تعليقات الأعضاء علي حوار ( علم الرجال......)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

م /الدخاخني مسلم اكتشف المزيد حول م /الدخاخني
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 6 (0 أعضاء و 6 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المهندس زهدي جمال الدين
    12- عضو معطاء

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 3 ديس, 2006
    • 2169
    • مسلم

    #31
    حفص بن سليمان القارئ



    مقدمة هامة
    كنت قد تناولت(منهج البحث التاريخي) عند توضيحي للأخ باحث سلفي على اعتراضه عن بعض ما كتبت ولازلت وذلك في دراستي المعنونة بـ (منهج تدوين الحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية العطرة)، والذي لم انته منها بعد.
    ولا بأس من إعادة بعض ما كتبت كتقدمة لمشاركتي في هذا الموضوع وإن كنت لا أضف جديداً على ما تفضل به الإخوة الأجلاء علماء المنتدى حفظهم الله ورعاهم من كل سوء.
    منهج البحث التاريخي
    إن منهج البحث التاريخي منهج استردادي يقوم بحركة معاكسة للتاريخ وذلك بهدف استعادة مجرى أحداث التاريخ الماضية ذهنياً والاهتداء إلى الواقعة التاريخية التي اختفت والتثبت منها واسترجاعها بطريقة فكرية صرفه ، ويتم ذلك بضرب من تركيب أو إنشاء الواقعة التاريخية بالاعتماد على الآثار التي خلفتها أحداث الماضي .

    إذن نقطة البدء في المنهج التاريخي هي الوثائق أي الآثار المادية التي تركتها الوقائع، وهذه الآثار تنقسم إلى نوعين:

    1 ـ الآثار والأشياء المصنوعة.

    2 ـ الآثار الكتابية التي قد تكون وصفاً لحادث تاريخي، أو قد تكون رواية عينية لهذا الحادث التاريخي، وهذا النوع من الوثائق هو الذي يهمنا من منهج البحث في كافة الدراسات التي قمنا بها والمتعلقة بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والكتاب المقدس .
    ونقطة البدء في المنهج التاريخي هي الوثائق، والوثائق التي تهمنا في هذا البحث هي الوثائق الكتابية والتي تنقسم إلى قسمين:

    روايات مباشرة وضعها مؤلف الوثيقة بنفسه :

    ولكن هذا وحده لا يكفي ليدلنا على صحة الوثيقة بل علينا أن ننظر في الأحوال التي وضعت فيها الوثيقة والظروف التي أحاطت بالمؤلف سواء أكانت هذه الظروف والأحوال خارجية عامة أم كانت ظروفاً شخصية متصلة بالمؤلف نفسه ، هذا إذا كان مؤلف الوثيقة كان قد عاين الحادث مباشرة وجاءتنا روايته مباشرة ، أما إذا لم يكن قد عاين الحادث، بل كانت روايته عن أخر عاينها أو قد ضم أخباراً متفرقة عن مخبرين متنوعين لتكوين أخبار عن حادث معين فإنه في هذه الحالة يكون قد قدم لنا وثائق غير مباشرة ، وأكثر المؤرخين إنما يسيرون على هذا الأساس ، فقليل من المؤرخين هم الذين شاهدوا الأحداث التاريخية، وقليل من المؤرخين هم الذين استطاعوا أن يبلغوا مرتبه واحدة فيما بين الحادث الأصلي وبينهم هم أنفسهم ، وهنا يتعين علينا أن نلجأ إلى طريقة أخرى وهي طريقة التسلسل .

    طريقة التسلسل :

    ويقصد بطريقة التسلسل أي محاولة التسلسل فيما بين الرواة المتوسطين حتى نصل إلى الراوي الأصلي الذي يكون قد عاين الحادث ، فإذا استطعنا أن نبلغه تمكنا حينئذ من أن نحدد الرواية من حيث قيمتها الحقيقية على وجه التقريب ، كما هي الحال تماما إذا كانت الرواية مباشرة وعند هذه النقطة نتبع منهجاً مشتركا في دراسة الرواية المباشرة وغير المباشرة حيث أننا قد وصلنا إلى الراوي الأصلي ، فننظر في هذا الراوي من حيث أمانته ودقته والظروف التي وجد بها ، ولكن معرفة ذلك عسيرة وتبلغ في أكثر الأحيان درجة الاستحالة ولا نكاد نجد لها شبيها في أي علم من العلوم إلا في حالة واحدة فقط ، تلك الحالة هي التي اختص بها الحديث الشريف فهي الحالة الوحيدة والفريدة التي وردت برواياتها راوٍ عن راوٍ حتى نصل إلى الشاهد الحقيقي في عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وهو الصحابي الجليل الذي استمع مباشرة من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ونقله إلى من خلفه وهذا بدوره نقله إلى من يليه حتى تم تدوينه .

    فالخطوة الأولى في المنهج التاريخي هي خطوة البحث عن الوثائق ، فعلينا أن نجمع كل ما يمكن جمعه من الوثائق المتعلقة بعصر من العصور أو بحدث من الأحداث أياً كان نوع هذه الوثائق ومن أي مصدر كانت ، سواء أكانت هذه الوثائق كتابية أو رواية عينية أو شفهية.

    إذا انتهت هذه الخطوة أمكن للعلماء أن يعنوا بهذه الوثائق ويقوموا على دراستها ليستطيعوا عن طريق النقد المنهجي أن يصلوا إلى الأحداث التاريخية أو النصوص الأصلية كما وقعت وكما قيلت بكل دقة.
    فعلينا إذن كخطوة أولى أن نضم كل الوثائق المتعلقة بشيء ما سواء أكانت حدثاً أم كتاباً.

    فإذا تحرينا نفس المنهج عند الحديث عن الكتاب المقدس فكيف يكون..
    نحن لا ننكر الجهود الضخمة التي بذلت لتدوين تاريخ بني إسرائيل من خلال كتابهم الذي وضعوه بأيديهم وأضفوا عليه قداسة خاصة ونعتوه بألفاظ أقل ما يقال فيها أن كل حرف بل كل نقطة من أسفار العهد القديم قد دونت بوحي من الله تعالى، هم يقولون هذا ونحن لا نعرف سندا لذلك القول، فمن الذي قاله هل هو نبي مرسل أم حبر من الأحبار، لا نعرف رداً ولا علماؤهم يحرون جواباً بل إن أسفار العهد القديم وهي الوثائق التي تحت أيدينا فهي إما أن تكون روايات مباشرة وضعها مؤلف الوثيقة نفسه ولا نملك أن ننكرها ويتعين علينا معرفة الظروف والأحداث التي أحاطت بالمؤلف لنطمئن من صحة تدوين الوثيقة فإذا انعدمت تلك الظروف فإن ذلك يجعلنا نعيد النظر ألف مرة ومرة في هذه الوثيقة، هذا في حالة ما إذا عاين المؤلف الحادث مباشرة وجاءتنا روايته مباشرة، ولكننا نفاجأ في وثائق العهد القديم بأن الراوي يذكر روايته عن راو أخر قد عاين الحدث وراح يحدث عنه الأمر الذي يجعله يقدم لنا وثيقة غير مباشرة مما يضطرنا إلى اللجؤ لسلسلة الرواة المتوسطين بين راوي الحدث والراوي الأصلي له والذي يكون قد عاين الحدث لأن ذلك اللجؤ يمكننا من تحديد الرواية وذلك من حيث قيمتها الحقيقية كما لو كانت الرواية مباشرة، لأننا بالوصول إلى الراوي الأصلي يمكننا عندئذ النظر فيه من حيث أمانته ودقته وعدالته والظروف التي وجد فيها ومر بها الأمر الذي يجعلنا نطمئن لصدق الحدث.
    وهذا الأمر لا تجده إلا في الحديث الشريف وهو ما يفتقر إليه الكتاب المقدس وهذا وحده دليل كاف لهدم نظرية إلهامية الكتابة.
    يقول القس صموئيل حبيب مشرقي راعي الكنيسة الخمسينية بالقاهرة يقر في كتابه " الكتاب المقدس يتحدى مشاكل الاعتراضات " ص 43 ما نصه:{ هيمن الوحي على كل كلمة فيه، بل حدد لكل حرف مكانه }.
    ويقول الدكتور القس منيس عبد النور رئيس الطائفة الإنجيلية بالقاهرة في كتابه " شبهات وهمية حول الكتاب المقدس " ص 264 ما نصه : { التاريخ المقدس منزه عن الخطأ وهذا يستلزم الإلهام لأن البشر يخطئون في أقوالهم وكتاباتهم ، فيثبت إذن أن الكتب التاريخية المقدسة كُتبت بإلهام الروح القدس } .
    فعلى أي أساس بنيا قوليهما؟..
    والذي ينظر إلى( تاريخ الطبري) للإمام أبو جرير الطبري يجده يتبع ذلك المنهج عند روايته للأحداث، حيث أنه يهتم بسلسلة رواة الحدث أو سند الحدث نفسه، فعن راوٍ وعن راوٍ وهكذا بالعنعنة حتى يصل إلى الحدث الأول نفسه ثم يذكر الحدث بعد ذلك وعليه فإن هذا المنهج الذي نقول به ليس بدعاً من القول وإنما هو موجود ومعمول به بالفعل ويعمل به علماء المسلمين اليوم بعد أن سطره علماؤهم بالأمس، وهذا المنهج أدعى ما يكون عند الحديث عن كتاب يدعي أصحابه أنه منزل من عند الله سبحانه وتعالى، فالمتن الذي بين أيدينا يفتقر إلى تسلسل السند مما يفقده قيمته ويجعلنا لا نُعوّل عليه، لأنه كيف يتأتى لنا النقد الداخلي أو النقد الباطن للرواية والذي يقوم ويعتمد على امتحان الرواة المكونين لسلسلة السند الطويلة لأن الرواة المتوسطون بين الحامل الحالي للنص وبين الأصل المنقول عنه النص يجب وضعهم تحت مجهر دقيق للتحقق مما قاموا به منذ بداية سماعهم للنص حتى نقلهم له لمن هو بعدهم وفقاً لمعايير دقيقة يجب أن يتحلوا بها وذلك من حيث أمانتهم في الرواية من جهة ومن حيث دقتهم في الرواية من جهة أخرى بالإضافة أهلية التحمل والأداء والسماع المباشر والعدالة والضبط والأمانة والنزاهة في العلم والدقة في البحث.
    ويزداد الأمر سوءاً وتعقيداً إذا عرفنا أن النصوص التي بين أيدينا مختلف فيها بين طوائف الملة الواحدة ولقد أجملت أكثر من ألف(1000) اختلاف بين النصوص المقدسة وأفردت لها فصلاً منفصلاً في كتابي صيحة الحق.
    وهذا الجزء من الدراسة بالذات استغرق العمل فيه أكثر من عشرين سنة متواصلة..أفند فيه كتاب الدكتور القس منيس عبد النور صفحة صفحة بالحجج والأدلة والبراهين الدامغة وكنت أبعث إليه ما أكتب أولاً بأول..ومثله مع القس صموئيل حبيب مشرقي..وكلاهما من كنيستين مختلفتين ..زد على هذا محاوراتي مع مدير المركز الدولي للتبشير بلندن والذي أمدني بكتب ومراجع بالمجان وكلها طعون في الإسلام وبحمد الله وتوفيقه رددت عليها كلها..وهو كاثوليكي المذهب..
    وهنا تكمن المشكلة أمام الباحث المنصف..
    فنسخة الكتاب المقدس الكاثوليكية تختلف كلياً عن نسخة البروتستانت تختلف عن نسخة الأرثوذكس، فعلى أي نسخة يعتمد الباحث المنصف إذا ما تناول دراسة المتن للكتاب المقدس ؟ .
    بعد هذه المقدمة، أقول لأنصاف المتعلمين من الأفاضل الذين ينتسبون لدين السيد المسيح، والذي سيتبرأ منهم بإذن الله تعالى على ما حرفوا وبدلوا من بعد مماته عليه السلام، ونسأل الله لهم الهداية قبل فوات الأوان.
    فأين تكمن المشكلة؟..
    إنها تكمن في طبيعة الخلط بين حفص المنقري البصري، وحفص المقرئ الكوفي.
    وذلك على النحو الوارد تفصيلاً كالآتي:

