المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول عقيدة التثليث

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 8 (0 أعضاء و 8 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • abubakr_3
    مُشرِف

    • 15 يون, 2006
    • 849
    • موظف
    • مسلم

    #16
    وقال أيضًا فى (المنافحة): ”لكن إذا كان ساترنوس إنسانًا ، فلا شك أنه ولد من إنسان؛ وبما أنه انحدر من إنسان ، فما أتى قطعًا من السماوات والأرض.“
    وقال أيضًا فى نفس الكتاب السابق: ”إن افترضنا إذن وجود من يصنع الآلهة، فلأهتم بفحص علل صنع آلهة من البشر ، ولا أجد لذلك مبررًا إلا إن كان ذلك الإله الأعظم يبتغى له أعوانًا ومساعدين على مهامه الربَّانيِّة. أولاً: لا يليق بمقامه أن يحتاج إلى معونة آخر ، وفان فوق ذلك. بينما كان أجدر به منذ البدء ، وهو يعلم رفبته اللاحقة فى عون فان ، أن يصنع للغرض إلهًا بالأحرى. على أنى لا أرى للعون مجالاً: فبيّن أن كيان هذا العالم كله ، سواء كان قديمًا على رأى فيثاغورث أو محدثًا على رأى أفلاطون، قد رُتِّبَ منذ البدء بتدبير حكيم على نحو بديع من التنسيق والنظام والاتساق ، ولا يمكن أن يكون ناقصًا من أنشأ كل الكائنات على ذلك النحو من الكمال.“
    إنه يتعجَّب: ما الحاجة لوجود آلهة أخرى مع الله؟ فإذا كان يحتاج لمساعد أو ونيس ، فهذا يُسقط ألوهيته، لأن الله كامل. وللأسف هذا نفس ما يعتنقه المسيحيون فى الثالوث، ويُميزون كل أقنوم بوظيفة محددة ، لا يُمكن للآخر أن يقوم بها.
    وقال أيضًا فى نفس المصدر السابق: ”فمنذ بداية الخليقة بعث في العالمين رسلا أهّلتهم أمانتهم واستقامتهم لمعرفة الله وبيانه للنّاس، وأفاض عليهم روحه ليدْعوا إلى إله واحد، هو من أنشأ الأكوان وصنع الإنسان من صلصال، ... ونظّم العالم مقدّرا لكلّ شيء مبتداه ومنتهاه. وأرسل كذلك آيات على جلاله الأمطارَ والنّيرانَ، وحدّد السبل لاستحقاق رضوانه، وعيّن جزاء من يجهلها ومن يخالفها ومن يستمسك بها، حتّى يحكم في نهاية الدّهر فيكافئ عباده البررة بالنّعيم الأبديّ، ويعاقب الكفرة بنار أبديّة كذلك لا يخبو لها أوار، يوم يبعث كلّ الموتى ويعيدهم نشأة أخرى ويحشرهم وازنا أعمالهم ليعيّن لكلّ أيّ الجزاءين استحقّ.“
    راجع ترجمة (المنافحة) لعمّار الجلاصي، 3/3/2001 بهذا الموقع
    http://www.tertullian.org/articles/j...ologeticum.htm
    فهل فعل يسوع ذلك؟ هل ما تسمونه العهد الجديد يحتوى على هذا الدستور؟ لا. بل لقد وضعتم على لسان يسوع أن كل من سبقه من الأنبياء هم لصوص!! ووضعتم على لسان الإله أن كل الأنبياء زناة ، حقراء، كُفَّار!! فبما استحق الإله الذى تعبدونه التأليه؟
    هل استحقها بجهله وسوء اختيار من يُمثله ويُمثِّل دينه على الأرض؟
    أم استحقها بعلمه الأزلى وتعمُّده إفساد خلقه؟
    ألا يدل هذا على تسلُّط الشيطان على كتابكم؟
    فهل كان ترتليان من الموحدين ونُسِبَت إليه زورًا كتابات التثليث والأقانيم؟
    أم كان من المنافقين أو المختلين الذين يكتبون الشىء وضده؟
    أما إستشهاد الكتاب المسيحيين بنصوص العهد القديم على التثليث ، وخاصة قول الرب (لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا) تكوين 1: 26 ، وقوله: (هوذا الإنسان قد صار كواحد منّا) تكوين 3: 22 ، وقوله: (هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم) تكوين 11: 7، فإن صح هو دليل على تعدد الآلهة وليس على توحيد الثلاثة فى الواحد.
    http://www.lpj.org/newsite2006/bibli...l/trinity.html
    لقد كان المسيحيون الأوائل موحدين ، وكانت تلك هي تعاليم المسيح وتلاميذه ، وتشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء المؤرخين على ذلك فيقول (جوستن مارستر) مؤرخ لاتيني في القرن الثاني: ”إنه كان في زمنه في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح ويعتبرونه إنسانًا بحتًا ، وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصَّر من الوثنيين ؛ ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل“. (دائرة معارف القرن العشرين ، محمد فريد وجدى. (10/202). نقلاً عن (النصرانية من التوحيد إلى التثليث)، د. محمد أحمد الحاج ، ص(225))
    ”وبنظرة تاريخية سريعة على القرون الأولى للمسيحية ترينا أن النصرانية كانت بين شقى الرحى ، بين اضطهاد اليهود ، واضطهاد الوثنية الرومانية ، وفي سنة 325م كانت القسطنطينية قاعدة الدولة الرومانية الشرقية ، ولما كان أغلب رعايا الإمبراطور قسطنطين من المسيحيين ، وكان أغلب الوثنيين في حوزة روما في الغرب ، فلكي يقوّي مركزه قَرَّبَ المسيحيين إليه ، ولكن لما كانوا هم أنفسهم مختلفين حول المسيح فقد دعاهم إلى عقد مجمع لحسم هذه الخلافات العقائدية التي كان لها أثرها على إشاعة عدم الاستقرار في إمبراطوريته لذلك عقد مجمع نيقيّة سنة 325 وقد حضره (2048) أسقفًا من جميع أنحاء العالم وذلك لتحديد من هو المسيح ، فتناظر المجتمعون وقرر (1731) من الأساقفة المجتمعين وعلى رأسهم (آريوس) أن المسيح  إنسان.
    ولكن (أثناسيوس) الذى كان شماسًا بكنيسة الإسكندرية انتهز هذه الفرصة فأراد أن يتقرب إلى قسطنطين الوثنى فأعلن أن المسيح هو الإله المتجسد ، وتبعه فى ذلك الرأى (317) عضوًا ، ومال قسطنطين الذى كان ما يزال على وثنيته إلى رأى (أثناسيوس) لما فيه من عقيدة وثنية تؤمن بتجسيد الآلهة ونـزولها من السماء ، فأقر مقالة (أثناسيوس) ، وطرد الأساقفة الموحدين وعلى رأسهم (آريوس).
    وأخطر من هذا أنه قضى بحبس الكتاب المقدس فلا يسمح بتداوله بين الناس ، وأن يقتصر تعليم الدين على ما يقوم القساوسة بتلقينه للناس ، وبهذا "سيكون من قبيل الجهد الضائع محاولة العثور على حكمة واحدة أو وحي أو أية رسالة مرفوعة إلى يسوع المسيح بلغته الخاصة ، ويجب أن يتحمل مجمع نيقية إلى الأبد مسئولية جريمة ضياع الإنجيل المقدس بلغته الآرمية الأصلية ، وهي خسارة لا تعوض".
    وقد خرجت من مجمع نيقية قرارات اعتبرت مع قرارات مجمع آخر عقد عام 381م هو مجمع القسطنطينية "والذي حضره (150) أسقفًا وقد كان حصيلة هذا المجمع الصغير أن الروح القدس هو إله من جوهر الله"، وبهذين المجمعين اكتملت عقيدة التثليث عند النصارى.
    فالتثليث المسيحي لم يكن معروفًا إلى سنة 325م حيث عقد مؤتمر نيقية ، ولم يعترف المؤتمر إلا بالأب والابن ،ثم أدخلوا الروح القدس عام 381م في مجمع القسطنطينية كما رأينا ، "وقد جاء التثليث بالتصويت في المجامع - تصويت مصحوب بالتهديد والوعيد - تصويت على حل وسط، أراد الإمبراطور الروماني إلهًا يعجبه هو شخصيًا، إلهًا ليس واحدًا حتى لا يغضب الوثنيون الذين يؤمنون بتعدد الآلهة ، وإلهًا واحدًا حتى لا يغضب الموحدين! فكان اختراع التثليث، واحد في ثلاثة أو ثلاثة في واحد؛ فهو واحد إن شئت أو هو ثلاثة إن شئت ، وهكذا فإن التثليث ليس قول عيسى ولا وحيًا من الله، بل هو اختراع إمبراطورى، صدر على شكل مرسوم أجبر الناس على تكراره دون فهم أو تصديق ، آمن به، آمن به فقط ولا تسأل".
    وهل كان هناك من المعاصرين ليسوع من الموحدين الذين يؤمنون بأن الله الذى فى السماوات هو الإله الحقيقى وحده ، وأن يسوع ليس أكثر من نبى الله وحبيبه؟
    نعم. لقد كان الجيل المعاصر لعيسى  يؤمنون بأنه رسول من عند الله ، وكنت قد ذكرت الكثير من الآيات التى تفوَّه بها يسوع صارخًا بأنه رسول الله، كما أن أحبابه وأعداؤه والمعاصرون قد شهدوا بأنه نبى الله ورسوله:
    1- لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
    2- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
    3- متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
    4- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
    5- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
    6- لوقا 9: 7-8 (7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ».)
    7- وقال له تلميذان من تلاميذه ، كانا متجهين إلى قرية عِمواس ، وذلك ردًا على سؤاله عن الحديث الذى يتكلمان عنه: (18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.) لوقا 24: 13-20
    8- وقال يسوع فى لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)
    9- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
    10- وقال بطرس فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
    11- يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
    12- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
    13- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
    14- يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
    15- يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
    كان هذا هو إيمان الجيل الذى عاصر عيسى  ، والجيل الذى عقبه، فقد رأينا فى أعمال الرسل 2: 22 ما قاله بطرس عن يسوع. ولبولس أقوال يُقدِّم فيها يسوع أيضًا كنبى لله: (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا [أى معلمنا] يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس 6: 13-16
    وقوله: (24بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضاً الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا [أى معلمنا] مِنَ الأَمْوَاتِ.) رومية 4: 24
    وكان يُصلى لله ويتضرع إليه، ويكفى هذا اعترافًا صريحًا على عبوديته لله: (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».) متى 26: 39
    وقد حدَّد الكتاب أن السجود لله تعالى وحده. وشهادة يسوع هى روح النبوة ، وليست عين الألوهية: (10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10
    وقوله: (15لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.) عبرانيين 4: 15
    مع التحفُّظ أننى أؤيد أقوال علماء نصوص الكتاب المقدس فى أن الرسالة إلى العبرانيين لم يكتبها بولس ، وأن بولس كما قال مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصرى لم يكتب إلا بضعة أسطر فقط. فقد قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25) (راجع أيضًا: المناظرة الكبرى مع القُمُّص زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس).
    الأمر الذى حدا بالقس الباحث بطرس قرماج أن يقول في كتابه "مروج الأخبار في تراجم الأبرار" عن بطرس ومرقس: أنهما ”كانا ينكران ألوهية المسيح“. ونقلاً بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار أواصل:
    تقول دائرة المعارف الأمريكية: ”لقد بدأت عقيدة التوحيد كحركة لاهوتية بداية مبكرة جداً في التاريخ أو في حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين“.
    وتقول دائرة معارف لاروس الفرنسية : ”عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة في كتب العهد الجديد ولا في عمل الآباء الرسوليين ولا عند تلاميذهم المقربين إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستنتي يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين في كل زمان ...
    إن عقيدة إنسانية عيسى كانت غالبة طيلة مدة تكوُّن الكنيسة الأولى من اليهود المتنصرين، فإن الناصريين سكان مدينة الناصرة وجميع الفرق النصرانية التي تكونت عن اليهودية اعتقدت بأن عيسى إنسان بحت مؤيد بالروح القدس، وما كان أحد يتهمهم إذ ذاك بأنهم مبتدعون وملحدون، فكان في القرن الثاني مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنساناً بحتاً. ...
    وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ظهرت عقائد لم تكن موجودة من قبل“.
    ويقول عوض سمعان : ”إن المتفحصين لعلاقة الرسل والحواريين بالمسيح يجد أنهم لم ينظروا إليه إلا على أنه إنسان ... لأنهم كيهود كانوا يستبعدون أن يظهر الله في هيئة إنسان. نعم كانوا ينتظرون المسيّا، لكن المسيا بالنسبة إلى أفكارهم التي توارثوها عن أجدادهم لم يكن سوى رسول ممتاز يأتي من عند الله، وليس هو بذات الله“.
    وتؤكد دائرة المعارف الأمريكية بأن الطريق بين مجمع أروشليم الأول الذي عقده تلاميذ المسيح ومجمع نيقية لم يكن مستقيمًا.
    ويتحدث الكاردينال دانيلو عن انتشار التوحيد حتى في المواطن التي بشر بولس بها كأنطاكية وغلاطية حيث واجهته مقاومة عاتية.
    وكُشِفَ مؤخراً عن وثيقة مسيحية قديمة نشرت في جريدة "التايمز" في 15يوليو 1966م تقول: إن مؤرخي الكنيسة يسلمون أن أكثر أتباع المسيح في السنوات التالية لوفاته اعتبروه مجرد نبي آخر لبني إسرائيل.
    ويقول برتراند رسل الفيلسوف الإنجليزي: ”تسألني لماذا برتراند رسل لست مسيحيًا؟ وأقول ردًا على سؤالك: لأنني أعتقد أن أول وآخر مسيحي قد مات منذ تسعة عشر قرنًا، وقد ماتت بموته المسيحية الحقة التي بشر بها هذا النبي العظيم“.
    لكن هذا لم يمنع من انتشار دعوة بولس الوثنية في أوساط المتنصرين من الوثنيين الذين لاقوا في دعوته مبادئ الوثنية التي اعتادوها إضافة إلى بعض المثل والآداب التي تفتقرها الوثنيات الرومانية واليونانية.
    وقد عورضت دعوة بولس من لدن أتباع المسيح، ونلمس ذلك فى المحاكمة التى عقدها له التلاميذ وأدانوه وكفروا معتقداته وأمروه بالتوبة والإقلاع عن هذه الأفكار، بل أرسلوا إلى من أضلهم بولس من يُصحِّح لهم ما أفسده هذا الرجل: (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
    واستمر الموحدون يواجهون أتباع بولس، وظهر ما تسميه الكنسية في تاريخها بفرق الهراقطة وهم الخارجون عن أراء الكنيسة الدينية، ومنهم الفرق التي كانت تنكر ألوهية المسيح.
    ومن أهم هذه الفرق: الأبيونية وتنسب لقس اسمه أبيون، وقيل: الأبيونية هم: الفقراء إلى الله، فسموا بذلك لفقرهم وزهدهم ، وتسميهم الكنائس اليوم بالهراطقة.
    يقول ايريناوس في كتابه "ضد الهرطقات" (188م): ”والذين يدعون باسم الأبيونية يوافقون على أن الله هو الذي خلق العالم، ولكن مبادئهم عن الرب مثل كرنثوس ومثل كربو قراط ... وهم يستخدمون إنجيل متى فقط، ويرفضون بولس الرسول، ويقولون عنه: إنه مرتد عن الناموس، ويحفظون الختان، وكل العوائد المذكورة في الشريعة“.
    ويقول يوسابيوس القيصري (ت240م) في تاريخه: ”قد كان الأقدمون محقين إذ دعوا هؤلاء القوم (أبيونيين)، لأنهم اعتقدوا في المسيح اعتقادات فقيرة ووضيعة، فهم اعتبروه إنساناً بسيطاً عادياً قد تبرر فقط بسبب فضيلته السامية“. كما كان الأبيونيون يقولون بردة بولس وكانوا يتهمونه بالتحريف.
    وقد كان لهذه الفرقة شأن، إذ كثروا حتى شمل نفوذها- باعتراف أعدائهم - فلسطين وسوريا وآسيا الصغرى ووصل إلى روما، واستمر وجودهم إلى القرن الرابع الميلادي حيث يفهم من كلام القديس جيروم في القرن الرابع أنهم كانوا في حالة من الضعف والاضطهاد، وذلك بعد مخالفتهم لأوامر قسطنطين ومجمع نيقية.
    وفي فترة نشأة هذه الفرقة عام (73م) ظهر الداعية -الذي سبق ذكره- كرنثوس، ويسميه المؤرخ يوسابيوس: زعيم الهراقطة، وقد كان يعتقد أن المسيح كان مجرد إنسان بارز، كما رفض الأناجيل عدا متى (أي النص العبراني المفقود).
    وفي أواخر القرن الثاني ظهر أمونيوس السقاص بدعوته بأن المسيح إنسان خارق للعادة حبيب لله، عارف بعمل الله بنوع مدهش، وأن تلاميذه أفسدوا دعوته، وبمثل هذا نادى كربو قراط، ويعرف أتباعه بالمعلمين أو المستنيرين، لكنهم بالغوا في إثبات بشرية المسيح حتى قالوا كان كسائر الحكماء، ويقدر جميع الناس أن يفعلوا مثله، ويسلكوا سلوكه، فكانت ردة فعلهم على قول القائلين بألوهيته غير صحيحة، ففى زحمة إنكارهم لألوهيته هضموه وأنقصوه عن حقه.
    وفي أواسط القرن الميلادى الثالث ظهرت فرقة البولينية وهم أتباع بولس الشنشاطي، والذى تولى أسقفية إنطاكية عام 260م كما كان يشغل منصباً كبيراً في مملكة تدمر.
    ويلخص القس كيرد (ت 1324م) عقيدة الشنشاطي، فيقول في كتابه "مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة": ”ملة تدعى البولية أو البوليانيون، وهي ملة بولس السميساطي بطريك إنطاكية، وهم الذين يؤمنون بأن الله إله واحد، جوهر واحد، أقنوم واحد، ولا يسمونه بثلاثة أسماء، ولا يؤمنون بالكلمة أنها مخلصة، ولا أنها من جوهر الأب، ولا يؤمنون بروح القدس المحيي، ويقولون: إن المسيح إنسان خلق من اللاهوت مثل خلق آدم، وكمثل واحد منا في جوهره، وأن الابن ابتداؤه من مريم ... ونظروا إلى كل موضع من الكتب فيه ذكر أزلية الابن ولاهوته وأقانيم ثالوثه، فغيروا وكتبوا مكانه غيره كما يحبون، وعلى ما يوافق ديانتهم، ولم يغيروا أسماء الكتب ولا أسماء الرسل ولا حديثهم“.
    وقد عقدت الكنسية ثلاث مجامع خلال خمس سنوات لإقناعه بالعدول عن مذهبه، آخرها مجمع في إنطاكية عام 268م، ودافع فيه عن مذهبه، فطرد وعزل من جميع مناصبه، لكن أتباعه استمر وجودهم إلى القرن الميلادي السابع.
    كما ظهر في بداية القرن الميلادي الرابع عالم مترهب يدعى لوسيان، وكان يرى أن المسيح كائن سماوي أخرجه الله من العدم إلى الوجود، وتجلى فيه العقل الإلهي في كيفيته الشخصية، فكانت روحه غير بشرية لكنه لم يكن الإله على الإطلاق. ويظهر في هذه الفرقة أثر العقائد المنحرفة، إذ لا يخلو قولهم في المسيح  من شيء من الغلو.) كان هذا نقلا بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار.
    التوحيد فيما بعد مجمع نيقية:
    استمرت عقيدة التوحيد بصورة غير رسمية بعد مجمع نيقية (مجمع تصنيع الآلهة وتجميعها) ، وذلك على يد عدة طوائف منها الأريوسية. ففي عام 325م صدر أول قرار رسمي يؤله المسيح بعد تبني الإمبراطور الوثني قسطنطين لهذا الرأي، ورفض ما سواه، واعتبر آريوس- الذي عقد المجمع من أجله- هرطوقيًا.
    ونقلا بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار. يقول: إن آريوس كان من رهبان الكنيسة، وكان يقول كما نقل عنه منسي يوحنا في كتابه "تاريخ الكنيسة القبطية": "إن الابن ليس مساويًا للأب في الأزلية، وليس من جوهره، وقد كان الأب في الأصل وحيدًا، فأخرج الابن من العدم بإرادته، والآب لا يمكن أن يراه أو يكيفه أحد، ولا حتى الابن، لأن الذي له بداية لا يعرف الأزلي، والابن إله بحصوله على لاهوت مكتسب".
    وقد توفي آريوس 336م، لكن دعوته انتشرت بعد وفاته، وأصبحت كما يقول محمد حسني الأطير في كتابه (عقائد الفرق الموحدة في النصرانية): ”أوشك العالم أن يكون كله أريوسيًا - حسب قول الخصوم - لولا تدخل الأباطرة في العمل على ضرب تلك العقيدة واستئصال تبعيتها“.
    ويقول أسد رستم في كتابه (كنيسة مدينة الله العظمى): ”كان آريوس فيما يظهر عالمًا زاهدًا متقشفًا يجيد الوعظ والإرشاد فالتف حوله عدد من المؤمنين، وانضم إليه عدد كبير من رجال الاكليروس“ ويؤكد كثرة الأريوسيين ابن البطريق، وينقل أن أكثر أهل مصر كانوا أريوسيين.
    ومما يؤكد قوة مذهب آريوس إبَّان حياته، وبعد موته أن الكنيسة عقدت مجامع عدة لبحث عقيدته، كما كان لآريوس وأتباعه مجامع منها مجمع قيسارية 334م، وصور 335م، وقد قرر في مجمع صور المجتمعون عزل أثناسيوس البابا – الداعي لألوهية المسيح والذي كتبت أمانة النصارى بإشرافه في مجمع نيقية - كما نفوه إلى فرنسا، ثم عقدوا مجمعًا آخر في إنطاكية عام 341م حضره سبع وتسعون أسقفًا أريوسيًا قرروا فيه مجموعة من القوانين التي تتفق مع مبادئهم ومعتقداتهم.
    ثم أعاد الإمبراطور الروماني الأسقف أثناسيوس إلى كرسي البابوية، فاحتج الأريوسيون لذلك، وأثاروا اضطرابات عدة، ثم عقدوا مجمعًا في آرلس بفرنسا عام 353م، وقرروا فيه بالإجماع – عدا واحدًا- عزل أثناسيوس.
    ثم أكدوا ذلك في مجمع ميلانو 355م فعُزِل، وتولى الأسقف الآريوسي جاورسيوس كرسي الإسكندرية، وفي عام 359م عقد الإمبراطور مجمعين أحدهما للغربيين في "ريمني"، والآخر للشرقيين في "سلوقيا"، وقرر المجمعان صحة عقائد الأريوسية، وباتت الكنائس الغربية آريوسية.
    ويذكر المؤرخ ناسيليف أن الإمبراطور قسطنطين نفسه قد تحول إلى المذهب الأريوسي ممالأة لأفراد شعبه، وذلك بعد نقل عاصمته إلى القسطنطينية، وقد تعلق بذلك الأنبا شنودة وهو يبرر كثرة أتباع المذهب الأريوسي ، فذكر بأنه بسبب معاضدة الإمبراطور له.
    وفي مجمع إنطاكية 361م وضع الأريوسيون صيغة جديدة للأمانة ومما جاء فيها: ”الابن غريب عن أبيه، ومختلف عنه في الجوهر والمشيئة“، وفي نفس العام عقدوا مجمعًا في القسطنطينية وضعوا فيه سبعة عشر قانونًا مخالفًا لما تم في مجمع نيقية.
    وفي هذا العام أيضًا تولى الإمبراطورية يوليانوس الوثني، فأعاد أثناسيوس وأساقفته إلى أعمالهم [يُلاحظ أن تعيين أثناسيوس يتوقف على وثنية الإمبراطور ، الذى يرى مشابهة مسيحية أثناسيوس لدينه الوثنى.]، وجاهر بعبادة الأصنام، وسلم الكنائس للنصارى الوثنيين، ثم خلفه الإمبراطور يوبيانوس 363م، ففعل كما فعل سلفه، وعادى الأريوسيين، وفرض عقيدة النصرانية الوثنية، ومما قاله مخاطبًا شعبه وأركان دولته: ”إذا أردتم أن أكون إمبراطوركم كونوا مسيحيين مثلي“، ثم حرم مذهب الأريوسيين، وتبنى قرارات نيقية، وطلب من الأسقف أثناسيوس أن يكتب له عن حقيقة الدين المسيحي الذي كان قد أجبر الناس عليه قبل أن يقف على حقيقته.
    وانتشرت هذه الطائفة انتشارًا عظيمًا حتى كانت كنائسها هى الكنائس الغالبة. وفى هذا يقول ابن البطريق (محاضرات فى النصرانية ص121): ”«فى ذلك العصر غلبت مقالة آريوس على القسطنطينية وأنطاكية وبابل» ، وأسيوط قد علمت أن كنيستها كانت موحدة“.
    ويقول أيضًا: ”فأما أهل مصر والإسكندرية فكان أكثرهم أريوسيين ، فغلبوا على كنائس مصر والإسكندرية وأخذوها، ووثبوا على أثناسيوس بطريرك الإسكندرية [الذى كان رئيس شمامسة ألكسندروس] ليقتلوه، فهرب منهم واختفى“.
    ”وقد كان على كثير من الكنائس رؤساء موحدون يستمسكون بالتوحيد ويحثون على الاستمساك به، وكلما ولى أسقف غير موحد ثاروا به ، وهموا بقتله“.
    ويحكى لنا ابن البطريق أن أهل بيت المقدس قد وثبوا على بطريقهم لأنه لم يكن من الموحدين، وأرادوا قتله فهرب منهم. فصيَّروا (أراقليوس) أسقفًا على بيت المقدس وكان أريوسيًا. (محاضرات فى النصرانية ص121)
    ومن أمثال الفرق الموحِّدة التى انتشرت بعد مجمع نيقية، فرقة النساطرة. التى ظهرت في القرن الخامس امتدادًا لآريوس وفرقته، وذلك على يد أسقف القسطنطينية نسطور الذي شايعه بعض الأساقفة والفلاسفة، وكان نسطور يقول: إن في المسيح جزءًا لاهوتيًا، لكنه ليس من طبيعة المسيح البشرية، فلم يولد هذا الجزء من العذراء التي لا يصح أن تسمى أم الله.
    ويرى نسطور أن اتحاد اللاهوت بعيسى الإنسان ليس اتحادًا حقيقيًا، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه: ”كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟“ وقال: ”كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسدًا، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، ...“.
    وأتعجب كيف ترى الكنيسة أن هذا الرجل وفرقته من الضالين؟ أليس هذا هو قول يسوع؟ (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
    وسؤال فى صميم العقل والعقيدة وجهه نسطور: (كيف يلد المخلوق خالقه؟) أى كيف تلد مريم ربها وخالقها؟ وكيف يكون الإله طفلاً رضيعًا ، جاهلاً ، غير قادر على تنظيف نفسه أو إعالتها؟ فهل من مُجيب؟
    وقد عقد في أفسس 431م مجمع قرر عزله ونفيه، فمات في صحراء ليبيا، يقول عنه المؤرخ سايرس ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة": ”إن نسطور كان شديد الإصرار على تجريد المسيح من الألوهية إذ قال: إن المسيح إنسان فقط. إنه نبي لا غير“.
    وذكر ابن المقفع أنه عند نفيه أرسل له البطاركة أنه إذا اعترف بأن المصلوب إله متجسد فسوف يعفون عنه، فيقول ابن المقفع: ”فقسا قلبه مثل فرعون ولم يجبهم بشيء“.
    وقد تغير مذهب النسطورية بعد نسطور فأشبه مذاهب التثليث إذ يقول النسطورية: إن المسيح شخصية لها حقيقتان: بشرية وإلهية، فهو إنسان حقًا، وإله حقًا ، ولكنه ليس شخصية قد جمعت الحقيقتين ، بل ذات المسيح كانت تجمع شخصيتين!
    وطوال قرون تعاقبت على النصرانية في ظل سيطرة الكنيسة لم ينقطع تواجد الموحدين، وإن ضعف نشاطهم وتواجدهم بسبب محاكم التفتيش وقوة الكنيسة وسلطانها.
    وعندما ضعف سلطان الكنسية واضمحل، عادت الفرق الموحدة للظهور، وبدأت عقيدة التثليث بالاهتزاز، وهو ما عبر عنها لوثر بقوله: ”إنه تعبير يفتقد إلى القوة، وإنه لم يوجد في الأسفار“.
    وشيئًا فشيئًا عادت الفرق الموحدة للظهور وازدهر نشاط الموحدين في أوروبا، حتى إن ملك المجر هوجون سيجسموند (ت1571م) كان موحدًا.
    وفي ترانسلفانيا ازدهر التوحيد كما تذكر دائرة المعارف الأمريكية، وكان من الموحدين المشهورين فرانسس داود الذي أُدخل السجن بعد وفاة الملك جون وتولي الملك ستيفن باثوري الكاثوليكي، وتوفي سنة 1579م، وكان الملك الجديد قد منع الموحدين من نشر كتبهم دون إذن منه.
    كما ظهر في هذا القرن سوسنس الموحد في بولوينة، وكان له أتباع يعرفون بالسوسنيون أنكروا التثليث، ونادوا بالتوحيد، وفر بعضهم من الكنسية إلى سويسرا، ونادى سرفيتوس بالتوحيد في أسبانيا فأحرق حيًا عام 1553م، وكان يقول في كتابه "أخطاء التثليث": ”إن أفكارًا مثل الثالوث والجوهر وما إلى ذلك إنما هي اختراعات فلسفي، لا تعرف عنها الأسفار شيئًا“.
    كما ظهر في ألمانيا مذهب الأناباست الموحد، واستطاعت الكنيسة سحقه.
    ثم ظهرت جمعيات تحارب التثليث منها ”الحركة المضادة للتثليث“ ، وأنشأت في شمال إيطاليا في أواسط القرن السادس عشر، تلتها ”الحركة المعادية للتثليث“ والتي ترأسها الطبيب المشهور جورجيو بندراثا عام 1558م ، وفي عام 1562م عقد مجمع بيزو، وكان القسس يتكلمون عن التثليث فيما كان غالبية الحضور من المنكرين له.
    وفي القرن السابع عشر قويت بعض الكنائس الموحدة على قلة في أتباعها، وأصدر الموحدون عام 1605م مطبوعًا مهمًا جاء فيه "الله واحد في ذاته، والمسيح إنسان حقيقي، ولكنه ليس مجرد إنسان، والروح القدس ليس أقنومًا، لكنه قدرة الله".
    وفي عام 1658م صدر مرسوم طردت بمقتضاه جماعة موحدة في إيطاليا. وكان من رواد التوحيد يومذاك جون بيدل (ت 1662م)، وسمي: "أبو التوحيد الإنجليزي". وكان قد توصل من خلال دراسته إلى الشك في عقيدة التثليث، فجهر بذلك وسجن مرتين، ثم نفي إلى صقلية.
    وفي عام 1689م استثنى مرسوم ملكي الموحدين من قانون التسامح الديني. وذلك لا ريب يعود لكثرة هؤلاء وتعاظم أثرهم، وهو ما يعبر عنه بردنوفسكي في كتابه "ارتقاء الإنسان"، فيقول: ”كان العلماء في القرن السابع عشر يشعرون بالحرج من مبدأ التثليث“.
    وفي القرن الثامن عشر سمي هؤلاء الموحدين بالأريوسيين، ومنهم الدكتور تشارلز شاونسي (ت 1787م) راعي كنيسة بوسطن، وكان يراسل الأريوسيين الإنجليز.
    وكذا ناضل الدكتور يوناثان ميهيو بشجاعة ضد التثليث، ونشر الدكتور صموئيل كتابه "عقيدة التثليث من الأسفار" ووصل فيه إلى نتيجة: "أن الآب وحده هو الإله الأسمى، وأن المسيح أقل منه رتبة"، ورغم إنكاره بأنه آريوسي، فإنه يصعب التميز بين أقواله وتعليم آريوس، ومثله العالم الطبيعي جون بربستلي (ت1768م)، وقد طبع رسالته "التماس إلى أساتذة المسيحية المخلصين الموقرين" ووزع منها ثلاثين ألف نسخة في إنجلترا، فأرغم على مغادرتها، فقضى في بنسلفانيا.
    واعتزل ثيوفليس ليندساي (ت1818م) الخدمة الكنسية، ثم ما لبث أن تحول إلى كنيسة موحدة، كما عين زميله الموحد توماس بلشام في منصب كبير في كلية هاكني اللاهوتية، ثم أسسا معًا "الجمعية التوحيدية لترقي المعرفة المسيحية وممارسة الفضيلة عن طريق توزيع الكتب".
    ثم بعد إقرار الحقوق المدنية كون الموحدون اتحادًا أسموه "الاتحاد البريطاني الأجنبي للتوحيد". وفي القرن التاسع عشر الميلادي أسس في مناطق متعددة عدد من الكنائس الموحدة التي اجتذبت شخصيات مهمة مثل وليم شاننج (ت1842) راعي كنيسة بوسطن، وكان يقول: بأن الثلاثة أقانيم تتطلب ثلاثة جواهر، وبالتالي ثلاثة آلهة. وكان يقول: ”إن نظام الكون يتطلب مصدرًا واحدًا للشرح والتعليل، لا ثلاثة، لذلك فإن عقيدة التثليث تفتقد أي قيمة دينية أو علمية“.
    ومثله قال القس جارد سباركس راعي كنيسة الموحدين في ليتمور والذي صار فيما بعد رئيسًا لجامعة هارفرد، وتكونت عام 1825م جمعية التوحيد الأمريكي.
    وفي منتصف هذا القرن أضحت مدينة ليدن الهولندية وجامعتها مركزًا للتوحيد، وكثر عدد الموحدين الذين عرفوا باللوثريين أو الإصلاحيين.
    ومع مطلع القرن العشرين تزايد الموحدون، وزادوا نشاطهم، وأثمر بوجود ما يقرب من 400 كنيسة في بريطانيا ومستعمراتها، ومثلها في الولايات المتحدة إضافة إلى كليتين لاهوتيتين تعلمان التوحيد هما مانشستر وأكسفورد في بريطانيا، وكليتين في أمريكا، إحداهما في شيكاغو، والأخرى في بركلي في كاليفورنيا، وما يقرب من مائة وستين كنيسة أو كلية في المجر، وغير ذلك في كافة دول أوربا النصرانية.
    وعقد في عام 1921م مؤتمر حضره عدد كبير من رجال الدين في أكسفورد برئاسة أسقف كارليل الدكتور راشدل الذي ذكر في خطاب ألقاه فيه: أن قراءته للكتاب المقدس لا تجعله يعتقد أن عيسى إله، وأما ما جاء في يوحنا مما لم تذكره الأناجيل الثلاثة فلا يمكن النظر إليه على أنه تاريخي، ورأى أن كل ما قيل في ميلاد المسيح من عذراء أو شفائه الأمراض أو القول أن روحه سابقة للأجساد، كل ذلك لا يدعو للقول بألوهيته. وقد شاركه في آرائه عدد من المؤتمرين.
    ويقول إيميل لورد فيج: ”لم يفكر يسوع أنه أكثر من نبي، وليس بقليل أن يرى نفسه في بعض الأحيان دون النبي، ولم يَحدُث أبدًا من يسوع ما يخيل به إلى السامع أن له خواطر وآمال فوق خواطر البشر وآمالهم. ... يجد يسوع كلمة جديدة صالحة للتعبير عن تواضعه بقوله: إنه ابن الإنسان، وقديماً أراد الأنبياء أن يلفتوا الأنظار إلى الهوة الواسعة التي تفصلهم عن الله، فكانوا يسمون أنفسهم بأبناء الإنسان. ...“.
    وفي عام 1977م اشترك سبعة من علماء اللاهوت في كتاب مشهور عنونوا له "أسطورة الإله المتجسد" ومما فيه عن هذه المجموعة "أنها قبلت التسليم بأن أسفار الكتاب المقدس كتبها مجموعة من البشر في ظروف متنوعة، ولا يمكن الموافقة على اعتبار ألفاظها تنزيلاً إلهيًا ... إن المشتركين في هذا الكتاب مقتنعون أن تطورًا لاهوتيًا آخر لا بد منه في آخر هذا الجزء الأخير من القرن العشرين".
    ثم أصدر ثمانية من علماء اللاهوت في بريطانيا كتابا أسموه "المسيح ليس ابن الله"، أكدوا فيه ما جاء في الكتاب الأول، وقالوا: ”إن إمكانية تحول الإنسان إلى إله لم تعد بالشيء المعقول والمصدق به هذه الأيام“.
    وفي مقابلة تلفزيونية جرت في إبريل 1984م في بريطانيا ذكر الأسقف دافيد جنكنز والذي يحتل المرتبة الرابعة بين تسعة وثلاثين أسقفًا يمثلون هرم الكنيسة الأنجليكانية، فكان مما قاله بأن ألوهية المسيح ليست حقيقة مسلماً بها.
    وكان لكلماته صدى كبير ، فقامت صحيفة "ديلي نيوز" باستطلاع رأى واحد وثلاثين أسقفًا - من الأساقفة التسعة والثلاثين- حول ما قاله الأسقف دافيد، ثم نشرت نتيجة الاستطلاع فى عددها الصادر في 25/6/1984م ، وكانت نتيجته أن "أصر 11 فقط من الأساقفة على القول بأنه يجب على المسيحيين أن يعتبروا المسيح إلهاً وإنسانًا معًا، بينما قال 19 منهم بأنه كان كافيًا أن ينظر إلى المسيح باعتباره الوكيل الأعلى لله"، فيما أكد 15 أسقفًا منهم "أن المعجزات المذكورة في العهد الجديد كانت إضافات ألحقت بقصة يسوع فيما بعد". أي أنها لا تصلح في الدلالة على الألوهية.
    وهكذا تشكك الكنيسة ممثلة بأساقفتها في مسألة ألوهية المسيح، وترفضها، وتقر أنها عقيدة دخيلة على النصرانية، لم يعرفها المسيح ولا تلاميذه، إذ هي من مبتدعات بولس والذين تأثروا به ممن كتبوا الأناجيل والرسائل.
    ومن كل ما ذكرنا يتبين لنا أن التوحيد حركة أصيلة في المجتمع النصراني، تتجدد كلما نظر المخلصون منهم في أسفارهم المقدسة، فتنجلي عن الفطرة غشاوتها، وتعلن الحقيقة الناصعة أن لا إله إلا الله.



    ابن الإنسان الذى فى السماء:
    يستشهد الأنبا شنودة ص45 من كتابه (لاهوت المسيح) ، وكذلك القمص مرقس عزيز خليل ص25 من كتابه (هل المسيح هو الله؟) بنص يوحنا 3: 13 القائل: (13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.) للتدليل على أن ابن الإنسان ويقصدون به يسوع هو على الأرض ، وفى نفس الوقت فى السماء. وهذه ترجمة النص من فاندايك ومن كتاب الحياة والترجمة الكاثوليكية لأغناطيوس زياده لعام 1986.
    وقبل أن نناقش هذه الفقرة ، علينا أن نرى مدى صدق ترجمتها فى الترجمات المختلفة. ونلاحظ أن جملة (الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ) حذفتها التراجم الآتية:
    فلم تورده ترجمة الآباء ******يين (الطبعة السادسة لعام 2000 ، على الرغم من ذكرها فى طبعة 1986): (13فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُ الإِنسان.)
    ولم تورده الترجمة العربية المشتركة: (13ما صعَدَ أحدٌ إِلى السَّماءِ إِلاَّ ابنُ الإنسانِ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء)
    ولم تورده الترجمة البولسية: (13فإِنَّهُ لم يَصْعَدْ أَحَدٌ الى السَّماءِ إِلاَّ الذي نَزَلَ منَ السَّماءِ، ابنُ البَشَرِ الكائِنُ في السَّماء.)
    ولم تذكره الترجمات الألمانية الآتية:
    Einheitsübersetzung, Elberfelder rv, Elberfelder rv2, Gute Nachricht, Hoffnung für alle, Luther 1912, Luther 1984
    وقد كتبتها ترجمة Elberfelder لعامى 1871 و1905 كما كتبتها ترجمة الفاندايك ، ثم حذفت فى طبعتها المنقحة تعبير (الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ).
    Und niemand ist hinaufgestiegen in den Himmel, als nur der aus dem Himmel herabgestiegen ist, der Sohn des Menschen, der im Himmel ist. (Elberfelder 1871)
    http://www.unboundbible.org/index.cf...erfelder_1871_...
    http://www.unboundbible.org/index.cf...erfelder_1905_...
    13 Und niemand ist hinaufgestiegen in den Himmel als nur, der aus dem Himmel herabgestiegen ist, der Sohn des Menschen. (Elberfelder rv und rv2)
    http://www.biblegateway.com/passage/...int&version=54
    وكما فعلت ترجمة Elberfelder قامت به أيضًا ترجمة لوثر لعام 1545، فقد ذكرت (ابن الإنسان الكائن فى السماء) فى هذه الطبعة ، وحذفتها فى الطبعة التالية، وكانت عام 1912 ، ثم رجعت إلى النص القديم مرة أخرى فى طبعتها لعام 1912 ذات النجمة ، ثم حذفتها مرة أخرى فى طبعتها عام 1984، وها هى مواقعها بالترتيب المذكور:
    http://www.biblegateway.com/passage/...int&version=10 (1545)
    http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?JO...nomd&bi=luther (1912)
    http://www.unboundbible.org/index.cf...her_1912_ucs2&... (1912*)
    http://www.bibel-online.net/buch/43.johannes/3.html#3,1 (1984)
    ولم تذكره الترجمات الإنجليزية الآتية:
    Basic, CEV, ESV, HCSB*, MSG, NASB, NIRV, NIV, NIV UK, NLT, NRSV*, RSV, TNIV,
    وعلَّقت عليه بعض التراجم أن هناك بعض المخطوطات تضيف (الكائن فى السماء). مثل ترجمة HCSB
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:40 م.

