
          مرقس 7: 16 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
          مرقس 9: 44 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
          مرقس 9: 46 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
          مرقس 11: 26 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
          مرقس 15: 28 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت هامش
          مرقس 16: 9-20 هامش هامش هامش حُذفت هامش هامش هامش
          لوقا 17: 36 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت
          لوقا 22: 43 هامش هامش هامش حُذفت هامش
          لوقا 22: 44 هامش هامش هامش حُذفت هامش
          لوقا 23: 17 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
          لوقا 24: 12 هامش حُذفت هامش
          لوقا 24: 40 حُذفت حُذفت هامش
          يوحنا 5: 4 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت هامش
          يوحنا 7: 53-8: 11 هامش هامش حُذفت هامش هامش هامش
          أعمال 8: 37 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت هامش
          أعمال 15: 34 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
          أعمال 24: 7 حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
          أعمال 28: 29 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
          رومية 16: 24 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت
          2كو 13: 14 حُذفت
          يعقوب 1: 8 حُذفت حُذفت

          The New King James Version (NKJV) referenced is the #401, Thomas Nelson Publishers, 1979, 1980, 1982, with footnotes.
          http://www.av1611.org/biblevs.html
          فكيف سنحيا بكلام الرب وقد حذف الشيطان بعضه؟
          * * *
          أما الزعم أنه كان قبل الإسلام العديد من التراجم ، عبر عنها الأنبا شنودة بأنه كانت مترجمة إلى كل لغات العالم فأقول له، إن هذا التعبير وهذه المعلومة غير صحيحة بالمرة. وهذه الترجمات قد تعرضت أيضًا للتحريف ، فها هو أستاذ اللاهوت هورن يقول فى الجزء الرابع من تفسيره ص463 عن ترجمة جيروم: ”وقعت التحريفات والإضافات الكثيرة فى هذه الترجمة اللاتينية الشعبية من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر“.
          وسأذكر لك تاريخ صغير لترجمة الكتاب المقدس باللغة اليونانية التى يفهمها الناس، وكيف حاربت الكنيسة الأرثوذكسية هذه التراجم:

          صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب

          يُقال إن اليونان هى ”مهد حرية الرأى“. وفى الحقيقة هذا رأى خاطىء، يجب علينا أن نتتجنبه. لقد مرت ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة التى يفهمها الإنسان البسيط بصراع طويل ومرير فى نفس الوقت. فمن الذى حارب صدور ترجمة يونانية يفهمها الرجل البسيط؟
          لن تصدق! إنهم رجال الدين أنفسهم!!
          إنهم نفس الرجال الذين يريدون نشر كلمة الرب وتعليمها الشعب!
          إنهم رجال الدين الذين يريدون احتكار هذا الدين وهذا الكتاب لأنفسهم!
          إنهم رجال الدين الذين تصارعوا وتحاربوا وقتلوا وقُتلوا من أجل تمرير كتاب يريد البعض أن يجعله مقدسًا ، وينسبه للرب ، ولا يريد الآخر ذلك!!
          إنهم رجال الدين الذين تقاتلوا من أجل تعريف محدد لشخص يسوع أو أمه فى مجمع نيقية والمجامع التى تلتها!!
          إنهم رجال الدين الذين كذبوا على شعوبهم وأبادوا الكثير من خلق الله فى حروب الرب المقدسة ، سواء كانت ما تُعرف باسم الحروب الصليبية ، أو غيرها!!
          فما هى المصلحة التى يجنيها هؤلاء من وراء منع وجود كتاب مقدس بأيدى الناس يسترشدون به فى حياتهم ، ويعرفون من خلاله أوامر الرب ونواهيه؟
          قد يظن البعض أنه توجد لغة يونانية واحدة ، وهى التى يتكلمها شعب اليونان. وهذا صحيح بشرط ألا ننسى أنه مرت على اللغة اليونانية أزمنة تغيرت فيها اللغة تمامًا ، حتى أصبحت اللغة التى مر عليها عدة قرون لا يفهمها الناس. ومن ثم تدعوا الحاجة إلى وجود تحديث لهذه اللغة وللكتب التى يتعلم منها الناس ، وإلا لأدى هذا إلى انتشار الجهل بينهم ، ولكان وصف القرآن لا يحيد عنهم: فسيكونون حينئذ كالأنعام تحمل أسفارًا ، لا تفهم ما بها.
          ففى الحقيقة يجب أن يعرف الناس أن اليونانية التى كتبت بها الترجمة السبعينية للعهد القديم لتختلف اختلافًا بيِّنَا عن اللغة اليونانية التى يتحدثها الشعب اليونانى اليوم. فمنذ حوالى 600 عام (أى عام 1400 تقريبًا) أصبح اليونانى لا يفهم هذه اللغة التى كتب بها كتابهم المقدس تمامًا. وأصبحت بالنسبة لهم لغة أجنبية يجب عليهم تعلمها ، مثل الإنجليزية أو العربية. فقد حلت تعبيرات جديدة محل القديمة ، وتغيرت مفردات الثروة اللغوية، وقواعد النحو وكيفية بناء الجملة بصورة تامة.
          فهل تترك القراءة وتتفكر ماذا يعنى هذا وتتدبره؟
          إن هذا لا يعنى إلا أنه ظل الكتاب الذى يقدسونه مهجورًا ، لا يعرف عنه العامة شيئًا مدة من الزمان تقدر ب 1700 عام ، حيث صدرت السبعينية فى القرن الثالث قبل الميلاد. ولن تنتهى حرب رجال الدين على صدور ترجمة مفهومة واحتكارهم فهم الكتاب الذى يقدسونه إلا فى بداية القرن العشرين ، أى 23 قرنًا من الجهل والتجهيل ، وعدم وجود كتاب بين أيدى العامة!! فهل تدبر القارىء تجهيل رجال الدين لهم ، فى طرحهم لسؤال: كيف يُحرف الكتاب المقدس؟ فهل جمعوا كل النسخ التى بأيدى الناس وغيروا ما بها؟ فلم يكن بأيدى الناس نسخًا من الكتاب الذى يقدسونه!!
          ولكننا لا نريد أن نجور على حق بعض المترجمين، ولا نهمل بعض الجهود التى بُذلت فى سبيل وجود ترجمة بين أيدى الناس أو حتى المتخصصين. فمجموعة المخطوطات التى ترجع إلى ما بين القرنين الثالث والسادس عشر تُظهر أنه تمت جهودًا كبيرة لترجمة السبعينية إلى اليونانية الحديثة التى يفهمها الناس آنذاك.
          وهذا لا يعنى إلا أن لغة السبعينية أصبحت غير مفهومة منذ القرن الثالث الميلادى. ويتملكك العجب وتتساءل: هل منذ القرن الثالث الميلادى إلى بداية القرن العشرين كان يُحرم الأرثوذكس على اليونانيين وجود ترجمة للسبعينية بين أيدى الناس بلغة يفهمونها؟ وكل ذلك على الرغم من وجود تراجم أخرى بلغات أخرى منذ القرن السادس عشر، واكتشاف الطباعة فى القرن السادس. بمعنى أن هناك فترات زمنية ليس للكنيسة حجة فى نسخ الكتب سواء باليد أو عن طريق الطباعة.
          ففى القرن الثالث قام أسقف نيو قيصرية جريجور (حوالى 213-270) بترجمة كتاب الجامعة من السبعينية إلى لغة يونانية مبسطة.
          وفى القرن الحادى عشر ترجم طوبيا بن إليعازر ، وهوأحد اليهود القاطنون فى مقدونيا ، أجزاء من الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم من السبعينية إلى اللغة اليوانية المستعملة فى عصره. واستخدم فى ذلك الكتابة العبرية للقارىء اليهودى القاطن فى نفس البلد، والذى لم يكن يتكلم إلى اليونانية ، ولكنه لا يقرأ إلا الحروف العبرية. ولم تُنشر ترجمة كاملة للأسفار الخمسة الأولى لهذه النوعية من التراجم إلى فى القسطنطينية عام 1547م. واستمر هذا التجهيل للشعب حتى بعدما وقعت المناطق الناطقة باليونانية تحت السايدة العثمانية فى القرن الخامس عشر.
          أى إن الإسلام تسبب فى فتح أعين اليهود والنصارى على واقع كتبهم، وهذا يُضاف إلى قائمة فضل الإسلام على نصارى ويهود المناطق التى فتحها.
          وعلى الرغم من تمتع الكنيسة الأرثوذكسية بمميزات كثيرة فى ظل الحكم العثمانى، إلا أنها أهملت رعاياها وتركتهم فى جهلهم يحيون حياة القروى البائس. وهذا ما قاله الكاتب اليونانى توماس شبيليوس. لقد لاحظ أن ”الهدف الكبير للكنيسة الأرثوذكسية ونظامها التعليمى يتمركز حول حماية متناولى القربان المقدس لديهم من تأثير الدعاية الكاثوليكية والإسلامية. الأمر الذى جعل التعليم فى اليونان يسير فى محله دون أدنى تقدم“.
