بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وببركاته
أحبائنا المحترمين
كثيرا ما ترددت في كتابة هذا الموضوع فهو موضوع حساس ويستلزم كاتبه الكثير من الامانة والبحث وتحرى الحقيقة والتاريخ.
كانت مصر ومازالت دوما محط طمع من االدول والبلاد المختلفة نظرا لموقعها الجغرافي وكذلك مواردها الطبيعية وأراضيها االخصبة التى مثلت دوما مصدرا للثروات قبل إكتشاف العالم الجديد. وذلك ماعرضها دوما للهجمات من الأعداء امثال الهكسوس والحيثين وغيرهم على مدار التاريخ.
ورغم كل ذلك حافظت مصر على هويتها القبطية (إسم مصر القديم)
دخلت المسيحية مصر على يد القديس مرقس الجوارى في عام 61 م في وقت عانى فيه المصريون مظالم الحكم الروماني واضطهاده الشديد للمصريين بفرض الضرائب الكبيرة التي أجبرت أصحاب الأراضي الزراعية إلى تركها بسبب عجزهم عن دفع الضرائب وهروباً من أعمال السخرة التي فرضها عليهم الرومان. وقد تكونت جماعة مسيحية في مصر امتدت إلى أن أصبحت الكنيسة القبطية أقدم مؤسسة مسيحية وقد استمر الاضطهاد الروماني للمسيحية في مصر منذ القرن الأول الميلادي. وبلغت هذه الاضطهادات ذروتها في استشهاد القديس مرقس عام 68م . وسميت الكنيسة القبطية المصرية بكنيسة الإسكندرية لأن الإسكندرية كانت أول بلد نزل به القديس مرقس وتكونت فيه أول جماعة مسيحية مصرية.
في القرن الثالث وقع أكبر اضطهاد بالجماعة المسيحية على يد الإمبراطور دقلديانوس 248-305 م ، وسمي عصره بعصر الشهداء ويبدأ التقويم المسيحي المسمى بتقويم الشهداء بالسنة الأولى من حكم دقلديانوس (عام 284 م) وينتهي هذا الاضطهاد بدخول الإمبراطور قسطنطين (324-337م) في المسيحية واعترافه بالمسيحية ديناً رسمياً للإمبراطورية البيزنطية.
وبهذا تنتهي الاضطهادات الرومانية لتبدأ الصراعات المسيحية بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما والقسطنطينية، الأمر الذي انتهى إلى انقسام الكنيسة بعد مؤتمر خليقودنية عام 451م وخلال حكم الإمبراطور البيزنطي مرقيانوس 450-457م الى مذهبين : مذهب الطبيعة الواحدة للمسيح بزعامة كنيسة الإسكندرية ومذهب الطبيعتين وتتزعمه كنيستا روما والقسطنطينية. وأعتبرت الكنيسة المصرريه كنيسة مهرطقة.
آمن الرومان الذين كانوا يحتلون مصر حينذاك بالمذهب الكاثوليكي وأذاقوا الأقباط أشد أنواع العذاب ليعدلوا عن مذهبهم
وبلغ بهم البطش كما تقول الروايات إن شقيق البطريرك القبطي قتل بإسالة شحمه بالشموع المشتعلة، ووضعوه في جِرابٍ مثقَّب وأنزلوه في البحر عدة مرات، وهرب البطريرك (رئيس الكنيسة) واختفى عشرات السنين في الكهوف والجبال والأديرة البعيدة عن رقابة الرومان.
وقد ورد في نص عهد عمرو بن العاص الى أهل مصر : "هذا ما أعطى عمرو بن العاص الى أهل مصر من الأمان لأنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم ، لا ينتقص شيء من ذلك ولا يساكنهم أحد من غير ملتهم" .
وتم النص دائما في العلاقة بين الولاة المسلمين والأقباط على رعاية أهل الذمة والوصية بأهل الكتاب عملا بالسنة والعناية بمصالح الأقباط وغيرهم من أهل الأديان . وحرص الولاة المسلمون على تقدير الرئاسة الدينية القبطية واحترامها ومخاطبتها بألقاب الشرف والتكريم.
نشأ يبن العرب المسلمين الفاتحين وبين الأقباط من أهل البلاد علاقات ود حكمتها قواعد الشريعة الإسلامية، فيما يتعلق بأهل الكتاب ( أى اليهود والمسيحيين) وهذا يفسر التحول البطئ لأبناء هذه الأغلبية القبطية من المسيحيين إلى الإسلام، والذى استغرق حوالى أربعة قرون فالعرب المسلمون الفاتحون لم يمارسوا أى ضغوط تذكر لتحويل الأقباط إلى الإسلام، كما أن الأقباط بدورهم لم يلمسوا تضيقا يذكر على حرياتهم الدينية اعتقادا وممارسة.
يرى بعض المؤرخين أنه قد حدث تحول منظم للأقباط إلى الإسلام بحيث أصبحت أغلبية سكان مصر من المسلمين مع نهاية القرن العاشر الميلادى وبداية القرن الحادى عشر وحكمت هذا التحول عوامل واعتبارات اجتماعية – اقتصادية – سياسية – ثقافية.
هذه الخلفية التاريخية كان لابد منها للتعرف على خلفية الأقباط التاريخية حتى دخول الإسلام مصر.