    تعليق

    • abubakr_3
      مُشرِف

      • 15 يون, 2006
      • 849
      • موظف
      • مسلم

      #17
      ولا تختفى هذه الزيادة من الترجمات الحديثة فقط، وإنما اختفت أيضًا من كل ترجمات الكتاب المقدس الموجودة قبل القرن السابع. مثل: الترجمة اللاتينية القديمة وفولجات جيروم ، البشيطة ، السريانية ”هاركلين“، القبطية، القوطية ، الأرمينية، الأثيوبية ، الترجمة العربية القديمة الموجودة بالفاتيكان.
      ولم يذكره الآباء الآتى أسماؤهم فى استشهاداتهم بهذه الفقرة: أوريجانوس، يوسابيوس القصرى، أدمانتيوس، غريغوريوس النزيانزى، أبولينارس، غريغوريوس أسقف نسَّا ، ديداموس ، إبيفانوس ، ثيودورت ، جيروم,
      وحذفها علماء المخطوطات الآتى أسماؤهم: نستل ألاند ووستكوت وهورت.
      ولم تذكره المخطوطات الآتية: بردية 66 ، بردية 75 ، السينائية ، الفاتيكانية ، القبطية الصعيدية، القبطية البحيرية، القبطية الأخميمية، القبطية الفيومية، الجورجية، الدياتسرون 1241 ، 1010 ، 33 ، 083 L T W(راجع: تحريف مخطوطات الكتاب المقدس) على الريس ص122-127
      وهذا يغنينا عن الخوض فى تفسير هذه الجملة لأنها غير كتابية، ولكن المحرفون أضافوها إلى نصوص الكتاب ليؤكدوا بها عقيدتهم غير الكتابية. والغريب أن تمر هذه الجملة على مستمعى يسوع دون أن يسألونه فى فهمها: فكيف يكون ابن الإنسان الذى يخاطبهم فى السماء وفى نفس الوقت على الأرض ، إلا إذا كان يعنى بابن الإنسان شخصًا آخرًا.
      ناهيك عن أنها تُخالف ما قاله الكتاب نفسه ، فقد صعد إلى السماء نبيان لم ينزلا من السماء ، وما دلت على ألوهيتهما ، وهما أخنوخ وإيليا: (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) عبرانيين 11: 5 ، وتكوين 5: 24
      (11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.) ملوك الثانى 2: 11
      فلماذا استشهد الأنبا شنودة والقمص مرقس عزيز خليل بنص غير كتابى ولا يوجد فى المخطوطات المذكورة تدليلاً على ألوهية يسوع ، إلا إذا كان البحث عن دليل يستدلان به على صدق عقيدتهما قد أعياهما.
      عَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ
      يوجد فى الحقيقة نص كُتب بنهاية إنجيل متى (28: 18-19) وهو النص الوحيد (مع نص رسالة يوحنا الأولى 5: 7) الذى يستشهد به المثلثون على صدق عقيدتهم فى التثليث، وباقى أدلتهم عبارة عن تأويل، مثل ما مرَّ علينا من قول القديس غريغوريوس من استشهاده بنشيد الملائكة (قدوس، قدوس، قدوس) فهو يرى أن تكرار الكلمة ثلاث مرات دليل على صحة عقيدة التثليث. ويتغاضى إذا ما ذكرت فى باقى النصوص مرة واحدة.
      وقبل أن أذكر النص الذى نحن بصدد الكلام عنه،أفترض ما يفترضه المسيحيون أن هذا النص يدل على التثليث ، وأن يسوع هو الله (سبحانه وتعالى). ونذكِّر بأن هذه العقيدة هى لب المسيحية وأساسها.
      ففكَّر معى:
      ما الذى أنسى الرب لب هذه العقيدة ، التى هى أساس الدين وقوامه، إلى أن يُقتل ويقيمه إلهه من الأموات؟
      لماذا لم يذكر يسوع هذه العقيدة مرات ومرات ليؤكِّد عليها ، كما أكد العهد القديم والجديد على أن الله واحد أحد ، لا يُرى ، ولم يره أحد من قبل؟
      وإذا كانت نهاية إنجيل مرقس 16: 9-20 قد تم إضافتها بيد متأخرة ، وأنها غير موجودة فى أهم النسخ ، وقد فقدت من الأصول ، وأضافها التلميذ أرستون ليكمل بها القيامة. وهذا ما ذكره الأب متى المسكين فى تفسيره لإنجيل متى ص622. كما أشار الدكتور وليم باركلى أستاذ العهد الجديد بجامعة جلاسجو إلى أن نهاية إنجيل متى مفقودة، وأن الأعداد من 9 إلى 20 ليست موجودة فى أقدم النسخ وأصحها ، كما أن أسلوبها اللغوى يختلف عن أسلوب باقى الإنجيل ، ويستحيل أن يكون كاتبها هو نفس كاتب الإنجيل. وهذا ما قالت به ترجمة الآباء ******يين ، والترجمة العربية المشتركة ، ودائرة المعارف الكتابية. ولا توجد فى النسخ السينائية والفاتيكانية والسريانية والقبطية الصعيدية والأرمينية والجورجية (تحريف مخطوطات الكتاب المقدس ، ص92-107)
      وأكرر: فإذا كانت نهاية إنجيل مرقس 16: 9-20 قد تم إضافتها بيد متأخرة، وأنها غير موجودة فيما يسمونه بالأصول اليونانية ، وإذا كان هذا هو رأى علماء المخطوطات ونصوص الكتاب المقدس فيها ، فما الذى يمنع من إضافة نصوص أخرى غير التى أضيفت إلى متى؟
      إن إنجيل مرقس هو أقدم الأناجيل من ناحية تاريخ كتابته ، ويكاد ينعقد الأمر بالإجماع بين علماء اللاهوت على أن إنجيل مرقس كان ضمن المصادر التى استقى متى منها معلوماته بنسبة تصل إلى 91.6% من عدد الجمل. وأن ”البشائر لا تورد المادة والفكر فحسب، بل الكلمات أيضًا ، فبشارة متى تستخد 51 فى المائة من كلمات بشارة مرقس“.
      فيقول تفسير "إنجيل متى" لوليم باركلى فى تفسيره ص 17: إن ”المادة الموجودة فى بشارة متى وبشارة لوقا مستقاة من بشارة مرقس كأساس لهما. ويمكن تقسيم بشارة مرقس إلى 105 فقرة ، ونستطيع أن نجد 93 فقرة منها فى بشارة متى، و81 فقرة منها فى بشارة لوقا. ومن هذه الفقرات ال 105 الواردة فى بشارة مرقس نجد أربع فقرات فقط لا وجود لها فى بشارة متى وبشارة لوقا.“ أى 88.6% من عدد الفقرات من فقرات إنجيل مرقس قد نقله متى مع تغيير يؤيد وجهة نظره العقائدية.
      وبحساب الجُمَل يقول وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 17 نجد أن (مرقس يحتوى على 661 عددًا، ومتى 1068 عددًا، وفى بشارة لوقا 1149 عددًا. ويورد متى أكثر من 606 من الأعداد الواردة فى مرقس [أى 91.6%] ، ويورد لوقا 320 منها.) وهناك أيضًا 55 عددًا موجودة عند مرقس ولا يذكرها متى ، ومن هؤلاء الجمل نجد 31 عددًا يوردها لوقا.
      وفى ص 19 يقول باركلى: (فكلاهما [متى ولوقا] أخذ من مرقس رواية الأحداث فى حياة يسوع ، ولكنهما أخذا رواية التعاليم من مصدر آخر. وقرينة ذلك أن 200 عددًا فى متى تتشابه مع نظيرها فى لوقا ، وهذه مختصة بتعاليم يسوع. ونحن لا نعرف المصدر الذى استقيا منه هذه التعاليم ، ولكن علماء الكتاب المقدس يعتقدون أن هناك كتاب يجمع تعاليم المسيح ، ويرمزون إليه ب (Q)) التى تعنى المصدر.
      إذن لقد كان متى ينتقى كما أقر العلماء ، بدليل أنه ترك 55 جملة كانت عند مرقس ، وأتى من مصدر آخر مجهول ومفقود بباقى إنجيله.
      ويرفع ر. ت. فرانس فى التفسير الحديث لمتى ص 25 نسبة إسهامات متى الشخصية فى إنجيله فيقول: ”نجد فى إنجيل مرقس ما يقرب من 45% من مادة إنجيل متى، فى صيغة مماثلة (وأحيانًا متطابقة تمامًا)، بل يكاد تكون بنفس الترتيب، وثمة 20% أو أكثر أخرى تشترك بنفس الطريقة مع إنجيل لوقا ، هذا فضلاً عن وجود توافق تقريبى فى ترتيب الكثير من الأجزاء المشتركة وإن اختلف مكانها فى الهيكل العام لكل إنجيل ، وبهذا لا يتبقى سوى 35% من الإنجيل ، وهى محصلة ما ساهم به متى شخصياً فى الإنجيل المعروف باسمه، على الرغم من أنه بلا شك قدم الكثير من المادة المشتركة بطريقة واضحة مميزة ، إلى حد أنه قد يكون من الصعب أحيانًا تحديد ما إذا كان فى الواقع ثمة تقليد مشترك يستند إليه الإنجيل فى سرده لحدث أو قول معين.“
      ومعنى ذلك أن متى أضاف من عنده 35% من هذا الكتاب المنسوب إليه، وباقى ال 65% فهى مادة يشترك فيها مع مرقس ولوقا ، ونلاحظ اعتراف الكاتب بأن ما أضافه متى هو إسهام شخصى منه ، ويدل على ذلك المادة التى قدمها متى (بطريقة واضحة مميزة). وأنه يصعب أحيانًا تحديد إذا كان هناك تقليد مشترك يستند إليه الإنجيل فى سرده لحدث أو قول معين ، أم هو اتفاق بين كبار الكهنة والكتبة على التحريف. فالأمر الخاص بالتقليد المشترك لا يعدو أن يكون أيضًا مجرد تخمين.
      وإذا كان متى قد نقل من مرقس ما يقرب من 91.6% من عدد الجمل الواردة عنده ، فما أصل نص التعميد هذا الذى أورده متى وما مصدره ، فهو لم يُذكر إلا عنده، فلا يعرفه الإنجيليون الآخرون ، ولا سمعه التلاميذ ولا استعملوه؟
      وإذا كانت هذه تعاليم يسوع ، فكيف أغفلها الباقون؟ فهل طرد الباعة من الهيكل أهم من أساس هذا الدين؟ لقد ذكر هذه الحادثة الأناجيل الأربعة.
      وهل لعنه لشجرة التين أهم من لب عقيدتكم التى ما جاء وأُهين وبُصق فى وجهه إلا من أجلها؟ لقد ذكرها متى ومرقس.
      وهل ذكر دخوله أورشليم على جحش وأتانة أهم من ذكر قوام الدين عندكم؟
      ولنتعرف الآن على هذا النص وملابساته عن قُرب.
      يقول النص:
      (18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.).
      فهذه هى الصيغة التى يعتبرونها تدل على التثليث ، والتى ذُكرت فى نهاية إنجيل متى، ويتمسك بها القائلون بالتثليث. وهو النص الوحيد الذى يحتوى على هذه الصيغة بين كل أسفار ورسائل الكتاب الذى يقدسه المسيحيون. ولم يعرف التلاميذ ، كما يقص علينا سفر أعمال الرسل إلا التعميد على اسم يسوع أو باسم الرب.
      ونبدأ بتحليل النص:
      فالقارىء للنص (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ) يُثبت أن الدافع له هذا السلطان شخص آخر غير يسوع ، وهو أعظم من يسوع ، لأنه صاحب هذا السلطان ، وقد تنازل عنه بأى صورة كانت ليسوع. وعلى هذا فهو يُثبت وجود شخصين اثنين مختلفين غير متحدين، أحدهما المالك الأصلى والدافع، والآخر المدفوع له السلطان. ولو كانا شخصًا واحدًا، لكان المتكلم يهزى أو يضحك عليكم، ولا نرى داعٍ لهذه المسرحية.
      ومعنى هذا أن يسوع لم يكن يملك هذا السلطان قبل موته وقيامته ، الأمر الذى يدل على عدم تساويه بالله تعالى فى الألوهية ، فكيف وبأى حق دفع يسوع كل سلطان فى الأرض وفى السماء لبطرس أو للتلاميذ وهو لا يملكه؟: (18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) متى 16: 18-19 ، أو دفعه للتلاميذ كلهم كما يقول متى 18: 18 (18اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.)
      ولو فعل يسوع هذا بأمر الله كما صرح من قبل فى يوحنا 14: 24 (وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) ، فكيف تراجع الرب فى كلامه وسحب الهيمنة على ملكوت السماوات والأرض من التلاميذ وأعطاها ليسوع؟
      ولو سحبها الرب من التلاميذ وأعطاها ليسوع ، فبأى سلطان أو روح كان يتكلم التلاميذ بعد اليوم الخمسين؟
      وهل يُمكننا الثقة فى كلامهم وأعمالهم بعد أن سحب الرب ثقته فيهم وتراجع فى هيمنتهم على ملكوت السماوات والأرض؟ أليس سحب الرب هذا الملكوت منهم يدل على سحب ثقته فيهم؟
      وكيف يمكنك الثقة فى التلاميذ وفهمهم للب عقيدة معلمهم ، إذا كانوا لم يفهموا كلامه أو أمثاله فى حياته وهو معهم؟
      فلم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
      ووصفهم بقلة الإيمان: (فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟»)متى8: 26
      ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقهم له ، بل تنازعوا على الزعامة: (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ.) لوقا 22: 21-26
      وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
      وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 16-21
      وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذن لم يكونوا من المصليين الصائمين بصورة تُرضى الله عنهم!!
      (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16 .
      على الرغم من أنه قال لهم عن الأولاد الصغار من قبل: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
      وكانت غلظة قلوبهم سببًا فى عدم فهمهم: (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
      كما وصف بطرس أيضاً بقلة الإيمان: (25وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟») متى 14: 25-31
      بل اتهمه أنه لا يهتم بأوامر الله ، ولا يهتم إلا بما يُعجب الناس ، أى اتهمه بأنه مرائى ومنافق، الأمر الذى جعله ينعته بأنه شيطان: (فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»)متى 16: 23
      ووعدوه بنصرته ، وتخلوا عنه كلهم: (35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.) متى 26: 35 ، (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56
      بل لقد أقسم بطرس كذبًا أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟) ، وتركه (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» .. …) متى 26: 69-74
      نعود لنص متى (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ).
      ومن الذى أمر يسوع أن يعطيها للتلاميذ أو لبطرس فقط؟ إنه الآب: (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50 ،
      فإذا كان الآب هو الذى أمره أن يقول هذا ، فلماذا نسخ الرب أوامره، بالرغم من رفضكم للنسخ فى كتابكم ، وتعتبرونه سُبَّة فى جبين الإسلام!!
      إن سحب الملكوت والهيمنة عليه من أيدى التلاميذ وإعطائها ليسوع قد يكون تأكيد من الرب لكلام يسوع أنهم أغبياء ولا يستحقون هذه المنزلة!!
      ولو تصرَّف يسوع بدافع شخصى ، وأعطاهم هذا السلطان من تلقاء نفسه، لكان كاذبًا كافرًا ، لأنه فى هذه الحالة كذب فى أن كل ما يقوله أو يفعله من الله ، ويكون قد كفر لأنه تأوَّل على الله وقال ما لم يخبره به!! يؤكِّد هذا أنه مات مقتولاً، ويقول الرب فى سفر اتثنية إن من يقل كلامًا من تلقاء نفسه وينسبه للرب يموت مقتولاً: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20 ، وجاءت فى التوراة السامرية والترجمة ******ية (فيُقتل ذلك النبى). الأمر الذى لا يُقره عاقل من المسلمين أو المسيحيين.
      أو على الأقل لكان مناقدًا لنفسه ، إذ كيف يكونوا أغبياء ويُعطيهم الهيمنة على ملكوت السماوات والأرض؟
      وألا يدل هذا على أن الله هو المتسلط على هذا الملكوت يعطيه من يشاء ويسلبه ممن يشاء ، وقد تساوى يسوع مع التلاميذ فى هذا العطاء ، فلا سبب مقنع لتأليه يسوع دون التلاميذ؟
      نُجمل قولنا فى الاستفسار والتعجُّب أن هذا السلطان الذى أعطاه يسوع للتلاميذ، ألغاه الله ، وأعطاه ليسوع. الأمر الذى يؤكد عدم ألوهية يسوع ، وأنه ليس له من الأمر شىء وأن الأمر والنهى كله بيد الله!!
      والغريب أن يسوع أخذ من الرب السلطان على ملكوت السماوات والأرض، على الرغم من أن الرب نفسه لم يكن يملكه. فقد كان بأيدى الشيطان ، ووعد به يسوع إن أطاعه وسجد له: (8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».) متى 4: 8، ولم يعترض يسوع إلا على السجود له ، فلم يقل له إن هذا الملكوت ملكًا لى أو ملكًا لله ، وليس لك منه شىء، حتى لا يتوهم إنسان أن الشيطان يمكنه أن يعطى السلطان والتسلط على العالم لمن يطيعه. وإلا لكانت تجربة يسوع متهافتة لا قيمة لها ، مثل الذى يدخل الإمتحان ويعرفه ويعرف إجاباته مسبقًا.
      فالشيطان يطلب منه أن يسجد له ، وهو الإله الذى تسجد له كل الخلائق، ويريد الشيطان أن يُكافئ الإله بأن يهبه ملكوت السماوات والأرض، الذين هم من ممتلكات الإله. فلك أن تتخيل أننى أطلب منك طلبًا، أو أسألك سؤالاً، وأحدد المكافأة عليه أن أعطيك سيارتك مكافأة على ذلك! فهذا لا يحدث إلا فى ثلاث حالات فقط:
      1- إما أن يكون الشيطان يُهزِّر مع إلهه ويرفه عنه فى أسره!! ومثل هذا ليس بشيطان ، ولا المأسور المتمتع بهزار الشيطان معه بإله.
      2- وإما أن يكون الشيطان غبى ، وليست هذه صفته. فالشيطان الذى يتمكَّن من أسر إلهه ، والضحك عليه ، ليس بغبى!!
      3- وإما أن يكون الشيطان قد رأى فى الإله السذاجة الكافية ، التى تمكنه من الضحك عليه ، وإظهار غباء هذا الإله! وهذا هو ما اتضح ، حيث لم ينوِّه يسوع أن هذا الملكوت ملكوته هو ، فكيف سيُكافأ به؟
      فيسوع ليس له إذن سلطان ذاتى ، أى ليس بإله ، ولكنه استمد قدراته وسلطانه من الله تعالى. ومثل هذا كثير فى الأناجيل وفى أقوال عيسى  ، الأمر الذى لا يدع مجالاً للشك أنه كان يتكلم عن إلهه، الذى هو يسوع أقل منه، وأضعف منه، وتابعًا له، ومنها:
      1- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
      2- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) ، أى هو رسول الله!
      3- لوقا 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) تكلمت أكثر من مرة عن معنى ربى الذى تفسيره يا معلم: (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 20: 16 ، وهذا دليل بين على عدم ألوهيته ، أو اتحاده مع الله ، وأن إرادة الأب الذى فى السماوات ، هى التى يجب أن نسعى لتحقيقها حتى نفوز بالخلود الأبدى فى الجنة.
      4- لوقا 7: 22-23 (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) فهذا النص وحده يكفى لتفنيد عقيدة الثالوث والتجسد، التى يعتنقها أهل الصليب. أليس باسمك .. ..؟ هؤلاء هم الذين اتخذوه إلهًا ، وصنعوا كل هذا باسمه بدلاً من اسم الله الواحد الأحد. فسمَّاهم فاعلى الاثم، وطردهم بعيدًا عنه، لأنهم لم يلتزموا بوصاياه وتعاليمه.
      وعندما نتعرض لصيغة التعميد التى مارسها التلاميذ، سنجدهم كانوا يعمدون الناس على اسم يسوع. فهل يدل ذلك على أنهم هم فاعلو الإثم ، الذين سيبعدهم يسوع عن نفسه يوم الحساب؟
      5- يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) ، أى إن الخلود فى الجنة يتوقف على شهادة ألا إله إلا الله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله. فما علاقة هذا بالتثليث؟
      6- لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) ، وهذا إقرار من عيسى  أنه لا يفعل معجزة إلا بقدرة الله!
      7- يوحنا8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
      8- يوحنا 14: 16 (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
      9- يوحنا 14: 28 (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
      فهل بعد كل هذه النصوص ، تُنادون أعزائى المسيحيين بالتثليث ، وباتحاد الابن مع الآب والروح القدس؟
      ألم تفكر عزيزى المسيحى أن اتحاد الثالوث لا يتم إلا إذا كان هناك ثلاثة منفصلون يتم الاتحاد بينهما ، وإلا لما قلنا كلمة اتحاد من الأساس؟ فمتى كان هناك ثلاثة آلهة؟ ومتى اتحدوا؟ ولماذا؟ ولو أنصفت فى الإجابة على هذه الأسئلة لأدت بك إلى رفض التثليث ، والإيمان بالله الواحد الأحد ، الذى لا يتكون من أقانيم.
      ألم تُفكر عزيزى المسيحى أن كلمة ثالوث تعنى ثلاثة ، مثل كلمة ثنائى التى تعنى اثنين؟ فكيف يُشير الجمع المحدد بثلاثة إلى المفرد الذى يعنى الواحد فقط؟
      وإذا كان قانون الإيمان يريد أن يجمع بين الفطرة والدين الصحيح الذى يقر أن الله واحد أحد ، وبين ما يَدَّعون من كونه ثلاثة فى واحد ، فما دليل قانون الإيمان على قوله من ناحية العقل والنصوص الصريحة الدالة على ذلك فى العهدين القديم والجديد دون تأويل؟
      ألم تفكر عزيزى المسيحى أن يسوع كان يطوف القرى والمجامع ، وليست له إلا وظيفة واحدة هى أن يكرز بملكوت الله؟ ففى متى 4: 17 كان عمله الوحيد من وقت موت يوحنا المعمدان الكرازة باقتراب ملكوت الله: (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».). وفى لوقا 8: 1 يقول: (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي [كل (الترجمة ******ية)] مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.). وهذا هو لب رسالته التى كان يعلمها تلاميذه وكانوا يتعاونون معه فى البشارة بقرب مجىء ملكوت الله.
      ألا ترى معى أنه لو كان عيسى  إلهًا ، لكان قد أخطأ فى حق كل البشرية؟ ألم يكن من واجبه أن يبشر كل الناس بأنه الإله أو البشر المتجسِّد معه؟ فهل نسى أم خاف من اليهود؟ وإذا كان يخشى اليهود فلماذا لم يخرج إلى الوثنيين وعُبَّاد الثالوث فى الهند والصين ومصر والرومان وغيرهم؟ ألا تعتقد أن هذا سيكون أوقع لدعوته وأكثر جدية ومصداقية مما حدث؟
      وإذا كان هذا هو لب رسالته ، فما علاقة هذا بألوهيته أو بتجسده؟ وما علاقة لب رسالته هذه التى تنادى باقتراب ملكوت الله بالخطيئة الأزلية والفداء؟ فلماذا لم ينطق بألوهيته بلفظ صريح، ويُخلصكم من هذه التخبطات؟ لماذا لم يُصرِّح لكل هذه القرى التى طاف بها أنه تجسَّد ليفدى البشرية من الخطيئة الأزلية التى اقترفتها حواء؟
      وهل من العقل أن ينزل الإله على الأرض متجسدًا ، يلقى الهوان من عبيده، بين هروب منهم ، وتسفيه له، والقبض عليه، والإستهزاء به، والبصق فى وجهه، ولطمه على وجهه ، ثم تقييده وشل حركته ، ثم انتزاع حياته منه ، أكرر: هل من العقل أن ينزل ويحدث له كل هذا وينسى أن يخبرهم أنه هو الإله المتجسد، أو يخبرهم بأنه نزل ليفديهم من الخطيئة الأزلية؟
      هل تعرف عزيزى المسيحى أن يسوع ذكر فى الأناجيل كلمة ابن الإنسان حوالى 83 مرة ؟ بل ذكرت كلمة شيطان 14 مرة ، وذكرت كلمة ابليس 26 مرة، فكم مرة ذكر أنه إله؟ وكم مرة ذكر كلمة الخطيئة الأزلية؟ وكم مرة ذكر آدم أو حواء؟
      عزيزى المسيحى: إن دخولك الجنة يتوقف على رضى الله. ورضى الله يتوقف على اتباعك لرسوله إليك. وقد أقر رسول الله إليك أنك لن تدخل الجنة إلا بقولة (لا إله إلا الله ، عيسى رسول الله): (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ [(ويَعْرِفُوا) الترجمة ******ية] وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4
      عزيزى المسيحى: إن يسوع الذى تحبه يُحذرك من أن تتخذه إلهًا ، فيقول لك: (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) لوقا 7: 22-23
      ويقول لك: لا إله إلا الله. إن الله هو أعظم منه، وهو الذى يستحق العبادة فقال: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28، وأنه لا صالح إلا هو، فقال: (لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.) لوقا 18: 18-19 ، ولا يجب أن تؤلهوا رسوله، فقال (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16 ، فماذا تنتظر لتفيق إلى أمر الله ورسوله؟
      * * *
      والنقطة الثانية: هل تعنى صيغة (وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) اتحاد الآب بالابن بالروح القدس وذلك لأنه باسم وليس بأسماء؟
      لا. فإن النص يتكلم عن ثلاث ذوات متغايرة قرن بينها بواو العطف ، التى تدل على المغايرة. وهو مثل قول الكتاب نفسه (أُنَاشِدُكَ أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُخْتَارِينَ) تيموثاوس الأولى 5: 21
      فلو كان نص متى يعنى اتحاد الابن والروح القدس بالرب ، لكان نص تيموثاوس يعنى أيضًا اتحاد يسوع وملايين الملائكة بالرب ، ولم تقف عقيدتكم على الثالوث!
      وإذا بحثنا فى الكتاب المقدس سنجد نصوصًا تُخالف هذا المفهوم، حيث وردت كلمة اسم بالمفرد وتشير إلى الجمع ، أو قل أفضل جواز إفراد المضاف إلى المضاف إليه الجمع ، منها:
      1 - (6وَأَمَّا أَوْلاَدُكَ الَّذِينَ تَلِدُ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ. عَلَى اسْمِ أَخَوَيْهِمْ يُسَمُّونَ فِي نَصِيبِهِمْ.) التكوين 48: 6 ، فهل هنا الاسم المفرد المنسوب إلى أخوين يعنى الوحدة بين هذين الاخوين؟!
      2- (24وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلى يَدِكَ فَتَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ.) التثنية 7: 24 ، ولاحظ هنا أنه استخدم كلمة اسم المفردة للدلالة على أسماء الملوك ، ولم يقل أحد باتحاد هؤلاء الملوك ، كما يقول القمص باتحاد الآب والابن والروح القدس. ومثلها أيضًا ما ذُكر فى سفر التثنية ، حيث ذكر أن الرب سيمحو اسم أعدائه، وهم شعوب كاملة وليس أسمائهم: (14أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ وَأَجْعَلكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ.) التثنية 9: 14
      3- (7حَتَّى لاَ تَدْخُلُوا إِلَى هَؤُلاَءِ الشُّعُوبِ أُولَئِكَ الْبَاقِينَ مَعَكُمْ, وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهِمْ وَلاَ تَحْلِفُوا بِهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا.) يشوع 23: 7 ، ومثلها أيضًا فى (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20، وهو هنا استخدم أيضًا كلمة ”اسم“ المفردة للدلالة على الآلهة الوثنية العديدة ، التى تُعبد من دونه، بل وأشار إليها فى الكلمات التى تليها بالضمير المفرد أيضًا.
      وهنا أتذكر كلمة أحد الزعماء فى مصر عندما كان يستهل خطبته بقوله: (باسم الشعب) ، ولم يعتقد إنسان أنه يقصد اتحاد الشعب فى فرد (أقنوم) واحد.
      ومثل هذا ورد أيضًا فى القرآن الكريم ، ومنها قوله: {أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (87) سورة آل عمران
      * * *
      وبالنسبة لقوله إن الآب هو الابن وهو نفسه الروح القدس فهذا (كما قلنا من قبل) سيؤدى إلى فساد أخلاقى فى المجتمع لا حصر له ، حيث يكون الروح القدس الذى حل على مريم وحبَّلها هو الابن نفسه ، فتكون الأم قد حملت من ابنها (فالروح القدس هو الابن) ثم أنجبت زوجها، الذى هو ابنها أيضًا. فهذا فساد للعقل والأخلاق، ووثنية علمنا بوجودها فى الديانات الوثنية التى حاربها الله تعالى عن طريق كل أنبيائه.
      ولو كان الآب هو نفسه الابن وهما نفسهما الروح القدس ، لجاز لكم أن تقولوا باسم الروح القدس والآب والابن أو باسم الابن والروح القدس والآب ، وهو غير جائز عندكم، بل يكفر من يفعل ذلك.
      ولو كان الآب هو نفسه الابن والروح القدس لما قلتم بأن الأقانيم متمايزة أى مختلفة عن بعضها البعض، وتتكامل باتحادها. الأمر الذى يعنى أنهم ثلاثة آلهة ناقصة ، ولا بد من جمعهم فى وعاء أحدهم ليتحد الثالوث ، ويصبح واحدًا.
      ولا نعرف هل كان هذا الثالوث رابوع أثناء حمل مريم بالآب والابن والروح القدس؟ حيث كان رحمها هو الوعاء الذى حوى هذا الثالوث. وهل كانت هى بنفسها الإله الرابع أم رحمها؟ وهل كان خاموس والصليب يقيده أو القبر يضمه؟
      ويا ليت القمص زكريا بطرس يخبرنا من الذى كان يحكم العالم وإلهه فى رحم امرأة؟
      ومن الذى كان يقوت العالم ويحيى ويميت والإله يرضع من ثديى أمه؟
      ومن الذى مات منهم على الصليب؟ فلو مات الابن فقط لما كملت عملية الفداء ، ولو مات الآب ومعه الباقون فمن الذى أحيا الإله بعد أن ضاعت منه روحه؟
      والأغرب من ذلك أنهم يقولون إن أصل الوجود هو الآب، ثم بعد ذلك يُقرون أن الروح القدس منبثق من الآب أو الآب والابن. ومعنى ذلك أنه محدث عليهما وليس بأزلى. ونفس الشىء نجده مع الابن ، فهم يقولون إنه مولود ، وقد أثبتُ أن المولود لا بد أن يكون مخلوقًا ، وذلك بنصوص الكتاب أيضًا. الأمر الذى يدل بالبداهة على أنه كذلك مُحدَث على الآب. والدليل على ذلك أن هذا الثالوث لم يظهر إلا فى من يدعى اتباع عيسى  ، ولم يعرفه نبى أو مؤمن فى الكتاب الذى يقدسونه.
      وحول هذه العبارة قالت دائرة المعارف الفرنسية: ”نعم إن العادة فى التعميد كانت أن يذكروا عليه اسم الأب والابن والروح القدس ، ولكنا سنريك أن هذه الكلمات الثلاث كانت مدلولات غير ما يفهم نصارى اليوم، وأن تلاميذ المسيح الأولين الذين عرفوا شخصه وسمعوا قوله كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنه أحد الأركان الثلاثة المكونة لذات الخالق، وما كان (بطرس) حواريه يعتبره أكثر من رجل يوحى إليه من عند الله“. (ص223 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“ نقلا عن دائرة معارف القرن العشرين، محمد فريد وجدى ج10 ص202)
      لذلك بيَّن ابن تيمية فى (الجواب الصحيح ج2 ص98) أن عبارة التعميد المقصود منها: (مروا الناس أن يؤمنوا بالله ونبيه الذى أرسله ، وبالملك الذى أنزل عليه الوحى الذى جاء به، فيكون ذلك أمرًا لهم بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وهذا هو الحق الذى يدل عليه صريح المعقول وصحيح المنقول). (ص224 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
      وذلك لأن الأب هو الله ، وأن الابن هو المسِّيِّا النبى الخاتم ، الذى أنبأ عيسى  عن قرب قدومه، وأن الروح القدس هو جبريل ملاك الله ورسوله إلى أنبيائه.
      ”وتستشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء المؤرخين، فتؤكد صحة ما ذهبت إليه ، ومن هؤلاء المؤرخين جوستن مارستر (مؤرخ لاتينى فى القرن الثانى) حيث يقول: (إنه كان فى زمنه فى الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنسانًا بحتًا، وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين، ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل)“.(ص225 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
      * * *
      رأى علماء اللاهوت فى عقيدة التثليث:
      أما عن رأى علماء اللاهوت والكتاب المقدس فى صيغة التثليث فأنقل إليكم هنا ما كتبه (كلينتون دي ويليس): وترجمه (Al_sarem76)
      (by: Clinton D. Willis, [email protected])
      ملحوظة:
      1) كل ما بين قوسين من النوع "{ }" فهو من المترجم.
      2) لم أقم بترجمة كل الشهادات ولكن معظمها لضيق الوقت ولأن ما فيها مكرر لما هو مترجم بالفعل، وقد تركت لضيق الوقت بعض الشهادات من الموجودة بالمقال وفيما هو موجود الكفاية. [وقمت أنا علاء أبو بكر بإضافة بعض الحروف ليستقيم معنى الجملة العربية لغوياً دون أن تؤثر فى المضمون. ووضع تحتها خطاً. كما أعدت ترجمة بعض الجمل من الأصل]
      موسوعة الأديان والأخلاق: The Encyclopedia of Religion and Ethics
      قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. فإن كان غير مشكوك فيه، لكان بالطبع دليلاً حاسمًا، ولكن كونه موثوقًا أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
      ونفس الموسوعة أفادت قائلة: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (باسم المسيح (1) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة. {(1) ويشير الكاتب إلي الصيغة التي وردت في أعمال الرسل ورسائل بولس ومن مثلها: (أعمال 8: 12: (ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله و"باسم يسوع المسيح اعتمدوا" رجالا ونساء. و(كورنثوس11: 2 (الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون "باسم ربنا يسوع المسيح" في كل مكان لهم ولنا. وغيرها ولا وجود إطلاقاً لصيغة التثليث في متى}.
      إدموند شلنك،عقيدة التعميد،ص28: Edmund Schlink, The Doctrine of Baptism
      صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نُقِلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية.
      تفسير العهد الجديد لتيندال: (ج1 ص275): The Tyndale New Testament Commentaries
      إنه من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قاله عيسى، ولكن … إضافة دينية لاحقة.
      المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس (ص295): Wilhelm Bousset, Kyrios Christianity
      إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحًا جدًا برغم وجود صيغة متى 28: 19 وهذا يُثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً.
      الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، ص236): The Catholic Encyclopedia
      إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع {عيسى} المسيح لتصبح باسم الأب والابن والروح القدس.
      قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (طبعة 1963 ، ص1015): Hastings Dictionary of the Bible
      الثالوث: - … غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، … كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، … (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
      النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... وهذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع أُقحم في إنجيل متى. حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
      وأخيرًا فإن صيغة يوسابيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المدافعين عنها. (بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريين أو الفلسطينيين (أنظر ديداكى 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والابن والروح ... .
      موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية: The Schaff-Herzog Encyclopedia of Religious Knowledge
      لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى تلاميذه هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس الأولى 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث. بينما لا توجد الصيغة التثليثية إلا في متى 28: 19 فقط، في الديداكى 7: 1، وفي جوستين أعمال الرسل 1: 61 ... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).
      كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي: The Jerusalem Bible, a scholarly Catholic work, states قرر أن:
      من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقًا في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكورًا أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .
      الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، The International Standard Bible Encyclopedia وتحت عنوان "العماد" Baptism قالت:
      ماجاء في متى 28: 19 كان تقنينًا {أو ترسيخًا} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.
      جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV)عن متى28: 19: New Revised Standard Version
      يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد فيه باسم الثالوث. .. .
      ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت: James Moffatt's New Testament Translation
      في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:39 م.

      تعليق

      • abubakr_3
        مُشرِف

        • 15 يون, 2006
        • 849
        • موظف
        • مسلم

        #18
        انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".
        توم هاربر: Tom Harpur
        يخبرنا توم هاربر، الكاتب الديني في صحيفة تورنتو ستار، وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 بهذه الحقائق:
        كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقًا. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تُعَمِّد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والابن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفردًا".
        وبناءًا على هذا فقد طُرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مُدِّدَت [غُيِّرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].
        في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان والموحدون أيضًا في القرن التاسع عشر قد تقررت وقُبِلَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك { Peake }الكنيسة الأولى (33م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا".
        تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723: The Bible Commentary 1919
        قالها الدكتور بيك(Peake) واضحة: إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا . وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بِاسمي.".
        ويقول أيضًا: يشكُّ معظم المعلقين فى أصالة صيغة التثليث هذه فى إنجيل متى ، حيث إنها لا توجد فى أى مكان آخر من العهد الجديد، الذى لا يعرف هذه الصيغة، ويصف التعميد أنه يتم باسم المسيح، كما جاءت فى أعمال الرسل 2: 38 و8: 16.
        كتاب لاهوت العهد الجديد: Theology of the New Testament
        تأليف آر بولتمان، 1951، صفحة 133، تحت عنوان مشكلة الكنيسة الهلينستية والأسرار المقدسة. الحقيقة التاريخية أن العدد متى 28: 19 قد تم تبديله بشكل واضح وصريح. "لأن شعيرة التعميد قد تمت بالتغطيس حيث يُغطَس الشخص المراد تعميده في حمام، أو في مجرى مائي كما يظهر من سفر الأعمال 8: 36، والرسالة للعبرانيين 10: 22، .. والتي تسمح لنا بالإستنتاج، وكذا ما جاء في كتاب الديداكى 7: 1-3 تحديدًا، إعتمادًا على النص الأخير [النص الكاثوليكي الأبوكريفي] أنه يكفي في حال الحاجة سكب الماء ثلاث مرات [تعليم الرش الكاثوليكي المزيف] على الرأس. والشخص المُعَمَّد يسمي على الشخص الجاري تعميده باسم الرب يسوع المسيح، "وقد وُسِّعت [بُدِّلَت] بعد هذا لتكون باسم الأب والابن والروح القدس.".
        عقائد وممارسات الكنيسة الأولى: Doctrine and Practice in the Early Church
        تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20-21. الأستاذ {بروفيسر} هال كان رسميًا أستاذًا لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. قال دكتور هال بعبارة واقعية: إن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح.
        3- يقول ويلز: لم يقم دليل على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث" . ويقول أدولف هرنك: "صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل، … كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم النصرانية ما تكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات. وأن بولس لم يعلم شيئًا عن هذا ".([1]) إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم
        4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).
        ولما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: "28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. " (أعمال 10: 28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال "نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ" (أعمال10: 41-42)، أى لليهود فقط.
        5- وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. ولذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين ، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: "رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة (الأمم) كما بطرس على إنجيل الختان … أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غلاطية2/7-9) فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح - لو كان نص متى صحيحًا - ويتقاعسوا عن دعوة الأمم ،ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟
        6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".([2])
        الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن،1923، دراسات في العهد الجديد رقم 5:
        الأمر الإلهي بالتعميد تحقيق نقدي تاريخي. كتبه هنري كونيو صـ 27.: The Catholic University of America in Washington, D. C. 1923, New Testament Studies Number 5
        "إن نصوص سفر الأعمال ورسائل القديس بولس تشير لوجود صيغة مبكرة للتعميد باسم الرب {المسيح}". ونجد أيضًا: "هل من الممكن التوفيق بين هذه الحقائق والإيمان بأن المسيح أمر تلاميذه أن يعمدوا بالصيغة التثليثية؟ لو أعطى المسيح مثل هذا الأمر، لكان يجب على الكنيسة الرسولية أن تتبعه، ولكننا نستطيع تتبع أثر هذه الطاعة في العهد الجديد. ومثل هذا الأثر لم يوجد. والتفسير الوحيد لهذا الصمت، وبناءًا على نظرة غير متقيدة بالتقليد، أن الصيغة المختصرة باسم المسيح كانت الأصلية، وأن الصيغة المطولة التثليثية كانت تطورًا لاحقًا".
        والشهادات التى لم أترجمها هي للمصادر التالية، وهي لا تضيف للحجج الماضية شيئًا:
        1- The Beginnings of Christianity: The Acts of the Apostles Volume 1, Prolegomena 1(أضفت أنا علاء أبو بكر هذا الإستشهاد أثناء تحقيقى له)
        2- A History of The Christian Church 1953: by Williston Walker former Professor of Ecclesiastical History at Yale University
        3- Catholic Cardinal Joseph Ratzinger:
        4- "The Demonstratio Evangelica" by Eusebius: Eusebius was the Church historian and Bishop of Caesarea
        وسيجد القارىء هذه الإستشهادات ، تحليلاً كاملاً لهذا النص ورأى العلم والعلماء ودوائر المعارف وآباء الكنيسة فى هذا الموقع:
        http://www.geocities.com/fdocc3/quotations.htm
        http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
        ويُعلق Ethelbert W. Bullinger على هذا النص فى هذا الرابط أعلاه قائلاً: ”توجد صعوبة كبيرة فيما يتعلق بكلمات التثليث [التى نقرأها فى متى 28: 19 فى نسخنا الحالية] وهى أن التلاميذ أنفسهم لم يُطيعوا هذا الأمر ، ولا توجد أية إشارة فى بقية العهد الجديد ، ولم يتبعها أى شخص. فقد كان التعميد فقط على اسم الرب يسوع. "ومن الصعب أن نفترض أنهم لم يعترفوا بهذا الأمر الواضح ، هذا إن كانوا قد أُعطوه بالمرة ، أو إذا كان هذا هو فعلاً النص الحقيقى ، الذى احتوته النصوص الأولية. فلا يوجد بين النصوص اليونانية نصًا واحدًا يحتوى على هذه الصيغة يرجع إلى ما قبل القرن الرابع. يُضاف إلى ذلك أن هذا النص مُخرَّب فى كلٍ من المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية ، وترجع باقى المخطوطات اليونانية المعروفة إلى القرن الخامس وما بعده. ومن الواضح أن الكنيسة السورية لم تعرف شيئًا عن هذه الصيغة ، ويبدو .. .. أن هذه الكلمات قد أُدخلت إلى النص (ربما كانت مذكورة فى الهامش) فى كنيسة أفريقيا الشمالية [ويُحتمل أنه كانت كنيسة الإسكندرية التى كان بمثابة المقر الرئيسى للإسكندر وأثناسيوس راجع الملحق الثالث] ، وأن الكنائس السورية لم تتخذ هذه الصيغة فى نصوصها عند نسخها.“
        (Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp. 47-49).
        وقد علَّق فريدريك س. كونيبير Fredrick C. Conybeare على هذا النص فى نفس الرابط أعلاه قائلاً: ”يُؤخذ فى الاعتبار أن الورقة التى تحتوى على نهاية إنجيل متى قد اختفت من أقدم المخطوطات“.(Zeitschrift f. d. Neutest. Wiss. Jahrg. II, 1901, p. 275)
        وأنه ”فى المخطوطات الوحيدة التى تحتفظ بقراءة أقدم [تجد قراءة غير مثلثة لنص متى 28: 19] ، وحتى المخطوطة السريانية السينائية ، وأقدم مخطوطة لاتينية قد تلاشت الصفحات التى تحتوى على نهاية إنجيل متى“.
        ”وقد أورد يوسابيوس نص متى 28: 19 مرات عديدة بين عامى 300-336م وبالتحديد فى تعليقاته المطولة على سفر المزامير ، وتعليقاته على سفر إشعياء وفى كتابه (Demonstratio Evangelica) وكتابه (Theophany) ... وفى كتابه الشهير (تاريخ الكنيسة) وفى كتابه (Panegyric of the Emperor Constantine). وقد وجدت بعد بحث وتأنِّى فى أعمال يوسابيوس هذه أنه ذكر هذا النص سبعة عشر مرة ، وفى كل مرة يذكره كالتالى: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى، وعلموهم أن يطيعوا كل ما أمرتكم به" ... وقد جمعت كل هذه الفقرات فى
        Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft, edited by Dr. Erwin Preuschen in Darmstaft in 1901, ،
        ما عدا واحدة نشرت فى مايو فى مجلة ألمانية فى catena“.
        يُضاف إلى ذلك اعتراف التفسير الحديث للكتاب المقدس (متى) أن هذه القراءة لا توجد حالياً فى أية مخطوطة لإنجيل متى. (ص463)
        عدم علم التلاميذ وقديسى القرون الأولى بهذا النص:
        لم تُعرف هذه الصيغة عند التلاميذ أو حتى آباء القرن الأول والثانى حتى نهايته، فلم يعرفها بطرس ولا بولس ولا فيلبُّس ، ولا التلاميذ حيث ظلوا فى أورشليم ، ولم يغادروها كما يقول النص ، حتى اضطروا للخروج منها بسبب الإضطهادات التى كانت واقعة عليهم. وأسوق رأى القديسين فى القرون الأولى للمسيحية فى نص التثليث هذا:
        فبداية لم يعرفها الحواريون، ويشهد بذلك سفر أعمال الرسل ورسائل بولس:
        (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.) لوقا 24: 47
        فها هو بطرس لم يعرفها. وبطرس هذا كما يقول متى قد قال له يسوع: («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) متى 16: 17-19
        فيقول لهم بطرس: (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) أعمال الرسل 2: 38، والمفروض أن هذا قاله بطرس بعد رفع يسوع بعدة أيام قليلة. فهل هذه الأيام كافية لأن ينسى أهم تعاليم دينه ، وأهم وصية لأحب شخص لديه؟
        ولم يعرفها كذلك فِيلُبُّسَ فى أعمال الرسل 8: 12 (12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.)
        وكذلك لم يعرفها لا بطرس (كما تبيَّن من أعمال 2: 38) ولا يوحنا ، ولا الروح القدس نفسه. فقد صلى بطرس ويوحنا لله ليتقبل الناس الروح القدس، واستجاب لهم الرب، وتعمَّدَ الناس على اسم الرب يسوع: (14وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا 15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16
        ومن المستحيل أن يحكم عاقل بخطأ هذه الصيغة التى عمَّدَ بها (فِيلُبُّسَ) الناس أمام بطرس ويوحنا، وبعد صلاتهما، ورضى الرب أن يتم هذا العمل بهذه الكيفية!! لأنه لو كان التعميد خاطىء ، وعلم الرب ذلك بعلمه الأزلى ، ما كان ليتقبل صلاة بطرس ويوحنا ، وما كان لينزل الروح القدس فى المرة الثانية، وإلا لقلنا إنه يُمكن لأى كافر اليوم أن يقوم بطقس التعميد هذا باسم يسوع بصورة خاطئة أو باسم شخص آخر ويطاوعه الروح القدس، ويهبط على المعمَّد، ولا حاجة للقسيس للتعميد! ولكان الرب نفسه متورطًا فى هذا العمل!! ويصعب على العقل أن يتورط ثلاثة من التلاميذ مرة واحدة فى هذا التحريف، ويرضوا جميعًا بتعميد الناس بصيغة لم يتفوَّه بها يسوع!! مع العلم أنه لن يُتهم فى هذا إلا يسوع الذى نسب الإنجيل له القول (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)
        وهو نفس الشىء الذى حدث فيما بعد أيضًا مع بطرس نفسه: (44فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟» 48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً.) أعمال الرسل 10: 44-48
        لقد عمَّد بطرس إذن باسم الرب، ولم يعمِّد بالصيغة التى يحتويها إنجيل متى. وهذه هى المرة الثالثة التى نقرأ هذا فيها فى أعمال الرسل. فقد سبق له أن عمَّدَ الناس فى (أعمال الرسل 2: 38) ، واستجاب الرب له وليوحنا ، وأرسل الروح القدس، واستقبله الناس وآمنوا واعتمدوا (بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16 ، فهل تعتقدون أن يتركه الرب يُضلِّل باقى الناس ويستمر فى ضلاله، أم أن صيغة التعميد بإنجيل متى قد أُضيفت فيما بعد بعد مجمع نيقية؟
        أما بالنسبة للرجل التقى حنانيا فيقول عنه الكتاب: (12ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ) أعمال الرسل 22: 12
        فقد أمر حنانيا بولس نفسه أن يتطهَّر ويتعمَّد باسم الرب فقط: (16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.) أعمال الرسل 22: 16
        وفى أعمال الرسل 19: 5 (5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) عمَّدَ بولس بنفس الصيغة التى كان يعرفها التلاميذ بطرس ويوحنا وفيلُبُّس ، وبنفس الطريقة التى تعمَّد هو بها على يد الرجل التقى حنانيا.
        كما حدَّد بولس أن التعميد يتم باسم يسوع الذى صُلب، ولا يقول أحد أن الذى صُلب هو الآب والروح القدس، على الرغم من أن قانون الإيمان يُحتِّم أن يكون الصلب قد وقع على الثلاثة ، لأنهم لا ينفصلون طرفة عين: (13هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟) كورنثوس الأولى 1: 13
        وأوضح موقفه من العماد فى رومية 6: 3 ، فقال: (أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ)
        وقال أيضًا في غلاطية 3: 27 (27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.)
        بل قال الكتاب إن القداسة والتبرير لا يكون إلا باسم الرب (المعلِّم) يسوع: (11وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.) كورنثوس الأولى 6: 11
        وكل هذا لم يخرج عن وصايا يسوع التى حددها لوقا فى إنجيله، فقد قال لهم إن المكتوب سيتم، ومن ضمن هذا المكتوب أن الكرازة ستكون باسمه، وأشهدهم على ذلك ، وهو الذى فعلوه من بعد: (46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) لوقا 24: 46-48
        * * *
        من الأدلة البيِّنة الأخرى على أن صيغة التثليث بمتى لم يعرفها التلاميذ هو أن عيسى  كان مرسلاً فقط إلى بنى إسرائيل وليس للعالمين ، وأتناول هذا فى موضوع قائم بذاته بعد أن أنتهى من صيغة التثليث هذه.
        والآن: ما الذى يجب على كل مسيحى أن يعمله تجاه هذا النص؟
        إما أن يُصدِّق يسوع وتلاميذه ويلغى نص التثليث هذا من كتابه ومن حياته، ويعترف أن التحريف أصاب إنجيل متى فى هذا النص.
        وإما أن يكذب يسوع وتلاميذه، ويضع رأسه فى التراب مثل النعَّامة، التى تريد أن تهرب من الحقيقة دون أن تواجهها، ويُصدِّق متى، الذى لم يكن يومًا ما من تلاميذ المسيح، أو على الأقل يكون تلميذه المنشق عن تعاليمه بناءًا على ما أسلفنا. ويعترف أن التحريف أصاب أقوال يسوع وتآمر عليها التلاميذ وضربوا بتعاليمه عرض الحائط. وبذلك يكون التحريف أصاب كل رسائل بولس، حيث سيكون فى عداد المحرفين ، وعلى الأخص رسالته الأولى إلى كورنثوس ورسالته إلى رومية ورسالته إلى غلاطية وأيضًا إنجيلى مرقس ولوقا، وسفر أعمال الرسل!!
        وعلى ذلك فلن يخرج هذا الأمر فى النهاية من أحد الإحتمالين: الأول وهو أن يكون نص التثليث هذا موجود بنهاية إنجيل متى. وعلى هذا فعدم ذكر التلاميذ لها سيؤدى إلى أحد هذه الاحتمالات:
        1- إما أن يكون التلاميذ قد نسوا ما كلفهم به يسوع ، وعمدوا بصيغة أخرى لأى سبب آخر من الأسباب.
        2- وإما لم يفهموه بصورة صحيحة ، وظنوا أنهم بذلك ينفذون تعاليمه.
        3- وإما لم يفهموه جيدًا ، وتصرفوا بصورة أخرى حسبوها أفضل من التى أتى بها معلمهم.
        4- وإما فهموه جيدًا ، ولم يطيعوا أمره عن قصد وتعمُّد.
        وبأى احتمال أخذت ستجد نفسك تدين الروح القدس ، الذى وافقهم على التعميد باسم يسوع ، ونزل وبارك التعميد!!
        وبما أنكم تعتبرونه الإله المتجسد، العالم بكل شىء ، والذى أوحى هذه الأناجيل والرسائل بعد صعوده بعدة أعوام، فكان عليه أن يُذكرهم بما قاله لهم ، وألا يتركهم يُضيِّعون مَن وراءهم!!
        وأرى أنه أخطأ بعدم تذكيرهم خطأ لا يستحق معه التأليه ، لأنه على الأقل قد ضيَّع تلاميذه بعدم معرفتهم لعقيدة التثليث هذه. وبذلك لا فائدة من قوله: (56لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ».) لوقا 9: 56، لأنه فى الحقيقة أهلكهم وأهلك من أتى بعدهم ، لأنهم لم يفهموا رسالته، وكان يعلم بعلمه الأزلى كإله أنهم أغبياء ولن يفهموا ، وبالتالى سينقلون تعاليمه بصورة مغايرة لما أراده ، الأمر الذى سيترتب عليه عدم إتمام الكتاب ، وإحراج الإله: (9لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: «إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً».) يوحنا 18: 9
        ولا يمكنه أن يُقيم عليهم الحُجَّة يوم القايمة أو يُحاسبهم على ضلالهم. لأنه يعلم أنهم هم حملة لواء الدعوة من بعده، وهو الذى تركهم ينشرون هذه التعاليم ، فتركه لهم يسيرون فى ظلمات الجهل والكفر، تأييدًا لأعمالهم ، وتضليلاً لغيرهم!!
        وعلى أى حال من الحالات الأربع نصل إلى أن رسالة عيسى  الحقة قد تحرفت، وأن التلاميذ قد ضلوا عن طريق الإيمان ، وأضلوكم!!
        والإحتمال الثانى أن نص التثليث هذا لم يرد على لسان يسوع. وهذا سيؤدى إلى الآتى:
        1- إما أن يسوع قد تكلم عن التعميد كما مارسه التلاميذ،
        2- وإما تكلم عن التعميد بصورة أخرى لا نعرفها ،
        3- وإما لم يتكلم يسوع عن التعميد مطلقًا، وخاصة أنه لم يكن يُعمِّد.
        4- وإما أضافه آباء الكنيسة فى القرن الرابع أو بعده تنفيذًا لقرارات مجمع نيقية الوثنى.
        وعلى أى حال من الحالات الأربع السابقة نصل إلى أن تعاليم عيسى  الحقة وكتابه قد تحرفا!!
        وحتى صيغة إنجيل مرقس، الذى هو أقدم الأناجيل، والذى نقل منه متى ولوقا، لا يعرف صيغة التثليث هذه ولا التعميد، فيُنسب إلى يسوع قوله: (15وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.) مرقس 16: 15 ، ولا يوجد فيها لا اسمه، ولا اسم الآب ، ولا الروح القدس. مع الأخذ فى الاعتبار أن نهاية إنجيل مرقس مفقودة ، وأن الأعداد من 9 إلى 20 غير كتابية ، فلم يفسرها الأب متى المسكين فى تفسيره ، واعتبر أن إنجيل مرقس قد انتهى إلى العدد الثامن من الأصحاح السادس عشر. ووضعتها التراجم العربية بين قوسين معكوفين أى اعتبرتها شرحًا ، وليست نصًا مقدسًا: مثل الترجمة العربية المشتركة التى يعترف بها الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس ، وعلقت عليها فى هامشها قائلة: (ما جاء فى الآيات 9 إلى 20 لا يرد فى أقدم المخطوطات) ، وقالت عنها ترجمة الآباء ******يين فى هامشها (المخطوطات غير ثابتة فيما يتعلق بخاتمة إنجيل مرقس هذه (9-20)) ، بل أسقطتها الترجمة الإنجليزية القياسية المراجعة RSV لعام 1952 من النص ووضعتها فى الهامش.
        كذلك لم يعرف تلاميذه أن هناك تعميد باسم الروح القدس ، وهى من مبتدعات بولس ، الذى أقنعهم به: (1فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.) أعمال الرسل 19: 1-6
        فهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى فهم مراد يسوع؟
        وهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى استيعاب أهم بنود عقيدة معلمهم؟
        وهل تؤمنون أن التلاميذ فشلوا فى تطبيق جملة واحدة هى لب عقيدتهم التى تعلموها من معلمهم؟
        وإذا كان الأمر كذلك فما الذى أدراكم أن من أتوا بعدهم نجحوا فيما فشل فيه الرب وتلاميذه؟
        وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تعتبرون أناجيلكم موحى بها (هذا إن كان كتابها من التلاميذ أو التابعين)؟ فهل ينفع مع هؤلاء التلاميذ وحى ، لو كان الرب نفسه قد أخبرهم وجهًا لوجه بما يريده؟
        وهل تعتقدون أن الإله العليم بأن تلاميذه لن يستوعبوا أهم تعاليمه فى حياته ، قد اتخذ القرار بتأجيل هذه التعاليم لبعد موته وقيامته فى الوقت الذى تتيه فيه العقول؟
        أم تعتقدون أنه قد تعمَّد إضلال أتباعه بعد أن فشل فى تعليمهم؟ وهذا ليس بغريب عن الرب فى كتابكم: فقد اتفق من قبل مع الشيطان لإغواء أخاب (ملوك الأول 22: 19-22) ، كما تعمَّد فى إعطاء بنى إسرائيل فرائض غير صالحة لا يحيون بها: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25
        وبهذا قد أثبت أن صيغة التعميد باسم الثالوث لم يعرفها أحد من التلاميذ ، ولم يمارسها أحد بعد رفع المسيح عيسى ابن مريم .
        وننتقل الآن إلى شهادة آباء الكنيسة الأول ومدى معرفتهم لصيغة التثليث هذه، لنتعرف بالضبط على الوقت الذى دخلت فيه هذه الصيغة إلى الأناجيل.
        شهادة القديس يوسابيوس:
        وهناك شهادات فى غاية الأهمية ذكرها أبو التأريخ الكنسى يوسابيوس القيصرى، الذى ولد عام 265م ومات عام 339م. فهو لم يعرف صيغة التثليث هذه فى نسخة إنجيل متى التى كانت بحوزته! وقد استشهد مرات عديدة بمتى 28: 19، ولم يذكر الصيغة المثلثة المذكورة بمتى حاليًا مرة واحدة. وهناك استشهادات قليلة بهذه الصيغة المثلثة ولكنها ترجع إلى المؤلفات المتأخرة التى كتبها يوسابيوس فى الفترة التى تلت إنعقاد مجمع نيقية (أى بعد 325م). وكل كتاباته التى ترجع إلى ما قبل إنعقاد هذا المجمع لا تعرف هذه الصيغة المثلثة!!
        وقد ذكر يوسابيوس القيصرى (265-339م) مؤرخ الكنيسة فى القرن الرابع أن متى لم يذكر هذه الصيغة المثلثة، ولكنها ذكرها بصيغة (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى) ك3 ف5 ص100 فى الترجمة العربية. وقد ذكرها فى كتاباته 17 مرة بنفس الصيغة التى ذكرها بها فى تاريخه.
        وفى الحقيقة توجد ثلاث صيغ مختلفة لهذا النص فى كتاباته:
        1- ”اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ... وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (7 مرات)
        2- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى .. وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (17 مرة)
        3- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الأب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (5 مرات)
        والمدقق لهذه الصيغ الثلاثة يجد أن الصيغ التى كانت قبل مجمع نيقية ، والتى لا تشير لا من قريب أو من بعيد إلى التثليث ، قد تجاهلت التعميد ، ولم تظهر صيغة التعميد هذه إلا فى النص الذى صيغ بعد مجمع نيقية. وهذا يتطابق مع أفعال عيسى  لأنه لم يكن يُعمِّد أحد، بل كان تلاميذه هم الذين يقومون بهذا العمل: (2مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ) يوحنا 4: 2
        هذا على الرغم من وجود نص آخر يتعارض مع النص الذى ذُكر، ويؤكد أن يسوع كان يُعمِّد ، فهو يقول: (22وَبَعْدَ هَذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ.) يوحنا 3: 22
        ويوضح الجدول القادم عدد المرات التى استخدم فيها يوسابيوس كل صيغة واسم المؤلَّف الذى ذُكرت فيه، نقلاً عن Wolfgang Schneider من الموقع الأتى:
        http://www.bibelcenter.de/bibel/trin..._allgemein.php
        اسم المؤلَّف عدد المرات التى ذُكرت بها
        الصيغة (1) الصيغة (2) الصيغة (3)
        Demonstratio euangelica 3 5
        Commentarius in Psalmos 2 4
        Commentarius in Isaiam 2
        Historia ecclesiastica 1
        De laudibus Constantini 1
        Theophania 1 4 1
        De ecclesiastica theologia 1 1
        Der Brief nach Caesarea 1
        Contra Marcellum 2
         الإجمالى 7 مرات 17 مرة 5 مرات
        شهادة القديس جوستين الشهيد Justin Martyr:
        توجد فى كتابات هذا القديس والتى ترجع إلى 130-140م استشهاد أقره الكثير من العلماء، وهو استشهاد يُشير إلى متى 28: 19، يوجد هذا الاستشهاد فى حديثه مع تريفو 39 ص258، يقول فيه: ”لم يعقد الرب محاكمته بعد، لأنه يعلم أنه مازال هناك أناس يتم تحويلهم إلى تلاميذ باسم مسيحه ، وأنهم سيتركون طريق الخطأ، والذين يقبلون العطايا، مثل أى إنسان جدير بالاحترام، والذين أضاءت أرواحهم من خلال اسم هذا المسيح“.
        ثم رفضت هذه الكلمات فيما بعد من الكثير من العلماء والاهوتيين كاستشهاد له علاقة بما قاله متى فى 28: 19 ، وذلك لخلو كلامه من صيغة التعميد المثلثة التى ينتهى بها كلام متى. ولكن هذا الرفض قد زال منذ نهاية القرن التاسع عشر ، حينما خرجت كتابات يوسابيوس القيصرى للنور. حيث يبدو أن جوستين كان بيديه نص متى عام 140م والذى استشهد منه يوسابيوس فيما بعد بين عامى 300-340م. (ارجع إلى:Artikel von F. C. Conybeare in The Hibbert Journal von Okt. 1902, page 106)
        شهادة القديس أفراتس Aphraates:
        توجد شهادة أخرى جديرة بالاعتبار وهى شهادة القديس الأرامى السورى أفراتس والذى كتب بين عامى 337 و345م ، ويستشهد بالنص بصيغته الرسمية قائلاً: ”تلمذوا جميع الأمم وسوف يؤمنون بى“ ، وتشير كلماته الأخيرة (كما يرى عالم الكتاب المقدس Wolfgang Schneider) إلى صيغة (باسمى) التى تجدها عند يوسابيوس. وكيفما كان الحال فإنها لا تحتوى على صيغة التثليث التى جاءت فى النص المستلم، فلو كان استشهاد أفراتس هو استشهاد شاذ عن المألوف فماذا نقول عن استشهادات يوسابيوس والقديس جوستين الشهيد ، وهو مطابق لاستشهاده؟ (المرجع السابق ص107)
        وبهذا نجد أيضًا أن أفراتس الذى ترجع كتاباته إلى بدايات القرن الرابع لم يذكر ولو لمرة واحدة صيغة التثليث هذه ، تمامًا مثل جوستين الشهيد فى ذلك.
        شهادة القديس باسيليوس:
        يقر القديس باسيليوس الكبير (329-379م) بأن التعميد بصيغة التثليث إنما هو مجرد تقليد ، لأنه من أسرار الكنيسة غير المكتوبة التى تسلمها الآباء من المسيح ، وتوارثوها شفاهًة بالتتابع، ويتحفظون من إعلانها أو حتى كتابتها، كى لا يطلع أعداؤهم على أسرار ديانتهم. وهم يقسرون الإنجيل على ضوء هذه التقاليد وليس العكس .. وبدون ذلك لا يصح التفسير فى نظرهم. فهو يقول:
        But the object of attack is faith. The one aim of the whole band of opponents and enemies of “sound doctrine” is to shake down the foundation of the faith of Christ by levelling apostolic tradition with the ground, and utterly destroying it. So like the debtors,—of course bona fide debtors— they clamour for written proof, and reject as worthless the unwritten tradition of the Fathers. But we will not slacken in our defence of the truth. We will not cowardly abandon the cause. The Lord has delivered to us as a necessary and saving doctrine that the Holy Spirit is to be ranked with the Father. Our opponents think differently, and see fit to divide and rend asunder, and relegate Him to the nature of a ministering spirit ... "
        http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xi.html
        ويُعرِّب د. جورج حبيب بباوي ما قاله القديس باسيليوس الكبير (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس) ف10 ص91 قائلاً: إن الموضوع المتنازع عليه هو مسألة إيمان. وإن هدف عصابة خصوم التعليم الشفاهية [التقليد الشفاهى] وأعدائه هو: ”هدم التسليم الرسولي ومحوه ليصبح في مستوى تراب الأرض وهم مثل الذين عليهم دين واقترضوا من آخرين ، ولكنهم يطلبون الإبطال ، أي الوثيقة المكتوبة ويرفضون تسليم الآباء غير المكتوب كأنه بلا قيمة. أما نحن فلن نتأخر عن الدفاع عن الحق ولن نهرب مثل الجبناء لقد سلمنا الرب كأساس للخلاص [وهو] التعليم بأن الروح القدس يُحسب مع الآب في جوهر واحد. أما المقاومون فهم يقولون عكس ذلك ويُعبرون عن رأيهم بفصل الروح القدس عن الآب واعتباره في مرتبة الأرواح الخادمة“ (نقلاً عن الدكتور أمير عبد الله)
        إن باسيليوس هذا هو صاحب كتاب يتبنى فيه تأليه الروح القدس. فهل تتخيلون أن من يُنادى بتأليه الروح القدس يعترف أنه لا يوجد لديه نص فى الكتاب بما يقوله، وأن ما ينادى به هو تقليد شفاهى فقط؟ وهذا يعنى أنه إلى الربع الأخير من القرن الرابع لم يكن هذا النص قد أُدخل إلى إنجيل متى!!
        وإذا كان هذا تقليدًا شفاهيًا ، فكيف ومتى ولماذا دخلت هذه الصغة المثلثة إلى إنجيل متى؟ وما علاقة هذا بتعاليم يسوع وإنجيله؟
        وإذا كانت موجودة فى الإنجيل فكيف لم يعرفها التلاميذ أو الآباء المذكوين؟ وإذا جاز للتلاميذ أن يُخطئوا فى عقيدة مهمة مثل عقيدة التثليث فكيف تأمنون على باقى العقائد التى أتت عن طريقهم؟ وإذا أخطأ باسيليوس وغيره من الآباء الذين قرروا عدم معرفتهم بصيغة التثليث، فعليكم أن تضربوا عرض الحائط بكل ما أتى عن طريق هؤلاء القديسين!! وإذا قبلتم التثليث كتقليد شفاهى ، فلماذا رفضتم الكثير من التقاليد الشفاهية الأخرى ، ومنها التوحيد الذى كان آريوس يتبنَّاه؟
        وقد جاء إقرار باسيليوس بذلك فى رده على المعترضين فى زمنه على تأليه الروح القدس من آريوسيين وغيرهم حيث كان هؤلاء يحتجون بأن تأليه الروح لم يرد فى أى أصل مكتوب ويطالبون من يؤلهونه بتقديم السند الكتابى من الإنجيل أو غيره من أصولهم المدونة الذى يبرر دعواهم .. وهو ما يعنى أن صيغة التثليث، أو تأليه الروح القدس حتى ذلك الوقت من القرن الرابع لم تكن قد دونا بعد فى الإنجيل وإلا لكان استشهد بها باسيليوس أو أثناسيوس فى مناظراته ضد آريوس!!
        وقد يُعلِّل هذا سبب اختفاء نهاية إنجيل متى من المجلد السينائى والفاتيكانى: إنه التخريب المتعمَّد من قِبَل أُناس فقدوا ضمائرهم أو لم يعتبروا هذه الكتب كتبًا إلهية أوحى الله بها. وهو الأمر الذى دعا مترجمو الكتاب المقدس للآباء ******يين أن يقدموا كتابهم موضحين أن نصوص الكتاب المقدس وعلى الأخص العهد الجديد قد أضاف عليه النسَّاخ فقرات جديدة ، أسموها زخارف وشوائب، تؤيد هذه الفقرات بالطبع وجهة نظر الكنيسة التى ينسخون لها. فقد قال تحت عنوان (نص العهد الجديد): ”فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“
        ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“
        ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“
        ”ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصًّا يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول ، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
        ”يُضاف إلى مراجعة الكتب المخطوطة باليونانية والترجمات القديمة أن علماء نقد النصوص يحاولون الاستفادة مما فى مؤلفات آباء الكنيسة من شواهد كثيرة جداً أُخذت من العهد الجديد. .. .. .. غير أن لهذه الشواهد محذورَيْن. فالأمر لا يقتصر على أن كلاً منها لا يورد إلا شيئًا يسيرًا من النص، بل كان الآباء على سوء طالعنا ، يستشهدون به فى أغلب الأحيان عن ظهر قلبهم ومن غير أن يراعوا الدقة مراعاة كبيرة. فلا يمكننا ، والحالة هذه ، أن نثق تمامًا بما ينقلون إلينا.“
        ويقول المدخل ص14 عن النص الاسكندرى: ”يكاد يُجمع أهل الإختصاص كلهم على أن لهذا النص قيمة عظيمة من جهة الدقة .. .. وتعتمد طبعات العهد الجديد منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر هذا المثال للنص وهى محقة فى ذلك وإن كان لا يمكن عدَّه خاليًا من الشوائب“.
        وكما يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه المترجم (فى علم اللاهوت) ج1 ص35: ”لا يوجد مقياس لمعرفة صحيح التقاليد من خاطئها .. فقد دخل فى الأزمنة الغابرة فى الكنيسة كثير من التقاليد التى تمسكوا بها. ثم تبين أنها كاذبة فرفضوها.“ (راجع المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)
        فالتحريف إذن ليس بجديد على الآباء أو النسَّاخ ، والكثيرون قد حاولوا زخرفة النصوص بما يتفق مع تقاليد كنيستهم ، سواء كان هذا تخريبًا عن عمد ، أم عن حُسن نية، كما تقول مقدمة الكتاب ، حتى إن علماء نصوص الكتاب المقدس اليوم لا يمكنهم تحديد التقاليد الصحيحة من غيرها!!
        ثم يستكمل باسيليوس دفاعه مؤكدًا أن التعميد بصيغة التثليث لم يرد مطلقا فى أى أصل مكتوب فى الإنجيل أو غيره .. وإنما هو مجرد تقليد أو تسليم يُسلَّم شفاهًا من الأباء عن المعمودية: فيقول باسيليوس: ”وسوف أحتاج لوقت طويل جدًا إذا حاولت أن أسرد (أسرار) الكنيسة غير المكتوبة. أما عن باقى الموضوعات فلا يجوز لى أن أقول عنها أى شىء .. أما عن الاعتراف بإيماننا بالأب والابن والروح القدس فما هو المصدر المكتوب لهذه العقيدة؟ إذا كان حقا أننا اعتمدنا فإن التسليم الخاص بالمعمودية يحتم الإيمان والاعتراف بصيغة معروفة عند معموديتنا….“ (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس ف27 ص163 تعريب د. جورج حبيب بباوى).
        موقف أوريجانوس (185-245م):
        إن موقف أوريجانوس من المعمودية والثالوث يؤكد أيضا عدم أصالة النص ... فقد جاء عن أوريجانوس أنه كان يرى أن صيغة التثليث باسم الاب والابن والروح القدس تُوهِم بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة وليس إلهًا واحدًا، لذلك كان يَستحسِن عدم ذكر التثليث لمن يؤمن بالإله الواحد. ... وها هو النص بحروفه على لسان سليمان الغزى الأسقف الذى عاش خلال القرنين العاشر والحادى عشر: "عبد عبيد يسوع وأصغر أولاد بيعته يرد على من قال كمقالة أوريجانوس ومارون اللذين قالا:
        لا حاجة لمن وحد الاله إلى ذكر الأقانيم إذ كانت تُوهم الناس بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة. وزعما بجهلهما: أن المعمودية (سنة) وليست فريضة"
        (مجموعة التراث العربى المسيحى المجلد رقم (9) سليمان الغزى ـ الجزء الثالث: المقالات اللاهوتية النثرية الفقرة39 ، ص63-64 . تحقيق ناوفيطوس أدلبى.)
        لذلك نجده لا يذكر صيغة متى المثلثة ، وكان هذا المقطع عنده يتوقف دائمًا عند كلمة الأمم!!
        بل إن عقيدة أوريجانوس فى التثليث وتصوره للروح القدس لتخالف مفاهيم كل الكنائس اليوم ، ولو نادى أحد اليوم بما كان يعتقده أوريجانوس لكفرته الكنائس، بل وأعدمته حيا. فقد كان يعتقد بخلق المسيح للروح القدس ، ولا يعتقد بتساوي الأقانيم في الجوهر!!
        وهنا نرجع لأنفسنا ونُصرُّ على الحق ونتدبر هذا السؤال: فإذا كانت استشهادات يوسابيوس القيصرى والشهيد جوستين لا يعرفون هذه الصيغة ، ولم تعرفها الوثائق التى كانت بحوزتهما ، ورفضها أوريجانوس ومارون وغيرهم ، ولا يعرفها إنجيل متى الذى كان أحد مصادرهم ، فمن أين جاءت صيغة التثليث هذه؟
        فلم تكن عقيدة المسيحيين الأول كما يدعى البعض اليوم من أنهم كانوا يؤمنون بالتثليث ، والدليل على ذلك أن مجمع نيقية (325م) لم يتكلم إلا عن علاقة الآب باللابن ، ونسى الروح القدس ، ولم تتحدد علاقة الروح القدس بهؤلاء الاثنين إلا عام 381م فى مجمع القسطنطينية ، الذى رأى أن يؤله الروح القدس أيضًا.
        ولذك نجد أن التاريخ يؤكد أنه دام صراع دامى فى بعض الأحيان بين الطوائف المسيحية المختلفة حول هذا الثالوث ، ومنها الصراع الذى خاضه أثناسيوس ضد آريوس حول ألوهية يسوع. فلو كان هناك نص يُشير إلى هذه الصيغة المثلثة لكان عرفه آريوس، ولكان استشهد به أثناسيوس وانتهى الصراع.
        شهادة المؤرخ أبولونيوس (القرن الثانى):
        ويؤكد التاريخ كذلك بشهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس: ”إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيرًا عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة“. وسوف نعود لهذا النص ، لنتبين أن يسوع لم يُرسل تلاميذه للعالم كله ، الأمر الذى يطعن فى صدق النص بأكمله ، ويُغنينا عن مناقشة مفهوم الثالوث.
        لكن قبل أن يقول قائل إن كتاب (تعاليم الرسل) والمسمَّى بالديداكى يحتوى على هذه الصيغة المثلثة. ألا يُعد هذا دليل على صحة هذه العقيدة؟
        وأرد إليه السؤال: وماذا ستقول فى ممارسات الرسل (التلاميذ) أنفسهم. إن سفر أعمال الرسل الموحى به كما تدعون لا يعرفها ، ولم يمارس هذا الطقس المثلث أحد من تلاميذ يسوع؟ فهل ستترك الكتاب الموحى به ، وتستشهد بكتاب آخر يعتبر كتابًا هرطوقيًا؟ فإن جاز لك هذا أقمنا عليك الحجة بعدم وجود التثليث من كتابنا!!
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:39 م.

