رابعًا : إستحالة تحريف الكتاب المقدس !
من أغرب المقولات التي سمعتها في حياتي وصرت أضرب من العجب كفًا بكف كلما سمعتها هى : (إستحالة تحريف الكتاب المقدس ) ! , ولا أدرى أية أدلة استدل بها صاحب الدعوى لكي يجعل الأمر مستحيلاً ؟!
ومن أهم هذه الأدلة التي يستدل بها أصحاب دعوى ( الإستحالة ) فلا تجد كتابًا يتحدث عن مصداقية الكتاب المقدس إلا وتجد فيه هذه الأدلة المزعومة , هى قولهم : أين ومتى وكيف حُرف الكتاب المقدس ؟!
ونأخذ على سبيل المثال ما كتبه القمص/ يوحنا فوزي في كتابه ص 10:
يقول القمص / يوحنا فوزي : ( الإدعاء بتحريف الكتاب لا يستند إلى فاعل معين فمن هم الذين قاموا بالتحريف ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى هدف معين فما هو القصد من التحريف ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى زمن محدد فمتى حدث هذا التحريف ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى مكان معين فأين حدث هذا التحريف ؟ والنتيجة أن هذه التهمة تسقط من تلقاء نفسها مادام لا يسندها أى دليل ) .
أتعلمون من أشعل الفتيل ليحرق غيره فأحرق نفسه ؟ نعم هذا ما فعله القمص دون أن يدري , وأنا على يقين كامل أن القمص يعلم إجابة تلك الأسئلة !
إن أصحاب دعوى ( الإستحالة ) باستدلالهم بتلك الأسئلة على صحة كتابهم كالذي يلح سائلاً : من الذي قتل القتيل المراق دمه ؟ فهل بعد هذا السؤال يتشكك أحد في أن جريمة القتل لم تقع ؟!
وهل إذا علمنا القاتل أو لم نعلمه أو هل إذا علمنا الهدف من وراء جريمة القتل أو لم نعلمه , هل يشك أحد في عدم وقوع جريمة القتل ذاتها ؟!
القتيل أمامنا وسواء عرفنا القاتل أم جهلناه فالجريمة ثابتة لا محالة ولا يمكن أن يشك أحد في ذلك .
مثال أخر للتوضيح : برج بيزا المائل ... هل جهلك أيها القمص بسبب ميله ومتى حدث هذا الميل ومن المسبب لهذا الميل , هل جهلك بكل هذا ينفي أنه مائل ؟!
إذًا كيف نعرف أن الكتاب محرف بدون معرفة الزمان والمكان والفاعل ؟!
والإجابة على ذلك في الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , قال تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82.
هذه هى القاعدة الإلهية التي نستخدمها لمعرفة إذا كان الكتاب محل البحث من عند الله أم من تأليف البشر , بجانب قاعدة أخرى وهى معرفة سند هذا الكتاب مصداقًا لقول الله تعالى : { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة111 .
ولكن على كل حال فإننا لن نترك لهم منفذًا يلوذون منه إن شاء الله وسوف نجيب على أسئلتهم !
تعليق