          كما تمت 18 ترجمة مختلفة لسفر المزامير فى الفترة ما بين 1543 إلى عام 1835 إلى اللغة اليونانية التى يفهمها الشعب اليونانى.
          وكان أول من ترجم الكتاب المقدس للمسيحيين كاملاً إلى لغته اليونانية السائدة فى عصره هو الراهب اليونانى ماكسيموس الكالبوليتى عام 1630. وقام بهذا العمل تحت إشراف كيرولس لوكاريس بطريارك القسطنطينية وحمايته. ويُعرف عن هذا البطريارك أنه كان يريد إصلاح الكنيسة الأرثوذكسية. إلا أن لوكاريوس كان له أعداء كثيرون من داخل الكنيسة نفسها، وهم الذين أجهضوا هذه المحاولة، ورفضوا وجود ترجمة للكتاب المقدس باللغة اليونانية التى يفهمها الشعب. فاتهموه بالخيانة العليا ، وخُنق باليد.
          ولا يسعنى هنا إلا أن أذكر أن هؤلاء بعيدون كل البعد عن التعاليم التى نسبت ليسوع ، والتى تنادى بمحبة الآخرين ولو كانوا الأعداء أنفسهم: (39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. ........ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 39-44
          إلا أنه فى عام 1638 تم طباعة 1500 نسخة من ترجمة ماكسيموس ، وبسبب هذه الترجمة أصدر المجمع الكنسى المنعقد عام 1672 ، أى بعد مرور 34 عام من صدور هذه الطبعة ، قرارًا يقضى بأنه ”لا يُسمح بقراءة الكتاب المقدس لكل إنسان، ولا يُسمح بذلك إلا لأولئك الذين تلقوا الدراسة الضرورية للتعمق فى روح هذه المعانى“. وهذا لا يعنى إلا تحريم قراءة الكتاب المقدس إلا على رحال الكهنوت المثقفين فقط!!
          وفى عام 1703 حاول الراهب اليونانى سيرافيم ، (وترجع جذور نشأته إلى جزيرة ليسبوس)، تنقيح ترجمة ماكسيموس وإعادة نشرها ، وعندما لم يتلق الدعم الذى وعده به البلاط الملكى الإنجليزى ، قام هو بطبعه على نفقته الشخصية ، وقد أوضح سيرافيم فى خطاب حماسى ملتهب أهمية أن يقرأ الكتاب المقدس كل مسيحى مؤمن، واتهم القيادة العليا للمسيحية بالتستر على التصرفات الخاطئة ، الأمر الذى يؤدى إلى غياب الشعب فى جب الجهل.
          وكما كان متوقعًا، فقد قُبضَ عليه فى روسيا بتدبير من أعدائه الأرثوذكس، ونفى محرومًا إلى جزيرة سيبريا ، حيث مات هناك عام 1735م.
          ولا يستطيع إنسان تخيل مدى اشتياق الشعب اليونانى آنذاك إلى وجود كتاب مقدس يقرأ فيه كلمة الرب التى يؤمن بها!! ولكن هيهات هيهات فى وجود رجال الكهنوت الذين يستفيدون من جهل شعوبهم! ونلمس هذا الاشتياق من تعبير كتبه فيما بعد أحد رجال الدين اليونانيين بمناسبة صدور نسخة منقحة لترجمة ماكسيموس. فقد قال: ”لقد تلقى اليونانيون الكتاب المقدس بكل مشاعر الحب والاشتياق، وقرأوه، وأحسوا كم ارتاحت أرواحهم من العذاب الذى كان يؤرقها من عدم وجوده، وازدادوا إيمانًا على إيمانهم ....“.
          إلا أن قادتهم الدينيين تخوفوا من ضياع هيبتهم المسيحية وذهاب زعامتهم الدينية إذا فهم الناس الكتاب المقدس من تلقاء أنفسهم. لذلك أصدرت البطرياركية عام 1823 ، وكررت ذلك عام 1836 مؤكدة على وجوب حرق نسخ هذه الترجمة من الكتاب المقدس.
          إن العداوة الكبيرة من ناحية ، والرغبة الجامحة لمعرفة الكتاب المقدس من ناحية أخرى كانوا بمثابة كواليس المسرح والمحرك الخفى وراء الأحداث القادمة. إن الشخصية المرموقة التى لعبت الدور القادم فى ظهور ترجمة أخرى باليونانية التى يفهمها الشعب هو عالم اللغة القدير، وأحد علماء الكتاب المقدس نيوفيتوس فامفاس. وقد كان بصفة عامة مُعَلِّم الأمة.
          وقد كان فامفاس على علم تام بأن الكنيسة الأرثوذكسية مسئولة عن الجهل الدينى للشعب ، وكان على اقتناع تام بضرورة ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليونانية التى يفهمها الناس ليوقظ إيمانهم. وبتأييد من علماء آخرين بدأ عام 1831 بترجمة الكتاب المقدس إلى لغة الأدب اليونانى ، ونشر ترجمته الكاملة عام 1850 بمساعدة جمعية الكتاب المقدس البريطانية ، حيث رفضت الكنيسة الأرثوذكسية أن تساعده فى عمله هذا. ولم تكتف بالتزام الصمت حيال هذه الترجمة ، بل وصمت فامفاس بالبروتستانتى المعارض، الأمر الذى تسبب فى احتقار الكل له ، ونبذ ترجمته.
          فلك أن تتخيل أن رجال الكهنوت كذابون، وينتهجون سياسة الغاية تبرر الوسيلة!
          أليس هذا هو نفس النهج الذى سار عليه رب الكتاب الذى يقدسونه عندما اتحد مع الشيطان ، ووافقه على الكذب لإغواء أخاب؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
          أليست هذه نفس السياسة التى انتهجها رب الصهيونية عندما أمر موسى بالكذب على المصريين لسرقة حليهم، بل ساعدهم بسلطته الإلهية بأن جعل المصريين يوافقون على اقراضهم هذا الحلى؟ (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
          (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
          فماذا علمهم كتاب الصهيونية غير الكذب وتجهيل الشعب؟ لقد قاست أوروبا على مدى ألف سنة حكمها فيها المسيحية ورجالها من ذل الجهل والمرض الفكرى والعضوى والإقتصادى والعلمى ، حتى طُلِّقت المسيحية منها للأبد، على النقيض من الإسلام الذى كان منارة العلم والفكر والتقدم للمسلمين ، حتى تخلوا عنه، فكان جزاؤهم الجهل والتخلف ، وتجمعت عليها الأمم ، كما تجتمع الأكلة على قصعتها ، وما هم بقليل ، بل هم كثيرون مثل غثاء السيل!!