        تعليق

        • abubakr_3
          مُشرِف

          • 15 يون, 2006
          • 849
          • موظف
          • مسلم

          #19
          يتبع
          تم الحذف لوضع ملف قبل الآخر
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:39 م.

          تعليق

          • abubakr_3
            مُشرِف

            • 15 يون, 2006
            • 849
            • موظف
            • مسلم

            #20
            شهادة أكليمندس السكندرى (150-215):
            أما بالنسبة لأكليمندس فلم يذكر نص متى التثليثى عنده إلا مرة واحدة فى أعمال أكليمندس السكندرى ، ولم يذكره كاستشهاد إنجيلى ، بل كقول قاله مبتدع روحى اسمه ثيودوتس ، ولا يشير إلى النص القانونى.
            وذكر هذا الثالوث (الآب والابن والروح القدس) لأول مرة فى منتصف القرن الثانى الميلادى من المدافع أثيناجوراس ، قائلاً ”إن المسيحيين يعرفون الله وكلمته ، ويعلمون وحدة الابن بالأب، واشتراكه معه، ويعلمون ما هو الروح، واتحاد الثلاثة: الروح والابن والأب ، وتميزهم فى الوحدانية“. واستعملها بعده بعشرات السنين ترتليان ، ولكن بمعنى مختلف عما تعلمه الكنيسة اليوم.
            هل أُرسِلَ يسوع إلى قومه أم إلى العالمين؟
            يتضح من تاريخ دعوة عيسى  إلى نهايتها أنه مرسل فقط لخراف بيت إسرائيل الضالة:
            فقد أنبأ الملاك يوسف بأنه سيخلص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21
            ولما جاء مجوس المشرق سألوا عن ملك اليهود فقط: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟) متى 2: 1
            وتحدثت النبوءة التوراتية عن من يرعى شعب إسرائيل: (6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 6
            وأعلنها عيسى  صراحة، أنه جاء تابعاً للناموس، مطبقًا له: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
            وعندما أرسل تلاميذه أرسلهم فقط إلى خراف بيت إسرائيل ، بل نهاهم عن الذهاب إلى أى مدينة للسامريين: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى10: 5-6
            وكرر على تلاميذه وأكد لهم أن يستمروا فى الدعوة فى مدن إسرائيل: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
            وقال للمرأة الكنعانية: («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 24-26
            وكانت دعوته كلها داخل مدن إسرائيل: (1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.) متى 19: 1-2
            وسيدين التلاميذ أسباط بنى إسرائيل: (27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) متى 19: 27-28
            بل كانت التهمة الموجهة إليه أنه ملك اليهود: (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
            وكان معروفًا عند الناس أنه نبى اليهود وبنى إسرائيل: (29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!») متى 27: 29
            (41وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: 42«خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا». إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ!) متى 27: 41-42
            حتى إنهم كتبوا علة المصلوب الذى ظنوه المِسِّيِّا: («هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ».) متى 27: 37
            أما قوله: (18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) متى 28: 18-19 فهو يناقض كل النصوص المذكورة ، ويُثبت أنه كان فى حياته إلهًا متعصبًا لليهود ، وأنه لم ينزل لخلاص البشرية من خطيئة أدم وحواء، كما تدعون ، بل لخلاص اليهود وإهلاك غيرهم ، وهذا ينافى عدل الإله.
            ولو كان نبيًا أمره إلهه بخلاص البشرية ولم يفعل فى حياته ولم يبشر إلا اليهود لوجب قتله لأنه عصى الله ولم يفعل ما أُمِرَ به. (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.[وفى الترجمة السامرية و******ية: (يُقتل ذلك النبى) وهو يتطابق مع النهاية التى تدعونها ليسوع]) التثنية 18: 20 ، فهل يمكن أن تخالف تعاليمه بعد الصلب تعاليمه قبل الصلب؟
            وهذا النص ينفى كذلك كون عيسى  إلهًا من ناحية ، لأن الدافع هو الإله الخالق الأقوى ، ولا اتحاد بين المالك الأقوى والمملوك الضعيف.
            وينفى وجود الثالوث المقدس من ناحية أخرى، لأنه لو كان هناك اتحاد بين الثلاثة لما كان هناك داع للكلام عن هذا الإتحاد ، لأنه بكونه متحدًا فهو واحد ، فلا داع للكلام عن المكونات الأساسية لهذا الإله. ومن ناحية أخرى فلو كان هناك اتحاد لما قال (دُفِعَ إلى) ، بل لكان قال قررت أو أمرت؛ لأن الدافع غير المدفوع له ، والراسل غير المرسل إليه.
            وإذا كان الأب والابن والروح القدس إله واحد، فما الحكمة من أن ينتقل الملكوت من الرب بصفته أقنوم الاب ، إلى الرب نفسه بصفته أقنوم الابن. أى أخذ بيمينه ووضعها فى يسار يده الأخرى. فمثل هذه الألعاب الأكروباتية لا تُسمى دفع أو انتقال للملكوت ، وليست دليل إلا على وجود ثلاثة، تنازل صاحب الملكوت فيهم عن ملكوته إلى شخص آخر.
            ولو كان الراسل هو المرسل إليه لكان هذا خداع لكل أتباعه ، ولكان قصد من ذلك أن يخدع عباد الصليب ويوهمهم أنه والأب اثنان وليسا واحدًا.
            ومع ذلك نرى ظلم الإله فى استئثار الابن بملكوت السماوات والأرض دون الروح القدس! ونرى سكوت الروح القدس على هذا الظلم ، مع أنه إله ولا يجب على الإله السكوت على الظلم ، حيث إن الساكت على الظلم شيطان أخرص! الأمر الذى ينفى ألوهية كل من الأب والابن والروح القدس!!!
            ولو اتحد الناسوت باللاهوت لأمكنهم عبادة يسوع فى حياته (كناسوت) ، لأنهم على زعمهم لا ينفصلون.
            وكيف يرسلهم إلى العالم أجمع ، لو كان قد قال لهم: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
            أضف إلى ذلك وجود تلاميذه فى كل حين فى الهيكل، يسبحون الله ويمجدونه ويعلمون الناس، حتى بعد قيامته (على زعمهم): (53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.) لوقا 24: 53
            وحتى بعد أن امتلأوا من الروح القدس: (1وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ 2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ 3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.) أعمال 2: 1-4
            (14فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي. .. .. .. .. .. 22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال 2: 14 و 22 فقد كانوا إذاً فى أورشليم وكانوا يُخاطبون اليهود فقط.
            (46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.) أعمال 2: 46
            (وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ.) أعمال 3: 1
            (1وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ الشَّعْبَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالصَّدُّوقِيُّونَ 2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا الشَّعْبَ وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ.) أعمال 4: 1-3
            وقام التلاميذ بعمل عجائب كثيرة فى رواق سليمان وبين بنى إسرائيل: (12وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. 13وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ.) أعمال 5: 12-13
            وأمرهم ملاك الرب بعد رفع عيسى  أن يكرزوا بين بنى إسرائيل فقط: (17فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً 18فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. 19وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20«اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ الْحَيَاةِ». 21فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرْسَلُوا إِلَى الْحَبْسِ لِيُؤْتَى بِهِمْ.) أعمال 5: 17-21
            بل بعد ثلاث سنوات من دعوة بولس بين الأمم واختلافه مع برنابا عادا إلى الهيكل ووجدا التلاميذ: (2فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. .. .. .. 4وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمْ)أعمال 15: 2-4
            بل وجه التلاميذ لومهم لبطرس عندما عمَّد كرنيليوس الوثني الذى استدعاه ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه.: (28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ.) أعمال 10: 28
            ولم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل أمرهم بالكرازة للشعب فقط: أعمال 10: 41-42 (نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ) أى لليهود فقط.
            (1فَسَمِعَ الرُّسُلُ وَالإِخْوَةُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الْيَهُودِيَّةِ أَنَّ الْأُمَمَ أَيْضاً قَبِلُوا كَلِمَةَ اللهِ. 2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ 3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ».) أعمال الرسل 11: 1-3 ،
            ومعنى ذلك أن كل التلاميذ لم يعرفوا أمر يسوع هذا ، بد أدانوا بطرس بتصرفه هذا. وطبعًا أقنعهم بطرس أنه فعل ذلك بأمر من الرب قائلاً: (5«أَنَا كُنْتُ فِي مَدِينَةِ يَافَا أُصَلِّي فَرَأَيْتُ فِي غَيْبَةٍ رُؤْيَا: إِنَاءً نَازِلاً مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مُدَلاَّةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ مِنَ السَّمَاءِ فَأَتَى إِلَيَّ. 6فَتَفَرَّسْتُ فِيهِ مُتَأَمِّلاً فَرَأَيْتُ دَوَابَّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشَ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ. 7وَسَمِعْتُ صَوْتاً قَائِلاً لِي: قُمْ يَا بُطْرُسُ اذْبَحْ وَكُلْ.) أعمال الرسل 11: 5-7
            قال الدكتور. ستيوارت ج هال أستاذ تاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا فى كتابه (عقائد وممارسات الكنيسة الأولى Doctrine and Practice in the Early Church) طبعة عام 1992، صفحة 20-21:
            ”4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص [نص متى 28: 19] إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).“
            وقال أيضًا: ”6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".“
            وهناك أمثلة وأدلة عديدة على أن أمر عيسى  لتلاميذه كان التدريس لبنى إسرائيل وإعلامهم باقتراب ملكوت الله ، وألا يبرحوا أورشليم ، وبذلك التزم التلاميذ بتعاليم سيدهم ونبيهم .
            ومن كل ما ذكرت يتضح لكم أن نص التثليث بإنجيل متى الذى بنيتم عليه عقيدتكم أقحم من ناحية فى كتابكم المقدس الذى لا يرقى إليه الشك ، ومن ناحية أخرى لم يعرفها التلاميذ ، ولم يتفوَّه بها عيسى .
            ونعود الآن لقول القس إنسطاسى شفيق عن الثالوث فى كتابه (اللاهوت فى إنجيل يوحنا) ص81 ”نؤمن إيمانًا كاملاً بأن فى اللاهوت ثلاثة أقانيم هى الآب والابن والروح القدس، وفى نفس الوقت ليس منا من ينكر أن اللاهوت وحدة كاملة، وهذا حق إلهى عظيم ، يتحتم التمسك به كاملاً ، ولا ينبغى أن يضعف البتة ، فكل من يسلم بأنه ليس فى اللاهوت أقانيم ثلاث ، فهو ليس مسيحيًا على الإطلاق ، بل هو مضل، وضد المسيح“.
            فماذا يقول القس إنسطاسى شفيق بعد أن علم أن هذا النص ليس بنص إلهى، ولكنه من التحريفات التى أصابت الكتاب؟

            الثالوث من اختراع كافر تقدسه الكنيسة:
            يقول قاموس الكتاب المقدس مادة (الثالوث الأقدس (تثليث)): ”والكلمة نفسها ((التثليث او الثالوث)) لم ترد في الكتاب المقدس، ويظن ان اول من صاغها واخترعها واستعملها هو ترتليان في القرن الثاني للميلاد . ثم ظهر سبيليوس ببدعته في منتصف القرن الثالث وحاول أن يفسر العقيدة بالقول ((ان التثليث ليس امراً حقيقياً في الله لكنه مجرد اعلان خارجي، فهو حادث مؤقت وليس ابدياً))“
            http://www.albishara.org/detailk.php?id=959&key=ترتليان
            لكن هل كان ترتليان من المؤمنين أم من المبتدعين الضالين؟
            فى الحقيقة كان ترتليان من الضالين الذين اتبعوا الضال مونتانوس ، وهو من الهراطقة المشهورين. ويقول الموقع الكنسى بيت الله: (ومن الهراطقة المشهورين في التاريخ: مونتانوس Montanus الذي عاش في نهاية القرن الثاني الميلادي والذي قال عن نفسه أنه نبي، وأن نبوة يوئيل النبي تمت فيه وقد تكلم هذا الهرطوقي بألسنة ووضع يديه على المرضى، وقد تبعته امرأتان معروفتان بعد أن تركت كل واحدة زوجها. وعندما كان يتكلم بألسنة كان يؤكد أنه هو الله نفسه. وقد انتشرت هذه الحركة واستمرت عدة قرون. .. .. وكل من حركتهم هذه وحركة مونتانوس التي انتمى إليها تارتوليان Tertullian مدونة ومسجلة في عدد يناير 1955 من مجلة "تيارات القوة Steams of Power" إذ يعتبرون كل هؤلاء أسلافًا لهم.)
            http://www.baytallah.org/miraculoust...talents_06.htm
            وعن علاقة ترتليانوس بجماعة المونتانيين المهرطقة يقول الدكتور القس حنا جرجس الخضرى ص517 من كتابه (تاريخ الفكر المسيحى) ”غير أن علاقته بالكنيسة الكاثوليكية قد ساءت بسبب تشجيعه لجماعة المونتانيين (Montanisme) ولقد انضم رسميًا إلى هذه الجماعة فى سنة 207ب.م.، ويبدو أن ترتليانوس كان له النفوذ القوى والتأثير الفعَّال على هذه الطائفة لدرجة أنه أصبح رئيسًا لجماعة فيها، بل إن هذه الجماعة انتحلت اسمه ، فدعوا أنفسهم "الترتليانوسيين".“
            وفى ص529 يقول الدكتور القس حنا الخضرى: ”ويواصل ترتليانوس شرحه بالقول بأنه بناء على ما سبق فالابن كابن ليس أزليًا“. وهذا على خلاف ما تؤمن به الكنائس اليوم من أزلية كل فرد من أفراد الثالوث. وهو نفس ما يُفهم من نصوص الكتاب ، أن الابن مولود أو مخلوق ، أو على حد تعبير الدكتور القس "منبثق" من الاب، فلا يُمكن أن يكون أزليًا ، وإلا لقلنا إنه انبثق من العدم. كما يؤمن أن الآب أعظم من الابن ، مستشهدًا (بيوحنا 14: 28) ، وأنه تابع لأبيه، كما نادى (ص532) بوجود الطبيعتين فى جسد المسيح: الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية.
            وبذلك يكون الثالوث من إختراع الكافر ترتليان (القرن الثاني) ، والجدير بالذكر أنه كان تابعًا لنبي كاذب مهرطق (مونتانوس) ادعى أنه الباركليتيوس (الأقنوم الثالث حسب المسيحيين ونبي الإسلام بحسب المسلمين) بل وادعى ذاك الكاذب أنه هو الله والمصيبة هنا هي أن تلميذ ذاك المتأله هو ترتليان!!
            كنا قد ذكرنا موقف ترتليان من التوحيد ، وذكرنا توًا موقف التاريخ الكنسى منه. فهل شوَّهت الكنيسة تاريخه انتقامًا منه على موقفه من التوحيد ، أم كان فعلاً من المهرطقين؟ ونحن لسنا بصدد البحث التاريخى عن سيرة أحد الآباء، ولكن إن ما يعنينا هنا إذا كان ترتليان لا يؤمن بأزلية الابن ، ولا أزلية الروح القدس فأى ثالوث تنسبه له الكنيسة؟ فقد كان ثالوثه بالتأكيد شيئًا آخرًا عما تؤمن به الكنيسة اليوم!!
            هل يفهم أحد من العلماء أو رجال اللاهوت الثالوث؟
            لقد أصابت المذيعة فيبى عبد المسيح بولس صليب فى وصفها للتثليث بأنها عقيدة معقدة. وليست هى الوحيدة التى تتبنى هذا الرأى ، فهو رأى كل مسيحى على وجه الأرض ، سواء اعترف به ، أم أخفاه فى نفسه. وسوف أقدم آراءًا لبعض علماء المسيحية بهذا الشأن ناقلاً إياها من كتبهم ، وهذا ضمانًا للحيدة فى البحث.
            إن هذا العقيدة فى الحقيقة من أعقد ما يكون. فلا المسيحى البسيط يفهمها ، ولا القسيس يستوعبها، ولا اللاهوتى يعقلها، لذلك جاءت تعريفات الآباء مُخالفة أحيانًا لما أقرته المجامع ابتداءًا من القرن الرابع، ويكفينا فى هذا الصدد أن ننقل آراء علمائهم، دون تدخل منا:
            يقول زكى شنودة فى تاريخ الأقباط 1/237: ”وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشرى ، الذى لا يفهم إلا أن الطبيعة الواحدة إنما تتضمَّن أقنومًا واحدًا، أى ذاتًا واحدة. وأن تعدد الأقانيم أو الذات إنما يستوجب تعدد الطبائع“. (نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)
            ويقول أيضًا عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.
            ويقول قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (ط1963، ص1015): ”إن التثليث غير قابل للاثباتَ بالمنطقِ أَو بالبراهينِ الدينيَّةِ ، وكان أول من استعمله هو ثيوفيلوس الأنطاكى عام 180م وهو غير موجود في الكتاب المقدّسِ“.
            ويقول القس دى جروت فى كتابه «التعاليم الكاثوليكية»: ”إن الثالوث الأقدس هو لغز بمعنى الكلمة، والعقل لا يستطيع أن يهضم وجود إله مثلث، ولكن هذا ما علمنا إياه الوحى“. ويبقى عليه إثبات أن هذا من الوحى!!
            ويقول القس توفيق جيد فى كتابه (سر الأزل): ”إن الثالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كله فى كفِّه“. (المرجع السابق نفس الصفحة)
            ويقول باسيليوس إسحاق فى كتابه (الحق): ”أجل إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا ، ولكن عدم إدراكه لا يبطله“.(المرجع السابق نفس الصفحة)
            ويحكى لنا المستشار محمد مجدى مرجان، الذى منَّ الله عليه بالإسلام، ص70-71 من كتابه (الله واحد أم ثالوث) عن رأى علماء المسيحية فى الثالوث ، وعدم فهمهم له، وأنه غير قابل للفهم، فذكر قول الأستاذ عوض سمعان فى كتابه (الله ونوع وحدانيته) قائلاً: ”لقد حاول كثيرون من رجال الفلسفة توضيح إعلانات الكتاب المقدس عن ذات الله ، أو بالأحرى عن ثالوث وحدانيته ، فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا“.(نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)
            ويقول أيضًا: أما القس بوطر صاحب رسالة (الأصول والفروع) ”فيقول بعد أن استعرض عقيدة التثليث وشعر بغموضها وإبهامها: (قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا، ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاءً فى المستقبل ، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كل ما فى السموات والأرض ، وأما فى الوقت الحاضر ففى القدر الذى فهمناه الكفاية)“. [يعجبنى قوله: ففى القدر الذى فهمناه الكفاية!!]
            يقول القس منسى يوحنا فى كتابه المذكور ص97: ”هو حقيقة أعلنها الله فى كلمته، وهى تفوق العقل، ولذلك ينبغى أن نصدقها وإن كنا لا ندركها“.
            ومعنى ذلك أنه يؤمن بها كحقيقة، لأنها وجدت فى كتابه. وقد أثبتنا أنها ليست بحقيقة ولم يذكرها الله فى كتاب من كتبه.
            وفى نفس الصفحة يقول: ”وفى وجود السر فى الديانة إعلان عظمة الله وسموه وعلو أفكاره عن أفكارنا، لأننا لو كنا نفهم كل ما يفهمه هو لما فاقنا بشىء. فلكى يُشعرنا بأنه كما علت السموات على الأرض ، هكذا علت أفكاره عن أفكارنا وطرقه عن طرقنا. أعلن فى كلمته بعض الحقائق وجعلها فى صورة تسمو بها على مدارك العقل بشىء حتى يكون السر مدركًا ومفهومًا من الله .. ..“.
            ومعنى ذلك أن الرب أنزل على مدار آلاف السنين دينًا سهل الفهم والإستيعاب والتطبيق، وندم، وقرر أن يغلف دينه بالغموض الذى يستعصى على معتنقيه ليسمو وليتميز عليهم بفهم الفزورة التى طرحها لهم!! أليس هذا شأن الجاهل الذى يدعى العلم؟ أليس هذا شأن من لديه القليل من العلم ويريد أن يظهر وسط العلماء بأنه أعلم منهم؟ أليس هذا بشأن المريض نفسيًا؟
            فالقس يجد بذلك أن الرب الذى يعبده يتميز عليه ويسمو بوجود أفكار أخرى أخفاها عنا، والتثليث من ضمن هذه الأسرار، ولو فهم القس هذه الأفكار لأصبح مثل هذا الإله ، وهذا لا يليق!! كما لو كان كل علم الرب يتوقف على التثليث!!
            بصراحة ما قاله القس منسى يوحنا ليصل بالإنسان إلى مرتبة الكفر والطعن فى ذات الرب! فهو إله يبدو أنه لا يملك من العلم إلا قليلا، ويخشى أن ينشر أهم ما فى عقيدته التى يُطالب بها البشر ، خوفًا أن يعبدوه على علم ، ويفهموا مراده. لذلك يُرسل إليهم طلاسم، عليهم أن يؤمنوا بها حفاظًا على علم الرب من الإنتشار! أو كما يقول القس: لتظل أفكاره تسمو على أفكار عبيده. وهذا يعنى أن أى محاولة لفهم مراد الرب فهى من الكفر البيِّن ، الذى يطعن فى علم الرب وقدرته.
            والغريب أن يتكلم القس عن علم الله الكلىّ، وهو ليس موضوع البحث. ونحن نتفق على كل حال معه أنه لا يوجد بشر فى هذا الكون يمكنه أن يكون عالمًا بكل ما يعلمه الله. ولكن أن يتعمَّد الرب تجهيل عباده ، وإظهارهم بمظهر الجهل ليسمو هو عليهم ، فهو إله مريض نفسيًا ، لا يبغ إلا التدمير، ولا يمكن أن يكون إلهًا للبناء والتعمير. وهو أيضًا أشبه بالممثِّل الضعيف الذى يستأجر كومبارس من أبطال المصارعة أو كمال الأجسام ليُظهر فيه قوته، ابتغاء مرضاة فتاة أحلامه! وحاشا لله أن يكون هكذا!
            ومعنى ذلك أيضًا أن كل من يحاول إفهام الناس الثالوث فهو يتعدَّى على الذات الإلهية، ويحاول أن يُظهر الرب بصورة لا يسمو بها على مخلوقاته! ولا يقول بهذا مؤمن!
            والأغرب من ذلك أنه يصوِّر أن هذا التثليث هو الذى يُفرِّق بين علمنا وعلم الله. فهل لو فهمنا هذا التثليث أصبحنا آلهة؟ وهل فهم التثليث من تألهونه؟ ولماذا لم يفهمكم إيَّاه؟ ولماذا لم يقل لكم صراحة إنه أنزل الثالوث ولا تحاولوا فهمه؟ وهل تعتقدون أن القساوسة الذين كتبوا لإفهام الناس الثالوث هم من المجانين أم من المهرطقين الذين تعدوا على صفات الرب العليم طالما لم يُفهمها عباده؟ وإذا كان الروح القدس ينزل عليكم وباق فيكم فلماذا لا تُفهمون أتباعكم هذا التثليث؟ ولماذا يقول علماؤكم إن التثليث أعقد شىء فى الوجود ويُطالبونكم بعدم محاولة فهمه؟
            عزيزى المسيحى: إن الكلام هنا عن عقيدة واحدة بنيت عليها ديانة يعتنقها أكثر من مليار ونصف من البشر. فهل ضنَّ الإله على كل هؤلاء البشر بما يوضح عقيدة تعتقدون أنه أنزلها، ويطالبكم بعبادته بها، والتقرب إليه بمقتضاها؟ أم أمركم الإله أن تغلقوا عقولكم وتتبعوا أهواءكم (حيث لا يوجد نص كتابى على هذا)؟
            عزيزى المسيحى! فكر هداك الله للحق: كيف يُنزل الرب عقيدة لم ولن يفهمها سواه ، ويُطالب البشر بالإيمان بها؟
            أليس هذا تعنُّت من الرب وسوء إدراك منه لما سيؤدى إليه ذلك؟ أليس هذا طعن فى صفات الكمال التى تُنسب لله؟
            أليس من الظلم أن يُحاسب الرب الأرثوذكس على فهمهم الخاطىء للثالوث، إن كان الكاثوليك أو البروتستانت أو السبتيين أو المرمون أو شهود يهوه هم أصحاب الفهم السليم؟ فالرب لم يُحدد مراده وترككم تتخبطون: كل يفهم حسب علمه!!
            ألم يعلم إله المحبة بعلمه الأزلى كم سيتسبب إختلافكم فى العقيدة فى حروب وقتلى دفاعًا عن مفهوم كل منكم عن هذه العقيدة غير المفهومة؟
            وبالمناسبة. فقد قال الكهنة فى مصر القديمة نفس الكلام عن ديانتهم التى ضربوا عليها الغموض، ليظل الكهنة هم بمفردهم مصدر فهم هذه العقيدة، يقولون ما يريدونه على لسان الرب. وعلى المتضرر إثبات عكس ذلك!!
            وفى ص103 يقول القس منسى يوحنا: ”إن الغرض الأصلى من كل علم هو أن يزيد الحقيقة بساطة ووضوحًا، فيزيد الناس إيمانًا بحقائق الحياة السامية، وكل علم يتعارض مع الحقائق الأزلية البسيطة أو يزيد الحياة تعقيدًا أو غموضًا ، فاعلموا أنه ليس له من علم إلا اسمه ، وإن هو إلا رجس من عمل الشيطان“.
            فهل زاد التثليث الحقيقة بساطًة أو وضوحًا؟ لا. إنه مازال معقد الفهم، ويتخبط فيه العلماء أنفسهم. وبذلك حكم عليه القس بنفسه أنه رجس من عمل الشيطان!! فكلامك إذن عزيزى القس ينفى العلم عن الرب الذى تعبده. لأنه لم يُبسِّط عقيدة التثليث التى يُطالبكم بالإيمان بها ، ونشرها فى العالم كله وتعليمها كل البشر.
            وذلك لأن ”الدين يحوى أمورًا يفهمها العقل للدلالة على صدقه“ ، وهذا ما يقوله القس فى نفس الصفحة، ومعنى ذلك أن تعقيد العقيدة ولفها بالغموض لدليل على عدم صدق هذه العقيدة ، لذلك قال القس بعدها: ”وأمورًا لا يفهمها يستحق المكافأة على التسليم بها“.
            وأعتقد أن هذه دعوة باطلة سيستغلها عُبَّاد الأوثان (الذين لم يتمكنوا من الصمود العقلى لإثبات صحة عقائدهم) للتدليل على صحة عقائدهم.
            وفى ص107 يقول صاحب كتاب شمس البر إن على المؤمن المسيحى أن يستعمل عقله لا ليفهم أسرار الكنيسة بل ليقبلها. أى يجتهد أيما اجتهاد ليقنع عقله بما هو مستحيل على العقل أن يفهمه: (ولا يؤخذ من ذلك أن الدين المسيحى يبغى إلغاء العقل ، حاشا، بل يريد منا أن نستعمل عقولنا فى ديننا. حتى أن الرسول يسمي عبادتنا "العقلية" (رو 12: 1). ولكن ما لا يطيق الإنسان فيه من الأسرار فعليه أن يستعمل عقله فيه, لا ليفهمه كما هو، بل ليقبله) أى تُسلِّم أولاً أن التثليث وباقى أسرار الكنيسة من الدين، ثم تُعمل عقلك فى ذلك لتقبله وليس لتفهمه.
            فمن الممكن عنده إثبات وجود الله ووحدانيته بالعقل ، لكنه استثنى العقل من فهم أسرار الكنيسة ومنها التثليث. فيواصل القس منسى يوحنا قائلاً: (وما عدا ذلك، ففى الدين من الحقائق كوجود الله ووحدانيته والخلق والعناية وكيان النفس وخلودها وحريتها، كل هذه يمكن إثباتها ببراهين عقلية).
            وهذا ما قاله صراحة ص106 من كتابه (شمس البر): (ثم إذا نظرنا إلى طبيعة الحقائق الدينية وجدناها على نوعين: منها ما يتناوله العقل كوجود الله وخلود النفس وحقيقة الدين ووحدانيته، ومنها ما ليس له أن يتناوله كالتجسد الإلهى والفداء والتثليث وقيامة الأموات).
            ويستشهد القس منسى حنا بقول رسالة يوحنا الأولى للتدليل على أن دينه يعتمد على العقل والمنطق ، على الرغم من كل ما قاله: (1أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 1-2 ، (21امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ.) تسالونيكى الأولى 5: 21
            وأقول له: هل يوجد لديك أقدس من كلمة الرب؟ أعتقد أن الإجابة لا. فعلى أى أساس تُقيم الإمتحان الذى طلبه منك الكتاب؟ بمعنى أين المنهج الذى ستضع منه الإمتحان؟ وأوضح أكثر: إن التثليث لا يوجد فى الكتاب ، وكذلك الأقانيم لا يعرفها الكتاب. والطلاب لا يفهمون التثليث ، ولا معلموهم. فمن الذى سيضع الإمتحان، ولمن، وعلى أى معيار سيصححه؟ أى أين نموذج الإجابة الذى سيحكم بناءًا عليه ، ويكون مطابقًا للمنهج.
            وفى ص108 يستشهد القس منسى حنا بقول العلامة اسكندر قائلاً: (فإذن فى قبول أعظم غوامض الوحى تنتهى الدعوى إلى حكم العقل). ولا أعرف كيف استشهد بهذه الجملة المتناقضة عقليًا ودينيًا. فهو قد سلَّم مبدئيًا بأن الغوامض موحى بها من الرب. فما هو عمل الوحى إذا كان ينزل من عند الرب بعقيدة غامضة لا يفهمها أحد؟ وما هدف الرب من هذا الغموض؟ وألا يعلم الرب بعلمه الأزلى أن هذا الغموض يُحيل الأمة إلى أحزاب وطوائف متصارعة متقاتلة مدمرة للبشرية والبيئة؟ ومع إيمانه أن الوحى جاء بهذه الغوامض إلا أن قبولها هو منتهى العقل!! أى إنه من الغباء أن تعتقد أنك ستفهمها لأنها غامضة ، ولكنك إن لم تفهمها أو تؤمن بها فإنك غبى.
            وفى ص113 يرى القس أن إشراك الله مع اثنين آخرين خير له من أن يظل إلهًا وحيدًا منعزلاً عمن سواه ، وبقوله هذا أثبت أنه يؤمن بثلاثة وليسوا واحدًا ، وأنه يستحيل على الثلاثة أن يكونوا واحدًا!! يقول القس منسى يوحنا: (أما عقيدة الوحدانية المحضة فمعناها "أن الله إله منعزل عمن سواه وكائن بمفرده منذ الأزل").
            ونفس هذا المعنى صاغه فى انتقاده لوحدانية الله ودفاعه عن التثليث باستشهاده بالسيد م. ليموان قائلاً: (إن هؤلاء الذين يزعمون أنهم حكماء ويسخرون من تثليثنا قائلين إنه عقيدة صبيانية، قد تصوروا مكان هذا الإله المبارك كائنًا ساكنًا فى عزلة وصمت أبديين، وتصوروه وحيدًا حبيسًا مكانه ، وناسكًا أخرس اللسان بلا عينين ولا حب، مطويًا فى لانهايته، جاثمًا فى عزلته الموحشة.) بمعنى أنه يرفض وحدانية الله ، لأنه لا يتصور الإله الكريم الذى يحبه منعزلاً عن العالم لا يجد من يحبه ولا من يكلمه ، لذلك كان ثلاثة آلهة بالنسبة له أفضل من إله واحد ، حتى يتسنى لهم الخورج من عزلة الصمت والتسامر، وتسود بينهم المحبة. ولو كان يؤمن بأن الثلاثة واحد، لما قال ذلك لأن وحدانية الثلاثة سينسحب عليه أيضًا هذا النقد الموجه للموحدين. وعلى هذا ينبغى أن تنتهى قضية قولهم بوحدانية الثلاثة، وأن يعترفوا بأنهم ثلاثة وليسوا واحدًا!!
            وفى ص115 يؤكد القس منسى يوحنا على أن هناك ثلاثة وليسوا واحدًا، فيقول: إن (التثليث يجعل الله مثالاً للحياة البشرية فى ما يتعلق بالمعاشرة الحبية والألفة الإلهية وذلك بمعاشرة القانيم والنسبة البنوية بين البشر). فكيف تتعاشر الأقانيم إن كانوا واحدًا؟ فلو كانوا واحدًا لأحب الرب نفسه ، وتكلم مع نفسه وظل يعيش فى العزلة هى التى يرفضها القائلون بالتثليث!!
            لذلك خلص إلى نتيجة باهرة من كلامه عن الثالوث ، فيقول ص115: (ولعمرى أى سر أغمض من سر الثالوث؟ فباعترافنا إذن بهذا السر نكرم الله , لأننا حينئذ نضحى له بأعظم شىء فينا وهو العقل , وليس هذا فقط , بل إننا نضحيه من نوع غريب , إذ أننا نعترف بسر لا معرفة لنا به البتة، ويستحيل على عقولنا القاصرة إدراكه أو معرفته. ولكن الله قد أوحاه لنا ونحن أعتقدنا به دون أن نضعه تحت حكم العقل , وهذا يجعل ضحيتنا كاملة لأننا نعتقد بما يسمو عقولنا , ويعلو فوق فهمنا البشرى).
            إن القس منسى يوحنا يعترف بأن التثليث أعقد سر فى الوجود ، وأننا بإيماننا به نكون قد ضحينا بعقولنا، حيث يستحيل على العقل فهم هذا السر!! فهل أفهم من ذلك أن كل المسيحيين قد ضحوا بعقولهم وأصبحوا أغبياء فقط لإيمانهم بالتثليث؟
            ويقول ص121 تحت عنوان (إن العقل يقبل سر التثليث وإن كان لا يفهمه): (نعود فنكرر القول أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس , وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة). ولطالما أنها لا تُفهم بدون الكتاب،فأين النص الذى يقرر هذه العقيدة ويوضحها لكم؟ وهل الفرق فى العلم بينكم وبين الله يكمن فى فهم التثليث فقط؟
            ويقول كتاب (حقائق وأساسيات الإيمان المسيحى) ص39: ”تعليم الثالوث القدوس صعب علينا ومُربك لنا، وأحيانًا يُعتقد أن المسيحية تعلم فكرة غبية هى 1+1+1=1. ومن الجلى أن هذه معادلة غبية. ...... وعلى الرغم من أن تعبير "الثالوث القدوس" ليس موجودًا فى الكتاب المقدس، غير أنه من الجلى أن المفهوم موجود هناك.“
            ويقول صاحب كتاب (علم اللاهوت النظامى) ص168: ”ولما كان العقل البشرى عاجزًا عن إدراك جوهر الله ، يبطل حكمنا باستحالة أنه فى ثلاثة أقانيم ، لأننا نكون قد حكمنا بمداركنا المحدودة على ما هو فوق إدراكنا، وما هو خارج دائرة معرفتنا“.
            وأقول له: من الذى خلقنا وخلق عقولنا بهذه الكيفية؟ فالإجابة بديهية: هو الله. فبعلمه الأزلى كان يعلم أن عقولنا قاصرة على فهم هذه العقيدة. فلماذا لم يُصرِّح بها فى كتابه؟ ولماذا لم يوضحها لنا كما أوضح باقى العقائد وبرهنها؟ وإذا كان لم يعلنها لبنى إسرائيل فى العهد القديم وللأنبياء ، لأنهم كانوا فى عهد الطفولة الفكرية ، كما يقول القمص زكريا بطرس وغيره ، فإذا كان الرب يعتبرنا الآن فى عهد النضج، فلماذا لم يعلنها لنا صراحة وبوضوح؟ فإذا كان الرب لم يعلنها فما الفرق بين عهد الطفولة الفكرية التى لم يعلن الرب فيها عن ثالوثه وأقانيمه وبين عهد النضج الفكرى الذى لم يُعلن فيه أيضًا عن ثالوثه وأقانيمه؟
            وفى ص105 يدافع القس منسى يوحنا عن العقيدة المبهمة فيقول: ”ومن الضرورى أن توجد أشياء لا يدركها العقل، لأنه إذا وقع كل شىء تحت إدراك العقل لانتفخ صاحبه وتعالى .. فيجب أن يظهر عجزه فى فهم بعض الأشياء ليقف عند حده ويمجِّد صانعه العالِم بكل شىء“.
            إن ما يقوله القس لتعزية لمن يريد أن يفهم عقيدة التثليث!
            إنه اليأس من فهم هذه العقيدة!!
            إنه الغرور الفعلى من الإعتراف بالفشل!!
            إنه التعالى على الجهل بكنه هذه العقيدة!!
            إن الجهل بعقيدة المرء عنده هو السبب أو سبب لتمجيد الرب!! وإن الإدراك العقلى لمراد الرب وفهم دينه ليؤدى إلى الغرور!!
            ويقول العلامة أوجين دي بليسي نقلا عن منسى يوحنا ص118: ”ما أعلى الحقائق التي تتضمنها عقيدة التثليث وما أدقها , فما مستها اللغة البشرية إلا جرحتها في إحدى جوانبها“.
            ويقول منسى يوحنا ص121: ”إن سر التثليث عقيدة كتابية لا تُفهم بدون الكتاب المقدس , وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة“.
            ويرد عليه بوسويه بتسمية التثليث معضلة ، واعترافه بأنه لا يوجد لا فى الكتاب المقدس ولا حتى فى قانون الإيمان النيقوى. فقال ص118 نقلا عن منسى يوحنا:”ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف آباء الكنيسة حائرين زمنا طويلا. لأن كلمة أقنوم لا توجد فى قانون الإيمان الذى وضعه الرسل, ولا فى قانون مجمع نيقية , وأخيرا اتفق أقدم الأباء على أنهم "كلمة" تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأى وجه من الوجوه“. أى اتفقوا على ألا يتفقوا.
            ويقول القديس أوغسطينوس عن التثليث إن اللغة البشرية لتعجز عن التعبير عنه، فقال ص118 نقلا عن منسى يوحنا: ”عندما يراد البحث عن كلمة للإعراب بها عن الثلاثة فى الله تعجز اللغة البشرية عن ذلك عجزًا أليمًا“.
            القس ج. ف. دى. جروت في كتابه (تعاليم الكاثوليكية) ص149: ”إنّ الثالوث الأقدس هو سر غامض بمعنى الإلزام بالكلمة. وللأسباب وحدها لا يمكن التدليل على وجود الثالوث الإلهى نتعلمه من الكتب الموحى بها. وحتى بعد وجود السر الغامض قد كُشف لنا بقاء استحالة العقل الإنسانى إدراك كيف أن الثلاثة الأشخاص إنما هى ذات طبيعة إلهية واحدة.“ (نقلاً عن الغفران ص94)
            وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية ج14 ص299 ”إن صياغة الإله الواحد فى ثلاثة أشخاص لم تنشأ موطدة وممكنة فى حياة المسيحيين وعقيدة إيمانهم قبل نهاية القرن الرابع“. (نقلاً عن الغفران ص96)
            ويقول المعلم (بطرس البستانى) فى دائرة معارفه ص305 ج6: ”ومع أن لفظة «ثالوث» لا توجد فى الكتاب المقدس ، ولا يمكن أن يؤتى بآية من العهد القديم تصرِّح بتعليم الثالوث، فقد اقتبس المؤلفون المسيحيون القدماء آيات كثيرة تشير إلى وجود صورة جمعية فى اللاهوت“.(ص219 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
            وجاء فى دائرة المعارف الفرنسية: ”أن عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة فى كتب العهد الجديد، ولا فى أعمال الآباء الرسوليين، ولا عند تلاميذهم الأقربين، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستانتى التقليدى يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين فى كل زمان، رغمًا عن أدلة التاريخ التى ترينا كيف ظهرت هذه العقيدة، وكيف نمت، وكيف علقت بها الكنيسة بعد ذلك“.(ص219 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
            ويقول الأنبا بيشوى عضو المجمع المقدس ومطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى – في نهاية مذكرة تسمى مذكرة ”اللاهوت العقيدى“: ”وحينما نتأمل هذه العقيدة نجد أنفسنا أمام سر من أعمق أسرار الوجود والحياة ونجد اللغة لعاجزة عن التعبير عن عمق هذا السر“.
            ويستشهد القس منسى يوحنا بالتثليث الوثنى، للتدليل على أنه هو الفطرة وأصل الدين، ومنتهى الهداية، وهذا بدلاً من أن يُهاجم هذه الوثنية ويقدح فى عقائدهم، ويرجع إلى الناموس وأصول العقيدة التى ينتمى إليها ، وانتمى إليها من قبله يسوع. فقد قدَّم لفصله الخامس بعنوان فرعى أسماه (نجد فى أصول الأديان الوثنية شيئًا يُنبىء عن الثالوث)، فبدلاً من أن يهتدى إلى أن الثالوث وثنى الأصول، ويتخذ موقفًا من ثالوثه ، أخذ يعرض لنا الثالوث فى هذه الأديان ، محاولاً أن يقنعنا أن ثالوثه أفضل من الثواليث الأخرى، التى أسماها وثنية ذرًّا للرماد فى الأعين.
            ولا أريد أن أكرر ما قاله عن الثالوث فى الهند أو فى الصين أو الفرس أو اليونان ، فمضمون ما قاله (ص130-131) هو أن الثالوث فى كل من هذه الحضارات ـ بغض النظر عن المسميات ـ يتكون من (الآب)، وهو الإله الموجود غير المتناهى، والخالق الأزلى، و(الابن) وهو الحكمة والكلمة والعقل، و(الروح) الفاعل وهى التى تُحيى العالم وتحركه.
            ثم انتهى إلى رأيه هو قائلاً ص131-132: ”إلا أن المعطلين , عوضًا عن أن ينسبوا اهتداء الوثنيين إلى التثليث الإلهي أو إلى الوجدن أو إلى الغريزة عينها التى تعلمنا بوجود إله ، قالوا إن عقيدة الثالوث المسيحى مستمدة من الفلسفات الوثنية“. ثم بدأ يعيب على الثالوث الوثنى قائلاً إنه ثالوث شركى ، إضافة إلى زواج الإله من الإلهة وأنجبوا العضو الثالث فى الثالوث ، أما التشابه الحادث بين هذه الأديان الوثنية والمسيحية، فلا يعدو أكثر من تشابه لفظى. ويعيب عليهم أيضًا أنهم ”لم يفهموا وحدانية الله خيرًا مما فهموا تثليثه“. ونسى أنه وعلماء المسيحية مازالوا لا يفهمون التثليث فى الوحدانية الذى يزعمونه، والذى أسماه (التوحيد) ، كما نسى أن الإله الروح القدس حلَّ على مريم وأحبلها الإله الابن يسوع. فما الفرق إذن؟
            لذلك علق المؤرخ ول ديورانت على المسيحية المثلثة قائلاً: لم تدمر المسيحية الوثنية، بل تبنتها. ومن مصر أتت أفكار الثالوث الإلهى.
            وفي كتاب (الدين المصرى) يكتب المؤرخ سيغفريد مورنز: ”كان الثالوث شغل اللاهوتيين المصريين الرئيسى تجمع ثلاثة آلهة وتعتبر كائنًا واحدًا , إذ تجرى مخاطبتها بصيغة المفرد , بهذه الطريقة تظهر القوة الروحية للدين المصرى صلة مباشرة باللاهوت المسيحى“. وعلى ذلك فهو يعتبر اللاهوت الاسكندرى وسيطًا بين التراث الدينى المصرى والمسيحية.
            ونقلا عن (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) ص237 يقول (درابر Draber) الأمريكى فى كتابه (الصراع بين الدين والعلم): ”إن الجماعة النصرانية لم تستطع أن تقطع دابر الوثنية، وتقتلع جرثومتها، فاختلطت مبادئها، ونشأ من ذلك دين جديد تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء. هناك يختلف الإسلام عن النصرانية إذ النصرانية إذ قضى الإسلام على منافسه (الوثنية) قضاء باتًا، ونشر عقائده من غير غش“.
            ويقول أيضًا فى نفس الصفحة السابقة: ”دخلت الوثنية والشرك فى النصرانية بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة، ومناصب عالية فى الدولة الرومانية بتظاهرهم بالنصرانية ، ولم يكونوا يحتفلون بأمر الدين ولم يخلصوا له فى يوم من الأيام“.
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:39 م.

