وقال أيضًا فى (المنافحة): ”لكن إذا كان ساترنوس إنسانًا ، فلا شك أنه ولد من إنسان؛ وبما أنه انحدر من إنسان ، فما أتى قطعًا من السماوات والأرض.“
وقال أيضًا فى نفس الكتاب السابق: ”إن افترضنا إذن وجود من يصنع الآلهة، فلأهتم بفحص علل صنع آلهة من البشر ، ولا أجد لذلك مبررًا إلا إن كان ذلك الإله الأعظم يبتغى له أعوانًا ومساعدين على مهامه الربَّانيِّة. أولاً: لا يليق بمقامه أن يحتاج إلى معونة آخر ، وفان فوق ذلك. بينما كان أجدر به منذ البدء ، وهو يعلم رفبته اللاحقة فى عون فان ، أن يصنع للغرض إلهًا بالأحرى. على أنى لا أرى للعون مجالاً: فبيّن أن كيان هذا العالم كله ، سواء كان قديمًا على رأى فيثاغورث أو محدثًا على رأى أفلاطون، قد رُتِّبَ منذ البدء بتدبير حكيم على نحو بديع من التنسيق والنظام والاتساق ، ولا يمكن أن يكون ناقصًا من أنشأ كل الكائنات على ذلك النحو من الكمال.“
إنه يتعجَّب: ما الحاجة لوجود آلهة أخرى مع الله؟ فإذا كان يحتاج لمساعد أو ونيس ، فهذا يُسقط ألوهيته، لأن الله كامل. وللأسف هذا نفس ما يعتنقه المسيحيون فى الثالوث، ويُميزون كل أقنوم بوظيفة محددة ، لا يُمكن للآخر أن يقوم بها.
وقال أيضًا فى نفس المصدر السابق: ”فمنذ بداية الخليقة بعث في العالمين رسلا أهّلتهم أمانتهم واستقامتهم لمعرفة الله وبيانه للنّاس، وأفاض عليهم روحه ليدْعوا إلى إله واحد، هو من أنشأ الأكوان وصنع الإنسان من صلصال، ... ونظّم العالم مقدّرا لكلّ شيء مبتداه ومنتهاه. وأرسل كذلك آيات على جلاله الأمطارَ والنّيرانَ، وحدّد السبل لاستحقاق رضوانه، وعيّن جزاء من يجهلها ومن يخالفها ومن يستمسك بها، حتّى يحكم في نهاية الدّهر فيكافئ عباده البررة بالنّعيم الأبديّ، ويعاقب الكفرة بنار أبديّة كذلك لا يخبو لها أوار، يوم يبعث كلّ الموتى ويعيدهم نشأة أخرى ويحشرهم وازنا أعمالهم ليعيّن لكلّ أيّ الجزاءين استحقّ.“
راجع ترجمة (المنافحة) لعمّار الجلاصي، 3/3/2001 بهذا الموقع
http://www.tertullian.org/articles/j...ologeticum.htm
فهل فعل يسوع ذلك؟ هل ما تسمونه العهد الجديد يحتوى على هذا الدستور؟ لا. بل لقد وضعتم على لسان يسوع أن كل من سبقه من الأنبياء هم لصوص!! ووضعتم على لسان الإله أن كل الأنبياء زناة ، حقراء، كُفَّار!! فبما استحق الإله الذى تعبدونه التأليه؟
هل استحقها بجهله وسوء اختيار من يُمثله ويُمثِّل دينه على الأرض؟
أم استحقها بعلمه الأزلى وتعمُّده إفساد خلقه؟
ألا يدل هذا على تسلُّط الشيطان على كتابكم؟
فهل كان ترتليان من الموحدين ونُسِبَت إليه زورًا كتابات التثليث والأقانيم؟
أم كان من المنافقين أو المختلين الذين يكتبون الشىء وضده؟
أما إستشهاد الكتاب المسيحيين بنصوص العهد القديم على التثليث ، وخاصة قول الرب (لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا) تكوين 1: 26 ، وقوله: (هوذا الإنسان قد صار كواحد منّا) تكوين 3: 22 ، وقوله: (هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم) تكوين 11: 7، فإن صح هو دليل على تعدد الآلهة وليس على توحيد الثلاثة فى الواحد.
http://www.lpj.org/newsite2006/bibli...l/trinity.html
لقد كان المسيحيون الأوائل موحدين ، وكانت تلك هي تعاليم المسيح وتلاميذه ، وتشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء المؤرخين على ذلك فيقول (جوستن مارستر) مؤرخ لاتيني في القرن الثاني: ”إنه كان في زمنه في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح ويعتبرونه إنسانًا بحتًا ، وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصَّر من الوثنيين ؛ ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل“. (دائرة معارف القرن العشرين ، محمد فريد وجدى. (10/202). نقلاً عن (النصرانية من التوحيد إلى التثليث)، د. محمد أحمد الحاج ، ص(225))
”وبنظرة تاريخية سريعة على القرون الأولى للمسيحية ترينا أن النصرانية كانت بين شقى الرحى ، بين اضطهاد اليهود ، واضطهاد الوثنية الرومانية ، وفي سنة 325م كانت القسطنطينية قاعدة الدولة الرومانية الشرقية ، ولما كان أغلب رعايا الإمبراطور قسطنطين من المسيحيين ، وكان أغلب الوثنيين في حوزة روما في الغرب ، فلكي يقوّي مركزه قَرَّبَ المسيحيين إليه ، ولكن لما كانوا هم أنفسهم مختلفين حول المسيح فقد دعاهم إلى عقد مجمع لحسم هذه الخلافات العقائدية التي كان لها أثرها على إشاعة عدم الاستقرار في إمبراطوريته لذلك عقد مجمع نيقيّة سنة 325 وقد حضره (2048) أسقفًا من جميع أنحاء العالم وذلك لتحديد من هو المسيح ، فتناظر المجتمعون وقرر (1731) من الأساقفة المجتمعين وعلى رأسهم (آريوس) أن المسيح إنسان.
ولكن (أثناسيوس) الذى كان شماسًا بكنيسة الإسكندرية انتهز هذه الفرصة فأراد أن يتقرب إلى قسطنطين الوثنى فأعلن أن المسيح هو الإله المتجسد ، وتبعه فى ذلك الرأى (317) عضوًا ، ومال قسطنطين الذى كان ما يزال على وثنيته إلى رأى (أثناسيوس) لما فيه من عقيدة وثنية تؤمن بتجسيد الآلهة ونـزولها من السماء ، فأقر مقالة (أثناسيوس) ، وطرد الأساقفة الموحدين وعلى رأسهم (آريوس).
وأخطر من هذا أنه قضى بحبس الكتاب المقدس فلا يسمح بتداوله بين الناس ، وأن يقتصر تعليم الدين على ما يقوم القساوسة بتلقينه للناس ، وبهذا "سيكون من قبيل الجهد الضائع محاولة العثور على حكمة واحدة أو وحي أو أية رسالة مرفوعة إلى يسوع المسيح بلغته الخاصة ، ويجب أن يتحمل مجمع نيقية إلى الأبد مسئولية جريمة ضياع الإنجيل المقدس بلغته الآرمية الأصلية ، وهي خسارة لا تعوض".
وقد خرجت من مجمع نيقية قرارات اعتبرت مع قرارات مجمع آخر عقد عام 381م هو مجمع القسطنطينية "والذي حضره (150) أسقفًا وقد كان حصيلة هذا المجمع الصغير أن الروح القدس هو إله من جوهر الله"، وبهذين المجمعين اكتملت عقيدة التثليث عند النصارى.
فالتثليث المسيحي لم يكن معروفًا إلى سنة 325م حيث عقد مؤتمر نيقية ، ولم يعترف المؤتمر إلا بالأب والابن ،ثم أدخلوا الروح القدس عام 381م في مجمع القسطنطينية كما رأينا ، "وقد جاء التثليث بالتصويت في المجامع - تصويت مصحوب بالتهديد والوعيد - تصويت على حل وسط، أراد الإمبراطور الروماني إلهًا يعجبه هو شخصيًا، إلهًا ليس واحدًا حتى لا يغضب الوثنيون الذين يؤمنون بتعدد الآلهة ، وإلهًا واحدًا حتى لا يغضب الموحدين! فكان اختراع التثليث، واحد في ثلاثة أو ثلاثة في واحد؛ فهو واحد إن شئت أو هو ثلاثة إن شئت ، وهكذا فإن التثليث ليس قول عيسى ولا وحيًا من الله، بل هو اختراع إمبراطورى، صدر على شكل مرسوم أجبر الناس على تكراره دون فهم أو تصديق ، آمن به، آمن به فقط ولا تسأل".
وهل كان هناك من المعاصرين ليسوع من الموحدين الذين يؤمنون بأن الله الذى فى السماوات هو الإله الحقيقى وحده ، وأن يسوع ليس أكثر من نبى الله وحبيبه؟
نعم. لقد كان الجيل المعاصر لعيسى يؤمنون بأنه رسول من عند الله ، وكنت قد ذكرت الكثير من الآيات التى تفوَّه بها يسوع صارخًا بأنه رسول الله، كما أن أحبابه وأعداؤه والمعاصرون قد شهدوا بأنه نبى الله ورسوله:
1- لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
2- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
3- متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
4- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
5- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
6- لوقا 9: 7-8 (7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ».)
7- وقال له تلميذان من تلاميذه ، كانا متجهين إلى قرية عِمواس ، وذلك ردًا على سؤاله عن الحديث الذى يتكلمان عنه: (18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.) لوقا 24: 13-20
8- وقال يسوع فى لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)
9- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
10- وقال بطرس فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
11- يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
12- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
13- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
14- يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
15- يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
كان هذا هو إيمان الجيل الذى عاصر عيسى ، والجيل الذى عقبه، فقد رأينا فى أعمال الرسل 2: 22 ما قاله بطرس عن يسوع. ولبولس أقوال يُقدِّم فيها يسوع أيضًا كنبى لله: (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا [أى معلمنا] يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس 6: 13-16
وقوله: (24بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضاً الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا [أى معلمنا] مِنَ الأَمْوَاتِ.) رومية 4: 24
وكان يُصلى لله ويتضرع إليه، ويكفى هذا اعترافًا صريحًا على عبوديته لله: (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».) متى 26: 39
وقد حدَّد الكتاب أن السجود لله تعالى وحده. وشهادة يسوع هى روح النبوة ، وليست عين الألوهية: (10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10
وقوله: (15لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.) عبرانيين 4: 15
مع التحفُّظ أننى أؤيد أقوال علماء نصوص الكتاب المقدس فى أن الرسالة إلى العبرانيين لم يكتبها بولس ، وأن بولس كما قال مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصرى لم يكتب إلا بضعة أسطر فقط. فقد قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25) (راجع أيضًا: المناظرة الكبرى مع القُمُّص زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس).