          قلنا لقد ترجم فامفاس الكتاب المقدس ، ولكن لم نتعرض لأى نسخة استخدمها فى ترجمته هذه؟ لقد استعمل فامفاس نسخة الملك جيمس فى إصدار ترجمته ، وبالتالى أخذ عنها كل نقص اعتراها ، مستخدمًا نفس النص الذى كان متوافرًا آنذاك ، ونفس النهج اللغوى. وظلت لعدة سنوات هى أفضل التراجم المتاحة للكتاب المقدس باللغة اليونانية الحديثة. لكن المثير للدهشة وجود اسم الرب بصيغة ”يهوه“ فى (التكوين 22: 14، والخروج 6: 3 ، و17: 15 ، والقضاة 6: 24).
          وبصورة عامة لقد استقبل الناس هذه الترجمة المفهومة نسبيًا بفرح غامر، لدرجة أن تناثرت شائعة وجود جمعية الكتاب المقدس البريطانية الأجنبية على أحد المراكب التى رست على أحد جزر اليونان، فأحاط بها العديد من الأطفال بمراكب أخرى، وكان كل منهم يريد نسخة من الكتاب المقدس المترجم ، حتى اضطر قائد المركب للإبحار، خوفًا من نفاد خزينه من الكتب المقدسة فى هذا المكان فقط.
          إلا أن الأعداء لم يقفوا مكتوفى الأيدى، وقد حذر القساوسة الأرثوذكس الناس من هذه الترجمة من الكتاب المقدس، بل صادروها فى أثينا. وفى عام 1833 أمر أسقف جزيرة كريت بإحراق كتب العهد الجديد التى اكتشفها فى أحد الأديرة، حيث خبأ أحد القساوسة نسخة منه ، كما خبأ الناس فى القرى المجاورة كتبهم المقدسة، حتى غادر رجال الدين الجزيرة.
          وبعد مرور عدة سنوات على هذا الحدث حرم المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية فى جزيرة (كورفو) تداول ترجمة فامفاس ، فلم يسمح لها بعد ذلك بالتداول فى الأسواق، وتم إبادة النسخ الأخرى الموجودة. كما أدت اعتداءات رجال الدين المحليين إلى حرق كل نسخة من الكتاب المقدس عثروا عليها، أو أحرقها الناس بمحض إرادتهم خوفًا على أنفسهم من بطش رجال الدين وملائكة الرحمة. الأمر الذى أدى إلى زيادة رغبة الناس فى الحصول على ترجمة للكتاب المقدس!!
          وفى سبعينيات القرن التاسع عشر (1870 تقريبًا) أقرت الملكة ”أولجا“ ملكة اليونان بجهل الشعب اليونانى بكتابه المقدس. وكانت تعتقد أن معرفة شعبها للكتاب المقدس سوف يقويه ويواسيه، وتمنت أن يترجم الكتاب المقدس إلى اليونانية التى يفهمها الشعب بصورة أفضل من يونانية فامفاس. وقد شجع بروكوبيوس رئيس أساقفة أثينا ورئيس المجمع المقدس الملكة فى أمنيتها ، ولكن بصورة غير رسمية. فعندما طالبت المجمع المقدس بالموافقة الرسمية على ترجمة الكتاب المقدس ، وطرحه فى الأسواق ، قوبل طلبها بالرفض من بروكوبيوس نفسه. كما لو كان لسان حاله يقول: ”على جثتى أن يفهم أتباع الكنيسة هذا الدين، أو يقتنى أحد منهم كتابًا يفهم منه عقيدته، فما تقوله الكنيسة هو الدين، وكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا فى السماء ، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السماء“. ولكنها أصرت على طلبها هذا ، كما لو كان اسان حالها يكرر مع بروكوبيوس نفس ما قاله يسوع لبطرس: ”اذهب عنى يا شيطان أنت معثرة لى“، فتقدمت فى عام 1899 بتقديم طلب آخر ، ولكن رُفض أيضًا. إلا أنها تخطت هذا الرفض وقررت أن تصدر طبعة محدودة على نفقتها الخاصة ، وكان ذلك عام 1900.
          وفى عام 1901 نشرت الجريدة الأثينية الرائدة (أكروبوليس) أنجيل متى باللغة الديموطيقية (اليونانية الحديثة) لأكسندر باليس ، الذى كان يعمل مترجمًا فى ليفربول (إنجلترا) ، وكانت رغبة باليس والعاملين معه هو تثقيف الشعب اليونانى، والتخلص من هزيمة الأمة.
          إلا أن طلاب اللاهوت وأساتذتهم قد هاجموا هذه الترجمة، واتهموها باحتقار ميراث الأمة اليونانيو الغالى، وتدنيس الكتاب المقدس. واستنكر يواكيم الثالث بطريارك القسطنطية الترجمة، ورفضها فى تصريح علنى، وأدت المجادلة الحادة إلى نزاع سياسى، حيث عاداه المعسكر السياسى المعارض بصورة سيئة النية استغلالاً لأغراضهم. وابتدأ جزء مؤثر من الصحافة الأثينية بمهاجمة ترجمة باليس ومؤيديها ، ووصفتهم بأنهم ”كفار“ و”خائنين“ و”عملاء القوى الأجنبية“ التى تريد زعزعة استقرار المجتمع الأثينى.
          وتفاقم الأمر وتدهور حتى قام الطلاب من الخامس حتى الثامن من نوفمبر عام 1901 باضطرابات ، أيدتها عناصر محافظة متطرفة من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. وهاجم الطلاب أماكن إدارة الجريدة (أكروبوليس)، وسارت المظاهرة حتى ميدان الملك ، واحتلوا جامعة أثينا وطالبوا بإقالة الحكومة. وأسفر هذا الإضطراب إلى موت ثمانية أشخاص على إثر اصطدام بينهم وبين رجال الجيش.
          وفى اليوم التالى أقال الملك رئيس الأساقفة بروكوبيوس ، وبعدها بيومين قدمت الحكومة استقالتها. ثم بعد مرور شهر من هذه الأحداث قام الطلاب مرة أخرى بمظاهرة وأحرقوا علانية نسخة من ترجمة باليس ، ونددوا بشعارات ضد هذه الترجمة ، وطالبوا بتشديد العقوبة على كل من يحاول فى المستقبل أن يترجم الكتاب المقدس. فهو حكر عليهم وحدهم. والموت عقوبة من يحاول أن يفهم دينه مثلهم أو عن طريق أحد غيرهم!!
          وقد أدى هذا إلى تحريم ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليونانية الحديثة، وهو أسوأ ما فى تاريخ ترجمة الكتاب المقدس.
          وقد رفع هذا الحظر ابتداء من عام 1924. ومنذ ذلك الوقت وباءت بالفشل كل محاولات رجال الدين المتتالية لمنع ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليونانية الحديثة. وبمرور الوقت بذل العلماء وأساتذة الجامعات كل ما فى وسعهم لإصدار طبعة من الكتاب المقدس باللغة اليونانية التى يفهمها الشعب ، وأدى هذا إلى وجود 30 ترجمة مختلفة من الكتاب.
          فكيف كان الكتاب المقدس منتشرًا، وقد منعت ترجمته، ومنع العامة من قراءته؟
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:03 م.