            تعليق

            • abubakr_3
              مُشرِف

              • 15 يون, 2006
              • 849
              • موظف
              • مسلم

              #21
              ومنهم الإمبراطور الوثنى قسطنطين الذى يُشك فى اعتناقه للمسيحية ، فمن الباحثين من يقرر أنه عُمِّدَ قبل موته بعدة أيام ، ومنهم من يقرر أنه عُمِّد وهو على فراش الموت، ومنهم من يُقرِّر أنه اعتنقها رغبة فى توحيد إمبراطوريته ، وإرضاء غالبية شعب الإمبراطورية من الوثنيين ، إضافة إلى أن فكره كان لا يزال وثنيًا. ومعنى ذلك أنه كان مازال وثنيًا كافرًا أثناء مجمع نيقة وبعدها بعدة سنوات. ونلمس ذلك فى عدم اهتمامه بالدين من الأساس. فقد أرسل (كما يقول أسد رستم) إلى المتخاصمين (ألكسندروس) و(آريوس) وأمرهما بوجوب التآلف ونبذ الخلاف، وأشار إلى أن الاختلاف العقائدى أمر فلسفى دقيق لا يستوجب ذلك الاهتمام.
              فلك أن تتخيل أن هذا هو رأى رأس المسيحية فى ذلك الوقت!!
              ونقل أسد رستم فى كتابه (كنيسة مدينة الله) ج1 ص201 ما ذكره المؤرخ (أفسابيوس) قائلاً: ”إن الإمبراطور تدخل مرارًا فى البحث لإقرار السلم والوفاق“، كما نقل قول (روفينوس): ”إن بعض الفلاسفة الوثنيين حضروا الجلسات وناقشوا الأساقفة“.
              والسرد التاريخى لأحداث المؤتمر تبين لنا اهتمام الإمبراطور بما كان يدور فيه من نقاش ، وأنه استعمل سلطانه كإمبراطور لفرض الآراء المؤلهة ، والتى دافع عنها الفلاسفة الوثنيون، والتى تعتبر أقرب إلى عقيدته الوثنية.
              ويقول الدكتور روبرت كيل تسلر فى كتابه (الروح القدس فى محكمة التاريخ): كان القيصر الروماني في بداية القرن الرابع أيضًا رئيس قساوسة ديانة الدولة الرومانية والقس الأعلى (وهو نفس اللقب الذي اتخذه البابا عنه).
              وبذلك ترأس القيصر ديانة الدولة وأصبحت لديه السلطة العليا لاتخاذ القرارات في أمور الدين والعقيدة وتنظيم "الكنيسة". وعندما أصدرا قسطنطين وليتشينيوس مرسوم التسامح واعتنق قسطنطين نفسه الديانة المسيحية حيث عبد المسيح بعد ذلك، امتدت سلطته كرئيس للكهنة والرأس العليا لديانة الدولة لتشمل الديانة المسيحية أيضًا، وتصرف بحرية كبيرة.
              فقد اعتبر قسطنطين حكومة الكنيسة المسيحية شأنًا من شؤون الدولة ، وعدَّ المجمع ضربًا من ضروب برلماناتها التي يشترك فيها ممثلوا الكنيسة والدين* ، من أجل ذلك كانت الحكومة هي التي تقرر (بكل تعسف) من تدعوهم من الأساقفة لهذه المجامع وكان على الأساقفة بالطبع الإنصياع والحضور، وعند الضرورة استعملت العنف في إحضارهم.
              وكان من البديهي في نظر قسطنطين كأكبر موظفي الدولة أن يُعَيّن من يقود هذه المؤتمرات وكذلك لم يكن لافتًا للنظر آنذاك أن يكون بإمكان القيصر التأثير على المؤتمر في قراراته أو أن يفرض إرادته على التجمعات الكنسية حتى في مسائل العقيدة. إلا أن هذا ما كان يحدث غالبًا.
              لذلك فقد كان ينتقي الأساقفة المنوط بهم الإشتراك في المجمع** ، حتى إنه كان يلقي دائمًا خطبة إفتتاح المجمع (شفارتز: "قسطنطين" (صفحة 126) - ويمارس البابا اليوم هذه الوظيفة في المذهب الكاثوليكي). ومن الثابت أن قسطنطين قد أدار المؤتمر بصورة واقعية (كوخ صفحة 37) فقد كان يشعر بل ويتصرف "كرئيس للمجمع" فكان يأمر الأساقفة بما يجب عمله وما يجب تركه (أوستروجرسكي صفحة 39 وكوخ صفحة 37 وما بعدها) ، وقد أعلن في مناسبة أخرى مؤكدًا: "إني أرغب في قانون كنسي" ( كوخ صفحة 38 ) وقد قبلت الكنيسة كل هذا صاغرة.
              لذلك أصبح القيصر أسقفها العام (الدولي) المعترف به (كوخ ص37). ولم يكن غير قسطنطين الذي أدخل ما تعارف عليه بصيغة "هومسيوس"*** الشهيرة في قرارات مجمع نيقية وفرضها على الأساقفة المعارضين بإستعمال سطوته (شفارتز: "أثناسيوس" (ص210) وليتسمان (ص274). وبالمناسبة فهو لم يكن له تأثير فعّال وغير مباشر فقط على تكوين العقيدة بل كان أيضًا يصوت معهم (دوريس ص135).
              ويُعد من الثوابت أن قسطنطين الأكبر قد تم تعميده قبل موته وبعد (15) عاماً من مجمع نيقية (على أيدي أحد أتباع آريوس) وهذا يعني أنه لم يكن قد تنصر بعد وقت إنعقاد مجمع نيقية ، كما كان لعدة سنوات متتالية طالباً للتعميد وبذلك كان محروماً من العشاء الأخير. [يؤكد ذلك قول موسوعة "إنسيكلوبيديا إنترناشيونال" بأن قسطنطين عُمّد قبل وفاته بفترة قصيرة. وموسوعة "فنك وواجنال" فتشير إلى أن قسطنطين تم تعميده وهو على فراش الموت. أما تعميده على يد أحد أتباع آريوس يُعد أيضًا إيمانًا منه بمعتقدات آريوس، الذى حيكت ضده المؤامرات ، ويُشك أن أثناسيوس قتله بالسم قبل دخوله الأسكندرية ـ المترجم]
              وما زال يُعد من أحد أسباب الجدل [التي لم يتوصل فيها إلى حل حاسم]، عما إذا كان قسطنطين قد عرف أساسًا العقيدة المسيحية واعتنقها ، إلا أنه من المؤكد أنه كان مرتبطًا بشدة بجانب ذلك على الأقل بعبادة الشمس وميترا.
              ويدل على ذلك عملاتُه المعدنية التي كان يطبع عليها إلى وقت طويل من العصر المسيحي (الشمس التي لا تهزم) (دوريس صفحة 42).
              وعند تدشين القسطنطينية شيّد عمودًا ضخمًا صُوِّرت عليه صورته مع شعار الشمس التي لا تهزم (شفارتز: "قسطنطين" صفحة 85 وليتسمان صفحة 276).
              بل رضي للكنيسة أن تقف أمام هذا النُصُب وتعظم القيصر في مواكب من الشموع وأدخنة البخور (شفارتز: "قسطنطين" صفحة 85).
              كما أمر عند تدشين القسطنطينية بأن يحملوا شعار مذهب الصدفية [وهو مذهب فلسفي ينادي بأن العالم تحكمه الصدفة وتسيطر عليه] (شفارتز صفحة 85 وأيضاً ليتسمان صفحة 276).
              كذلك من الثابت أنه سمح بين أعوام 333 و 337 لأحد المدن بتشييد معبد لعبادة قبيلته (شفارتز "قسطنطين" صفحة 89، وليتسمان صفحة 268 وإينسلين صفحة 66 ، ويوضح تشريعه على سبيل المثال أيضًا مقدار بعده من الروح المسيحية، حيث لم يلغ العبودية بل على النقيض من ذلك قد أقرها ، كما هدد زوجته الحرة التي كانت على علاقة بأحد العبيد بأقصى العقوبات بل هددها بالموت نفسه (دوريس صفحة 71).
              أما عن عقيدة قسطنطين فقد إختلفت فيها الأراء إختلافًا بينًا ، فبناءًا على الوثائق التي لدينا يجب علينا التسليم بأنه كانت لديه نظرة دينية بدائية جدًا نظرًا لكونه رجلاً عسكريًا وبطلاً حربيًا وصحيح أن الأحجبة ( ؟ ) كانت عنده على درجة كبيرة من الأهمية حيث اعتقد أنها تساعده على النصر والنجاح وإن كانت عنده كثيرة ومتعددة حيث توضع بجانب بعضها البعض ، ومن المؤكد أن قسطنطين كان يؤمن أن إله النصارى قد ساعده في النصر غير المتوقع الذي أحرزه على ماكسنتيوس وهذا ما يجعلنا نستوعب سبب عبادته له بعد ذلك وقد عمل كل شيء حتى لا يغضب عليه ، أما عن المسيحية الحقة فلم تكن لديه في الحقيقة معرفة كبيرة بها، ولكنه قد علم بعد ذلك بسنوات كيفية حل مشكلة الثالوث والمسائل المسيحية (!)
              وفي النهاية يمكننا القول إن الدين والكنيسة بالنسبة لقسطنطين كانا إلى حد كبير وسيلة لتحقيق غرضه ، أما هدفه الرئيسي فقد كان فرض سيطرته التواقة المتوهجة على العالم وتأمينها.
              وفي الحقيقة فإن مسائل الخلاف عند أهل اللاهوت المسيحي لم تجذب اهتمامه إلا قليلاً ، وربما قد تضاحك عليها ، ومع أنه هو الذي قرر هذه المسائل العقائدية في مجمع نيقية إلا أن هذا لم يحدث بناءًا على اقتناعه الشخصي بالدين. ومن الواضح أنه قررها فقط لمسايرة الأغلبية، حيث إنه قد اكتسب بخروجه من المحادثات الإنطباع أن الميول تسير في هذا الإتجاه، ولأنه اعتقد أن هذا الحل سيكون أكثرها سلامًا بين محبي الصراع اللاهوتي حيث كان الموضوع يهمه بمفرده.
              ونستنتج هذا دون أدنى شك من الكتابات الرقيقة المثيرة للإعجاب إلى إسكندر وأريوس ، والتي حاول فيها أن ينهي الخلاف قبل انعقاد المجمع في صورة ودية ونقرأ فيها عتابه الموجه للإثنين بكلمات قال فيها: إنهما لن يستفيدا من إثارة المعارك الخطيرة وغير المفهومة لرجال اللاهوت وطالبهما بالتصالح والإحتفاظ لنفسيهما بالخلافات العقائدية (!) التي لن تستفيد الأمة منها بشيء (شفارتز: "قسطنطين" صفحة 123).
              ويقول المؤرخ شفارتز (في كتابه "قسطنطين صفحة 64) عن قسطنطين الأكبر الذي كان أحد مغتصبي [العرش] (فوجت صفحة 145 وما بعدها): "لا يجب أن نتجادل بشأن الأخلاق الشخصية للقيصر الأول الذي لم يكن مسيحيًا ولكنه مات على الأقل كمسيحي مُعَمَّدًا ، فلم تكن أرفع بكثير من أخلاقيات سلاطين الشرق" كما قال عنه القيصر جوليان ابن ابن أخيه [أو أخته] بعد ذلك: "إنه اعتنق المسيحية فقط لكي يكفّر عن آثامه وجرائمه" (تعليق ذكر عند شفارتز في "قسطنطين" صفحة 64).
              لقد أظهر قسطنطين خُلُقاً وحشيةً جداً ، وهذا يتضح على سبيل المثال من سماحه للأهل ببيع أولادهم على الأقل في الأوقات الحرجة (دوريس صفحة 65) كما قرر سكب الرصاص الساخن في فم العبد الذي يشارك في اختطاف سيده (دوريس صفحة 64).
              أما من يقتل أباه فيحبس في جوال مليء بالثعابين تتم خياطته ثم يُغرق (دوريس صفحة 64) وإذا ما عمقنا النظر فسيفاجئنا الواقع أنه اقترف في عام 326 - أي بعد [المفروض: قبل] زمن من إعتناق المسيحية وبعد عام واحد من إنعقاد مجمع نيقية - سلسلة من جرائم قتل أقربائه ، فلم يكتف بقتل حماه ماكسيميان وزوج أخته باسيانوس بل قتل أيضاً أبناءه لوسيانوس وكريسبوس ، حتى زوجته فاوستا لم تسلم من يديه فقد قام بإغراقها في مياه تغلي (ارجع إلى دوريس صفحة 55 وكوخ صفحة 22 وفرانتس جورز [تمت] "قتل أقرباء قسطنطين" في "مجلة اللاهوت العلمية" الجزء (30) لسنة 1887 صفحة 343 - 377 وكذلك الجزء (33) لسنة 1890 صفحة 320 وما بعدها ، وكذلك أيضًا بورشارت في "زمن قسطنطين" صفحة 335، وفيكتور شولتس بعنوان "قتل أقرباء قسطنطين" في "المجلة اللاهوتية" لسنة 1899 وأخيرًا أوتوزيك في "مجلة اللاهوت العلمية" الجزء (30) لسنة 1890 صفحة 63 وما بعدها وأيضًا هون صفحة 130).
              وعلى الرغم من كل أسباب التخفيف التي يحاول البعض التماسها له إلا أنها في النهاية حالات قتل.
              أما الوثنيون فقد وصفوا قسطنطين بأنه لص (كوخ صفحة 22) ، وبعد انتصاره على ماكسنتيوس أمر قسطنطين بخنقه هو وأتباعه المقربين وكان ذلك قبل إنعقاد المجمع بسنة ( فوجت صفحة 163 ) ، وكذلك يلقي الضوء أيضًا على الجانب الأخلاقي لقسطنطين قسمه الذي أداه لماكسنتيوس أن يبقيه حيًا! وبناءًا على كل هذه الوقائع فقد قرر شتاين أن قسطنطين قد اقترف جرائم قتل لتنفيذ أغراضه (صفحة 297).
              ومن المسلم به أيضًا أن قسطنطين كان مجنونًا بالسلطة ومولعًا بالعظمة ، ويقال عنه أيضًا إنه كان ينظر لنفسه في المرآة يوميًا عدة مرات (فوجت صفحة 138) وهذه هي الروح غير المقدسة التي أوحت بقرارات مجمع نيقية ، كما تراءى هذا المفهوم أيضًا لشفارتز عندما قال: "لذلك قرر شفارتز أنه لم يكن له (لقسطنطين) الحق أن ينادي بعقد مجامع كنسية من تلقاء نفسه أو إصدار القرارات التي فرضها على المجامع [الكنسية] كما تدعي الكنيسة التي تنادي بأن الروح القدس هو الذي أوحى بهذه القرارات" ("قسطنطين" صفحة 74).
              ويؤكد كوخ أيضًا أن مسيحية قسطنطين الشخصية والعملية كانت منحرفة (صفحة 23) ، ويرى بورشارت أن قسطنطين لم يكن متدينًا مطلقًا حتى ولو أوهم نفسه بوقوفه وسط أمة الكنيسة فقد كان مجنونًا بشهوة السيطرة على العالم ، لذلك جعلته أحلامه ينزلق على أمواج دماء الجيوش التي ذبحها (إقتباس لكوخ صفحة 17 9 ، أما عن سمعته السيئة بسبب جرائم السلب التي اقترفها في حق الشعب البسيط فيقول هون: اعتاد المرء سماع البكاء والعويل في كل مدينة يتم فيها تحصيل الضرائب ، حيث كانت تجمع النقود باستخدام الكرابيج والتعذيب والتعسف حتى إن الأمهات كانت تبيع أطفالها ويدفع الآباء بناتهم للدعارة حتى يمكنهم دفع الضرائب (هون صفحة 136 وما بعدها). وكان هذا بعد مجمع نيقية!!
              ويتضح أيضًا من أحد الخطابات التي أرسلها قسطنطين بعد مجمع نيقية إلى الجمعيات المسيحية بُعد روحه هذا عن الروح القدس بمقدار عرض السماء ، حيث أعلن فيه بصورة صادقة أن اتفاق ال (300 أسقفًا لا يُعد أكثر من قرار [إرادة] الله (فوجت صفحة 307) ، ولا يعد هذا من مختلف الجوانب إلا كذبًا متعمدًا.
              ب ) أمّا تيودوسيوس الأول (الأكبر) فيسمو من الناحية الخُلُقية عن قسطنطين الأكبر بقليل وهذا يرجع أساسًا إلى أنه لم يكن متسامحًا إلى أكبر درجة، على النقيض تمامًا من قسطنطين، إلا أنه أصبح بعد ذلك النموذج الحي لجوستنيان الأكبر أو قل أيضًا لمحاكم التفتيش ، ويتضح هذا من أمره الصريح الحازم لكل رعاياه بإعتناق عقائد مجمع نيقية (شتاين صفحة 304).
              فقد حرم كل الأديان الأخرى وهدد أن التمسك بتعاليم أخرى سيؤدى إلى عقوبات صارمة، أرحمها عقوبة الموت، فكان يعاقب أنصار ماني فقط من أجل أنهم أنصاره [وهي ديانة أسسها ماني الفارسي في القرن الثالث الميلادي وتعتمد على الغنوصية] (شتاين صفحة 308).
              وقد استعمل السلاح في تنفيذ هذا الأمر الذي يقضي بعدم ممارسة أية طقوس أخرى (شتاين 305)، وتحكي كتب التاريخ عنه إجماليًا أنه كان متوحشًا [لا يرحم] مع أصحاب العقائد الأخرى (انظر سيكلوم الثاني ص 166)، ويتضح كذلك بعده عن الروح القدس في تعذيبه لفقراء الشعب عند جمعه للضرائب حيث فرض على الشعب أعباء لا يمكن تحملها وحصل عليها بأشد الوسائل وحشية وتعسفًا ، ومن أكثر الصور تعبيرًا عن قسوة طباع هذا الحاكم على المسيحيين هو إصداره لقرارات يمنع فيها إيواء الفقراء المشردين، وفرض على ذلك عقوبة صارمة لمن يقوم بإخفائهم من تعذيب جامعي الضرائب (شتاين صفحة 303)!
              الأمر الذى حدا بالكثير من العلماء إلى انتقاد العقيدة المسيحية ونعتها بالتعقيد. فيقول "رونالد بنتون" صاحب كتاب (الكنيسة من النشوء إلى القرن العشرين): ”وتكاد تكون أكثر الأديان السماوية والوضعية تعقيدًا، وقد علّمها عيسى  دينًا بسيطًا سهلا، ولكن التعقيد طرأ عليها بعد ذلك، حتى أصبح عسيرًا جدًا فهم كثير من مبادئها، وحتى أصبح غموضها طبيعة واضحة فيها“.
              ويقول أيضًا: ”إنّ المسيحية بدأت بسيطة ولكن الناس عقّدوها بعقائد صعبة عصفت بها“ (المسيحية لأحمد شلبي ص21).
              ولكثرة تعقيد المسيحية أصبحت لاتوضّح مقصودًا، فهي عبارات وفقرات إنشائية غامضة لا أكثر!، وخلاصة القول بخصوص العقيدة المسيحية في التثليث كما يقول القس وهيب عطا الله: ”إنّ التجسُّد قضية فيها تناقض مع العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية، ولكننا نصدّق ونؤمن أنّ هذا ممكن حتى ولو لم يكن معقولا!“ (طبيعة السيد المسيح ص18).
              ونقلاً عن الدكتور منقذ السقار، يقول كيرك جارد: ”إن كل محاولة يراد بها جعل المسيحية ديانة معقولة لا بد أن تؤدى إلى القضاء عليها“.
              وقد أوجز القديس أوغسطين فهمه للمسيحية بقوله: ”أنا أؤمن ، لأن ذلك لا يتفق والعقل“.
              ويقول زكى شنودة عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت الغامضة ، التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.
              ويقول الأب جيمس تد: ”العقيدة المسيحية تعلو على فهم العقل“.
              ويقول القس أنيس شروش: ”واحد فى ثلاثة ، وثلاثة فى واحد ، سر ليس عليكم أن تفهموه، بل عليكم أن تقبلوه“.
              وقد ذكر الأستاذ أحمد طاهر في كتابه الأناجيل – دراسة مقارنة – ص113 – دار المعارف) ما ذكرته دائرة المعارف الكاثوليكية عن التثليث. فهى تقول إن: ”كل من يتكلم في التثليث دون أن يكون مؤهلاً لذلك , إنما ينتقل إلى أحداث الربع الأخير من القرن الرابع وفي هذا الوقت فقط أدخل ما يسمى بالتثليث إلى المسيحية فكرًا وحياة.“ (دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة طبعة 1967 ج14 ص295)
              ”وتقول نفس دائرة المعارف في عبارات واضحة بعد ذلك بقليل, لم تستقر نظرية التثليث "إله واحد في ثلاثة أشخاص" ولم يعرف الآباء الرسل قبل ذلك شيئًا يشبه من قريب أو من بعيد مثل هذه الفكرة أو هذه النظرية.“ (دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة ط1967 ج14 ص299).
              ويقول القس ج. ف. دى جرون في كتابه (تعاليم الكاثوليكية): (إنَّ الثالوث المقدس هو سر الأسرار بكل معنى الكلمة, العقل وحده لا يستطيع إثبات وجود الثلاثة فى إله واحد, لكن الوحي علمنا إياه, وحتى بعد أنْ عرفنا بوجود سر الأسرار، فإنَّه يستحيل على العقل البشرى أنْ يفهم كيف تتحد ثلاث ذوات فى طبيعة إلهية واحدة).
              الأمر الذى حدا بأحد حكماء الهند إلى القول بأن هؤلاء القوم تفردوا فى العالم كله بأنهم: (قصدوا مضادة العقل, وناصبوه العداوة, واستحلوا بيت الاستحالات, مع أنهم حادوا عن المسلك الذى انتهجه غيرهم من أهل الشرائع, وقد كان لهم فيهم كفاية, ولكنهم شذوا عن جميع مناهج العالم الشرعية الصالحة, العقلية الواضحة, واعتقدوا كل مستحيل ممكنًا) (نقلاً عن "بين الإسلام والمسيحية"، لأبى عبيدة الخزرجى، ص123)
              وهذه الصورة تعبر بصورة مختصرة عن الثالوث الذى يؤمنون به:
              فالصورة تصيب بالإحباط لاستحالة فهمها. فالمتتبع للمثلث من الخارج يفهم أن الآب غير الابن غير الروح القدس، أما المتتبع للمثلث من الداخل فيجد أن الآب هو الابن هو الروح القدس!! وهذا هو لب العقيدة التى اعتبرها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر تقوم على العقل بخلاف الإسلام.
              وعلى القارىء الآن أن يكون مستعدًا أن يفتش الكتب ليرى فى أى سفر من أسفاره أمر الرب بعقيدة التثليث صراحة ، وأى نبى عرفها وعلمها أتباعه دون مواربة:
              ففى العهد القديم لا توجد إشارة صريحة لهذه العقيدة:
              فيقول قاموس الكتاب المقدس المصور: ”الكلمة ثالوث ليست موجودة في الكتاب المقدس ولم تجد مكانا بصورة رسمية في لاهوت الكنيسة حتى القرن الرابع“.
              وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية: ”الثالوث ليس كلمة الله على نحو مباشر وفورى“.
              تعترف دائرة معارف الدين: ”اللاهوتيون اليوم متفقون على أن الكتاب المقدس العبرانى لا يحتوى على عقيدة الثالوث“.
              وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية الحديثة: ”لا يحتوى العهد القديم على عقيدة الثالوث الأقدس“.
              في كتاب (الإله الثالوثى) لمؤلفه ******ى ادموند فورتمان ”لا يخبرنا العهد القديم صراحة أو بمعنى مُحدَّد عن أى شىء بوضوح عن إله ثالوثى هو الأب والابن والروح القدس. ولا يوجد أيضًا أى دليل لدينا على أن أى كتبة النصوص المقدسة قد توقع وجود ثالوث فى الذات الإلهية. ولكن أن يرى المرء في العهد القديم إشارات أو رموز أو علامات خفية لثالوث من الأقانيم ، فهذا أبعد ما يكون عن معنى الكلمات أو مقصد كتبة الأسفار المقدسة“.
              ولا توجد إشارة صريحة لهذه العقيدة أيضًا فى العهد الجديد:
              تقول دائرة معارف الدين ”يتفق اللاهوتيون على أن العهد الجديد لا يحتوى على عقيدة واضحة للثالوث“.
              ويعلن ******ي فورتمان: ”إن كتبة العهد الجديد لا يعطوننا أية فكرة عن عقيدة تتعلَّق بلثالوث سواء كانت رسمية أو مصوغة, ولا يَهْدُوننا إلى تعليمٍ واضحٍ يقضى بأن هناك ثلاثة أقانيم إلهية متساوية فى إله واحد، ولا نجد فى أى مكان أية عقيدة ثالوثية لثلاثة أشخاص متميزين للحياة والنشاط الإلهيين فى الذات الإلهية نفسها“.
              ويقول برنار لوسيه فى (تاريخ قصير للعقيدة المسيحية) ”فيما يتعلق بالعهد الجديد لا يجد فيه المرء عقيدة حقيقية للثالوث“.
              ويعلن القاموس الأممى الجديد للاهوت العهد الجديد: ”لا يحتوى العهد الجديد على عقيدة الثالوث المتطورة (لا يوجد إعلان واضح بأن الأب والابن والروح القدس هم من جوهر متساوى) - كما قال اللاهوتى البروتستانتى كارل بارت –“.
              ويقول المؤرخ آرثر ويغول: ”لم يذكر يسوع المسيح مثل هذه الظاهرة ولا تظهر فى أى مكان فى العهد الجديد كلمة ثالوث غير أن الكنيسة تبنت الفكرة بعد ثلاثمائة سنة من موت ربنا“.
              يقول القاموس الأممي الجديد للاهوت العهد الجديد: ”لم تكن لدى المسيحية الأولى عقيدة واضحة للثالوث كالتى تطورت فيما بعد فى الدساتير“.
              وتقول دائرة معارف الدين والأخلاق: ”في بادىء الأمر لم يكن الإيمان المسيحي ثالوثيًا ، ولم يكن كذلك في العصر الرسولى وبعده مباشرة، كما يظهر ذلك فى العهد الجديد والكتابات المسيحية المبكرة الأخرى“.
              وتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (ثالوث) ”لم ترد كلمة "الثالوث" في الكتاب المقدس، حيث لا يذكر الكتاب المقدس هذا اللفظ بالذات تعبيرا عن مفهوم انه ليس هناك سوى الله الواحد الحقيقي، وأن في وحدانية الله ثلاثة أقانيم هم واحد في الجوهر ومتساوون في الأزلية والقدرة والمجد، لكنهم متمايزون في الشخصية. وعقيدة الثالوث عقيدة كتابية، ليس باعتبار ورودها نصا في الكتاب المقدس، لكن باعتبارها روح الكتاب المقدس. والتعبير عن عقيدة كتابية بعبارات كتابية افضل لحفظ الحق الكتابي.“
              وتقول أيضًا: (ثالثا ـ عقيدة الثالوث ليس لها برهان عقلاني: لا يمكن إثبات عقيدة الثالوث بالعقل لأنها تسمو عن إدراك العقل، إذ ليس لها شبيه في الطبيعة الروحية للإنسان المخلوق على صورة الله. فالثالوث الأقدس فريد لا مثيل له في الكون كله، وعليه فليس ثمة ما يعيننا على فهمه.)
              ويقول قاموس الكتاب المقدس مادة (ثالوث): ”ولقد كان يقين الكنيسة وايمانها بلاهوت المسيح هو الدافع الحتمي لها لتصوغ حقيقة التثليث في قالب يجعلها المحور الذي تدور حوله كل معرفة المسيحيين بالله في تلك البيئة اليهودية او الوثنية وتقوم عليه.“ وهذا اعتراف ضمنى أن الكنيسة هى صاحبة هذه الصيغة ، وقج اخترعتها لتغطى ثغرة عدم ذكر الكتاب المقدس لها. فماذا اخترعت لكم الكنيسة أيضًا؟
              ”والكلمة نفسها ((التثليث او الثالوث)) لم ترد في الكتاب المقدس، ويظن ان اول من صاغها واخترعها واستعملها هو ترتليان في القرن الثاني للميلاد. ثم ظهر سبيليوس ببدعته في منتصف القرن الثالث وحاول ان يفسر العقيدة بالقول ((ان التثليث ليس امرًا حقيقيًا في الله لكنه مجرد اعلان خارجي، فهو حادث مؤقت وليس أبديًا)) . ثم ظهرت بدعة اريوس الذي نادى بان الآب وحده هو الازلي بينما الابن والروح القدس مخلوقان متميزان عن سائر الخلقة، واخيرًا ظهر اثناسيوس داحضًا هذه النظريات وواضعًا اساس العقيدة السليمة التي قبلها واعتمدها مجمع نيقية في عام 325 ميلادية .
              ولقد تبلور قانون الايمان الاثناسيوسي على يد أغسطينوس في القرن الخامس، وصار القانون عقيدة الكنيسة الفعلية من ذلك التاريخ إلى يومنا هذا.
              ولا يستطيع دارس هذه العقيدة ان ينسى المصلح جون كلفن، الذي عاش في القرن السادس عشر، ونبّه على التساوي التام بين الاقانيم الثلاثة في هذه العقيدة، التي يلزمها مثل هذا التنبير من وقت إلى آخر على مر الزمن.
              وأخيرًا نود أن نشير إلى أن عقيدة التثليث عقيدة سامية ترتفع فوق الادراك البشري ولا يدركها العقل مجردًا، لأنها ليست وليدة التفكير البشري بل هي إعلان سماوي يقدمه الوحي المقدس، ويدعمه الاختبار المسيحي. وهكذا تصير كل ديانة يبتدعها البشر خالية من عقيدة التثليث. وفي سبيل قبول هذه العقيدة واعتناقها لا بد من الاختبار العميق للحياة المسيحية.“
              قال يوستينوس الشهيد, الذى مات نحو سنة 165م ”كان المسيح ملاكًا مخلوقًا. وهو غير الله الذى صنع كل الأشياء“. وقال إن يسوع هو أدنى من الله ولم يفعل شيئًا إلا ما أراد الخالق أن يفعله ولم يقل إلا ما أراد الله له أن يقوله.
              يؤكد أنه كان خاضعًا لإرادة الله ومشيئته أقوال يسوع نفسه الآتية:
              (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28
              (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50
              وقوله: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30
              وإيريناوس الذى مات نحو 200م قال: إن يسوع قبل بشريته كان له وجود منفصل عن الله ، وكان أدنى منه ، وأظهر أن يسوع ليس مساويًا للإله الحقيقى الوحيد ، الذى هو أسمى من الجميع.
              يؤكد هذا قول يسوع نفسه: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16،
              وقوله: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
              وترتليان الذى مات نحو 230م علم بسمو الله قائلاً: ”الاب مختلف عن الابن، إذ هو أعظم. إن الذى يلد يختلف عن الذى يولد , والذي يُرسَل يختلف عن المُرسِل“ وقال أيضًا: ”كان هناك وقت لم يكن فيه يسوع قبل كل الاشياء، وكان الله وحده“. وعلى هذا فالابن غير الآب غير الروح القدس.
              ويقول الفان لامسون فى كتابه (كنيسة القرون الثلاثة الأولى): ”لا تستمد عقيدة الثالوث الشائعة فى عصرنا هذا أدنى تأييد من لغة يوستينوس الشهيد، وهذه الملاحظة يمكن أن تشمل كل آباء ما قبل مجمع نيقية ، أى كل الكتبة المسييحين طوال الثلاثة قرون بعد الميلاد. صحيح أنهم يتكلمون عن الأب والابن والروح القدس، ولكن ليس باعتبارهم متساوون معًا, وليس باعتبارهم جوهر عددى واحد، وليس باعتبارهم ثلاثة فى واحد, ولا بأى معنى يعترف به الثالوثيون اليوم, والعكس تمامًا هو الواقع“.
              وهذه العقيدة التى تنادى بها الكنيسة اليوم هى نفس العقيدة الهرطوقية التى كان ترتليان يحاربها. فقد كتب ترتليان كتابًا كاملاً أسماه «ضد باركسياس»، وحارب فيه هذه العقيدة الضالة التى كان ينادى بها. وتتلخص تعاليم هذه الطائفة الضالة فى أن ”المسيح هو الله الآب، فالمسيح ما هو إلا مظهرًا من مظاهر الله ، أو بمعنى آخر، فإن الله واحد وهذا الإله الواحد ظهر فى يسوع المسيح فى هيئة إنسان. وهو نفسه ظهر فيما بعد فى الروح القدس وحل على المؤمنين. فالآب والابن والروح القدس ما هم إلا أسماء لأقانيم، وفى الحقيقة لا يوجد إلا شخص واحد وهو الله“. (تاريخ الفكر المسيحى ص527)
              وأكرر إن ما ينادى به المسيحيون اليوم هو ما نادى به من قبل «باركسياس» فى روما ، وهو ضال من وجهة نظر ترتليان ، وصاحب عقيدة فاسدة. فيقول الدكتور القس حنا جرجس الخضرى فى كتابه السابق الذكر ص524 عن ملخص عقيدة باركسياس التى تقول: ”إن الآب هو نفسه الذى نزل فى بطن مريم العذراء وولد منها، وهو أيضًا نفسه الذى تألم، فالآب نفسه هو يسوع (انظر Prax 1) ورفض ترتليانوس هذه العقيدة ، ويعتبر ما كتبه دحضًا لهذه الهرطقة فى غاية الأهمية“.
              وفى كتابه عن الروح يرفض ترتليان ”فكرة الوجود السابق للروح“ ص524. الأمر الذى لا يتفق مع عقيدة المثلثين اليوم ، الذين ينادون بأزلية الابن والروح القدس، وتجسُّد الإله ، وتعذيبه وقتله على الصليب. وكان يستشهد على عدم تساوى الآب والابن بقول المسيح نفسه الذى يقول فيه: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي)يوحنا 14: 28 ويواصل ترتليان شرحه لعقيدة اللوجوس فى المسيح ”بالقول بأنه بناءً على ما سبق فالابن كابن ليس أزليًا“. (تاريخ الفكر المسيحى ص529)
              ومعنى هذا أن التثليث الذى تكلم عنه ترتليان غير الثالوث الذى تُؤمن به الكنيسة اليوم ، وأنه كان يؤمن أن فكرة (كون الآب هو الابن هو الروح القدس) عقيدة كفر وضلال عند ترتليان، ويجب مكافحتها بالفكر وتعليم الناس ليتسلحوا ضدها، إلا أنها هى التى انتصرت فى النهاية!!
              إلا أن الدكتور القس حنا الخضرى عاد فألصق بترتليان إيمانه بالثالوث ، وفيه يظل الآب ”سيدًا للكون ويحتفظ بهذا السلطان ، ومع أنه محتفظ بهذا السلطان فقد منحه للابن، وهذا الأخير يستعمل هذا السلطان فى العالم لكى ينفذ به ما يريده الآب. وكل ما يريده الابن لا يختلف عن ما يريده الآب، فلا نزاع إذن بين الآب والابن. لأن ما يريده الآب هو ما يريده الابن، وينفذه الروح القدس“. (ص531)
              ولو قرأت هذه الفقرة مرة أخرى، لوجدت أن الابن سينفذ ما يريده الآب، إلا أنه لم يجد وظيفة للروح القدس ، فجعلها تنفذ هى الأخرى ما يريده الآب والابن. وهذا يكاد يصيب القارىء بالحَوَل. وأكيد سيتساءل القارىء عن الآتى:
              ما الذى دعا الآب أن يتنازل اليوم (بعد وجود الابن) عن سلطانه؟
              ولمن يكون الدعاء اليوم: هل هو للآب الذى تنازل عن سلطانه أم للابن الذى يملك هذا السلطان أم للروح القدس الذى ينفذ مشيئة الآب؟
              ولماذا استأثر الآب بالسلطان والسيادة طوال هذا العمر قبل ولادة الابن وخلقه؟
              وكيف سيكون الآب محتفظًا بسلطانه كسيد للعالم ، فى الوقت الذى أعطى فيه هذا السلطان للابن؟
              وهل من العدل أن يستأثر الآب بهذا السلطان طوال هذا الزمن ، الذى يقدره البعض بملايين السنين، ثم يعطيه للابن لعدة سنوات قليلة؟ هل فى هذا تساوى بينهما فى الألوهية والسلطان؟ فقد تكلم الابن عن نهاية وشيكة للعالم قبل انتهاء الجيل المعاصر له: (29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا. ........ 34اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ. 35اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.) متى 24: 29-35
              وكيف تتفق مشيئة الآب والابن فى الوقت الذى اختلفت مشيئتهما على الأرض، وتنازل الابن تأدُّبًا معه عن إرادته ، ووافق على مشيئة الرب العالم بكل شىء وإرادته؟ (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ..... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».) متى 26: 39 و42
              ولماذا لم يعط هذا السلطان للروح القدس؟
              وما معنى أن الابن سينفذ إرادة الآب؟ فالآب ينفذ إرادته بكلمة «كن»، فهل يضن الرب بنطق هذه الكلمة ، وتركها للابن؟
              ومن الذى سينفذ مشيئة الآب بالضبط: هل هو الابن أم الروح القدس؟
              فإذا كان الآب الذى كان يستأثر بالسلطان والسيادة على العالم ، هو نفسه الابن الذى دُفِعَت إليه السيادة ، هو نفسه الروح القدس. فما المغزى من القول بأن الآب أعطى الابن؟
              لماذا لا تقولون أعطى نفسه أو نقل الملكية من نفسه كآب إلى نفسه كابن؟
              وهكذا فإن شهادة الكتاب المقدس والتاريخ توضحان أن الثالوث لم يكن معروفًا في كل أزمنة الكتاب المقدس وطوال عدة قرون بعد ذلك.
              ثلاثة شهود فى السماء وثلاثة شهود فى الأرض:
              بعد أن تناولنا نص متى 28: 19 بالتحليل والدراسة من المصادر المسيحية المعتبرة عندهم ، نتناول ثانى وأهم نص يُشير إلى التثليث ، وهو النص الوحيد الذى يعتبر الثلاثة واحد ، وهو نص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8
              يقول النص: (فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.) يوحنا الأولى 5: 7-8
              والنص واضح جدا فى دمج الأب والكلمة والروح ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد. كما دمج على الأرض الروح والماء والدم. ويطمئن المسيحيون جدًا لهذا القول كدليل لديهم على التثليث وشرعيته.
              إن النص يتكلم هنا عن وحدة فى شهادة الشهود، فهى إن كانت تعنى فهى تعنى أن شهادة هؤلاء الثلاثة واحدة. والشهود يوم القيامة هم الله تعالى وكتابه الذى يدين به الناس ورسوله الذى بلغ هذه الرسالة. وإلا لماذا أقحم الشهادة فى النص ، لو كان يعنى أنهم ثلاثة أقانيم فى واحد ، وواحد له ثلاثة أقانيم؟ لكن ما المشكلة أن تكون شهادة كل المؤمنين شهادة واحدة؟ وما المشكلة أن يكون كل الأنبياء على قلب رجل واحد ، وتتفق شهادتهم مع كلام الله؟ هل هذا يعنى اتحادهم بالله؟ فما علاقة هذا بالثالوث الوثنى الذى تؤمن به أيها القمص.
              وإذا تخيلنا شهادة الثلاثة على الأرض وهم الروح والماء والدم ، فعن أى ثالوث يعبِّر هذا الماء والدم؟ فإذا فهمت أن الثلاثة الأول هم الثالوث الذى تؤمن به أيها القمص ، فعليك أن تؤمن أن الشهود الثلاثة الذين على الأرض هو الثالوث الثانى. وبالتالى فأنت تؤمن بإله سداسى الأقانيم، منقسم إلى ثلاثة فى السماء ، وثلاثة على الأرض. ولنترك النص يوضح هذا للقارىء:
              والدليل على هذا الفهم السليم للنص أن الترجمة الكاثوليكية 1986 قالتها: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون). أى متفقون فى الشهادة.
              ونُكمل النص ليتأكد لنا أنه لا يتكلم عن ثالوث فى واحد ، ولكنه يتكلم عن شهادة الله لنبيه: (9إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ فَشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَمُ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ اللهِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا عَنِ ابْنِهِ. 10مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِباً، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللهُ عَنِ ابْنِهِ. 11وَهَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. 12مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. 13كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.) يوحنا الأولى 5: 9-13
              فالرب شهد إذن لابنه ، وقلنا إنه من اللامعقول أن يكون الابن هو الآب ، لأنه فى هذه الحالة ستسقط شهادة الآب ، لأن شهادته لنفسه تبعًا لدستوره لا تجوز ، فلا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر: (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً.) يوحنا 5: 31
              وعبَّر يسوع على أنه والأب اثنان فقال: (16وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 17وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ. 18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) يوحنا 8: 16-18
              والنقطة الثانية فى هذا النص أن سبب هذه التعاليم والهدف منها هو (وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.) ، وليس باسم الأب والابن والروح القدس ، وليس التعميد باسم هؤلاء الثلاثة، بل باسم يسوع، الأمر الذى يتفق مع ما فعله التلاميذ فيما بعد.
              أما عن أصالة هذا النص يقول موقع Biblegateway.comللكتاب المقدس على النت تعليقًا على هذه الفقرة فى هامشه إنها غير موجودة فى أى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر:
              http://bible.gospelcom.net/passage/?...fen-NIV-30617a
              a. 1 John 5:8 Late manuscripts of the Vulgate testify in heaven: the Father, the Word and the Holy Spirit, and these three are one. 8 And there are three that testify on earth: the (not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
              وتعلق عليها ترجمة الملك جيمس الحديثة قائلة:
              1 John 5:8 NU-Text and M-Text omit the words from in heaven (verse 7) through on earth (verse 8). Only four or five very late manuscripts contain these words in Greek.
              http://bible.gospelcom.net/bible?sho...&language=engl...
              لاحظ قوله إن هناك بعض النسخ حذفت كلمات (فى السماء) من الفقرة السابعة و(فى الأرض) من الفقرة الثامنة ولم تحتويها أى نسخة غير أربع أو خمس نسخ من النسخ المتأخرة (الحديثة نسبيًا) على هذه الكلمات. ألا يثبت هذا الاختلافات الواقعة بين النسخ القديمة التى يتفاخرون بها؟ وألا يثبت هذا وجود التحريفات التى دخلت هذا الكتاب لمدة ما من الوقت ، ثم أنبهم ضميرهم فحذفوا غير الموجود فى أقدم النسخ؟ ألا يثبت هذا تلاعبهم بكتاب يُطلقون عليه كتاب الله ، ويثبت عدم إيمانهم به ككتاب لله وإلا لما تلاعبوا به؟
              وقد وضعها مترجم كتاب الحياة بين قوسين معكوفين ، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!
              أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله، فحذفوا ما تحته خط: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)
              وكتبوها كالآتى: (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ(1): 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.) ، تُرى متى تفيق ضمائر باقى المسئولين عن ترجمة الكتاب المقدس ونقده ، وينقون الكتاب مما علق به.كما أضاف التعليق الآتى فى نهاية الصفحة: (والَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ). ثم قال: هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.
              وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
              وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟
              أما ترجمة الكاثوليك ******ية لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.
              أما الترجمة الأباء ******يين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به. كما لو كان القارىء لن يلتفت إلى هذا الحذف، ولن يدر بخلده أن هناك من يحذف ويبدل ويضيف من تلقاء نفسه. وذلك لأنه يثق ثقة عمياء فى رجال الكنيسة وعلماء اللاهوت ، الذين لهم الحق فى تفسير الكتاب والعقيدة ، دون إبداء اعتراض أو تعبير لعدم الفهم أو عدم الإقتناع.
              فماذا تنتظر عزيزى المسيحى بعد اعتراف من أرفع علمائكم وهم علماء الكتاب المقدس وشرح المتون والأصول؟ لقد قالها بصراحة عارية: إن هذا النص أُدخِلَ إلى المتن ، وهذا أحد أدلتنا عليكم للتحريف!
              وأقول له: إن معنى هذا أنه لا يوجد تطابق بين ما تسمونه أقدم النسخ لديكم ، والتى تسمونها أصول الكتاب المقدس، أو إنهم يتلاعبون بنصوص الكتاب الذى ينسبونه للرب!!
              وأسأله: ما مصير من آمن بهذا النص أنه موحى به من عند الرب من الأجيال اللاحقة للقرن السادس عشر حتى عاد ضمير المترجم إلى صوابه فى القرن العشرين أو الواحد والعشرين؟
              إنَّ مشكلة هذا النص الوحيدة (كما يقول الأستاذ eeww2000) أنه غير موجود فى الأصول اليونانية ، ولم يظهر إلى الوجود إلا فى عصور متأخرة وليس قبل القرن السادس عشر بعد 1500 سنة من ميلاد المسيح  الآن نبدأ بملخص القصة قصة هذا النص:
              هذا النص وجد فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر وهذه هى أرقام المخطوطات 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:39 م.

              تعليق

              • abubakr_3
                مُشرِف

                • 15 يون, 2006
                • 849
                • موظف
                • مسلم

                #22
                والمخطوطة الأخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر أى بعد ألف سنة من رفع يسوع، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.
                ومعنى ذلك أنه لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربع كُتِبَ فيها النص على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية.
                والقصة واضحة: فقد لفت نظر أحد النساخ لفظ ثلاثة الموجود فى العدد الثامن 8 "والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد." فلم يجد مانع من أن يضيف على لسان يوحنا ثلاثة أخرى لتساعده فى إثبات عقيدة التثليث التى لا تجد لها أى نص صريح فى الكتاب المقدس عندهم.
                ويقول بعض علمائهم إن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة ما ، تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم ، ثم وجدت هذه الإضافة طريقًا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.
                وقد سُئِلَ عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص. هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب ، وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية. والسؤال كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟
                فهل تعلمون ما معنى أن يضغط كبار رجال الكنيسة وآباؤها على إيرازموس لإضافة نص إلى الكتاب المقدس وهو غير موجود فى أصوله؟ هل تعلمون ما معنى الحرية التى يتمتع بها هؤلاء الناس لإضافة نص أو حذف آخر أو لَىِّ الحقائق لتمرير عقيدة ما وهدم أخرى؟ وهل تعلمون ما معنى أن الكنيسة تصنع له مخطوطة لتقنعه بوجود النص بها حتى تخدع هذا الرجل الأمين ويُدخلها فى متن الكتاب؟ وهل تعلمون أن معنى هذا أن الكتاب تم تجميعه من مخطوطات مختلفة؟
                ليس عندى تعليق على هذا إلا قول الرب فيهم:
                (لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ... 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!) متى 23: 13 و15
                (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8
                (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 31-32
                (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
                (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 9
                هذا وتعتمد الترجمة الألمانية لرسالة يوحنا على الطبعة الثانية من كتاب إيرازموس هذا لعام 1519 ، ولذلك حذف الألمان من عندهم هذه الصيغة فى أى عصر من العصور. فلك أن تتخيل هذا!
                ونسخة الملك جيمس الشهيرة اعتمدت بصورة رئيسية على النسخة اليونانية للطبعة العاشرة لنسخة تيودور بيزا التى هى فى الأساس تعتمد على الطبعة الثالثة لنسخة إيرازموس السابق ذكرها ولذلك هذه الصيغة مشهورة عند الشعوب الناطقة بالإنجليزية فقط أكثر من غيرهم.
                ولذلك عندما اجتمع 32 عالم نصرانى ، يدعمهم خمسون محاضر نصرانى لعمل النسخة القياسية المراجعة حذف هذا النص بلا أى تردد.
                وهناك شهادة عالم كبير هو إسحاق نيوتن الذى يقول إن هذا المقطع ظهر أول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس للعهد الجديد. ويضيف نيوتن أيضا نقطة قوية: وهى أن هذا النص لم يستخدم فى أى مجادلات لاهوتية حول الثالوث من وقت جيروم وحتى وقت طويل بعده. ولم يذكر أبدًا، ولكن تسلل النص بطريقة شيطانية مستغلا غفلة أتباع الصليب الذين يقبلون أى شىء إلا التنازل عن الثالوث المفبرك كما رأينا. وهذا هو الرابط
                http://cyberistan.org/islamic/newton1.html
                وقد اعترف الكاتب جون جلكرايست فى كتابه للرد على العلامة الشيخ أحمد ديدات واسم الكتاب "نعم الكتاب المقدس كلمة الله" يعترف بكل ذلك ويلقى باللوم على نساخ الإنجيل وإليك نص كلامه من موقع كتابه على الانترنت.
                (3المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5: 7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءًا من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَمًا لا تورد هذه الآية. ويفترض ديدات أنَّ "هذه الآية هي أقرب إلى ما يُسمِّيه النصارى بالثالوث الأقدس وهوأحد دعائم النصرانية" صفحة 16.).
                http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1J...mo&nomd&bi=kjv
                7For there are three that bear record in heaven, the Father, the Word, and the Holy Ghost: and these three are one. (KJV)
                وترجمتها: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.)

                7And the Spirit is the witness, because the Spirit is the truth. (RSV)
                http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1J...mo&nomd&bi=rsv
                وترجمتها: (والروح هو الشاهد ، لأن الروح هو الحق)
                فهل أضاف المترجم هذه الجملة من عند نفسه؟ أم احتوتها احدى النسخ وغفلتها نسخة أخرى؟ وهل بالرغم من كل هذا تسمونه وحى من الله؟
                هذا من كلامهم ومن موقعهم للرد على هذه الفضيحة نعم فضيحة بكل المقاييس تخيل النص الوحيد الواضح والذى يردده جميعهم مفبرك ليس له وجود باعترافهم!
                وإليك اعتراف آخر من كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم جون ستون يقول بالحرف: "هذا العدد بأكمله يمكن اعتباره تعليقا أو إضافة بريق ولمعان. ويشبهها فى ذلك عبارة فى الأرض فى العدد الثامن. ويدعو بلمر هذه القراءة أنها لا يمكن الدفاع عنها ويسجل أدلة فى عشرة صفحات على أنها مفبركة .... فهذه الكلمات لا توجد فى أى مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر وقد ظهرت هذه الكلمات أول ما ظهرت فى مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمى إلى القرن الرابع ثم أخذت طريقها إلى النسخة المعتمدة وذلك بعد أن ضمها إيرازموس فى الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد. ولا شك أن الكاتب تأثر بالشهادة المثلثة التى فى العدد الثامن ، وفكر فى الثالوث. لذلك اقترح شهادة مثلثة فى السماء أيضًا. والواقع أن تحشيته ليست موفقة فالإنجيل لا يعلم أن الآب والابن والروح القدس يشهدون جميعا للابن ولكنه يعلم أن الآب يشهد للابن عن طريق الروح القدس" انتهى بالنص صفحة 141.
                وهذا اعترافه كاملاً ، بل يوضح ويقول إن وضع هذا النص كان من نوع (جاء يكحلها عماها) وأن تحشيته غير دقيقة.
                ويقول الإصدار الرابع لمعجم مفسرى الكتاب المقدس ص711، ”إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة فى السماء (يوحنا الأولى 5: 7) -نسخة الملك جيمس- ليس جزءًا حقيقيًا من العهد الجديد.“
                The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press
                ويقول نفس المرجع السابق ص871: ”إن نص رسالة ( يوحنا الأولى 5: 7 الذى يقول: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ". هو إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد.“
                ويقول قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص1020: ”إن العدد في رسالة ( يوحنا الأولى 5: 7) في النص اليوناني الأول للعهد الجديدTextus Receptus والموجودة في نسخة الملك جيمس يوضح كيف أن يوحنا قد توصل إلى عقيدة الثالوث في هيئتها الواضحة "الآب والكلمة والروح القدس" ، إلا أن هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية.“
                The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020
                ويقول تفسير "بيك" للكتاب المقدس(Peake's Commentary on the Bible) : ”إن الإضافة الشهيرة للشهود الثلاثة“: «الآب والكلمة والروح القدس» غير موجودة حتى في النسخة القياسية المنقحة. وهذه الإضافة تتكلم عن الشهادة السماوية للآب، واللوجوس وهو(الكلمة) ، والروح القدس، إلا أنها لم تستخدم أبداً في المناقشات التي قادها أتباع الثالوث. لا يوجد مخطوطة يدوية جديرة بالاحترام تحتوي على هذا النص. حيث إن هذه الإضافة قد ظهرت للمرة الأولى فى النص اللاتيني في أواخر القرن الرابع بعد الميلاد ، حيث أقحمت في نسخة فولجاتة(Vulgate) وأخيرًا في نسخة إيرازموس( Erasmus) للعهد الجديد“.
                https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=4604
                وهذه أسماء بعض الترجمات الانجليزية للكتاب المقدس التى حذفت هذه الزيادة:
                1 - The Bible in Basic English
                2 - Hebrew Names Version of World English Bible
                3 - The Revised Standard Version
                4 - Holy Bible: Easy-to-Read Version
                5 - The Darby Translation
                6 - The American Standard Version
                7 - The New Revised Standard Version
                8 - International Standard Version
                9 - The New American Standard Bible
                10 - Contemporary English Version
                11 - The New Living Translation
                12 - World English Bible
                13 - Weymouth's New Testament
                14 - GOD'S WORD translation
                * * *
                آباء لم يعرفوا شيئًا عن التثليث:
                وبعد أن رأينا أن النص لا أصل له حتى القرن السادس عشر، وأن المخطوطة التى احتوت هذا النص وضعتها الكنيسة لإقناع إيرازموس بوضع هذا النص فى طبعته الثالثة 1522م ، بعد أن رفض كتابتها فى الطبعتين الأولى 1516م والثانية 1519م. إلا أنه هناك من يدعى أن الآباء الأولين قد اقتبسوا هذا النص فى كتاباتهم، وهم يريدون بذلك تأصيل هذا النص افتراءًا على الله ، بل وافتراءًا على الآباء. وعلينا الآن أن ندرس كتابات الآباء الأولين واقتباساتهم ، ليتأكد لنا أن هذا النص لم يكن له أدنى وجود وقتها. وأورد هنا ما كتبه المهندس عمرو المصرى فى تفنيده لهذا الرأى من الموقع الآتى بتصرف بسيط:
                https://www.hurras.org/vb/showthread...9089#post19089

                القديس أكلمندس السكندرى St. Clement Of Alexandria
                لقد شدّدَ أكلمندس السكندرى (200م) في كتاباته على الثالوث, وعلى الرغم من ذلك فإن اقتباسه لفقرة رسالة يوحنا الأولى لم تشتمل على الصيغة التثليثية؟! فقد علَّق على رسالة يوحنا الأولى الأعداد (6) و(8) من الإصحاح الخامس، ولا يوجد أدنى أثر لهذه الصيغة المثلثة ، التى يشملها العدد (7).
                ANF 2.05.49 St. Clement Of Alex. - Fragments of Clement - Chap. III (Comments on the First Epistle of John)
                1Jo_5:6. He says, “This is He who came by water and blood;” and again, -
                1Jo_5:8 “For there are three that bear witness, the spirit,” which is life, “and the water,” which is regeneration and faith, “and the blood,” which is knowledge; “and these three are one.” For in the Saviour are those saving virtues, and life itself exists in His own Son.
                http://www.newadvent.org/fathers/0211.htm
                يوحنا الأولى 5: 6: (يقول: ”هَذَا هُوَ الَّذِي أَتَى عَنْ طَريقِ ِمَاءٍ وَدَمٍ“) ، حيث لا معنى لما تقوله ترجمة الفاندايك أنه أتى (بماء ودم) ، وحرف الجر by يعنى هنا عن طريق أو بواسطة.
                فإذا كان الذى يتكلمون عنه هو يسوع ، وقد أتى عن طريق ماء ودم ، فالنص يُشير إذن إلى بشريته المحضة ، وإذا ربطت هذا النص بقول يسوع نفسه، الذى أفهمهم فيه أن الذى له عظام ولحم ، فهذا ابن الإنسان (ابن آدم) وليس بإله، لأن الإله لا يُمكن رؤيته فهو روح: (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
                يوحنا الأولى 5: 8 (”وََالَّذِينَ يَشْهَدُونَ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الروح“ وهى الحياة، ”والماء“ التى تعنى التجديد والإيمان، ”والدم“ الذى يعبر عن المعرفة. ”والثلاثة هم واحد.“ فإن فى المخلص هذه الصفات المنجية، كما أن الحياة بعينها تتواجد فى ابنه).
                وإذا أضفنا على التحليل السابق أن الشهود على بشريته وأنه ليس بإله هم الماء والدم الذان جاء منهما، والروح التى هى الحياة التى تحول اللحم والعظام والدم إلى كائن حى. فأصبح باتحادهم بشرًا سويًا مثلنا: يأكل ويشرب ، يتبول ويتبرز، يخاف ويهرب، يتعب وينام، يجهل أشياء ويعلم أخرى.
                وعلى ذلك فلا وجود لدى اقتباسات أكلمندس السكندري أية إشارة إلى النص الثالوثي، على الرغم من أهميته الشديدة في المعتقد والأصول المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية .. فهل لهذا تفسير إلا أن أكلمندس لا يعلم عنه شيئا قط؟!!
                القديس ثيوفيلس الأنطاكي St. Theophilus of Antioch
                القديس ثيوفيلس الأنطاكي من آباء القرن الثاني ، وهو يؤمن بالثالوث الخاص به، وهو (الآب والابن والحكمة). فهل تعتقد أن مثل هذا القديس كان يعلم بوجود الثالوث الذى نحن بصدد الحديث عنه وهو (الآب والكلمة والروح القدس) أو حتى ثالوث متى (الآب والابن والروح القدس)؟ وهل لو كان بعلم بهذا الثالوث لكان اتخذ ثالوثًا آخرًا، والذى يتمثل فى (الآب والابن والحكمة)؟ وإذا كانت الكلمة هى الحكمة، فمعنى ذلك أنه كان يؤمن بإله ثنائى الأقانيم، الأمر الذى يتحتم معه سحب لقب قديس منه ، ووصفه بالكفر طبقًا للفكر اللاهوتى الأرثوذكسى أو الكاثوليكى؟
                لا أرى أن لهذا الأب العظيم أي دراية أو علم بنص الثالوث الشهير وإلا لما أخطأ هذا الخطأ الشنيع في أهم أصل من أصول المعتقد النصراني القويم ..
                العلامة اللاهوتي أوريجانوس Origen of Alexandria
                والعلامة أوريجانوس غنى عن التعريف ، فهو اللاهوتي الشهير .. فقد اقتبس فى تعليقه على إنجيل يوحنا صراحًة نص رسالة يوحنا الأولى 5: 8 .. ولم يلق بالاً لنص يوحنا الأولى 5: 7 وكأنه كتب في نسخته بخط شفاف. أفلا يدل هذا على عدم معرفة أوريجانوس بهذا النص؟ أم كان يعرفه وتجاهله لعدم إيمانه به؟ أم تجاهله لعلمه أنه مدسوس؟ وراجع فى ذلك
                ANF 9.13.12 Origen - Commentary on Gospel Of John - Book VI. - Chap. XXVI
                القديس ترتليانوس Saint Tertullian
                كتب القديس ترتليانوس عام 210م تقريبًا في كتابه (ضد بركسيس), محاولاً بكل جهده إثبات الثالوث ، فاقتبس نص يوحنا 10: 30 [(أنا والآب واحد) للتدليل على ألوهية يسوع]. وعلى الرغم من ذلك لا يقتبس نص يوحنا 5: 7 ذي الدلالة القاطعة لدى المثلثين على أصولية الثالوث عندهم.
                ANF 3.01.60 St. Tertullian - Against Praxes - Chap. VIII, Chap. XXII., Chap. XXV
                وذكر ترتليانوس فيه أدلة عديدة أخرى على ألوهية يسوع منها (يوحنا 1: 1) و(يوحنا 14: 11) وغيرها ، فلماذا لم يذكر ترتليانوس النص الثالوثي وهو في أشد الحاجة إليه هنا وقد اقتبس نص (يوحنا 10: 30) عدة مرات ، ليؤكد على الوحدة بين الآب والابن؟!
                ولا يزال السؤال المحير قائمًا لماذا لم يستدل به ترتليانوس، وهو فى أشد الحاجة إليه ليُثبت عقيدته دون محاورات أخرى من جانب المعترضين أو المشككين، حيث لا اجتهاد مع وجود النص؟
                فنجده مثلا في فصل 25 يقول
                These Three are, one95 essence, not one Person,96 as it is said, “I and my Father are One”(John x. 30.) in respect of] unity of substance not singularity of number.
                http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf03.v.ix.xxv.html
                هؤلاء الثلاثة هم جوهر واحد وليسوا أقنومًا واحدًا, لأنه قيل: ”أنا والآب واحد“ مع الأخذ في الإعتبار بوحدة الجوهر لا وحدة العدد.
                القديس كبريانوس Saint Cyprian
                وكبريانوس هو أحد آباء القرن الثالث، وقد كتب فيما يظهر للقارئ أنه استشهاد بنص موجود، وقال سكريفينر إنه يصعب أن يُصدَّق أن كبريانوس لم يقتبس نصًا .. ولكن هذا القول أمامه عوائق كثيرة .. لعلها مسرودة فيما كتبه د. دانيال والاس ردًا على من قال بأن ما كتبه كبريانوس استشهادًا منه بنص كتابي ولعلنا نترجم بعضه .. فيقول د. والاس:
                The Comma Johanneum and Cyprian By: Daniel B. Wallace , Th.M., Ph.D.
                كتب إلىَّ صديق مؤخرًا بخصوص قراءة ترجمة الملك جيمس لنص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 .. وقد لاحظ أنِّي لم أذكر كبريانوس فى مقالتي بخصوص هذا النص ، حيث إن البعض يقولون: إنه اقتبس نفس النص المذكور في رسالة يوحنا تمامًا، كما ذكرته ترجمة الملك جيمس!! (فإن الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون فى الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم. والثلاثة هم فى الواحد.)
                ولكن هل حقًا اقتبس كبريانوس كلامه من نسخة من نسخ رسالة يوحنا الأولى التي تحوي على هذه الصيغة التثليثية؟ لو كان الأمر كذلك لكان في غاية الأهمية .. فكبريانوس عاش في القرن الثالث, وسيكون أقدم شخصية اقتبست هذا النص! ولكن قبل أن نلتفت لكتابات كبريانوس فإن هناك خلفية لهذا الموضوع يجب عرضها ..
                (1) هذا النص لم يظهر إلا في 8 مخطوطات , غالبا فى الحواشى وكلها مخطوطات متأخرة .. وقال بروس متزجر بعد تعليقه على المخطوطات فى ص648 في كتابه الشهير Textual Commentary on The Greek New Testament - 2nd Edition
                (2) لم يقتبس هذا النص أي أب من الآباء اليونانيين، ولو كانوا يعلمون عنه شيئًا لاستشهدوا به في جدالهم اللاهوتى حول الثالوث في هرطقات (سابيليوس وآريوس) .. وأول ظهور لها في نص يوناني كان في 1215 في النسخة اليونانية من
                (Latin) Acts of the Lateran Council ..
                (3) هذه الفقرة لا توجد في كل المخطوطات القديمة (السيريانية , والقبطية , والأرمينية , والأثيوبية , والعربية ، والسلافية) باستثناء اللاتينية ؛ ومع ذلك فهى لا توجد في كل من:
                (أ) اللاتينة القديمة في صورتها القديمة (ترتليانوس، كبريانوس، أوغسطينوس)
                ولا في الفالجيت – الفولجاتا: (ب)) كما كتبها Jerome .. ، ولا (ت) كما راجها Alcuin.) انتهى الاقتباس من كتاب بروس متزجر ويكمل والاس قائلاً:
                وأول مثال نراه لاقتباس هذه الفقرات كجزء من الرسالة كانت في القرن الرابع في رسالة لاتينية بعنوان Liber Apologeticus فصل (4) منسوبة للمهرطق الأسباني بريسيليان (مات في 385) أو لتلميذه الأسقف انستانتيوس.. ويظهر بوضوح لمعان هذه الفقرات عند تفسير العدد (8) بأنه يشير إلى الثالوث (8والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح و الماء و الدم) وظهرت أولا كتفسير لهذه الكلمات في الهوامش ، ومنها وجدت طريقها إلى متن النص.
                وهكذا يجب أن نميز بكل حرص بين النص الحقيقي الذي يقتبسه كبريانوس وبين تفسيراته! فكما قال متزجر: اللاتينية القديمة التي استخدمها كبريانوس لا تعطي أي دليل على وجود النص.. وفي الناحية الأخرى لا نرى كبريانوس مع ذلك قد أظهر دليلاً لوضع هالة لاهوتية حول النص ..
                وفي كتابه De catholicae ecclesiae unitate 6 قال:
                “The Lord says, ‘I and the Father are one’; and again it is written of the Father, and of the Son, and of the Holy Spirit, ‘And these three are one.’”
                قال الرب "أنا والآب واحد", ومرة أخرى فإنه مكتوب عن الآب وعن الابن وعن الروح القدس, "وهؤلاء الثلاثة هم واحد".
                فالواضح من كلامه أنه يشرح 1يوحنا 5: 8 وأنه يقصد أن الثلاثة شهود تشير إلى الثالوث. وبوضوح كان لابد له أن يفسرها بهذه الطريقة ..
                ويكمل د. والاس: حيث إن يوحنا 10: 30 تتعامل مع فكرة الوحدة, ووحدت بين الآب والابن كان لزامًا على كبريانوس أن يبحث عن نص يتحدث عن الروح القدس أيضا ويستخدم نفس أسلوب يوحنا 10: 30 .. وهذا هام إلى حد بعيد.
                ومع ذلك فإن كبريانوس لم يقتبس "عن الآب وعن الابن وعن الروح القدس" كنص كتابي وإنما كما هو واضح كان يشرح ”الروح والماء والدم“.
                ومع أننا نجد أن العبارة في نص التثليث واضحة "الآب والكلمة والروح القدس", ولكن كبريانوس لم يقتبس النص هكذا، بل يقول: "عن الآب وعن الابن وعن الروح القدس" وهذا دليل على عدم علمه بالنص كجزء من الرسالة .. فالمتوقع منه أن يقتبس النص كما هو صريحًا في الرسالة بنفس كلماته ، وبما أنه لم يفعل فالمعنى واضح: وهو أنه كان يُشير إلى أن ما كتبه كان تفسيرًا تثليثيًّا لنص رسالة يوحنا الأولى 5: 8 ، فرضه كبريانوس [على الرسالة].
                ثم يذكر د. والاس ما قاله "ميشيل ماينارد" الذي صنف كتابًا في تاريخية الجدال على هذا النص وكان تعليقه: ”يعتبر كبريانوس من الذين يقتبسون حرفيًا من الكتاب“.
                وهذا صحيح ويخالف تمامًا الرأي القائل بأن كبريانوس اقتبس هذا النص في كتابه, إذ إن ما اقتبسه كبريانوس من رسالة يوحنا هو فقط ”هؤلاء الثلاثة هم واحد“ أي الكلمات الموجودة في النص اليوناني فقط!
                وهكذا فإن كبريانوس كان يشرح نص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 حيث فهم منه أنه يشير للثالوث, ولكن أن يكون كبريانوس قد رأى هذا النص في الرسالة واقتبسها فهذا من غير المحتمل .. ومما يؤيد ذلك المعضلة التاريخية الكبيرة التي تواجه كل من يحاول توثيق هذا النص وهي اختفاء هذا النص من كل المخطوطات اليونانية لألف وخمسمائة عام (1500) , حيث إنها في البدء ظهرت في اللاتينية, بداية من المهرطق الاسباني برسيليان في 380م , وهذا يوضح بسهولة سبب عدم وجودها في المخطوطات اليونانية القديمة .. وعليه فإن الأدلة التاريخية تقودنا إلى اتجاهين لا ثالث لهما:
                الأول: هذه القراءة قد أضافها بعض الكتبة اللاتينيين, والذين قد دفعهم الحماس للمعتقد لإضافة تلك الكلمات في النص المقدس.
                الثاني: كانت هذه القراءة عبارة عن شرح كٌتِبَ على هامش بعض المخطوطات اللاتينية بين القرنين الثالث والرابع ثم وجد طريقه إلى المتن اللاتيني عن طريق كاتب لم يكن واثقًا من كون القراءة تعليقًا أم من أصل النص.
                إلى هنا انتهى كلام د. دانيال والاس ويمكن مراجعته بالنص الإنجليزي في الموقع المذكور أعلاه.
                أضف إلى ما قاله د. دانيال والاس أن كبريانوس لم يستشهد بهذا النص فى العديد من كتاباته ، التى تناولت اثبات الوحدة بين الأقانيم. حيث كان استدلاله الرئيسي بنص يوحنا 10: 30 انظر مثلاً:
                ANF 5.02.15 St. Cyprian - Epistle Of Cyprian - Chap. LXXV.
                5. And therefore the Lord, suggesting to us a unity that comes from divine authority, lays it down, saying, “I and my Father are one.” To which unity reducing His Church, He says again, “And there shall be one flock,474 and one shepherd.”
                http://www.newadvent.org/fathers/050675.htm
                القديس ديونيسيوس Saint Dionysius
                وقد استشهد القديس ديونيسيوس في شرحه للثالوث بنص يوحنا 10: 30 وأيضًا نص يو 14: 10 .. وإذا كان يتكلم عن الثالوث .. فقد كان إذن في أشد الحاجة لهذا النص. فلماذا لم يذكره إذًا؟!
                ANF 7.05.02 Dionysius - Against the  Sabellians
                3. That admirable and divine unity, therefore, must neither be separated into three divinities, nor must the dignity and eminent greatness of the Lord be diminished by having applied to it the name of creation, but we must believe on God the Father Omnipotent, and on Christ Jesus His Son, and on the Holy Spirit. Moreover, that the Word is united to the God of all, because He says, “I and the Father are one;” (Joh_10:30) and, “I am in the Father, and the Father is in Me.” (Joh_14:10) Thus doubtless will be maintained in its integrity the doctrine of the divine Trinity, and the sacred announcement of the monarchy.
                http://www.newadvent.org/fathers/0713.htm
                فنجده تكلم بكل وضوح عن حالة الابن بالآب من خلال نصى يوحنا 10: 30 ويوحنا 14: 10 .. وكأنه لم ير الروح ابتداءًا ولم يذكر فيها نصًا واحدًا يثلث يهوه! .. فلماذا لم يذكر ديونيسيوس هذا النص إن كان يعلم عنه شيء؟!
                وفى ردهم على هذا السؤال يقولون إن هذه الحوارات لم يكن فيها حاجة للاستشهاد بهذا النص، إذ أن السابيلينية مثلاً يؤمنون بالثالوث إبتداءًا، ولكنهم لا يميّزون بين الأقانيم.
                ونرد عليهم إجابتهم هذه بسؤال توضيحى: أليس على من يعتقد شيئًا أن يستشهد من الكتاب بالنصوص التى تُدلِّل على صحة معتقده ، وتنفى عن المعتقِد الضلال والزيغ عن تعاليم الكتاب؟ ولو كان الأمر كذلك ، فلماذا استشهد ديونيسيوس فى كتاباته ضد السبلينية بنص يوحنا 10: 30 القائل: (أنا والآب واحد) وهم يؤمنون بالثالوث ابتداءًا؟ فإن استشهاد ديونيسيوس هذا يدحض قولهم ، وينسف ردهم فيذره قاعًا صفصفًا!!
                القديس هيبوليتوس Saint Hippolytus
                لم يتعرض القديس هيبوليتس قط لنص رسالة يوحنا الأولى 5: 7 كعادة الآباء عندما تكلم عن الوحدة بين الأقانيم، وإنما استشهد بيوحنا 10: 30 (أنا والآب واحد) فنجد في كتابات القديس هيبوليتوس مثلاً
                ANF 5.01.27 St. Hippolytus - Fragments - Part II
                7. If, again, he allege His own word when He said, “I and the Father are one,” (Joh_10:30) let him attend to the fact, and understand that He did not say, “I and the Father am one, but are one.”121 For the word are122 is not said of one person, but it refers to two persons, and one power.123 He has Himself made this clear, when He spake to His Father concerning the disciples, “The glory which Thou gavest me I have given them; that they may be one, even as we are one: I in them, and Thou in me, that they may be made perfect in one; that the world may know that Thou hast sent me.” (Joh_17:22, Joh_17:23)
                http://www.newadvent.org/fathers/0521.htm
                وهنا يتكلم هيبوليتوس عن التمايز بين الأقانيم مع الوحدة في الجوهر مستشهدًا بيوحنا 10: 30 ، الذي لا يذكر إلا الآب والابن .. فلماذا لم يذكر هيبوليتوس نص التثليث الشهير يوحنا الأولى 5: 7 في هذا الموقف، أم أنه لم يكن موجودًا لديه؟
                وهذا حال كل الآباء تقريبًا .. فبالرغم من أن النص واضح وضوح الشمس .. إلا أننا لا نجد أحدًا أقدم على استخدامه للتدليل على المعتقد مما يدل على قوة القول بتزوير هذا النص وعدم أصوليته بأي حال من الأحوال .. فهو مختف تمامًا من كل كتابات الآباء الذين يتشدق بهم النصارى .. فبأى حديث بعده يتمسَّكون؟!
                الآن وبعد أن علمنا مدى تحريف الآباء لما يسمونه أصول نصوص أو مخطوطات الكتاب المقدس، فيجوز لنا أن نتساءل:
                هل هؤلاء كانوا أهلاً للثقة أن تؤخذ منهم عقيدة أو دين أو خلق؟
                وإذا كانوا قد حرفوا نصًا واحدًا لإثبات عقيدتهم فى التثليث ، فكيف يتبين لكم أنهم صدقوا فى باقى معتقداتكم؟
                وألا يدل هذا على أنه كان من اليسير أن ينسخ أى فرد يشتغل بالدين كتابًا أو مخطوطة ويُضيف إليها ما يشاء أو يحذف منها ما يريد ، فى محاولة لإثبات ما يراه صحيحًا فى عقيدته؟ (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
                وهو الأمر الذى دعا مترجمو الكتاب المقدس للآباء ******يين أن يقدموا كتابهم موضحين أن نصوص الكتاب المقدس وعلى الأخص العهد الجديد قد أضاف عليه النسَّاخ فقرات جديدة ، أسموها زخارف وشوائب، تؤيد هذه الفقرات بالطبع وجهة نظر الكنيسة التى ينسخون لها. فقد قال تحت عنوان (نص العهد الجديد) ص12-14: ”وليس فى هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه، بل هى كلّها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التى خطتها يد المؤلف نفسه أو أملاها املاءً. .. .. .. إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة، بل يُمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية، ولكن عددها كثير جدًا على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو أو الألفاظ أو ترتيب الكلام، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها“.
                ”واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“
                ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“
                ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“
                ”ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصًّا يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول ، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
                ”يُضاف إلى مراجعة الكتب المخطوطة باليونانية والترجمات القديمة أن علماء نقد النصوص يحاولون الاستفادة مما فى مؤلفات آباء الكنيسة من شواهد كثيرة جدًا أُخذت من العهد الجديد. .. .. .. غير أن لهذه الشواهد محذورَيْن. فالأمر لا يقتصر على أن كلاً منها لا يورد إلا شيئًا يسيرًا من النص، بل كان الآباء على سوء طالعنا ، يستشهدون به فى أغلب الأحيان عن ظهر قلبهم ومن غير أن يراعوا الدقة مراعاة كبيرة. فلا يمكننا ، والحالة هذه ، أن نثق تمامًا بما ينقلون إلينا.“
                وإذا كان الأمر كذلك فما هو موضوع حرق المخطوطات التى كان يزيد بها الأخطاء الإملائية عن خطأين أثناء النسخ؟
                وما رأيك أنت عزيزى المسيحى؟ ماذا تُسمِّى هذا؟ هل تسميه تحريفًا وتزويرًا لكتاب الرب؟ أم عندك تسمية أخرى لهذه الجريمة؟
                وهل تأكد لك عزيزى المسيحى أنه لم يكن من الصعب تحريف كلمة الرب ، طالما أنه لم يتعهَّد بحفظها؟
                فلماذا أمر الرب بعدم الزيادة على كلامه أو النقصان منه، إلا إذا كان هذا مُتاح؟ (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ.) التثنية 12: 32
                (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟) أعمال الرسل 7: 53
                (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ.) رومية 3: 1-2
                ولماذا تتعجبون؟ ألم يتهم يسوع الكهنة والكتبة بتحريف تعاليم الرب ووصاياه؟ أليس هؤلاء الآباء المحرفون هم امتدادًا للكتبة والكهنة عند بنى إسرائيل؟ (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                ألم يتهم الرب على لسان داود بتحريف كلامه وكتابه؟ (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5
                ولماذا تتعجب عزيزى المسيحى؟ فإذا كان الرب قد أمركم ألا تسمعوا لأنبيائكم لأنهم ضالون ، فهل تتوقع مع هذا الأمر صلاح الآباء؟
                (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ) إرمياء 23: 16
                (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7
                (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                وأصبح اليوم لا مفر أمامهم من التسليم وكل من يستخدم هذا العدد لاثبات التثليث بعد اليوم يطلق عليه لقب مدلس أو جاهل مخدوع إذا كان حسن النية مثل إيرازموس. فما رأى القس زكريا بطرس فى هذا؟
                من الطبيعى أن يدافع كل إنسان عن معتقده، وعن كتابه الذى يؤمن بقدسيته، وأن يثق فى رجال الدين، الذى يعتنقه، لكنه من السَّفه العناد أمام الحقائق الجلية، والأدلة الواضحة. من السَّفه أن أؤمن بما ليس فى كتابى، وبما لا أستطيع أن أبرهنه عقليًا. فالكتاب ينبغى أن يكون حجَّة علىّ وعلى الآباء الأقدمين ، وليس العكس. فهل يُعقل أن أتخذ كلام الآباء الأقدمين ، والذى لم يأت فى الكتاب حُجة على عقيدتى ودينى من دون الله؟
                هل إلوهيم إله واحد أم جمع من الآلهة؟
                علمنا من اعترافات آباء الكنيسة ورجالها أن الكتاب الذى يقدسونه لا يحتوى على كلمة التثليث أو كلمة أقنوم أقنوم أو حتى صيغة تُشير إلى أن الله له من يُعينه أو يقتسم معه الهيمنة على ملكوته أو يشاركه الحكم فيه. كما رأينا تفنيد النصوص التى يستشهدون بها على التثليث فيما يسمونه العهد الجديد، وعلمنا أنها نصوصًا مدسوسة على الكتاب ، ويُمكن تفسيرها تفسيرًا آخرًا يتماشى مع روح النصوص المحكمة التى تشير إلى وحدانية الله، خلافًا لما يؤمنون به.
                إلا أنك تجد مِن المسيحيين مَن يستشهد بكلمة ألوهيم ، ويُخمِّن أنها قد تشير إلى التثليث، وذلك لأن كلمة ألوهيم تُشير إلى الجمع، خلافًا لما يؤمن به اليهود. وهكذا يُعلمون اليهود دينهم ويؤولون لهم لغتهم!! ونفس الشىء يقومون به مع المسلمين ، فهم يرون فى القرآن أيضًا نصوصًا تشير إلى التثليث ، وألوهية يسوع ، وذلك قسرًا للآيات ، وَلَيًّا لمعانيها ولغتها ومناسبة نزولها. فما لم يجدوه فيما يسمونه العهد الجديد ، يجدونه فى كتب الآخرين! هكذا حجة المفلس دائمًا!!
                وبمعنى آخر: إنهم يؤمنون أولاً ، ثم يبحثون عما يُصدِّق إيمانهم بأى وسيلة كانت. حتى ذهب البعض ليشرح الثالوث فمثله بالحذاء: فالحذاء له نعل ووجه والرباط. لكنها فى النهاية حذاء واحد. ونسى أن هناك حذاء بدون رباط ، وبالتالى يكون الثالوث قد نقص أقنومًا. ونسى أن هناك سابوهات ، تؤكد على كلامه أن الإله ثنائى الأقانيم ، فهو ينقص الرباط ، وحتى وجه السابوه ينقص عن وجه الحذاء!!
                وذهب آخر لتأكيد الثالوث فلجأ إلى المثل الشعبى (التالتة تابتة). وهذا عنده تأكيد على صحة معتقده. فأجابه آخر يؤكد له أن إلهه بهذا المنطق فهو خماسى الأقانيم، وقابل للزيادة. فنحن نقول أيضًا (خمسة وخميسة) لدرأ الحسد. ونقول (ميَّة ميَّة) للشىء الذى لا يوجد ما يشوبه. وعلى ذلك فقد ارتفع عدد الأقانيم إلى مائة!!
                لكن لو سلمنا بما يقولون لكانت كلمة ألوهيم تشير إلى الجمع وليس إلى الثلاثة تحديدًا. ولو هى تُشير إلى الجمع لانتفى التوحيد الذى يَتَغَنُّون به! فهى قد تُشير إلى ثلاثة أو ثلاثمائة أو ملايين من الآلهة.
                ولو كانت تعنى ثلاثة فقط، فما معنى أن يسوع ابن إلوهيم، وهو أحد آلهة الإلوهيم؟ فهو لا يمكن أن يكون ابن نفسه ، وإلا لكان هذا الكلام إفسادًا للعقول واللغة والفهم القويم!! وعلى ذلك فلن يتبق من الثالوث إلا الأب والروح القدس، فلو كان ابنًا للأب لخالف ذلك ما جاء بالكتاب الذى يقدسونه ، فالروح القدس هو الذى حبَّل مريم ، وعلى ذلك فهو ابن الروح القدس وليس ابن الأب! ولطالما أنه كان ابنًا للروح القدس ، فالكلام المنسوب ليسوع والذى يُشير فيه إلى الله بكلمة «أبى» من الإفتراء على الله، والكذب على الروح القدس والتبرُّوء منه كأبيه، بل وتهميش دوره كعضو أساسى فى الثالوث.
                ولو كان يسوع هو إلوهيم نفسه لما أنزلوا من قدره وأسموه ابنًا وهو فى حقيقته الأب!! ولما أنزلوا من قدره وأسموه الروح القدس ، الذى يأتمر بأمر الأب!!
                وفى الحقيقة إن كلمة «ابن الله» تعنى فى عُرف اليهود الإنسان التقى المؤمن أو القائد لبنى إسرائيل أو أحد أنبيائهم أو أحد ملوكهم. ويكفيك أن تعلم أن كلمة «ابن الله» تعنى بالعبرية أو الآرامية «باراناس» ، والتى تعنى الإنسان البار: فكلمة «بار» تعنى ورع مؤمن تقى ، و«ناس» تعنى ”شخص“.
                يدل على ذلك العديد من الفقرات الإنجيلية ، منها قول يوحنا 1: 12 (أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ)، وقول لوقا: (وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ)لوقا 20: 36
                ومنها ما فهمه كتبة الأناجيل ، ففى الوقت الذى عبَّر فيه قائد الجنود عن يسوع بأنه ابن الله عند مرقس ومتى ، قالها لوقا إنه رجل بار:
                مرقس 15: 39 (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!»)، وأيضًا عند متى 27: 54
                لوقا 23: 47 (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!»)
                ومن المسلَّم به عند اليهود والمسيحيين أن الله (إلوهيم) الآب هو الذى خلق السماوات والأرض. (1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.) تكوين 1: 1، ولو سلمنا أن كلمة «إلوهيم» تشير إلى الجمع، فعلى ذلك فإن أول فقرة فى التوراة تشير إلى الإشراك بالله ، وأن الله شاركه فى أمر الخلق هذا آخرون!! ولا يقول بهذا إلا كافر خرج عن ملة التوحيد!
                ومثل هذا يُقال أيضًا فى كل فقرات الخلق ومنها: (24وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذَلِكَ. 25فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.) تكوين 1: 24-25
                ولاحظ أن المترجمون لجأوا إلى ترجمة إلوهيم بكلمة الله ، واستخدام الفعل مع المفرد الغائب. ولو آمنوا فعلاً أنها تشير إلى الجمع لكتبوها هكذا ، ولساعدوا المؤمنين بهم على الارتداد ، وترك هذه الخرافات!!
                ولا يُمكن أن يستقيم معانى الكثير من الفقرات التوراتية الأخرى إذا أخذنا معنى إلوهيم (آلهة) على الجمع. ومن هذا قول إلوهيم (26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا) تكوين 1: 26. فإن كانت تُشير إلى التثليث فعلى شبه مَن مِن الثالوث خلق الرب الإنسان؟
                فهم يقولون على الله روح، والروح القدس روح أيضًا غير مرأى، ولن يتبق إلا الابن. وعلى ذلك فقد كذب الرب وعمل الإنسان فقط على صورة الابن، وليس على صورته هو. ناهيك عن أن كلمة «صورتنا» تشير إلى صورة محددة. والله ليس بجسم ، ولا يحده شىء. فعلام تُشير كلمة صورتنا بالضبط؟ هل تُشير إلى الرب وملائكته والشياطين حيث تُشير «صورتنا» إلى صورة موجودة بالفعل قبل خلق الإنسان ، وأن الإنسان جاء تقليدًا لها؟
                ثم ما هى الصورة التى خلق الله بها الإنسان على صورته إذا كان قد خلق الإنسان ذكرًا وأنثى؟ (27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.) تكوين 1: 27 ، فهل الرب يجمع الخصائص الثنائية للذكر والأنثى سويًا فى نفسه مثل المعبود حابى إله النيل عند المصريين القدماء؟
                ومثل ذلك فى قوله: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.) تكوين 3: 22 ، فكلمة (منا) تُشير إلى الجمع غير المحدَّد، فعل أى أساس أجزمتم أنها تشير إلى التثليث؟ فلماذا لا تشير إلى حشد من الآلهة أو الملائكة أو الشياطين أو حتى هو كفرد وجمع معه آدم وحواء؟
                * * *
                أما ما قاله يوحنا من أن الكلمة أصبحت جسدًا ، فهى تشير فى عُرف اليهود إلى أن أمر الله أو خططه السابقة ، التى أعلنها (بوحى منه) الأنبياء إلى الناس بشأن المسِّيِّا قد أصبحت أمر واقع. ولا علاقة لها بتجسُّد الإله. لأنه لو قصد يوحنا أن الرب أخذ جسدًا وعاش بين الناس لاتهمناه بجانب الكفر بالهطل والتخريف ، ولكان معنا الحق فى نبذ كل كتابه قبل قراءته ، لأنه قال بعد ذلك إن الله لم يره أحد قط ، فكيف يتخذ جسدًا ، وهو يؤكد أنه لم يره أحد قط؟ فهل اتخذ جسدًا غير مرئي؟ أم لم يتجسد الإله غير المحدود فى الجسد المحدود؟ (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ) متى 1: 18
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:38 م.