الأمر الذى حدا بالقس الباحث بطرس قرماج أن يقول في كتابه "مروج الأخبار في تراجم الأبرار" عن بطرس ومرقس: أنهما ”كانا ينكران ألوهية المسيح“. ونقلاً بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار أواصل:
تقول دائرة المعارف الأمريكية: ”لقد بدأت عقيدة التوحيد كحركة لاهوتية بداية مبكرة جداً في التاريخ أو في حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين“.
وتقول دائرة معارف لاروس الفرنسية : ”عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة في كتب العهد الجديد ولا في عمل الآباء الرسوليين ولا عند تلاميذهم المقربين إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستنتي يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين في كل زمان ...
إن عقيدة إنسانية عيسى كانت غالبة طيلة مدة تكوُّن الكنيسة الأولى من اليهود المتنصرين، فإن الناصريين سكان مدينة الناصرة وجميع الفرق النصرانية التي تكونت عن اليهودية اعتقدت بأن عيسى إنسان بحت مؤيد بالروح القدس، وما كان أحد يتهمهم إذ ذاك بأنهم مبتدعون وملحدون، فكان في القرن الثاني مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنساناً بحتاً. ...
وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ظهرت عقائد لم تكن موجودة من قبل“.
ويقول عوض سمعان : ”إن المتفحصين لعلاقة الرسل والحواريين بالمسيح يجد أنهم لم ينظروا إليه إلا على أنه إنسان ... لأنهم كيهود كانوا يستبعدون أن يظهر الله في هيئة إنسان. نعم كانوا ينتظرون المسيّا، لكن المسيا بالنسبة إلى أفكارهم التي توارثوها عن أجدادهم لم يكن سوى رسول ممتاز يأتي من عند الله، وليس هو بذات الله“.
وتؤكد دائرة المعارف الأمريكية بأن الطريق بين مجمع أروشليم الأول الذي عقده تلاميذ المسيح ومجمع نيقية لم يكن مستقيمًا.
ويتحدث الكاردينال دانيلو عن انتشار التوحيد حتى في المواطن التي بشر بولس بها كأنطاكية وغلاطية حيث واجهته مقاومة عاتية.
وكُشِفَ مؤخراً عن وثيقة مسيحية قديمة نشرت في جريدة "التايمز" في 15يوليو 1966م تقول: إن مؤرخي الكنيسة يسلمون أن أكثر أتباع المسيح في السنوات التالية لوفاته اعتبروه مجرد نبي آخر لبني إسرائيل.
ويقول برتراند رسل الفيلسوف الإنجليزي: ”تسألني لماذا برتراند رسل لست مسيحيًا؟ وأقول ردًا على سؤالك: لأنني أعتقد أن أول وآخر مسيحي قد مات منذ تسعة عشر قرنًا، وقد ماتت بموته المسيحية الحقة التي بشر بها هذا النبي العظيم“.
لكن هذا لم يمنع من انتشار دعوة بولس الوثنية في أوساط المتنصرين من الوثنيين الذين لاقوا في دعوته مبادئ الوثنية التي اعتادوها إضافة إلى بعض المثل والآداب التي تفتقرها الوثنيات الرومانية واليونانية.
وقد عورضت دعوة بولس من لدن أتباع المسيح، ونلمس ذلك فى المحاكمة التى عقدها له التلاميذ وأدانوه وكفروا معتقداته وأمروه بالتوبة والإقلاع عن هذه الأفكار، بل أرسلوا إلى من أضلهم بولس من يُصحِّح لهم ما أفسده هذا الرجل: (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
واستمر الموحدون يواجهون أتباع بولس، وظهر ما تسميه الكنسية في تاريخها بفرق الهراقطة وهم الخارجون عن أراء الكنيسة الدينية، ومنهم الفرق التي كانت تنكر ألوهية المسيح.
ومن أهم هذه الفرق: الأبيونية وتنسب لقس اسمه أبيون، وقيل: الأبيونية هم: الفقراء إلى الله، فسموا بذلك لفقرهم وزهدهم ، وتسميهم الكنائس اليوم بالهراطقة.
يقول ايريناوس في كتابه "ضد الهرطقات" (188م): ”والذين يدعون باسم الأبيونية يوافقون على أن الله هو الذي خلق العالم، ولكن مبادئهم عن الرب مثل كرنثوس ومثل كربو قراط ... وهم يستخدمون إنجيل متى فقط، ويرفضون بولس الرسول، ويقولون عنه: إنه مرتد عن الناموس، ويحفظون الختان، وكل العوائد المذكورة في الشريعة“.
ويقول يوسابيوس القيصري (ت240م) في تاريخه: ”قد كان الأقدمون محقين إذ دعوا هؤلاء القوم (أبيونيين)، لأنهم اعتقدوا في المسيح اعتقادات فقيرة ووضيعة، فهم اعتبروه إنساناً بسيطاً عادياً قد تبرر فقط بسبب فضيلته السامية“. كما كان الأبيونيون يقولون بردة بولس وكانوا يتهمونه بالتحريف.
وقد كان لهذه الفرقة شأن، إذ كثروا حتى شمل نفوذها- باعتراف أعدائهم - فلسطين وسوريا وآسيا الصغرى ووصل إلى روما، واستمر وجودهم إلى القرن الرابع الميلادي حيث يفهم من كلام القديس جيروم في القرن الرابع أنهم كانوا في حالة من الضعف والاضطهاد، وذلك بعد مخالفتهم لأوامر قسطنطين ومجمع نيقية.
وفي فترة نشأة هذه الفرقة عام (73م) ظهر الداعية -الذي سبق ذكره- كرنثوس، ويسميه المؤرخ يوسابيوس: زعيم الهراقطة، وقد كان يعتقد أن المسيح كان مجرد إنسان بارز، كما رفض الأناجيل عدا متى (أي النص العبراني المفقود).
وفي أواخر القرن الثاني ظهر أمونيوس السقاص بدعوته بأن المسيح إنسان خارق للعادة حبيب لله، عارف بعمل الله بنوع مدهش، وأن تلاميذه أفسدوا دعوته، وبمثل هذا نادى كربو قراط، ويعرف أتباعه بالمعلمين أو المستنيرين، لكنهم بالغوا في إثبات بشرية المسيح حتى قالوا كان كسائر الحكماء، ويقدر جميع الناس أن يفعلوا مثله، ويسلكوا سلوكه، فكانت ردة فعلهم على قول القائلين بألوهيته غير صحيحة، ففى زحمة إنكارهم لألوهيته هضموه وأنقصوه عن حقه.
وفي أواسط القرن الميلادى الثالث ظهرت فرقة البولينية وهم أتباع بولس الشنشاطي، والذى تولى أسقفية إنطاكية عام 260م كما كان يشغل منصباً كبيراً في مملكة تدمر.
ويلخص القس كيرد (ت 1324م) عقيدة الشنشاطي، فيقول في كتابه "مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة": ”ملة تدعى البولية أو البوليانيون، وهي ملة بولس السميساطي بطريك إنطاكية، وهم الذين يؤمنون بأن الله إله واحد، جوهر واحد، أقنوم واحد، ولا يسمونه بثلاثة أسماء، ولا يؤمنون بالكلمة أنها مخلصة، ولا أنها من جوهر الأب، ولا يؤمنون بروح القدس المحيي، ويقولون: إن المسيح إنسان خلق من اللاهوت مثل خلق آدم، وكمثل واحد منا في جوهره، وأن الابن ابتداؤه من مريم ... ونظروا إلى كل موضع من الكتب فيه ذكر أزلية الابن ولاهوته وأقانيم ثالوثه، فغيروا وكتبوا مكانه غيره كما يحبون، وعلى ما يوافق ديانتهم، ولم يغيروا أسماء الكتب ولا أسماء الرسل ولا حديثهم“.
وقد عقدت الكنسية ثلاث مجامع خلال خمس سنوات لإقناعه بالعدول عن مذهبه، آخرها مجمع في إنطاكية عام 268م، ودافع فيه عن مذهبه، فطرد وعزل من جميع مناصبه، لكن أتباعه استمر وجودهم إلى القرن الميلادي السابع.
كما ظهر في بداية القرن الميلادي الرابع عالم مترهب يدعى لوسيان، وكان يرى أن المسيح كائن سماوي أخرجه الله من العدم إلى الوجود، وتجلى فيه العقل الإلهي في كيفيته الشخصية، فكانت روحه غير بشرية لكنه لم يكن الإله على الإطلاق. ويظهر في هذه الفرقة أثر العقائد المنحرفة، إذ لا يخلو قولهم في المسيح من شيء من الغلو.) كان هذا نقلا بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار.
التوحيد فيما بعد مجمع نيقية:
استمرت عقيدة التوحيد بصورة غير رسمية بعد مجمع نيقية (مجمع تصنيع الآلهة وتجميعها) ، وذلك على يد عدة طوائف منها الأريوسية. ففي عام 325م صدر أول قرار رسمي يؤله المسيح بعد تبني الإمبراطور الوثني قسطنطين لهذا الرأي، ورفض ما سواه، واعتبر آريوس- الذي عقد المجمع من أجله- هرطوقيًا.
ونقلا بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار. يقول: إن آريوس كان من رهبان الكنيسة، وكان يقول كما نقل عنه منسي يوحنا في كتابه "تاريخ الكنيسة القبطية": "إن الابن ليس مساويًا للأب في الأزلية، وليس من جوهره، وقد كان الأب في الأصل وحيدًا، فأخرج الابن من العدم بإرادته، والآب لا يمكن أن يراه أو يكيفه أحد، ولا حتى الابن، لأن الذي له بداية لا يعرف الأزلي، والابن إله بحصوله على لاهوت مكتسب".
وقد توفي آريوس 336م، لكن دعوته انتشرت بعد وفاته، وأصبحت كما يقول محمد حسني الأطير في كتابه (عقائد الفرق الموحدة في النصرانية): ”أوشك العالم أن يكون كله أريوسيًا - حسب قول الخصوم - لولا تدخل الأباطرة في العمل على ضرب تلك العقيدة واستئصال تبعيتها“.