          تعليق

          • شخص ما
            7- عضو مثابر

            حارس من حراس العقيدة
            • 11 يون, 2006
            • 1145
            • باحث
            • مسلم

            #6
            متابعون ، جزاك الله خيرا.
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:03 م.

            تعليق

            • رسالة حق
              مشرفة شرف المنتدى

              • 7 سبت, 2006
              • 472
              • مسلم

              #7
              متابعة بارك الله فيك

              المشاركة الأصلية بواسطة abubakr_3
              وأتمنى من جريدتكم الموقرة أن تفتح صفحة كمنتدى للرأى والرأى الآخر، تكون بداية لسلسلة من المناظرات بين أصحاب الآراء والعقائد المختلفة، ولتكون نواة لإقامة مناظرات تهدف إلى تعليم الشباب وغيرهم (ثقافة الإختلاف)، دون اعتداءات.
              يوجد بالفعل صفحة للحوار والرأى على موقع جريدة الاسبوع
              http://www.elaosboa.com/elosboa/admin/viewguestbook.asp
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:03 م.


              اللهم صلى على المصطفى



              تعرف على احكام التجويد للشيخ إيمن سويد

              تعليق

              • abubakr_3
                مشرف عام

                • 15 يون, 2006
                • 849
                • مسلم

                #8
                جزاكم الله خيرا
                لقد لاحظت ذلك بموقع الجريدة وأبلغتهم بالفعل بموقع ردى على الأنبا شنودة
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:02 م.

                تعليق

                • abubakr_3
                  مشرف عام

                  • 15 يون, 2006
                  • 849
                  • مسلم

                  #9

                  وأردت أن أضيف إلى المداخلة الأولى أن هناك الكثير من الآيات ، والأحاديث التى تشير إلى تحريفهم للكتاب ، وهو ما يقره البحث والنقد الحديث لهذا الكتاب. من هذه الآيات:
                  ولكن لا تنس قول الله تعالى بتحريف أهل الكتاب لكتابهم وذلك فى أقواله: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } (79) سورة البقرة
                  وسمَّى كتابكم أهواء من عندكم: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (48) سورة المائدة
                  {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (46) سورة النساء
                  {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (13) سورة المائدة
                  {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (41) سورة المائدة
                  وعلى ذلك فإن كنتم تشيرون إلى أن هذا الكتاب الذى بين أيديكم هو التوراة ، فقد بينت الآيات تحريفها، وإن كنتم تقصدون أن بها بعض آيات التوراة ، فقد أقررتم بالتحريف ، حيث ذهب البعض الآخر.