                تعليق

                • abubakr_3
                  مُشرِف

                  • 15 يون, 2006
                  • 849
                  • موظف
                  • مسلم

                  #23
                  كما تُشير (كلمة الله) أيضًا إلى نبى الله المسِّيِّا الذى (كما تقول الأناجيل) خلقه الله أولاً ، وخلق الكون من أجله. يشير إلى هذا نص يوحنا الآتى: (11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَّا هُوَ. 13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». 14وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزّاً أَبْيَضَ وَنَقِيّاً. 15وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 16وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ».) رؤيا يوحنا 19: 11-16
                  فالنص يُشير إلى أن المسِّيِّا سيكون فارسًا محاربًا ، وسيُدعى أمينًا صادقًا، ويكون حاكمًا عادلاً ، وتكون عيناه حمراء كاللهيب، وبهذا عرفه اليهودى، مفسر الأحلام ، الذى ذهبت إليه مرضعة الرسول  ليأوِّل رؤيا السيدة آمنة أم الرسول ، فحمل الغلام ، ورأى خاتم النبوة بين ظهرانيه ، وعرفه أيضًا من احمرار العين. (6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ.) إشعياء 9: 6
                  وفضَّل المترجم أن يترجمها (على كتفه) بدلاً من (بين ظهرانيه) كما جاء فى شرح ترجمة الملك جيمس بشرح strong تحت رقم 7926 ، وفى أصلها العبرانى shek-em' .
                  ومن صفاته أنه سيكون على رأسه تيجان كثيرة أى سيفتح بلاد كثيرة وينشر بها ملكوت الله ، ولباسه أى جلبابه أو قميصه سيمون أبيض ناصع. وعلى ذلك فإن كلمة الله تُشير إلى المسِّيِّا ، وقد أثبتنا أن المسِّيِّا ليس هو يسوع ، بل هو محمد  سواء بصورة مختصرة فى هذا الكتاب أو فى كتابنا (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا)
                  وكلمة «ابن الله» تُشير فى العرف اليهودى إلى النبى الخاتم ”المِسِّيِّا“ الذى اعتبروه من نسل داود ، فقد كانوا ينتظرون ”المِسِّيِّا“ النبى الخاتم ، الذى سيكون ملكًا على بنى إسرائيل ، ويحررهم من الرومان ، وسيكون نبيًا مثل موسى  وناسخًا لشريعته. وقد كانت هذه الشائعة منتشرة أيام عيسى  نفسه ، ورد هذا الفهم الخاطىء بأن ”المِسِّيِّا“ سيكون من نسل داود ، وأخبرهم أنه لن يكون من نسل داود، بدليل تسمية داود له بكلمة (سيدى).
                  فاقرأ النص ولاحظ أن عيسى  يتكلم عنه بصيغة الغائب: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
                  وكنا قد ذكرنا أيضًا أنه لن يأت من نسل داود نبى (إرمياء 33: 21)، ولا من نسل يهوياقيم (إرمياء 36: 30-31)
                  فهل يقول عاقل: إن اليهود لم يفهموا دينهم، ولم يعوا عقيدتهم، ولم يستوعبوا لغتهم، وتركهم الرب فى ضلال ، حتى يأتى غرباء عن لغتهم ليشرحوها لهم؟
                  * * *
                  فى الحقيقة إن نهاية الكلمة وأعنى (يم) تُشير إلى الجمع فى اللغة العبرية ، كما تُشير إلى المفرد المذكر الغائب. لكن ما هو الفيصل فى فهم هذه الكلمة إن كانت تعنى المفرد أم الجمع؟ إنه الفعل. ففى كل لغات العالم لا بد أن يكون هناك توافق بين الفاعل وجنسه وتصريف الفعل معه. فلا يجوز أن أقول «عادل تكتب الدرس» أو «التلاميذ ذهب فى رحلة مدرسية». وعلى ذلك لا بد أن أقول «يكتب» و«ذهبوا». ومن هنا: هل استخدم الكتاب الفعل مع إلوهيم فى حالة الجمع؟ لم يحدث هذا مطلقًا. بل كان الفعل يُصرَّف مع المذكر المفرد الغائب ، الأمر الذى يشير إلى الوحدانية ، وليس إلى الجمع. وعلى ذلك فهى محاولة فاشلة يريدون بها تأصيل مذهبهم فى التثليث. وعليهم أن يُجيبوا على الاستفسارات العديدة التى لا تجد لها إجابة شافية:
                  فلماذا لم يُعبِّر الرب عن ثالوثه تعبيرًا واضحًا لا لبث فيه؟ ولماذا ترككم أنتم واليهود تتنازعون فى تأويل اسمه وتتصارعون على فهم مضمونه؟
                  ولماذا لم ينقذكم أحد الأنبياء بالفهم السليم لمعنى إلوهيم؟ ولماذا لم يتدخل الروح القدس الذى ينزل على المؤمنين ويُفهمهم حقيقة هذا الاسم؟
                  فهل تعلمون أن الكتاب الذى تقدسونه استعمل كلمة ألوهيم عن الآلهة الوثنية؟
                  فقد قالها الرب نفسه عن موسى ، ولا يُعقل أن يحمل موسى  نفس اسم الرب: (16وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَماً وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلَهاً.) خروج 4: 16
                  وكررها مرة ثانية فقال: (1فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.) خروج 7: 1
                  كما استعملها للتعبير عن الإله الوثنى البعليم: (وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ جِدْعُونَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا وَزَنُوا وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ, وَجَعَلُوا لَهُمْ بَعَلَ بَرِيثَ إِلَهاً.) قضاة 8: 33
                  واستعملها للدلالة على الصنم كموش: (24أَلَيْسَ مَا يُمَلِّكُكَ إِيَّاهُ كَمُوشُ إِلَهُكَ تَمْتَلِكُ؟ وَجَمِيعُ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ إِلَهُنَا مِنْ أَمَامِنَا فَإِيَّاهُمْ نَمْتَلِكُ.) قضاة 11: 24
                  وأُطلقت على عشتاروت ، وهى من الإلهات المؤنثة: (5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ.) ملوك الأول 11: 5
                  وأُطلقت على العجل الذى عبده بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر: (1وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ».) خروج 32: 1
                  فما قولكم فى هذا؟ هل يُعقل أن يعبد أحدكم اليوم البلعيم لأنه أُطلق عليه فى الكتاب ألوهيم ، والتى تُشير فى عقولكم إلى التثليث؟
                  إضافة إلى ذلك فإن لوقا استخدم صيغة الجمع للدلالة على المفرد ، وبالتحديد للدلالة عن نفسه: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ) لوقا 1: 1-2
                  وكذلك استخدمها برنابا للتعبير عن نفسه فأفرد بولس وجمع نفسه، فقال: (17هَذِهِ اتَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا) أعمال الرسل 16: 17
                  ومعنى ذلك أنه من الجائز عندهم أيضًا استخدام صيغة الجمع للدلالة على المفرد، والفيصل فى هذه الحالة هو تصريف الفعل ، وسياق الجملة.
                  * * *
                  لماذا أقر يسوع توما على تسميته بربى وإلهى؟
                  يقول الكتاب: (26وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ: «سلاَمٌ لَكُمْ». 27ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». 28أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي وَإِلَهِي». 29قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».) يوحنا 20: 28-29
                  فالنص يُشير إذن إلى أن يسوع كان له بعد القيامة جسدًا بشريًا مثل أجسادنا ، الأمر الذى يُشير إلى أنه لم يُصلب ، لأن يسوع نفسه قال إن القائمين من الموت لهم أجساد مثل أجساد الملائكة شفَّافة لا تُرى: (35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.) لوقا 20: 35-36
                  الأمر الذى جعله يُثبت لهم ذلك الأمر ، وطلب منهم أن يلمسوه ويتحسسوا يديه ويُثبت لهم أن جنبه سليم لم يُطعن فيه بحربة مثل الذى كان معلقًا على الخشبة. فلمَّا تعجب توما من قدرة الله ، الذى فعل هذا قال متعجبًا: (ربى وإلهى) ، أى لقد صدَّق يسوع ، وآمن أنه لم يُصلب ، لذلك قال له يسوع: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا»
                  إن كلمة «ربى» فهى تعنى معلمى ، وهو تفسير يوحنا لهذه الكلمة فى إنجيله: (فَقَالاَ: «رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) أَيْنَ تَمْكُثُ؟») يوحنا 1: 38 ، وقوله (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 20: 16
                  أما كلمة إلهى ، فهى تعنى سيدى بالنسبة للبشر ، وقد أُطلقت كما قلنا من قبل على الملائكة وعلى القضاة وعلى الأنبياء أنفسهم. أى إنها أطلقت على كل من يُمثِّل الله أو شريعته، وهذا التعبير كان من التعبيرات الشائعة فى العهد القديم:
                  فقد أطلقته هاجر على ملاك الرب (9فَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا». 10وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». 11وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى فَتَلِدِينَ ابْناً وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ. 12وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ». 13فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي».) تكوين 16: 9-13، وكذلك سمَّى إبراهيم ملاك الرب (الرب) نفسه فى تكوين 22: 11-16، كما سمَّى الرب موسى  إلهًا لفرعون (خروج 7: 1).
                  بل إن كلمة إلوهيم ترجمت بكلمة القاضى فى الخروج 21: 6 (6يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْبَابِ أَوْ إِلَى الْقَائِمَةِ وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ فَيَخْدِمُهُ إِلَى الأَبَدِ.) والخروج 22: 8 (8وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ السَّارِقُ يُقَدَّمُ صَاحِبُ الْبَيْتِ إِلَى اللهِ لِيَحْكُمَ هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ.)
                  وأُطلقت من النبى منوح وامرأته على ملاك الرب: (21وَلَمْ يَعُدْ مَلاَكُ الرَّبِّ يَتَرَاءَى لِمَنُوحَ وَامْرَأَتِهِ. حِينَئِذٍ عَرَفَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ. 22فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِهِ: «نَمُوتُ مَوْتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللَّهَ!») القضاة 13: 21-22
                  وفى الحقيقة إن من يفهم أن يسوع أقر توما على قصده أنه إله ليرمى يسوع بالغباء أو النسيان أو الكفر، لأنه قال قبلها مباشرة لمريم المجدلية: (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17 ، فقد أقر بعبوديته لله مثل باقى اخوته من التلاميذ. فهل بعدها بتسعة جمل ، يوافقهم على أنه إله؟
                  وكان هذا هو موقف التلاميذ من بعده فقد أقروا بعبودية يسوع لله ، وأنه لم يكن أكثر من بشر نبى ابتعثه الله لبنى إسرائيل خاصة:
                  جاء فى الترجمة ******ية أن يسوع كان عبدًا لله: (إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه،) أعمال الرسل 3: 13،
                  وجاء أيضًا: (27 تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) أعمال الرسل 4: 27
                  وقال اثنان من تلاميذه بعد القيامة المزعومة إنه كان إنسانًا نبيًا يحبه الله: (فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.) لوقا 24: 19
                  وقال عنه بطرس: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22
                  وقال عنه بولس: (5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،) تيموثاوس الأولى 2: 5
                  وقال عنه رئيس اليهود نيقوديموس إنه نبى ، أعطاه الله هذه المعجزات: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
                  أضف إلى ذلك أن كلمة إله أو آلهة لا تعنى فقط الله عند اليهود ، بل تعنى أيضًا المؤمنين من بنى إسرائيل: (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.) مزامير 82: 6-7
                  وهذا هو نفس ما استشهد به يسوع نفسه فى خطابه مع اليهود: (30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». 31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟) يوحنا 10: 30-36
                  وعلى ذلك لا يُمكن أن يكون توما قد كفر بالله ، وألَّه يسوع ، أو وافقه يسوع على ما فهمتموه، أو تركه التلاميذ على هذا الكفر!!
                  * * *
                  هل كان ليسوع وجود فى الدنيا قبل إبراهيم؟
                  يقول الكتاب على لسان يسوع: (58قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».) يوحنا 8: 58 ، ويستشهد المسيحيون بهذا النص على أزلية يسوع.
                  أعد قراءة النص مرة أخرى ، تجد أن النص يُحدِّد أنه كان كائنًا قبل إبراهيم. أى لو أخذنا النص كما هو دون محاولة لفهمه بدقة ، لكان يسوع أيضًا غير أزلى ، لأنه قبل إبراهيم فقط كان له وجود، والله تعالى موجود أزلى قبل خلق الكون أو آدم.
                  ولو كان وجوده حقيقى لكانت سُبَّة فى جبينه أن يتبع هو موسى  ، وكان المفروض أن يتبعه موسى وإبراهيم وكل الأنبياء! ولكان من غير المنطقى أن يُطلق على إبراهيم أبى الأنبياء ، وكان هو الأجدر بهذا اللقب!
                  ولا أريد أن أقحم رأيى الشخصى فى فهم النص ، بل سأدع النص كاملاً يوضح لكم المفهوم ، وذلك حتى لا نبتر النص من سياقه: (48فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟» 49أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ لَكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي. 50أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ. 51اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». 52فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَاناً. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ وَأَنْتَ تَقُولُ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». 53أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» 54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ 55وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ. وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِباً لَكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ. 56أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» 58قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». 59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.) يوحنا 8: 48-
                  إن الله تعالى هو الأوحد الذى يمدح نفسه ويمدحه الآخرون، ولم نعتاد أن يمدح نفسه نبى إلا إذا أُمر بفعل ذلك لخدمة غرض محدَّد فى الدين ، ولم يكن نبى يُمتدح إلا المسِّيِّا ، لعلم الأنبياء بمكانته من الله:
                  فقد قال الرب عن نفسه: (إنى أنا قدوس) لاويين 11: 41،
                  ومدحه الآخرون بما مدح هو نفسه به ، فقال داود: (وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ الْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ.) مزامير 22: 3
                  وقال الرب عن نفسه: (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.) خروج 6: 2 ،
                  وقال أيضًا: (23أَلَعَلِّي إِلَهٌ مِنْ قَرِيبٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَلَسْتُ إِلَهاً مِنْ بَعِيدٍ. 24إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟) إرمياء 23: 23-24
                  يقول فيه يسوع عن نفسه: (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.) متى 24: 36
                  وامتدحه الآخرون: («عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ) رؤيا يوحنا 15: 3
                  وبما أن يسوع لا يمجِّد نفسه ، بل الله هو الذى يمجِّده، فهذا نفى صريح لألوهته، لذلك لم يقبل أن يُطلق الصلاح إلا على الله تعالى وحده (لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.) لوقا 18: 19
                  وفى الوقت الذى قَبِلَ أن يُنسب فيه الصلاح كله لله ، استهزأوا به ، وأهانوه ، بل بصقوا فى وجهه، ولو كان إلهًا لتمكَّن من حفظ ماء وجهه على الأقل أمام عبيده: (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31
                  بل مات ميتة الملاعين: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                  وأقر أنه رسول من عند الله ويعمل لمرضاة ربه: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29،
                  كما أقر أنه لا يُمكن أن يكون رسول أعظم من مرسله ، ولا عبد أفضل من سيده: (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.) يوحنا 14: 16-17
                  وأعلن أن سكناته وحركاته ومعجزاته كانت بحول الله وقوته (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30، و(وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ) لوقا 11: 20،
                  وأقر آخرون بهذا: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22
                  وربُّه هو الذى يجازى سواء بالمدح والتمجيد أو بعكس ذلك (إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي). الأمر الذى ينفى ربوبيته وألوهيته أو حتى اتحاده مع الأب.
                  إن يسوع كانت له بداية محددة ، تهلل إبراهيم أن يراها ، والله تعالى لا يحده زمن، الأمر الذى ينفى ألوهيته من ناحية ثانية. فقد قال الرب عن نفسه: (8أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.) رؤيا يوحنا 1: 8
                  والنقطة الأخيرة هى آخر جملة فى هذا النص وهى: (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا). لقد هرب يسوع خوفًا من أن يرجمه اليهود، فلا هو أعطاهم خَدَّه الآخر، ولا أحبهم، بل هرب خوفًا منهم. والله تعالى ليس بجبان ، ولا يهاب أحد ، بل يخافه الإنسان والحيوان والنبات والجماد: (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
                  (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى) دانيال 6: 26
                  (28لأَنَّ لِلرَّبِّ الْمُلْكَ وَهُوَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى الأُمَمِ. 29أَكَلَ وَسَجَدَ كُلُّ سَمِينِي الأَرْضِ. قُدَّامَهُ يَجْثُو كُلُّ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى التُّرَابِ وَمَنْ لَمْ يُحْيِ نَفْسَهُ.) مزامير 22: 28-29 ، الأمر الذى ينفى ألوهيته أو ادعائها.
                  * * *
                  لكن كيف يفهم اليهود هذا النص والنصوص الأخرى المشابهة له التى تدل على وجود مبكر لشىء سوف يحدث فيما بعد؟ إن كاتب الإنجيل أراد بهذه الجملة أن يقول إن يسوع هو المِسٍّيِّا، الذى أخبر به الأنبياء منذ الأزل، حتى قبل ولادة إبراهيم. وهذا لا يعنى إلا الوجود الأزلى فى علم الله وفى ترتيبه وتخطيطه، لذلك أخبر الله كل نبى عن المِسِّيِّا ، وأخبر كل نبى قومه عنه.
                  ونؤمن نحن المسلمون أيضًا بخلق الإنسان فى عالم الذر ، قبل خلق الإنسان ، وأشهدهم الله على أنفسهم أن يؤمنوا بالله وحده ، ولا يُشركوا به شيئا. كما نؤمن أن كل نبى أخبر أمته عن الرسول  ، حتى متى جاء يؤمنون به. وعلى ذلك فوجود الرسول  ، ووجودنا نحن أيضًا قديم ، لأنه كان فى علم الله منذ أراد الله ذلك. الأمر الذى جعل يسوع يحدد أنه بصفته المِسِّيِّا كان موجودًا، قبل أن يخبر الله تعالى نبيه إبراهيم  بالبركة فى ابنه الذبيح.
                  والدليل على ذلك أن اليهود كانوا ينتظرون هذا المِسِّيِّا ، بل ومازالوا ينتظرونه، وكانوا يعتقدون أنه من نسل داود ، ونفى عيسى  هذا الفهم الخاطىء ، وقد بيَّنت ذلك من قبل. فهم قد سألوا يوحنا المعمدان أيضًا إن كان هو المِسِّيِّا أم لا: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». 22فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ لِنُعْطِيَ جَوَاباً لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» 23قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ». 24وَكَانَ الْمُرْسَلُونَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ 25فَسَأَلُوهُ: «فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ الْمَسِيحَ وَلاَ إِيلِيَّا وَلاَ النَّبِيَّ؟» 26أَجَابَهُمْ يُوحَنَّا: «أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ وَلَكِنْ فِي وَسَطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. 27هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي صَارَ قُدَّامِي الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ». 28هَذَا كَانَ فِي بَيْتِ عَبْرَةَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ.) يوحنا 1: 19-28
                  ويجدر بنا هنا أن نلفت نظر القارىء إلى التحريف الذى أصاب الجملة 27 حتى تنطبق نبوءة المعمدان على يسوع: (27هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي صَارَ قُدَّامِي الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ)يوحنا 1: 27، فقول الكتاب (الذى صار قدامى) غير كتابية، لذلك تحذفها الترجمات الحديثة. مثل الترجمة ******ية، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم) ، وكذلك ترجمة كتاب الحياة ، والترجمة العربية المشتركة. دون أدنى تعليق أو توضيح للقارىء عن سبب الحذف.
                  وقد أثبتتها ترجمة فاندايك والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده) على أنها موحى بها من عند الله.
                  تقول ترجمة فانديك: (27هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي صَارَ قُدَّامِي الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ».) يوحنا 1: 27
                  وتقول الترجمة العربية المشتركة: (27هُوَ الَّذِي يَجيءُ بَعْدِي ويَكُونُ أَعْظَمَ مِنِّي وما أنا أهلٌ لأَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ».) يوحنا 1: 27
                  الترجمة الكاثوليكية حذفت (الَّذِي صَارَ قُدَّامِي) وحذفت (ويَكُونُ أَعْظَمَ مِنِّي): (27ذَاكَ الآتي بَعْدِي، مَن لستُ أهلاً لأَنْ أَفُكَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ».) يوحنا 1: 27
                  وقد أثبتت ترجمةKJV الذى صار قدامى وحذفتها الترجمة الكاثوليكية ، ولم تثبت أيضاً وجود (ويكون أعظم منى) :
                  Joh 1:27 He846 it is,2076 who coming2064 after3694 me3450 is preferred1096 before1715 me,3450 whose3739 shoe's5266 latchet2438 I1473 am1510 not3756 worthy514 to2443 unloose.3089, (846)
                  وقد وافقت ترجمةGEB الترجمة الكاثوليكية وحذفت (الَّذِي صَارَ قُدَّامِي) و حذفت (ويَكُونُ أَعْظَمَ مِنِّي) ووافقتها على ذلك ترجمة GNEU:
                  Joh 1:27 der nach mir Kommende, dessen ich nicht würdig bin, ihm den Riemen seiner Sandale zu lösen.
                  وأثبتت ترجمة Geneva (27هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي صَارَ قُدَّامِي) وحذفت (ويكون أعظم منى) ووافقتها على ذلك ترجمة GLB الألمانية :
                  Joh 1:27 He it is that commeth after me, which was before me, whose shoe latchet I am not worthie to unloose.
                  وعلى ذلك فالنسخ التى يترجمون منها على أحسن الفروض مختلفة ، حتى فى كونه يرتدى حذاء أم صندل فهى لم تُحسم أيضًا. ولنا أن نسأل: من الذى يحذف أو يضيف للكتاب ثم تنسبونه لله وتطلقون عليه الكتاب المقدس؟ وإذا كانت النسخ التى تترجمون منها وتسمونها الأصول مختلفة ، فكيف يكون هذا من وحى الله؟
                  أما ما يعنينا هنا هو نقطة (ويَكُونُ أَعْظَمَ مِنِّي) أو هو (أقدر منى) أو (أقوى منى) أو (القوى) كما جاءت فى ترجمة Darby و ترجمة NASB:
                  http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
                  27he who comes after me, the thong of whose sandal I am not worthy to unloose.
                  http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
                  وهى ثابتة فى الأناجيل الثلاثة الإزائية: (16قَالَ يُوحَنَّا لِلْجَمِيعِ: «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.) لوقا 3: 16 ، وكذلك مرقس 1: 7 ، ومتى 3: 11
                  وكذلك نقطة (الذى سيأتى بعدى) ، ومن المعروف أن عيسى  كان ملازمًا فى الدعوة للمعمدان. ولم يعرف المعمدان أن عيسى  هو المسِّيِّا ، بدليل أنه أرسل له اثنين من تلاميذه أثناء وجوده فى السجن ليسألوه ، ويطمئن الناس أنه ليس هو المسِّيِّا.
                  يؤكد قولى هذا قول المعمدان فى الأناجيل المتشابهة إنه أقوى منه. ولم يكن عيسى  بأى حال من الأحوال أقوى من المعمدان. فإذا كان المعمدان قد قطعت رأسه ، فإن يسوع الإنجيلى كان يهرب من اليهود ويخافهم ، وفى النهاية قبضوا عليه وأهانوه ، وبصقوا فى وجهه، وألبسوه إكليلاً من الشوك، ثم أعدموه صلبًا. فأين العظمة هنا؟ وأين القوة التى ترونها فى هذه الإهانة؟ ومن الذى كان أقوى من المعمدان وجاء بعده: هل هو عيسى أم محمد عليهما الصلاة والسلام؟
                  (63وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ 64وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ: «تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ الَّذِي ضَرَبَكَ؟» 65وَأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةً كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ مُجَدِّفِينَ.) لوقا 22: 63-65
                  (67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ) متى 26: 67
                  (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31
                  ولكن الأقوى هو المسِّيِّا خاتم رسل الله ، الذى حارب الكفر والكفار ، وجعل كلمة الله العليا ، وكلمة الذين كفروا هى السفلى ، وهو الوحيد الذى ينطبق عليه وصف لوقا ومتى: (17الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ وَيَجْمَعُ الْقَمْحَ إِلَى مَخْزَنِهِ وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ».) لوقا 3: 17 ومتى 3: 12
                  ولكن الأقوى هو الذى فتح مكة معقل عبادة الأصنام فى الجزيرة العربية ، وكسَّرَ اصنامها ، وطهرها من عبادة الأوثان ، وعفا عن أهلها بعد أن حاربوه 13 عام وأخرجوه من بلده مهاجرًا إلى المدينة.
                  وهو مصداقًا لقول كتابكم ، الذى حدد أن المسِّيِّا سيفتح مكة على رأس عشرة آلاف من أنصاره الأطهار وذلك فى سفر التثنية 33: 2:
                  ترجمة فاندايك: (2فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.) التثنية 33: 2
                  وفى الترجمة المشتركة: (2فَقالَ: (أقبَلَ الرّبُّ مِنْ سيناءَ، وأشرَقَ لهُم مِنْ جبَلِ سَعيرَ، وتَجلَّى مِنْ جبَلِ فارانَ، وأتى مِنْ رُبى القُدسِ وعَنْ يمينِهِ نارٌ مُشتَعِلةٌ.)
                  وفى ترجمة كتاب الحياة:
                  http://www.biblegateway.com/passage/...202&version=28
                  (فَقَالَ: «أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ؛ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرَاتِ الأُلُوفِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَعَنْ يَمِينِهِ يُوْمِضُ بَرْقٌ عَلَيْهِمْ.)
                  (Er sprach: Der Herr kam hervor aus dem Sinai, / er leuchtete vor ihnen auf aus Seïr, / er strahlte aus dem Gebirge Paran, / er trat heraus aus Tausenden von Heiligen. / Ihm zur Rechten flammte vor ihnen das Feuer des Gesetzes.) Einheitsübersetzung
                  فأتت الترجمة بكلمة آلاف ولم تحدد العدد بالضبط.
                  (2 Er sprach: Der HERR kam vom Sinai und leuchtete ihnen auf von Seir. Er strahlte hervor vom Berg Paran und kam von heiligen Myriaden. Zu seiner Rechten war feuriges Gesetz für sie.) Elberfelder
                  وكلمة Myriade معناها عشرة آلاف.
                  (2 und sprach: Der HErr ist von Sinai kommen und ist ihnen aufgegangen von Seir; er ist hervorge-brochen von dem Berge Paran und ist kommen mit viel tausend Heiligen; zu seiner rechten Hand ist ein feuriges Gesetz an sie.) Luther 1545
                  (2Er sprach: Der HERR ist vom Sinai gekommen und ist ihnen aufgeleuchtet von aSeïr her. Er ist erschienen vom Berge Paran her und ist gezogen nach Meribat-Kadesch; in seiner Rechten ist ein feuriges Gesetz für sie. ) Luther 1984
                  وقد حذف (mit viel tausend Heiligen) التى كتبها فى تراجمه من قبل.
                  وفى ترجمة Schlachter :
                  (2 Er sprach: Der HERR kam vom Sinai, sein Licht ging ihnen auf von Seir her: er ließ es leuchten vom Gebirge Paran und kam von heiligen Zehntausen-den her, aus seiner Rechten [ging] ein feuriges Gesetz für sie.)
                  وفى ترجمة NLT تقول:
                  (2 "The LORD came from Mount Sinai and dawned upon us[1] from Mount Seir; he shone forth from Mount Paran and came from Meribah-kadesh with flaming fire at his right hand.[2])
                  وفى الحاشية ذكر الآتى:
                  Or came from myriads of holy ones, from the south, from his mountain slopes. The meaning of the Hebrew is uncertain.
                  وكلمة myriads تعنى عشرة آلاف.
                  وفى ترجمة KJV تقول:
                  (2 And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.)
                  وفى ترجمة NLV تقول:
                  (2He said, " The Lord came from Sinai. He came upon us from Seir. He shined from Mount Paran. He came among 10,000 holy ones. He came with fire at His right hand.)
                  وكانت آخر ترجمتين من أدق الترجمات حيث أتى معهم أو فيما بينهم.
                  وفى ترجمة ال Webster 1833 تقول:
                  (2 And he said, the LORD came from Sinai, and rose up from Seir to them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.)
                  أما بالنسبة لحرف الـ S الذى أُضِيفَ فى الترجمات لكلمة (ألف) فكثيراً ما تجده فى الترجمات الأجنبية ليشير إلى الجمع ، وعندما تُتَرجم إلى العربية تُذكر بالمفرد مثل: (16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ) إشعياء 21: 16
                  16 For thus hath the Lord said unto me, Within a year, according to the years of an hireling, and all the glory of Kedar shall fail:
                  http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?JE...mo&nomd&bi=kjv

                  16 For so has the Lord said to me, In a year, by the years of a servant working for payment, all the glory of Kedar will come to an end:
                  http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?JE...mo&nomd&bi=bbe

                  16Denn also spricht der HERR zu mir: Noch in einem Jahr, wie des Tagelöhners Jahre sind, soll alle Herrlichkeit Kedars untergehen,
                  http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=germa...
                  وهذا ما بينته ترجمة الملك جيمس الجديدة، فقد ترجمتها بالمفرد، وليس بالجمع:
                  16For thus the LORD has said to me: "Within a year, according to the year of a hired man, all the glory of Kedar will fail;
                  http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
                  وعلى ذلك فهو قد جاء ومعه عشرة آلاف ، وليست آلاف كثيرة. ويتضح لك سوء نية المترجم فى قوله (وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ) على الرغم من أنها تعنى أتى مع ، كما أوضحت الترجمة العربية الأخيرة على النت ، وكما أفصحت التراجم الألمانية والإنجليزية (جَاءَ مُحَاطاً ب) وليست “من” كمكان.
                  ناهيك عن تغيير النسخة العربية لكلمة (الشريعة المنيرة) التى سيأتى بها نور الرب الذى سيتلألأ من جبل فاران (مكة) ومعه عشرة آلاف من المؤمنين أتباعه (فتح مكة) إلى (وَعَنْ يَمِينِهِ يُوْمِضُ بَرْقٌ عَلَيْهِمْ). وحذا حذوها ترجمة الـ NLV والـ NLT . فلصالح مَن هذا التزوير؟ لصالح مَن هذه التعمية للحقائق الساطعة؟
                  وعلى العموم حتى بعد تغيير كلمة الشريعة إلى كلمة نار ، فقد أمر الرسول  أتباعه عند دخول مكة أن يشعلوا المشاعل. فدخلوا مكة فاتحين منتصرين وبأيديهم المشاعل ، وجاء محمد  بالشريعة المنيرة.
                  فتُرى: لماذا غيروا كلمة عشرة آلاف من القديسين إلى (آلاف عديدة)؟ هل أرادوا بذلك طمس شخصية خاتم رسل الله الذى دخل مكة فاتحًا منتصرًا ومعه عشرة آلاف من أتباعه القديسين الطاهرين؟ (نقلاً بتصرف كبير عن هيمنة القرآن المجيد على ما جاء فى العهد القديم والجديد للدكتورة مها محمد فريد الصفحات 106-109)
                  وإلا:
                  لماذا لم يعمد يسوع بالنار أو بالروح القدس أثناء فترة بعثته؟
                  لماذا لم يستخدم القوة فى طرد الرومان؟ لأنه لم يكن المِسِّيِّا.
                  لماذا استسلم لأعدائه ودفع لهم الجزية مع باقى الشعب؟ لأنه لم يكن المِسِّيِّا.
                  ولماذا لم يقاوم معسكر الكفر والشر وينتصر عليهم؟ لأنه لم يكن المِسِّيِّا.
                  ولماذا لم يحكم على المرأة الزانية ويدينها؟ لأنه لم يكن المِسِّيِّا.
                  ولماذا لم يقضِ بين الأخين فى الميراث؟ لأنه لم يكن المِسِّيِّا.
                  ولماذا انفلت من وسطهم ، ورفض المُلك ، عندما حملوه وأرادوا أن يجعلوه ملكًا عليهم؟ لأنه لم يكن المِسِّيِّا.
                  ولماذا نفى أنه هو ملك اليهود أمام بيلاطس؟ لأنه لم يكن المِسِّيِّا.
                  ولماذا قال لهم أن يقبلوا «إيليا»، طالما أنكم لم تقبلونى؟ لأنه لم يكن المِسِّيِّا. (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14
                  لماذا لم يستخدم القوة فى منع المعارضين لدعوته من الكتبة والفريسيين؟ لأنه لم يكن المِسِّيِّا.
                  ولماذا لم يحمل المِذرَى بيديه لينقى بيدره ، فيجمع القمح (المؤمنين)، إلى مخزنه، ويحرق التبن (الكافرين) بنار لا تُطفأ؟ لأنه لم يكن المِسِّيِّا.
                  وكيف يمكن تفسير أن أتباع يوحنا المعمدان لم يتبعوا عيسى ، على الرغم من أنه قدمه لهم على أنه سيده والأعلى منه مرتبة؟ (دين المسيح ع. م. جمال الدين شرقاوى ص 58)
                  برهانهم للثالوث بين الوهم والحقيقة
                  علمنا أن الكتاب لا يحتوى على نص واحد يُشير إلى التثليث أو الثالوث أو أقنوم أو تصريح صريح قال فيه يسوع لقومه إنه هو الله ، وأمرهم أن يُصلوا له ، أو يصوموا ابتغاء مرضاته. بل علمنا أنه أعلن ضعفه ، ونسب القوة كلها لله ، ونفى عن نفسه الصلاح، ونسبه كله لله ، وأكَّد أن العظمة لله وحده ، أو قل إن شئت ما قاله يسوع إن الله أعظم منه. وأعلن أن الله أبوه وأبونا هو الذى فى السماوات ، وكان يُصلى له، رافعًا وجهه للسماء، ليعلمنا أن الله فى السماء ، بل طالب أتباعه أن يصلوا إلى الله أباهم الذى فى السماوات. ورغم كل هذا مازال البعض يؤله يسوع ويعتبره إلهًا ، ويَشقُّون على أنفسهم وعلى غيرهم فى تبريرات عقيمة لفهم الثالوث، كنت قد ذكرت شيئًا منها فى المناظرة الكبرى مع القمص زكريا بطرس حول ألوهية يسوع، وأعيد جزءًا منها بأدلة جديدة حسب الإمكان:
                  1- يقولون: انظر إلى الإنسان تجده يتكون من جسم، وعقل، وروح. ثلاثة أشياء في الإنسان الواحد. وهكذا الثالوث فهو يتكون من الآب والابن والروح القدس، ولكنهم ليسوا ثلاثة ، بل واحد.
                  الرد:
                  بداية يقول علماء المسيحية أن الثالوث لا يمكن فهمه. لأن من يفهمه يتساوى بالله وفهمه، وهذا غير ممكن. فيقول منسى يوحنا ص121: ”إن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس, وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة“.
                  وبالتالى فإن برهنته محاولة من محاولات الكفر والتطاول على ذات الله لفهمه والتساوى معه. وهذا جدير باستنفار قوة الرب وحراسته حتى لا يُصبح بشر ما من الآلهة، الأمر الذى سيجعله يُزيد الأمور تعقيدًا فى عقولكم ، ويُزيد البشر غباءًا حتى لا يفهموا هذا السر ، ويُصبحوا فى مصاف الآلهة ، ولا تتعجب عزيزى القارىء ، فهذا هو ما فعله الرب ، عندما أكل آدم من شجرة معرفة الخير من الشر ، فخشى الرب أن يصبح آدم من الآلهة ففرض الحراسة على الجانب الشرقى من الجنة: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) تكوين 3: 22-24
                  ثانيًا إن قولكم يتكوَّن لتعنى أن الرب عندكم ليس بواحد ، بل ثلاثة هم الذين يكونون الإله، وعلى ذلك عليكم أن تثبتوا: كيف اتحد الثلاثة؟ ومتى؟ ولمصلحة مَن مِن الثلاثة كان هذا الاتحاد؟ وعلى ذلك عليكم أن تتكلموا عن اتحاد الآلهة ، وليس عن الإله الواحد!!
                  أى إن تشبيهكم للإله مثلث الأقانيم بالجسم المركب من ثلاثة عناصر (على حد قولكم) لهو اعتراف بعدم الوحدانية ، واستحالة إثباتها لأن الإله عندكم مركب من ثلاثة أقانيم.
                  والدليل على ذلك هو وجود الجسد ، الذى يحتوى على الروح والعقل ، فهو الوعاء الذى جمع الله فيه المكونات الأخرى. فإذا طبقنا هذا الكلام على المثل الذى ضربوه ، فنحن نتكلم حتمًا عن ثلاثة آلهة ، جمع الله الخالق فيها اثنين فى داخل أحدهم. وبالتالى فهم أربعة آلهة ، أو قل على الأقل ثلاثة.
                  أما عن خصائص الجسم فهى ليست ثلاثة كما تدعون، بل هى اثنان فقط: الجسم والروح. أما إذا أضفتم العقل من المكونات ، فعليكم أن تضيفوا الذكاء ، والغباء ، والحكمة ، والعامل النفسى ، وغيرهم الكثير.
                  ولا نعرف شيئًا عن مكونات الروح ، أما الجسم نفسه فيتكون من لحم ودهن وعظام ودم وشرايين وأوردة وغيرها الكثير. فما علاقة هذا بالله الواحد الأحد، الذى لا يتركب ولا يتكون ولا يتجزَّأ ولا يتكسَّر ولا يُراق ولا يسيل؟ فهو ليس كمثله شىء وهو السميع البصير.
                  (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ) إشعياء 40: 18
                  وقول الرب: (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
                  (أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ لاَ إِلَهَ مِثْلُكَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) أخبار الأيام الثانى 6: 14 ؛ فيا رب: لا أنت لحم ولا عظام ولا روح ولا غير ذلك مما يعلمه الإنسان. لأنه (ليس مثل الله) تثنية 34: 26
                  أضف إلى ذلك أن عقيدة التثليث تقول بعدم إنفصال الأقانيم طرفة عين، فى حين أن الروح تنفصل عن الجسد عند الموت ، وينفصل كذلك أى عضو من أعضاء الجسد عن الجسد نفسه إثر حادث أو عملية جراحية ، ويتلف العقل بالجنون. وبانفصل بعض أعضاء الجسد عنه قد لا يتأثر الإنسان ويعيش. وهذا خلاف ما يعتقدونه فى الثالوث ، إذ لكل عضو من أعضاء الثالوث وظيفة محددة لا يطغى فيها على الآخر. وعلى ذلك لو انفصل عضو منهم عن الثالوث لتلف الثالوث ، وأصبح الثالوث إلهًا ناقصًا.
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:38 م.