ويقول أسد رستم في كتابه (كنيسة مدينة الله العظمى): ”كان آريوس فيما يظهر عالمًا زاهدًا متقشفًا يجيد الوعظ والإرشاد فالتف حوله عدد من المؤمنين، وانضم إليه عدد كبير من رجال الاكليروس“ ويؤكد كثرة الأريوسيين ابن البطريق، وينقل أن أكثر أهل مصر كانوا أريوسيين.
ومما يؤكد قوة مذهب آريوس إبَّان حياته، وبعد موته أن الكنيسة عقدت مجامع عدة لبحث عقيدته، كما كان لآريوس وأتباعه مجامع منها مجمع قيسارية 334م، وصور 335م، وقد قرر في مجمع صور المجتمعون عزل أثناسيوس البابا – الداعي لألوهية المسيح والذي كتبت أمانة النصارى بإشرافه في مجمع نيقية - كما نفوه إلى فرنسا، ثم عقدوا مجمعًا آخر في إنطاكية عام 341م حضره سبع وتسعون أسقفًا أريوسيًا قرروا فيه مجموعة من القوانين التي تتفق مع مبادئهم ومعتقداتهم.
ثم أعاد الإمبراطور الروماني الأسقف أثناسيوس إلى كرسي البابوية، فاحتج الأريوسيون لذلك، وأثاروا اضطرابات عدة، ثم عقدوا مجمعًا في آرلس بفرنسا عام 353م، وقرروا فيه بالإجماع – عدا واحدًا- عزل أثناسيوس.
ثم أكدوا ذلك في مجمع ميلانو 355م فعُزِل، وتولى الأسقف الآريوسي جاورسيوس كرسي الإسكندرية، وفي عام 359م عقد الإمبراطور مجمعين أحدهما للغربيين في "ريمني"، والآخر للشرقيين في "سلوقيا"، وقرر المجمعان صحة عقائد الأريوسية، وباتت الكنائس الغربية آريوسية.
ويذكر المؤرخ ناسيليف أن الإمبراطور قسطنطين نفسه قد تحول إلى المذهب الأريوسي ممالأة لأفراد شعبه، وذلك بعد نقل عاصمته إلى القسطنطينية، وقد تعلق بذلك الأنبا شنودة وهو يبرر كثرة أتباع المذهب الأريوسي ، فذكر بأنه بسبب معاضدة الإمبراطور له.
وفي مجمع إنطاكية 361م وضع الأريوسيون صيغة جديدة للأمانة ومما جاء فيها: ”الابن غريب عن أبيه، ومختلف عنه في الجوهر والمشيئة“، وفي نفس العام عقدوا مجمعًا في القسطنطينية وضعوا فيه سبعة عشر قانونًا مخالفًا لما تم في مجمع نيقية.
وفي هذا العام أيضًا تولى الإمبراطورية يوليانوس الوثني، فأعاد أثناسيوس وأساقفته إلى أعمالهم [يُلاحظ أن تعيين أثناسيوس يتوقف على وثنية الإمبراطور ، الذى يرى مشابهة مسيحية أثناسيوس لدينه الوثنى.]، وجاهر بعبادة الأصنام، وسلم الكنائس للنصارى الوثنيين، ثم خلفه الإمبراطور يوبيانوس 363م، ففعل كما فعل سلفه، وعادى الأريوسيين، وفرض عقيدة النصرانية الوثنية، ومما قاله مخاطبًا شعبه وأركان دولته: ”إذا أردتم أن أكون إمبراطوركم كونوا مسيحيين مثلي“، ثم حرم مذهب الأريوسيين، وتبنى قرارات نيقية، وطلب من الأسقف أثناسيوس أن يكتب له عن حقيقة الدين المسيحي الذي كان قد أجبر الناس عليه قبل أن يقف على حقيقته.
وانتشرت هذه الطائفة انتشارًا عظيمًا حتى كانت كنائسها هى الكنائس الغالبة. وفى هذا يقول ابن البطريق (محاضرات فى النصرانية ص121): ”«فى ذلك العصر غلبت مقالة آريوس على القسطنطينية وأنطاكية وبابل» ، وأسيوط قد علمت أن كنيستها كانت موحدة“.
ويقول أيضًا: ”فأما أهل مصر والإسكندرية فكان أكثرهم أريوسيين ، فغلبوا على كنائس مصر والإسكندرية وأخذوها، ووثبوا على أثناسيوس بطريرك الإسكندرية [الذى كان رئيس شمامسة ألكسندروس] ليقتلوه، فهرب منهم واختفى“.
”وقد كان على كثير من الكنائس رؤساء موحدون يستمسكون بالتوحيد ويحثون على الاستمساك به، وكلما ولى أسقف غير موحد ثاروا به ، وهموا بقتله“.
ويحكى لنا ابن البطريق أن أهل بيت المقدس قد وثبوا على بطريقهم لأنه لم يكن من الموحدين، وأرادوا قتله فهرب منهم. فصيَّروا (أراقليوس) أسقفًا على بيت المقدس وكان أريوسيًا. (محاضرات فى النصرانية ص121)
ومن أمثال الفرق الموحِّدة التى انتشرت بعد مجمع نيقية، فرقة النساطرة. التى ظهرت في القرن الخامس امتدادًا لآريوس وفرقته، وذلك على يد أسقف القسطنطينية نسطور الذي شايعه بعض الأساقفة والفلاسفة، وكان نسطور يقول: إن في المسيح جزءًا لاهوتيًا، لكنه ليس من طبيعة المسيح البشرية، فلم يولد هذا الجزء من العذراء التي لا يصح أن تسمى أم الله.
ويرى نسطور أن اتحاد اللاهوت بعيسى الإنسان ليس اتحادًا حقيقيًا، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه: ”كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟“ وقال: ”كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسدًا، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، ...“.
وأتعجب كيف ترى الكنيسة أن هذا الرجل وفرقته من الضالين؟ أليس هذا هو قول يسوع؟ (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
وسؤال فى صميم العقل والعقيدة وجهه نسطور: (كيف يلد المخلوق خالقه؟) أى كيف تلد مريم ربها وخالقها؟ وكيف يكون الإله طفلاً رضيعًا ، جاهلاً ، غير قادر على تنظيف نفسه أو إعالتها؟ فهل من مُجيب؟
وقد عقد في أفسس 431م مجمع قرر عزله ونفيه، فمات في صحراء ليبيا، يقول عنه المؤرخ سايرس ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة": ”إن نسطور كان شديد الإصرار على تجريد المسيح من الألوهية إذ قال: إن المسيح إنسان فقط. إنه نبي لا غير“.
وذكر ابن المقفع أنه عند نفيه أرسل له البطاركة أنه إذا اعترف بأن المصلوب إله متجسد فسوف يعفون عنه، فيقول ابن المقفع: ”فقسا قلبه مثل فرعون ولم يجبهم بشيء“.
وقد تغير مذهب النسطورية بعد نسطور فأشبه مذاهب التثليث إذ يقول النسطورية: إن المسيح شخصية لها حقيقتان: بشرية وإلهية، فهو إنسان حقًا، وإله حقًا ، ولكنه ليس شخصية قد جمعت الحقيقتين ، بل ذات المسيح كانت تجمع شخصيتين!
وطوال قرون تعاقبت على النصرانية في ظل سيطرة الكنيسة لم ينقطع تواجد الموحدين، وإن ضعف نشاطهم وتواجدهم بسبب محاكم التفتيش وقوة الكنيسة وسلطانها.
وعندما ضعف سلطان الكنسية واضمحل، عادت الفرق الموحدة للظهور، وبدأت عقيدة التثليث بالاهتزاز، وهو ما عبر عنها لوثر بقوله: ”إنه تعبير يفتقد إلى القوة، وإنه لم يوجد في الأسفار“.
وشيئًا فشيئًا عادت الفرق الموحدة للظهور وازدهر نشاط الموحدين في أوروبا، حتى إن ملك المجر هوجون سيجسموند (ت1571م) كان موحدًا.
وفي ترانسلفانيا ازدهر التوحيد كما تذكر دائرة المعارف الأمريكية، وكان من الموحدين المشهورين فرانسس داود الذي أُدخل السجن بعد وفاة الملك جون وتولي الملك ستيفن باثوري الكاثوليكي، وتوفي سنة 1579م، وكان الملك الجديد قد منع الموحدين من نشر كتبهم دون إذن منه.
كما ظهر في هذا القرن سوسنس الموحد في بولوينة، وكان له أتباع يعرفون بالسوسنيون أنكروا التثليث، ونادوا بالتوحيد، وفر بعضهم من الكنسية إلى سويسرا، ونادى سرفيتوس بالتوحيد في أسبانيا فأحرق حيًا عام 1553م، وكان يقول في كتابه "أخطاء التثليث": ”إن أفكارًا مثل الثالوث والجوهر وما إلى ذلك إنما هي اختراعات فلسفي، لا تعرف عنها الأسفار شيئًا“.
كما ظهر في ألمانيا مذهب الأناباست الموحد، واستطاعت الكنيسة سحقه.
ثم ظهرت جمعيات تحارب التثليث منها ”الحركة المضادة للتثليث“ ، وأنشأت في شمال إيطاليا في أواسط القرن السادس عشر، تلتها ”الحركة المعادية للتثليث“ والتي ترأسها الطبيب المشهور جورجيو بندراثا عام 1558م ، وفي عام 1562م عقد مجمع بيزو، وكان القسس يتكلمون عن التثليث فيما كان غالبية الحضور من المنكرين له.
وفي القرن السابع عشر قويت بعض الكنائس الموحدة على قلة في أتباعها، وأصدر الموحدون عام 1605م مطبوعًا مهمًا جاء فيه "الله واحد في ذاته، والمسيح إنسان حقيقي، ولكنه ليس مجرد إنسان، والروح القدس ليس أقنومًا، لكنه قدرة الله".
وفي عام 1658م صدر مرسوم طردت بمقتضاه جماعة موحدة في إيطاليا. وكان من رواد التوحيد يومذاك جون بيدل (ت 1662م)، وسمي: "أبو التوحيد الإنجليزي". وكان قد توصل من خلال دراسته إلى الشك في عقيدة التثليث، فجهر بذلك وسجن مرتين، ثم نفي إلى صقلية.
وفي عام 1689م استثنى مرسوم ملكي الموحدين من قانون التسامح الديني. وذلك لا ريب يعود لكثرة هؤلاء وتعاظم أثرهم، وهو ما يعبر عنه بردنوفسكي في كتابه "ارتقاء الإنسان"، فيقول: ”كان العلماء في القرن السابع عشر يشعرون بالحرج من مبدأ التثليث“.
