عبد المسيح بسيط والتحدي !

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أَبُو عُبَـيِّدة اكتشف المزيد حول أَبُو عُبَـيِّدة
هذا موضوع مثبت
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أَبُو عُبَـيِّدة
    2- عضو مشارك
    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى

    • 30 ديس, 2006
    • 152

    #16
    الأقرب في المودة !


    لقد أراد قساوسة النصارى منذ أمد طويل أن ينشروا بين رعاياهم – البسطاء – أن القرآن الكريم مدح النصرانية والنصارى على السواء , وذلك لإبعاد الرعايا عن وحي القرآن الكريم وكشفه لحقيقة النصرانية وبيان حال النصارى من خداع ومكر إلا من رحم الله تبارك وتعالى : { فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}الحديد27.

    يقول القس البسيط : ( الأقرب في المودة " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ " (المائدة: 82) . ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 207 ) .

    لقد ارتكب البسيط خطأ لا يقبل العذر بعدم ذكره للآيات التي تلي هذه الآية , فالآية لن يستقيم معناها إلا إذا ربطتها بما بعدها , وسوف نذكر الآيات كاملة , حتى يعي القاريء الأمر على حقيقته, قال تعالى : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } المائدة 82-83 .

    إذًا فالذين سمعوا ما أنزل الله على الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم وآمنوا به صلى الله عليه وسلم { أمثال : النجاشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي رضي الله عنهم جميعاً } هم النصارى المعنيين في الآيات , ولهذا قال ابن كثير : ( وهذا الصنف من النصارى هم المذكورون في قوله تعالى : {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران199 ) ( تفسير ابن كثير 3/102 ) .

    يقول الدكتور / عبد الله يوسف علي وهو صاحب الترجمة الشهيرة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية : " إن هؤلاء النصارى الذين ذكرتهم الآيات السابقة هم مسلمون في داخلهم ( في قلوبهم ) مهما كانت مسمياتهم " ( ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية ص 268 ) .

    وهكذا يعرض لنا القرآن الكريم صفات النصارى الذين هم أقرب الناس مودة للذين آمنوا , فهم الذين لا يستكبرون عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان برسالته والنور الذي أُنزل معه , فاتباع محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق الذي من أقر به منهم فهو أقرب الناس لنا مودة لأنه منَّا ونحن منه !

    يقول البسيط : ( قال الرازي " وأما النصارى فإنهم في أكثر الأمر معرضون عن الدنيا مقبلون على العبادة وترك طلب الرياسة والتكبر والترفع ، وكل من كان كذلك فإنه لا يحسد الناس ولا يؤذيهم ولا يخاصمهم بل يكون لين العريكة في طلب الحق سهل الانقياد له ، فهذا هو الفرق بين هذين الفريقين في هذا الباب ، وهو المراد بقوله تعالى: " ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ " ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 208 ) .

    وأنقل ما جاء في تفسير الإمام الرازي لكي يكون القاريء على دراية تامة بخداع البسيط وتزويره المتعمد للحقائق , يقول الإمام الرازي رحمه الله : ( وذكر الله تعالى أن النصارى ألين عريكة من اليهود وأقرب إلى المسلمين منهم. وههنا مسألتان:

    الأولى: قال ابن عباس وسعيد بن جبير وعطاء والسدي: المراد به النجاشي وقومه الذين قدموا من الحبشة على الرسول صلى الله عليه وسلم آمنوا به، ولم يرد جميع النصارى مع ظهور عداوتهم للمسلمين. وقال آخرون: مذهب اليهود أنه جيب عليهم إيصال الشر إلى من يخالفهم في الدين بأي طريق كان، فإن قدروا على القتل فذاك، وإلا فبغصب المال أو بالسرقة أو بنوع من المكر والكيد والحيلة، وأما النصارى فليس مذهبهم ذاك بل الإيذاء في دينهم حرام، فهذا هو وجه التفاوت.

    المسألة الثانية: المقصود من بيان هذا التفاوت تخفيف أمر اليهود على الرسول صلى الله عليه وسلم ، واللام في قوله { لَتَجِدَنَّ } لام القسم، والتقدير: قسما إنك تجد اليهود والمشركين أشد الناس عدواة مع المؤمنين، وقد شرحت لك أن هذا التمرد والمعصية عادة قديمة لهم، ففرغ خاطرك عنهم ولا تبال بمكرهم وكيدهم.

    ثم ذكر تعالى سبب هذا التفاوت فقال: { ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } وفي الآية مسألتان: الأولى: علة هذا التفاوت أن اليهود مخصوصون بالحرص الشديد على الدنيا والدليل عليه قوله تعالى: { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ } (البقرة: 96) فقرنهم في الحرص بالمشركين المنكرين للمعاد، والحرص معدن الأخلاق الذميمة لأن من كان حريصًا على الدنيا طرح دينه في طلب الدنيا وأقدم على كل محظور ومنكر بطلب الدنيا، فلا جرم تشتد عداوته مع كل من نال مالاً أو جاهًا، وأما النصارى فإنهم في أكثر الأمر معرضون عن الدنيا مقبلون على العبادة وترك طلب الرياسة والتكبر والترفع, وكل من كان كذلك فإنه لا يحسد الناس ولا يؤذيهم ولا يخاصمهم بل يكون لين العريكة في طلب الحق سهل الانقياد له، فهذا هو الفرق بين هذين الفريقين في هذا الباب، وهو المراد بقوله تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }. وههنا دقيقة نافعة في طلب الدين وهو أن كفر النصارى أغلظ من كفر اليهود لأن النصارى ينازعون في الإلهيات وفي النبوات، واليهود لا ينازعون إلا في النبوات، ولا شك في أن الأول أغلظ، ثم إن النصارى مع غلظ كفرهم لما لم يشتد حرصهم على طلب الدنيا بل كان في قلبهم شيء من الميل إلى الآخرة شرفهم الله بقوله { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى } وأما اليهود مع أن كفرهم أخف في جنب كفر النصارى طردهم وخصهم الله بمزيد اللعن وما ذاك إلا بسبب حرصهم على الدنيا .... ثم قال تعالى : { وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ } الضمير في قوله {سَمِعُوا } يرجع إلى القسيسين والرهبان الذين آمنوا منهم { مَا أُنزِلَ } يعني القرآن إلى الرسول يعني محمدًا عليه الصلاة والسلام ) ( مفاتيح الغيب 12/56 – 57 ) .