                  تعليق

                  • abubakr_3
                    مُشرِف

                    • 15 يون, 2006
                    • 849
                    • موظف
                    • مسلم

                    #24
                    وقد انفصل بالفعل الابن عن الآب عندما كان وليدًا رضيعًا ضعيفًا خوَّارًا يهرب من اليهود، ويجهل وقت إثمار التين، وميعاد الساعة، بل ومات لمدة ثلاثة أيام. كان فى هذا الوقت الابن ميتًا والإله حيًا مع الروح القدس. وعندما صعد الابن وجلس على يمين أبيه، أرسل للتلاميذ الروح القدس، وعلى ذلك فقد انفصلت عن الثالوث.
                    وعلى ذلك فإن التشبيه الذى يحاولون به فهم الثالوث هو من الكفر، كما أنه غير موفَّق من الناحية العقلية والمنطقية.
                    2- يقولون: لو جمعت ما لا نهاية + ما لا نهاية + ما لا نهاية يكون الناتج يساوي واحد. وهذا يماثل عقيدة التثليث عندنا.
                    الرد:
                    1- إن الجمع ليدل على أن الإله الذى تعتبرونه واحدًا هو فى حقيقة الأمر مركب من ثلاثة عناصر ، وبذلك تشبهون إلهكم بالإله البازل، الذى يركبه الصبية ليحصلوا على إله واحد. وهذا من وثنية القدماء المصريين وغيرهم.
                    2- إذا كان الكم مالا نهاية، فكيف تضيف إليه شيء؟ هذا غير منطقي.
                    3- ثم لماذا تقف عند ثلاث حالات فقط؟ لماذا لا تضيف عشرات بل مئات اللانهاية إلى بعضها ؟
                    3- يقولون: لو ضربت 1×1×1 يكون الناتج واحد. وهذا هو الثالوث عندنا.
                    الرد:
                    1- طبِّق لنا هذه المسألة الرياضية على موضوع التثليث، فكيف تشرح لي أن الأب مضروب في الابن مضروب في الروح القدس يساوي إله واحد؟
                    2- ثم لماذا تقف عند ثلاث أرقام فقط؟ ولماذا لا تزيد في الأرقام؟ فواحد فى واحد فى واحد إلى مليون مرة هى نفس النتيجة. فهل هذا دليل على أن الإله له مليون أقنوم؟ إن كل ذلك محاولات يائسة لشرح المستحيل.
                    3- وهذا يُشير إلى ضغط الثلاثة آلهة فى أحدهم، وهذا ينفى أن يكون أى منهم لا محدود. بل يُشير إلى وجود إله رابع أو أكثر قام أو قاموا بضغط هؤلاء الثلاثة.
                    4- يقولون: انظر إلى الماء تجده يأخذ ثلاث حالات هي، السيولة والصلابة والغازية. وهو بنفس الوقت شيء واحد. وهذا يشبه اعتقادنا بأن الآب والابن والروح القدس ثلاثة في واحد.
                    الرد:
                    إن السيولة والصلابة والحالة الغازية للمياه لا تجتمع سويًا ، بل تظهر حالة منهم فقط دون الحالتين الأخريين. وبالتالى فإن المثل المضروب غير مطابق.
                    فعندما يكون الماء بجملته في حالة السيولة، فإن حالة البخار وحالة الصلابة تختفيان، أى تنفصلان عن الحالة الأولى. وكذلك عندما يتحول الماء بجملته من حالة السيولة إلى حالة البخار مثلاً، فإن حالتي السيولة والصلابة تختفيان ونفس الشيء فيما لو تحول الماء إلى حالة الصلابة فإن حالتي السيولة والبخار تختفيان تمامًا . ولو طبقت ذلك على عقيدتكم فإن إقنومين لن يكونا موجودين وبهذا تنتفي عقيدة التثليث حسب مثالك. ويرد عليكم الرب قائلاً: (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
                    5- يقولون: انظر إلى بحيرة متجمدة، فستجد أن بخار الماء على السطح، وتحته الجليد، وتحت الجليد ماء. ثلاثة حالات متواجدة معًا لشيء واحد هو الماء. وهذا يشبه اعتقادنا في أن الآب والأبن والروح القدس ثلاثة أقانيم في واحد.
                    الرد:
                    إن ما نراه ثلاثة ظواهر لثلاثة أشياء مختلفة ، فإن البخار الذى نراه ، ليس هو نفسه الجليل أو الثلج ، وليس هو نفسه الماء الذى يتواجد تحت الثلج. وباتالى إذا طبقنا هذا المثال على الثالوث ، فإننا سنتكلم عن ظهور الروح القدس كحمامة بينما كان يسوع على شاطىء النهر يُعمَّد فى نهر الأردن ، وكان الرب فى السماء. الأمر الذى يُثبت عدم اتحاد الثلاثة آلهة، ويُثبت أنكم مشركون بالله، وتعبدون ثلاثة آلهة.
                    يُضاف إلى ذلك أن الماء هو شىء واحد، تغيرت حالته من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة أو الغازية. والكتاب يقرر أن الرب لا يتغير: (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6 ، كما أنه لا يُمكن أن يتغير الرب إلى الحالة الصلبة فتُشل كل حركته وأفعاله إلى أن يرجع إلى طبيعته بالتسخين. ولا يمكن أن يتبخر الرب ، لأن بتبخره سيتلاشى يومًا من الأيام أحد الأقانيم أو الثلاثة سويًا.
                    يُضاف إلى ذلك أنه يجب عليكم ألا تشبهوا الله الخالق بأى مخلوق. يقول الرب: (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
                    6- يقولون: بعض الممثلين يقوم بعدة أدوار في التمثيلية الواحدة، حيث يلبس قناعًا على وجهه بالإضافة إلى تغيير اللباس لكل دور، وهو شخص واحد ولكن يظهر بثلاث صور. وهذا يشبه قولنا الآب والابن والروح القدس ثلاثة في واحد.
                    الرد:
                    إن الصور التى يظهر بها هذا الممثل لا تعبر عن نفسه،بل عن شخصيات وهمية أو شخصيات اعتبارية. وعلى ذلك فإن طبقنا هذا المثال على الثالوث ، فلا وجود للثالوث إلا فى أوهامكم. ولا بد من وجود إله آخر يتقمص دوره هؤلاء الثلاثة.
                    إن الممثل يُمكنه القيام بمئات من الأدوار، فلماذا حددتم دور الممثل بثلاثة أدوار أو شخصيات فقط؟ وإذا كان الثالوث مرتبطًا فقط بهذا المثال ، فقد أثبتم أن الرب له مئات الأقانيم، وهى فى حالة إزدياد يومًا بعد يوم. فما الفرق بينكم وبين عُبَّاد الأوثان ، الذين خصصوا يومًا محدَّدًا أو وظيفة مُحدَّدة لكل صنم؟
                    وبالإضافة إلى ذلك لا يُمكن أن يكون الثلاثة أشخاص متحدين، بل منفصلين، لأن الممثل يقوم كل مرة بدور شخص يختلف عن الآخر فى التكوين النفس والخُلُقى والعقلى. ولو قلنا باتحادهم لكان تناقضًا ما بعده تناقض ، مثل الذى يقول باتحاد الذكاء مع الغباء ، والعفة مع الفجور ، والكفر مع الإيمان. وما هذا إلا هذيان لأناس فقدوا رشدهم ، ولا يُؤخذ رأيهم بعد.
                    وعلى ذلك فلا يُمكن الأخذ بهذا المثال لأنكم لا تقولون بانفصال الثلاثة أقانيم عن يعضها البعض ، ولقول الرب: (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
                    7- يضرب الكثير من المسيحيين المثال للثالوث بالشمس وضوئها وحرارتها. فهم ثلاثة ، ولكنك تراهم واحد وهو قرص الشمس.
                    الرد:
                    لا يجوز هذا المثل مطلقًا إلا عند الجهلاء ، ولن أكرر أن الشمس مخلوق من مخلوقات الله ، ولا يجوز تشبيه المخلوق بالخالق.
                    1- هل يمكننا أن نطلق على الضوء شمس أو على الحرارة شمس؟ لا يجوز لأن كل من الشمس أو الضوء له خواص معينة. الأمر الذى يُخالف الثالوث عندكم.
                    2- إن الشمس أو الضوء مركَّب ولا تقولون هذا على الله. فالضوء يتحلل عن طريق منشور إلى سبعة ألوان رئيسية.
                    3- إن ضوء الشمس به جزء مرئى ، وهو الأطياف السبعة ، وجزء غير مرئى، وهى الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية ، وأشعة جاما ، وأشعة إكس (السينية). وعلى ذلك فإن أحد أقانيم الثالوث مركَّب هو الآخر من أجزاء مرئية وأجزاء غير مرئية ، منها الضار ومنها النافع. وهذا لا يجوز تطبيقه فى عقيدتكم على أحد أعضاء الثالوث!
                    4- الضوء عبارة عن جسيمات (كميات من الطاقة) تُسمَّى فوتونات ، لها طاقة وتردد مختلف ، وطول موجى مختلف. فكيف نطبِّق هذا على الإله الثالوثى؟
                    5- تختلف سرعة الضوء من وسط لوسط. فسرعتها فى الهواء تختلف عن سرعتها من خلال الزجاج أو الماء أو السوائل. ولا يجوز أن تُحجَّم سرعة الإله المشبَّه هنا بالضوء بأى وسيط، لأن ذلك يُحد من ألوهيته، وبالتالى لا يستحق التأليه!
                    6- يسير الضوء فى الأوساط الشفَّافة ، ولا يسير فى الأوساط المعتمة. الأمر الذى يُحد من ألوهية الرب الكاملة وقوته المطلقة فى الظلام. فلا يُدعى معها إلهًا!
                    7- تؤثر الحرارة فى الأجسام بدرجات مختلفة ، الأمر الذى يعنى أن الإله المشبَّه بالحرارة ضعيف أمام بعض مخلوقاته. ومثل هذا لا يكون إلهًا!!
                    8- تتكون الشمس من مجموعة من الغازات والمعادن فى صورة غازية ، تبلغ حوالى 109 ، وهذا ما علمناه حتى الآن. والله لا يتجزَّأ ولا يتركَّب. فلو صدقنا مثل الشمس وطبقناه على إلهكم ، لكان إلهكم مركبًا من ثلاثة عناصر فقط ، الأمر الذى يبدو فيه أضئل من الشمس وأقل منها فى المكونات.
                    9- الشمس هى أقرب مجرة إلى الأرض ، ويصل الضوء الخارج منها إلينا بعد ثمان دقائق. الأمر الذى لا يجعل الإله المشبَّه بالشمس إلهًا كلى القدرة يقول للشىء كن فيكون. ومثل هذا لا يكون إلهًا!
                    10- تَسْبَح الشمس فى الفضاء بسرعة 20 كم / ث ، وتدور حول مركز المجرة بسرعة 320 كم /ث. فهل تجاسرتم على تشبيه الإله بهذا المخلوق البطىء؟
                    11- للشمس قوة جذب تؤثر فى كواكبها وأجرامها فقط ، وترغمها على الدوران فى مدارات محددة. فهل قوة الرب المشبَّه بالشمس تؤثر فى مخلوقات دون آخرين؟ فإذا كان الأمر كذلك فهو ليس بإله ، لأن الله قادر على كل شىء ، وإنما أمره أن يقول للشىء كن فيكون.
                    12- تدور الشمس حول مركز المجرة ، ولا تخرج عنه ، فالإله المشبَّه بالشمس قد قيدتم حركته فى إطار محدد. فبمَ استحق التأليه؟
                    13- الشمس نجم متوسط الحجم ، يوجد فى الكون فى مجرة سكة اللبانة ، وهذه المجرة فيها أكثر من مائة بليون نجم كشمسنا. فهل يوجد مثل الله؟ وإذا كنتم قد شبهتم الثالوث بالشمس وضوئها وحرارتها ، فعن كم بليون إله مع حرارته وضوئه تتكلمون؟
                    14- سيتوقف ضوء الشمس يومًا ما ، وذلك عندما يصل الهيليوم المتحول من كل أربعة أنوية هيدروجين ، إلى نصف وزن الشمس. فمتى يتوقف الإله أن يكون إلهًا؟
                    15- يحدث داخل الشمس تفاعل إندماجى نووى ، فكل 4 أنوية هيدروجين تتحول إلى نواة واحدة هيليوم ، والفرق فى الكتلة يتحول إلى إشعاع. أى إن الأشعة والضوء أيضًا صادران من الشمس، وهذا يعنى أن الشمس هى صاحبة الوجود للضوء والشمس. وأنتم لا تقولون إن الآب هو سبب وجود الابن والروح القدس ، وإلا لانتفت عنهما الأزلية ، وبالتالى الألوهية.
                    16- إن الكلف الشمسية هى بقع مظلمة كبيرة على سطح الشمس ، تظهر هذه الكلف مظلمة ، لأنها أبرد كثيرًا مما يحيط بها. فمتى كان الإله مُظلم ، تالف، فى جانب ومضىء، وفعَّال، فى الجانب الآخر؟ فهل هذا يليق بجلال الله؟
                    8- يقولون: إذا كنت رجلاً متزوجًا، ولك ابن، ولك أب، فلا يوجد تناقض في أنك زوجٌ، وأبٌ، وابنٌ فى نفس الوقت. وهذا يشبه عقيدة التثليث.
                    الرد:
                    1- ولماذا تقف عند ثلاثة حالات فقط من القرابة؟ لماذا لا تكمل السلسلة فأنا عم وخال وجد إلخ؟ ولا يمكن أن أكون أنا أبًا لنفسى ، أو ابنًا لنفسى. فالعلاقة التى يتكلم عنها المثال هى علاقة الشخص تجاه الآخرين: فقد أكون صديقًا لشخص ما ، وزميلاً لامرأة ما، ومدرسًا لفصل ما، إضافة إلى أننى زوجًا، الأمر الذى يُشير إلى مئات الصور التى يمكننى أن أظهر بها. فإن كان المثال يُشير حتمًا إلى التثليث، فإنه فى حالة أخرى يُشير إلى التعدد ، وهذا ما نسميه أنتم ونحن شرك بالله.
                    2- إن كوني أب وابن وزوج فى نفس الوقت، فهذه كلها مسميات لى تختلف باختلاف الشخص القريب لى، وليست ثلاثة أشخاص في داخلي. أضف إلى ذلك أنى قد أكون أب وأرمل ، أو زوج بلا أولاد ، أو وحيد بدون أب أو زوجة وبالطبع ليس عندى أولاد ، وعلى ذلك لابد أن يكون إلاهكم بهذا المنطق مرة ذو أقنوم واحد ، ومرة ذو أقنومين ، ومرة ذو ثلاثة أو أربعة أو أكثر.
                    3- إن الأب سبق الابن ، وقد يسبق الزوجة فى الميلاد أيضًا ، وعلى ذلك لو طبقنا هذا المثال على الثالوث ، لكان الأب فقط هو الأزلى ، والباقى مُحدَث.
                    4- فى حالة ثالوثكم فإن الأب هو نفسه الابن وهو نفسه الزوج. وعلى ذلك فإن الابن هو الذى حبَّل أمه وأَنْجَب منها نفسه. ولا يقول عاقل بذلك. وبذلك تسقط منطقية الثالوث فى المثال الذى ضربته.
                    9- يقولون: إن الخلاف بيننا وبينكم على التثليث. ولو رجعتم إلى القرآن لوجدتم أنه لا ينفي التثليث أبدًا، ولكنه ينفي الصور المنحرفة في العصر الأول للمسيحية، إذ كانت هناك طائفة منحرفة من المسيحيين اعتقدت أن المسيح لوحده إله. وطائفة أخرى اعتقدت أن مريم إله بما أنها أم للإله، وهذا إنحراف عن الطريق الصحيح، وهي المعلومات التي كانت موجودة عند نبيكم. فالمسيح ليس إله وحده. بل المسيح والأب والروح القدس إله له ثلاث صور. والقرآن عندما يتكلم عن ثلاثة آلهة فذلك يخص طوائف منحرفة من المسيحيين.
                    الرد:
                    هذا وَهْمٌ تقنعون به بنى دينكم من وجوه عديدة منها:
                    1- ثبت تاريخيًا أن الرسول  لم يكن له علاقة بالأديان القائمة من حوله لا بالعلم ولا بالممارسة.
                    2- هذا كلام الله تعالى وليس كلام محمد  ، وكلام الله يشمل كل من نادى بثلاثة آلهة سواء كان هذا الثالوث من اختراعكم أو من اختراع المصريين القدماء أم من اختراع الهنود.
                    3- جاء تكفير القرآن لكم من عدة نواح: فقد كفَّر القرآن من يقول إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم ، كما كفَّر من قال إن المسيح وأمه آلهة ، كما كفَّر من نادى بأن الله ثالث ثلاثة ، وهو ما تقولونه ، فأنتم تؤمنون بإله ذو ثلاثة أقانيم.
                    4- فى الحقيقة أنتم تؤمنون بثلاثة آلهة ، فقانون الإيمان عندكم يُحدِّد أن كلاً منهم إله قائمًا بذاته ، ثم تؤمنون أم مجموع هؤلاء الثلاثة هو واحد. أى ضلال فى العقيدة وضلال فى الحساب. ولم تُثبتوا لنا أو لأنفسكم ذلك الإفتراض. وهذا أسلوب سفسطى فى النقاش ، فليس لكم أن تفترضوا النتيجة التى يجب الوصول إليها وإثباتها ، وتدورون حولها لتصلوا إليها فيما بعد بأى طريقة كانت.
                    5- أنتم أهل التثليث ، ولا علاقة بمعتقداتكم بالتوحيد غير الاسم الذى تفرضوه على ثالوثكم. ويدل على أن الثلاثة ليسوا بواحد الكثير من الفقرات والتعبيرات الكتابية ، ولا يوجد تعبيرًا واحدًا على كون الثلاثة واحد أو على شرح اتحاد الأقانيم فى كتابكم.
                    6- اعتراف يسوع أنه رسول من عند الله ، واعتراف أعدائه وأتباعه أنه رسول الله ، لينفى كونه هو الله.
                    7- اعترافه بأن الله هو علام الغيوب ، وأنه أعظم منه ، وأنه هو الحافظ وهو القوى وهو القاهر دونه ، لدليل على عدم اتحادهم.
                    8- اعتقادكم أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى الأرض لكي يصلب ويقتل. وهذا يدل دلالة واضحة أنهما إثنان وليسا واحدًا.
                    9- وتعتقدون أن الروح القدس قد نزل على مريم وبشرها بولادة المسيح منها. فحل عليها الروح القدس، وبذلك أصبحت حاملاً للابن والأب والروح القدس. أى أصبح الثالوث متحدًا بمريم، وعلى ذلك صار الثالوث المقدس رابوع.
                    10- تعتقدون أن الروح القدس قد نزل على مريم وبشرها بولادة المسيح منها. ولو كان كلامكم مطابقًا لعقيدتكم لجاز القول إن الآب والابن والروح القدس قد نزلوا على مريم وبشروها بولادة الابن الموجود بالفعل ، وهذا يزيد التناقض تناقضًا.
                    11- تعتقدون أن إلاهكم كان صغيرًا رضيعًا جاهلاً حتى كبر ونضج وبلغ الثلاثين وتولى الرسالة ، فإذا كان الثالوث الرضيع هو الذى كان يحكم العالم وقتها، فقد فقدتم رشدكم ، وإن كان الأب وحده فقد انفصل الثالوث ، وفسد قانون إيمانكم!
                    12- اعتقادكم بنزول الروح القدس على شكل حمامة ، بينما كان المسيح يُعمَّد فى نهر الأردن ، ليدل على انفصال الأب عن الروح القدس عن الابن.
                    13- لو كان الآب والابن والروح القدس إلهًا واحدًا ، لجاز أن تقولوا: بسم الروح القدس والابن والأب ، وأنتم لا تقولون بهذا ، بل يُعد كفرًا عندكم.
                    14- تعتقدون أن الابن قد مات على الصليب ودفن لمدة ثلاثة أيام. ولو كان الأب والابن شيئًا واحدًا لكان معنى هذا أن الرب قد مات على الصليب، فمن الذى أحيا الابن؟ ومن الذى أحيا القديسين الذين خرجوا من قبورهم أحياء عقب موت يسوع عندكم؟ وهذا يعنى أيضًا أن الكون أصبح بدون إله، وأنتم لا تقولون بذلك.
                    15- تعتقدون أن الشيطان أسر إلاهكم لمدة أربعين يومًا فى البرية يجربه ، ثم فارقه إلى حين ، ومعنى ذلك أن الشيطان أعاق الإله عن ممارسة وظيفته الألوهية فى هذه المدة. فمن كان إله هذا الكون فى ذلك الوقت ، من الذى كان يحيى ويميت وبيده مقاليد الأمور ، أإله مع الله؟ تعالى الله عما تصفون!
                    16- تعتقدون أن الآب والابن والروح القدس إله واحد ، ومن المسلم به أن مريم وجدت حبلى من الروح القدس (متى 1: 18) وعلى ذلك الابن هو الذى حبَّلَ أمه ، ويكون هو ابنها وزوجها ، وبهذا من الممكن أن يتعلل بعض ضعاف العقل والإيمان ويمارسون زنى المحارم تحت زعم أن إلههم فعل ذلك ، وهو نفس ما قاله الكتاب المقدس فى حق أنبيائه المصطفين الأخيار: فهؤلاء من الزناة أصهار وأقرباء الإله: فقد زنى لوط بابنتيه (تكوين 19: 30-38) ، وزنى يهوذا بزوجة ابنه (كنته) (تكوين 38: 12-26) ، وزنا داود بأوريا زوجة جاره (صموئيل الثانى 11: 2-18) ، وهى التى أنجب منها نبى الله سليمان (متى 1: 6)، وزنا أبشالوم بن داود باخته (صموئيل الثانى 13: 1-22) ، فيقول متى (ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار) متى 1: 4 وثامار هذه زوجة أبنائه التى زنى بها وأنجب منها فارص وزارح. ويقول (وسلمون ولد بوعز من راحاب) متى 1: 5 ، وراحاب هذه (امرأة زانية) يشوع 2: 1-15 ، ويقول أيضاً (وبوعز ولد عوبيد من راعوث) متى 1: 5 وراعوث هذه (هى راعوث الموابية) راعوث 4: 5 ويقول الكتاب المقدس فى حق الموابيين (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر) تثنية 23: 3 ، والعمونيون نسبة إلى (نعمة العمونية) زوجة سليمان وأم ابنه رحبعام. وكذلك يتكلم الكتاب المقدس عن رأوبين ، الذى زنى بسرية أبيه (تكوين 49: 4) التى هى فى حكم أمه.
                    هؤلاء هم أقرباء وأصهار الرب الذين حكم هو بنفسه على بعضهم بالقتل: (وإذا اضطجع رجل مع امرأة أبيه فقد كشف عورة أبيه ، إنهما يقتلان كلاهما ، دمهما عليهما) اللاويين 20: 11 ، (وإذا اضطجع رجل مع كنته ، فإنهما يقتلان كلاهما ، فقد فعلا فاحشة ، دمهما عليهما) لاويين 20: 12
                    17- إن القرآن صريح بموضوع وحدانية الله سبحانه وتعالى: إقرأ سورة الإخلاص فهي كافية. (قل هوَ اللهُ أَحَدْ * اللهُ الصَّمَدْ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُلَدْ * وَلَمْ يَكُن لهُ كُفُوَاً أَحَدْ) ، فهى تنفى أن يكون الله أبًا أو ابنًا أو يكون له كفوًا أحد!
                    (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ. وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ. إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ. فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ. وَلاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ. انْتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ. إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ، سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ. لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ. وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً) النساء 171
                    (لَن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا للهِ. وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ. وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا) النساء 172
                    (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ، وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ. وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ ، لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المائدة 73
                    (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ. قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا. وَللهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المائدة 17
                    (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ. وَقَالَ الْمَسِيحُ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ، إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ، وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) المائدة 72
                    (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ، وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ، كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ. انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآَيَاتِ ، ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُون) المائدة 75
                    (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ. وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ. ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ. يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) التوبة 30
                    وعلى ذلك فالخلاف بيننا هو أنكم تشركون بالله ، وتؤلهون مع الله إلهين اثنين، وتنسبون له الولد والزوجة ، ثم تدعون أن الله وابنه والروح القدس إلهًا واحدًا.
                    وأقول لكم هذا هو القانون الذى تؤمنون به: (وهكذا الآب رب، والابن رب، والروح القدس رب. ، ولكن ليسوا ثلاثة أرباب بل رب واحدٌ.) وقولكم: (إله من إله) وقولكم: (إله حق من إله حق).
                    10- يقولون: القرآن يعترف بالتثليث: أليس مذكور بالقرآن عبارة (نحن) عن الله، ومن المعروف في اللغة العربية أن هناك مفرد ومثنى وجمع ، ولو تدبرتم قرآنكم لوجدتم أن كلمة نحن تعبرعن ثلاثة آلهة.
                    الرد: كلمة نحن تستعمل للتعظيم وهي موجودة في معظم لغات العالم، فالملك عندما يصدر أمرًا يقول نحن الملك فلان، وكما يقول الله عز وجل (نحن) بإسلوب الجمع للتعظيم، فإنه يقول (أنا) بإسلوب الإفراد أيضًا، كقوله تعالى في سورة طه آية 14(إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي) ثم إن الجمع لا يقف عند ثلاثة، بل يبدأ بثلاثة فلماذا وقفتم أنتم عند التثليث فقط؟
                    11- يقولون: إن ولادة المسيح من أم بلا أب، دليل على ألوهيته.
                    الرد:
                    خلق الله آدم بدون أب وبدون أم. وخلق حواء بدون أم. ولو كان إدعائكم صحيحًا، لكان آدم وحواء أحق بالألوهية من المسيح.
                    وماذا تقولون فى ملكى صادق؟ (3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ.) عبرانيين 7: 3 ، ولم يدع أحدٌ أنه إله.
                    12- والنقطة الأخيرة يتزايد تشبيه المسيحيين لاتحاد اللاهوت بالناسوت بقطعة الحديد إذا وضعت فى النار: "لو وضعت قطعة حديد فى النار حتى احمرت فلا تستطيع أن تقول إنها فقدت خاصية الحديد ، ولا تستطيع أيضًا أن تقول إنها ليست نار".
                    الرد:
                    قبل أن أوضح بطلان هذا المثال الفاسد، أشير إلى أن ضرب النصارى للمثال على اتحاد اللاهوت بالناسوت يتناقض مع ادعائهم بأنه لا يستوعبه العقل .. فهذا تناقض منهم واضطراب .. والمطلوب أن يثبتوا على أمر واحد .. إما أن المسألة لا يستوعبها العقل فلا تضربوا لله الأمثال .. وإما أن الأمثال قد تقرب المسألة فليست بعيدة عن العقل إذن. كما يتناقض مع أوامر الله الذى قال: (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
                    تشبهون اتحاد اللاهوت بالناسوت بحلول النار فى الحديد، وهذا لا يجوز للأسباب الآتية:
                    1- الله أزلى وليس بحادث ، بينما النار حادثة ومن مخلوقات الله ، ولا يجوز تشبيه الخالق بالعبد المخلوق.
                    2- لا يتحوَّل المسمار إلى نار ، ولكنه ربما يتحول بتأثير النار عليه إلى الإحمرار، أو السخونة الشديدة ، التى قد تتساوى مع درجة حرارة النار. ومعنى ذلك أنكم تؤمنون أنه إذا تشابهت الصفة فى اثنين تحولا إلى إلهٍ واحدٍ. الأمر الذى يفتح المجال إلى تعدد الآلهة لاشتراك الكثير من الناس مع الرب فى صفة الصدق ، والبر ، والرحمة ، والعدل ، وهكذا.
                    3- إن قولكم بتحوُّل المسمار إلى النار يعنى أن الأضعف ، وهو المسمار، صار الأقوى ، وهو النار، وأخذ خواصها ، ولا يقول عاقل أو نص كتابى بأن الابن أصبح الله أو تساوى معه فى أى صفة كانت. سواء فى العلم أو العظمة أو القداسة.
                    4- إن قولكم بأن المسمار تحول إلى نار لهو دليل واضح على تعدُّد الآلهة ، الذى تنفونه بأفواهكم، وتتمسكون به بقلوبكم ، والله تعالى فى غنى عنه. وهو مثل القول باستنساخ الآلهة.
                    5- المسمار له فوائد ووظائف لا تقوم بها النار. والنار لها وظائف لا يقوم بها المسمار ولو اشتدت درجة حرارته مثل النار. وعلى ذلك فكل منهم يعجز عن أداء
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:38 م.

                    تعليق

                    • abubakr_3
                      مُشرِف

                      • 15 يون, 2006
                      • 849
                      • موظف
                      • مسلم

                      #25
                      وظيفة الآخر ، الأمر الذى يعنى أن كل منهما إله عاجز. وهذا ينفى الألوهية عن كل منهما.
                      6- ليس معنى تحول المسمار إلى نار أن يُصبح الابن إلهًا. ولو أصبح المسمار نارًا، لما كان تأثيرها هو عين تأثير النار. وبالتالى فالابن أضعف من الأب وأقل منه فى المقدرة ، وعقيدتكم فى التثليث لا تقول بهذا.
                      7- بالطرق على هذا المسمار تتغير صفاته ، بل وخواصه ، فقد تستطيل أو يتغير شكلها ، وهذا يُخالف نصوص كتابكم التى تقول: (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6 ، وبالتالى لا يصح هذا التشبيه.
                      8- وكذلك إذا ألقىَ المسمار فى الماء فقدت خواصه التى اكتسبها من النار ، وانفصلت عنه، وأنتم لا تقولون بإنفصال الثالوث عن بعضه.
                      9- إذا كان هذا تفكيركم فى اللاهوت والناسوت ، حيث اعتبرتم المسمار نارًا لمجرد وضعه فى النار، وكذلك قدستم الصليب لمجرد تعليق الإله عليه وموته عليه. فلماذا لم تقدسوا الجحش الذى ركبه الإله؟ ولماذا لم تقدسوا الفضلات التى خرجت من الإله من احدى السبيلين؟ ولماذا لم تقدسوا الشيطان الذى أسر الإله وعاش معه أربعين يومًا فى الصحراء؟ ولماذا لم تقدسوا التاج الأرجوانى الذى وضعوه على رأس يسوع استهزاءًا به قبل إعدامه؟
                      10- ولو كان اتحاد اللاهوت بالناسوت مثال المسمار الذى يوضع فى النار، لكان ضرب يسوع وإعدامه صلبًا والإهانة التى ذاقها وقعت على اللاهوت أيضًا، ولكان اللاهوت هو الذى يتبول ويتبرز ويطهر بالماء ويصرخ ويستغيث. وهذا كفر بواح على عقيدتكم أيضًا ، لأن الإله قدوس ، وهذا يفقده قداسته: (إنى أنا قدوس) لاويين 11: 41
                      (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9
                      (2لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ, لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ ...) صموئيل الأول 2: 2
                      11- تتغير خواص المسمار بوضعه فى النار ، فهل تغيرت خواص اللاهوت باتحاده بالناسوت أو باتحاد الناسوت معه؟
                      فإن قالوا: لا نتكلم عن بشر تحول إلى إله ، بل نتكلم عن إله متأنس ..
                      قلنا: بل تتكلمون عن إله "تأنس" .. لأن اللاهوت لم يكن متأنسًا منذ البدء ، وإنما تأنس فى زمان المسيح فقط .. والناسوت لم يكن موجودًا منذ البدء ، ومرت عليه التغيرات كما مرت على أى بشر آخر، فلزم من دعوى اتحاد اللاهوت بالناسوت فى زمان ما: تغير اللاهوت وتحول بعض صفاته وحقيقته، وهذا باطل عند العقلاء.
                      هل حُرِّف الكتاب المقدس؟
                      وإلى هنا يقف القارىء المسيحى فى مفترق الطريق ، بين مصدق لما يقرأه ، مؤيد لما يعقله، وبين قلبه الذى لا يريد أن يقبل حقائق أقرها العلم والعقل، متسائلاً: معنى كل ما قرأته أن كتاب الله ودينه قد تغير، قد حُرِّف الكتاب المقدس!! فمن ذا الذى يمكنه تحريف كتاب الله؟ وهل سيقبل الرب بتحريف كتابه وأن نعيش فى ضلال؟
                      وما ذلك إلا بسبب التقاليد التى اعتاد عليها وحسبها من الدين، وهذه التقاليد العمياء هى التى حاربها عيسى  أثناء حياته على الأرض، فقد أفهم تلاميذه أن الكهنة يقولون شيئًا لم يأت موسى  به، وهى ما يسمونه التقليد: (مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 13
                      وكذلك ادعى الكتبة أن المسِّيِّا من نسل داود ، ونفى عيسى  هذا الكلام ، وأوضح أن هذا التحريف من الكتبة وحذرهم منهم ومن نفاقهم: (35ثُمَّ سَأَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ 36لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. 37فَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَمِنْ أَيْنَ هُوَ ابْنُهُ؟» وَكَانَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ.38وَقَالَ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ: «تَحَرَّزُوا مِنَ الْكَتَبَةِ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ39وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ وَالْمُتَّكَآتِ الأُولَى فِي الْوَلاَئِمِ. 40الَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ الصَّلَوَاتِ. هَؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ».) مرقس 12: 35-40
                      وهؤلاء الناس انتقدهم الله تعالى فى القرآن الكريم أيضًا وانتهرهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} (104) سورة المائدة
                      {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (28) سورة الأعراف
                      ولا أجد ما أواسى به من يفكر بهذه الطريقة إلا أن أطرح عليه سؤالاً لعله يفيقه من هول صدمته: فمن الذى يستطيع أسر الرب وقتله؟ ألست تؤمن أن الشيطان أسر الرب وأجبره على البقاء فى الصحراء لمدة أربعين يومًا؟ ألست تؤمن أن اليهود قبضوا على الرب وأهانوه وضربوه وبصقوا فى وجهه ، ثم انتزعوا منه حياته؟ فهل تعتقد أن الذى فعل كل هذا ليصعب عليه أن يحرِّف كلام الرب وخاصة أن سبب قتله هى تعاليمه التى تُخالف ما يريدونه من الباطل؟
                      ولن أكتف بسؤالى هذا ، ولكننى سأواصل مع القارىء حتى يطمئن قلبه إلى النتائج التى سنصل إليها، وسأسوق إليه اعتراف آباء الكنيسة الأول بالتحريف، واعتراف العلماء بتحريف ما يسمونه مخطوطات الكتاب المقدس ، واعتراف علماء لغة الكتاب المقدس ، ثم اعتراف الرب نفسه بالتحريف الذى تعرض له كتابه:
                      اعتراف الآباء بتحريف الكتاب المقدس:
                      يقول الموقع المسيحى http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
                      ”لم يكن من الصعب فى القرن الرابع أن يدمر النُسَّاخ بعد قرارات مجمع نيقية المخطوطات الحقيقية، ويحتفظوا بالأخرى المحرفة ، التى حذفوا فيها ”باسمى“ ، وأضافوا بدلاً منها ”باسم الآب والابن والروح القدس“ ، وذلك منذ أن أصبحت الألوهية تنسحب تدريجيًا على الطبيعة الثالوثية فى بيئتهم السياسية المشوبة بالدين. (والملحق رقم (5) يبين أنه فى عام 1520م حرفت أيدى الكاثوليك مخطوطة لتقنع إرازموس بنص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 ، وذلك بإضافتها فى ”النص المستلم“ فى طبعته الثالثة ، وبذلك أُدانت نسخة الملك جيمس KJV بالتحريف بسبب احتوائها على هذا النص. فإذا كان تحريف رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 حقيقة واقعة ، فلماذا لا نساعد كل إنسان لكى يرى تحريفًا مشابهًا ، تم فيه النيل من نص متى 28: 19 ، أو أى كتابات أخرى غير دينية ، مثل هذا التحريف الذى حدث مبكرًا ، قبل أن تقوم الكنيسة الكاثوليكية بتحريفها هذا. (فهى على الأقل كانت محاولة بيِّنة من أنصار أثناسيوس ، كما نرى هذا فى رسائل إجناتيوس Ignatius المحرفة، وفى التحريف الذى أصاب الديداكى [تعاليم الرسل] ، غير المعروف كاتبها ، وبشأن الكثير من الوثائق الأخرى (ملحق (3).) وبفضل الله ونعمته فقط تبقت لنا لنرى الحق بشأن النص الذى أورده متى فى 28: 19 ، وذلك فى الكتابات الأصلية لأوريجانوس ويوسابيوس وجوستين وأفراهات وهرماس وآخرون لم يُكتشفوا بعد.“
                      ”إن العرف السائد كان تحريف النصوص الإنجيلية ، وتحريف كتابات الكتَّاب المسيحيين الأول ، وذلك تحت السلطة الكاملة للبابا وكل رجال الدين الكاثوليك فى هذا الوقت (والحاليين أيضًا). ويُمكننا أن نرى ذلك فى الكلمات التى سطرتها أيدى المحرفين أنفسهم أمثال روفينوس Rufinus (الذى يتباهى فى ختام نسخته الخاصة بتعليق أوريجانوس على "رسالة إلى رومية" فإنه قد عانى من مشاكل عديدة ليملأ الفراغات التى كانت بكتابات أوريجانوس)،
                      وكذلك عند جيروم الذى كتب فى مقدمته للأناجيل الأربعة لنسخته المعروفة باسم الفولجاتا للعهد الجديد: (هل يوجد إنسان ، سواء كان متعلمًا أم غير متعلم ، يرغب ... اطلق علىَّ شخصًا محرِّفًا أو مجدِّفًا بسبب وقاحتى وجرأتى فى إضافة أى شىء للكتب القديمة ... التى تمكننى من أن أحمل العار ، وأحتل المركز الأول فى هذا الخزى. أليس هذا أمرك الذى أعطيته لى أيها البابا؟ [داماسوس 383م]) ،
                      ومثال أيضًا للتحريف الذى قام به جيروم ، هو ما قام به بأمر البابا داماسوس فى ترجمته للفولجاتا ، فقد قام باستبدال النص الذى ترجمه أوريجانوس بعد أن صححه فى العمود الخامس من الهكسابلا، وترجم بدلاً منه النص العبرى الموجود لدى يهود فلسطين. أما ما لم يجده عند اليهود فقد ترجمه من العمود الخامس من الهكسابلا, وهذه الترجمة اللاتينية ظل معترفًا بها من الكاثوليك حتى أن مجمع ترنت الكاثوليكى قد أصدر قرارًا عام 1546م بحرمان كل من لا يعترف بجميع الكتب الموجودة فى الفولجاتا. ويرفض هذه الترجمة الطوائف الإنجيلية وبعض طوائف الأرثوذكس والانجليكان.
                      ويقول أستاذ اللاهوت هورن فى الجزء الرابع من تفسيره ص463: ”وقعت التحريفات والإضافات الكثيرة فى هذه الترجمة اللاتينية الشعبية من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر“.
                      ويقول ص467: ”ولا بد أن لا يغيب عن ذهنكم أبدًا أنه لا توجد ترجمة من التراجم لم تُحرَّف مثل اللاتينية الشعبية ... نسخوها دون أدنى مبالاة ، فأدخلوا فيها فقرات بعض كتاب من العهد الجديد فى كتاب آخر، وأدخلوا فقرات بعض كتاب من العهد الجديد فى كتاب آخر ، وكذلك أدخلوا تعليقات الهوامش فى المتن“.
                      وقد اعترف علماء المسيحيين أنفسهم بهذا التحريف ، فالقس ويصا الأنطوانى يقول عن ترجمة أكيلا ص115 نقلا عن (العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية) ص48: لقد آمن أكيلا على أيدى المسيحيين ، ”ولكنه تمسَّك بعلم "التنجيم" الذى تعلمه فى وثنيته فرفضوه. ولكى ينتقم منهم انضم إلى اليهود واختتن؛ فأوكلوا له عمل ترجمة يونانية تحل محل السبعينية التى تمد المسيحيين بالبراهين ضد اليهود“. أى عمل ترجمة مفبركة لصالح اليهود، لتخدم مصالحهم فى مناظراتهم مع المسيحيين!!
                      أما بالنسبة لترجمة سيماخوس ، التى قامت على ترجمة أكيلا عام 218م ، كما يقول القس ويصا الأنطوانى، فيقول المصدر السابق ص49: ”وتقول الدراسات الحديثة إنه اعتمد فى ترجمته هذه على ما قام به يهود فلسطين من تعديل وتنقيح للسبعينية“.
                      فقد قام يهود فلسطين إذن بالتلاعب فى الترجمة السبعينية ، والتراجم الأخرى، التى تمنوا أن تقوم مقام السبعينية. وعلى هذا الأساس يجب أن تُرفض كل ترجمة كانت مغرضة وتم التحريف فيها.
                      كما أن الدراسات أثبتت وجود نحو ستة آلاف اختلاف بين التوراة السامرية (الخمسة أسفار الأولى) والتوراة العبرانية. ويرجع الكثير منها إلى اختلافات العقائد والمقدسات بين الطائفتين ، مثال لذلك تثنية 27: 4 والجبل المقدس ، هل هو عيبال أم جرزيم.
                      وكذلك Basil باسيل الكبير القيصرى ، (الذى كتب فى مؤلفهTreatise De Spiritus Sancto الفصل 28 ... فحصت بشك ... لقد تغيرت بالفعل ... حقيقة التلاعب بهذه [الأوراق] ... هذه التى اقتبستها أنا [Basil] بتفصيل تام ...) وكذلك بواسطة آخرين يعتبرهم البعض قديسين لدى الكنيسة الكاثوليكية (ملحق 3)“.
                      ونؤيد كلام هذا الموقع العلمى للكتاب المقدس بنصوص من العهد الجديد تُثبت أن التحريف كان قائمًا على قدم وساق من اللحظات الأولى بعد رفع عيسى  ، إن لم تكن هذه المحاولات الآثمة للفهم الخاطىء لتعاليم عيسى  قد تمت فى وجوده نفسه، وحاربها فى حياته، ومنها اخفائهم اسم الله ، وعدم رغبتهم أن يستعمله ويعرفه كل الناس، ومنها فهمهم الخاطىء للسبت وأنه لا يجوز فعل الخيرات فيه ، وفهمهم الخاطىء بعدم أكل التلاميذ من خبز الصدقات ، وفهمهم الخاطىء أن المسّيِّا سيأتى من نسل داود. وقد استفضت فى النقطة الأخيرة فى كتابى (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا).
                      فقد اتهم يسوع نفسه اليهود بالتحريف ، فقال: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                      وحذرهم من تعاليم الفريسيين والصدوقيين: (6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ») متى 6: 6-12 أى من تَعالِيمِهم. أليس هذا إقرار من عيسى  بقيام الفريسيين والصدوقيين بتحريف تعاليم الكتاب، والتمسك بالتقاليد؟ أليس هذا هو نفس ما قاله عيسى  للفريسيين والصدوقيين: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ»)مرقس7: 7-13
                      وها هو لوقا يكتب لصديقه ثاوفيلس ليعلمه أنه لديه التعاليم الصحيحة التى عليه أن يتبع صحتها ليفرزها عن التعاليم الباطلة التى يتناقلها الناس: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
                      ويقول بولس فى رسالته إلى أهل غلاطية: (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
                      ويقول أيضًا: (17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 2: 17
                      بل أقر بولس نفسه أنه سار على درب الكذب، ليربح أى إنسان لدينه وإنجيله: (فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ) كورنثوس الأولى 9: 19-23
                      وأقر أنه كذب ليكسب أتباع لدينه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                      * * *
                      وفى الحقيقة لم يتناول التحريف نصوصًا معينة فقط، بل تناول أيضًا كتبًا بأكملها. وأعتقد أن هذا بديهى لكل من ألمَّ بتاريخ المسيحية وآبائها فى القرون الأربعة الأولى:
                      فقد كان إيريناوس أسقف ليون (120-202م) يؤمن بكتاب الراعى لهرماس ضمن أسفار الرب الموحى بها.
                      وكان ترتليان (145-220م) يؤمن بوحى رسالة برنابا وأنها من أسفار الرب المقدسة ، كما كان يؤمن بقانونية سفر باروخ ، الذى تعتقد الكنيسة أنه مزيف.
                      وكان القديس أكليمندس السكندرى (150-215م) يؤمن برسالة برنابا ورؤيا بطرس ورسائل أكليمندس الرومانى وكتاب الديداكى (تعاليم الرسل) ،بل كان يؤمن بسفر إسدراس الثالث كسفر إلهى، وهى غير معترف بها حاليًا كأسفار موحى بها من عند الله ، بل حدَّدتها الكنيسة ككتب محرفة (أبوكريفا).
                      وكان أوريجانوس (185-253م) لا يؤمن برسالة بطرس الثانية ضمن أسفار الرب الموحى بها.
                      وكان هيبوليتس (حوالى 235م) لا يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ولم يكن يعترف برسالة يعقوب ولا برسالة بطرس الثانية ولا رسالة يوحنا الثالثة ولا برسالة يهوذا. وكلها الآن كتب أقرت الكنيسة أنها كتب إلهية موحى بها.
                      وأخرج أثناسيوس (373م) الأسفار القانونية الثانية من قانون أسفار الكتاب المقدس ، وهى التى يؤمن الكاثوليك والأرثوذكس بوحى الرب لها ، ويكفرون البروتستانت لعدم إيمانهم بها ككتب مقدسة أوحى بها الله. وأخرج رسالة إرميا وسفر باروخ من الكتاب المقدس.
                      وكان كيرلس الأورشليمى (386م) لا يؤمن بسفر رؤيا يوحنا ضمن أسفار الرب المقدسة ، التى أوحى بها.
                      إضافة إلى استشهاد الرب فى كتابه بكتب ، يحيل القارىء إليها ليعرف تفاصيل أكثر من المذكورة ، ولا وجود لهذه الكتب ، منها:
                      1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21: 14): (14لِذَلِكَ يُقَالُ فِي كِتَابِ «حُرُوبِ الرَّبِّ»: «وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ)
                      2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10: 13): (13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.) و(وصموئيل الثانى 1: 17)
                      3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11: 41): (41وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ.)
                      4- سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29: 29) (29وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي, وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ, وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي)
                      5- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم (أخبار الأيام الثاني 35: 25) (25وَرَثَى إِرْمِيَا يُوشِيَّا. وَكَانَ جَمِيعُ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَنْدُبُونَ يُوشِيَّا فِي مَرَاثِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ وَجَعَلُوهَا فَرِيضَةً عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَهَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي الْمَرَاثِي.)
                      6- وسفر رؤيا يعدو الرائي وجاء ذكره في (أخبار الأيام الثاني9: 29) (29وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ.)
                      7- سفر تاريخ شمعيا النبي: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 12: 15): (15وَأُمُورُ رَحُبْعَامَ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ شَمَعْيَا النَّبِيِّ وَعِدُّو الرَّائِي عَنِ الاِنْتِسَابِ. وَكَانَتْ حُرُوبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ الأَيَّامِ.)
                      8- سفر تاريخ عدُّو الرائى: ذكر في (أخبار الأيام الثاني 13: 22): (22وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَّا وَطُرُقُهُ وَأَقْوَالُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ النَّبِيِّ عِدُّو.)
                      9- سفر يسوع (تسالونيكى الثانية 1: 8) (8فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِياً نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ)
                      10- سفر حياة الخروف ( رؤيا يوحنا اللاهوتي 13: 8 و 21: 27): (8فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ.) ، و(27وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِساً وَكَذِباً، إِلَّا الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ.)
                      11- رسالة بولس إلى أهل اللاودكية: ورد ذكرها فى (كولوسي 4: 16) (16وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ ايْضاً فِي كَنِيسَةِ اللاَّوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا انْتُمْ ايْضاً.)
                      12- رسالة بولس الأولى إلى أهل فيلبي: ورد ذكرها في (فيليبي 3: 1) الموجودة في العهد الجديد .. (انظر العهد الجديد (بولس باسيم) هامش ص771).
                      13- رسالة لبولس إلى أهل كورنثوس: ورد ذكرها في كورنثوس الثانية 7: 8): (8لأَنِّي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِالرِّسَالَةِ لَسْتُ أَنْدَمُ، مَعَ أَنِّي نَدِمْتُ. فَإِنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ وَلَوْ إِلَى سَاعَةٍ.)
                      14- وتقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): إن هناك رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففى (كورنثوس الأولى 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت.
                      * * *
                       اعتراف أوريجانوس بتحريف الكتاب المقدس:
                      ويعترف بتحريف اليهود للعهد القديم العلامة الكبير أوريجانوس الذى قام بجهد كبير فى مقارنة ودراسة العهد القديم فى الأصل العبرى والترجمات اليونانية المختلفة التى كانت بين يديه. واستغرق عمله هذا 27 سنةً من عمره. ورغم عمله المضنى هذا أرسل إليه يوليوس أفريكانوس وهو أحد الذين درسوا فى مدرسة الإسكندرية الذى أصبح فيما بعد أسقفًا فى فلسطين ، ينتقده فى شرحه لنبوة دانيال أنه استعمل قصة سوسنَّا العفيفة، وعلَّق على تسبحة الثلاثة الفتية.
                      فقال له أوريجانوس إنه يعلم أن “تاريخ سوسنَّا التى فى سفر دانيال المستعمل الآن فى كل كنائس المسيح فى ترجمته اليونانية لا وجود له فى العبرية ، وكذلك قصة البعل والتّنين .. هل نستبعد هذه الترجمة المستعملة فى كنائسنا ، ونوصى الإخوة أن يطرحوا الكتب المقدسة المنتشرة بينهم ، ونتملق اليهود متوسلين إليهم أن يعطونا ما عندهم من نصوص أصيلة خالية من التزييف؟!“
                      أليس هذا اعتراف من أوريجانوس بأن النصوص اليونانية التى بحوزته مزيفة، وأن اليهود يهيمنون على الأصول غير المحرفة، ولا يريدون أن يظهروها لهم؟ ألا يدل تبرئة بابا الفاتيكان اليهود من دم يسوع أن تحت أيديهم وثائق تشير إلى عدم قتل يسوع ، أو البشارة بالرسول  ، وأنه هو المسيح الرئيس ، المعروف باسم المسِّيِّا، ويخشى بابا الفاتيكان من إظهارها، خوفًا من ارتداد قومه، وفقده لسلطانه، فقام من فوره بمصالحة اليهود وتبرئتهم من دم المسيح؟
                      اقرأ نصوص إدانة اليهود فى الكتاب المقدس نفسه ، ثم فكر هداك الله كيف تجرأ بابا الفاتيكان على تبرئة اليهود من دم إلههم ومُخالفة الكتاب الذى يؤمن بقداسته: (3حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا 4وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. ... ... 47وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. ... ... حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. ... ... 57وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. ... ... 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ. ... ... 15وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَاداً فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيراً وَاحِداً مَنْ أَرَادُوهُ. 16وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ. 17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. ... ... 20وَلَكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ حَرَّضُوا الْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا بَارَابَاسَ وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ. 21فَسَأَلَ الْوَالِي: «مَنْ مِنَ الاِثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟» فَقَالُوا: «بَارَابَاسَ». 22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: «لِيُصْلَبْ!» 23فَقَالَ الْوَالِي: «وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟» فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخاً قَائِلِينَ: «لِيُصْلَبْ!» 24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ». 25فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا». 26حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ.) متى 26: 3 إلى متى 27: 26
                      ويواصل أوريجانوس قائلاً: ”هل نفترض أن العناية الإلهية المكروز بها فى الكتب المقدسة لمنفعة كنائس المسيح لم تُعر اهتمامًا بالذين مات المسيح لأجلهم واشتراهم بدمه؟ … هؤلاء الذين لأجلهم لم يشفق على ابنه بل أسلمه لأجلهم ألا يهبهم معه كل شىء؟ لأجل كل هذه الأسباب أذكّرك بهذه الكلمات: "لا تنقل التخم القديمة الذى وضعه آباؤك" (أم 22: 28). لا أقول هذا لأردع الباحثين فى الأسفار اليهودية ومقارنتها مع ما لدينا من نصوص وقراءات مختلفة فهذا ما فعلته بكل طاقتى، لأحصل على المعنى الموجود فى كل النصوص والقراءات المختلفة، معتنيًا بالسبعينية، حتى لا أُسلِّم فى يد الكنائس التى تحت السماء أى شىء مزيَّف، ولا أعطى فرصة للمقاومين أن يتهموا جماعتنا“ نقلاً عن العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية ، دار مجلة مرقس ، 1994 ص56-57
                      لقد وافق أوريجانوس إذن على الترجمة السبعينية، طمعًا فى توحيد الكنائس، وحتى لا يطرح أتباع الكنيسة كتبهم ، وخوفًا من مهاجمة الهراطقة لهم ، وانتقاد شعب الكنيسة لأعمالهم. لقد كان عمله إذن ليس خالصًا لله وللحق ، ولم يكن متجردًا فى البحث وتقصِّى الحقائق. لقد اعترف بهذا القول أنه اضطر للكذب على شعب الكنيسة ، وعدم إظهار الحقيقة.
                      ويواصل المرجع السابق ص57-58 قائلاً: ”أمَّا سبب غياب بعض الأسفار من العهد القديم العبرى لدى اليهود فيرجع ـ حسب تعليل أوريجانوس ـ إلى رغبتهم فى إخفاء كل ما يمس رؤساءهم وشيوخهم ، كما هو مذكور فى بداية خبر سوسنَّا: "وعُيِّنَ للقضاء فى تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلَّم الرب عنهما أنه خرج الإثم من بابل من القضاة والشيوخ". ويقدِّم أمثلة من الإنجيل لتأكيد ما يقوله ، حيث يخاطب السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله: "لكى يأتى عليكم كل دم زكى سُفكَ على الأرض من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (مت 23: 35) فالسيد المسيح هنا يتكلم عن وقائع حدثت ، كما يكتب أوريجانوس ، ومع ذلك لم تُذكر فى العهد القديم. ثم يتساءل: أين جاء فى الأسفار المقدسة شىء عن الأنبياء الذين قتلهم اليهود؟ ثم يورد أوريجانوس مثلاً آخر من رسالة العبرانيين: "آخرون تجرَّبوا .. .. نُشروا ، جُرِّبوا ماتوا قتلاً بالسيف" (عب 11: 36و37). لأنه معروف فى التقليد اليهودى خارجاً عن الأسفار العبرية أن إشعياء النبى فقط هو الذى نُشر بالمنشار.“
                      فعلى الرغم من أن بولس يذكر أنهم كثيرون من الأنبياء الذين نُشروا بالمناشير ، لا يذكر العهد القديم نبيًا واحدًا ، ولا حتى إشعياء الذى يعترف التقليد اليهودى أنه مات منشورًا!!
                      وأنقل رده على أفريكانوس بشأن قصة سوسنا ، وهو نموذج يكفى للغرض: ” في الرد علي ذلك أقول لك, ما ينبغي أن نفعله مثل كل هذه الحالات وليس فقط في حالة قصة سوسنة, تلك القصة التي نجدها في كل كنائس المسيح في النسخة اليونانية التي يستخدمها اليونانيون , ولكن لا توجد في النسخة العبرية, فلا تحتوي النسخة العبرية أيضا علي الفقرات التي قلت إنها في آخر الكتاب، تلك التي تتحدث عن الصنم بال والتنين. ليست فقط تلك الفقرات بل آلاف الفقرات, ولقد أدركت ذلك عندما كنت بإمكانياتى الصغيرة أجمع النسخة العبرية مع نسختنا.“ (ترجمة محمود أباشيخ http://www.burhanukum.com/content/view/130/37/
                      ويعترف بذلك القديس أغسطينوس ، فقد جاء فى تفسير هنرى واسكات فى المجلد الأول نقلاً عن (دلائل تحريف الكتاب المقدس ص32-33): “إن القديس أغسطينوس كان يقول: إن اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية فى إبان الأزمنة القديمة الذين قبل زمن الطوفان وبعده إلى زمن موسى  ، وفعلوا هذا بعد المسيح لتصبح الترجمة اليونانية غير معتبرة ، ولعناد الدين المسيحى. ومعلومًا أن الآباء القدماء المسيحيين كانوا يقولون مثله ، وكانوا يقولون إن اليهود حرفوا التوراة فى سنة مائة وثلاثين ميلادية“.
                      * * *
                       اعتراف جيروم بتحريف الكتاب المقدس:
                      مقدمة كتاب أسئلة العبرانيين ترجمها إلي العربية محمود مختار أباشيخ:
                      ”سوف أجعل هدفي الأول هنا أن أشير إلي خطأ من يشكون في [عدم] وجود أخطاء في النسخة العبرية، أما هدفي الثاني فهو تصحيح تلك الأخطاء ومن الواضح أن الأخطاء انتقلت إلي النسخة اليونانية واللاتينية بسبب اعتمادها علي المرجع الأصلي الخاطئ، وبالإضافة إلي ذلك، سوف أقوم بتوضيح الأشياء والأسماء والبلدان صرفيا ( أي إعادة الكلمات إلي أصلها) وذلك إن كانت ليست واضحة في اللاتينية، ويكون ذلك بإعادة صياغتها باللغة الدارجة.
                      ولكي يسهل علي الدارسين معرفة ما قمت به من تصحيحات، أقترح في البدء أن نحدد القراءة الصحيحة، وأنا قادر علي فعل ذلك الآن، ثانيًا: ثم بعد ذلك نأتي بالقراءات اللاحقة ونقارن بما حددنا في الأول، ثم نشير علي ما أنقص، أو أضيف أو بدِّل، وليس هدفي من هذا كما يدعِ علي الحساد أن أدين الترجمة السبعينية ولا أقصد بعملي أن أنتقص من مترجمي النسخة السبعينية ولكن الحقيقة هي أن ترجمتها كانت بأمر من الملك بطليموس في الإسكندرية، وبسبب عملهم لحساب الملك، لم يرد المترجمون أن يذكروا كل ما يحتويه الكتاب المقدس من الأسرار خاصة تلك التي تعد لمجىء المسيح، خشية أن يظن الناس أن اليهود يعبدون إله آخر لأن الناس كانت تحترم اليهود في توحيدها لله بل إننا نجد أن التلاميذ وأيضًا ربنا ومخلصنا وكذلك الرسول بولس استشهدوا بنصوص من العهد القديم ونحن لا نجدها في العهد القديم، وسوف أسهب في هذا الموضوع في مكانه المناسب.
                      كما أن يوسفوس المؤرخ اليهودي أخبر أن المترجمين ترجموا فقط أسفار موسى الخمسة ومن الواضح أن الأسفار الخمسة أكثر الأسفار انسجاما من نسختنا بينما ترجمات أكيلا ، سيمشيس [سيماخوس] وثيودوشن تختلف اختلافا كبيرا عن النسخة التي نستخدمها.“
                      مقدمة القديس جيروم بالإنجليزية علي الروابط التالية
                      http://www.ccel.org/fathers/NPNF2-06...s/hebquest.htm
                      http://www.theworkofgod.org/Bible/Sermons/SJerome.htm
                      * * *
                       اعتراف القديس جاستن مارتن بتحريف الكتاب المقدس:
                      ففى الفصل 71 من حوار مع تريفو (Dialogue with Trypho) يقول القديس جاستن مارتن: ”وأنا بعيد كل البعد من أن أضع ثقتي في معلميك (اليهود) الذين يرفضون الإعتراف بالنسخة السبعينية، التي ترجمها السبعون بأمر من بطليموس ملك مصر. وأخذوا في تلفيق نسخة أخري. وأرغب منك أن تدرك أنهم حذفوا كليًة نصوصًا كثيرة من تلك النسخة التي ترجمها السبعون. إن هذا الرجل الذي صلب عبر عنه بتعبيرات تثبت أنه إله وإنسان وأنه يصلب ويموت. ولأني أعلم أنكم لا تقرون بذلك فسوف أتجنب تلك النقاط وسوف أناقشك معتمدًا علي النصوص التي مازلتم تعترفون بها.“
                      ويعترف فى الفصل 72 بحذف نصوص من سفر عزرا وإرميا ، ويُنصح بقرائة الترجمة كاملة على موقع:
                      http://www.rudood.com/rd/modules.php...rder=0&thold=0
                      إن الكثير من المواضع التى استشهد بها جستين الشهيد واحتج بها على تريفون اليهودى حذفها اليهود وأسقطوها من كتابهم ، يشير إلى ذلك اللاهوتى واتسن فى المجلد الثالث من تفسيره ، وهو نقل مؤلفه عن رسالة الإلهام المأخوذة من تفسير بنسن، فيقول فى ص32 ج3: ”إنه من المؤكد لدينا دون شك أن المواضع التى احتج بها جستن على اليهود فى مناظرته إياهم قد أسقطوها فى عهد جستن وأرينايوس، وقد كانت موجودة بالكتاب المقدس ، ولكنها غير موجودة الآن ، مثل الموضع الذى كان بسفر إرميا ، وكتب عنه الدكتور كريب فى حاشية ارينايوس: إنه من المعروف أن بطرس لما كتب الآية 4-6 من رسالته كانت تلك البشارة فى خياله“. (دلائل تحريف الكتاب المقدس ج4 ، ص10)
                      وحتى لا أتركك عزيزى المسيحى بين مصدق ومكذب أسوق إليك هذا المثال من الكتاب الذى تؤمن بقداسته: جاء فى سفر الملوك الأول 22: 38 والذى يقول (وحملوا جثته إلى السامرة ودفنوها هناك وغسلوا المركبة فى بركة السامرة فلحست الكلاب دمه كما قال الرب ، وفى الماء الملون بدمه اغتسلت البغايا.)، وقد علق هامش الترجمة العربية المشتركة والمعتمدة لدى الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت على هذه النبوءة بقوله: ”لم يحتفظ العهد القديم بهذه النبوءة المتعلقة باغتيال البغايا“.
                      أما بالنسبة لرسائل أغناطيوس فيقول أندرو ميلر فى (مختصر تاريخ الكنيسة ص108): “وقد تشكك البعض فى صحة مصدر الرسائل المنسوبة إلى أغناطيوس ، بينما افترض البعض الآخر أنه قد حدث الكثير من التحريف فيها لصالح أغراض خاصة” فكيف يكون لهذا الكتاب سند ، بينما يتشكك علماؤكم وشهود العيان فى بعض الكتب المعتبرة عند البعض الآخر؟
                      ويقول (يوسابيوس ك9 ف5 ص408) عن التحريف بموافقة الإمبراطور، وكيف فُرض قسرًا على الشعب: ”وإذ زوروا سفرًا عن أعمال بيلاطس ومخلصنا ، مليئًا بكل أنواع التجديف على المسيح ، أرسلوه بموافقة الإمبراطور ، إلى كل أرجاء الإمبراطورية الخاضعة له ، مع أوامر كتابية تأمر بأنه يجب تعليقه علنًا أمام أنظار الجميع فى كل مكان، فى الريف والمدن،وأن المدرسين يجب أن يعلموه لتلاميذهم، بدلاً من دروسهم العادية، وأنه يجب دراسته وحفظه عن ظهر قلب“.
                      بل قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئًا لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس ك6 ف25)
                      وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: “قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئًا إلى جميع الكنائس ، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
                      * * *
                       اعتراف جوش ماكدويل بأن الأسفار الخمسة الأولى لم يكتبها موسى:
                      ويقول جوش ماكدويل فى كتابه (برهان جديد يتطلب قراراً) ص459 تحت عنوان (الإختلاف الداخلى): “هذه الاختلافات الداخلية تؤيد بشدة من فرضية أن التوراة كتبه أشخـاص مختلفون في أزمنة مختلفة ، وكل منهم لديه وجهـة نظـره الفردية وتكنيكـه الخـاص ، وهذا جـديـر بالتصديق أكثر بكثير من الاعتقاد بأن هناك رجلاً واحدًا مسئولاً عن عمل يتسم بكـل هذا التنــوع والاختـلاف كمـا فـي التـوراة”.
                      ويقول ص457: “ومن المحتمل تمامًا أن العديد من الأجزاء الصغيرة أو المنفصلة فى النص العبرى كتبها الكهنة للحفظ ثم بعد فترة طويلة تمَّ تجميع أجزاء المخطوط ضمن بعض الكتابات الموسوية ، وتجمَّعت معًا فى درج واحد”.
                      أليس هذا هو التحريف؟ أليس هذا هو نوع من التدليس أن يُنسب كتاب إلى مؤلف لا علاقة له به لإعطائه غطاءًا شرعيًا؟ أبعد كل هذا تُسمونه كتابًا مقدسًا، وكلمة الله، ووحى الله؟ فهل يُقدِّس الرب الكذب والتدليس؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أليس هؤلاء هم من نوعية الكهنة الذين قال فيهم الرب: (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
                      * * *
                       اعتراف مقدمة الكتاب المقدس بالتحريف:
                      يقول المدخل إلى سفر التكوين من الكتاب المقدس للآباء ******يين تحت عنوان (مصادره) ص66: ”لم يتردد مؤلِّفو الكتاب المقدس ، وهم يروون بداية العالم والبشرية ، أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم ، ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية الكنعانية. فالاكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركة بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَميَّة والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة وأوغاريت.“
                      فهل مازلت عزيزى القارىء تحتاج إلى براهين أكثر من ذلك؟
                      ويبرهن مدخل الكتاب المقدس للآباء ******يين ص13 وجود هذه الأخطاء قائلاً: ”واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“
                      ويواصل مدخل الكتاب المقدس (ص13) قائلاً: ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطًأ.“
                      ويواصل (ص13) قائلاً: ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“
                      وهكذا يُطلقون على التحريف زخرفة وتجميل!!!
                      وجاء فى دائرة المعارف البريطانية والتى هى المرجع الثانى للنصارى بعد كتابهم المقدس، نظرًا لأنها لا تمثل رأى عالم أو رأى جهة ما، أو رأى طائفة معينة، بل هى تمثل حضارة وتراث أمة، جاء فيها (أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس إذ أن التغيرات الهامة قد حدثت عن قصد مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها) ج2-ص519-521 .
                      وجاء فى مقدمة النسخة القياسية المنقحة لترجمة الملك جيمس والتى هى المرجع الأم لكل النسخ والترجمات بشتى اللغات (ولكن نصوص الملك جيمس بها عيوب خطيرة جدا وأن هذه العيوب والأخطاء عديدة وخطيرة مما يستوجب التنقيح فى الترجمة الإنجليزية)
                      وقد جاء فى مقدمة الترجمة ******ية للكتاب المقدس فى أثناء تحدثها عن نص العهد القديم وتناقله (ص52) الآتى: ”كثيرا ما وقع التباس فى النصوص الكتابية ، لأن الكتابة العبرية غالبا ما تُهمَل فيها الحركات ، وفى القرن السابع اهتدى الباحثون إلى وسيلة واضحة لكتابة الحركات، وللإشارة إلى علامات الفصل فى الجُمَل، عن طريق النقاط والخطوط“.
                      وجاء فى مقدمة الترجمة ******ية للكتاب المقدس (ص53): ”لا شك أن هنالك عددًا من النصوص المشوَّهة التى تفصل النص المسورى الأول عن النص الأصلى. فمن المحتمل أن تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبهها وترد بعد بضعة أسطر، مهملًة كلّ ما يفصل بينهما. ومن المحتمل أيضًا أن تكون هناك أحرف كتبت كتابة رديئة فلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينها وبين غيرها. وقد يُدخل الناسخ فى النص الذى ينقله، لكن فى مكان خاطىء، تعليقًا هامشيًا يحتوى على قراءة مختلفة أو على شرح ما. والجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا، بإدخال تصحيحات لاهوتية، على تحسين بعض التعابير التى كانت تبدوا لهم معرَّضة لتفسير عقائدى خطِر.“
                      وفى ص68 يقول فى هامشه عن الرواية الأولى لخلق العالم: ”تُنسب هذه الرواية إلى المصدر "الكهنوتى" ... ... والنص يستند إلى علم لا يزال فى عهد الطفولة. فلا حاجة إلى التفنُّن فى إقامة التوافق بين هذه الصور وعلومنا العصرية.“
                      أعتقد أن الكاتب لو قصد أن هذا العلم الذى كان ”لا يزال فى عهد الطفولة“ علم الله فهو كافر! ولا يصح أن يُؤخذ عنه دين أو عقيدة أو تفسير. أما إذا كان يقصد تأريخ وتقييم هذه الرواية فى ضوء العلم الحديث فهو ينفى انتساب هذا الكتاب لله!! أما إذا كان يقصد عقول البشر، وعدم تحملها الدين كاملاً، فقد اعترف بالنسخ فى عقيدته ، ولا يقول عاقل بوقوع النسخ فى العقيدة، وحكم بجهل الأنبياء السابقين بأصل دينه ، وحكم على إلهه الذى ما جاء لينقض القديم بالعقل الطفولى!!
                      وفى ص71 يقول فى هامشه عن الفقرة 10 إلى 14: ”هى توسُّع ، ولعل المؤلِّف اليَهْوى هو الذى أدخلها هنا معتمدًا مبادىء قديمة عن شكل الأرض.“
                      فهل تفهم معنى كلمة (توسُّع) وكلمة (أدخلها) عزيزى القارىء؟ أى إن هذا النص غير موحى به، لقد لعبت فيه أيدى الكُتَّاب ومعتقداتهم الشخصية التى قتلوا من أجلها الأنبياء. وهل يُمكننا أن نقول بعد ذلك أن هذا السفر أوحاه الرب ، إلا إذا كان هناك إله طفل ذو علم طفولى؟
                      ويقول ص77 عن الإصحاح السادس (بنو الله وبنات الناس) ”يعود المؤلِّف إلى أسطورة شعبية عن جبابرة (فى العبرية "نفيليم") يُقال إنهم ولدوا من زواج بين كائنات بشرية وكائنات سماوية. وهو لا يبدى رأيه فى قيمة هذا الاعتقاد ويُخفى وجهه الأسطورى ، فيقتصر على التذكير بهذا الجنس الوقح من الجبابرة ، كمثل للفساد المتزايد الذى سوف يُسبب الطوفان“.
                      أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحًا وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: (أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض ، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى ، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع ، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها ، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقينًا ، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه ، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى ، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى).
                      وأعتقد أن فى هذا الكفاية لإثبات التحريف بأقوال علماء اللاهوت والكتاب المقدس ودوائر المعارف العالمية ومقدمات الكتاب المقدس، ويبق لنا عدة نصوص يعترف فيها الرب نفسه بتحريف كتابه.
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:38 م.