وفي القرن الثامن عشر سمي هؤلاء الموحدين بالأريوسيين، ومنهم الدكتور تشارلز شاونسي (ت 1787م) راعي كنيسة بوسطن، وكان يراسل الأريوسيين الإنجليز.
وكذا ناضل الدكتور يوناثان ميهيو بشجاعة ضد التثليث، ونشر الدكتور صموئيل كتابه "عقيدة التثليث من الأسفار" ووصل فيه إلى نتيجة: "أن الآب وحده هو الإله الأسمى، وأن المسيح أقل منه رتبة"، ورغم إنكاره بأنه آريوسي، فإنه يصعب التميز بين أقواله وتعليم آريوس، ومثله العالم الطبيعي جون بربستلي (ت1768م)، وقد طبع رسالته "التماس إلى أساتذة المسيحية المخلصين الموقرين" ووزع منها ثلاثين ألف نسخة في إنجلترا، فأرغم على مغادرتها، فقضى في بنسلفانيا.
واعتزل ثيوفليس ليندساي (ت1818م) الخدمة الكنسية، ثم ما لبث أن تحول إلى كنيسة موحدة، كما عين زميله الموحد توماس بلشام في منصب كبير في كلية هاكني اللاهوتية، ثم أسسا معًا "الجمعية التوحيدية لترقي المعرفة المسيحية وممارسة الفضيلة عن طريق توزيع الكتب".
ثم بعد إقرار الحقوق المدنية كون الموحدون اتحادًا أسموه "الاتحاد البريطاني الأجنبي للتوحيد". وفي القرن التاسع عشر الميلادي أسس في مناطق متعددة عدد من الكنائس الموحدة التي اجتذبت شخصيات مهمة مثل وليم شاننج (ت1842) راعي كنيسة بوسطن، وكان يقول: بأن الثلاثة أقانيم تتطلب ثلاثة جواهر، وبالتالي ثلاثة آلهة. وكان يقول: ”إن نظام الكون يتطلب مصدرًا واحدًا للشرح والتعليل، لا ثلاثة، لذلك فإن عقيدة التثليث تفتقد أي قيمة دينية أو علمية“.
ومثله قال القس جارد سباركس راعي كنيسة الموحدين في ليتمور والذي صار فيما بعد رئيسًا لجامعة هارفرد، وتكونت عام 1825م جمعية التوحيد الأمريكي.
وفي منتصف هذا القرن أضحت مدينة ليدن الهولندية وجامعتها مركزًا للتوحيد، وكثر عدد الموحدين الذين عرفوا باللوثريين أو الإصلاحيين.
ومع مطلع القرن العشرين تزايد الموحدون، وزادوا نشاطهم، وأثمر بوجود ما يقرب من 400 كنيسة في بريطانيا ومستعمراتها، ومثلها في الولايات المتحدة إضافة إلى كليتين لاهوتيتين تعلمان التوحيد هما مانشستر وأكسفورد في بريطانيا، وكليتين في أمريكا، إحداهما في شيكاغو، والأخرى في بركلي في كاليفورنيا، وما يقرب من مائة وستين كنيسة أو كلية في المجر، وغير ذلك في كافة دول أوربا النصرانية.
وعقد في عام 1921م مؤتمر حضره عدد كبير من رجال الدين في أكسفورد برئاسة أسقف كارليل الدكتور راشدل الذي ذكر في خطاب ألقاه فيه: أن قراءته للكتاب المقدس لا تجعله يعتقد أن عيسى إله، وأما ما جاء في يوحنا مما لم تذكره الأناجيل الثلاثة فلا يمكن النظر إليه على أنه تاريخي، ورأى أن كل ما قيل في ميلاد المسيح من عذراء أو شفائه الأمراض أو القول أن روحه سابقة للأجساد، كل ذلك لا يدعو للقول بألوهيته. وقد شاركه في آرائه عدد من المؤتمرين.
ويقول إيميل لورد فيج: ”لم يفكر يسوع أنه أكثر من نبي، وليس بقليل أن يرى نفسه في بعض الأحيان دون النبي، ولم يَحدُث أبدًا من يسوع ما يخيل به إلى السامع أن له خواطر وآمال فوق خواطر البشر وآمالهم. ... يجد يسوع كلمة جديدة صالحة للتعبير عن تواضعه بقوله: إنه ابن الإنسان، وقديماً أراد الأنبياء أن يلفتوا الأنظار إلى الهوة الواسعة التي تفصلهم عن الله، فكانوا يسمون أنفسهم بأبناء الإنسان. ...“.
وفي عام 1977م اشترك سبعة من علماء اللاهوت في كتاب مشهور عنونوا له "أسطورة الإله المتجسد" ومما فيه عن هذه المجموعة "أنها قبلت التسليم بأن أسفار الكتاب المقدس كتبها مجموعة من البشر في ظروف متنوعة، ولا يمكن الموافقة على اعتبار ألفاظها تنزيلاً إلهيًا ... إن المشتركين في هذا الكتاب مقتنعون أن تطورًا لاهوتيًا آخر لا بد منه في آخر هذا الجزء الأخير من القرن العشرين".
ثم أصدر ثمانية من علماء اللاهوت في بريطانيا كتابا أسموه "المسيح ليس ابن الله"، أكدوا فيه ما جاء في الكتاب الأول، وقالوا: ”إن إمكانية تحول الإنسان إلى إله لم تعد بالشيء المعقول والمصدق به هذه الأيام“.
وفي مقابلة تلفزيونية جرت في إبريل 1984م في بريطانيا ذكر الأسقف دافيد جنكنز والذي يحتل المرتبة الرابعة بين تسعة وثلاثين أسقفًا يمثلون هرم الكنيسة الأنجليكانية، فكان مما قاله بأن ألوهية المسيح ليست حقيقة مسلماً بها.
وكان لكلماته صدى كبير ، فقامت صحيفة "ديلي نيوز" باستطلاع رأى واحد وثلاثين أسقفًا - من الأساقفة التسعة والثلاثين- حول ما قاله الأسقف دافيد، ثم نشرت نتيجة الاستطلاع فى عددها الصادر في 25/6/1984م ، وكانت نتيجته أن "أصر 11 فقط من الأساقفة على القول بأنه يجب على المسيحيين أن يعتبروا المسيح إلهاً وإنسانًا معًا، بينما قال 19 منهم بأنه كان كافيًا أن ينظر إلى المسيح باعتباره الوكيل الأعلى لله"، فيما أكد 15 أسقفًا منهم "أن المعجزات المذكورة في العهد الجديد كانت إضافات ألحقت بقصة يسوع فيما بعد". أي أنها لا تصلح في الدلالة على الألوهية.
وهكذا تشكك الكنيسة ممثلة بأساقفتها في مسألة ألوهية المسيح، وترفضها، وتقر أنها عقيدة دخيلة على النصرانية، لم يعرفها المسيح ولا تلاميذه، إذ هي من مبتدعات بولس والذين تأثروا به ممن كتبوا الأناجيل والرسائل.
ومن كل ما ذكرنا يتبين لنا أن التوحيد حركة أصيلة في المجتمع النصراني، تتجدد كلما نظر المخلصون منهم في أسفارهم المقدسة، فتنجلي عن الفطرة غشاوتها، وتعلن الحقيقة الناصعة أن لا إله إلا الله.
ابن الإنسان الذى فى السماء:
يستشهد الأنبا شنودة ص45 من كتابه (لاهوت المسيح) ، وكذلك القمص مرقس عزيز خليل ص25 من كتابه (هل المسيح هو الله؟) بنص يوحنا 3: 13 القائل: (13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.) للتدليل على أن ابن الإنسان ويقصدون به يسوع هو على الأرض ، وفى نفس الوقت فى السماء. وهذه ترجمة النص من فاندايك ومن كتاب الحياة والترجمة الكاثوليكية لأغناطيوس زياده لعام 1986.
وقبل أن نناقش هذه الفقرة ، علينا أن نرى مدى صدق ترجمتها فى الترجمات المختلفة. ونلاحظ أن جملة (الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ) حذفتها التراجم الآتية:
فلم تورده ترجمة الآباء ******يين (الطبعة السادسة لعام 2000 ، على الرغم من ذكرها فى طبعة 1986): (13فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُ الإِنسان.)
ولم تورده الترجمة العربية المشتركة: (13ما صعَدَ أحدٌ إِلى السَّماءِ إِلاَّ ابنُ الإنسانِ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء)
ولم تورده الترجمة البولسية: (13فإِنَّهُ لم يَصْعَدْ أَحَدٌ الى السَّماءِ إِلاَّ الذي نَزَلَ منَ السَّماءِ، ابنُ البَشَرِ الكائِنُ في السَّماء.)
ولم تذكره الترجمات الألمانية الآتية:
Einheitsübersetzung, Elberfelder rv, Elberfelder rv2, Gute Nachricht, Hoffnung für alle, Luther 1912, Luther 1984
وقد كتبتها ترجمة Elberfelder لعامى 1871 و1905 كما كتبتها ترجمة الفاندايك ، ثم حذفت فى طبعتها المنقحة تعبير (الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ).
Und niemand ist hinaufgestiegen in den Himmel, als nur der aus dem Himmel herabgestiegen ist, der Sohn des Menschen, der im Himmel ist. (Elberfelder 1871)
http://www.unboundbible.org/index.cf...erfelder_1871_...
http://www.unboundbible.org/index.cf...erfelder_1905_...