    هذا هو البسيط , وتلك هى حقيقة هروبه من مناقشة ما جاء في كتبه من نقولات واستشهادات إسلامية !

    فهنيئًا لكم معشر النصارى على قسيسكم المحرف , والحمد لله الذي رفع شأن الإسلام وحجيته من خلال كتابات أعدائه !

    يقول البسيط : ( وقال ابن كثير " وقوله تعالى: " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ ْ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى " أي : الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح ، وعلى منهاج إنجيله ، فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة ، وما ذاك إلا لما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة ، كما قال تعالى : " وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً " [الحديد: 27] وفي كتابهم : من ضربك على خدك الأيمن ، فأدر له خدك الأيسر . وليس القتال مشروعاً في ملتهم ، ولهذا قال تعالى : " ذَلكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ " 000 تضمن وصفهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع ، ثم وصفهم بالانقياد للحق واتباعه والإنصاف " ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 208 ) .

    رحم الله ابن كثير حين قال : ( قال تعالى : {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}المائدة14.أي ومن الذين ادعوا لأنفسهم بأنهم نصارى متابعون للمسيح بن مريم عليه السلام وليسوا كذلك أخذنا عليهم العهود والمواثيق على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومناصرته ومؤازرته واقتفاء أثره وعلى الإيمان بكل نبي يرسله الله تعالى إلى أهل الأرض ففعلوا كما فعل اليهود ، خالفوا المواثيق ونقضوا العهود ولهذا قال الله تعالى : ( فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) أي فألقينا بينهم العداوة والبغضاء لبعضهم بعضاً ولا يزالون كذلك إلى قيام الساعة، ولذلك طوائف النصارى على إختلاف أجناسهم لا يزالون متباغضين متعادين يكفر بعضهم بعضاً ، ويلعن بعضهم بعضاً . ثم قال تعالى : ( وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) وهذا تهديد ووعيد أكيد للنصارى على ما ارتكبوه من الكذب على الله ورسوله وما نسبوه إلى الرب عز وجل وتعالى وتقدس عن قولهم علواً كبيراً من جعلهم له صاحبة وولداً تعالى الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) ( تفسير ابن كثير 3/ 41 ) .

    لقد أراد القس البسيط أن يوهم القاريء أن ابن كثير كان يمتدح نصرانية بولس بقوله : ( الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح ، وعلى منهاج إنجيله ، فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة ، وما ذاك إلا لما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة ) . في حين أن ابن كثير كان يعني أتباع المسيح على الحقيقة وهم الذين في قلوبهم رأفة ورحمة , ولذا قال الحافظ ابن كثير في بيان حقيقة النصارى : ({ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وهم الحواريون رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد27. أي : فما قاموا بما التزموه حق القيام وهذا ذم لهم على وجهين أحدهما : الإبتداع في دين الله ما لم يأمر به الله . الثاني : في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنه يقربهم إلى الله عز وجل ) ( تفسير ابن كثير 8/18 ) .

    أما ما نقله البسيط عن ابن كثير , فهو نقل مبتور , وتمامه ما قاله الحافظ ابن كثير في تفسيره : ( وقوله تعالى: " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى " أي : الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح ، وعلى منهاج إنجيله ، فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة ، وما ذاك إلا لما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة ، كما قال تعالى : " وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً " [الحديد: 27] وفي كتابهم : من ضربك على خدك الأيمن ، فأدر له خدك الأيسر . وليس القتال مشروعاً في ملتهم ، ولهذا قال تعالى : " ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ " 000 تضمن وصفهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع ، ثم وصفهم بالانقياد للحق واتباعه والإنصاف " فقال : " وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ " أي مما عندهم من البشارة ببعثة محمد صلى الله علي وسلم ) ( تفسير ابن كثير 3/101 ) .

    ويأبى البسيط بتحريفه المتعمد أن لا يكون من القسيسين والرهبان الذين لا يستكبرون عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم والنور الذي أُنزل معه!



    النصارى في القرآن الكريم , ما لهم وما عليهم !

    إن القرآن الكريم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يعطينا ما للنصارى وما عليهم وذلك في أوضح إسلوب , قال تعالى : " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " المائدة 17 .

    و قال تعالى : " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ " المائدة14 .

    وقال تعالى : " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * َّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ ِإلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * ما الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُل أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " المائدة 72-76 .

    وقال تعالى :"وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَْ * اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " التوبة 30-31 .

    وقال تعالى :" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ " المائدة 77 .

    وقال تعالى : " مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ *وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ " آل عمران 79 – 80 .

    وقال تعالى :"إِذْ قَالَ اللّهُ يَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتّخِذُونِي وَأُمّيَ إِلَـَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيَ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنّكَ أَنتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبّي وَرَبّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّا تَوَفّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " المائدة 116-117 .

    وقال تعالى :" وَلَمّا جَآءَ عِيسَىَ بِالْبَيّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلاُبَيّنَ لَكُم بَعْضَ الّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنّ اللّهَ هُوَ رَبّي وَرَبّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـَذَا صِرَاطٌ مّسْتَقِيمٌ * فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لّلّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلاّ السّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ " الزخرف 62-65 .

    وقال تعالى :"وَقَالُواْ اتّخَذَ الرّحْمَـَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السّمَاوَاتُ يَتَفَطّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقّ الأرْضُ وَتَخِرّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرّحْمَـَنِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرّحْمَـَنِ أَن يَتّخِذَ وَلَداً * إِن كُلّ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلاّ آتِي الرّحْمَـَنِ عَبْداً * لّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدّهُمْ عَدّاً * وَكُلّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً " مريم 88-95 .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وصفهم – القرآن الكريم – بالشرك وبأنهم يعبدون غير الله – أي النصارى – كما قال تعالى : " اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " التوبة 31 , فأخبر أنهم اتخذوا من دون الله أرباباً , واتخذوا المسيح ربًا , وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحدًا , وهؤلاء باتخاذهم غيره أرباباً عبدوهم فأشركوا بالله سبحانه وتعالى عما يشركون ) ( الجواب الصحيح 2/28 ) .