                  وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا التحريف بقوله: ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا (آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية ) ( أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب"الإعتصام بالكتاب والسنة" برقم (6814) وفي كتاب " التوحيد " برقم (6987) )
                  ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس قال : جاء رافع وسلام بن مشكم ، ومالك بن الصيف, فقالوا: يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا؟ قال: بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها، وكتمتم ما أمرتم أن تبينوه للناس , , فأنا أبرأ مما أحدثتم , فأنزل الله تبارك وتعالى : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}المائدة68. (أسباب النزول للسيوطي والواحدي ص 169 , والحديث له شاهد يقويه ذكره القرطبي في تفسيره عن ابن عباس أيضًا (3 / 158-159) , وذكره الحافظ ابن حجر في" فتح الباري 8/136 ") . وهاتين الحديثين ذكرهما أبو عبيدة فى رده على القس عبد المسيح بسيط ، مع شواهد ونصوص أخرى ، وتحليل قيم. فجزاه الله كل الخير.
                  ناهيكم عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم إن الصليب وثن ، وسوف أبحث عن أصل هذا الحديث وتحقيقه بعد عودتى ، هذا إن لم يسبقنى أحد الأخوة.
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:02 م.

                  تعليق

                  • أبو حمزة
                    اللجنة العلمية
                    مشرف شرف المنتدى

                    • 29 مار, 2007
                    • 2345
                    • مهندس مجاهد
                    • مسلم

                    #10
                    بارك الله فيك استاذنا على سرعة الرد
                    سبقتنى

                    مع الفارق فى الرد طبعاً
                    جزاك الله خيراً
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:02 م.

                    تعليق

                    • believer
                      4- عضو فعال

                      عضو اللجنة العلمية
                      حارس من حراس العقيدة
                      عضو شرف المنتدى
                      • 18 يون, 2006
                      • 688
                      • مسلم

                      #11
                      بارك الله فى الاستاذ الكبير أبو بكر ..و أرجو القاء الضوء على ان الرد على ما قاله الانبا شنودة هو حق مؤكد لاى مسلم .. و لكن يجب ان انبه الى ان طبيعة ما يقوله الانبا شنودة له طبيعة خاصة بحيث لا يظهر منها انه يهاجم الاسلام و هى صياغة موجهة تضع شكوكا فى القرآن من دون ان يمكنك القول انه يهاجم الاسلام بصورة مباشرة و كلامه يمكن ان يؤدى الى بلبلة عقول البسطاء وهذا ما يقصده..و لذلك يجب اعداد صياغة موجزة للرد على هذا المقال للانبا شنودة حتى تستطيع الجريدة نشره ، و بحيث يتم اظهار ان المفهوم الذى قصده البابا هو مفهوم خاطىء و مضلل و أن يتم التركيز على صحة التفسير الصحيح لهذه الآيات..

                      ان من العجب ان يقوم أقوام بتلفيق كتب و تحوير ما انزل الله ...و بعد ذلك يريدون ان يمنعوا الله من التحدث عن كتبه الاصلية التى أنزلها و التى هى هدى و نور ..واذا تحدث عن هذه الكتب فى القرآن و انها كانت هدى و منهاج حادوا عنه ...يبادرون بالقول انه يتحدث عن كتبنا و لذلك فان ما معنا هو كلام الله ..و يشرعون فى محاولة تشكيك المسلمين فى القرآن بدعوى انه يعترف بصحة كتبهم فكيف يقول فى آيات أخرى أنها محرفة ؟؟

                      ان الفقرات الاتية فى مما ذكره الاخ الاستاذ أبو بكر حفظه الله جديرة بالقاء الضوء عليها تماما لاهميتها القصوى فى ان يعرفها كل مسلم لكى يعرف باختصار الفرق الرهيب بين كتاب واحد فى العالم كله هو القرآن لا يوجد به حرف مختلف عن الاخر فى اى مكان او لدى اى طائفة و بين ماهو موجود لديهم :
                      العهد القديم

                      فإن قائمة الروم الكاثوليك من العهد القديم تضم 46 سفرًا ، وتضم قائمة الأرثوذكس 49 سفرًا، فهم يؤمنون بأسفار عزرا الأول والمكابيين الثالث والرابع. وتضم قائمة الكتاب المقدس الأثيوبى 46
                      سفرًا

                      ، وتضم قائمة اليهود والبروتستانت 39 سفرًا فقط.

                      http://de.wikipedia.org/wiki/Altes_Testament

                      العهد الجديد

                      وتتفق الطوائف المسيحية على قائمة الكتب التى يقدسونها فيما يُسمَّى بالعهد الجديد، وعددها 27 سفرًا، باستئناء الكنيسة السريانية فهى تؤمن فقط ب 22 سفرًا، فهم لا يؤمنون بقدسية الرسالة الثانية لبطرس ، ولا بالرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ، ولا برسالة يهوذا ، ولا بسفر الرؤيا. أما الكنيسة الإثيوبية فعدد كتبها غير ثابت إلى الآن ، ويصل فى بعض الأحيان من 35 إلى 38 سفرًا.

                      http://de.wikipedia.org/wiki/Kanon_des_Neuen_Testaments

                      وعلى ذلك فإن الكتاب المقدس كاملاً للمسيحيين الكاثوليك يحتوى على 73 سفرًا، وللأرثوذكس 76 سفرًا، وللبروتستانت 66 سفرًا ، وللأثيوبيين بين 81 و84 سفرًا، ويقل كتاب المسيحيين السريان على 68 سفرًا.