    1ـ نقل محمد بن سعدالبصرينزيل بغداد ، كاتب الواقدي ، ( ت 230 ھ ) وأحمد بن حنبل البغدادي ( ت 241ھ)عن يحيى بن سعيد القطان البصري ( ت 168ھ ) رواية عن شعبة بن الحجاج تتعلق بحفص بن سليمان المِنْقَرِيِّ البصري ، لكنها نُسبت بعد ذلك إلى حفص بن سليمان الأسدي القارئ الكوفي الأصل ، راوية عاصم .
    ذكرابن سعد في كتاب الطبقات مَننزل البصرة مِن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –ومَن كان بها بعدهم من التابعين وأهل العلم والفقه ، وذكر في الطبقة الرابعة منهم:
    (( حفص بن سليمان مولى لبني مِنْقَر ، ويكنى أبا الحسن، وكان أعلمهم بقول الحسن ، قال يحيى بن سعيد ، قال شعبة : أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ عليَّ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها) ھ. [(الطبقات الكبرى) / لكاتب الواقدي محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري (ت23 ھ) / تـ . جماعة من المستشرقين الألمان / ط ـ 1 (1903 ھ) / (مصورة) دار صادر ـ بيروت.].
    وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : (حدثني أبي، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول : عطاء بن أبي ميمون مات بعد الطاعون ، وكان يرى القَدَرَ ، وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل ، فأخبرني شعبة قال : أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ،وكان يأخذ كتب الناس فينسخها).[(العلل ومعرفة الرجال) / للإمام أحمد بن حنبل (241 ھ) [ رواية عبد اللَّه بن أحمد ] / تـ . د . وصي اللَّه عباس / المكتب الإسلامي ـ بيروت / دار الخاني ـ الرياض / ط ـ 1 (1408 ھ ـ 1988م).].
    ولايخفى على القارئ أن حفص بن سليمان المذكور في قول شعبة هو المنقري ، وليس حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءةعاصم ، لكن بعض العلماء نقل هذا القول في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي بعد ذلك، وصاردليلاًعلى ضعفه في الحديث .
    واستقرت هذه الرواية في ترجمة حفص بنسليمان الأسدي القارئ بعد ذلك ، ولم يتنبه المؤلفون إلى أنها رواية بصرية تخص أحدرواة الحديث من البصريين .
    مع العلم أن البخاري وهو من أئمة الحديث كان يعي تمامًا التفريق بين المنقري البصري، والأسدي الكوفي.
    فقد فرق بينهما في (الأوسط) [التاريخ الأوسط (2/24).] فقال: قال يحيى مات عطاء بن أبي ميمونة بعد الطاعون، وكان يرى القدر، وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل.

    وقال: في موضع آخر[التاريخ الأوسط (2/184).]:
    حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي، وهو حفص بن أبى داود، هو القارئ عن عاصم وعلقمة بن مرثد سكتوا عنه... قال وأما حفص بن سليمان المنقري البصري، ثقة، قديم الموت. )...[ (التاريخ الأوسط) / للإمام أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري (256 ھ) / تـ . محمد بن إبراهيم اللحيدان/ دار الصميعي ـ الرياض/ ط ـ 1 (1418 ھ ـ 1998م).].

    وفي التاريخ الكبير (2/363) ترجم لهما فقال:
    2764 ـ حفص بن سليمان البصري المنقري عن الحسن روى عنه حماد بن زيد والتميمي يقال مولى بني منقر قال يحيى مات قبل الطاعون بقليل ومات عطاء بن أبي ميمونة بعد الطاعون. ...
    2767 ـ حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر القارئ عن علقمة بن مرثد وعاصم تركوه، وهو حفص بن أبي داود الكوفي. ا ھ.
    (التاريخ الكبير) / للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (256 ھ) / تـ . محمود إبراهيم زائد/ دار الوعي ـ حلب / ط ـ 1 (1404 ھ ـ 1984م).

    2ـ ولقد ذكرت كتب التراجم عدة أشخاص من رواة الحديث باسم حفص بن سليمان ، عاشوا في القرن الثاني ، ذكرالبخاري منهم في كتابه التاريخ الكبير أربعة، هم :
    أ . حفص بن سليمان البصري المنقري ، عن الحسن .
    ب . حفص بن سليمان الأزدي ، روى عنه خليد بن حسان .
    ج . حفص بن سليمان ، سمع معاوية بن قرة عن حذيفة ، مرسل ...
    د . حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر القارئ ...
    ومن المعروف أن الفصل بين الرواة المتشابهين من دقائق علم الرجال، وكم زلت أقدام الكبار في الخلط بين المتفقين والمفترقين من كبار النقاد خاصة المصنفين منهم: كابن عدي، والدار قطني، وابن الجوزي، وغيرهم.. ولذا كان التمييز بين الرواة من الجوانب التي أوليت عناية تامة عند المصنفين في علم الرجال.
    وكذلك أولاها المتأخرون عنايتهم فمن أشهر من اهتم بهذا اللون من التراجم المزِّي (رحمه اللَّه) في كتابه (تهذيب الكمال) حيث تتبع رواة التمييز وأفردهم بتراجم عقب التراجم الأصلية، ثم تبعه على هذا النهج الذهبي، ومُغلطاي، وابن حجر، وغيرهم.
    نشرع في فحص أحوال هؤلاء الرواة ونرى من منهم يشتبه بحفص بن سليمان القارئ.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:45 م.

    تعليق

    • المهندس زهدي جمال الدين
      12- عضو معطاء

      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 3 ديس, 2006
      • 2169
      • مسلم

      #32
      فأولهم


      حفص بن سليمان المنقري التميمي البصري. أبو الحسن.



      يقال: مولى بني منقر
      قال ابن سعد في الطبقات (7/256): (مولى لبني منقر ويكنى أبا الحسن).].
      روى عن: الحسن البصري، وعطاء بن أبي ميمونة[الأوسط للطبراني (5: 290/ برقم 5343).] ، وأبي بردة بن أبي موسى[الأوسط للطبراني (5: 299/ برقم 5370).] ، وأبي العالية[تقدمة المعرفة (ص260).] ، وحفصة بنت سيرين[سنن الدارقطني (1: 169/ برقم 32).].
      روى عنه: بسطام بن حريث، وحماد بن زيد[سنن الدارقطني (1: 166/ برقم 15).] ، وسعيد بن عامر[شعب الإيمان (7/378).] ، والربيع بن عبد الله بن خطاف[العلل رواية عبد الله (3: 377/ برقم 5658).] ، وروح بن عطاء بن أبي ميمونة[الأوسط للطبراني (5: 290/ برقم 5343).] ، وعبيد الله بن الوليد الوصافي[الدعاء للطبراني برقم (474).] ، ومعمر بن راشد[الجامع (11: 83/ برقم 19985).] ، وهارون الأعور[تفسير بن أبي حاتم (4/1310).] ، وهشام بن حسان البصري[المصنف لابن أبي شيبة (4: 427/ برقم 21772).].
      قال ابن سعد: كان أعلمهم بقول الحسن[الطبقات (7/256).].
      وقال ابن معين: ثقة[تاريخ أسماء الثقات رقم (291).
      وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: لا بأس به هو من قدماء أصحاب الحسن[الجرح (3/173).].
      وقال البخاري: ثقة قديم الموت[التاريخ الأوسط (2/184)].
      وقال ابن حبان في (الثقات)[ الثقات (6/195).]: ثبت.

      وقال في (مشاهير علماء الأمصار)[ المشاهير برقم (1213).]: من المتقنين.
      ووثقه النسائي[الميزان (1/559) ، التهذيب (2/346).]. واختاره ابن حجر[التقريب برقم (1406).].
      قال يحيى مات حفص بن سليمان المنقري قبل الطاعون بقليل[التاريخ الأوسط للبخاري (1/462).] يعني سنة (130) كما نص عليه ابن حبان[انظر لترجمته التاريخ الكبير (2/363)، المجروحين (3: 173/ برقم 743)، الثقات (6/195)، المشاهير برقم (1213)، تهذيب الكمال (7/16)، تهذيب التهذيب (2/346).].
      هذا الراوي يشتبه بحفص بن سليمان القارئ من حيث الاتفاق في الاسم واسم الأب، ويشتبه معه في النسبة فـ(المقرئ) و(المنقري) مما يتشابه في الرسم وعلى هذا النوع بنى الحافظ الخطيب كتابه الشهير (تلخيص متشابه الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم)[ حققته المرأة الفاضلة سكينة الشهابي وطبعته المتداولة في مجلدين كبيرين، نشرته طلاس للدراسات والترجمة بدمشق سنة (1985م).].
      وقد سبقهما ابن حبان بالتنبيه على الفرق بينهما في (الثقات)[ الثقات (6/195).].
      ولو بقي الأمر عند حدود الاتفاق لكان الأمر يسيرًا لأن حفص المنقري قديم يعد في طبقة شيوخ المقرئ، ولكن التشابه في النسبة هو الذي سبب هذا الإشكال.

      المراجع المستشهد بها في هذا القسم هي:
      1ـ (الطبقات الكبرى) / لكاتب الواقدي محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري (ت23 ھ) / تـ . جماعة من المستشرقين الألمان / ط ـ 1 (1903 ھ) / (مصورة) دار صادر ـ بيروت.
      2ـ (الضعفاء الصغير) / للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (256 ھ) / تـ . محمود إبراهيم زائد/ دار الوعي ـ حلب / ط ـ 1 (1404 ھ ـ 1984م).