    وقال الإمام القرافي رحمه الله : ( إن الذين اتبعوه – أي المسيح – ليسوا النصارى الذين اعتقدوا أنه ابن الله, وسلكوا مسلك هؤلاء الجهلة ، فإن اتباع الإنسان موافقته فيما جاء به وكون هؤلاء المتأخرين اتبعوه محل النزاع ، بل متبعوه هم الحواريون ، ومن تابعهم قبل ظهور القول بالتثليث، أولئك هم الذين رفعهم الله في الدنيا والآخرة ، ونحن إنما نطالب هؤلاء بالرجوع إلى ما كان أولئك عليه فإنهم قدس الله أرواحهم آمنوا بعيسى وبجملة النبيين صلوات الله عليهم أجمعين ، وكان عيسى عليه السلام بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فكانوا ينتظرون ظهوره ليؤمنوا به عليه السلام ، وكذلك لما ظهر عليه السلام جاءه أربعون راهباً من نجران في ساعة واحدة فتأملوه فوجدوه هو الموعود به بمجرد النظر والتأمل لعلاماته ، فهؤلاء هم الذين اتبعوه فهم المرفوعون المعظمون ، وأما هؤلاء النصارى فهم الذين كفروا به مع من كفر ، وجعلوه سببًا لانتهاك حرمة الربوبية بنسبة واجب الوجود المقدس عن صفات البشر إلى الصاحبة والولد الذي ينفر منها أقل رهبانهم ، حتى أنه قد ورد أن الله تعالى إذا قال لعيسى عليه السلام يوم القيامة : {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }المائدة116. يسكت أربعين سنة خجلاً من الله تعالى حيث جعل سببًا للكفر به ، وانتهاك حرمة جلاله ، فخواص الله تعالى يألمون ويخجلون من اطلاعهم على انتهاك الحرمة، وإن لم يكن لهم فيها مدخل ولا لهم فيها تعلق ، فكيف إذا كان لهم فيها تعلق من حيث الجملة ، ومن عاشر أمائل الناس ورؤسائهم ، وله عقل قويم وطبع النصارى أدرك هذا ، فما آذى أحد عيسى عليه السلام ما آذته هؤلاء النصارى ، ونسأل الله العفو والعافية بمنه وكرمه ) ( مختصر الأجوبة الفاخرة ص 8-9 ) .

    أما ما للنصارى فهو كما بيناه سلفًا ونزيد عليه , قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62 .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( معنى الآية أن المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم , والذين هادوا الذين اتبعوا موسى عليه السلام وهم الذين كانوا على شرعه قبل النسخ والتبديل , والنصارى الذين اتبعوا المسيح عليه السلام وهم الذين كانوا على شريعته قبل النسخ والتبديل , والصابئون وهم الصابئون الحنفاء , كالذين كانوا من العرب وغيرهم على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق قبل التبديل والنسخ .... فهؤلاء ونحوهم هم الذين مدحهم الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62 .... وقد تقدم أنه كفر أهل الكتاب – أي القرآن الكريم – الذين بدلوا دين موسى والمسيح , وكذبوا بالمسيح أو بمحمد صلى الله عليه وسلم في غير موضع , وتلك آيات صريحة , ونصوص كثيرة , وهذا متواتر معلوم بالإضطرار من دين محمد صلى الله عليه وسلم , ولكن هؤلاء النصارى سلكوا في القرآن ما سلكوه في التوراة والإنجيل يدعون النصوص المحكمة الصريحة البينة الواضحة التي لا تحتمل إلا معنى واحدًا ويتمسكون بالمتشابه المحتمل , وإن كان فيه ما يدل على خلاف مرادهم , كما قال تعالى فيهم وفي أمثالهم : {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7 ) ( الجواب الصحيح 2/52-53).


    يتبع ....

    تعليق

    • أَبُو عُبَـيِّدة
      2- عضو مشارك
      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى

      • 30 ديس, 2006
      • 152

      #17
      ومصدقًا لما بين يديه من الكتاب !


      يقول البسيط : ( يستخدم القرآن ويكرر عبارة " الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ " ، و " مصدقا لما بين يديه " ، و " مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ " ، و " تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ " ، و " مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ " ، و " مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ " ، عن وجود التوراة والمزامير (الزبور) والإنجيل بين يدي نبي المسلمين وبين يدي اليهود والنصارى في أيامه ، وأن القرآن جاء مصدقاً بها وشاهداً لها ومهيمناً عليها ، وهذا يؤكد على حقيقة جوهرية لا مفر منها وهي أن هذه الكتب كانت سليمة في أيامه وبين يديه ولم يصبها أي نوع من التحريف ... وعبارة " بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ " تؤكد وجود التوراة والإنجيل بين يديه ، أي معه ، مع نبي المسلمين !! ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 209 - 213 ) .

      طريف هذا المقام أن تفسير القس البسيط للتعبير القرآنى ( بَيْنَ يَدَيْهِ ) فى كتابه: أي معه ، مع نبي المسلمين . لم يقل به أي عالم مسلم من المتقدمين أو المتأخرين , فالبسيط لم يصدق نفسه أنه توصل إلى هذا الكشف العبقري المذهل !

      والأكثر طرافة أنه في السطر التالي مباشرة يشرح الآية بما يخالف فهمه الحرفى من أقوال المفسرين ، ولا يجد أدنى غضاضة في نقل أقوال المفسرين المخالفة لفهمه السقيم .