                      تعليق

                      • abubakr_3
                        مُشرِف

                        • 15 يون, 2006
                        • 849
                        • موظف
                        • مسلم

                        #26
                        اعتراف الرب بتحريف كتابه:
                        لقد أوكل الرب حفظ كتابه لليهود، وأمرهم ألا يزيدوا عليه، أو ينقصوا منه فقال:
                        (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ».) التثنية 12: 32
                        (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟».) أعمال الرسل 7: 53
                        (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ.) رومية 3: 1-2
                        اقرأ عزيزى الباحث عن الحق: كم من مرة يُقرر الرب ويؤكد أنه برىء من هذا الكتاب. فقال:
                        1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
                        2) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
                        3) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به، يحرفه غير المؤمنين، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5
                        4) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16
                        5) (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ.) إرمياء 23: 31
                        6) (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
                        7) (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
                        8) (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.) إرمياء 23: 30
                        9) اعترف كاتب سفر إرميا (23: 13 ، 15 ، 16) بأن أنبياء أورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمدًا. فمن الذى أفهمكم إذن أنه لا يستطيع أحد أن يُحرِّف كلام الرب طالما أنه لم يتعهد بحفظه بنفسه؟: (فِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَا ءِ السَّامِرَةِ شَهِدْتُ أُمُوراً كَرِيهَةً، إِذْ تَنَبَّأُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ، وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَفِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ أُمُوراً مَهُولَةً: يَرْتَكِبُونَ الْفِسْقَ، وَيَسْلُكُونَ فِي الأَكَاذِيبِ، يُشَدِّدُونَ أَيْدِي فَاعِلِي الإِثْمِ لِئَلاَّ يَتُوبَ أَحَدٌ عَنْ شَرِّهِ. . . لأَنَّهُ مِنْ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ شَاعَ الْكُفْرُ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ الأَرْضِ.)
                        فكيف يشيع الكفر من أنبياء بنى إسرائيل إلا إذا حرفوا تعاليم الله أو تكتموها، وإلا لحاكمهم شعبهم ولأقاموا عليهم حدود الله! وهذا يدل أيضًا على عدم انتشار كلمة الرب وكتابه إلا بين الكتبة والكهنة فقط ، الأمر الذى ييسِّر عملية التحريف.
                        10) (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9
                        فهل يوجد نبى كذَّاب أو غشَّاش؟ إنهم أناس ادعوا النبوة ، أى بدأوا دعوتهم بالكذب، فماذا تتوقع من كذَّاب ، يدعى النبوة؟
                        وهل الذى يكذب على الله ، ويدعى أنه أرسله، وعلمه ما يقول ، وهو يبلغ رسالة من عند نفسه ويدعى أنها رسالة الله للبشر، بالشخص الذى يخشى الله ، ولا يحرف كتابه؟
                        وهل الذى يقتل نبى الله، يخشى أن يحرف كتاب الله؟
                        فما بالكم بالذى يقتل الرب نفسه؟!!
                        فلو فكرت عزيزى المسيحى: لماذا قتل اليهود أنبياءهم؟ فلن تجد سببًا إلى بسبب تعاليمهم ، التى لا تتفق مع مصالحهم الدنيوية. فالذى جرَّأهم على الله ودفعهم لقتل أنبيائه ، هو نفس الدافع الذى سيجعلهم يحرفون كتابه!! وإلا أخبرنى عن سبب تبرئة البابا لليهود من دم إلههم؟
                        11) (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                        فإذا كان من الأنبياء من هم حمقى وكذبة وضالين، فإن هذا الأمر يتطلب منكم إعمال العقل مع النص فيما نُقلَ إليكم ، وعدم الثقة التامة فى رجال الكهنوت مهما كان منصبهم. فلن يكونوا أشرف ولا أفضل من أنبياء الله.
                        وإذا كان هناك أنبياء حمقى ، فكيف تقيِّمون أنبياء كتابكم الحالى وما يقوله عنهم؟ فهل يمكنك أن تتبع أنبياء حمقى؟ فكيف تصدِّق بثلاثة كتب فى كتابك الذى تقدسه (وهم الأمثال والحكمة ونشيد الإنشاد) وهى تُنسب لنبى كفر بالله؟ أكررها نبى كافر عبد الأوثان ودعا لعبادتها!!
                        اقرأ ما قاله الرب عن سليمان: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8وَهَكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لِآلِهَتِهِنَّ. 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ،) ملوك الأول 11: 4-9
                        عزيزى المسيحى: لا تدع مجالاً للشيطان أن يخدعك ، ويقول لك إن سليمان بشر مثلنا ، معرض للخطأ ، فما المشكلة أن يخطأ نبى ويزنى أو يسرق أو يقتل أو حتى يكفر بالله؟
                        أقول لك: إنها لمشكلة المشاكل. لأنك بذلك تطعن فى الله. فمن الذى اصطفى هذا الرجل نبيًا؟ إنه الله. ألست تؤمن أن الله ذو علم أزلى؟ فهل اصطفى الرب هذا الرجل ليكون نبيًا ، وهو يعلم بعلمه الأزلى أنه سيكفر أو سيزنى (فى حالة داود أو لوط أو يهوذا)؟
                        فلو فعل الرب ذلك بعلمه الأزلى ، لانتفت عنه صفة المحبة التى تلصقونها به ، لأنه يعلم أن الشجرة الفاسدة لا تطرح إلا ثمرًا فاسدًا!! ولو لم يعلم الرب ذلك عنه ، لانتفت عنه الألوهية ، وما استحف أن يُطلق عنه إله ، لأنه أثبت أنه جاهل ، وليس بكل شىء عليم ، وبسبب جهله ضاعت أجيال من البشر.
                        ولو حدث ذلك فى الأزمنة الغابرة ، فما الحكمة من تكرار قص هذه الحكايات الفاسدة والقدوة التالفة على مسامعنا ومسامع أنبائنا؟ فما من إنسان إلا وسيفكر أنه لن يكون أبر من النبى، وهذا سيعطيه الغطاء الشرعى للفساد والإفساد.
                        12) (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3
                        إن وجود أنبياء بهذه الأخلاق المتدنية لهو إشارة إلى رفض هذه الأنبياء وتعاليمهم. إذ كيف أثق فيما نُقِلَ عن كذَّاب؟ وكيف أسلم أمر عقيدتى وآخرتى ودنياى لمن هو فاسق؟ فإن من كانت هذه صفاته فهو شيطان. فكيف أبيع نفسى للشيطان؟
                        13) (32فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ.) إرمياء 36: 32
                        أليس هذا ما يحكيه كتابكم؟ فكيف لم يحفظ الرب كتابه إرمياء؟ لأنه بكل ببساطة لم يتعهَّد بحفظه لكم ، بل أوكل لكهنتكم حفظه. ولاحظ ما قاله النص من أنه (وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ)!!
                        14) (6رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ, وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ.) حزقيال 13: 6
                        والأمر تعدى وجود تحريفات فى الكتاب ، إلى وجود من يدَّعى أنه يوحى إليه ، ويؤلف كتابًا ينسبه لله. لا يوجد سفر فى الكتاب عُرفَ كاتبه على وجه اليقين. وهذا ما شهد به لوقا أيضًا فى افتتاحية إنجيله ، وشهد به بولس أيضًا.
                        15) (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7
                        16) (8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِباً, فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 8
                        17) (9وَتَكُونُ يَدِي عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَرُونَ الْبَاطِلَ وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ بِـالْكَذِبِ. فِي مَجْلِسِ شَعْبِي لاَ يَكُونُونَ, وَفِي كِتَابِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لاَ يُكْتَبُونَ, وَإِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَدْخُلُونَ, فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 9
                        18) وتتضح نية بنى إسرائيل السيئة فى تحريف كلمة الرب فى قوله لعاموس ، وذلك عن طريق إفساد الأنبياء وأخلاقهم: (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12
                        19) (11«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أُرْسِلُ جُوعاً فِي الأَرْضِ لاَ جُوعاً لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشاً لِلْمَاءِ بَلْ لاِسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. 12فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا.) عاموس 8: 11-12
                        ففكر عزيزى المسيحى: كيف يبحث المرء عن كلمة الرب فلا يجدها؟ لقد علم الله بعلمه الأزلى أن بنى إسرائيل غلاظ القلب، وأنهم سيحرفون كلامه، فأنبأ عاموس بهذه النبوءة. ثم فكر مرة أخرى: هل من العدل أن يترك الرب عبيده هكذا بدون كتاب بعد أن رفع عنهم كلامه ، أم إنه أنزل إليهم كتابًا فيه نور وهدى وتعهَّد هو بحفظه ليكون دستوراً خالدًا تُحكم به مملكة الله على الأرض؟
                        {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر
                        22) (الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟) أعمال الرسل 7: 53 فكيف لم يحفظوا الناموس ، إلا إذا أدخلوا تقاليدهم واستبدلوا بها تعاليم الله؟
                        23) لقد أوكل الله حفظ الكتاب للكتبة ، ولم يقل إطلاقًا إنه سيحفظه ، وإلا لكان حَفِظَ الكتاب الذى كتبه بيديه لموسى على اللوحين ، ولكان حَفِظَ الكتاب الذى أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا ، ولكان حفظ اسمه أيضًا فى هذه الكتب. وبعلمه الأزلى علم أن بنى إسرائيل سيحرفونه بما يتناسب مع ميولهم، لذلك توعد المحرفين، وإلا لما استنَّ قانونًا يحذر فيه المحرفين ويتوعدهم. لأنه ليس من العقل أن يُسِنُّ الرب قانونًا لجريمة يعلم أنها لن تتم!! لذلك قال:
                        (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18-19
                        (2لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.) التثنية 4: 2
                        (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ».) التثنية 12: 32
                        (5كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.) الأمثال 30: 5-6
                        والأمر تعدى وجود تحريفات فى الكتاب ، إلى وجود من يدَّعى أنه يوحى إليه ، ويؤلف كتابًا ينسبه لله. فلا يوجد سفر فى الكتاب عُرفَ كاتبه على وجه اليقين. وهذا ما شهد به لوقا فى افتتاحية إنجيله ، وشهد به بولس أيضًا.
                        24) (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
                        25) (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
                        26) ولم ينته التحريف برفع عيسى  بل استمر وعلى نطاق أكبر: (17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 2: 17 ، فهل صدق بولس فى قوله هذا وأن المحرفين كانوا أناس آخرين غيره، أم كان هو المحرِّف، ورمى غيره بهذه التهمة؟
                        وقد يوسوس الشيطان لأى مسيحى موهمًا إيَّاه أن هذ الأخطاء ليست عقائدية وليست مؤثرة فى فهم مضمون كلمة الرب ، وهى قد تناولت حرفًا أو كلمة ، ولم يؤثر ذلك على العقيدة أو فهم النص. وهذا استهتار بالطبع بكلمة الرب ، فكلمة الرب لا يُزاد عليها ، ولا يُنقص منها حرفًا واحدًا ، ولا تتدخل اليد البشرية فيها مُطلقًا.
                        ولننظر فى تحريف كلمة واحدة ومدى تأثيرها على العبادة. يقول القس الدكتور إميل إسحاق عن قبلة العبادة بين اليهود العبرانيين والسامريين، ونقصد به ما جاء فى (التثنية 27: 4) من أن اسم الجبل الذى أمر الرب بنى إسرائيل ببناء الحجارة عندها. فهو عيبال فى التوراة العبرانية، وغيرتها التوراة السامرية واللاتينية إلى جرزيم (الترجمة العربية المشتركة هامش 27: 4 من سفر التثنية ص247).
                        العبرية: جبل عيبال وهو جبل للعن وهو أجرد يابس.
                        اليونانية: جبل عيبال هو جبل البركة ، وبنى عليه مذبح للرب (تثنية 26: 11)
                        السامرية: جبل جرزيم وهو جبل مناسب للبركة لكثرة مياهه.
                        وعن هذا يقول الدكتور القس إميل إسحق ص33-34: ”وأهم فروق التوراة السامرية عن النص الماسورى العبرانى هى التى تنبع من العقيدة السامرية. فالجبل المقدس عند السامريين هو جبل جرزيم .. .. ولذلك فإن التوراة السامرية عند الكلام عن بناء المذبح الذى أمر به الرب (تثنية 27: 4-8) تستبدل المكان وتجعله فى جبل جرزيم بدلاً من جبل عيبال.“
                        ولم ينتهِ الدكتور القس بل ذكر فروقًا أخرى فقال: ”وهناك تطويل فى بعض المواضع من التوراة السامرية بإضافة نصوص تتعلق بنفس الموضوع مأخوذة من مواضع أخرى من التوراة. فمثلاً الإضافة فى الوصايا العشر بعد الخروج 20: 17 مؤسسة على نصوص سفر التثنية 27: 2-3 ، 4-7 ، 11: 30“ .
                        وأعتقد أن هذا اعتراف كاف من الدكتور القس بعدم معاملة هؤلاء الناس لكتابهم معاملة المؤمن لكتاب الله ، هذا إن كانوا يعتبرونه فى داخل نفوسهم كتاب الله.
                        والأكثر من ذلك هو وجود تحريفات حدثت فى الكتاب المقدس ، وذلك بلإضافة كتبًا كاملة إلى الكتاب. فقد اختلف الكتاب الذى يقدسونه فى القرن الرابع والخامس عما هو عليه الآن فى القرن الواحد والعشرين. ونلمس ذلك فى النسخة السكندرية والفاتيكانية والسينائية.
                        فالكتاب المقدس فى النسخة السكندرية كان يحتوى على أسفار المكابيين الثالث والمكابيين الرابع ، ورسالة أكليمندس الأولى ، وأكليمندس الثانية ، وكلها حُذفت من النسخة الحالية.
                        وتحتوى النسخة الفاتيكانية على صلاة منسى والمكابيين ، وقد حُذفوا من الكتاب المقدس الحالى. وإذا فتحت عزيزى المسيحى كتابك الحالى لوجدت به رسالة تيموثاوس الأولى و تيموثاوس الثانية وسفر الرؤيا ورسالة ثيطس ، وهذه الأسفار لا وجود لها فى النسخة الفاتيكانية.
                        وتحتوى النسخة السينائية على رسالة برنابا ، وسفر الراعى لهرماس ، وسفر الرؤيا، والوصايا الاثنى عشر، والأمثال العشرة، وطوبيت المطوَّل، وهو يختلف عن سفر طوبيا الموجود فى المخطوطات الأخرى. هذا بالإضافة إلى اختلافات عديدة بين نصوص الكتب نفسها، ومثال لذلك نص المرأة الزانية فى إنجيل يوحنا، وخاتمة إنجيل مرقس 16: 9-20.
                        قد يظن قارئى العزيز أن التحريف تم فقط بإضافة آيات تعضد موقف الكنيسة العقائدى ، بل إن هناك العديد من الآيات التى حُذفت من العهد الجديد ، وأكتفى هنا بتبيان هذه الآيات فى الطبعات الإنجليزية المختلفة ، حيث إننى ذكرت الكثير منها فى الطبعات العربية المختلفة فى كتابى (المناظرة الكبرى مع القمص زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)، الذى لم يرد عليه، ولن ترد عليه الكنيسة أيضًا، سواء كانت الأرثوذكسية بشقيها الخلقدونى والغير خلقدونى، أو الكنيسة الكاثوليكية أو البروتستانتية. فمن أراد الاستزادة فليرجع إليه. وأنصح أعزائى المسيحيين بقرائته ، ومواجهة القساوسة بما فيه للحصول على إجابات شافية ، موثقة. ولا تكتف بإجاباتهم ، بل ابحث عن الحق فى كل كتاب ، وبكل لغة. وسوف أنقل هذا من موقع http://www.av1611.org/biblewrd.html إعداد Terry Watkins:
                        يبدأ تيرى موضوعه باقتباس فقرة إنجيلية تُحث المسيحى على أنه لا حياة بالخبز فقط ، بل أيضًا بكلمة الله: (4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ».) لوقا 4: 4،
                        وهو يريد هنا أن يتهكَّم أو يتساءل: هذا ما قاله الرب للشيطان ، وبناءًا عليه أظهر الشيطان استسلامه لإجابة يسوع. فكيف انتصر الشيطان فى النهاية ، وحُذفت كلمة الرب من كتابه؟ وكيف نحيا بكلمة الرب إذا كانت قد حُذفت أو تغيَّرت؟ فهل أنتم تؤمنون حقًا أن هذه الآيات كلمات الله؟
                        ثم يسوق قول لوقا 8: 11-12 (11وَهَذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ 12وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا.)
                        لقد أصبح الشيطان قادرًا ليس فقط على سلب كلمة الرب من قلوب المؤمنين بها، بل من كتابه نفسه. ولا غرابة فى ذلك! ما المشكلة؟ لقد خطف الشيطان الرب واعتقله فى الصحراء لمدة أربعين يومًا، وما استطاع فيها الإله الفكاك. وعندما تركه الشيطان ، تركه إلى حين: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-11
                        ولم يستطع ملك من ملائكة الرب الإقتراب من الرب والشيطان وتخليص الرب منه: (11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.) متى 4: 11
                        NIV = The New International Version
                        NASV = The New American Standard Bible
                        NKJV = The New King James Version
                        RSV = The Revised Standard Version
                        NRSV = The New Revised Standard Version
                        NCR = The
                        LIV = The
                        الآيات التى تم استبعادها من الكتاب المقدس:

                        اسم الترجمة  NIV NASV NKJV RSV NRSV NCV LIV
                         VERSE
                        متى 12: 47 هامش حُذفت هامش
                        متى 17: 21 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت هامش
                        متى 18: 11 حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت هامش
                        متى 21: 44 هامش حُذفت هامش هامش
                        متى 23: 14 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت
                        مرقس 7: 16 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
                        مرقس 9: 44 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
                        مرقس 9: 46 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
                        مرقس 11: 26 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
                        مرقس 15: 28 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت هامش
                        مرقس 16: 9-20 هامش هامش هامش حُذفت هامش هامش هامش
                        لوقا 17: 36 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت
                        لوقا 22: 43 هامش هامش هامش حُذفت هامش
                        لوقا 22: 44 هامش هامش هامش حُذفت هامش
                        لوقا 23: 17 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
                        لوقا 24: 12 هامش حُذفت هامش
                        لوقا 24: 40 حُذفت حُذفت هامش
                        يوحنا 5: 4 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت هامش
                        يوحنا 7: 53-8: 11 هامش هامش حُذفت هامش هامش هامش
                        أعمال 8: 37 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت هامش
                        أعمال 15: 34 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
                        أعمال 24: 7 حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
                        أعمال 28: 29 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت حُذفت
                        رومية 16: 24 حُذفت حُذفت هامش حُذفت حُذفت حُذفت
                        2كو 13: 14 حُذفت
                        يعقوب 1: 8 حُذفت حُذفت

                        The New King James Version (NKJV) referenced is the #401, Thomas Nelson Publishers, 1979, 1980, 1982, with footnotes.
                        http://www.av1611.org/biblevs.html
                        فكيف سنحيا بكلام الرب وقد حذف الشيطان بعضه؟
                        أما بالنسبة لعدد الكلمات التى تم حذفها من النسخ المختلفة فهى كالآتى ، مع الأحذ فى الاعتبار أن الطبعات الحديثة تحذف وتُضيف الآلاف من الكلمات:

                        اختلافات العهد الجديد بين نسخة الملك جيمس والطبعات الأخرى

                        ح = حذف ض = إضافة
                        NKJV NIV NASV NRSV RSV NCV LIV
                        الكلمات ح2289 ح5219 ض3561 ح3890 ح6985 ض11114 ض17003
                        الآيات صفر ح 16 ح 17 ح 18 ح 25 ح 16 ح 7


                        كلمات أساسية حُذفت من طبعة الملك جيمس أو أُضيفت عليها

                        ح = حذف ض = إضافة كلمات حُذفت تمامًا*
                        الكلمة  NIV NASV NKJV RSV NRSV NCV LIV
                        Christ ح 25 ح 34 ح 1 ح 32 ح 87 ض 121 ض 44
                        Lord ح 352 ح 438 ح 66 ح 36 ح 91 ح 299 ح2368
                        Jesus ض292 ح 64 ح 2 ح 53 ض 16 ض1098 ض 293
                        God ح 468 ح 87 ح 51 ح 111 ح138 ض 803 ض 452
                        Godhead ح 3 * ح 3 * ح 1 ح 3 * ح 3 * ح 3 * ح 3 *
                        Lucifer ح 1 * ح 1 * ح 1 * ح 1 * ح 1 *
                        devil(s) ح 80 ح 82 ح 81 ح 82 ح 80 ح 74 ح 87
                        hell ح 40 ح 41 ح 22 ح 41 ح 41 ح 39 ض 13
                        heaven ح 160 ح 127 ح 50 ح 83 ح 88 ح 186 ح 26
                        damned (able, ation) ح 15 * ح 15 * ح 15 * ح 15 * ح15 * ح 15 * ح 7
                        blood ح 41 ح 39 ح 23 ح 26 ح 46 ح 157 ح 174
                        salvation ح 42 ح 4 ح 2 ح 33 ح 37 ح 94 ح 25
                        Word of God ح 8 ح 2 ح 1 ح 3 ح 8 ح 31 ح 27
                        Word of the Lord ح 25 ح 2 ض 4 ح 2 ح 3 ح 217 ح 236
                        Lord Jesus Christ ح 24 ح 21 ح 21 ح 22 ح 20 ح 15

                        http://www.av1611.org/biblewrd.html
                        ولو راجعت الجدول السابق ليتملكك العجب. لقد تم حذف كلمة الشيطان Lucifer مرة واحدة فقط فى خمس ترجمات مختلفة. فقارن كم مرة تم حذف كلمة: المسيح أو الرب أو يسوع أو الله أو كلمة الرب يسوع المسيح!!
                        فلمصلحة من يتم حذف الله 468 مرة وكلمة يسوع 292 مرة من النسخة الدولية الحديثة فى مقابل حذف الشيطان مرة واحدة؟
                        ولو فكرت لماذا حذفوا هذه الكلمات لتوصلت إلى احدى هذه الاحتمالات:
                        1- إما وضعت من قبل فى الترجمة دون أن تكون فى المخطوطة. وهذا اسمه تحريف ، يجعلك تفقد الثقة فى كل الترجمة والمترجمين ، ويثبت لك أنه ليس مستحيل لأن يتم تحريف الكتاب الذى تقدسه ، لأن الله لم يتعهَّد بحفظه، لأنه ليس كتابه الخالد والأخير للبشرية.
                        2- وإما أن تكون فى المخطوطة ورأى المترجمون أن حذفها أفضل للسياق أو لغيره ، وهذا أيضًا من باب التحريف.
                        3- وإما اكتشفوا مخطوطات أقدم أو أجود واعتمدوا عليها فى الترجمة، وبالتالى لم يجدوا فيها هذه الكلمات ، الأمر الذى يُثبت أنه ليس كل المخطوطات واحدة ، بل
                        إن هناك فروقًا شاسعة بينها ، تمتد أحيانًا لتشمل العقيدة نفسها.
                        وبعد أن تبيَّن لك عزيزى القارىء عدم استحالة تحريف الكتاب الذى تقدسه ، وقد وقع بشهادة الرب فى كتابه، كما أثبته علماء نصوص الكتاب والمخطوطات، وعلماء النقد الخارجى، وعلماء النقد الداخلى، فهل آمنت الآن عزيزى المسيحى أن عقيدة التثليث ونصوصها موضوعة وليست من متن الكتاب الذى يرضى الرب عنه؟
                        والآن ، هل تريد أن تعرف من أين أتت هذه العقيدة؟
                        إنها عقيدة وثنية أدخلها الشيطان عن طريق الكهنة اليهود ، لتدمير كتاب الرب وتعاليمه ، بعد أن قتلوا الرب نفسه ، كما تؤمنون.
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:37 م.

                        تعليق

                        • abubakr_3
                          مُشرِف

                          • 15 يون, 2006
                          • 849
                          • موظف
                          • مسلم

                          #27
                          مطابقة العقائد المسيحية للأديان الوثنية:
                          إن عقيدة الثالوث لم تكن جديدة على المسيحية ، فقد سبقتها أمم بأكثر من أربعة آلاف سنة ، نادت بنفس عقيدة النصارى فى إلههم. فما يقولونه فى طبيعة الإله، وتكوينه، وولادته، وكيفية فدائه للعالم، وصلبه، وقد أرسل الله أنبياءه لهداية البشرية من هذه الوثنية ، وهذا الشرك. إلا أن الشيطان يأبى أن يدخل النار بمفرده ، ويُصر على إغواء البشرية.
                          وفى القرن العاشر قبل الميلاد تبلور التثليث على نحو ما اتخذته النصرانية من المصريين القدماء، والبابليين، وليتفق مع أصحاب الديانات الوثنية بصورة تكاد تكون منقولة نقلاً حرفيًا ، لتتطابق مع ما قاله الهنود فى إلههم: (براهما- فشنو- سيفا)، وهؤلاء الثلاثة هم إله واحد.
                          كما جاء في ابتهالات التقي أتنيس: "أيها الأرباب الثلاثة. اعلموا أني اعترف بوجود إله واحد، فأخبروني أيكم الإله الحقيقي لأقرب له نذري وصلاتي؟ فظهرت الآلهة الثلاثة وقالوا له: اعلم يا أيها العابد أنه لا يوجد فرق حقيقي بيننا، وأما ما تراه من ثلاثة فما هو إلا بالشبه أو الشكل، والكائن الواحد الظاهر بالأقانيم الثلاثة هو واحد بالذات".
                          وقد وجد في آثار الهنود صنم له ثلاثة رؤوس على جسد واحد تعبيرًا منهم عن الثالوث.
                          وسرت عقيدة التثليث في الوثنيات القديمة كالمصرية المتمثلة في الثالوث (أوزيريس، ايزيس، حورس)، وكذا عند الفرس (أورمزد، متراس، أهرمان)، والاسكندنافيين (أووين ، تورا ، فري) والمكسيكيين (تزكتلبيوكا ، اهوتزليبوشتكي ، تلاكوكا)، ثم فلاسفة الإغريق الذين كانت وثنية النصارى أشبه بهم من سائر الوثنيات الأخرى، فقالوا بثالوثهم المكون من (الوجود، العلم، الحياة). عدا ذلك يوجد كثيرون يطول المقام بذكرهم.
                          وحتى صيغة الأمانة التي انبثق عنها مجمع نيقية هي صيغة منحولة عن الوثنيات السابقة، فقد نقل المؤرخ مالفير عن كتب الهنود أنهم يقولون: "نؤمن بسافستري (الشمس) إله ضابط الكل، خالق السماوات والأرض، وبابنه الوحيد آني (النار)، نور من نور، مولود غير مخلوق، مساوٍ للأب في الجوهر، تجسد من فايو (الروح) في بطن مايا العذراء ، ونؤمن بفايو الروح المنبثق من الأب والابن الذى هو الأب ، والابن يسجد له ويمجد".
                          فتذهب دائرة المعارف البريطانية إلى أن "القالب الفكري لعقيدة التثليث هو يوناني الأصل، وصيغت فيه تعليمات يهودية، فهي من ناحية التركيب مركب عجيب للمسيحيين، لأن التصورات الدينية فيها مأخوذة من الكتاب المقدس، ولكنها مغموسة في فلسفات أجنبية. واصطلاحات (الأب والابن والروح القدس) تسربت من اليهود، والاصطلاح الأخير (الروح القدس) لم يستعمله المسيح إلا نادرًا".
                          ويقول ليون جوتيه: "إن المسيحية تشربت كثيرًا من الآراء والأفكار في الفلسفة اليونانية، فاللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذى صبت فيه نظرية أفلاطون الحديثة، ولذا نجد بينهما متشابهات كثيرة".
                          وقد انتقلت فلسفة اليونان عن طريق الاسكندرية حيث ظهر أفلوطين الإسكندرى (ت 207م) وكان يقول بالثالوث (الله، العقل، الروح)، ولذا كان أساقفة الإسكندرية من أوائل المؤمنين بالتثليث والمدافعين عنه.
                          ويقال أيضًا إن الوثنيات قد تسربت إلى النصرانية عبر روما ، فيقول ول ديورانت: "لما فتحت المسيحية روما انتقل إلى الدين الجديد دماء الدين الوثني القديم: لقب الحبر الأعظم، عبادة الأم العظمى…".
                          ويؤيد هذا الأستاذ روبرتسون في كتابه "وثنية المسيحيين" ويرى أن هذه المعتقدات وصلت إلى روما من الفرس عام 70ق.م.
                          ويرى آخرون أن هذه المعتقدات انتقلت عن طريق الفكر الفرعوني القديم والذى انتقل إلى النصرانية بسبب ظروف الجوار.
                          بينما يرى الأستاذ حسنى الأطير بأن التسرب لهذه الأفكار كان عن طريق طرسوس والتي كانت مدرسة كبرى للأدب الإغريقي، ونشأ فيها بولس، وانعكست تعاليمها فيه.
                          ولما كان تسرب المعتقدات الوثنية إلى النصرانية حقيقة ساطعة كالشمس كان لا بد أن تعترف بها بعض الأقلام الجريئة المنصفة.
                          فمن هؤلاء المهتدية إلى الإسلام مريم جميلة التي تقول: "لقد تتبعت أصول المسيحية القائمة فوجدتها مطابقة لمعظم الديانات الوثنية القديمة، ولا يكاد يوجد فرق بين هذه الديانات وبين المسيحية سوى فروق شكلية بسيطة في الاسم أو الصورة".
                          ونقلاً عن (الغفران بين الإسلام والمسيحية) للقس السابق إبراهيم خليل فيلبس راعى الكنيسة الإنجيلية وأستاذ اللاهوت بكلية اللاهوت بأسيوط ص71 ، يقول العلامة بونويك فى كتابه (اعتقاد المصريين) ص404: ”وأغرب عقيدة عمَّ انتشارها فى ديانة المصريين (الوثنيين القدماء هو قولهم بلاهوت الكلمة ، وأن كل شىء صار بواسطتها، وأنها (أى الكلمة) منبثقة من الله، وأنها الله. وكان أفلاطون الفيلسوف الأغريقى عارفًا بهذه العقيدة الوثنية وكذلك أرسطو وغيرهما. وكان ذلك قبل التاريخ المسيحى بسنين ، ولم نكن نعلم أن الكلدانيين والمصريين يقولون هذا القول ويعتقدون هذا الاعتقاد إلا هذه الأيام“.
                          ويقول أستاذ الحفريات جارسلاف كريني في كتابه "ديانة قدماء المصريين": "إن التثليث دخيل على النصرانية الحقة، وإنه مستورد من الوثنية الفرعونية".
                          ويقول العلامة روبرتسون في كتابه "وثنية المسيحيين"، الذي تحدث فيه مليًا عن اقتباس عقائد النصرانية من الوثنيات فيقول: "يسرني أن أسجل أن من بين المسيحيين الذين تعرضوا لكتابي هذا بالنقد والمناقشة لا يوجد واحد عارض الحقائق التي ذكرتها به، تلك التي قادتني إلى أن أقرر أن أكثر تعاليم المسيحية الحالية مستعار من الوثنية".
                          ويقول كُتّاب "أسطورة تجسد الإله" بمثل ذلك فيقولون: "إن الاعتقاد بأن المسيح هو الله أو هو ابن الله أو تجسد فيه الله ليست سوى خرافة من خرافات الوثنيين وأساطيرهم الأولى".
                          وكعادة النصارى وولعهم بغريب النتائج يقول صابر جبرة وهو يقر بوجود التشابه بين تثليث النصرانية وتثليث قدامى المصريين، فيقول: "إن فكرة التثليث عند قدماء المصريين كانت نبوءة فطرية للتثليث في المسيحية".
                          وإليك ما تقوله الأديان الوثنية عن إلهها نقلاً عن: (العقائد الوثنية فى الديانة النصرانية ، محمد بن طاهر التنير البيروتى):
                           عقيدة التثليث:
                          قال برتشرد: ”لا تخلو كافة الأبحاث المأخوذة عن مصادر شرقية من ذكر أحد أنواع التثليث أو التولد الثلاثى (أى: الآب والابن وروح القدس)“ (ص 55)
                          ولم يكن ذلك فى الأمم الوثنية فى الشرق فقط ، بل كانت أيضًا فى أوروبا ، فقد جاء فى كتاب سكان أوروبا الأول: ”كان الوثنيون القدماء يعتقدون بأن الإله واحد ، ولكنه ذو ثلاثة أقانيم.“ (ص 55)
                          ويقول العلامة دوان: إذا ”أرجعنا البصر نحو الهند نرى أن أعظم وأشهر عباداتهم اللاهوتية هو التثليث ، أى: القول بأن الإله ذو ثلاثة أقانيم. .. .. وهى (برهما وفشنو وسيفا) ، ثلاثة أقانيم غير منفكة عن الوحدة ، وهى: الرب والمخلِّص وسيفا ، ومجموع هذه الثلاثة الأقانيم: إله واحد.“ (ص 55)
                          وكان برهما هو ”الممثل لمبادىء التكوين والخلق ، .. .. وهو (الآب) ، وفشنو يمثل مبادىء الحماية والحفظ ، وهو (الابن) ، .. .. وسيفا المبدىء والمهلك والمبيد والمعيد وهو (الروح القدس)“. (ص 56)
                          ”ويدعونه: "كرشنا الرب المخلِّص ، والروح العظيم ، حافظ العالم المنبثق (أى المتولِّد) منه فشنو الإله الذى ظهر بالناسوت على الأرض، ليخلِّص الناس، فهو أحد الأقانيم الثلاثة التى هى: الإله الواحد“. (ص 56)
                          وقال العلامة هيجنس: ”وكان الفرس يدعو (متروسا) الكلمة، والوسيط، ومُخلِّص الفرس.“ (ص 63)
                          وقال العلامة Bonwick : ”وأغرب عقيدة عمَّ انتشارها فى ديانة المصريين – الوثنيين القدماء – هى قولهم (بلاهوت الكلمة)، وأن كل شىء صار بواسطتها، وأنها – أى الكلمة – منبثقة من الله ، وأنها الله. .. .. وكان بلاتو – أفلاطون عارفًا بهذه العقيدة الوثنية، وكذلك أرسطو، وغيرهما، وكان ذلك قبل التاريخ المسيحى بسنين.“ (ص 63)
                          وقال العلامة دوان: ”.. .. كان قسيسو ممفيس بمصر يعبرون عن الثالوث المقدس للمبتدئين فى تعلم الدين بقولهم: إن الأول خلق الثانى، والثانى مع الأول خلقا الثالث ، وبذلك تم الثالوث المقدس.“ (ص 61)
                          وقال أيضًا: ”وسأل (توليسو) ملك مصر الكاهن (تينشوكى) أن يخبره: هل كان قبله أحد أعظم منه، أو هل يكون من هو أعظم منه؟ (ص 61)
                          فقال له الكاهن: نعم، يوجد من هو أعظم منه وهو أولاً: الله ، ثم الكلمة ، ومعها روح القدس، ولهؤلاء الثلاثة طبيعة واحدة، وهم واحد بالذات، وعنهم صدرت القوة الأبدية .. فاذهب يا صاحب الحياة القصيرة!!“ (ص 61)
                          ويقول العلامة دوان: ”ولا ريب أن تسمية الأقنوم الثانى من الثالوث المقدس (كلمة) هو من أصل وثنى مصرى دخل فى غيره من الديانات كالديانة المسيحية. و(أبولو) المدفون بدلهى يُدعى (الكلمة). وفى علم اللاهوت الإسكندرى الذى كان يعلمه (بلاتو) – أفلاطون – قبل المسيح بسنين عديدة: الكلمة هى الإله الثانى ، ويُدعى أيضًا ابن الإله البكر“. (ص 61-62)
                          وقال أيضًا: ”وكان الأشوريون يدعون (مردوخ): الكلمة. ويدعونه – أيضًا – ابن الله البكر.“ (ص 63)
                          ويقول العلامة Higginis: ”وكان الفرس يدعون (متروسا) الكلمة، والوسيط، ومخلص الفرس“. (ص 63)
                          وقال العلامة فسك: ”.. كان الرومانيون الوثنيون القدماء يعتقدون بالتثليث ، وهو الله أولاً ، ثم الكلمة ، ثم الروح القدس.“ (ص 65)
                          ويذكر (دوان) نقلاً عن (أورفيوس) وهو أحد كُتَّاب اليونان وشعرائهم الذين كانوا قبل المسيح بعدة قرون – ما نصه: ”كل الأشياء عملها الإله الواحد مثلث الأسماء والأقانيم. وهذا التعليم الثالوثى أصله مصر ، وكثير من الآباء (رجال الكنيسة) فى الجيل الثالث والرابع قالوا: إن فيثاغورث وهيرقليطس وأفلاطون علموا التثليث ، وقد أخذوا فلسفتهم فى التثليث عن أورفيوس.“ انظر دائرة المعارف تشمبرس ، كلمة ”أورفيوس“. (ص 65)
                          وكان الأشوريون والفينيقيون والاسكندنافيون والدرديون وسكان سيبريا والتتر الوثنيون وسكان الجزائر الأول والمكسيكيون يعبدون إلهًا مثلث الأقانيم. وهناك آثار وتماثيل وقطع نقود معدنية مازالت تشهد على هذا التثليث الذى كان منتشرًا لديهم. (ص 66)
                          وقال اللورد Kingsborough: وكان المكسيكيون يعبدون إلهًا مثلث الأقانيم ، يُصوَّر أحدهما على يمينه والآخر على يساره. ”ولمَّا عُيِّنَ برتولومبو مطرانًا سنة 1445م أرسل القس هرمنديز إلى المكسيك؛ ليبشِّر بين الهندوس [يقصد بهم الهنود الحمر)] بالديانة المسيحية، وكان هذا القس عارفًا بلغة الهندوس، وبعد مضى عام على ذهابه، أرسل مكتوبُا إلى المطران المذكور يقول فيه: «إن الهندوس يؤمنون بإله كائن فى السماء، وأنه مثلث الأقانيم، وهو الإله الأب ، والإله الابن ، والإله روح القدس؛ وهؤلاء الثلاثة إله واحد. .. .. ويعبدون صنمًا ، يقولون عنه: إنه واحد ذو ثلاثة أقانيم ، وأنه ثلاثة أقانيم [فى] إله واحد»“. (ص67)
                           عقيدة الصلب فداءً عن الخطيئة:
                          قال العلامة دوان: ”إن تصور الخلاص بواسطة أحد الآلهة ذبيحة ، فداء عن الخطيئة ، قديم العهد عن الهنود الوثنيين وغيرهم. وذكر هذه التقدمة عند الهنود سابق لعصر الفديك Vedic ، وكتاب الركفدا يمثل الآلهة يقدمون (بروشا) – أى الذكر الأول – قربانا ، ويعدونه مساويًا للخالق.“ (ص 74)
                          يقول العلامة M. William: ”كان الهنود يعتقدون بالخطيئة الأزلية ومما يدل على ذلك ما جاء فى تضرعاتهم التى يتوسلون بها بعد (الكياترى) ، وهى: إنِّى مذنب ، ومرتكب الخطيئة ، وطبيعتى شريرة ، وحملتنى أمى بالإثم ، فخلصنى يا ذا العين الحندوقية ، يا مخلص الخاطئين ، يا مزيل الآثام والذنوب.“ (ص 75)
                          وقال العلامة (دوان) ما نصه: ”ويعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر الذى هو نفسه فشنو ، الذى لا ابتداء له ، ولا انتهاء ، قد تحرّكَ شفقة وحُنوّا ، كى يخلص الأرض من ثقل حملها ، فأتاها وخلَّصَ الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه.“ (ص 75)
                          وقال العلامة هوك: ”ويعتقد الهنود [الوثنيون] بتجسد أحد الآلهة ،وتقديم نفسه ذبيحة فداءً عن الناس والخطيئة.“ (ص 75)
                          ويقول العلامة القس جورج كوكس: ”ويصفون (أى الهنود) كرشنا بالبطل الوديع المملوء لاهوتًا؛ لأنه قدم نفسه ذبيحة ، ويقولون: إن عمله هذا لا يقدر عليه أحد سواه.“ (ص 75)
                          وقال دوان: ”فى جنوب الهند وتنجور، وفى أيونديا يعبدون إلهًا صُلِبَ، اسمه (بالى)، ويعتقدون بأنه (فشنو) تجسَّد ، ويصورونه مثقوب الجنب واليدين.“(ص76)
                          وقال لبى هوك: ”إن بوذا فى [نظر البوذيين] إنسان وإله معًا ، وأنه تجسد بالناسوت فى هذا العالم ليهدى الناس ويفديهم ، ويُبيِّن لهم طريق الأمان ، وهذا التجسد اللاهوتى يعتقده كافة البوذيين، كما يعتقدون أن بوذا هو مخلِّص الناس.“
                          ”ويدعون ”بوذا“ الطبيب العظيم ، ومخلص العالم والممسوح ، والمسيح المولود الوحيد ، وغير ذلك ، وأنه قدم نفسه ذبيحة ليكفِّر آثام البشر ، ويجعلهم ورثة ملكوت السموات ، وبولادته ترك كافة مجده فى العالم ليخلص الناس من الشقاء والعذاب كما نذر.“ (أيضًا ص 77)
                          وقال العلامة ”بيل“: قال ”بوجانا“: ”سأتخذ جسدًا ناسوتيًا، وأنزل فأولد بين الناس؛ لأمنحهم السلام، وراحة الجسد، وأمحو أحزان وأتراح العالم. وأن عملى هذا لا أبغى به اكتساب شىء من الغنى والسرور.“ (ص 77)
                          وقال مكس مولر: ”البوذيون يزعمون أن بوذا قال: دعوا كل الآثام التى ارتكبت فى هذا العالم تقع علىّ ؛ كى يخلِّص العالم.“ (ص 77)
                          وقال العلامة وليامز: ”.. .. الهنود تقول: ومن رحمته [أى بوذا] تركه للفردوس، ومجيئه إلى الدنيا ، من أجل خطايا بنى الإنسان وشقائهم ؛ كى يبرِّرهم من ذنوبهم، ويزيل عنهم القصاص الذى يستحقونه.“ (ص 78)
                          وقال العلامة (دوان) نقلاً عن السر لكنسون: (إن تألم وموت أوزيريس هما السر العظيم فى ديانة المصريين وبعض آثار هذه العقيدة ظاهر فى ديانات الأمم [الأخرى]. ويعدونه [أى أوزيريس]: الصلاح الإلهى ، وجالب الفكر الصالح. وكيفية ظهوره على الأرض، وموته، وقيامته من بين الأموات، وأنه سيكون ديان الأموات فى اليوم الآخير ـ تشابه آلهة الهنود). (ص 79)
                          وكان الفرس يدعون مترا ”الوسيط بين الله والناس، والمخلِّص الذى بتألمه خلَّصَ الناس ففداهم“ ويدعونه: ”الكلمة“ و”الفادى“ ، ويعتقدون أيضًا بأن زروستر المتشرِّع مُرسَل إلهى، أُرسِلَ ليخلِّص الناس من الطرق الشريرة، وإلى هذا الحين نرى أتباعه يدعونه زروستر ”الحى المبارك المولود البكر الواحد الأبدى“ وما شاكل ذلك من الألقاب، وأنه لما ولد ظهر نور أضاء الغرفة التى ولد فيها ، وأنه ضحك على أمه من حين ولادته ، ويدعونه ”النور الشعشعانى البارز من شجرة المعرفة الذى علق على شجرة“.“ (ص 81)
                          والسوريون كانوا يقولون: إن تموز الإله المولود البكر من عذراء ، تألَّم من أجل النَّاس. ويدعونه المخلِّص ، الفادى ، المصلوب ، وكانوا يحتفلون فى يوم مخصوص من السنة تذكارًا لموته ، فيصنعون صنمًا على أنه هو ، ويضعونه على فراش ، ويندبونه ، والكهنة ترتل قائلة: ثقوا بربكم فإن الآلام التى قاساها قد جلبت لنا الخلاص. (ص 79)
                          وقالت السيدة Jameson فى كتابها The History of our Lord: ”كان الميليتيون يمثلون الإله إنسانًا مصلوبًا مقيّد اليدين والرجلين بحبل على خشبة، وتحت رجليه صورة حمل.“ (ص 79)
                          وقال دوان: ”وكان الوثنيون يدعون (بروميسيون) مُخلِّصًا ، كما يدعونه أيضًا الإله الحى ، صديق البشر ، المقدِّم نفسه ذبيحة لخلاص الناس.“ (ص 79)
                          ويقول العلامة مورى: ”يحترم المصريون أوزيريس ، ويعدونه أعظم مثال لتقديم النفس ذبيحة لينال الناس الحياة.“ (ص 78)
                          قال العلامة دوان: ”وكان الوثنيون يدعون (بوخص) ابن المشترى من العذراء: المخلِّص ، الابن الوحيد ، الذبيح حامل الخطايا ، الفادى ، وكانوا يقولون: ولما كثر الشر فى الأرض طلب بندورا وتوسَّل إلى المشترى سيِّد الآلهة كى يأتى ويُخلِّص الناس من الآثام والخطايا ، فاستجاب المشترى لهم وجعل ابنه مخلصًا للمذنبين فى العالم. وتعهَّد بوخص الفادى بتحرير الأرض من الأوزار ، وأنه سيعبده الناس ويرتلون التسابيح تمجيدًا لاسمه ، ومن أجل تتميم هذا العمل حلَّ الإله المشترى (سميل) العذراء البديعة ، فحملت ودُعيت والدة الإله. وقال بوخص الفادى للأمم: أنا مرشدكم وفاديكم ، أنا الألف والاميكا“. (ص 81)
                          قال هيجين: كان سكان المكسيك والبيرو ”يعبدون إلهًا صُلبَ فداءً عن الخطيئة ، وأنهم كانوا يدعونه: ابن الله الفادى. وسكان اليوكاتان عبدوا إلهًا مصلوبًا فداءً عن الخطيئة ويدعونه ابن الله ، وقد وجدت جملة صلبان عليها صورة هذا الابن المصلوب فداءً عن الخطيئة.“ (ص 82)
                           الظلمة التى حدثت عند موت المخلص الوثنى:
                          يقول الهنود: إنه لما مات كرشنا مخلصهم على الصليب حدثت فى الكون مصائب جمة وعلامات متنوعة ، وأحاطت بالقمر دائرة سوداء ، وأظلمت الشمس عن نصف النهار ، وأمطرت السماء نارًا ورمادًا ، واندلعت ألسنة اللهب ، وصارت الشياطين تُفسد فى الأرض، وشوهد عند شروق الشمس وغروبها ألوف من الأشباح تتحارب فى الهواء فى كل جانب ومكان!! (ص 87)
                          ويقول Davids إن الهنود يقولون: لما ابتدأت الحرب ما بين بوذا مخلِّص العالم وأمير الشياطين، سقطت ألوف من النيازك الهائلة وامتدَّ الظلام، وتكاثف الغيم، حتى إن هذه الدنيا ببحارها وجبالها اهتزَّت كأنها نفس تقشعر ، وهاجت البحار من شدة الزلازل ، وعادت مياه الأنهار إلى ينابيعها ، ودُكَّت رؤوس الجبال بما عليها من الأشجار التى عمرت أجيالاً، واشتد هدير العواصف فى كل مكان، وكان صوت الاصطدام هائلاً، واحتجبت الشمس بظلام مدلهم، وملىء الفضاء أرواحًا هادرة!
                          وقال هيجن: ”إن عُبَّاد المخلِّص بروسيوس يقولون إنه لما صُلب على جبل قوقاسوس اهتزت الكائنات ، وزلزلت الأرض ، واشتد دوى الرعد ولمعان البرق ، ومزق الرياح الشديدة ما فى الفضاء كل ممزق ، وهاجت الأمواج المخيفة ، وظهر كأن الكون آخذ بالإنحلال.“ (أيضًا ص 87)
                          وقال جيبون Gibbon: إن الشعراء تيبلوس، وافد، ولوسبان، والمؤرخين: بلينى، وإبيان، وديون كاسيوس ، وجوليوس قالوا: لما قتل المخلِّص (اسكولابيوس) أظلمت الشمس، واختبأت الطيور فى أوكارها ، وطأطأت الأشجار رؤوسها حزنًا ، واغتمت قلوب الناس ، لأن شافى أمراضهم وأوجاعهم فارق هذه الدنيا.“ (ص 88)
                          وهو نفس ما استعاره متى من هذه الأساطير: (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أيضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 51وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ 52وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ.) متى 27: 50-52
                          وقول مرقس: (33وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. 34وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟» (اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) 15: 33-34
                           ولادة المخلِّص الوثنى من عذراء:
                          يقول العلامة دوان والعلامة ألن: إن كرشنا معبود اليهود: ”يخالف كل الآلهة التى تجسدت لأنها لم يكن فيها إلا جزء من الألوهية ، أما كرشنا فهو نفس الإله فشنو ظهر بالناسوت.“ (ص 94)
                          قال دوان أيضًا: ”والهنود يقولون إن كرشنا هو ابن العذراء النقية الطاهرة ديفاكى ويدعونها والدة الإله.“ (ص 94)
                          قال بنصون: ”يقول البوذيون إن ولادة بوذا كانت هكذا: لما تجسَّدَ (كوتاما) بوذا نزلت قوة إلهية تُدعى روح القدس على العذراء (مايا)، وكان نزولها على شكل فيل أبيض. والتيكاسيون البوذيون يقولون: إن معنى الفيل الأبيض: الحكمة والقوة“ (ص98)
                          ويعتقد سكان سيام بإله ولد من عذراء يدعونه "الإله المخلِّص" واسمه بلغتهم "كودم" ، وأمه فتاة عذراء حسنة المظهر ، أتاها الوحى من الإله فهجرت الناس ، وذهبت إلى الأحراج التى قل أن يجتاز بها الناس، وانتظرت الحمل بالإله.(ص98)
                          يقولون أيضًا: إن بوذا كان منذ الأزل ونزل إلى الأرض، وولد من عذراء سوداء، ولكنها حسناء وبديعة الطلعة ، وبنو لعبادته هياكل كثيرة ويعبدونه على أنه إله متجسد ، ويدعون تلاميذه "المعلمين السماويين" ويعتقدون أن الكهنة هم أعظم الوسائط لنوال القداسة العامة، والخلاص، ويتضرعون إليه كخالق ومصوِّر السماوات والأرض ، ومما يعتقدونه أيضًا أن أمه وضعته من جنبها تحت شجرة. كذلك ولد الإله رع إله المصريين القدماء من جنب أمه، ليس مثل ولادة الناس. (ص 101)
                          ويدَّعون أن بولو هو ابن الإله المشترى من الأم البشرية لاتوتا. ويقول الأفسيون إنه ولد تحت شجرة. كما يقول البوذيون عن بوذا ولاوكيون من أن أمه لاتونا استظلت تحت شجرة زيتون ووضعته ، ولما وضعته ابتهجت الآلهة فى أوليمبوس وضحكت وابتسمت السماء. (ص 101)
                          ويقولون عن سيروس ملك الفرس: إنه من أصل إلهى ، ويدعونه المسيح أو الإله الممسوح. ويقولون عن أفلاطون إنه ابن الله ، وكانت ولادته فى أثينا سنة 429 قبل المسيح عيسى ، ويعتقدون أنه ولد من عذراء طاهرة نقية ، وأن إبريس الذى يقال عنه إنه أباه أنذر بحلم رآه فى المنام بأن لا يقترب منها ، ولا يمسها حتى تضع حملها ، لأنها حبلى من الإله أبولو!! (ص 103)
                          وكذلك ولد فيثاغورث من أم حملت به من الروح القدس. وكذلك رأت والدة أبولونيوس أحد الآلهة يقول لها إنه سيلد منها ، وبعد مضى أيام وضعته ، ولما كبر صار من أعظم المعلمين، الذين عملوا العجائب والآيات، وتاريخه قبل المسيح عليه السلام ب 40 سنة. (ص 103)
                          وكان سكان المكسيك قبل ذهاب كولومبو إليها بأجيال عديدة يعبدون إلهًا مخلصًا "كوتزلكوتل" ، ولد من عذراء بتول طاهرة ، وكانوا يقولون إنه أتى رسول من السماء وبشَّرَ أمه بحملها به بغير مضاجعة رجل ، واسم أمه "العذراء حويشبكثرال ملكة السماء". (ص 103)
                          وكان اليونانيون يدعون والدة الإله: العذراء ”جونو“ (ملكة السماء) ، ويعبدونها معتقدين أنها حارسة النساء من المهد إلى اللحد ، كما يعتقد النصارى اليوم بمريم العذراء. (ص 107)
                          وكان فى مصر من ألقاب الإلهة إيزيس أم الإله المخلِّص حورس: ”السيدة“ ، ”ملكة السماء“ ، ”نجمة البحر“ ، ”والدة الإله“ ، ”الشفيعة“ ، ”العذراء“. ويصورونها واقفة على الهلال ، يحيط بها اثنتا عشرة نجمة ، كما يصوِّر النصارى مريم العذراء واقفة على الهلال ، يحيط بها اثنتا عشرة نجمة. وسبق الوثنيون النصارى فى هذا التصوير بقرون عديدة. (ص 106)
                          وعيد دخول المسيح إلى الهيكل وتطهير العذراء الذى يقع فى 2 شباط من كل سنة ، هو من أصل مصرى ، فقد كان المصريون يُعيِّدونه إجلالاً وتعظيمًا للعذراء نايث ، وفى ذات اليوم يُعيِّد النصارى هذا العيد. (ص 106)
                           النجوم التى ظهرت عند ولادة الإله الوثنى:
                          قال بنصون: ”لقد جاء فى كتب البوذيين المقدسة عندهم أنه قد بشَّرَت السموات بولادة بوذا: نجم ظهر مشرقًا فى الأفق ، ويدعونه فى هذه الكتب المذكورة نجم المسيح“. (ص 111)
                          ولما ولد كرشنا ظهرت نجومه فى السماء ، وقد دلَّ المتنبىء المنجم ناريد العظيم عليها ، وكافة الآلهة التى ظهرت بالناسوت دلت على ولادتها نجوم كوِّنت لأجلها. (ص 111)
                          وقال ثورنتن: ”يعتقد الصينيون أنه عند ولادة "يو" المولود من عذراء ظهر نجم دلَّ عليه. و"يو" المذكور هو الذى أسس الدولة الأولى التى حكمت فى الصين.“ (ص 111)
                          وكان الرومانيون واليونانيون يقولون بظهور نجم عند ولادة القياصرة ، ويقولون أيضًا أنه بموت أحد القياصرة يختفى نجم. (ص 111)
                          ويقول الكتاب المقدس: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».) متى 2: 1-2
                           جنود السماء الذين ظهروا يسبحون الإله الوثنى عند ولادته:
                          جاء فى كتاب فشنوبورانا ما نصه: ”عندما كانت العذراء ديفاكى حبلى بحامى العالم ، مجَّدها الآلهة ، ويوم ولادتها عمَّت المسرات ، وأضاء الكون بالأنوار ، وترنمت آلهة السماء ، ورتلت الأرواح. ولما ولد "عون الجميع" شرعت الغيوم ترتل بألحان مطربة وأمطرت أزهارًا“ (ص 117)
                          ومثل هذا يقولون عن ولادة بوذا،وأنه سمع سكان الأرض أنغام موسيقى مطربة، وأمطرت السماء أزهارًا وعطرًا، وهبَّ نسيم لطيف، وأضاء نور عجيب.“ (ص 117)
                          وقال السرجون فرنسيس دافس: ”والصينيون يقولون: ظهرت علامات سماوية قبل ولادة كونفوشيوس الفيلسوف الصينى ، وفى المساء الذى ولد فيه سمعت أمه بأذنها نغم موسيقى سماوية، ولما ولد ظهر على صدره هذه الكتابة:"مُسِنٌّ الشريعة التى تُصلح العالم". والريشى واليفاس الساكنون على الأرض نادوا بفرح عظيم: "بهذا اليوم ولد بوذا لخير الناس ولإزالة جهلهم". وملوك السماء الأربعة قالوا:"الآن ولد بوذيستو واهب العالم المسرَّات والأفراح". ثم قال واجتمعت آلهة السماء ورتلت: "اليوم ولد بوذيستو على الأرض ليهب للناس فرحًا وسلامًا ، وينير الأماكن المظلمة، ويعطى العمى بصرًا".“ (ص 117)
                          وقال فونبهنك: ”وصارت الأرواح التى أحاطت بالعذراء "مايا" وابنها المخلِّص تسبح وتبارك الواحد ، وتنشد: "لك المجد أيتها الملكة مايا ، فافرحى ، وتهللى ، لأن الولد الذى وضعتيه قدوس“. (ص 117)
                          قال بتشرد: ويقولون لما وُلد "أوزيريس المخلص" سُمع صوت ينادى "ولد حاكم الأرض." (ص 117)
                          وظهرت هذه الجند السماوية أيضًا عند ولادة يسوع: (13وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: 14«الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».) لوقا 2: 13-14
                          ويقول العلامة بونويك: ”ويقولون (المصريون القدماء): عند ولادة "أوزيريس" سُمع مناد يقول: ولد رب لنا اسمه أوزيريس ، وبعضهم يقول إنه بينما كانت امرأة ذاهبة لتملأ ماء لهيكل عمون بمدينة تيبس، سمعت هذا النداء، وأمرت كى تنادى به بأعلى صوتها، وهو سيولد الإله أوزيرس.“ (ص 118)
                          ولما ولد أبوبو من العذراء "لاتونا" فى جزيرة ديلوس حدث ابتهاج عند الآلهة الأحياء فى أوليمبيوس ، وتبسَّمت الأرض ، وضحكت السماء. (ص 118)
                           الاستدلال على الطفل الإله الوثنى وإكرامه بالهدايا:
                          ومن الأقاصيص التى تُحاك حول كرشنا: أن هذا الطفل الإلهى وضع بمهد بين الرعاة ، وهم أول من عرف عظيم جلاله الدال على ألوهيته ، وعرفوا أنه المخلِّص الموعود به ، وأول من عرفه منهم هو نندا الراعى ثم رفقاؤه ، وسجدوا له. .. وقد أعطى الرعاة لكرشنا هدايا من خشب الصندل والطيب. (ص 123)
                          ويقولون عن الطفل الإلهى بوذا: إنه عند ولادته زاره رجال حكماء ، وعرفوا علامات لاهوته ، ودعوه إله الآلهة. .. .. وقد أتى إلى العالم لتخليصه ، وليعلِّم الناموس، ويشفى الشيوخ والمرضى وأصحاب العاهات والأموات، ويخلص الواقعين فى شبكة الفساد الطبيعى ، ويفتح البصر الروحى ، الذى أعماه ظلام الجهل. (ص 123)
                          ولما ولد "مسرا" مخلص العجم والوسيط بين الله والناس ، زاره الحكماء المدعوون مجوسًا ، وأعطوه هدايا من الذهب والطيب والحنظل. (ص 124)
                          وبحسب رواية أفلاطون: ”أنه لما ولد سقراط (قبل المسيح ب 469 سنة) أتى إلى محل ولادته ثلاثة رجال مجوس من الشرق وأهدوه ذهبًا وطيبًا ومأكولاً مُرًَّا. (ص 12)
                          أما بالنسبة ليسوع: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». ...... 7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ آتِيَ أَنَا أيضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً.) متى 2: 1-11
                           مكان ولادة الإله الوثنى:
                          وُلد كرشنا فى غار ، وبعد ولادته وضع فى حظيرة غنم ، ورباه أحد الرعاة الأمناء. (ص 129)
                          وهوتسى ابن السماء (عند الصينيين) تركته أمه وهو صغير ، وأحاطت البقر والغنم به ، وحمته من كل سوء باعتناء تام. (ص 129)
                          وسكولابيوس ابن الإله المولود من العذراء "كودنيس" تركته أمه حينما وضعته بالجبل ، ووجده الرعاة فربوه ، واعتنوا به. وكذلك ربى الرعاة (رومولوس) ابن العذراء مايا عندما وجدوه على شاطىء نهر التيبر. (ص 130)
                          وولد كرشنا تحت شجرة. (ص 130)
                          وولد كل من أدونى ، ومترا مخلص الفرس ، وهرمس بن الإلهة العذراء مايا ، واتيس إله الفريجيين، وأبولو ابن الإله زيوس فى كهف أو مغارة (ص 130-131)
                          ولما ولد بوذا أحاط بجسده نور سماوى ، وكذلك كان الإله باخوص ، وأبولو. بل نزل جند السماء عند ولادة أبولو وغسلته بماء صافٍ، ومنطقوه بالذهب.(ص130)
                          أما يسوع الإنجيلى: (15وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هَذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». 16فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعاً فِي الْمِذْوَدِ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هَذَا الصَّبِيِّ. 18وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. 19وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. 20ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ.) لوقا 2: 15-20
                           تجسد الآلهة الوثنية من عائلة ملوكية وهربها عقب ولادتها:
                          اعتقد الهنود والشعوب السابقة على المسيحية بتجسد الآلهة من سلالة ملوك. فقد قالوا ذلك عن بوذا وكرشنا وفشنو وكونفوشيوس وكذلك حورس وهركلوس وباخوص وبوسيوس واسكوبلايوس. واعتقدوا كذلك أن وراء مولد هؤلاء الآلهة ملوك أشرار تريد إهلاك هذه الآلهة وهى فى مهدها ، خوفًا على عروشهم. ومنهم كرشنا الذى أخذه الهنود ليلاً بعد ميلاده ، وهربوا به إلى بلاد بعيدة خوفًا من الملك الجبار الذى كان يريد قتله. ونفس الشىء قالوه عن الإله سلفاهانا، وبوذا، وحورس، وزورستر (مؤسس ديانة المجوس).
                           تجربة الشيطان للآلهة الوثنية:
                          حاول الشيطان تجربة بوذا مرات عديدة أثناء صيامه عن الطعام والتنفس أيضًا ، وقال له: ”انتبه يا مارا (أى أمير الشياطين): أنا عالم أنى بمدة سبعة أيام أربح الكون كله ، لكننى لا أود مُلكًا كهذا ؛ لأن التمسك بالدين خير من ملك العالم. أنت تفكر بالشهوات الشريرة، تروم إجبارى على ترك الناس بغير مرشد، حتى لا يكونون فى مأمن من دهائك ، فاذهب عنى“ وركب الرب وسار مُصرًّا على قصده وأمطرت السموات أزهارًا ، وتخلل الفضاء روائح عطرية بديعة .. (ص 145)
                          وجرب الشطان زورستر ووعده وعودًا عظيمة إذا أطاعه واعتمد عليه. وجُرِّبَ أيضًا "كوتزلكزتل" مخلِّص البرازيل المولود من عذراء ، وصام أربعين يومًا لما جربه الشيطان. (ص 145-146)
                          وهو نفس ما قالوه عن يسوع الإنجيلى: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-12
                           نزول الإله الوثنى إلى الجحيم من أجل خلاص الأموات:
                          اعتقد الكثير من الوثنيين أن آلهتهم نزلت إلى الجحيم لتخلص الموتى من ذنوبهم قبل صعودهم إلى السماء. فقد اعتقدوا أن كرشنا، وزورستر، وأدونيس، وباخوص، وهرقل ، وعطارد، وبالدور إله الإسكندنافيين، وكوتزلكوتل إله المكسيكيين، بل وكل الآلهة الوثنية الذين ظهروا بالناسوت ، وماتوا إما صلبًا أو قتلاً فداءً عن الخطيئة!! (ص 151)
                          وكذلك قال بولس فى يسوع: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أيضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أيضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10
                          وقال الكتاب أيضًا: (31سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً.) أعمال الرسل 2: 31
                          وقال بطرس: (18 فَإِنَّ الْمَسِيحَ أيضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، 19الَّذِي فِيهِ أيضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ) رسالة بطرس الأولى 3: 18-19
                          وقال القديس كريستوم فى سنة 347 م: ”لا ينكر نزول المسيح إلى الجحيم إلا كافر“. (ص 152)
                          وقال القديس كليمندوس الإسكندرى فى أوائل الجيل الثالث الميلادى: ”قد بشَّرَ يسوع فى الإنجيل أهل الجحيم ، كما بشَّرَ به وعلَّمه لأهل الأرض ، كى يؤمنوا به ويخلصوا أينما كانوا. فإذا نزل الرب إلى الجحيم توفيقًا لبشارة الإنجيل ، أيكون نزوله من أجل الجميع ، أم من أجل اليهود خاصة؟ فإذا كان من أجل الجميع فكل من آمن به نجا ، وإن كان من أجل الأمم التى طالما اعترفت به هنالك تكون الطامة على غيرها.“ ووافق عليه القديس أوريجن ، فقال بنزوله إلى الجحيم!! (ص152)
                          وقال بنزوله إلى الجحيم أيضًا القديس نيكوديموس فى إنجيله الذى لا تعترف به الكنيسة، وذكر الحديث الذى دار بينه وبين رئيس الشياطين فى الإصحاح 15 و17، الذى كان من أهل الجحيم ، وخلَّصَ من فيها من النساء والأطفال والرجال! (ص152)
                           موت الإله الوثنى وقيامته من الأموات:
                          يعتقد الوثنيون فى الهند بقيام كرشنا من الموت وبصعوده إلى السماء بجسده ، وأنه أثناء صعوده إلى السماء صحبه أرواح من السماء ونور عظيم أضاء الأرض والسماء شاهده الناس. (ص157)
                          كذلك فإن راما الذى هو فاشنو بعد أن أتم أعماله الأرضية قام من الموت ، وصعد إلى السماء، وعاد إلى لاهوته. وببركة اسم راما، والإيمان به تُغتفر الخطايا، وكل من يذكر اسمه ويسجد له بإخلاص عند موته تُغتفر ذنوبه كلها. (ص157)
                          وكذلك اعتقد أتباع بوذا فيه، وقالوا إنه بعد أن أحياه الإله العظيم (مهاديو) تبدلت أحزان أهل الأرض والسماء إلى أفراح، وأزيل عنه الكفن، وفتح له القبر بقوة إلهية، وصعد بجسده إلى السماء بعدما أتم عمله. ويعتقد أتباعه أنهم بصلاتهم له يدخلون ملكوت السموات، ويصيرون معه كواحد، كما هو واحد مع منبع النور. (ص157)
                          وبذلك قال الصينيون فى الأوكيون المولود من عذراء. وقال المجوس فى زورستر. وقيل نفس القول فى أوزيريس ، واسكولابيوس ، وأتيس ، ومتراث ، وباخوص، وهرقل، وممنون، ويلدور إله الاسكندينافيين، وكوتزلكوتل، والمخلص أدونى (ويدعى أيضًا تموز) وكان أهل الأسكندرية ، وسوريا واليونان يحتفلون بيوم قيامة الإله أدونى. (ص 158-161)
                          وقال مهامى: ”إن محور التعليم الدينى عند الوثنيين فى مصر فى القرون الخالية هو الإيمان بقيامة الإله ، الوسيط الظاهر بالناسوت ، والمولود من عذراء من بين الأموات ، وأبدية تملكه لملكوت السموات ، وكانوا يعيدون عيد الفصح بفصل الربيع تذكارًا لقيام الإله المخلص أدونى من بين الأموات ، .. .. ويعتقدون أنه قدم نفسه ذبيحة فداءً عن الناس ، وأنه مانح السلام والحياة ، وفاتح الحق!! (ص160)
                          وبنفس الشىء قال المسيحيون عن يسوع الإله المتجسد المولود من عذراء غير مخلوق ، الذى فدى البشرية وحررها من الخطيئة الأزلية ، التى لم ترتكبها ولم تعرف عنها إلا من الكتب ، التى أنزلها هذا الإله ، وذلك عن طريق إعدامه صلبًا، وقيامته فى اليوم الثالث ، حيث أتت النساء فوجدن قبره مفتوحًا ، والحجر قد تدحرج من أمامه ، وداخل القبر الأكفان التى لفوه بها ، ولم يعثروا على جسده داخل القبر، وأخبروا أنه قام من الأموات. وقد حكت الأناجيل الأربعة هذه الحكاية بتفاصيل مختلفة تمامًا عن بعضها البعض. (راجع كتابى: البهريز فى الكلام اللى يغيظ).
                           مجىء الإله الوثنى المتجسد مرة أخرى إلى العالم:
                          يعتقد الصينيون فى عودة فشنو الذى ظهر بالجسد باسم كرشنا مرة أخرى إلى العالم فى الأيام الأخيرة ، ويظهر فشنو بين الناس بهيئة فارس مُدجَّج بالسلاح ، وراكبًا على فرس أشهب ذى أجنحة .. .. وعند مجيئه تظلم الشمس والقمر وتهتز الأرض وتسقط النجوم. (ص 167)
                          وبذلك قال البوذيون فى بوذا ، وقال أيضًا المجوس فى زورستر وأنه سيعود بعد أف سنة، وقال أيضًا أهل المكسيك بعودة إلههم "كوتزلكوتل" ثانية. وينتظر أتباع بوخص مجيئه الثانى ليحكم على العالم ويعيد إلى الناس السعادة. (ص167-168)
                          وبهذا يعتقد المسيحيون ، فقد قالت كتبهم: (27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ هَكَذَا يَكُونُ أيضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. .. .. 29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.) متى 24: 27-30
                           مقابلة صريحة للنصوص الوثنية بالنصوص الإنجيلية عن يسوع:
                          أولاً : ديانة مثرا الفارسية:
                          ديانة فارسية إزدهرت في فارس في القرن السادس ق. م.، انتشر في الهند والصين واليابان ثم نزحت إلى روما، وصعدت فى أوروبا فوصلت مدنًا شمالية في إنجلترا. ويسمى مجموعهم الإله "فو"، وأيضًا الثالوث الروماني ويتكون هذا الإله من ”الله ، الكلمة ، الروح“.
                          وبالمقارنة بين الثالوث المسيحي والثالوث الفارسي يتضح لنا مدى التشابه الكبير بينهما، وأن العقيدة المسيحية ليست إلا فكرًا وثنيًا أدخله أناس ما، من مصلحتهم ألا يظهر فكر عيسى  وألا يخرج للبشر أو ينتشر بينهم.
                          وهناك ثالوث عند قدماء المصريين أشهره "أوزيريس" وهو الإله الآب و"إيزيس" وهي الإلهة الأم و"حورس" وهو الإله الابن، وقد عبد هذا الثالوث في عين شمس.
                          وهناك الثالوث البرهمي في الهند، وأشهر وأعظم عبادتهم اللاهوتية هي التثليث، وهذا الثالوث هو (برهمة، وفشنو "المخلِّص"، سيفا "المهلك") ثلاثة أقانيم فى واحد.
                          ”إن المتتبع لعقائد المسيحية يجدها مطابقة لمعظم الديانات الوثنية القديمة، ولا يكاد يوجد فرق بين هذه الديانات وبين المسيحية سوى فروق شكلية بسيطة في الاسم والصورة“.
                          ويقول (روبرتسون) إن ديانة ميثراس لم تنته في روما إلا بعد أن انتقلت عناصرها الأساسية إلى المسيحية على هذا النحو, وليس التشابه فقط مع الديانة الميثراسية بل تتشابه مع عدد من الديانات الوثنية القديمة التي كانت سائدة في ذلك الزمن ومازال البعض قائمًا حتى اليوم، وحتى يتضح لك أيها القارئ الكريم قوة اقتباس المسيحية من الديانات الوثنية القديمة - الذي يكاد يكون حرفيًا- نقوم بنقل بعض المقارنات بينهما.
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:37 م.