                      ثم نسأل الأنبا شنودة: أى كتاب مقدس بالضبط تكلم عنه القرآن فى اعتقادكم؟ هل هو كتاب البروتستانت الذى لا يؤمن إلا ب 66 سفرًا فقط قد أوحى بهم الرب؟ أم هو كتاب الكاثوليك الذين يزيدون على هذه الأسفار 7 أسفار؟ أم هو كتاب الأرثوذكس الذين يزيدون على الكاثوليك 3 أسفار أم هو كتاب الأثيوبيين الذى تصل عدد أسفاره إلى 84 سفرًا أم كتاب السريان الذى يحتوى على 68 سفرًا؟
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:33 م.
                      وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ

                      تعليق

                      • abubakr_3
                        مشرف عام

                        • 15 يون, 2006
                        • 849
                        • مسلم

                        #12
                        سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

                        جزاكم الله كل الخير

                        قرأت ردك أخى بليفر ، وأنا مقتنع أن الرد لو كان موجزًا ، لكان أفضل ، لكن هناك بعض الموضوعات لا يجب فيها الإيجاز. منها هذا الموضوع.

                        ولو تلاحظ أننى اختصرت بما قيه الكفاية ، فلم أتكلم عن المخطوطات ، والفروق بينها ، والفروق بين النص المستلم والنص الحديث المبنى على الوثائق التى عثروا عليها حديثا.

                        وكل الذى أهمنى أن أضع يده ويد القارىء أنه هناك فروق جمة بين التوراة والإنجيل المنزلين ، وبين ما يسمونه حاليا التوراة أو الإنجيل.

                        فلم أذكر له مؤتمر الفاتيكان الثانى الذى أقر أن الكتاب الذى يقدسونه به أخطاء ، وليس كله صحيح أو موح به ، وهذا مصداقا لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تصدقوهم ولا تكذبوهم (شوف الأدب) ، ولكن قولوا آمنا بما أنزل إلينا وما أنزل إليكم). بمعنى أن ليس كل المكتوب لديهم صحيح. وإلا لما احتاج الرب أن ينزل الإنجيل لو كانت التوراة سليمة بدون تحريف ، ولما أنَّب عيسى عليه السلام الكتية والكهنة والفريسيين ، لما أدخلوه من تقاليد على دينهم. ولما أنذر الله اليهود والمسيحيين من أن من يزيد حرفا واحدا أو نقطة واحدة تتزايد عليه الضربات والبلايا. ومعنى ذلك أن اللخ تخلى عن حفظ هذا الكتاب ، ويعلم أنهم سيحرفونه ، فأصدر لهم هذا الإنذار وهذه العقوبة. لأنه لو كان تعهد يحفظه لكانت هذه الفقرة زائدة عن الحاجة ولا قيمة لها ، بل تقدح فى الرب نفسه ، أنه يتكلم كلامًا لا داع له ، وتقدح فى علمه الأزلى.

                        وهناك الكثير والكثير. ولكننى اكتفيت بأن أشرت له أنهم يعبدون إلهًا غير الله ، اسمه يهوه، هو الذى أنزل (تماشيا معهم) هذا الكتاب ، وهذا اليهوه ، كما تقول دائرة المعارف الكتابية ليس اسم الله الحقيقى ، ولكنهم اخترعوه بعد فقدان اسم الله الحقيقى ، ومن ثم فقدت صفاته. إذن ليس هذا كتاب الله ، ولكنه كتاب يهوه ، ولا علاقة له بالله.

                        كذلك يهوه هذا غير اسمه عندهم فى العهد الجديد وتسمى باسم يسوع ، ولكن الأصول لا يوجد بها يسوع ، بل عيسى ، والكتاب الذى أنزله الله على عيسى عليه السلام لا يحكى تاريخ يسوع ، ولكنه به أحكام ، إذن ليس هذا هو الكتاب المقصود.

                        والكتاب الذى أنزله الله تعالى به نور وهدى ورحمة ، فأى رحمة عندهم فى أمر كتابهم بقتل الأطفال والرضع وشق بطون الحوامل ، والشيوخ والنساء وبين الرجل لابنته القاصر؟

                        فهم قد اعتدوا على الله تعالى وكتبوا فى عهدهم الجديد (الله) ، وبدلا من (الله) تجد دائما كلمة (زيوس) أو (ثيوس) وهو المعبود الوثنى لليونان ، فهل يُترج اسم الرب أو حتى أسماء الأعلام؟ هل يجرؤ الأنبا شنودة أو أى مسيحى أن يكتب بدلا من الله التى وضعوها ظلما وزورا زيوس؟ لا.

                        فإذا كانوا هم أتباع زيوس فما علاقة كتاب الله المنزل على عبده عيسى عليه السلام به؟

                        ثم إذا كان يحتكم أن هذا الكتاب الذى بين أيديهم أنه هو الكتاب الذى أنزله الله تعالى على عبده عيسى ، فقر أقر بنبوة عيسى عليه السلام وبعبوديته لله تعالى ، وأن عيسى لم يكن أكثر من نبى قد خلت من قبله الرسل، وأن صاحب الرسالة المعطى والمانع هو الله، أى لقد خرج مما يؤمن به ، ومما يدعو إليه من تأليه يسوع!!

