كنت أتابع منذ ساعات قليلة فيلماً وثائقياً عن الحياة البرية. حيث يقوم العلماء بدراسة الحيوان البحري المعروف بـ "فيل البحر". وهذا الحيوان (لمن لا يعرفه) هو نسخة مكبرة من كلب البحر أو من الفقمة. إلا أنه يتمتع بأنياب طويلة تتدلى عدة بوصات خارج فمه بما يجعله شديد الشبه بالفيل.
موضوع الفيلم كان عن إحدى المحميات الطبيعية ... جزيرة صغيرة مساحتها عدة كيلومترات مربعة (أربعة أو خمسة على ما أذكر) تلجأ إليها أفيال البحر للتكاثر.
ومهمة فريق البحث كانت إحصاء الحيوانات الموجودة على الجزيرة ..
وهي مهمة تبدو بسيطة ..
ولكنها شديدة الصعوبة!
فأفيال البحر تتلاصق وتتزاحم بأعداد كبيرة في مساحة الجزيرة الضيقة بما يجعل مهمة العد الدقيق في غاية الصعوبة.
فماذا فعل العلماء؟
استخدموا ثلاثة أساليب متوازية ..
1- شخص (أو ربما عدة أشخاص) يقومون بالعد بالطريقة التقليدية. بالاستعانة بعداد ميكانيكي بسيط.
2- التصوير الفوتوغرافي من على الأرض، على أن يتم العد من واقع الصور فيما بعد بالاستعانة بالكمبيوتر.
3- التصوير بالقمر الصناعي، وأيضاً يتم العد من واقع الصور فيما بعد بالاستعانة بالكمبيوتر.
ثم تم مطابقة نتائج الأساليب الثلاثة للتأكد من دقة البيانات.
كل هذا الجهد لإحصاء عدد يتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف من أفيال البحر .. وهي حيوانات ضخمة .. الواحد منها أكبر من خروف العيد، وعلى ذلك فهي واضحة .. يمكن عدها بسهولة.
فماذا لو قرروا (مثلاً) إحصاء قطط الشوارع؟
أو الفئران؟
أو النحل؟
أو النمل؟
أو بعض الكائنات المجهرية؟
أو الأميبا؟
ما حجم الجهد المطلوب لإنجاز هذا العمل العمل الضخم؟
وهل هو ممكن؟
ألا يذكركم ذلك بشئ؟
.
.
.
.
.
.
.
.
بلى ..
فما خلق الله الذي يعجز البشر عن مجرد إحصاء فصيلة واحدة من فصائله، إلا جزء يسير من نعم الله التي لا نملك أن نحصيها، ولا أن نشكر الله عليها حق الشكر، ونحمده حق الحمد مهما فعلنا.
مجرد العد والإحصاء .. مهمة شاقة تحار فيها العقول وتعجز أمامها الإمكانيات المادية والتكنولوجية والعقلية.
موضوع الفيلم كان عن إحدى المحميات الطبيعية ... جزيرة صغيرة مساحتها عدة كيلومترات مربعة (أربعة أو خمسة على ما أذكر) تلجأ إليها أفيال البحر للتكاثر.
ومهمة فريق البحث كانت إحصاء الحيوانات الموجودة على الجزيرة ..
وهي مهمة تبدو بسيطة ..
ولكنها شديدة الصعوبة!
فأفيال البحر تتلاصق وتتزاحم بأعداد كبيرة في مساحة الجزيرة الضيقة بما يجعل مهمة العد الدقيق في غاية الصعوبة.
فماذا فعل العلماء؟
استخدموا ثلاثة أساليب متوازية ..
1- شخص (أو ربما عدة أشخاص) يقومون بالعد بالطريقة التقليدية. بالاستعانة بعداد ميكانيكي بسيط.
2- التصوير الفوتوغرافي من على الأرض، على أن يتم العد من واقع الصور فيما بعد بالاستعانة بالكمبيوتر.
3- التصوير بالقمر الصناعي، وأيضاً يتم العد من واقع الصور فيما بعد بالاستعانة بالكمبيوتر.
ثم تم مطابقة نتائج الأساليب الثلاثة للتأكد من دقة البيانات.
كل هذا الجهد لإحصاء عدد يتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف من أفيال البحر .. وهي حيوانات ضخمة .. الواحد منها أكبر من خروف العيد، وعلى ذلك فهي واضحة .. يمكن عدها بسهولة.
فماذا لو قرروا (مثلاً) إحصاء قطط الشوارع؟
أو الفئران؟
أو النحل؟
أو النمل؟
أو بعض الكائنات المجهرية؟
أو الأميبا؟
ما حجم الجهد المطلوب لإنجاز هذا العمل العمل الضخم؟
وهل هو ممكن؟
أم أنه مستحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـل؟
ألا يذكركم ذلك بشئ؟
.
.
.
.
.
.
.
.
بلى ..
بالحديث الذي ترويه جويرية بنت الحارث:
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح ، وهي في مسجدها . ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة . فقال " ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ " قالت : نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم " لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات . لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته"
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح ، وهي في مسجدها . ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة . فقال " ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ " قالت : نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم " لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات . لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته"
الراوي: جويرية بنت الحارث - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح
وبقوله تعالى في الآية 18 من سورة النحل:
وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
فما خلق الله الذي يعجز البشر عن مجرد إحصاء فصيلة واحدة من فصائله، إلا جزء يسير من نعم الله التي لا نملك أن نحصيها، ولا أن نشكر الله عليها حق الشكر، ونحمده حق الحمد مهما فعلنا.
مجرد العد والإحصاء .. مهمة شاقة تحار فيها العقول وتعجز أمامها الإمكانيات المادية والتكنولوجية والعقلية.
فماذا عن الخلق؟
وماذا عن التدبير؟
وماذا عن التسخير؟
وماذا عن التوازن الدقيق الذي لو اختل لذهبت الأرض بمن عليها؟
وماذا عن التدبير؟
وماذا عن التسخير؟
وماذا عن التوازن الدقيق الذي لو اختل لذهبت الأرض بمن عليها؟
فسبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
تعليق