      3ـ (شعب الإيمان) / لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458 ھ) / تـ . أبي هاجر محمد السعيد زغلول / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1410 ھ ـ 1990م).
      4ـ (سنن الدارقطني) / للحافظ الكبير علي بن عمر الدارقطني (385 ھ) / [ ومعه التعليق المغني على الدارقطني) / للعلاَّمة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي ] / تـ . السيد عبد اللَّه هاشم يماني / دار المعرفة ـ بيروت.
      5ـ (الثقات) / للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي (354 ھ) / تـ . محمد عبد الرشيد كامل (وغيره)/ دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1403 ھ ـ 1983م).
      6ـ (الجامع) / للإمام أبي عروة معمر بن راشد البصري (153 ھ) / رواية عبد الرزاق بن همام الصنعاني (211 ھ) / تـ . حبيب الرحمن الأعظمي / المكتب الإسلامي ـ بيروت / ط ـ 3 (1403هـ ـ 1983م).
      7ـ (الدعاء) / للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360 ھ)/ تـ. مصطفى عبد القادر عطا/ دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1 (1413 ھ).
      8ـ (التاريخ الأوسط) / للإمام أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري (256 ھ) / تـ . محمد بن إبراهيم اللحيدان/ دار الصميعي ـ الرياض/ ط ـ 1 (1418 ھ ـ 1998م).
      9ـ (تهذيب التهذيب) / للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ)/ دار الفكر ـ بيروت/ ط ـ 1 (1404 ھ ـ 1984م).

      10ـ (تهذيب الكمال في أسماء الرجال)/ للحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجَّاج يوسف المزي (742 ھ) /تـ . د . بشار عواد / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 4 (1406 ھ ـ 1985م).
      10ـ (تاريخ أسماء الثقات) / للحافظ أبي حفص عمر بن شاهين (385هـ) / تـ . صبحي السَّامرَّائي / الدار السلفية ـ الكويت / ط ـ 1 (1404 ھ ـ 1984م).
      11ـ (العلل ومعرفة الرجال) / للإمام أحمد بن حنبل (241 ھ) [ رواية عبد اللَّه بن أحمد ] / تـ . د . وصي اللَّه عباس / المكتب الإسلامي ـ بيروت / دار الخاني ـ الرياض / ط ـ 1 (1408 ھ ـ 1988م).

      12ـ (تقدمة المعرفة للجرح والتعديل) / للحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (327 ھ) / تـ . العلاَّمة عبد الرحمن بن يحيى اليماني (1383 ھ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1373 ھ).
      13ـ (مشاهير علماء الأمصار) / للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي (354 ھ) / تـ . م . فلايشهمر / (مصورة) م . ابن الجوزي ـ الهفوف.
      14ـ (المعجم الأوسط) / للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360 ھ) / تـ . د . محمود الطحان / م . المعارف ـ الرياض / ط ـ (1405 ھ ـ 1985م) , 1415 ھ ـ 1995م).
      15ـ (تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول اللَّه والصحابة والتابعين) / للإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي (327هـ) / تـ . أسعد محمد طيب / م . نزار مصطفى الباز ـ مكة المكرمة / ط ـ 1 (1407هـ ـ 1997م).


      وثانيهم


      حفص بن سليمان الأزدي.


      حديثه مرسل.
      روى عنه: خليد بن حسان.
      ذكره ابن حبان في [الثقات(6/197)].
      المراجع:
      1ـ (الثقات) / للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي (354 ھ) / تـ . محمد عبد الرشيد كامل (وغيره)/ دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1403 ھ ـ 1983م).
      2ـ [ انظر لترجمته التاريخ (التاريخ الأوسط) / للإمام أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري (256 ھ) / تـ . محمد بن إبراهيم اللحيدان/ دار الصميعي ـ الرياض/ ط ـ 1 (1418 ھ ـ 1998م). (2/363).].

      وثالثهم


      حفص بن سليمان. ويقال: سليمان بن حفص .



      يعد في البصريين[الجرح (3: 174/ برقم 745).].
      روى عن: معاوية بن قرة[المصنف لابن أبي شيبة (2: 21/ برقم 5990)..
      روى عنه: عيسى بن يونس[المصنف لابن أبي شيبة (2: 21/ برقم 5990).].
      المرجع:
      1ـ (الجرح والتعديل) / للحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (327هـ) / تـ . العلاَّمة عبد الرحمن بن يحيى اليماني (1383 ھ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1373 ھ).
      2ـ (المصنف) / للإمام الحافظ أبي بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة (235 ھ) / تـ . كمال يوسف الحوت / دار التاج ـ بيروت / ط ـ 1 (1409 ھ ـ 1989م).

      ورابعهم


      هو حفص بن سليمان الأسدي[نسبه تلميذه الحسن بن أعين الحراني].



      انظر سنن الدارقطني (3: 301/ برقم 206)، والسنن الكبير (2: 243/ برقم 3130).] أبو عمر البزاز الكوفي القارئ [كناه تلميذه محمد بن الحسن الأسدي. انظر الأوسط للطبراني (2: 163/ برقم 1583).والبزاز: نسبة لبيعه البز. ذكر هذا ياقوت في معجم الأدباء (3: 225/ برقم 367). [جمع له بين الاسم والكنية وهذه النسبة تلميذه يسرة بن صفوان. انظر فوائد تمام (1: 40/ برقم 78).] .
      ويقال له الغاضري[ نسبه تلميذه محمد بن بكار بن الريان. انظر الصغير للطبراني (1: 170/ برقم 267). والموضح للخطيب (2/18).].
      ويعرف بحفيص، وهو حفص بن أبي داود[ سماه بهذا أبو الربيع الزهراني. انظر السنن الكبير (7: 136/ برقم 13560).
      وقال البخاري في التاريخ الكبير (2/363)، والأوسط (2/184) وللفظ منه: ((حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي كوفي، وهو حفص بن أبي داود، أراه هو القارئ)).
      صاحب عاصم بن أبي النجود في القراءة، وابن امرأته وكان معه في دار واحدة[ نص عليه الخطيب في تاريخه (8/186).].
      وقيل في نسبه: حفص بن سليمان بن المغيرة[ ذكره الخطيب في تاريخه (8/186) ، وفي موضح أوهام الجمع والتفريق (2/18)، وتبعه من بعده.. وكان مصدره في ذلك الدارقطني في الضعفاء والمتروكين برقم (170) حيث قال فيه: حفص بن سليمان بن المغيرة، هو القارئ، وهو حفص بن أبي داود، سليمان كنيته أبو داود، وقال في (الغرائب والأفراد) كما في أطرافه (3: 421/ برقم 3127) إذ قال: ((حفص بن أبي داود، وهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقرئ، صاحب عاصم في القراء)).

      روى عن: أبان بن أبي عياش[المحلى (8:372) ويرى ابن حزم أنه أبان بن يزيد الرقاشي.] ، إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وأيوب السختياني[الكامل (2/382).] ، وثابت البناني[الكامل (2/382).] ، ثور بن عبد الله الهمداني[تاريخ دمشق (44/ 365).] ، وحماد بن أبي سليمان، وحميد الخصاف، وخالد بن سلمة[تاريخ دمشق (46/12). انظر معجم الصحابة لابن قانع (2/213).] ، وزيد بن أسلم[الغرائب والأفراد للدارقطني (أطرافه) (3: 207/ برقم 2436).] ، وسالم الأفطس، وسماك بن حرب[الأوسط للطبراني (5: 220/ برقم 5138).] ، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله[المستدرك (1: 680/ برقم 1848).] ، وعاصم بن أبي النجود[الأوسط للطبراني (1: 10/ برقم 19).] ، وعاصم الأحول، وعامر بن كليب[جامع البيان للطبري (6/127).] ، وعبد الله بن يزيد النخعي[ الثقات (7/11).] ، وعبد العزيز بن رفيع[الأوسط للطبراني (4: 64/ برقم 3618).] ، عبد الملك عمير[الكبير للطبراني (10: 176/ برقم 10371).] ، وأبي حَصين عثمان بن عاصم[ فوائد تمام (1: 40/ برقم 78).] ، وعلقمة بن مرثد[ مسند الشهاب (1: 306/ برقم 511).] ، وعمر بن ذر[الإصابة (8/302).] ، وعمرو بن مرة الكوفي الأعمى[ المعجم الكبير للطبراني (10: 144/ برقم 10260).] ، وغيلان (هو ابن جامع)[ طرق من كذب علي متعمدًا للطبراني برقم (63).]، وقيس بن مسلم[الأوسط للطبراني (4: 64/ برقم 3617).] ، وكثير بن زاذان (ت[الجامع للترمذي (5: 171/ برقم 2905).] ق)، وكثير بن شنظير [ السنن لابن ماجه (1: 81/ برقم 224).]، والكميت بن زيد الأسدي[سنن الدارقطني (3: 301/ برقم 206).] ، وليث بن أبي سليم[الأوسط للطبراني (3: 351/ برقم 3376).] ، ومحارب بن دثار[الأوسط للطبراني (1: 195/ برقم 621).] ، ومحمد بن جحادة[المطالب العالية (4: 255/ برقم 543).] ، ومحمد بن سوقة[جامع البيان للطبري (2: 633).] ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى[المعجم الكبير للطبراني (11: 148/ برقم 11320).] ، ومنصور بن حيان[الأوسط للطبراني (3: 222/ برقم 2979).] ، وموسى بن أبي كثير يعرف بموسى الكبير[الكامل (2/382).] ، وموسى الصغير[تهذيب الكمال (29/152).] ، والهيثم بن حبيب الصراف[الكامل (2/281).] ، وهلال بن عقاب[الثقات (7/576). وهو التالي اختلفوا في اسمه.] ، والهيثم بن عقاب[الأوسط للطبراني (5: 28/ برقم 4582).] ، ويزيد بن أبي زياد، ويزيد بن عبد الرحمن[الكبير للطبراني (8: 261/ برقم 8014).] ، وأبي إسحاق السبيعي[تاريخ بغداد (13/153).] ، وأبي إسحاق الشيباني[معجم الصيداوي (ص228).] ، وأبي رجاء الشامي[تاريخ دمشق (22/416)، (57/81).] ، شيخ من أهل المدينة[المطالب العالية (9: 394/ برقم 2006).].