                        الموضوع أكبر من أن يُحل فى كلمتين ، ومن الممكن لو أرادت الجريدة أن تتولى هذا الموضوع أن تنشره على عدة حلقات ، أو تدفع الأنبا شنودة إلى إقامة مناظرة كتابية أو علنية ، وعندنا من هم أفضل منى لهذا الموضوع ، وليس هذا إنسحاب منى ولكننى أؤثر اخوانى على نفسى ، ولكنن مستعد تمامًا له، ولمثل هذه الأفكار.

                        بارك الله فيك أخى الأستاذ حمدى ، طبعا لو كنت سبقتنى لكان ردك أفضل بكثير فأنت علم من أعلام المخطوطات ودراستها.

                        وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

                        علاء أبو بكر
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:02 م.

                        تعليق

                        • أبو حمزة
                          اللجنة العلمية
                          مشرف شرف المنتدى

                          • 29 مار, 2007
                          • 2345
                          • مهندس مجاهد
                          • مسلم

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة abubakr_3
                          بارك الله فيك أخى الأستاذ حمدى
                          وجزاك عنا خيراً حبيبنا

                          المشاركة الأصلية بواسطة abubakr_3
                          طبعا لو كنت سبقتنى لكان ردك أفضل بكثير فأنت علم من أعلام المخطوطات ودراستها.


                          يبدو أن هناك أكثر من حمدى واحد
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:01 م.

                          تعليق

                          • أبو حمزة
                            اللجنة العلمية
                            مشرف شرف المنتدى

                            • 29 مار, 2007
                            • 2345
                            • مهندس مجاهد
                            • مسلم

                            #14
                            بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
                            أما بعد
                            الأنبا شنودة لا يعترف بما جاء فى كتابه



                            ماذا يقول أيضاً الأنبا شنودة فى هجومه على الأستاذ الدكتور زغلول النجار فى جريدة الأسبوع فى نفس العدد الصادر 5/1/2008
                            يقول بالحرف الواحد كما جاء فى الجريدة


                            لا أريد أن أناقش الدكتور زغلول النجار , وهو فى مقال اخير قال أنه يحب الأقباط ولكنه فى نفس الوقت قال أن إنجيل الأقباط مزور وشتم الأقباط فى دينهم إلى أبعد الحدود..ومن ثم فهو يحتاج إلى شخص من نوعه ليناقشه
                            إن الأنبا شنودة لا يريد أن يناقش الدكتور الحبيب وإتخذ من موقف الدكتور نحو الكتاب المقدس دليلاً لإثبات عدم أهلية الكتور الحبيب للمناقشة من الأساس
                            وهو بهذا فعل كما يفعل المحامى عندما يجد أن القضية التى بصددها لا مخرج منها
                            فيحاول زوراً أن يبرهن أن الشاهد مختل عقلياً أو مرتشى .
                            وبما أن الدكتور النجار يملك الأدلة والبراهين الكافية والمقنعة لكل ما يقدمه - بما يتوافق مع العلم الحديث فى هذا الوقت- ولا فائدة من مراوغته ومناقشته فقد حاول الأنبا أن يبرهن أن الدكتور الحبيب زغلول النجار كاذب بسبب التناقض فى كلامه. وهو بذلك لا يستحق المناقشة
                            وللأسف



                            يبدو أن الأنبا شنودة غير مدرك لما يقوله بتاتاً فهو أيضاً له نفس المنطق الذى يتهم الدكتور النجار به
                            فعندما سألته المحاورة


                            هل تستشعرون بإن هناك فجوة بين الأقباط والمسلمين فى مصر؟
                            فقال الأنبا
                            نحن نريد أن ننشر المحبة والسلام
                            وفى أغلب الأحاديث الصحفية أو أى مناسبة إن لم يكن الكل يحاول الأنبا شنودة أن يبين أنه لا يوجد فرق بين العرقين وكلنا مصريين و ...ألخ
                            وبالطبع فإن الأنبا شنودة لا يؤمن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا بالقرآن الكريم بل ويعتبره هرطقات
                            فلم إذاً ينكر ذلك على الدكتور زغلول النجار!!!

                            هل يعتبر أنه ليس من المنطق أن يحب الفرد أهل موطنه وفى نفس الوقت يخبرهم أنهم على ضلال
                            إذا كان يعتبر ذلك ليس من المنطق فإنه بذلك لا يعترف بما جاء فى كتابه الذى يقدسه
                            فما جاء فى الكتاب المقدس يخالف رأيه بالكلية بل أكثر من ذلك أن النصرانى لا يعيبر نفسه إبناً لأبيه الذى فى السموات إلا إذا أحب عدوه
                            43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ متى 5
                            مع الفارق
                            أن الدكتور الحبيب ليس عدواً للأقباط
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:33 م.

                            تعليق

                            • أبو حمزة
                              اللجنة العلمية
                              مشرف شرف المنتدى

                              • 29 مار, 2007
                              • 2345
                              • مهندس مجاهد
                              • مسلم

                              #15
                              سامحونى على تكرار المشاركة
                              لا أعلم ماذا حدث
                              أرجوا حذف المشاركات الزائدة
                              وجزاكم الله خيراً
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 08:01 م.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ يوم مضى
                              رد 1
                              6 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ يوم مضى
                              ردود 0
                              5 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              10 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة Mohamed Karm
                              بواسطة Mohamed Karm
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                              ردود 0
                              12 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                              ردود 3
                              25 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              يعمل...