      يقول البسيط : ( قال الجلالين " ولا بالذي بين يديه " أي تقدمه كالتوراة والإنجيل الدالين على البعث لإنكارهم له " .
      وقال الطبري " لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه " قال المشركون : لن نؤمن بهذا القرآن ، ولا بالذي بين يديه من الكتب والأنبياء ".
      وقال القرطبي" قال المشركون : لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي أنزل قبله من التوراة والإنجيل بل نكفر بالجميع".
      وقال السيوطي في الدر المنثور " ولا بالذي بين يديه " قال : التوراة والإنجيل ". وجاء في تفسير الجلالين "لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه أي تقدمه كالتوراة والإنجيل الدالين على البعث " .
      وقال ابن كثير " ثم قال تعالى " ومن قبله كتاب موسى " وهو التوراة " إماما ورحمة " وهذا كتاب " يعني القرآن مصدق أي لما قبله من الكتب " .
      وقال الجلالين " ومن قبله " أي القرآن " كتاب موسى " أي التوراة " إماما ورحمة " للمؤمنين به حالان " وهذا " أي القرآن " كتاب مصدق " للكتب قبله " لسانا عربيا " حال من الضمير في مصدق " .
      جاء في القرطبي " قوله تعالى: " ومن قبله " أي ومن قبل القرآن " كتاب موسى" أي التوراة " إماما " يقتدى بما فيه . و" إماما " نصب على الحال ، لأن المعنى: وتقدمه كتاب موسى إماما . " ورحمة " معطوف عليه " ) !! ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 209 – 213 ) .

      وهكذا نقل القس ما يُثبت أن قوله تعالى : " تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ " أي الذي تقدم القرآن الكريم من الكتب السابقة , فالضمير في " يَدَيْهِ " يعود على القرآن الكريم المهيمن على الكتب السابقة لا على النبي صلى الله عليه وسلم كما زعم البسيط وذلك بنص ما نقله البسيط من كتب المفسرين !

      وإيغالاً في العمى والعمه يستدل بآيات لا يمكن أن يصلح معها تفسيره الحرفي بأشد أنواع التعسف . فهو يستدل بقوله تعالى : ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) البقرة 97 !!

      ويقول (جنابه) مستحقـًا أرفع وسام في الغباوة : ( وعبارة "مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ" تأكيد لوجود هذه الأسفار معه ومع معاصريه ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 209- 213) .

      فانظر كيف أعماه الله عن مخاطبة الآية للنبي صلى الله عليه وسلم وإشارة الضمير إلى أقرب مذكور وهو القرآن الكريم ، ولو كان الأمر كما زعم البسيط لقال الله : ( ومصدقًا لما بين يديك ) . واعلم أن قلوبًا عليها أقفالها !

      وبعد كل هذا يقول البسيط : ( وتتكرر عبارات " تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ " و " مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ " دلالة على وجود التوراة وزبور (مزامير) داود بين يدي نبي المسلمين ومع اليهود والنصارى وأنه جاء مصدقا بها ولها بل ومهميناً وأمينا عليها !! مما يدل على أنها كانت صحيحة وسالمة ، بين يديه ، ولم يتطرق إليها أي نوع من التحريف الفعلي ، أي ، التغيير أو التبديل أو الحذف أو الإضافة ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 209- 213) .

      ولا أدري أي جنس من البشر أولئك الذين يقرؤون استدلالات البسيط ولا يحكمون عليه بتضارب عقله ونقله : {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ }الأعراف195 .

      ينقل ما يُثبت بطلان ما ذهب إليه , ويُروج لباطله بلا أي خوف من قرائه من رعاياه البسطاء , لعلمه اليقيني بأنهم برمجوا على عدم مناقشة القسيس فيما يزعمه وإن كان باطلاً , وإن كان فيه من الغباء والسخافة والكذب والتحريف ما يجعلهم أحط أمة بين الأمم !

      يقول البسيط : ( والسؤال هنا هو ؛ لو كان الكتابان ، التوراة والإنجيل ، محرفين ، فهل كان القرآن يشهد لهما بهذه الصورة ؟ وهل كان يقول أنه جاء مصدقاً لهما ؟ وهل كان يكرر عبارات مصدق لما معه أو لما معكم أو لما معهم أو لما بين يديه ؟ والإجابة هي كلا بل ومستحيل !!) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 209- 213 ) .

      والقس لا يجد أدنى غضاضة في نقل اعتراف الإمام البخاري بتحريف أسفار السابقين وشهادة القرآن الكريم على ذلك وهيمنته عليها !

      يقول البسيط في غباء ليس له نظير والقس به جدير : ( وجاء في صحيح البخاري باب تفسير سورة المائدة " مصدقًا " موافقًا لما فيها من أصول العقيدة والعبادة والتشريع والأخلاق . " لما بين يديه من الكتاب " لما نزل قبله من كتب سماوية وشرائع إلهية " " مهيمنا عليه " حاكمًا عليه وشاهدًا بالصحة والثبات ، أو التحريف والتبديل والإختلاق" ) (الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 209- 213).

      يقول الشيخ / السيد سابق عليه رحمة الله : ( وإذا كان التحريف في التوراة والإنجيل ثابتًا ثبوتًا حقيقًا لا ريب فيه بنص القرآن من جهة , وبالأدلة الحسية من جهة أخرى , فما معنى أن القرآن جاء مصدقًا لما تقدمه من الكتب الإلهية ؟

      معنى ذلك أن القرآن جاء مؤيدًا للحق الذي ورد فيها كما سبقت إليه الإشارة من عبادة الله وحده والإيمان برسله , والتصديق بالجزاء , ورعاية الحق والعدل , والتخلق بالأخلاق الصالحة . وهو في الوقت ذاته مهيمنًا عليها ومبينًا ما وقع فيها من أخطاء وأغلاط , وتحريف وتصحيف , وتغيير وتبديل.وإذا انتفت هذه الأخطاء التي أدخلها رجال الدين على الكتب السماوية وزوروها على الناس باسم الله ظهر الحق , واستبان , والتقى القرآن مع التوراة والإنجيل . {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68. وإقامتها لا تتحقق إلا بعد تطهيرها من الزيف ) ( العقائد الإسلامية ص 147 ) .

      قلتُ : هذه قاعدة جليلة , لها فوائدها العظيمة , قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) المائدة 48.

      وقال تعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) البقرة 97.

      وقال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ . وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) البقرة 40، 41.

      وقال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران 81.

      وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) النساء 47.

      وقال تعالى : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) آل عمران 3.وقال تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة 48.

      وقال تعالى : (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) الأنعام 92.

      وقال تعالى : (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) فاطر 31.

      وقال تعالى : ( وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) الأحقاف 12.

      وقال تعالى : (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) الأحقاف 30.