13 Und niemand ist hinaufgestiegen in den Himmel als nur, der aus dem Himmel herabgestiegen ist, der Sohn des Menschen. (Elberfelder rv und rv2)
http://www.biblegateway.com/passage/...int&version=54
وكما فعلت ترجمة Elberfelder قامت به أيضًا ترجمة لوثر لعام 1545، فقد ذكرت (ابن الإنسان الكائن فى السماء) فى هذه الطبعة ، وحذفتها فى الطبعة التالية، وكانت عام 1912 ، ثم رجعت إلى النص القديم مرة أخرى فى طبعتها لعام 1912 ذات النجمة ، ثم حذفتها مرة أخرى فى طبعتها عام 1984، وها هى مواقعها بالترتيب المذكور:
http://www.biblegateway.com/passage/...int&version=10 (1545)
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?JO...nomd&bi=luther (1912)
http://www.unboundbible.org/index.cf...her_1912_ucs2&... (1912*)
http://www.bibel-online.net/buch/43.johannes/3.html#3,1 (1984)
ولم تذكره الترجمات الإنجليزية الآتية:
Basic, CEV, ESV, HCSB*, MSG, NASB, NIRV, NIV, NIV UK, NLT, NRSV*, RSV, TNIV,
وعلَّقت عليه بعض التراجم أن هناك بعض المخطوطات تضيف (الكائن فى السماء). مثل ترجمة HCSB
وقال أيضًا فى نفس الكتاب السابق: ”إن افترضنا إذن وجود من يصنع الآلهة، فلأهتم بفحص علل صنع آلهة من البشر ، ولا أجد لذلك مبررًا إلا إن كان ذلك الإله الأعظم يبتغى له أعوانًا ومساعدين على مهامه الربَّانيِّة. أولاً: لا يليق بمقامه أن يحتاج إلى معونة آخر ، وفان فوق ذلك. بينما كان أجدر به منذ البدء ، وهو يعلم رفبته اللاحقة فى عون فان ، أن يصنع للغرض إلهًا بالأحرى. على أنى لا أرى للعون مجالاً: فبيّن أن كيان هذا العالم كله ، سواء كان قديمًا على رأى فيثاغورث أو محدثًا على رأى أفلاطون، قد رُتِّبَ منذ البدء بتدبير حكيم على نحو بديع من التنسيق والنظام والاتساق ، ولا يمكن أن يكون ناقصًا من أنشأ كل الكائنات على ذلك النحو من الكمال.“
إنه يتعجَّب: ما الحاجة لوجود آلهة أخرى مع الله؟ فإذا كان يحتاج لمساعد أو ونيس ، فهذا يُسقط ألوهيته، لأن الله كامل. وللأسف هذا نفس ما يعتنقه المسيحيون فى الثالوث، ويُميزون كل أقنوم بوظيفة محددة ، لا يُمكن للآخر أن يقوم بها.
وقال أيضًا فى نفس المصدر السابق: ”فمنذ بداية الخليقة بعث في العالمين رسلا أهّلتهم أمانتهم واستقامتهم لمعرفة الله وبيانه للنّاس، وأفاض عليهم روحه ليدْعوا إلى إله واحد، هو من أنشأ الأكوان وصنع الإنسان من صلصال، ... ونظّم العالم مقدّرا لكلّ شيء مبتداه ومنتهاه. وأرسل كذلك آيات على جلاله الأمطارَ والنّيرانَ، وحدّد السبل لاستحقاق رضوانه، وعيّن جزاء من يجهلها ومن يخالفها ومن يستمسك بها، حتّى يحكم في نهاية الدّهر فيكافئ عباده البررة بالنّعيم الأبديّ، ويعاقب الكفرة بنار أبديّة كذلك لا يخبو لها أوار، يوم يبعث كلّ الموتى ويعيدهم نشأة أخرى ويحشرهم وازنا أعمالهم ليعيّن لكلّ أيّ الجزاءين استحقّ.“
راجع ترجمة (المنافحة) لعمّار الجلاصي، 3/3/2001 بهذا الموقع
http://www.tertullian.org/articles/j...ologeticum.htm
فهل فعل يسوع ذلك؟ هل ما تسمونه العهد الجديد يحتوى على هذا الدستور؟ لا. بل لقد وضعتم على لسان يسوع أن كل من سبقه من الأنبياء هم لصوص!! ووضعتم على لسان الإله أن كل الأنبياء زناة ، حقراء، كُفَّار!! فبما استحق الإله الذى تعبدونه التأليه؟
هل استحقها بجهله وسوء اختيار من يُمثله ويُمثِّل دينه على الأرض؟
أم استحقها بعلمه الأزلى وتعمُّده إفساد خلقه؟
ألا يدل هذا على تسلُّط الشيطان على كتابكم؟
فهل كان ترتليان من الموحدين ونُسِبَت إليه زورًا كتابات التثليث والأقانيم؟
أم كان من المنافقين أو المختلين الذين يكتبون الشىء وضده؟
أما إستشهاد الكتاب المسيحيين بنصوص العهد القديم على التثليث ، وخاصة قول الرب (لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا) تكوين 1: 26 ، وقوله: (هوذا الإنسان قد صار كواحد منّا) تكوين 3: 22 ، وقوله: (هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم) تكوين 11: 7، فإن صح هو دليل على تعدد الآلهة وليس على توحيد الثلاثة فى الواحد.
http://www.lpj.org/newsite2006/bibli...l/trinity.html
لقد كان المسيحيون الأوائل موحدين ، وكانت تلك هي تعاليم المسيح وتلاميذه ، وتشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء المؤرخين على ذلك فيقول (جوستن مارستر) مؤرخ لاتيني في القرن الثاني: ”إنه كان في زمنه في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح ويعتبرونه إنسانًا بحتًا ، وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصَّر من الوثنيين ؛ ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل“. (دائرة معارف القرن العشرين ، محمد فريد وجدى. (10/202). نقلاً عن (النصرانية من التوحيد إلى التثليث)، د. محمد أحمد الحاج ، ص(225))
”وبنظرة تاريخية سريعة على القرون الأولى للمسيحية ترينا أن النصرانية كانت بين شقى الرحى ، بين اضطهاد اليهود ، واضطهاد الوثنية الرومانية ، وفي سنة 325م كانت القسطنطينية قاعدة الدولة الرومانية الشرقية ، ولما كان أغلب رعايا الإمبراطور قسطنطين من المسيحيين ، وكان أغلب الوثنيين في حوزة روما في الغرب ، فلكي يقوّي مركزه قَرَّبَ المسيحيين إليه ، ولكن لما كانوا هم أنفسهم مختلفين حول المسيح فقد دعاهم إلى عقد مجمع لحسم هذه الخلافات العقائدية التي كان لها أثرها على إشاعة عدم الاستقرار في إمبراطوريته لذلك عقد مجمع نيقيّة سنة 325 وقد حضره (2048) أسقفًا من جميع أنحاء العالم وذلك لتحديد من هو المسيح ، فتناظر المجتمعون وقرر (1731) من الأساقفة المجتمعين وعلى رأسهم (آريوس) أن المسيح إنسان.
ولكن (أثناسيوس) الذى كان شماسًا بكنيسة الإسكندرية انتهز هذه الفرصة فأراد أن يتقرب إلى قسطنطين الوثنى فأعلن أن المسيح هو الإله المتجسد ، وتبعه فى ذلك الرأى (317) عضوًا ، ومال قسطنطين الذى كان ما يزال على وثنيته إلى رأى (أثناسيوس) لما فيه من عقيدة وثنية تؤمن بتجسيد الآلهة ونـزولها من السماء ، فأقر مقالة (أثناسيوس) ، وطرد الأساقفة الموحدين وعلى رأسهم (آريوس).
وأخطر من هذا أنه قضى بحبس الكتاب المقدس فلا يسمح بتداوله بين الناس ، وأن يقتصر تعليم الدين على ما يقوم القساوسة بتلقينه للناس ، وبهذا "سيكون من قبيل الجهد الضائع محاولة العثور على حكمة واحدة أو وحي أو أية رسالة مرفوعة إلى يسوع المسيح بلغته الخاصة ، ويجب أن يتحمل مجمع نيقية إلى الأبد مسئولية جريمة ضياع الإنجيل المقدس بلغته الآرمية الأصلية ، وهي خسارة لا تعوض".
وقد خرجت من مجمع نيقية قرارات اعتبرت مع قرارات مجمع آخر عقد عام 381م هو مجمع القسطنطينية "والذي حضره (150) أسقفًا وقد كان حصيلة هذا المجمع الصغير أن الروح القدس هو إله من جوهر الله"، وبهذين المجمعين اكتملت عقيدة التثليث عند النصارى.
فالتثليث المسيحي لم يكن معروفًا إلى سنة 325م حيث عقد مؤتمر نيقية ، ولم يعترف المؤتمر إلا بالأب والابن ،ثم أدخلوا الروح القدس عام 381م في مجمع القسطنطينية كما رأينا ، "وقد جاء التثليث بالتصويت في المجامع - تصويت مصحوب بالتهديد والوعيد - تصويت على حل وسط، أراد الإمبراطور الروماني إلهًا يعجبه هو شخصيًا، إلهًا ليس واحدًا حتى لا يغضب الوثنيون الذين يؤمنون بتعدد الآلهة ، وإلهًا واحدًا حتى لا يغضب الموحدين! فكان اختراع التثليث، واحد في ثلاثة أو ثلاثة في واحد؛ فهو واحد إن شئت أو هو ثلاثة إن شئت ، وهكذا فإن التثليث ليس قول عيسى ولا وحيًا من الله، بل هو اختراع إمبراطورى، صدر على شكل مرسوم أجبر الناس على تكراره دون فهم أو تصديق ، آمن به، آمن به فقط ولا تسأل".
وهل كان هناك من المعاصرين ليسوع من الموحدين الذين يؤمنون بأن الله الذى فى السماوات هو الإله الحقيقى وحده ، وأن يسوع ليس أكثر من نبى الله وحبيبه؟
نعم. لقد كان الجيل المعاصر لعيسى يؤمنون بأنه رسول من عند الله ، وكنت قد ذكرت الكثير من الآيات التى تفوَّه بها يسوع صارخًا بأنه رسول الله، كما أن أحبابه وأعداؤه والمعاصرون قد شهدوا بأنه نبى الله ورسوله:
1- لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
2- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
3- متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
4- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
5- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
6- لوقا 9: 7-8 (7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ».)
7- وقال له تلميذان من تلاميذه ، كانا متجهين إلى قرية عِمواس ، وذلك ردًا على سؤاله عن الحديث الذى يتكلمان عنه: (18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.) لوقا 24: 13-20
8- وقال يسوع فى لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)
9- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
10- وقال بطرس فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
11- يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
12- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
13- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
14- يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
15- يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
كان هذا هو إيمان الجيل الذى عاصر عيسى ، والجيل الذى عقبه، فقد رأينا فى أعمال الرسل 2: 22 ما قاله بطرس عن يسوع. ولبولس أقوال يُقدِّم فيها يسوع أيضًا كنبى لله: (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا [أى معلمنا] يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس 6: 13-16
وقوله: (24بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضاً الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا [أى معلمنا] مِنَ الأَمْوَاتِ.) رومية 4: 24
وكان يُصلى لله ويتضرع إليه، ويكفى هذا اعترافًا صريحًا على عبوديته لله: (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».) متى 26: 39
وقد حدَّد الكتاب أن السجود لله تعالى وحده. وشهادة يسوع هى روح النبوة ، وليست عين الألوهية: (10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10
وقوله: (15لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.) عبرانيين 4: 15
مع التحفُّظ أننى أؤيد أقوال علماء نصوص الكتاب المقدس فى أن الرسالة إلى العبرانيين لم يكتبها بولس ، وأن بولس كما قال مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصرى لم يكتب إلا بضعة أسطر فقط. فقد قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25) (راجع أيضًا: المناظرة الكبرى مع القُمُّص زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس).