      وروى عنه:أحمد بن عبدة الضبي، وأحمد بن الفرج الجشمي المقرئ[ الإكمال لابن ماكولا (3/10).] ، وآدم بن أبي إياس[تاريخ دمشق (6/39).] ، وأبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني[الأوسط للطبراني (5: 220/ برقم 5138).] ، إسماعيل بن عمرو البجلي[الواهيات لابن الجوزي (1: 68/ برقم 64).] ، وبكر بن بكار[الكامل (2/382).] ، وجعفر بن حميد الكوفي[تهذيب الكمال (5/20).] ، وحامد بن آدم المروزي[الأوسط للطبراني (8: 37/ برقم 7888).] ، والحسن بن سعيد بن عثمان الخراز الكوفي[تاريخ دمشق (44/365).] ، والحسن بن محمد بن أعين[سنن الدارقطني (3: 201/ برقم 206).] ، وأبو عمر حفص بن عبد الله الحلواني الضرير[الكامل (2/382).] ، وحفص بن غياث، وداود بن مهران[تاريخ دمشق (22/416).] ، وسعد بن محمد بن الحسن بن عطية[تاريخ دمشق (23/282).] (والد محمد بن سعد العوفي)، وسليمان بن داود أبو الربيع الزهراني[لمحلى (9/201).] ، وسليمان بن داود الشاذكوني[علل الدارقطني (3/202).] ، وسليمان بن النعمان الشيباني[الأوسط للطبراني (1: 195/ برقم 621).] ، وسهل بن حماد[الكبير للطبراني (10: 15/ برقم 9792).] ، وصالح بن مالك الأزدي الخوارزمي[الدعاء للطبراني برقم (1122).] ، وصالح بن محمد الترمذي[الغرائب والأفراد للدارقطني (4: 339/ برقم 4421).] ، وأبو شعيب صالح بن محمد القواس، (وهو ممن روى عنه القراءة)، والصباح بن سهل المدائني[تاريخ دمشق (46/12). انظر معجم الصحابة لابن قانع (2/213)] ، وعبد الله بن السري الأنطاكي[تهذيب الكمال (15/14).] ، وعبد الرحمن بن حماد الطلحي[المستدرك (1: 680/ برقم 1848).] ، وعبد الرزاق (هو ابن همام الصنعاني)[ السنن الكبير للبيهقي (5: 246/ برقم 10054).] ، وأبو الوليد عبد السلام بن سهل البصري الدمشقي[تاريخ جرجان (1/316).] ، وعبد الصمد (هو ابن النعمان البزاز)[ تاريخ دمشق (30/177).] ، وعبد الغفار بن الحكم[معجم الشيوخ الصيداوي (ص228).] ، وعبد الملك بن مسلمة[ فتوح مصر (ص122).] ، وعبيد الله بن موسى[أمالي المحاملي برقم (225). ، وعبيد بن الصباح بن أبي سريج النهشلي الخزاز، وعثمان بن حصن القرشي[تاريخ دمشق (38/324).] ، وعثمان بن سعيد الزيات[سنن الدارقطني (1/107).] ، وعثمان بن عبد الرحمن[تاريخ دمشق (11/92).] ، وعثمان بن اليمان الحُّدَّاني[تهذيب الكمال (19/510).] ، وأبو منصور عصام بن الوضاح البصري، وعلي بن حجر المروزي (ت)[ الجامع للترمذي (5: 171/ برقم 2905).] ، وعلي بن عياش الحمصي[الأوسط للطبراني (1: 7/ برقم 9).] ، وأبي الحسن علي بن يزيد الصدائي الأكفاني[الأوسط للطبراني (5: 28/ برقم 4582).] ، وعمرو بن حماد بن طلحة القناد[الكبير للطبراني (10: 176/ برقم 10371).] ، وعمرو بن الصباح بن صبيح الكوفي المقرئ[ تاريخ بغداد (7/430).] ، وعمرو بن عثمان الرقي[تهذيب الكمال (22/147).] ، وعمرو بن عون الواسطي[ الأوسط للطبراني (4: 64/ برقم 3617).] ، وعمرو بن محمد الناقد، وعيسى بن شعيب[الكبير للطبراني (8: 261/ برقم 8015).] ، والفضل بن يحيى الأنباري[ تاريخ بغداد (12/ 362).] ، ومحمد بن بكار بن الريان[ الأوسط للطبراني (3: 222/ برقم 2979).] ، ومحمد بن حرب الخولاني [ السنن لابن ماجه (1: 78/ برقم 216).] ، ومحمد بن حماد[الغرائب والأفراد للدارقطني (أطرافه) (4: 86/ برقم 3675).] ، ومحمد بن الحسن بن التل الأسدي[الأوسط للطبراني (2: 163/ برقم 1583).] ، ومحمد بن سليمان لوين[ إصلاح المال لابن أبي الدنيا (ص86/ برقم 281).] ، ومحمد بن عبد الرحيم بن شروس[المحلى (8: 372).] ، ومسدد (هو ابن مسرهد)[ المطالب العالية (4: 255/ برقم 543).] ، ومروان بن موسى البغدادي[ تاريخ بغداد (13/153).]، ونصر بن منصور الثقفي[تاريخ بغداد (13/286).] ، والنضر بن طاهر[تاريخ دمشق (7/431).] ، والنضر بن عبد الله الأزدي[ تهذيب الكمال (29/389).] ، وهانئ بن يحيى[الضعفاء للعقيلي (2/8).] ، وأبو عمر هبيرة بن محمد التمار المقرئ، وهشام بن عمار الدمشقي (ق)[ السنن لابن ماجه (1: 81/ برقم 224).] ، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي[جامع البيان للطبري (2/633).] ، ويحيى بن يحيى النيسابوري[ شرح معاني الآثار (1/ 145).] ، ويزيد بن هارون[ الغرائب والأفراد للدارقطني (3: 359/ برقم (2905).] ، ويسرة بن صفوان اللخمي الدمشقي[تهذيب الكمال (32/300).] ، أبو بكر بن أبي شيبة[ المصنف (4: 329/ برقم 20707).] ، والعمري[مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا برقم (66).].
      هذا مجمل ما وقفت عليه من شيوخ وتلاميذ حفص بن سليمان القارئ.. وبهذا تبين أنه أوسع المتفقين معه شيوخًا وأكثرهم تلاميذ.

      وبعد الانتهاء من تراجم هؤلاء الرواة يتبين أن بينهما من الاتفاق ما لا يؤدي إلى الخلط إلا في النادر ،وإنما السبب الرئيس في الاختلاط بين حفص المقرئ الكوفي، وحفص المنقري البصري هو التشابه في النسبة ليس إلا؛ لأن حفص المنقري في عداد طبقة شيوخ حفص القارئ فلا يمكن أن يختلط به في الرواية عند أهل المعرفة، وإنما الاختلاط نشأ من التصحيف.. وليس من الاتفاق في الشيوخ أو في التلاميذ.
      وأما حفص بن سليمان الأزدي، وحفص بن سليمان الراوي عن معاوية بن قرة فهما في عداد المجاهيل عند أهل الفن .. ومعنى الجهالة أنهما غير معروفين لا عينًا ولا حالاً، وبالتالي لأثر لهما في الحديث الشريف لأنه قد لا يكون لكل واحدٍ منهم من الحديث ما يذكر من أجله ويعرف.
      ومن أبرز آثار الاشتباه أنه قد يشابه في بعض إطلاقاته رواة آخرين إما ضعفاء أو ثقات، فيضغف حديث الراوي أو يصحح بناءً على درجة ذاك الشبيه.

      المراجع المستشهد بها في هذا القسم:


      1ـ (سنن الدارقطني) / للحافظ الكبير علي بن عمر الدارقطني (385 ھ) / [ ومعه التعليق المغني على الدارقطني) / للعلاَّمة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي ] / تـ . السيد عبد اللَّه هاشم يماني / دار المعرفة ـ بيروت.
      2ـ (السنن الكبير) (السنن الكبرى) / للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (458 ھ) / تـ . جماعة بإشراف : دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / (مصورة) ـ دار المعرفة ـ بيروت.
      3ـ (معجم الأدباء) / للإمام شهاب الدين أبي عبد اللَّه ياقوت الحموي (626 ھ)/ دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1 (1411 ھ).
      4ـ (الفوائد) / للحافظ أبي القاسم تمام بن محمد الرازي (414 ھ) / تـ . حمدي عبد المجيد السلفي / م . الرشد ـ الرياض / ط ـ 1 (1412 ھ ـ 1992م).
      5ـ (موضح أوهام الجمع والتفريق) / لأبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي (463 ھ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1378 ھ ـ 1959) / مصورة ـ دار الفكر ـ بيروت.
      6ـ (التاريخ الأوسط) / للإمام أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري (256 ھ) / تـ . محمد بن إبراهيم اللحيدان/ دار الصميعي ـ الرياض/ ط ـ 1 (1418 ھ ـ 1998م).
      7ـ (موضح أوهام الجمع والتفريق) / لأبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي (463 ھ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1378 ھ ـ 1959) / مصورة ـ دار الفكر ـ بيروت.
      8 ـ (الضعفاء والمتروكين) / للإمام جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (597 ھ) / تـ . أبي الفداء عبد اللَّه القاضي / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1406 ھ 1986م).

      9ـ (المحلى بالآثار في شرح المجلى) لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري الأندلسي (456 ھ)/ لجنة إحياء التراث العربي/ دار الآفاق الجديدة/ بيروت.

      10ـ (الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين وعلل الحديث) / للحافظ أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجانيِّ (365 ھ) / تـ . سهيل زكَّار ـ يحيى مختار غزَّاوي / دار الفكر ـ بروت / ط ـ 2 (1405 ھ ـ 1985م).
      11ـ (الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين وعلل الحديث) / للحافظ أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجانيِّ (365 ھ) / تـ . سهيل زكَّار ـ يحيى مختار غزَّاوي / دار الفكر ـ بروت / ط ـ 2 (1405 ھ ـ 1985م).
      12ـ (تاريخ دمشق) لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (571 ھ)/ تـ.محب الدين أبي سعيد عر بن غرامة العمروي/ دار الفكر ـ بيروت (1995م).
      13ـ (معجم الصحابة) / لأبي الحسين عبد الباقي بن قانع (351 ھ) / تـ . أبي عبد الرحمن صلاح بن سالم المصراتي / م . الغرباء الأثرية ـ المدينة النبوية / 1418 ھ ـ 1997م).
      14ـ (أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للدارقطني) للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر بن القيسراني المقدسي (507 ھ)/ تـ. محمود حسن نصار/ دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1.
      15ـ (المعجم الصغير) (الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني) / أبي القاسم سليمان بن أحمد (360 ھ) / تـخريج . محمد شكور محمود الحاج أمرير / المكتب الإسلامي ـ بيروت / دار عمار ـ عمان / ط ـ 1 (1405 ھ ـ 1985م).
      16ـ (الثقات) / للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي (354 ھ) / تـ . محمد عبد الرشيد كامل (وغيره)/ دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1403 ھ ـ 1983م).
      17ـ (المعجم الكبير) / للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360 ھ) / تـ . حمدي عبد المجيد السلفي / ط ـ 2 / الناشر بدون.
      18ـ (مسند الشهاب) / للقاضي أبي عبد اللَّه محمد بن سلامة القضاعي (454 ھ) / تـ . حمدي عبد المجيد السلفي / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 2 (1407 ھ ـ 1986م).
      19ـ (سنن الترمذي) وهي (الجامع الـمُختصر من السنن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل) / للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (279 ھ) / تـ . أحمد محمد شاكر ـ وغيره / م . التجارية ـ مكة المكرمة.
      20ـ (الإصابة في تمييز أسماء الصحابة) / للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852 ھ)/ تـ. علي محمد البجاوي/ دار الجيل ـ بيروت/ ط ـ 1 (1412 ھ 1992م).
      21ـ (سنن ابن ماجه) / للحافظ أبي عبد اللَّه محمد بن يزيد القزويني (275 ھ) / تـ . محمد فؤاد عبد الباقي / دار الحديث ـ القاهرة / م . التجارية ـ مكة المكرمة.
      22ـ (سنن الدارقطني) / للحافظ الكبير علي بن عمر الدارقطني (385 ھ) / [ ومعه التعليق المغني على الدارقطني) / للعلاَّمة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي ] / تـ . السيد عبد اللَّه هاشم يماني / دار المعرفة ـ بيروت.
      23ـ (تهذيب الكمال في أسماء الرجال)/ للحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجَّاج يوسف المزي (742 ھ) /تـ . د . بشار عواد / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 4 (1406 ھ ـ 1985م).