                          تعليق

                          • abubakr_3
                            مُشرِف

                            • 15 يون, 2006
                            • 849
                            • موظف
                            • مسلم

                            #28
                            الإله الوثنى ميتراس يسوع إله المسيحيين
                            1 ميثراس وسيط بين الله والناس. المسيح وسيط بين الله والناس.
                            2 ولد في كهف ولد في مذود البقر.
                            3 ولد في يوم 25 ديسمبر. يحتفل الغربيون يوم 25/12 بمولده.
                            4 كان له اثنا عشر حواريًا كان له اثنا عشر حواريًا
                            5 مات ليخلص العالم . مات ليخلص العالم.
                            6 دفن ولكنه عاد للحياة. دفن وقام في اليوم الثالث.
                            7 صعد إلى السماء أمام تلاميذه. صعد إلى السماء أمام تلاميذه.
                            8 كان يدعى مخلصًا ومنقذاً . خلع عليه بولس لقب المخلص والمنقذ
                            9 ومن أوصافه أنه حمل الله الوديع . وصفه المعمدان بحمل الله الوديع.
                            10 رسم العشاء الرباني. رسم بولس العشاء الرباني.
                            11 رسم المعمودية. رسم المعمودية
                            12 تقديس يوم الأحد. تقديس يوم الأحد.
                            ثانيًا: ديانة بعل:
                            وهى ديانة بابلية انتقلت مع موجة الفتوحات البابلية إلى شمال الهلال الخصيب، وظل الكنعانيون يدينون بها. وفي كثير من الأحيان كان اليهود يتركون ديانتهم ويعبدون بعلاً ، ونهاية هذا الإله تكاد تكون هي الصورة التى صورت بها نهاية المسيح عيسى : وهذه مقارنة منقولة بين محاكمة يسوع ومحاكمة البعل:
                            محاكمة بعل محاكمة يسوع
                            1- أخذ بعل أسيرًا. أخذ عيسى أسيرًا.
                            2- حوكم بعل علنًا. وكذلك حوكم عيسى.
                            3- جرح بعل بعد المحاكمة. اعتُدى على عيسى بعد المحاكمة.
                            4- اقتيد بعل لتنفيذ الحكم على الجبل. اقتيد عيسى لصلبه على الجبل.
                            5- كان مع بعل مذنب حكم عليه بالإعدام وجرت العادة أن يعفى كل عام عن شخص حكم عليه بالموت. وقد طلب الشعب إعدام بعل، والعفو عن المذنب الآخر. وكان مع عيسى قاتل اسمه: "باراباس" محكوم عليه بالإعدام، ورَشح بيلاطس عيسى ليعفو عنه كالعادة كل عام. ولكن اليهود طلبوا العفو عن "باراباس" وإعدام عيسى.
                            6- بعد تنفيذ الحكم على بعل عم الظلام وانطلق الرعد، واضطرب الناس. عقب تنفيذ الحكم على عيسى زلزلت الأرض وغامت السماء.
                            7- حُرس بعل في قبره حتى لا يسرق أتباعه جثمانه وحرس الجنود مقبرة عيسى حتى لا يسرق حواريوه جثمانه.
                            8- الأمهات جلست حول مقبرة بعل يبكينه. مريم المجدلية، ومريم أخرى جلستا عند مقبرة عيسى تنتحبان عليه.
                            9- قام بعل من الموت وعاد للحياة مع مطلع الربيع وصعد إلى السماء. قام عيسى من مقبرته في يوم أحد، وفي مطلع الربيع أيضاً، وصعد إلى السماء.
                            ثالثًا: ديانة كرشنا:
                            إن الألقاب التى أُلحقت بيسوع ، وولادته من عذراء فى زريبة للأبقار، ونسبه الملوكى، وظهور نجمه، وزيارة حكماء الشرق له عقب الولادة ، وتعقب الحاكم للأطفال، حتى كيفية موته ، والمعجزات المصاحبة لموته ، وصعوده إلى السماء بعد نزوله إلى الجحيم، وطعن جنبه برمح، ومغفرته للّص الذى صُلب معه، وغير ذلك الكثير. الأمر الذى تشعر معه أن الدين الذى أتى به الأنبياء من قبل مثل موسى  وطبقه عيسى  قد انتهى بانتهاء وجود هذا الأخير على الأرض ، وتسلط قوى الشر على مقاليد الأمور، فتحوَّل دين الله الذى أتى به الأنبياء إلى ديانة وثنية من الديانات التى عرفها الشرق، ودرسها الفلاسفة، ومنها ما قاله الهنود عن كرشنا، ولسوف يُذهلك التشابه بين هاتين الديانتين ، حتى ليُمكنك أن تقول إن يسوع لا يُمكن أن يكون غير الإله الوثنى كرشنا:
                            مايقوله الهنود عن كرشنا
                            مايقوله النصارى عن يسوع
                            كرشنا هو: المخلص والفادي، والمعزي الراعي الصالح، والوسيط، وابن الله والأقنوم الثاني من الثالوث المقدس، وهو الآب والابن وروح القدس. يسوع هو: المخلص، والفادي، والمعزي، والراعي الصالح، والوسيط، وابن الله، والأقنوم الثاني من الثالوث المقدس، وهو الآب والابن وروح القدس.
                            ولد كرشنا من العذراء ديفاكي التي اختاراها الله والدة لابنه كذا ‏بسب طهارتها

                            كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى ،للعلامة دوان 278 ولد يسوع من العذراء مريم التي اختارها الله والدة لابنه بسبب ‏طهارتها وعفتها.

                            (انجيل مريم الاصحاح السابع)
                            قد مجد الملائكة ديفاكي والدة كرشنا بن الله وقالوا : يحق للكون ان ‏يفاخر بابن هذه الطاهرة.

                            كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ص 329 فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيها المنعم عليها الرب معك.


                            (لوقا 3: 28-29)
                            عرف الناس ولادة كرشنا من نجمه الذي ظهر في السماء .


                            (تاريخ الهند ، المجلد الثاني، ص317و236) لما ولد يسوع ظهر نجمه في المشرق وبواسطة ظهور نجمة عرف ‏الناس محل ولادته.

                            (متى 2: 3)
                            لما ولد كرشنا سبحت الأرض وأنارها القمر بنوره وترنمت الأرواح ‏وهامت ملائكة السماء فرحا وطربا ورتل السحاب بأنغام مطربة.

                            كتاب فشنوا بوراناص502 (وهو كتاب الهنود الوثنيين) المقدس) لما ولد يسوع المسيح رتل الملائكة فرحا وسوروا وظهر من ‏السحاب أنغام مطربة.

                            (لوقا 2: 13)
                            كان كرشنا من سلالة ملوكانية ولكنه ولد في غار بحال الذل ‏والفقر.


                            (كتاب دوان السابق ص379) كان يسوع المسيح من سلالة ملوكانية ويدعونه ملك اليهود ‏ولكنه ولد في حالة الذل والفقر بغار.

                            (كتاب دوان ص279)

                            وعرفت البقرة أن كرشنا إله وسجدت له .

                            (دوان ص 279) وعرف الرعاة يسوع وسجدوا له.

                            (إنجيل لوقا 2: 8-10)
                            وآمن الناس بكرشنا واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من ‏صندل وطيب.

                            (الديانات الشرقية ص500، وكتاب الديانات القديمة المجلد الثاني ص353) وآمن الناس بيسوع المسيح وقالوا بلاهوته وأعطوه هدايا من ‏طيب ومر.

                            (متى 2: 2)
                            وسمع نبي الهنود نارد بمولد الطفل الإلهي كرشنا فذهب وزراه ‏في كوكول وفحص النجوم فتبين له من فحصها أنه مولود إلهي ‏يعبد.
                            (تاريخ الهند ، المجلد الثاني، ص317) ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذ ‏المجوس من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ‏ملك اليهود.
                            (متى 2: 1-2)
                            لما ولد كرشنا كان ناندا خطيب أمه ديفاكي غائبا عن البيت ‏حيث أتى إلى المدينة كي يدفع ما عليه من الخراج للملك.

                            (كتاب فشنو بورانا، الفصل الثاني،من الكتاب الخامس) ولما ولد يسوع كان خطيب أمه غائبا عن البيت وأتى كي ‏يدفع ما عليه من الخراج للملك.

                            (لوقا 2: 1-17)
                            ولد كرشنا بحال الذل والفقر مع أنه من عائلة ملوكانية.

                            (التنقيبات الآسيوية ، المجلد الأول ص 259، وكتاب تاريخ الهند، ‏المجلد الثاني، ص310) ولد يسوع بحالة الذل والفقر من أنه من سلالة ملوكانية.

                            (انظر تعداد نسبه في إنجيل متى ولوقا وبأي حال ولد)
                            وسمع ناندا خطيب ديفاكي والدة كرشنه نداء من السماء ‏يقول له قم وخذ الصبي وأمه فهربهما إلى كاكول واقطع نهر جمنة ‏لأن الملك طالب إهلاكه.

                            (كتاب فشنو بورانا، الفصل الثالث) وأنذر يوسف النجار خطيب مريم يسوع بحلم كي يأخذ ‏الصبي وأمه ويفر بهما إلى مصر لأن الملك طالب إهلاكه.



                            (متى 2: 13)
                            وسمع حاكم البلاد بولادة كرشنا الطفل الإلهي وطلب قتل ‏الولد وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور ‏الذين ولدوا في الليلة التي ولد فيها كرشنا.
                            (دوان ص280) وسمع حاكم البلاد بولادة يسوع الطفل الإلهي وطلب قتله ‏وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين ‏ولدوا في الليلة التي ولد فيها يسوع المسيح.

                            (متى الاصحاح الثاني)
                            واسم المدينة التي ولد فيها كرشنا ، مطرا، وفيها عمل ‏الآيات العجيبة.

                            (تاريخ الهند، المجلد الثاني، ص318، والتنقيبات الآسيوية ، المجلد ‏الاول ص 259) واسم المدينة التي هاجر إليها يسوع المسيح في مصر لما ترك ‏اليهودية هي، المطرية، ويقال أنه عمل فيها آيات وقوات ‏عديدة.
                            (المقدمة على انجيل الطفولية ، تأليف هيجين، وكذلك ‏الرحلات المصرية لسفاري، ص136)
                            وأتى إلى كرشنا بامرأة فقيرة مقعدة ومعها إناء فيه طيب ‏وزيت وصندل وزعفران وذباج وغير ذلك من أنواع الطيب ‏فدهنت منه جبين كرشنا بعلامة خصوصية وسكبت الباقي على ‏رأسه.

                            (تاريخ الهند ، ج2، ص320) وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص تقدمت ‏إليه امرأة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على رأسه وهو ‏متكئ.


                            (متى 26: 6-7)
                            كرشنا صلب ومات على الصليب.
                            (ذكره دوان في كتابه وأيضا كوينيو في كتاب الديانات القديمة) يسوع صلب ومات على صليب.
                            (هذا أحد مرتكزات النصرانية المحرفة)
                            ذكرته كل الأناجيل الأربعة ورسائل بولس
                            لما مات كرشنا حدثت مصائب وعلامات شر عظيم وأحيط ‏بالقمر هالة سوداء وأظلمت الشمس في وسط النهار وأمطرت ‏السماء نارا ورمادا وتأججت نار حامية وصار الشياطين يفسدون ‏في الأرض وشاهد الناس ألوفا من الأرواح في جو السماء ‏يتحاربون صباحا ومساء وكان ظهورها في كل مكان.

                            (كتاب ترقي التصورات الدينية، ج1، ص71) لما مات يسوع حدثت مصائب متنوعة وانشق حجاب الهيكل ‏من فوق إلى تحت وأظلمت الشمس من الساعة السادسة إلى ‏التاسعة وفتحت القبور وقام كثيرون من القديسين وخرجوا من ‏قبورهم.




                            (متى الصحاح 22 ، ولوقا أيضًا)
                            وثقب جنب كرشنا بحربة .

                            (دوان، ص282) وثقب جنب يسوع بحربة.

                            (أيضا من كتاب دوان السابق،ص282)
                            وقال كرشنا للصياد الذي رماه بالنبلة وهو مصلوب اذهب ‏أيها الصياد محفوفا برحمتي إلى السماء مسكن الآلهة.

                            (كتاب فشنو برونا ص612) وقال يسوع لأحد اللصين الذين صلبا معه : الحق أقول لك ‏إنك اليوم تكون معي في الفردوس.


                            (لوقا 23: 43)
                            ومات كرشنا ثم قام بين الأموات.

                            (كتاب العلامة دوان ،ص282) ومات يسوع ثم قام من بين الأموات.

                            (إنجيل متى الاصحاح 28)
                            ونزل كرشنا إلى الجحيم.

                            (دوان ص282) ونزل يسوع إلى الجحيم.

                            (دوان 282، وكذلك كتاب إيمان المسيحيين وغيره)
                            وصعد كرشنا بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوا الصعود.

                            (دوان ص282) وصعد يسوع بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوا الصعود.

                            (متى الاصحاح 24)
                            ولسوف يأتي كرشنا إلى الأرض في اليوم الأخير ويكون ‏ظهوره كفارس مدجج بالسلاح وراكب على جواد أشهب ‏والقمر وتزلزل الأرض وتهتز وتتساقط النجوم من السماء.

                            (دوان ،ص282) ولسوف ياتي يسوع إلى الأرض في اليوم الأخير كفارس ‏مدجج بالسلاح وراكب جواد أشهب وعند مجيئه تظلم الشمس ‏والقمر أيضا وتزلزل الأرض وتهتز وتتساقط النجوم من السماء.

                            (متى الاصحاح 24)
                            وهو (أي كرشنا) يدين الأموات في اليوم الأخير.

                            (دوان 283) ويدين يسوع الأموات في اليوم الأخير.

                            (متى 24: 31، ورومية 14: 10)
                            ويقولون عن كرشنا أنه الخالق لكل شئ ولولاه لما كان شئ ‏مما كان فهو الصانع الأبدي.

                            (دوان 282) ويقولون عن يسوع المسيح أنه الخالق لكل شئ ولولاه لما ‏كان شئ مما كان فهو الصانع الأبدي.

                            (يوحنا 1: 1-3، ورسالة كورنوس الأولى 8: 6 ، ورسالة أفسس 3: 9)
                            كرشنا الألف والياء وهو الأول والوسط وآخر كل شئ.

                            (لم يذكر الباحث المرجع، وأعتقد أنه موجود في كتاب دوان) يسوع الألف والياء والوسط وآخر كل شئ


                            (سفر الرؤيا 1: 8، و23: 13، و31: 6)
                            لما كان كرشنا على الأرض حارب الأرواح الشريرة غير ‏مبال بالأخطار التي كانت تكتنفه، ونشر تعاليمه بعمل العجائب ‏والآيات كإحياء الميت وشفاء الأبرص والأصم والأعمى وإعادة ‏المخلوع كما كان أولا ونصرة الضعيف على القوي والمظلوم ‏على ظالمه، وكان إذا ذاك يعبدونه ويزدحمون عليه ويعدونه إلها.

                            (دوان ،ص283) لما كان يسوع على الأرض حارب الأرواح الشريرة غير مبال ‏في الأخطار التي كانت تكتنفه، وكان ينشر تعاليمه بعمل ‏العجائب والآيات كإحياء الميت وشفاء الأبرص والأصم ‏والأخرس والأعمى والمريض وينصر الضعيف على القوي ‏والمظلوم على ظالمه، وكان الناس يزدحمون عليه ويعدونه إلها.

                            (انظر الأناجيل والرسائل ترى أكثر من هذا الذي ذكرناه)
                            كان كرشنا يحب تلميذه أرجونا أكثر من بقية التلاميذ.

                            (كتاب بها كافات كيتا) كان يسوع يحب تلميذه يوحنا أكثر من بقية التلاميذ.

                            (يوحنا 1: 23)
                            وفي حضور أرجونا بدلت هيئة كرشنا وأضاء وجهه ‏كالشمس ومجد العلي اجتمع في كرشنا إله الآلهة فأحنى أرجونا ‏رأسه تذللا ومهابة تواضعا وقال باحترام الآن رايت حقيقتك ‏كما أنت وإني أرجو رحمتك يا رب الأرباب فعد واظهر علي في ‏ناسوتك ثانية أنت المحيط بالملكوت.


                            (كتاب دين الهنود، لمؤلفه مورس ولميس، ص215) وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد ‏بهم إلى جبل عال منفردين وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه ‏كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالثلج وفيما هو يتكلم إذا ‏سحابة ظللتهم وصوت من السحابة قائل هذا هو ابني الحبيب ‏الذي سررت له اسمعوا ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههخم ‏وخافوا جدا.

                            (متى 17: 1-9)
                            وكان كرشنا خير الناس خلقا وعلم باخلاص ونصح وهو ‏الطاهر العفيف مثال الإنسانية وقد تنازل رحمة ووداعة وغسل ‏أرجل البرهميين وهو الكاهن العظيم برهما وهو العزيز القادرظهر ‏لنا بالناسوت.

                            (دين الهنود لمؤلفه مورس ولميس ، ص144) كان يسوع خير الناس خلقا وعلم بإخلاص وغيره وهو الطاهر العفيف مكمل الإنسانية ومثالها وقد تنازل رحمة ووداعة ‏وغسل أرجل التلاميذ وهو الكاهن العظيم القادر ظهر لنا ‏بالناسوت.

                            (يوحنا الاصحاح 13)
                            كرشنا هو برهما العظيم القدوس وظهوره بالناسوت سر من ‏أسراره العجيبة.

                            (كتاب فشنو بورانا، ص492، عند شرح حاشية عدد3) يسوع هو يهوه العظيم القدوس وظهوره في الناسوت سر من ‏أسراره العظيمة الإلهية.

                            (تيموثاوس الأولى الاصحاح الثالث)
                            كرشنا الأقنوم الثاني من الثالوث عند الهنود الوثنيين القائلين ‏بألوهيته.

                            (موريس ولميس في كتابه المدعو العقائد الهندية الوثنية، ص10) يسوع المسيح الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عند ‏النصارى.

                            (انظر كافة كتبهم الدينية وكذلك الأناجيل والرسائل، فهذه العقيدة الوثنية أحدى ركائز النصرانية اليوم)
                            وأمر كرشنا كل من يطلب الإيمان بإخلاص أن يترك أملاكه ‏وكافة ما يشتهيه ويحبه من مجد هذا العالم ويذهب إلى مكان خال ‏من الناس ويجعل تصوره في الله فقط.

                            (ديانة الهنود الوثنية ص211) وأمر يسوع كل من يطلب الإيمان بإخلاص أن يفعل كما يأتي : وأما أنت فمتى صلبت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصل ‏إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك ‏علانية.

                            (متى 6: 6)
                            وقال كرشنا لتلميذه الحبيب أرجونا إنه مهما عملت ومهما ‏أعطيت الفقير ومهما فعلت من الفعال المقدسة الصالحة فليكن ‏جميعه بإخلاص لي أنا الحكيم والعليم ليس لي ابتداء وأنا الحاكم ‏المسيطر والحافظ.

                            (موريس ولميس في كتابه ديانة الهنود الوثنيين ص212) فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوا كل ‏شئ لمجد الله.

                            (كورنثوس الأولى 10: 31)
                            قال كرشنا أنا علة وجود الكائنات ، في كانت وفي تحل وعلي جميع ما في الكون يتكل وفي يتعلق كالؤلؤ المنظوم في خيط

                            (موريس ولميس ، ديانة الهنود الوثنيين، ص212)
                            من يسوع في يسوع وليسوع كل شئ، كل شئ كان به وغيره لم يكن شئ مما كان

                            (يوحنا 1: 1-3)
                            وقال كرشنا أنا النور الكائن في الشمس والقمر وأنا النور الكائن في اللهب وأنا نور كل ما يضيء ونور الأنوار ليس في ‏ظلمة.

                            (موريس ولميس في ديانة الهنود الوثنيين، ص213)
                            ثم كلمهم يسوع قائلا أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في ‏الظلمة.

                            (يوحنا 8: 12)
                            قال كرشنا أنا الحافظ للعالم وربه وملجئه وطريقه.

                            (دوان، ص 283)
                            قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي ‏الأب الأبي.

                            (يوحنا 14: 6)
                            وقال كرشنا أنا صلاح الصالح وانا الابتداء والوسط والأخير ‏والبدي وخالق كل شئ وأنا فناؤه ومهلكه.

                            (موريس ولميس وكتابه ديانة الهنود الوثنيي، ص213)
                            وقال يسوع أنا هو الأول والآخر ولي مفاتيح الهاوية والموت.

                            (رؤيا يوحنا 1: 17-18)
                            وقال كرشنا لتلميذه الحبيب لا تحزن يا أرجونا من كثرة ‏ذنوبك أنا أخلصك منها فقط ثق بي وتوكل علي واعبدني ‏واسجد لي ولا تتصور أحدا سواي لأنك هكذا تاتي إلي إلى ‏المسكن العظيم الذي لا حاجة فيه لضوء الشمس والقمر الذين ‏نورهما مني.
                            (موريس ولميس وكتابه ديانة الهنود الوثنيين ، ص213) وقال يسوع للفلوج ثق يا بني مغفورة لك خطاياك ، يا بني ‏اعطني قلبك والمدينة لا تحتاج إلى شمس ولا إلى قمر ليضيا فيهما ‏الخروف سراجهما.

                            (متى 9: 2، والأمثال 23: 26، ‏والرؤيا 12: 23)
                            رابعًا ديانة بوذا:
                            أقوال الهنود الوثنيين فى بوذا أقوال المسيحيين فى يسوع
                            1 ولد بوذا من العذراء مايا بغير مضاجعة رجل. ولد يسوع المسيح من العذراء مريم بغير مضاجع رجل.
                            2 كان تجسد بوذا بواسطة حلول روح القدس على العذراء مايا. كان تجسد يسوع المسيح بواسطة حلول روح القدس على العذراء مريم.
                            3 لما نزل بوذا من مقعد الأرواح،ودخل في جسد العذراء مايا،صار رحمها كالبلور الشفاف النقي، وظهر بوذا فيه كزهرة جميلة. لما نزل يسوع من مقعد السماوي، ودخل في جسد مريم العذراء صار رحمها كالبور الشفاف النقي،وظهر فيه يسوع كزهرة جميله.
                            4 ولد بوذا ابن العذراء مايا التي حل فيها الروح القدس يوم عيد الميلاد"أي في 25 كانون الأول ولد يسوع ابن العذراء مريم التي حل فيها الروح القدس يوم عيد الميلاد"أي في 25كانون الأول
                            5 وعرف الحكماء بوذا وأدركوا أسرار لا هوته ولم يمض يوم على ولادته حتى حياه الناس ودعوه إله الآلهة. وقد زار الحكماء يسوع وأدركوا أسرار لا هوته، ولم يمض يوم على ولادته حتى دعوه إله الآلهة.
                            6 كان بوذا ولداً مخيفاً،وقد سعى الملك بمبسارا وراء قتله لما أخبروه أن هذا الغلام سينـزع الملك من يده إن بقي حيّا. كان يسوع ولداً مخيفاً، سعى الملك هيرودوس وراء قتله،كي لا ينزع الملك من يده.
                            7 لما صار عمر بوذا اثنتي عشرة سنة دخل أحد الهياكل، وصار يسأل أهل العلم مسائل عويصة، ثم يوضحها لهم حتى فاق مناظريه كافة. لما صار عمر يسوع اثنتي عشرة سنة جاؤوا به إلى "الهيكل" أورشِليم،وصار يسأل الأحبار والعلماء مسائل مهمة، ثم يوضحها لهم وأدهش الجميع.
                            8 ودخل بوذا مرة أحد الهياكل، فقامت الأصنام من أماكنها وتمددت عند رجليه سجوداً له. وكان يسوع مارّاً قرب حاملي الأعلام فأحنت الأعلام رؤوسها سجوداً له.
                            9 لما عزم بوذا على السياحة، قصد التعبد والتنسك، وظهر عليه (مارا) أي الشيطان كي يجربه. لما شرع يسوع في التبشير،ظهر له الشيطان كي يجربه.
                            10 فلم يعبأ بوذا بكلام الشيطان، بل قال له: "أذهب عني". فأجابه يسوع، وقال: "اذهب يا شيطان"
                            11 وصام بوذا وقتاً طويلاً. وصام يسوع وقتاً طويلاً.
                            12 وقد عُمد بوذا المخلص وحين عمادته بالماء كانت روح الله حاضره، وهو لم يكن الإله العظيم فقط، بل وروح القدس الذي فيه صار تجسد كوتا حالما حل على العذراء. ويوحنا عند يسوع بنهر الأردن، وكانت روح الله حاضرة،وهو لم يكن الإله العظيم فقط،بل و الروح القدس الذي فيه تم تجسده ، عندما حل على العذراء مريم، فهو الآب والابن والروح القدس.
                            13 وعمل بوذا عجائب وآيات مدهشه لخير الناس،وكافة القصص المختصة فيه حاوية لذكر أعظم العجائب مما يمكن تصوره. وعمل يسوع عجائب وآيات مدهشة لخير الناس وكافة القصص المختصة فيه حاوية لذكر أعظم العجائب مما يمكن تصوره.
                            14 لما مات بوذا ودفن أنحلت الأكفان، فتح غطاء التابوت بقوة غير طبيعية(أي بقوة إلهية). لما مات يسوع ودفن أنحلت الأكفان، وفتح القبر بقوة غير اعتيادية،أي بقوة إلهية.
                            15 وصعد بوذا إلى السماء بجسده لما أكمل عمله على الأرض . وصعد يسوع بجسده إلى السماء من بعد صلبه لما كمل عمله على الأرض.
                            16 ولسوف يأتي بوذا مرة ثانية إلى الأرض ويعيد السلام والبركة فيهاً. ولسوف يأتي يسوع مرة ثانية إلى الأرض ويعيد السلام والبركة فيها.
                            17 بوذا الألف والياء ليس له ابتداء ولا انتهاء وهو الكائن العظيم و الواحد الأزلي. يسوع الألف والياء، ليس له ابتداء ولا انتهاء، وهو الكائن العظيم، والواحد الأبدي.
                            18 قال بوذا :"فلتكن الذنوب التي ارتكبت في هذه الدنيا علىِّ لأخلص العالم من الخطيئة. يسوع هو مخلص العالم،وكافة الذنوب التي ارتكبت في العالم تقع عليه عوضاً عن الذين اقترفوها ويخلص العالم.
                            19 قال بوذا إنه لم يأت لينقض الناموس كلا،بل أتى ليكمله وقد سره عد نفسه حلقه في سلسلة المعلمين الحكماء. وقال يسوع :"لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ، ما جئت لا نقض بل لأكمل.
                            20 وكان قصد بوذا تشييد مملكة دينية أي مملكة سماوية. ومن ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرر ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات".
                            21 وقال بوذا :"الرجل العاقل الحكيم لا يتزوج قط، ويرى الحماة الزوجية كأتون ناره متأججة ومن لم يقدر على العيشة الرهبانية يجب عليه الابتعاد عن الزنى. فحسن للرجل أن لا يمس امرأة ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا لأن التزوج أسلم من التحرق.
                            22 كان بوذا يعلم أفكار الناس عندما يدير تصوراته نحوهم، ويقدر على معرفة أفكار المخلوقات كلها. كان يسوع يعلم أفكار الناس عندما يدير تصوراته نحوهم وأنه قادر على معرفة أفكار المخلوقات كلها.
                            *ومن جملة الألقاب والأسماء التي يدعون بها بوذا "أسد سبط ساقنا-وحكيم ساقيا-والواحد السعيد-والمعلم،والغالب، والواحد المبارك-ورب العالمين –والحاضر-وإله الجميع-والعظيم-والأبدي-ومزيل الآلام والألقاب-وحافظ العالم-والإله بين الآلهة-والمسيح-والمولود الوحيد-وطريق الحياة…الخ. *ويدعون يسوع المسيح  بمثل الأسماء والألقاب التي دعي بها بوذا، ومنها أسد سبط يهوذا- المخلص-المولود البكر-إلهاً مباركاً، قدوس الله، إلها مباركاً إلى الأبد-ملك الملوك-حمل الله-رب المجد-رب الأرباب-الفادي-المخلص-الوسيط-الكلمة-ابن الله –المولود البكر-حامل الآثام…الخ.

                            وصدق الله العظيم وهو يخبرنا عن مصدر الكفر الذي وقع به النصارى فيقول: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (30) سورة التوبة


                            والآن عزيزى المسيحى: ما موقفك؟
                            هل تأكدت من صدق كل ما كتبته واستشهدت به؟
                            هل تستسلم للأوهام والكذب؟ أم ستبدأ رحلة البحث عن الحقيقة؟
                            هل نبدأ فى التفكير سويًا ونحاول أن نترك الحق والعقل يجيبنا عن الآتى:
                            ماذا تعرف عن الإسلام أو قرأته من مصادر المسلمين؟
                            هل لك أن تقرأ فى كل موضوع على حدة وتقارن بينه وبين ما جاء فى كتابك؟
                            بمعنى أنك تتعرف على صفات الرب الذى تعبده فى كتابك ، وتقارن بينه وبين صفات الله فى القرآن والإسلام.
                            وتتعرف على رسل الله القدوة ، وتقارن أيهما أفضل للبشرية ، بحيث يمكنك أن تتخذهم قدوة ، وتأمن أولادك وبناتك على الإقتداء بهم.
                            وتتعرف على أوامر الرب فى الدينين فى مختلف المواقف، مع المؤمنين، وحين الغضب ، وضد الأعداء، وفى حالة الحرب. مع الأخذ فى الاعتبار أن إله العهد القديم هو نفسه إله العهد الجديد، وأن المسيحية أو اليهودية لا يؤمنان بالنسخ.
                            تتعرف على وضع المرأة بين الإسلام ودينك. واقرأ ما يقوله المسلمون وتحقق من صحته ، وما يقوله المسيحيون وتحقق أيضًا من صحته ، خاصة وأن هناك من المسيحيين من يستخدم تعبيرات مأثورة لا علاقة لها بالإسلام وينسبها للرسول . لذلك أنصح الباحث عن الحق باستخدام برنامج من برامج تحقيق الأحاديث. وما يستصعب على الباحث فعليه أن يدخل أحد منتديات المسلمين ويُسجل نفسه، ويفتتح موضوعًا ، يُناقش فيه وجهة نظره ، ويقارنها بدينه ، ويستمع للرأى الآخر. وليكن من المنتديات: منتدى طريق الإيمان ، منتدى ابن مريم ، وهناك الكثير من المنتديات الأخرى التى يمكنه معرفتها والتفاعل معها.
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:36 م.

                            تعليق

                            • abubakr_3
                              مُشرِف

                              • 15 يون, 2006
                              • 849
                              • موظف
                              • مسلم

                              #29

                              فهرس المراجع

                              مراجع إسلامية:
                              القرآن الكريم
                              إظهار الحق ، الشيخ رحمة الله الهندى
                              محاضرات فى النصرانية ، الشيخ محمد أبو زهرة
                              أقانيم النصارى بيان ونقد، د. أحمد حجازى السقا
                              بين الإسلام والمسيحية، لأبى عبيدة الخزرجى، تحقيق د. محمد شامة
                              تأثر المسيحية بالأديان الوضعية ، د. أحمد على عجيبة
                              النصرانية في الميزان ، المستشار محمد طهطاوى
                              النصرانية من التوحيد إلى التثليث ، د. محمد أحمد الحاج
                              العقائد الوثنية فى الديانة النصرانية ، محمد بن طاهر التنير البيروتى
                              الله واحد أم ثلاثة ، د. منقذ السقار
                              عقائد النصارى الموحدين ، حسنى يوسف الأطير
                              نبى أرض الجنوب، ع. م. جمال الدين شرقاوى
                              معالم أساسية ضاعت من المسيحية ، ع. م. جمال الدين شرقاوى
                              قضايا مُثيرة فى المسيحية والإسلام ، ع. م. جمال الدين شرقاوى
                              دين المسيح ، ع. م. جمال الدين شرقاوى
                              المسيح والمسِّيِّا ، ع. م. جمال الدين شرقاوى
                              الأناجيل ـ دراسة مقارنة ، أحمد طاهر
                              تحريف مخطوطات الكتاب المقدس ، على الريس ، مكتبة النافذة
                              أجوبة عن الإيمان ، مصطفى ثابت ، تقديم د. محمد عمارة، مكتبة النافذة
                              دلائل تحريف الكتاب المقدس ، د. شريف سالم ج1-6
                              أسماء الله الحسنى ويسوع .. تطابق أم تنافر ، علاء أبو بكر
                              الروح القدس فى محكمة التاريخ ، علاء أبو بكر
                              عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا ، علاء أبو بكر
                              بولس يقول: دمروا المسيح وأبيدوا أهله ، علاء أبو بكر
                              البهريز فى الكلام اللى يغيظ ، علاء أبو بكر ج1 ، ج2 ، ج3 ، ج4
                              المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس، علاء أبو بكر
                              المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول ألوهية يسوع، علاء أبو بكر
                              مراجع مسيحية:
                              الكتاب المقدس ، فاندايك، دار الكتاب المقدس فى الشرق الأوسط ، 1989
                              الكتاب المقدس (للآباء ******يين)، العهد القديم، دار المشرق بيروت ، ط6 2000
                              الكتاب المقدس (للآباء ******يين)، العهد الجديد، دار المشرق بيروت ، ط6 2000
                              الكتاب المقدس، الترجمة العربية المشتركة، الإصدار الثانى للعهد القديم 1995، والإصدار الرابع للعهد الجديد 1993
                              الكتاب المقدس (كاملاً) ، (أغناطيوس زياده) ، 1986
                              العهد الجديد ، (بولس باسيم) الطبعة (11)، 1986 (وهو أيضاً للآباء ******يين، وقد أشرت إليه ب(بولس باسيم) تمييزا له عن طبعة عام 2000).
                              كتاب الحياة ، ط5 ، 1994
                              التفسير التطبيقى للكتاب المقدس ، ط5 ، 2004
                              الإنجيل بحسب القديس مرقس ، الأب متى المسكين
                              فكرة عامة عن الكتاب المقدس ، دير القديس مقار، دار مجلة مرقس، 2003
                              التفسير الحديث للكتاب المقدس ”متى“ ، ر. ت. فرانس ترجمة أديبه شكرى ، راجعه نكلس نسيم، 1990، وحرره جوزيف صابر مع د. القس منيس عبد النور ود. القس صموئيل حبيب، والقساوسة: أنور زكى، ومكرم نجيب، وباقى صدقة
                              التفسير الحديث للكتاب المقدس، ”مرقس“ ، ر. ت. فرانس ترجمة أديبه شكرى، راجعه نكلس نسيم، 1990، وحرره جوزيف صابر مع د. القس منيس عبد النور ود. القس صموئيل حبيب، والقساوسة: أنور زكى ، ومكرم نجيب ، وباقى صدقة
                              تفسير العهد الجديد، وليم باركلى، المجلد الأول ”متى - مرقس“، 1993، تحرير د. بطرس عبد الملك، د. القس صموئيل حبيب، د. القس فايز فارس ، د. القس فهيم عزيز، حبيب سعيد
                              قاموس الكتاب المقدس على النت
                              دائرة المعارف الكتابية ، CD ، وكذلك أيضًا على النت
                              تاريخ الفكر المسيحى ، الدكتور القس حنا جرجس الخضرى
                              الغفران بين الإسلام والمسيحية، للقس السابق إبراهيم خليل فيلبس، حاليًا: إبراهيم خليل أحمد
                              تاريخ الكنيسة، يوسابيوس القيصرى ، ترجمة القمص مرقس داود ، لعام 1998
                              حقائق وأساسيات الإيمان المسيحى ، ر.ك. سبرول ، وترجمة نكلس نسيم سلامة
                              موسوعة اللاهوت العقيدى، الجزء الأول الأنبا غريغوريوس
                              تاريخ الكنيسة ، جون لوريمر ج3
                              مختصر تاريخ الكنيسة ، أندرو ميلر
                              العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية ، دار مجلة مرقس
                              شمس البر ، منسى يوحنا
                              الله .. ذاته ونوع وحدانيته ، عوض سمعان
                              علم اللاهوت النظامى، القس جيمس أنِس، راجعه ونقحه وأضاف إليه الدكتور القس منيس عبد النور
                              شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ، الدكتور القس منيس عبد النور
                              حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت ، د. روبرت كيل تسلر
                              مواقع على النت تم الاستعانة بها بصورة مباشرة أو غير مباشرة:
                              www.diebibel.de موقع الترجمات الأجنبية التى أرجع إليها
                              http://answering-islam.org.uk/Arabic...chapter13.html
                              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=19618
                              https://www.hurras.org/vb/showthread...9089#post19089
                              http://www.khayma.com/hedaya/news/shahada.html
                              http://www.meshkat.net/new/contents....d=6&artid=6094
                              http://www.meshkat.net/new/contents....d=6&artid=6111
                              http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?p=255690
                              http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27955
                              http://www.aljame3.com/forums/index....+الحثيث
                              http://www.aljame3.com/forums/index....pic=7180&st=10
                              http://www.onewayg.com/vb/showthread.php?p=743
                              http://www.cyuegypt.com/cyu/youth_more.asp?SubjectID=5
                              http://www.alhakekah.com/trinity-folder/trinity_1.htm
                              http://www.alhakekah.com/trinity-folder/trinity_6.htm
                              http://www.alhakekah.com/trinity-folder/trinity_14.htm
                              http://www.burhanukum.com/content/view/130/37/
                              http://www.rudood.com/rd/modules.php...rder=0&thold=0
                              http://saaid.net/feraq/mthahb/65.htm
                              http://saaid.net/feraq/mthahb/64.htm
                              http://www.saaid.net/Doat/mongiz/noor/3-3.htm
                              http://de.wikipedia.org/wiki/Altes_Testament
                              http://de.wikipedia.org/wiki/Kanon_des_Neuen_Testaments
                              http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xi.html
                              http://www.aqaed.com/ejabe/ta/tawhid/03.html
                              http://www.bibelcenter.de/bibel/trin..._allgemein.php
                              http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
                              http://www.baytallah.org/miraculoust...talents_06.htm
                              http://www.albishara.org/detailk.php?id=959&key=ترتليان
                              http://www.albichara.org/bible.php?&tr=1 عنوان موقع الترجمة المشتركة
                              http://www.albichara.org/bible.php?&tr=2 عنوان موقع ترجمة فاندايك
                              http://www.albichara.org/bible.php?&tr=3 عنوان موقع الترجمة ******ية
                              http://www.albichara.org/bible.php?&tr=4 عنوان موقع الترجمة البولسية
                              http://www.albichara.org/bible.php?&tr=5 عنوان ترجمة كتاب الحياة
                              http://www.tertullian.org/articles/j...ologeticum.htm
                              http://www.lpj.org/newsite2006/bibli...l/trinity.html
                              https://www.hurras.org/vb/showthread...3726#post53726
                              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=4604
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:36 م.

                              تعليق

                              • ابو تسنيم
                                إدارة المنتدى
                                • 8 يون, 2006
                                • 2615
                                • مسلم

                                #30
                                بارك الله فيك اساذنا الحبيب / ابو بكر
                                جعله الله في ميزان حسناتك
                                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 05:36 م.

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة Mohamed ali, منذ ساعة واحدة
                                ردود 0
                                3 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed ali
                                بواسطة Mohamed ali
                                ابتدأ بواسطة Mohamed ali, منذ 2 ساعات
                                ردود 0
                                4 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed ali
                                بواسطة Mohamed ali
                                ابتدأ بواسطة Mohamed ali, منذ 2 ساعات
                                ردود 0
                                3 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed ali
                                بواسطة Mohamed ali
                                ابتدأ بواسطة Mohamed ali, منذ 2 ساعات
                                ردود 0
                                1 مشاهدة
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed ali
                                بواسطة Mohamed ali
                                ابتدأ بواسطة Mohamed ali, منذ 3 ساعات
                                ردود 0
                                3 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed ali
                                بواسطة Mohamed ali
                                يعمل...