      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا (آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية ) ( أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب"الإعتصام بالكتاب والسنة" برقم (6814) وفي كتاب " التوحيد " برقم (6987) ).

      وهكذا نجد الترياق المبين في كلام رب العالمين بتفسير رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم , فعقيدتنا هى أننا نؤمن أن تلك الكتب والأسفار التي عند أهل الكتاب بها صدق خُلط بكذب , وهذا قوله صلى الله عليه وسلم : (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ) . والمحك في هذا الأمر هو القرآن الكريم فهو الحاكم والرقيب والشهيد والأمين على وحي السماء لرسل رب الأرض والسماء .
      قال الطبري رحمه الله في ذيل تفسير آية المائدة : " القرآن أمين على ما قبله من الكتب فإن كان في القرآن فصدقوه وإن لا فكذبوه " ( إظهار الحق ص 133 ) .

      وقال ابن عباس : ( "المهيمن" الأمين على كل كتاب قبله ) , وقال سعيد بن المسيب والضحاك : ("قاضيًا" أي القرآن ) ، وقال الخليل : ( "رقيبًا وحافظًا" ) , وقال مجاهد والسدي وقتادة : ("شهيدًا") , ومعنى الكل أن كل كتاب يشهد بصدقه القرآن فهو كتاب الله وأما لا فلا. ( تفسير ابن كثير 3 / 78 ) .

      وقال ابن كثير : ( قوله " وَمُهَيْمِنًا " أي حاكماً على ما قبله من الكتب فإن اسم المهيمن يتضمن أنه أمين على الكتب المتقدمة قبله فما وافقه منها فهو حق وما خالفه منها فهو باطل فهو شاهد وحاكم على كل كتاب قبله جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها و أشملهــا وأعظمهــا و أكملها حيث جمع فيه محاسن ما قبله من الكمالات ما ليس في غيره فلهذا جعله شاهداً وأميناً وحاكماً عليها كلها وتكفل تعالى بحفظه فقال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9) ( المصدر السابق ) .

      وقال ابن كثير أيضًا : ( ... فجعل القرآن حاكمًا على سائر الكتب غيره , وجعله مصدقًا لها ومبينًا ما وقع فيها من التحريف والتبديل , فإن أهل الكتاب استحفظوا على ما بأيديهم من الكتب , فلم يقدروا على حفظها ولا على ضبطها وصونها , فلهذا دخلها ما دخلها من تغييرهم وتبديلهم , لسوء فهمهم وقصورهم في علومهم , ورداءة قصودهم وخيانتهم لمعبودهم , عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة . ولهذا يوجد في كتبهم من الخطأ البين على الله وعلى رسوله ما لا يحد ولا يوصف , وما لا يوجد مثله ولا يعرف ) ( البداية والنهاية 1/375 ) .

      وقال القرطبى : ( " وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ " أي عالياً عليها ومرتفعاً ) ( تفسير القرطبي 3/136) .

      وقال الكلبي في (التسهيل لعلوم التنـزيل 1/46) : ( وتصديق القرآن للتوراة وغيرها، وتصديق محمد صلى الله عليه وسلم للأنبياء والمتقدمين، له ثلاث معان: أحدها: أنهم أخبروا به ، ثم ظهر كما قالوا ، فتبين صدقهم في الإخبار به. والآخر: أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنهم أنبياء ، وأُنزل عليهم الكتب، فهو مصدق لهم أي شاهد بصدقهم. والثالث: أنه وافقهم فيما في كتبهم من التوحيد وذكر الدار الآخرة، وغير ذلك من عقائد الشرائع، فهو مصدق لهم لاتفاقهم في الإيمان بذلك ) .

      وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (أما تصديق خاتم الرسل محمد رسول الله لما أنزل الله قبله من الكتب، ولمن جاء قبله من الأنبياء، فهذا معلوم بالاضطرار من دينه متواترًا تواترًا ظاهرًا، كتواتر إرساله إلى الخلق كلهم. وهذا من أصول الإيمان.

      قال تعالى: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة 136-137 .

      وقال تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران 84-85.

      وقال تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177.

      وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } البقرة 285-286 .

      وتصديقه للتوراة والإنجيل مذكور في مواضع من القرآن. وقد قال: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ}المائدة 48.

      وقال تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23.

      وقال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3.

      فبين أنه أنزل هذا القرآن مهيمنًا على ما بين يديه من الكتب. والمهيمن الشاهد المؤتمن الحاكم ، يشهد بما فيها من الحق ، وينفي ما حرف فيها ، ويحكم بإقرار ما أقره الله من أحكامها ، وينسخ ما نسخه الله منها. وهو مؤتمن في ذلك عليها. وأخبر أنه أحسن الحديث وأحسن القصص ، وهذا يتضمن أنه كل مَن كان متمسكًا بالتوراة قبل النسخ، من غير تبديل شيء من أحكامها، فإنه من أهل الإيمان والهدى. وكذلك مَن كان متمسكًا بالإنجيل من غير تبديل شيء من أحكامه قبل النسخ ، فهو من أهل الإيمان والهدى. وليس في ذلك مدح لمن تمسك بشرع مبدل ـ فضلاً عمن تمسك بشرع منسوخ ـ ولم يؤمن بما أرسل الله إليه من الرسل، وما أنزل إليه من الكتب. بل قد بين كفر اليهود والنصارى بتبديل الكتاب الأول، وبترك الإيمان بمحمد – صلى اله عليه وسلم – في غير موضع ) ( الجواب الصحيح 1/261).

      وقال في موضع أخر : ( " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ " المائدة 48 – فجعل القرآن مهيمنًا , والمهيمن : الشاهد الحاكم المؤتمن , فهو يحكم بما فيها مما لم ينسخه الله ويشهد بتصديق ما فيها مما لم يبدل ) ( الجواب الصحيح 1 / 322 ) .


      يتبع ....

      تعليق

      • أَبُو عُبَـيِّدة
        2- عضو مشارك
        حارس من حراس العقيدة
        عضو شرف المنتدى

        • 30 ديس, 2006
        • 152

        #18
        التوراة والزبور في القرآن الكريم


        كنَّا قد ذكرنا أن المولى تبارك وتعالى قد مدح الإنجيل الذي أنزله على عبده ورسوله عيسى عليه السلام بنص آيات القرآن الكريم وليس غيره , وكذلك شأن التوراة والزبور فإن الله تبارك وتعالى ما مدح إلا التوراة التي أنزلها على عبده ورسوله موسى عليه السلام .