      24ـ (تاريخ بغداد أو مدينة السلام) / للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (463 ھ) / دار الكتاب العربي ـ بيروت.
      25ـ (معجم الشيوخ) / لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي (402 ھ) / تـ . د . عمر عبد السلام تدمري / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / دار الإيمان ـ طرابلس ـ لبنان / ط ـ 2 / 1407 ھ ـ 1987م).
      26ـ (العلل الواردة في الأحاديث النبوية) / للإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (385 ھ) / تـ . د . محفوظ الرحمن زين اللَّه السلفي / دار طيبة ـ الرياض / ط ـ 1 (1405هـ ـ 1985م ـ إلى ـ 1416 ھ ـ 1996م).
      27ـ (السنن الكبير) (السنن الكبرى) / للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (458 ھ) / تـ . جماعة بإشراف : دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / (مصورة) ـ دار المعرفة ـ بيروت.
      28ـ (تاريخ جرجان) / لأبي القاسم حمزة بن يوسف السهمي (427هـ) / تـ . الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني (1383 ھ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / عالم الكتب ـ بيروت / ط ـ 3 (1401 ھ ـ 1981م).
      29ـ (إصلاح المال) / للحافظ أبي بكر عبد اللَّه بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (281 ھ) / تـ . محمد عبد القادر عطا / مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت / ط ـ 1 (1414 ھ 1993م).
      30ـ (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) / للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (310 ھ) / دار الفكر ت بيروت / (1408 ھ ـ 1988م).
      31ـ (شرح معاني الآثار) / لأبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي (321 ھ) / تـ . محمد زهري النجَّار / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 2 (1407 ھ ـ 1987م).
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:45 م.

      تعليق

      • المهندس زهدي جمال الدين
        12- عضو معطاء

        حارس من حراس العقيدة
        عضو شرف المنتدى
        • 3 ديس, 2006
        • 2169
        • مسلم

        #33
        الخلاصة



        وفاة حفص بن سليمان المقرئ الكوفي وتحديد مولده ومبلغ عمره.
        وقدوقع خلط بين هؤلاء الرواة للحديث، لاسيمابين حفص المنقري البصري ، وحفص الأسدي الكوفي ،على نحو ما ذكرنا من نسبة قول شعبةفي حفص البصري ، وحمله على حفص الكوفي . ووقع مثل هذا الخلط بينهما في تاريخ وفاتهما ، على نحو ما فعل ابن النديم حين ذكر حفص بن سليمان القارئ ، وقال :" مات حفص قبل الطاعون ، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة ". وقد نبَّه ابن الجزري إلىذلك فقال في وفاة حفص القارئ:" تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومائة على الصحيح ، وقيل بين الثمانين والتسعين ، فأما ما ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم [ عبد الواحد بن عمر ت 349ھ ] وغيره من أنه توفي قبل الطاعون بقليل ، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة ، فذاك حفص المنقري بصري ، من أقران أيوب السختياني ، قديم الوفاة ، فكأنه تصحف عليهم ، والله أعلم ".
        بقي أن نبين أنه ولد في حياة الصحابة، فقد أرخ خلف بن هشام مولده في سنة تسعين، وذلك في آخر عصر الصحابة[معرفة القراء الكبار (1/287).]. فيكون له من العمر تسعين عامًا (رحمه الله تعالى)[ تهذيب الكمال (7/15)، معرفة القراء الكبار (1/289).].. ولكن لم يبلغنا أنه لقي أحدًا من الصحابة، لأنه يصغر عن ذلك.
        والخلاصة التي يمكن ننتهي إليها من العرض السابق ونختم بها هي القول : إن حفص بن سليمان الأسدي كان إماماً في القراءة ، ضابطاً لها ، أفنى عمره في تعليمها ، بدءاً ببلدته الكوفة التي نشأ فيها ، ومروراً ببغداد التي صارت عاصمة الخلافة ، وانتهاء بمكة المكرمة مجاوراً بيت الله الحرام فيها ، وهو في أثناء ذلك أبدى اهتماماً برواية الحديث النبوي الشريف ، لكنه لم يتفرغ له تفرغه للقراءة ، ومن غير أن يتخصص فيه ، لكن ذلك لا يقلل من شأنه أو يكون سبباً للطعن في عدالته، بعد أن اتضح أن تضعيفه في الحديث كان نتيجة البناء على وَهْمٍ وقع فيه بعض العلماء المتقدمين ، ويكفيه فخراً أن القرآن الكريم يُتْلَى اليوم بالقراءة التي رواها عن شيخه عاصم بن أبي النجود في معظم بلدان المسلمين ، ونرجو أن ينال من الثواب ما هو أهل له ، وما هو جدير به ، شهدنا بما علمنا ، ولا نزكي على الله أحداً.والله ولي التوفيق
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:45 م.

        تعليق

        • المهندس زهدي جمال الدين
          12- عضو معطاء

          حارس من حراس العقيدة
          عضو شرف المنتدى
          • 3 ديس, 2006
          • 2169
          • مسلم

          #34
          عبد الله بن أبي سرح كاتب الوحي


          بين النص والصيغة



          بقي الحديث عن عبد الله بن أبي سرح والذي جاء في معرض حديث السهم (المكسور) على صخرة الإسلام المنيعة..
          ترى هل سيستوعب ما سوف أقول؟..
          دعونا نرى..
          ترجمته:
          هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث القرشي العامري . وهو أخو عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ من الرضاعة، أرضعت أمة عثمان .
          أسلم قبل الفتح وهاجر إلى المدينة وكتب الوحي لرسول اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثم ارتد مشركا وصار إلى قريش بمكة ، فقال لهم : إني كنت أصرف محمدا حيث أريد ، كان يملي علي : " عزيز حكيم " ، فأقول : " عليم حكيم " ؟ فيقول : نعم ، كل صواب فأنزل الله تعالى فيه :
          ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) الآية 93 من سورة الانعام .
          فلما كان يوم الفتح أهدر رسول اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ دمه وأمر بقتله ولو وجد متعلقا بأستار الكعبة . ففر عبد الله إلى عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ فغيبه حتى أتى به إلى رسول اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فاستأمنه له ، فصمت رسول اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ طويلا ، ثم قال : نعم ، فلما انصرف عثمان قال لمن حوله : ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه ، فقالوا : هلا أومأت إلينا ، فقال : إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين .
          ولاه عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُمصر سنة 25ھوعزل عنها عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ ففتح افريقية فأعطاه عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ خمس غنائم الغزوة الأولى ، وبقي أميرا على مصر حتى سنة 34 ھ حيث ثار ابن أبي حذيفة في مصر فمضى إلى عسقلان فأقام بها حتى قتل عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ . وتوفي سنة 57 ھ أو 59 ھ ( 69 ھ ).
          والرواية الرسمية كما هي في كل كتب السيرة هكذا:
          [قَالُوا : وَكَانَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْوَحْيَ فَرُبّمَا أَمْلَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فَيُكْتَبُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ فَيَقْرَأُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَيَقُولُ كَذَلِكَ اللّهُ وَيُقِرّهُ . وَافْتُتِنَ وَقَالَ مَا يَدْرِي مُحَمّدٌ مَا يَقُولُ إنّي لَأَكْتُبُ لَهُ مَا شِئْت ، هَذَا الّذِي كَتَبْت يُوحَى إلَيّ كَمَا يُوحَى إلَى مُحَمّدٍ . وَخَرَجَ هَارِبًا مِنْ الْمَدينَةِ إلَى مَكَةَ مُرْتَدّا ، فَأَهْدَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ دَمَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ فَلَمّا كَانَ يَوْمَئِذٍ جَاءَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ إلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفّانَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَكَانَ أَخَاهُ مِنْ الرّضَاعَةِ فَقَالَ يَا أَخِي ، إنّي وَاَللّهِ اخْتَرْتُك فَاحْتَبِسْنِي هَاهُنَا ، وَاذْهَبْ إلَى مُحَمّدٍ فَكَلّمْهُ فِي ، فَإِنّ مُحَمّدًا إنْ رَآنِي ضَرَبَ الّذِي فِيهِ عَيْنَايَ إنّ جُرْمِي أَعْظَمُ الْجُرْمِ وَقَدْ جِئْت تَائِبًا . فَقَالَ بَلْ اذْهَبْ مَعِي . قَالَ عَبْدُ اللّهِ وَاَللّهِ لَئِنْ رَآنِي لَيَضْرِبَن عُنُقِي وَلَا يُنَاظِرُنِي ، قَدْ أَهْدَرَ دَمِي ، وَأَصْحَابُهُ يُطْلِبُونَنِي فِي كُلّ مَوْضِعٍ . فَقَالَ عُثْمَانُ انْطَلِقْ مَعِي ، فَلَا يَقْتُلُك إنْ شَاءَ اللّهُ فَلَمْ يُرَعْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلّا بِعُثْمَانَ أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ وَاقِفَيْنِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ أُمّهُ كَانَتْ تَحْمِلُنِي وَتُمْشِيهِ وَتُرْضِعُنِي وَتَقْطَعُهُ وَكَانَتْ تُلْطِفُنِي وَتَتْرُكُهُ فَهَبْهُ لِي .
          فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَجَعَلَ عُثْمَانُ كُلّمَا أَعْرَضَ عَنْهُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِوَجْهِهِ اسْتَقْبَلَهُ فَيُعِيدُ عَلَيْهِ هَذَا الْكَلَامَ فَإِنّمَا أَعْرَضَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْهُ إرَادَةَ أَنْ يَقُومَ رَجُلٌ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ لِأَنّهُ لَمْ يُؤَمّنْهُ فَلَمّا رَأَى أَلّا يُقْدَمَ أَحَدٌ ، وَعُثْمَانُ قَدْ أَكَبّ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُقَبّلُ رَأْسَهُ وَهُوَ يَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ تُبَايِعُهُ فِدَاك أَبِي وَأُمّي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَعَمْ . ثُمّ الْتَفَتَ إلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَا مَنَعَكُمْ أَنْ يَقُومَ رَجُلٌ مِنْكُمْ إلَى هَذَا فَيَقْتُلَهُ ؟ " .
          فَقَالَ عَبّادُ بْنُ بِشْرٍ أَلَا أَوْمَأْت إلَيّ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ فَوَاَلّذِي بَعَثَك بِالْحَقّ إنّي لَأَتّبِعُ طَرَفَك مِنْ كُلّ نَاحِيَةٍ رَجَاءَ أَنْ تُشِيرَ إلَيّ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ .
          وَيُقَالُ قَالَ هَذَا أَبُو الْيُسْرِ وَيُقَالُ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ (إنّي لَا أَقْتُلُ بِالْإِشَارَةِ ) وَقَائِلٌ يَقُولُ إنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ يَوْمَئِذٍ (إنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا تَكُونُ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ ) فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَعَلَ يَفِرّ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كُلّمَا رَآهُ فَقَالَ عُثْمَانُ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِأَبِي [ أَنْتَ ] وَأُمّي ، لَوْ تَرَى ابْنَ أُمّ عَبْدِ اللّهِ يَفِرّ مِنْك كُلّمَا رَآك فَتَبَسّمَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ أَوَ لَمْ أُبَايِعْهُ وَأُؤَمّنْهُ ؟ قَالَ بَلَى أَيْ رَسُولَ اللّهِ وَلَكِنّهُ يَتَذَكّرُ عَظِيمَ جُرْمِهِ فِي الْإِسْلَامِ .
          فَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ (الْإِسْلَامُ يَجُبّ مَا كَانَ قَبْلَهُ ) فَرَجَعَ عُثْمَانُ إلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ فَأَخْبَرَهُ فَكَانَ يَأْتِي فَيُسَلّمُ عَلَى النّبِيّ مَعَ النّاسِ . ]
          وما ذكره المقريزى عن عبد الله بن سعد بن أبي سرح المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني 60 / 167 : " عبد الله بن سعد بن أبي سرح واسمه الحسام بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ولي من قبل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فجاءه الكتاب بالفيوم فجعل لأهل أطواف جعلًا فقدموا به الفسطاط ثم إن منويل الخصي سار إلى الإسكندرية في سنة أربع وعشرين فسأل أهل مصر‏:‏ عثمان أن يرد عمرو بن العاص لمحاربته فرده واليًا على الإسكندرية فحارب الروم بها حتى افتتحها وعبد الله بن سعد مقيم بالفسطاط حتى فتحت الإسكندرية الفتح الثاني عنوة في سنة خمس وعشرين ثم جمع لعبد الله بن سعد أمير مصر صلاتها وخراجها ومكث أميرًا مدة ولاية عثمان رضي الله عنه كلها محمودًا في ولايته وغزا ثلاث غزوات كلها لها شأن غزا إفريقية سنة سبع وعشرين وقتل ملكها جرجير وغزا غزوة الأساود حتى بلغ دنقلة في سنة إحدى وثلاثين وغزا ذا الصواري في سنة أربع وثلاثين فقيهم قسطنطين بن هرقل في ألف مركب وقيل‏:‏ في سبعمائة مركب والمسلمون في مائتي مركب فهزم الله الروم وإنما سميت غزوة ذي الصواري لكثرة صواري المراكب واجتماعها ووفد على عثمان حين تكلم الناس بالطعن على عثمان . " أنتهى
          وفي الطبقات الكبرى لابن سعد ج7/496-497 مثله..
          التعليق