الأمر الذى حدا بالقس الباحث بطرس قرماج أن يقول في كتابه "مروج الأخبار في تراجم الأبرار" عن بطرس ومرقس: أنهما ”كانا ينكران ألوهية المسيح“. ونقلاً بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار أواصل:
تقول دائرة المعارف الأمريكية: ”لقد بدأت عقيدة التوحيد كحركة لاهوتية بداية مبكرة جداً في التاريخ أو في حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين“.
وتقول دائرة معارف لاروس الفرنسية : ”عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة في كتب العهد الجديد ولا في عمل الآباء الرسوليين ولا عند تلاميذهم المقربين إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستنتي يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين في كل زمان ...
إن عقيدة إنسانية عيسى كانت غالبة طيلة مدة تكوُّن الكنيسة الأولى من اليهود المتنصرين، فإن الناصريين سكان مدينة الناصرة وجميع الفرق النصرانية التي تكونت عن اليهودية اعتقدت بأن عيسى إنسان بحت مؤيد بالروح القدس، وما كان أحد يتهمهم إذ ذاك بأنهم مبتدعون وملحدون، فكان في القرن الثاني مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنساناً بحتاً. ...
وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ظهرت عقائد لم تكن موجودة من قبل“.
ويقول عوض سمعان : ”إن المتفحصين لعلاقة الرسل والحواريين بالمسيح يجد أنهم لم ينظروا إليه إلا على أنه إنسان ... لأنهم كيهود كانوا يستبعدون أن يظهر الله في هيئة إنسان. نعم كانوا ينتظرون المسيّا، لكن المسيا بالنسبة إلى أفكارهم التي توارثوها عن أجدادهم لم يكن سوى رسول ممتاز يأتي من عند الله، وليس هو بذات الله“.
وتؤكد دائرة المعارف الأمريكية بأن الطريق بين مجمع أروشليم الأول الذي عقده تلاميذ المسيح ومجمع نيقية لم يكن مستقيمًا.
ويتحدث الكاردينال دانيلو عن انتشار التوحيد حتى في المواطن التي بشر بولس بها كأنطاكية وغلاطية حيث واجهته مقاومة عاتية.
وكُشِفَ مؤخراً عن وثيقة مسيحية قديمة نشرت في جريدة "التايمز" في 15يوليو 1966م تقول: إن مؤرخي الكنيسة يسلمون أن أكثر أتباع المسيح في السنوات التالية لوفاته اعتبروه مجرد نبي آخر لبني إسرائيل.
ويقول برتراند رسل الفيلسوف الإنجليزي: ”تسألني لماذا برتراند رسل لست مسيحيًا؟ وأقول ردًا على سؤالك: لأنني أعتقد أن أول وآخر مسيحي قد مات منذ تسعة عشر قرنًا، وقد ماتت بموته المسيحية الحقة التي بشر بها هذا النبي العظيم“.
لكن هذا لم يمنع من انتشار دعوة بولس الوثنية في أوساط المتنصرين من الوثنيين الذين لاقوا في دعوته مبادئ الوثنية التي اعتادوها إضافة إلى بعض المثل والآداب التي تفتقرها الوثنيات الرومانية واليونانية.
وقد عورضت دعوة بولس من لدن أتباع المسيح، ونلمس ذلك فى المحاكمة التى عقدها له التلاميذ وأدانوه وكفروا معتقداته وأمروه بالتوبة والإقلاع عن هذه الأفكار، بل أرسلوا إلى من أضلهم بولس من يُصحِّح لهم ما أفسده هذا الرجل: (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
واستمر الموحدون يواجهون أتباع بولس، وظهر ما تسميه الكنسية في تاريخها بفرق الهراقطة وهم الخارجون عن أراء الكنيسة الدينية، ومنهم الفرق التي كانت تنكر ألوهية المسيح.
ومن أهم هذه الفرق: الأبيونية وتنسب لقس اسمه أبيون، وقيل: الأبيونية هم: الفقراء إلى الله، فسموا بذلك لفقرهم وزهدهم ، وتسميهم الكنائس اليوم بالهراطقة.
يقول ايريناوس في كتابه "ضد الهرطقات" (188م): ”والذين يدعون باسم الأبيونية يوافقون على أن الله هو الذي خلق العالم، ولكن مبادئهم عن الرب مثل كرنثوس ومثل كربو قراط ... وهم يستخدمون إنجيل متى فقط، ويرفضون بولس الرسول، ويقولون عنه: إنه مرتد عن الناموس، ويحفظون الختان، وكل العوائد المذكورة في الشريعة“.
ويقول يوسابيوس القيصري (ت240م) في تاريخه: ”قد كان الأقدمون محقين إذ دعوا هؤلاء القوم (أبيونيين)، لأنهم اعتقدوا في المسيح اعتقادات فقيرة ووضيعة، فهم اعتبروه إنساناً بسيطاً عادياً قد تبرر فقط بسبب فضيلته السامية“. كما كان الأبيونيون يقولون بردة بولس وكانوا يتهمونه بالتحريف.
وقد كان لهذه الفرقة شأن، إذ كثروا حتى شمل نفوذها- باعتراف أعدائهم - فلسطين وسوريا وآسيا الصغرى ووصل إلى روما، واستمر وجودهم إلى القرن الرابع الميلادي حيث يفهم من كلام القديس جيروم في القرن الرابع أنهم كانوا في حالة من الضعف والاضطهاد، وذلك بعد مخالفتهم لأوامر قسطنطين ومجمع نيقية.
وفي فترة نشأة هذه الفرقة عام (73م) ظهر الداعية -الذي سبق ذكره- كرنثوس، ويسميه المؤرخ يوسابيوس: زعيم الهراقطة، وقد كان يعتقد أن المسيح كان مجرد إنسان بارز، كما رفض الأناجيل عدا متى (أي النص العبراني المفقود).
وفي أواخر القرن الثاني ظهر أمونيوس السقاص بدعوته بأن المسيح إنسان خارق للعادة حبيب لله، عارف بعمل الله بنوع مدهش، وأن تلاميذه أفسدوا دعوته، وبمثل هذا نادى كربو قراط، ويعرف أتباعه بالمعلمين أو المستنيرين، لكنهم بالغوا في إثبات بشرية المسيح حتى قالوا كان كسائر الحكماء، ويقدر جميع الناس أن يفعلوا مثله، ويسلكوا سلوكه، فكانت ردة فعلهم على قول القائلين بألوهيته غير صحيحة، ففى زحمة إنكارهم لألوهيته هضموه وأنقصوه عن حقه.
وفي أواسط القرن الميلادى الثالث ظهرت فرقة البولينية وهم أتباع بولس الشنشاطي، والذى تولى أسقفية إنطاكية عام 260م كما كان يشغل منصباً كبيراً في مملكة تدمر.
ويلخص القس كيرد (ت 1324م) عقيدة الشنشاطي، فيقول في كتابه "مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة": ”ملة تدعى البولية أو البوليانيون، وهي ملة بولس السميساطي بطريك إنطاكية، وهم الذين يؤمنون بأن الله إله واحد، جوهر واحد، أقنوم واحد، ولا يسمونه بثلاثة أسماء، ولا يؤمنون بالكلمة أنها مخلصة، ولا أنها من جوهر الأب، ولا يؤمنون بروح القدس المحيي، ويقولون: إن المسيح إنسان خلق من اللاهوت مثل خلق آدم، وكمثل واحد منا في جوهره، وأن الابن ابتداؤه من مريم ... ونظروا إلى كل موضع من الكتب فيه ذكر أزلية الابن ولاهوته وأقانيم ثالوثه، فغيروا وكتبوا مكانه غيره كما يحبون، وعلى ما يوافق ديانتهم، ولم يغيروا أسماء الكتب ولا أسماء الرسل ولا حديثهم“.
وقد عقدت الكنسية ثلاث مجامع خلال خمس سنوات لإقناعه بالعدول عن مذهبه، آخرها مجمع في إنطاكية عام 268م، ودافع فيه عن مذهبه، فطرد وعزل من جميع مناصبه، لكن أتباعه استمر وجودهم إلى القرن الميلادي السابع.
كما ظهر في بداية القرن الميلادي الرابع عالم مترهب يدعى لوسيان، وكان يرى أن المسيح كائن سماوي أخرجه الله من العدم إلى الوجود، وتجلى فيه العقل الإلهي في كيفيته الشخصية، فكانت روحه غير بشرية لكنه لم يكن الإله على الإطلاق. ويظهر في هذه الفرقة أثر العقائد المنحرفة، إذ لا يخلو قولهم في المسيح من شيء من الغلو.) كان هذا نقلا بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار.
التوحيد فيما بعد مجمع نيقية:
استمرت عقيدة التوحيد بصورة غير رسمية بعد مجمع نيقية (مجمع تصنيع الآلهة وتجميعها) ، وذلك على يد عدة طوائف منها الأريوسية. ففي عام 325م صدر أول قرار رسمي يؤله المسيح بعد تبني الإمبراطور الوثني قسطنطين لهذا الرأي، ورفض ما سواه، واعتبر آريوس- الذي عقد المجمع من أجله- هرطوقيًا.
ونقلا بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار. يقول: إن آريوس كان من رهبان الكنيسة، وكان يقول كما نقل عنه منسي يوحنا في كتابه "تاريخ الكنيسة القبطية": "إن الابن ليس مساويًا للأب في الأزلية، وليس من جوهره، وقد كان الأب في الأصل وحيدًا، فأخرج الابن من العدم بإرادته، والآب لا يمكن أن يراه أو يكيفه أحد، ولا حتى الابن، لأن الذي له بداية لا يعرف الأزلي، والابن إله بحصوله على لاهوت مكتسب".
وقد توفي آريوس 336م، لكن دعوته انتشرت بعد وفاته، وأصبحت كما يقول محمد حسني الأطير في كتابه (عقائد الفرق الموحدة في النصرانية): ”أوشك العالم أن يكون كله أريوسيًا - حسب قول الخصوم - لولا تدخل الأباطرة في العمل على ضرب تلك العقيدة واستئصال تبعيتها“.
ويقول أسد رستم في كتابه (كنيسة مدينة الله العظمى): ”كان آريوس فيما يظهر عالمًا زاهدًا متقشفًا يجيد الوعظ والإرشاد فالتف حوله عدد من المؤمنين، وانضم إليه عدد كبير من رجال الاكليروس“ ويؤكد كثرة الأريوسيين ابن البطريق، وينقل أن أكثر أهل مصر كانوا أريوسيين.