        قال تعالى : {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }الأعراف145 .

        وقال تعالى : {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }البقرة53 .

        وقال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }البقرة87 .

        وقال تعالى : {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ }الأنعام154 .

        وهكذا امتدح الله تبارك وتعالى الكتاب الذي أنزله على عبده ورسوله موسى عليه السلام ولم يمتدح غيره , فكيف يستجيز عاقل أن يزعم أن القرآن الكريم امتدح توراة العهد القديم ؟! فهل نزلت توراة العهد القديم على موسى ؟! هل نزل على موسى سفر يسمى "سفر حزقيال" أو " سفر يشوع " أو " أخبار الأيام الأولى والثانية " أو " سفر صموئيل الأول أو الثاني " أو " سفر يهوديت " أو " سفر إشعياء " ...إلخ ؟!

        بل باتفاق أهل الأديان أن هذه الأسفار وحتى الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم والمنسوبة إلى موسى عليه السلام لم تنـزل عليه , بل هى رواية العديد من الكتبة المجهولين من بعده بمئات السنين .

        ثم إن المولى تبارك وتعالى بيَّن في صريح آياته أن التوراة ورثها بنو إسرائيل فاختلفوا فيها بعد أن أستحفظهم عليها , قال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ }غافر53 .

        وقال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }فصلت45 .

        وقال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}المائدة44 .

        وقال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ }الأنبياء48.

        وذكر أهل التفسير بالإجماع أن الفرقان المعني في الآية هو توراة موسى التي فرق الله بها بين الحق والباطل , فهل توراة العهد القديم فرق الله بها بين الحق والباطل ؟! هل يُعقل أن يقال أن توراة العهد القديم التي نسبت النقص لله تبارك وتعالى وطعنت في أنبيائه بشنيع الأقوال والأفعال أنها فرقان وأنها هدى ونور وضياء ؟!

        والزبور عندنا هو وحي الله لعبده ونبيه داود علي السلام قال تعالى : {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً}النساء163 . فهل يُعقل أن يكون الزبور غناء لإمام المغنيين – هكذا قالوا عن مزامير داود – ؟!

        لكن البسيط بعد كل هذا التأصيل استجاز ذلك , ليعلن لبني العقلاء أنه خرج عن نهج بني العقلاء !

        يقول البسيط : (جاء في لسان العرب " والفُرْقانُ : القرآن . وكل ما فُرِقَ به بـين الـحق والباطل ، فهو فُرْقان ، ولهذا قال الله تعالـى: " ولقد آتـينا موسى وهرون الفرقان " 000 وذكره الله تعالـى لـموسى فـي غير هذا الـموضع فقال تعالـى : " ولقد آتـينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء " ؛ أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤُه الكتاب الـمنزّل علـى مـحمد فُرْقاناً, وسمى الكتاب الـمنزل علـى موسى ، فُرْقاناً ، والـمعنى أَنه تعالـى فَرَقَ بكل واحد منهما بـين الـحق والباطل " ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 191 – 192 ) .

        إي والله إن القس يستدل بهذا النقل من لسان العرب على صحة توراته المحرفة !

        بل يستدل البسيط بنقل عن الإمام ابن كثير يثبت تحريف التوراة , يقول البسيط : ( وجاء في البداية والنهاية للإمام إسماعيل بن كثير الدمشقي " أما اليهود فقد أنزل الله عليهم التوراة على يدي موسى بن عمران عليه السلام ، وكانت كما قال الله تعالى: " ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ " (الأنعام: 154( . وقال تعالى: " قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً " (الأنعام:91) ، وقال تعالى: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ " (الأنبياء: 48) . وقال تعالى: " وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " (الصافات: 118و119) .وقال تعالى: " إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " (المائدة: 44) . فكانوا يحكمون بها وهم متمسكون بها برهة من الزمان ، ثم شرعوا في تحريفها، وتبديلها ، وتغييرها ، وتأويلها ، وإبداء ما ليس منها ، كما قال الله تعالى: " وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " (آل عمران: 78) ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 225 ) .

        والعجيب أن البسيط توقف عن النقل عن البداية والنهاية عند هذا الحد , والسبب أن الحافظ ابن كثير ذكر بعد ذلك أقوال أهل العلم في تحريف اللفظ والمعنى في كتب السابقين , ثم قال : ( والحق أنه دخلها تبديل وتغيير ، وتصرفوا في بعض ألفاظها بالزيادة والنقص ، كما تصرفوا في معانيها وهذا معلوم عند التأمل ) ( البداية والنهاية 1/ 60 ) .

        بل أعجب من هذا قول البسيط : ( " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " (آل عمران:64) . وفي قوله " أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً " تأكيد على أنهم موحدون بالله ولا يشركون به شيئاً . قال القرطبي " قوله تعالى : " قل يا أهل الكتاب " الخطاب في قول الحسن وابن زيد والسدي لأهل نجران . وفي قول قتادة وابن جريج وغيرهما ليهود المدينة ، خوطبوا بذلك لأنهم جعلوا أحبارهم في الطاعة لهم كالأرباب . وقيل : هو لليهود والنصارى جميعًا " ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائين بتحريفه ص 198 ) .

        فإذا كانت الآية قد نزلت لدعوة أهل الكتاب لترك عبادتهم للمسيح واتخاذهم الرهبان أربابًا من دون الله يُحلون الحرام , ويحرمون الحلال , فكيف يزعم البسيط أن في الآية ما يفيد أنهم موحدون لا يشركون بالله إلا إذا كان قد فقد عقله ؟!



        من هم أهل الذكر ؟!



        يستدل البسيط وغيره بقول الله تبارك وتعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }النحل43 . ويقولون أنه تم وصف القرآن بالذكر في مثل قوله تعالى : {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ }ص1 . وكذلك التوراة والإنجيل , ويقول سبحانه : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر9 . لذا ينطبق هذا الكلام " حفظ الذكر" ، بحسب القرآن نفسه ، على كل الكتب المذكورة والموصوفة بالذكر .( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 199 ) .