          قد تكون قصّة عبد الله بن أبي سرح (كاتب الوحي) المطّّّـّّّّّّردة في كتب السّيرة النّبويّة والتّاريخ، وفي مصنّّّّّّفات قديمة غيرها، خير مثال للكلام ( الكلّي ) أو النص الكلّي الذي لا يقبل أيّ تغيير.
          ونحن نعرف أنّ النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قبل شفاعة عثمان بن عفّـّان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ فيه، وإن كان على مضض،ّ فهذا موضوع آخر. إنّما يعنينا هو تأكيد ما نحن فيه من أمر الكتابة (المقدّسة) أو الكلام الكلّي السّابق على الوجود و المكتوب في اللوح المحفوظ.
          لماذا ارتدّ عبد الله عن دين النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟..
          إنّ ما يسوّغ ذلك ليس انصرافه عن الإيمان بـ( الكتاب ) ، بل لأنّ الكلام الكلّيّ الموحى به لابدّ أن يبقى، في النّصّ المقدّس مفارقا، أي ساميا على كلّ أنواع الكلام وغير متوقّّع.
          والكتاب الوحيد القادر على قول ( الكلّ ) يتجاوز جدليّة الإنتاج المنتج من العقول البشريّة، ونصّ هذا الكتاب هو، من منظور بشريّ... متعذّر الكتابة، وهو أيضا، وعلى نحو مفارق، مكتوب منذ الأزل وإلى الأبد.
          وسؤالنا بالتالي هو: لماذا لم ينكر النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ على كاتبه عبد الله بن أبي سرح (التّغيير) الذي أحدثه في(النصّ) [الوحي] إلاّ عندما علم به، وليس لحظة وقوعه؟ ..
          أمّا القدامى، والمعروفين بـ(عقلانيّتهم)، فيسكتون عن هذا تماما. وليس لذلك من تفسير، في الظّاهر، سوى أنّ هذا التّغيير لم يكن أكثر من محاكاة للـ (كلّي)، بألفاظه وأدواته، مع الاحتفاظ له بسياقه. ويبدو من الأمثلة القليلة التي ساقوها أنّ عبد الله بن أبي سرح كان يدرك أنّ ما نسمّيه بـ(الصّيغة)، وهي مجموع الكلمات التي تستخدم باطّراد محكومة بذات الوزن، سواء في القصيدة أو السّورة، هي من أظهر سمات (النصّ) المقروء المسموع، لا الشّفوي فحسب وإنّما الكتابي أيضا، فلم يكن ليستعصي عليه، وهو كاتب الوحي المتمرّس، أن يقيس على هذه الصّيغة أو القالب أي هذا (المثال الذّهني)، سواء قيّده بالكتابة أو لم يقيّده.
          وقد كان النصّ القرآني يتّسع لمثل هذه( المحاكاة ) التي ليست منه في الأصل، وهي تندسّ في ثناياه وأعطافه، حتّى ليتعذّر تمييزها من غيرها.
          ومثال ذلك تلك الشّواهد التي ساقها السيوطي من ( القرآن الذي نزل بلسان الصّحابة ) مثل عمر وعلي رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا.. في(الإتقان في علوم القرآن)، وعلّلها تعليلا سائغا.
          والغريب أنّ القدماء كانوا لا يستشعرون أيّ حرج من إيرادها والتّمثّل بها. وليس لذلك من تفسير سوى ما يقوله المخيال الدّيني من أنّ الصّحابة معصومون مثل النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏، أو هم بمنأى عن غواية الشّيطان الذي لا يمكنه أن يوقع الدّلسة في كلامهم، وبخاصّة في نصّ مثل الوحي.
          فليس بالمستغرب إذن أن لا يتنبّه النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏إلى التّغيير الذي أحدثه عبد الله في بعض الآيات، وهوـ على ما أسلفنا ـ محاكاة لا تنسخ الوحي ولا هي تمسخه. ولكنّ غضبه، وإهداره يوم فتح مكّة ـ وكان يوم أمن وأمان ـ دم كاتبه الهارب بجلده، يحدّ من كفاية التّفسير الذي أخذنا به.
          وهاهنا لا بدّ من وقفة
          أوّل ما يسترعي انتباهنا في هذه( القصّة )، هو قول عبد الله، وقد راعه أن فعل في( النصّ ) [الوحي] ما فعل، دون أن ينكر عليه النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ فعله: ( لو كان محمّد صادقا لأنكر عليّ هذا التّغيير).
          فلمَ عمد عبد الله إلى هذا التغيير؟ وما الذي أغراه به؟ أهو فعل ذلك لرقة دينه ـ وهذا مستبعد إذ لا يعقل أن ينتدب النّبي شخصا بهذه الصّفة، لكتابة الوحي ـ أم لشكّ اعتراه أم ليطمئنّ قلبه؟.
          إنّ عبد الله (كاتب) يسجّل الوحي ويقيّده بالخطّ. وإذا كانت له مشاركة ( شفهيّة ) أثناء الإملاء، فهي مخالسة لا تعدو استيضاح لفظ أو معنى أو هيئة من هيئات التّماسّ مع القول أو التّعاطف المرتبط بهذا التّماسّ اللغوي نفسه، ولكن دون أيّ تدخّل منه في أسلوب(الرّسالة) أو في تركيبها.
          إذن ما الذي رابه في(النصّ) [الوحي] والنبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ يمليه عليه، حتى يخون الأمانة ويأتي هذا الفعل"المنكر"، ويتدخّل في ّ"النصّ"؟.
          ما يمكن تقريره بكثير من الاطمئنان ـ استئناسا بالقصّة وبسيرة صاحبها الذي ( حسن إسلامه ) بعد أن صفح عنه النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ وإن كان على مضض كما جاء في روايات أخرى، حتّى أنه ودّ بعد أن شفع فيه عثمان، لو قام إليه أحد أصحابه وضرب عنقه بالسّيف ـ أنّ عبد الله لم يصدر في هذا التّغيير المتعمّد، عن سوء طويّة ومحاولة للنّيل من النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ والغضّ من قيمته. ولكنّنا نظنّ، وبعض الظنّ ليس إثما، أنّه ما كان ليفعل ما فعل، إلاّ عن خبرة بالنصّ ودراية بملابسات إملائه. فالأمر في(الوحي) لا يتعلّق بنصّ أو كلام يرتجل، وإنّما بنصّ يملى. ومن المفيد أن نحكم التّمييز بين هذين أي بين الارتجال والإملاء، حتّى نبلغ بهذه القراءة غايتها.
          والمقصود بذلك أنّه نصّ يمليه صاحبه على نفسه قبل أن يمليه على غيره، ويؤدّيه تحت رقابة (الأذن الدّاخليّة)، وفي حيّز (الخطاب الصّامت) الذي تسبق عناصره كلّ عمليّة خلق لغويّ متأنّية، أو هي تلازمها، ومثل هذا الخطاب يتيح لصاحبه أن يتعهّد نصّه حتّى يستتبّ على الهيئة التي شاء وأراد.
          إنّ الإملاء كتابة ( لا مرئيّة ) حاملها الذّاكرة، سابقة على كتابة ( مرئيّة ) حاملها الخطّ، بل إنّ المرء قد يكون جاهلا بالخطّ، دون أن يكون جاهلا بالكتابة التي هي بنية وتركيب قبل كلّ شيء، وكلّما كان إملاء كانت كتابة، لأنّ الذي يملي يمكن أن يأتي صنيع الذي يكتب، كأن يشطب في ذاكرته، ويحذف ويغيّر ويبدّل، وما إلى ذلك ممّا هو متعارف معهود في طقوس الكتابة، ولعلّ خير دليل لما نحن فيه أن النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ كان يأتيه الوحي وهو في بيته وبعيداً عن كتبة الوحي، وعلى جميع أحيانه، ولا يمكن لعاقل أن يتخيّل النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏، وهو في هذه الحال، يدعو أحد كتبة الوحي، ليقيّد ما نزل عليه. فلا بدّ أنّ النصّ (الموحى) يحفظ في الذّاكرة، ثمّ يملى في وقت لاحق.
          فما الذي يمكن أن يكون لاحظه عبد الله بن أبي سرح، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ يملي عليه؟..
          نحن لا نملك جوابا جاهزا، ولكنّنا نقول بما يشبه الحدس أو (القناعة الوجدانيّة) إنّ عبد الله قد يكون لاحظ غير مرّة أنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ يتوقّف أثناء الإملاء أو يتأنّى في الأمر ويتبصّر، وهذا يكاد يكون ملازما لعمليّة الإملاء من الذّاكرة. وعليه يمكن أن يكون وقع في ظنّ عبد الله، في لحظة ما، أنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ هو صانع القول أو أنّ الوحي كلام بشريّ. ولكن لم يكن بإمكانه أن يجاهر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك. ومن هنا فكّر، لكي يطمئنّ قلبه، في هذه الحيلة:أن ينسج على منوال الآية، ويوقع الدّلسة في نصّ الوحي، ولا يساورنا شكّ في أنّ عبد الله وضع في حسبانه احتمال أن يتفطّن النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ إلى التّغيير الذي أحدثه، وأنّه أعدّ لهذا الأمر عدّته. فلم يكن ليعدم، في هذه الحال، حيلة أو عذرا مثل السّهو والغفلة وذهاب القلب...أو ربّما كان سيعترف بصنيعه. ولكنّ شيئا من هذا لم يحدث. ولذلك لم يجد عبد الله بدّا من هذا الاستنتاج والقول، وقد راعه الأمر لو كان محمّد صادقا لأنكر عليّ هذا التّغيير ).
          وهاهنا نقف على السّبب الأظهر في غضب النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏، وإهداره دم كاتبه. فليس أقذع من أن يرمى النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ بالكذب، وأن يقاس بمقياس الشّعراء الذين (يقولون ما لا يفعلون)، ولا أحطّ من أن يوزن الوحي(أخو الصّدق) بميزان الشّعر (أخو الكذب)، وأن يصدر ذلك من كاتب ائتمنه النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الوحي.
          هذا بالرّغم من أنّ الشّاعر مطالب بـ( فعل القول ) أو ( عمل القول ) في هيئة فنيّة مخصوصة تعدل باللغة عن النّمطي والسّائد المألوف، وليس بالمناسبة بين قوله وفعله.
          والشّعر من هذا الجانب قرين (الوحي)، فكلاهما كتب بعربيّة فنيّة أو ( لغة عليا )، هي بالتّأكيد ليست لغة اليومي والمعيشي.
          هذا والله ولي التوفيق.