ومما يؤكد قوة مذهب آريوس إبَّان حياته، وبعد موته أن الكنيسة عقدت مجامع عدة لبحث عقيدته، كما كان لآريوس وأتباعه مجامع منها مجمع قيسارية 334م، وصور 335م، وقد قرر في مجمع صور المجتمعون عزل أثناسيوس البابا – الداعي لألوهية المسيح والذي كتبت أمانة النصارى بإشرافه في مجمع نيقية - كما نفوه إلى فرنسا، ثم عقدوا مجمعًا آخر في إنطاكية عام 341م حضره سبع وتسعون أسقفًا أريوسيًا قرروا فيه مجموعة من القوانين التي تتفق مع مبادئهم ومعتقداتهم.
ثم أعاد الإمبراطور الروماني الأسقف أثناسيوس إلى كرسي البابوية، فاحتج الأريوسيون لذلك، وأثاروا اضطرابات عدة، ثم عقدوا مجمعًا في آرلس بفرنسا عام 353م، وقرروا فيه بالإجماع – عدا واحدًا- عزل أثناسيوس.
ثم أكدوا ذلك في مجمع ميلانو 355م فعُزِل، وتولى الأسقف الآريوسي جاورسيوس كرسي الإسكندرية، وفي عام 359م عقد الإمبراطور مجمعين أحدهما للغربيين في "ريمني"، والآخر للشرقيين في "سلوقيا"، وقرر المجمعان صحة عقائد الأريوسية، وباتت الكنائس الغربية آريوسية.
ويذكر المؤرخ ناسيليف أن الإمبراطور قسطنطين نفسه قد تحول إلى المذهب الأريوسي ممالأة لأفراد شعبه، وذلك بعد نقل عاصمته إلى القسطنطينية، وقد تعلق بذلك الأنبا شنودة وهو يبرر كثرة أتباع المذهب الأريوسي ، فذكر بأنه بسبب معاضدة الإمبراطور له.
وفي مجمع إنطاكية 361م وضع الأريوسيون صيغة جديدة للأمانة ومما جاء فيها: ”الابن غريب عن أبيه، ومختلف عنه في الجوهر والمشيئة“، وفي نفس العام عقدوا مجمعًا في القسطنطينية وضعوا فيه سبعة عشر قانونًا مخالفًا لما تم في مجمع نيقية.
وفي هذا العام أيضًا تولى الإمبراطورية يوليانوس الوثني، فأعاد أثناسيوس وأساقفته إلى أعمالهم [يُلاحظ أن تعيين أثناسيوس يتوقف على وثنية الإمبراطور ، الذى يرى مشابهة مسيحية أثناسيوس لدينه الوثنى.]، وجاهر بعبادة الأصنام، وسلم الكنائس للنصارى الوثنيين، ثم خلفه الإمبراطور يوبيانوس 363م، ففعل كما فعل سلفه، وعادى الأريوسيين، وفرض عقيدة النصرانية الوثنية، ومما قاله مخاطبًا شعبه وأركان دولته: ”إذا أردتم أن أكون إمبراطوركم كونوا مسيحيين مثلي“، ثم حرم مذهب الأريوسيين، وتبنى قرارات نيقية، وطلب من الأسقف أثناسيوس أن يكتب له عن حقيقة الدين المسيحي الذي كان قد أجبر الناس عليه قبل أن يقف على حقيقته.
وانتشرت هذه الطائفة انتشارًا عظيمًا حتى كانت كنائسها هى الكنائس الغالبة. وفى هذا يقول ابن البطريق (محاضرات فى النصرانية ص121): ”«فى ذلك العصر غلبت مقالة آريوس على القسطنطينية وأنطاكية وبابل» ، وأسيوط قد علمت أن كنيستها كانت موحدة“.
ويقول أيضًا: ”فأما أهل مصر والإسكندرية فكان أكثرهم أريوسيين ، فغلبوا على كنائس مصر والإسكندرية وأخذوها، ووثبوا على أثناسيوس بطريرك الإسكندرية [الذى كان رئيس شمامسة ألكسندروس] ليقتلوه، فهرب منهم واختفى“.
”وقد كان على كثير من الكنائس رؤساء موحدون يستمسكون بالتوحيد ويحثون على الاستمساك به، وكلما ولى أسقف غير موحد ثاروا به ، وهموا بقتله“.
ويحكى لنا ابن البطريق أن أهل بيت المقدس قد وثبوا على بطريقهم لأنه لم يكن من الموحدين، وأرادوا قتله فهرب منهم. فصيَّروا (أراقليوس) أسقفًا على بيت المقدس وكان أريوسيًا. (محاضرات فى النصرانية ص121)
ومن أمثال الفرق الموحِّدة التى انتشرت بعد مجمع نيقية، فرقة النساطرة. التى ظهرت في القرن الخامس امتدادًا لآريوس وفرقته، وذلك على يد أسقف القسطنطينية نسطور الذي شايعه بعض الأساقفة والفلاسفة، وكان نسطور يقول: إن في المسيح جزءًا لاهوتيًا، لكنه ليس من طبيعة المسيح البشرية، فلم يولد هذا الجزء من العذراء التي لا يصح أن تسمى أم الله.
ويرى نسطور أن اتحاد اللاهوت بعيسى الإنسان ليس اتحادًا حقيقيًا، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه: ”كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟“ وقال: ”كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسدًا، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، ...“.
وأتعجب كيف ترى الكنيسة أن هذا الرجل وفرقته من الضالين؟ أليس هذا هو قول يسوع؟ (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
وسؤال فى صميم العقل والعقيدة وجهه نسطور: (كيف يلد المخلوق خالقه؟) أى كيف تلد مريم ربها وخالقها؟ وكيف يكون الإله طفلاً رضيعًا ، جاهلاً ، غير قادر على تنظيف نفسه أو إعالتها؟ فهل من مُجيب؟
وقد عقد في أفسس 431م مجمع قرر عزله ونفيه، فمات في صحراء ليبيا، يقول عنه المؤرخ سايرس ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة": ”إن نسطور كان شديد الإصرار على تجريد المسيح من الألوهية إذ قال: إن المسيح إنسان فقط. إنه نبي لا غير“.
وذكر ابن المقفع أنه عند نفيه أرسل له البطاركة أنه إذا اعترف بأن المصلوب إله متجسد فسوف يعفون عنه، فيقول ابن المقفع: ”فقسا قلبه مثل فرعون ولم يجبهم بشيء“.
وقد تغير مذهب النسطورية بعد نسطور فأشبه مذاهب التثليث إذ يقول النسطورية: إن المسيح شخصية لها حقيقتان: بشرية وإلهية، فهو إنسان حقًا، وإله حقًا ، ولكنه ليس شخصية قد جمعت الحقيقتين ، بل ذات المسيح كانت تجمع شخصيتين!
وطوال قرون تعاقبت على النصرانية في ظل سيطرة الكنيسة لم ينقطع تواجد الموحدين، وإن ضعف نشاطهم وتواجدهم بسبب محاكم التفتيش وقوة الكنيسة وسلطانها.
وعندما ضعف سلطان الكنسية واضمحل، عادت الفرق الموحدة للظهور، وبدأت عقيدة التثليث بالاهتزاز، وهو ما عبر عنها لوثر بقوله: ”إنه تعبير يفتقد إلى القوة، وإنه لم يوجد في الأسفار“.
وشيئًا فشيئًا عادت الفرق الموحدة للظهور وازدهر نشاط الموحدين في أوروبا، حتى إن ملك المجر هوجون سيجسموند (ت1571م) كان موحدًا.
وفي ترانسلفانيا ازدهر التوحيد كما تذكر دائرة المعارف الأمريكية، وكان من الموحدين المشهورين فرانسس داود الذي أُدخل السجن بعد وفاة الملك جون وتولي الملك ستيفن باثوري الكاثوليكي، وتوفي سنة 1579م، وكان الملك الجديد قد منع الموحدين من نشر كتبهم دون إذن منه.
كما ظهر في هذا القرن سوسنس الموحد في بولوينة، وكان له أتباع يعرفون بالسوسنيون أنكروا التثليث، ونادوا بالتوحيد، وفر بعضهم من الكنسية إلى سويسرا، ونادى سرفيتوس بالتوحيد في أسبانيا فأحرق حيًا عام 1553م، وكان يقول في كتابه "أخطاء التثليث": ”إن أفكارًا مثل الثالوث والجوهر وما إلى ذلك إنما هي اختراعات فلسفي، لا تعرف عنها الأسفار شيئًا“.
كما ظهر في ألمانيا مذهب الأناباست الموحد، واستطاعت الكنيسة سحقه.
ثم ظهرت جمعيات تحارب التثليث منها ”الحركة المضادة للتثليث“ ، وأنشأت في شمال إيطاليا في أواسط القرن السادس عشر، تلتها ”الحركة المعادية للتثليث“ والتي ترأسها الطبيب المشهور جورجيو بندراثا عام 1558م ، وفي عام 1562م عقد مجمع بيزو، وكان القسس يتكلمون عن التثليث فيما كان غالبية الحضور من المنكرين له.
وفي القرن السابع عشر قويت بعض الكنائس الموحدة على قلة في أتباعها، وأصدر الموحدون عام 1605م مطبوعًا مهمًا جاء فيه "الله واحد في ذاته، والمسيح إنسان حقيقي، ولكنه ليس مجرد إنسان، والروح القدس ليس أقنومًا، لكنه قدرة الله".
وفي عام 1658م صدر مرسوم طردت بمقتضاه جماعة موحدة في إيطاليا. وكان من رواد التوحيد يومذاك جون بيدل (ت 1662م)، وسمي: "أبو التوحيد الإنجليزي". وكان قد توصل من خلال دراسته إلى الشك في عقيدة التثليث، فجهر بذلك وسجن مرتين، ثم نفي إلى صقلية.
وفي عام 1689م استثنى مرسوم ملكي الموحدين من قانون التسامح الديني. وذلك لا ريب يعود لكثرة هؤلاء وتعاظم أثرهم، وهو ما يعبر عنه بردنوفسكي في كتابه "ارتقاء الإنسان"، فيقول: ”كان العلماء في القرن السابع عشر يشعرون بالحرج من مبدأ التثليث“.
وفي القرن الثامن عشر سمي هؤلاء الموحدين بالأريوسيين، ومنهم الدكتور تشارلز شاونسي (ت 1787م) راعي كنيسة بوسطن، وكان يراسل الأريوسيين الإنجليز.