        ونقول : أما ستدلالهم الأول بقول الله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }النحل43 . فهو سؤال خاص وليس بعام !

        قال الطبري: ( يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : وما أرسلنا من قبلك يا مـحمد إلـى أمة من الأمـم , للدعاء إلـى توحيدنا والإنتهاء إلـى أمرنا ونهينا , إلاّ رجالاً من بنـي آدم نوحي إلـيهم وحينا لا ملائكة , من قَبلهم من الأمـم من جنسهم وعلـى منهاجهم. ويقول الله لـمشركي قريش : وإن كنتـم لا تعلـمون أن الذين كنا نرسل إلـى من قبلكم من الأمـم رجال من بنـي آدم مثل مـحمد صلى الله عليه وسلم وقلتـم هم ملائكة أي ظننتـم أن الله كلـمهم قبلاً , فـاسْئَلُوا أَهْلَ الذّكْرِ وهم الذين قد قرءوا الكتب من قبلهم: التوراة والإنـجيـل , وغير ذلك من كتب الله التـي أنزلها علـى عبـاده ) ( تفسير الطبري 7/587) .

        وقال ابن كثير : ( قال الضحاك عن ابن عباس : لما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولاً أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشرًا فأنزل الله : {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ }يونس2 , وقال : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } يعني أهل الكتب الماضية أبشرًا كانت الرسل إليهم أم ملائكة ؟ فإن كانوا ملائكة كفرتم , وإن كانوا بشرًا فلا تنكروا أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً .... والغرض أن هذه الآية الكريمة أخبرت بأن الرسل الماضين قبل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانوا بشرًا كما هو بشر ) ( تفسير ابن كثير 4/327-328 ) .

        وقال القرطبي } : َفَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذّكْر ِ} قال سفيان: ( يعني مؤمني أهل الكتاب ) ( تفسير القرطبي 5/72) .

        والذين أمنوا من أهل الكتاب كما هو معلوم من الدين بالضرورة هم أهل الكتاب الذين يعلمون النبي صلى الله عليه وسلم من صفته المكتوبة عندهم , كما قال الله في أتباع موسى المؤمنين : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157.

        فعليكم إذاً الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم إذا كنتم تريدون أن تشير هذه الآية إليكم !

        لكن البسيط استغل الآية فحرف معناها قائلاً : ( وهكذا أجمع المفسرون على أن أهل الذكر هم أهل الكتاب ، التوراة والإنجيل الذي يجب الرجوع إليهم في مسائل وأمور العلوم والكتب السماوية ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 200 ) .

        في حين أن القرآن الكريم ما دعا إلا مشركي قريش فقط أن يسألوا أهل الكتاب عن أمر محدد ألا وهو : أكان رسل الله قبل محمد صلى الله عليه وسلم بشرًا أم ملائكة ؟!

        وإني لأتساءل ما الذي عندكم يا بسيط للتعليم ؟ أو حتى يستحق التعليم ؟! تعلم الصفات المعيبة التي تنسبونها إلى الله عز وجل في كتابكم ( تعالى الله عما تصفون ) مثل أن موسى يرى أجزاء الله المؤخرة؟ " ثم ارفع يدي فتنظر ورائي وأما وجهـي فلا يرى " ( الخروج 33-23 ) , أو أن يعقوب تصارع مع الله وقدر عليه " فقال لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله ومع النــاس وقدرت " ( التكوين 32-28 ) , أو أن الله مثـل الإنســان الثمـل " فاستيقــظ الرب كنائــم كجبـار معيط من الخمر " ( مزامير 78-65 ) , أو أنــه نـــدم علــى خلـــق الإنســان " فحــزن الرب أنه عمـل الإنسـان فــي الأرض وتأســف فــي قلبـــه " ( التكوين 6-6 ) !

        أما ربط البسيط بين الذكر في قوله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }النحل43 . وقوله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر9 , فهو غلط محض , وتحريف لآيات القرآن الكريم , لأن القرآن الكريم أخبر أن الذكر المعني في قوله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر9 . هو القرآن الكريم فقط وليس غيره , فقال تعالى : { الَرَ* تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مّبِينٍ * رّبَمَا يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * مّا تَسْبِقُ مِنْ أُمّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ * وَقَالُوا يَأَيّهَا الّذِي نُزّلَ عَلَيْهِ الذّكْرُ إِنّكَ لَمَجْنُونٌ * لّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ مَا نُنَزّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاّ بِالحَقّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مّنظَرِينَ * إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر1-9.

        فالشبهة لا تحتاج إلى رد أصلاً لأن سياق الآيات كلها منذ البداية يتحدث عن القرآن الكريم كما لا يخفى على الجاهل فضلاً عن المتعلم المدرك لمحكم التنـزيل , ولكن لأن البسيط يزيف الحقائق استخلص ذلك الهراء من مخيلته عمدًا لتضليل رعاياه !
        الآيات كما قلت منذ البداية تتحدث عن القرآن الكريم , فلقد ذكر الله تبارك وتعالى القرآن الكريم صراحة فى بداية الآيات ثم ذكر تبارك وتعالى حال أهل الكفر مع الذي نزل عليه الذكر وهو محمد صلى الله عليه وسلم , وأسأل سؤالاً لا للمسلمين فقط بل للنصارى أيضًا , بل لأهل الأرض أجمعين: ما هو الذكر الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ؟ إنه القرآن الكريم , ثم تحدث الله بعد ذلك عن حفظ ذلك الذكر الذي أخبر الله عنه في الآيات السابقة أنه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم, إذًا ما هو هذا الذكر المقصود في الآيات ؟ أجيبوني يا أهل الأرض , الشقي منكم والسعيد , الكبير منكم والصغير , القوي منكم والضعيف , العالم فيكم والجاهل !

        نعم .. إنه القرآن الكريم , فمن الذي أقحم الكتاب(المقدس) في الآيات ؟ إنه البسيط الذي نعلم يقينًا كذبه وتزيفه للحقائق على مر ردنا عليه !