          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:44 م.

          تعليق

          • صفي الدين
            مشرف المنتدى

            • 29 سبت, 2006
            • 2596
            • قانُوني
            • مُسْلِم حُرٍ لله

            #35
            السلام عليكم
            انت يا ابني بتهرج
            يبدوا اني اخطات في الدخول الى هذا المنتدى الذي اثبت عدم اهليته في الحوار
            من فضلك يا سيد سهم لم يخطأ احد فى حقك من اول دخولك المنتدى فيرجى تحسين الاسلوب سيما عندما تتحدث مع احد الاساتذة الوجهاء فى المنتدى
            و الاعضاء لم يتدخلوا فى الحوار و لكن فقط اخينا و استاذنا م/الدخاخنى ينوه لك -اذا كنت متعجلا لمعرفة الرد
            ثم ان د/اميرعبدالله يبدو انه مشغولا فى هذه الايام
            و ارجو الا تكون عبارتك الاخيرة:
            اخطات في الدخول الى هذا المنتدى الذي اثبت عدم اهليته في الحوار
            عجز و هروب من الحوار من ناحيتك
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:44 م.
            مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

            تعليق

            • believer
              4- عضو فعال

              عضو اللجنة العلمية
              حارس من حراس العقيدة
              عضو شرف المنتدى
              • 18 يون, 2006
              • 688
              • مسلم

              #36
              و ماذا يقول لنا الزملاء المسيحيين عن علم الرجال لديهم و توثيقه لاهم حدث بعد رفع السيد المسيح و هو حلول الروح القدس على مجموعة من أتباع يسوع

              و تقول موسوعة ويكيبديا
              The events took place on the day of the Pentecost, in Jerusalem, at 09:00 ("the third hour of the day", according to Jewish timekeeping). The community of Christ's disciples, approximately 120 people, was gathered "into an upper room" in a building that Tradition locates on Mount Zion. The Tradition also says that it was the same room where Jesus ate His Last Supper. The tremenduous phenomenon is very well described in Acts 2:1-4


              فمن الواضح ان هناك 120 انسانا من أتباع يسوع تجمعوا فى الغرفة التى تناول فيها يسوع العشاء الاخير حينما حدثت الواقعة الخاصة بحلول الروح القدس عليهم فى اليوم الخمسين من قيامته ،مما اعطى هذه المجموعة من البشر صلاحية و تفويض من الله لكتابة الاناجيل و التحدث باسم الله و السؤال الان :
              • 1- هل أسماء هؤلاء الناس ال 120 معروفة بالتحديد ؟ وماذا ذكر علم الرجال لديهم عنهم ؟؟؟

              ان المعروف ان كتبة الاناجيل ليس بينهم أى شخص من الذين كانوا موجودين فى هذه الواقعة و ممن حلت عليهم الروح القدس ، فكيف يفسر لنا المسيحيين قيام من لم تحل عليه الروح القدس بكتابة الاناجيل ؟

              ان الاحتمال الاخر هو أن يكونوا من أحفاد هذه المجموعة مما يعنى ان الامتلاء بالروح القدس هو أمر يتم توارثه لسلالة المجموعة الاولى التى حلت عليها الروح القدس....فما هو التوثيق الموجود لديهم عن هؤلاء الناس الذين يؤمنون أنهم مفوضون من الله للتحدث باسمه ..و هل يوجد ما هو أخطر من مجهولين يتحدثون باسم الله و بدون أى توثيق و يصدقهم الناس ؟؟؟؟؟؟؟؟
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:44 م.
              وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ

              تعليق

              • المهندس زهدي جمال الدين
                12- عضو معطاء

                حارس من حراس العقيدة
                عضو شرف المنتدى
                • 3 ديس, 2006
                • 2169
                • مسلم

                #37
                دعكم من هذا السهم المكسور..ولنكمل الحديث ليطمئن قلب إخواننا وأبناءنا المسلمين..وإليكم ما كتبه :

                العلامة


                أبو عبد العزيز سعود الزمانان بعنوان ( نسف الشبهات عن عاصم وحفص إمامي القراءات) :

                بسم الله الرحمن الرحيم
                الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
                أما بعد:
                إن الرد على أهل البدع والضلال وكشف عوارهم وفضح خبث معتقدهم منهج شرعي وأصل من أصول هذا الدين بل ومن أسمى أنواع الجهاد في سبيل الله وإنه من الواجب والفرض اللازم على كل مسلم صادق آتاه الله يد باسطة في العلم وبيان الحق وردع الباطل أن يطلق صيحات النذير والتحذير منهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، ومن الفرق التي عرفت بضلالها وتعديها على كتاب الله عز وجل والقول بوقوع التحريف فيه الشيعة الإمامية الاثنا عشرية وذلك واضح بين يعرفه كل من له أدنى خبرة وإطلاع على مذهب القوم ولقد حاول علماؤهم على مر العصور إخفاء معتقدهم الخبيث وكتمانه وعدم الجهر به أمام عموم المسلمين خشية التصدي من علماء أهل السنة والجماعة الذين حباهم الله عز وجل بشرف الإسناد وخصهم بإعلاء كتابة الكريم وسنة نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم فكانوا حملة بحق هم حملة هذا الدين وحماته الذين نقلوه إلينا بالإسناد المتواتر الوضاء جيلا بعد جيل حتى وصلوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام إلى رب العزة سبحانه وتعالى، فالشيعة الامامية الاثنا عشرية الذين يدعون كذبا وزورا إتباعهم لآل البيت لا يملكون سندا ولو ضعيفا لكتاب الله عز وجل بل هم في ذلك عيال على أهل السنة والجماعة .ونسمع في هذه الأيام بعض أذنابهم يتعالون بصيحات كاذبة متناقضة تارة بالطعن في قراء كتاب الله واللمز فيهم والغمز في عدالتهم ، خاصة في حفص بن سليمان الأزدي أحد رواة كتاب الله ، وتارة أخرى نسمع من بعضهم تعديله ونسبته إلى التشيع والرفض ، في محاولة يائسة لسرقة إسناد أهل السنة والجماعة يبتغون وراء ذلك نسبة السند الثابت إلى كتاب الله إلى الرافضة .
                ومن هنا رأيت انه من أوجب الواجب علينا أن نتصدى لمثل هذه النعرات الكاذبة وتفنيد شبههم وإظهار خبث طويتهم .
                ولنبدأ ببيان الشبهة الأولى :


                الشبهة الأولى :