وكذا ناضل الدكتور يوناثان ميهيو بشجاعة ضد التثليث، ونشر الدكتور صموئيل كتابه "عقيدة التثليث من الأسفار" ووصل فيه إلى نتيجة: "أن الآب وحده هو الإله الأسمى، وأن المسيح أقل منه رتبة"، ورغم إنكاره بأنه آريوسي، فإنه يصعب التميز بين أقواله وتعليم آريوس، ومثله العالم الطبيعي جون بربستلي (ت1768م)، وقد طبع رسالته "التماس إلى أساتذة المسيحية المخلصين الموقرين" ووزع منها ثلاثين ألف نسخة في إنجلترا، فأرغم على مغادرتها، فقضى في بنسلفانيا.
واعتزل ثيوفليس ليندساي (ت1818م) الخدمة الكنسية، ثم ما لبث أن تحول إلى كنيسة موحدة، كما عين زميله الموحد توماس بلشام في منصب كبير في كلية هاكني اللاهوتية، ثم أسسا معًا "الجمعية التوحيدية لترقي المعرفة المسيحية وممارسة الفضيلة عن طريق توزيع الكتب".
ثم بعد إقرار الحقوق المدنية كون الموحدون اتحادًا أسموه "الاتحاد البريطاني الأجنبي للتوحيد". وفي القرن التاسع عشر الميلادي أسس في مناطق متعددة عدد من الكنائس الموحدة التي اجتذبت شخصيات مهمة مثل وليم شاننج (ت1842) راعي كنيسة بوسطن، وكان يقول: بأن الثلاثة أقانيم تتطلب ثلاثة جواهر، وبالتالي ثلاثة آلهة. وكان يقول: ”إن نظام الكون يتطلب مصدرًا واحدًا للشرح والتعليل، لا ثلاثة، لذلك فإن عقيدة التثليث تفتقد أي قيمة دينية أو علمية“.
ومثله قال القس جارد سباركس راعي كنيسة الموحدين في ليتمور والذي صار فيما بعد رئيسًا لجامعة هارفرد، وتكونت عام 1825م جمعية التوحيد الأمريكي.
وفي منتصف هذا القرن أضحت مدينة ليدن الهولندية وجامعتها مركزًا للتوحيد، وكثر عدد الموحدين الذين عرفوا باللوثريين أو الإصلاحيين.
ومع مطلع القرن العشرين تزايد الموحدون، وزادوا نشاطهم، وأثمر بوجود ما يقرب من 400 كنيسة في بريطانيا ومستعمراتها، ومثلها في الولايات المتحدة إضافة إلى كليتين لاهوتيتين تعلمان التوحيد هما مانشستر وأكسفورد في بريطانيا، وكليتين في أمريكا، إحداهما في شيكاغو، والأخرى في بركلي في كاليفورنيا، وما يقرب من مائة وستين كنيسة أو كلية في المجر، وغير ذلك في كافة دول أوربا النصرانية.
وعقد في عام 1921م مؤتمر حضره عدد كبير من رجال الدين في أكسفورد برئاسة أسقف كارليل الدكتور راشدل الذي ذكر في خطاب ألقاه فيه: أن قراءته للكتاب المقدس لا تجعله يعتقد أن عيسى إله، وأما ما جاء في يوحنا مما لم تذكره الأناجيل الثلاثة فلا يمكن النظر إليه على أنه تاريخي، ورأى أن كل ما قيل في ميلاد المسيح من عذراء أو شفائه الأمراض أو القول أن روحه سابقة للأجساد، كل ذلك لا يدعو للقول بألوهيته. وقد شاركه في آرائه عدد من المؤتمرين.
ويقول إيميل لورد فيج: ”لم يفكر يسوع أنه أكثر من نبي، وليس بقليل أن يرى نفسه في بعض الأحيان دون النبي، ولم يَحدُث أبدًا من يسوع ما يخيل به إلى السامع أن له خواطر وآمال فوق خواطر البشر وآمالهم. ... يجد يسوع كلمة جديدة صالحة للتعبير عن تواضعه بقوله: إنه ابن الإنسان، وقديماً أراد الأنبياء أن يلفتوا الأنظار إلى الهوة الواسعة التي تفصلهم عن الله، فكانوا يسمون أنفسهم بأبناء الإنسان. ...“.
وفي عام 1977م اشترك سبعة من علماء اللاهوت في كتاب مشهور عنونوا له "أسطورة الإله المتجسد" ومما فيه عن هذه المجموعة "أنها قبلت التسليم بأن أسفار الكتاب المقدس كتبها مجموعة من البشر في ظروف متنوعة، ولا يمكن الموافقة على اعتبار ألفاظها تنزيلاً إلهيًا ... إن المشتركين في هذا الكتاب مقتنعون أن تطورًا لاهوتيًا آخر لا بد منه في آخر هذا الجزء الأخير من القرن العشرين".
ثم أصدر ثمانية من علماء اللاهوت في بريطانيا كتابا أسموه "المسيح ليس ابن الله"، أكدوا فيه ما جاء في الكتاب الأول، وقالوا: ”إن إمكانية تحول الإنسان إلى إله لم تعد بالشيء المعقول والمصدق به هذه الأيام“.
وفي مقابلة تلفزيونية جرت في إبريل 1984م في بريطانيا ذكر الأسقف دافيد جنكنز والذي يحتل المرتبة الرابعة بين تسعة وثلاثين أسقفًا يمثلون هرم الكنيسة الأنجليكانية، فكان مما قاله بأن ألوهية المسيح ليست حقيقة مسلماً بها.
وكان لكلماته صدى كبير ، فقامت صحيفة "ديلي نيوز" باستطلاع رأى واحد وثلاثين أسقفًا - من الأساقفة التسعة والثلاثين- حول ما قاله الأسقف دافيد، ثم نشرت نتيجة الاستطلاع فى عددها الصادر في 25/6/1984م ، وكانت نتيجته أن "أصر 11 فقط من الأساقفة على القول بأنه يجب على المسيحيين أن يعتبروا المسيح إلهاً وإنسانًا معًا، بينما قال 19 منهم بأنه كان كافيًا أن ينظر إلى المسيح باعتباره الوكيل الأعلى لله"، فيما أكد 15 أسقفًا منهم "أن المعجزات المذكورة في العهد الجديد كانت إضافات ألحقت بقصة يسوع فيما بعد". أي أنها لا تصلح في الدلالة على الألوهية.
وهكذا تشكك الكنيسة ممثلة بأساقفتها في مسألة ألوهية المسيح، وترفضها، وتقر أنها عقيدة دخيلة على النصرانية، لم يعرفها المسيح ولا تلاميذه، إذ هي من مبتدعات بولس والذين تأثروا به ممن كتبوا الأناجيل والرسائل.
ومن كل ما ذكرنا يتبين لنا أن التوحيد حركة أصيلة في المجتمع النصراني، تتجدد كلما نظر المخلصون منهم في أسفارهم المقدسة، فتنجلي عن الفطرة غشاوتها، وتعلن الحقيقة الناصعة أن لا إله إلا الله.
ابن الإنسان الذى فى السماء:
يستشهد الأنبا شنودة ص45 من كتابه (لاهوت المسيح) ، وكذلك القمص مرقس عزيز خليل ص25 من كتابه (هل المسيح هو الله؟) بنص يوحنا 3: 13 القائل: (13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.) للتدليل على أن ابن الإنسان ويقصدون به يسوع هو على الأرض ، وفى نفس الوقت فى السماء. وهذه ترجمة النص من فاندايك ومن كتاب الحياة والترجمة الكاثوليكية لأغناطيوس زياده لعام 1986.
وقبل أن نناقش هذه الفقرة ، علينا أن نرى مدى صدق ترجمتها فى الترجمات المختلفة. ونلاحظ أن جملة (الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ) حذفتها التراجم الآتية:
فلم تورده ترجمة الآباء ******يين (الطبعة السادسة لعام 2000 ، على الرغم من ذكرها فى طبعة 1986): (13فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُ الإِنسان.)
ولم تورده الترجمة العربية المشتركة: (13ما صعَدَ أحدٌ إِلى السَّماءِ إِلاَّ ابنُ الإنسانِ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء)
ولم تورده الترجمة البولسية: (13فإِنَّهُ لم يَصْعَدْ أَحَدٌ الى السَّماءِ إِلاَّ الذي نَزَلَ منَ السَّماءِ، ابنُ البَشَرِ الكائِنُ في السَّماء.)
ولم تذكره الترجمات الألمانية الآتية:
Einheitsübersetzung, Elberfelder rv, Elberfelder rv2, Gute Nachricht, Hoffnung für alle, Luther 1912, Luther 1984
وقد كتبتها ترجمة Elberfelder لعامى 1871 و1905 كما كتبتها ترجمة الفاندايك ، ثم حذفت فى طبعتها المنقحة تعبير (الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ).
Und niemand ist hinaufgestiegen in den Himmel, als nur der aus dem Himmel herabgestiegen ist, der Sohn des Menschen, der im Himmel ist. (Elberfelder 1871)
http://www.unboundbible.org/index.cf...erfelder_1871_...
http://www.unboundbible.org/index.cf...erfelder_1905_...
13 Und niemand ist hinaufgestiegen in den Himmel als nur, der aus dem Himmel herabgestiegen ist, der Sohn des Menschen. (Elberfelder rv und rv2)
http://www.biblegateway.com/passage/...int&version=54
وكما فعلت ترجمة Elberfelder قامت به أيضًا ترجمة لوثر لعام 1545، فقد ذكرت (ابن الإنسان الكائن فى السماء) فى هذه الطبعة ، وحذفتها فى الطبعة التالية، وكانت عام 1912 ، ثم رجعت إلى النص القديم مرة أخرى فى طبعتها لعام 1912 ذات النجمة ، ثم حذفتها مرة أخرى فى طبعتها عام 1984، وها هى مواقعها بالترتيب المذكور:
http://www.biblegateway.com/passage/...int&version=10 (1545)
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?JO...nomd&bi=luther (1912)
http://www.unboundbible.org/index.cf...her_1912_ucs2&... (1912*)
http://www.bibel-online.net/buch/43.johannes/3.html#3,1 (1984)
ولم تذكره الترجمات الإنجليزية الآتية:
Basic, CEV, ESV, HCSB*, MSG, NASB, NIRV, NIV, NIV UK, NLT, NRSV*, RSV, TNIV,
وعلَّقت عليه بعض التراجم أن هناك بعض المخطوطات تضيف (الكائن فى السماء). مثل ترجمة HCSB
تعليق