ف و ن
السلام عليكم ورحمة الله وببركاته
أحبائنا المحترمين
كثيرا ما ترددت في كتابة هذا الموضوع فهو موضوع حساس ويستلزم كاتبه الكثير من الامانة والبحث وتحرى الحقيقة والتاريخ.
كانت مصر ومازالت دوما محط طمع من االدول والبلاد المختلفة نظرا لموقعها الجغرافي وكذلك مواردها الطبيعية وأراضيها االخصبة التى مثلت دوما مصدرا للثروات قبل إكتشاف العالم الجديد. وذلك ماعرضها دوما للهجمات من الأعداء امثال الهكسوس والحيثين وغيرهم على مدار التاريخ.
ورغم كل ذلك حافظت مصر على هويتها القبطية (إسم مصر القديم)
دخلت المسيحية مصر على يد القديس مرقس الجوارى في عام 61 م في وقت عانى فيه المصريون مظالم الحكم الروماني واضطهاده الشديد للمصريين بفرض الضرائب الكبيرة التي أجبرت أصحاب الأراضي الزراعية إلى تركها بسبب عجزهم عن دفع الضرائب وهروباً من أعمال السخرة التي فرضها عليهم الرومان. وقد تكونت جماعة مسيحية في مصر امتدت إلى أن أصبحت الكنيسة القبطية أقدم مؤسسة مسيحية وقد استمر الاضطهاد الروماني للمسيحية في مصر منذ القرن الأول الميلادي. وبلغت هذه الاضطهادات ذروتها في استشهاد القديس مرقس عام 68م . وسميت الكنيسة القبطية المصرية بكنيسة الإسكندرية لأن الإسكندرية كانت أول بلد نزل به القديس مرقس وتكونت فيه أول جماعة مسيحية مصرية.
في القرن الثالث وقع أكبر اضطهاد بالجماعة المسيحية على يد الإمبراطور دقلديانوس 248-305 م ، وسمي عصره بعصر الشهداء ويبدأ التقويم المسيحي المسمى بتقويم الشهداء بالسنة الأولى من حكم دقلديانوس (عام 284 م) وينتهي هذا الاضطهاد بدخول الإمبراطور قسطنطين (324-337م) في المسيحية واعترافه بالمسيحية ديناً رسمياً للإمبراطورية البيزنطية.
وبهذا تنتهي الاضطهادات الرومانية لتبدأ الصراعات المسيحية بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما والقسطنطينية، الأمر الذي انتهى إلى انقسام الكنيسة بعد مؤتمر خليقودنية عام 451م وخلال حكم الإمبراطور البيزنطي مرقيانوس 450-457م الى مذهبين : مذهب الطبيعة الواحدة للمسيح بزعامة كنيسة الإسكندرية ومذهب الطبيعتين وتتزعمه كنيستا روما والقسطنطينية. وأعتبرت الكنيسة المصرريه كنيسة مهرطقة.
آمن الرومان الذين كانوا يحتلون مصر حينذاك بالمذهب الكاثوليكي وأذاقوا الأقباط أشد أنواع العذاب ليعدلوا عن مذهبهم
وبلغ بهم البطش كما تقول الروايات إن شقيق البطريرك القبطي قتل بإسالة شحمه بالشموع المشتعلة، ووضعوه في جِرابٍ مثقَّب وأنزلوه في البحر عدة مرات، وهرب البطريرك (رئيس الكنيسة) واختفى عشرات السنين في الكهوف والجبال والأديرة البعيدة عن رقابة الرومان.
وتتفق روايات ألد المؤرخين عداوة للإسلام على أنه لو لم يقع الفتح الإسلامي لأبيد الأقباط بإبادة كنيستهم وفتنتهم عن دينهم.
وقد ورد في نص عهد عمرو بن العاص الى أهل مصر : "هذا ما أعطى عمرو بن العاص الى أهل مصر من الأمان لأنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم ، لا ينتقص شيء من ذلك ولا يساكنهم أحد من غير ملتهم" .
وتم النص دائما في العلاقة بين الولاة المسلمين والأقباط على رعاية أهل الذمة والوصية بأهل الكتاب عملا بالسنة والعناية بمصالح الأقباط وغيرهم من أهل الأديان . وحرص الولاة المسلمون على تقدير الرئاسة الدينية القبطية واحترامها ومخاطبتها بألقاب الشرف والتكريم.
نشأ يبن العرب المسلمين الفاتحين وبين الأقباط من أهل البلاد علاقات ود حكمتها قواعد الشريعة الإسلامية، فيما يتعلق بأهل الكتاب ( أى اليهود والمسيحيين) وهذا يفسر التحول البطئ لأبناء هذه الأغلبية القبطية من المسيحيين إلى الإسلام، والذى استغرق حوالى أربعة قرون فالعرب المسلمون الفاتحون لم يمارسوا أى ضغوط تذكر لتحويل الأقباط إلى الإسلام، كما أن الأقباط بدورهم لم يلمسوا تضيقا يذكر على حرياتهم الدينية اعتقادا وممارسة.
يرى بعض المؤرخين أنه قد حدث تحول منظم للأقباط إلى الإسلام بحيث أصبحت أغلبية سكان مصر من المسلمين مع نهاية القرن العاشر الميلادى وبداية القرن الحادى عشر وحكمت هذا التحول عوامل واعتبارات اجتماعية – اقتصادية – سياسية – ثقافية.
هذه الخلفية التاريخية كان لابد منها للتعرف على خلفية الأقباط التاريخية حتى دخول الإسلام مصر.
ف و ن
تعليق