        وننقل هنا بعض التفاسير التي جاءت في تفسير هذه الآية :

        * تفسير الجلالين ص 338 :
        " (إِنّا نَحْنُ ) تأكيد لإسم إن أو فصل ( نَزّلْنَا الذّكْرَ ) القرآن ( وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) من التبديل والتحريف والزيادة والنقص " .

        * تفسير ابن كثير 4/302 :
        " ثم قرر الله تعالى أنه هو الذي أنزل عليه صلى الله عليه وسلم الذكر وهو القرآن وهو الحافظ له من التغيير والتبديل " .

        * تفسير القرطبي 5/5 :
        " قوله تعالى: {إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ} (الحجر: 9) يعني القرآن. {وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ} من أن يزاد فيه أو ينقص منه. قال قتادة وثابت البُنَانيّ: حفِظه الله من أن تزيد فيه الشياطين باطلاً أو تنقُص منه حقاً فتولّى سبحانه حفظه فلم يزل محفوظاً , وقال في غيره: {بِمَا اسْتُحْفِظُواْ} (المائدة: 44), فوَكَل حفظه إليهم فبدّلوا وغيروا " .

        * تفسير الطبري 7/493-494 :
        " يقول تعالـى ذكره: {إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ} وهو القرآن , {وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ} قال: وإنا للقرآن لـحافظون من أن يزاد فـيه بـاطل مّا لـيس منه, أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه. والهاء فـي قوله: «لَهُ» من ذكر الذكر....وقال قتادة , قوله:{ إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ} قال فـي آية أخرى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت 42 .... فأنزله الله ثم حفظه, فلا يستطيع إبلـيس أن يزيد فـيه بـاطلاً ولا ينتقص منه حقًّا فحفظه الله من ذلك " .

        وقال السعدي : ( إن أفضل أهل الذكر هم أهل هذا القرآن العظيم بإتفاق علماء الأمة ، فإنهم أهل الذكــر علــى الحقيقة وأولى من غيرهـم بهـذا الإســم ولهذا قال تعالى : " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ " أي القرآن الذي فيه ذكر ما يحتاج إليه العبــاد مــن أمور دينهم ودنياهم الظاهرة والباطنة ) ( تفسير السعدي 1/592 ) .



        هل يُعقل أن يتعلم المسيح التوراة المحرفة والإنجيل المحرف ؟!



        يقول البسيط : ( كما أكد القرآن أنه ، المسيح ، جاء مصدقا لما بين يديه من التوراة وأن الله هو الذي علمها له كما علمه الإنجيل " وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (آل عمران:48) ، فهل علمه توراة مزيفة ؟! وهل جاء مصدقاً لتوراة محرفة ؟! والإجابة كلا ومستحيل ) ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 213-214 ) .

        وهكذا يٌتحفنا البسيط بإقرار واضح , أن المسيح عليه السلام لم يتعلم توراة العهد القديم المحرفة , ولم يتعلم تلك الأناجيل المحرفة والمجهولة المصادر , إنما تعلم التوراة من الوحي النقي الصافي الذي لا يقدر أي إنسان أن يحرفه , تعلم بتأييد الروح القدس له , فلا حاجة لكتاب أو صحيفة , كما علمه الله تبارك وتعالى الإنجيل أيضًا بالوحي المنزل عليه , قال تعالى : {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }المائدة110. فعُلم من ذلك قطعًا أن المسيح لم يتعلم توراة العهد القديم ولا أناجيل العهد الجديد , وإنما تعلم التوراة الصحيحة بوحي من الله وكذا الإنجيل , وقد أكد البسيط ذلك في كتابه " الأعظم , مميزات المسيح في جميع الكتب " ص 31 : ( ولد المسيح من بني إسرائيل الشعب الذي فضله الله واصطفاه على العالمين " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ " (آل عمران:33). " وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " (البقرة:132). وأعطاه الله العهد والنبوة وأنعم عليه بنعمته وأيده بالمعجزات وأنزل عليه التوراة والهدى وأورثه الكتاب والحكم والنبوة ) .

        فالله هو الذي علم المسيح بالوحي وتأييد الروح القدس له ولم يتعلم المسيح من صحيفة أو كتاب , فهل يٌعقل أن الله تبارك وتعالى علم عبده المسيح عليه السلام إنجيلاً محرفًا ؟! هل يُعقل أن الله تبارك وتعالى علم عبده المسيح عليه السلام إنجيلاً مذكور فيه أنه - أي المسيح - قد مات وصُلب وقُبر وقام من الأموات ؟! هل يُعقل أن الله تبارك وتعالى علم عبده ورسوله المسيح عليه السلام إنجيلاً مذكور فيه أنه - أي المسيح - قد حضر عرسًا وحول فيه الماء إلى خمر ؟! هل يُعقل أن الله تبارك وتعالى علم عبده ورسوله المسيح إنجيلاً فيه أن شخصًا سيدعى بولس يُرسل قبلاته الحارة إلى النساء العاملات معه في خدمته - أي المسيح - ؟! وهل يُعقل أن الله علم عبده ورسوله المسيح توراة فيها أن الرب الذي يُعلمه يندم ويأمر بالزنى ويطير في الهواء على ظهر ملائكته ويتصارع مع عبده يعقوب فيغلبه الأخير ؟!

        وفي النهاية لا يبقى إلا أن نشكر بسيط البسيط الذي غمرنا بعظيم غبائه , فأثبت لنا بطلان كتابه المقدس من خلال كتابه : " الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه " !



        وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

        تعليق

        • طالب علم مصري
          مشرف قسم النصرانية

          • 2 فبر, 2010
          • 2491
          • باشمهندس
          • مسلم

          #19
          للــــــــــــــرفع
          سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف

          تعليق

          • ثاائر
            1- عضو جديد
            • 28 يون, 2009
            • 51
            • استاذ
            • مسلم

            #20
            سلم الله يمينك

            جهد خارق

            جزاك الله كل خير

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ يوم مضى
            ردود 2
            11 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ يوم مضى
            ردود 0
            8 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 يوم
            ردود 2
            11 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ أسبوع واحد
            ردود 9
            41 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة الفقير لله 3
            بواسطة الفقير لله 3
            ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ أسبوع واحد
            ردود 0
            10 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة الفقير لله 3
            بواسطة الفقير لله 3
            يعمل...