                كيف يكون عاصم وحفص إمامين في القراءات وهما ضعيفان ؟
                الرد :
                أولا : لا يجوز حمل كلام المتكلم على عرف غيره ، فحينما ينقل المخالفون أمراً معيناً ضد مخالفيهم لا يجوز شرعا ولا عقلا أن يحمل كلام مخالفيهم على عرفهم وأفهامهم ، ولا شك ولا ريب أن هذا العمل من الظلم والهوى والطغيان ، فحينما ينقل أهل السنة والجماعة تضعيف حفص أو عاصم فإن هذا الضعف في الحديث لا في الحروف والقراءات .
                ثانياً : يجب فهم مصطلحات أئمة الحديث المتقدمين حسب استعمالهم لها عَن طريق الجمع والاستقراء والدراسة والموازنة ، فعاصم وحفص الضعف الذي قيل فيهما إنما هو في الحديث وليس في الحروف والقراءات .
                قال ابن الجوزي عن عاصم :" وكان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده وإلا فهو في نفسه صادق " .
                وقال الذهبي:" فأما في القراءة فثبتٌ إمام ، وأما في الحديث فحسن الحديث "
                وقال الذهبي :" كان عاصم ثبتاً في القراءة ، صدوقاً في الحديث ، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة ، وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وقال الدارقطني : في حفظه شيء ، يعني : للحديث لا للحروف " [
                أما عن حفص بن سليمان الأسدي فقد قال الحافظ ابن حجر :" متروك الحديث مع إمامته في القراءة "
                وقال الهيثمي :" وفيه حفص بن سليمان القارئ وثقه أحمد وضعفه الأئمة في الحديث " .
                وقال المناوي وغيره :" حفص بن سليمان ابن امرأة عاصم ثبت في القراءة لا في الحديث " .
                ثالثا : بإجماع أهل العلم بأن حفصاً وعاصماً إمامان في القراءات ولا يوجد طعن واحد فيهما في الحروف والقراءات ، والجميع يقرون بإمامتهما في الاقراء وماتعرضوا لعدالتهما ، أو الطعن بقراءتهما.
                رابعاً : هناك فرق بين التوثيق للحديث و التوثيق للقراءة
                - قد يكون الإمام متقناً لفن من الفنون ، ومُبَرِّزاً في علم من العلوم ، لكونه أنفق فيه جل حياته ، واعتنى بطلبه وتدريسه عناية فائقة ، بينما يكون مقصرا في فن آخر لعدم إعطائه تلك العناية ، فيكون عمدة في فنه الذي ضبط معرفته وأتقنه ، وتنزل مرتبته فيما قصّر فيه ، بل قد يكون فيه غير معتمد
                - قواعد إسناد الحديث ليست كإسناد القرآن، وكم ترى من هو متقن للقراءات حافظالآلاف الأبيات المتداولة كمتون الشاطبية والدرة والطيبة وغيرها لا يخرم منها حرفا،ويخبرك بأسانيد القرآن ومعرفة الأئمة منهم في القراءة ومعرفة كل حرف من العشرة بطرقه ثم إن ناقشته في الحديث فلعله لا يستطيعأن يروي لك حديثا صحيحا بإسناده هذا إن لم يخلط في متنه.
                - أما الضعف في رواية الحديث واختلاط الألفاظ والأسانيد، فكم ممن رأيناهم لا يغادرون حرفاً أو حركة من كتاب الله ويحفظ الطرق والتحريرات الدقيقة ويسرد المئات من الشواهد الشعرية ويحفظ آلاف الأبيات لمتون القراءات كم من هؤلاء لا يفرق بين حديث رسول الله الصحيح وبين الضعيف ولا يحفظ الأسانيد، بالرغم من كونهم أعمدة في أسانيد القرآن.
                - فشروط رواية الحديث أن يكون راويه عدلاً ضابطاً .وحفص بن سليمان بالإجماع عدل لكنه ليس ضابطاً لذلك ترك حديثه ،و هناك الكثير من العلماء الأجلاء يكونون ضعافاً في الحديث بسبب قلة ضبطهم و لا يقدح ذلك في عدالتهم.
                قال الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات سنة 130هـ ص 140) :" فأما في القراءة فثبتٌ إمام ، وأما في الحديث فحسن الحديث " .وكذلك أبو بكر بن عياش الأسدي إمام في القراءات أما الحديث فيأتي بغرائب ومناكير .( سير أعلام النبلاء 8/505) .وكذلك عمر بن هارون بن يزيد الثقفي البلخي قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ 1/341) :" ولا ريب في ضعفه ، وكان إماماً حافظاً في حروف القراءات " .وقال الذهبي في النقاش :" والنقاش مجمع على ضعفه في الحديث لا في القراءات " ( سير أعلام النبلاء 17/506) .وكذلك الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي :" كان رأساً في القراءات معمرا بعيد الصيت صاحب حديث ورحلة وإكثار وليس بالمتقن له ولا المجود بل هو حاطب ليل " ( سير أعلام النبلاء 18/13) .
                قد يكون إماماً في التفسير ولكنه غير قوي في الحديث :
                مثال الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (4/598) :" صاحب التفسير .... وليس بالمجود لحديثه " .
                قد يكون ثبتاً في الحديث ضعيفاً في القراءات :
                وكذلك الأعمش كان ثبتاً في الحديث ليناً في الحروف والقراءات . قال الذهبي 5/260: " - وكان الأعمش بخلافه- أي حفص - كان ثبتاً في الحديث ، ليناً في الحروف ، فإن للأعمش قراءة منقولة في كتاب " المنهج " وغيره لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع ، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر والله أعلم " .
                قد يكون إماماً في المغازي غير مجود في الحديث :
                مثال ابن إسحاق : قال الذهبي :" فله ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير ، وأما في الأحاديث فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن ، إلا فيما شذ فإنه يعد منكرا " وقال أيضا :" قد كان في المغازي علامة " ( سير أعلام النبلاء 7/37) .وكذلك سلمة بن الفضل الرازي قال عنه الذهبي :" كان قوياً في المغازي ... وقد سمع منه ابن المديني وتركه " ( سير أعلام النبلاء 9/50) وقال البخاري :" عنده مناكير " وقال النسائي :" ضعيف " .
                وكذلك الواقدي قال عنه الذهبي :" لا يستغنى عنه في المغازي وأيام الصحابة وأخبارهم ".وقال النسائي :" ليس بثقة " وقال مسلم وغيره :" متروك الحديث " قد يكون إماماً في الفقه ضعيفاً في الحديث :
                ألإمام أبو حنيفة : إليه المنتهى في الفقه والناس عليه عيال في الفقه ، قال الذهبي :" الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام ، وهذا أمر لا شك فيه " ( السير 6/403) وضعفه من جهة حفظه في الحديث النسائي وابن عدي والخطيب .قال النسائي :" ليس بالقوي في الحديث "
                ( الضعفاء والمتروكون 237 ) .
                إمام الحرمين الشافعي الجويني : يقول الذهبي :" كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع والأصول وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به ، لا متناً ولا إسناداً " ( سير أعلام النبلاء 18/471) .
                محمد بن عبد الله الإشبيلي المالكي (ت586هـ ) : قال الذهبي :" وكان كبير الشأن ، انتهت إليه رئاسة الحفظ في الفتيا ، وقُدم للشورى من سنة إحدى وعشرين ، وعظم جاهه ، ونال دنيا عريضة ، ولم يكن يدري فن الحديث ... وكان فقيه عصره " ( سير أعلام النبلاء 21/178).
                وكذلك الخصيب بن جحدر البصري : قال الذهبي :" وكان من الفقهاء لكنه متروك الحديث "
                ( تاريخ الإسلام وفيات سنة 150هـ ص 125 ) .
                قد يكون إماماً في الحديث ضعيفا في الفقه :
                سعيد بن عثمان التجيبي : قال الذهبي :" وكان ورعاً زاهداً حافظاً ، بصيراً بعلل الحديث ورجاله ، لا علم له بالفقه " ( تاريخ الإسلام وفيات سنة 301 -310 هـ ص 159 ) .
                قد يكون إماماً في اللغة ضعيفا في الحديث :
                عمر بن حسن ابن دحية ( ت 633هـ ) : قال الذهبي :" كان الرجل صاحب فنون وتوسع ويد في اللغة ، وفي الحديث على ضعف فيه " ( سير أعلام النبلاء 22/391 ) .
                قد يكون إماماً في الحديث ضعيفا في اللغة :
                إبراهيم بن يزيد النخعي : قال الذهبي :" لا يحكم العربية ، وربما لحن .. " ( ميزان الاعتدال 1/75) .


                الشبهة الثانية:

                عاصم وحفص شيعيان وهما من أسانيد الشيعة الإمامية .
                الرد :
                - أولاً : القول بأن سند قراءة عاصم كلهم كوفيون شيعة هذا من الهذيان و ليس كلاما موثقاً .
                - ثانياً : إذا كان سند قراءة عاصم وحفص من الشيعة و علىعقيدة الرفض كما يزعمون ، فهم مطالبون بأمرين أولهما : النقل من كتب الجرح والتعديل وتراجم الرجال الخاصة بأهل السنة والجماعة بأن عاصماً أو حفصاً كانا من الرافضة . ثانيهما : فإن لم يستطيعوا إثبات ذلك من كتبنا فهم مطالبون أن يثبتوا ذلك من كتبهم وأن يبينوا لنا توثيقهم من كتب الرجال الامامية، كرجال الكشي أو رجال الطوسي او غيرها من كتب الرجال عندهم لنرى ان كانوا يعدونهم من رجالهم أم لا .
                ثالثاً : حفص بن سليمان لم يترجم له الكشي ولا النجاشي ولا ابن داود الحلي ولا الخاقاني ولا البرقي في " رجالهم " ( هذه من أوثق الكتب المعتمدة في الرجال للرافضة ).
                - غاية ما في الأمر أن ذكر الطوسي حفص بن سليمان في رجاله (181) في أصحاب الصادق ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره القهبائي في " مجمع الرجال " (2/211) والحائري في " منتهى المقال " (3/92) وجميعهم ينقلون عن الطوسي ولم يذكروا فيه جرحاً أو تعديلاً ولم يذكروا أنه كان من الإمامية .
                - وقد ترجم لحفص أحد علمائهم في الجرح والتعديل وهو آية الله التستري في كتابه " قاموس الرجال " ( 3/582) :" ولم يشر فيه إلى تشيع – أي حفص – " ، ... ثم قال : " وقد قلنا إن عنوان رجال الشيخ أعم - أي رجال الطوسي - "
                قلت : أي نفى التستري أن يكون حفص رافضياً من الشيعة الإمامية، وليس كل من ذكره الطوسي في رجاله يكون رافضيا ، بل هو أعم فقد ذكر حتى النواصب في رجاله .
                - رابعاً : هل قول الرافضة أن فلاناً من أصحاب الصادق توثيق للرجل أم دليل على إماميته ؟
                - قال آية الله التستري أن هذا لا يعتبر توثيقاً للرجل ، ولا حتى كونه من الشيعة الإمامية .
                ( قاموس الرجال 1/29-34 وكذلك 1/180) .
                - فقد عدّ شيخ الطائفة " أحمد بن الخصيب " في أصحاب الهادي مع أنه ناصبي
                ( قاموس الرجال للتستري 1/180) .
                - فقد ذكروا جملة من الرواة من أصحاب الأئمة ومع ذلك جهلوهم أو ضعفوهم .
                - شيخ الطائفة وضع عبيد الله بن زياد في أصحاب علي بن أبي طالب
                ( قاموس الرجال 1/29 ) .
                - هناك فرق بين الرافضي والشيعي ، والشيعي عند المتقدمين هو من فضل علياً علىعثمان بن عفان ، والتشيع في ذاته ليس قادحا إنما يكون كذلك إذا صاحبه سب للشيخين أو ارتبط بالغلو في آل البيت وصرف العبادات لغير الله .
                - ثم ليس كل من صاحب عليا فهو رافضي ، فعلي كان معه كثير من الصحابة والتابعين و العلماء الأفاضل و القول بأن كل من تعلم من علي أو آل البيت أواتصل بهم هو شيعي هو قول بالباطل .
                خامساً : فإن لم يستطيعوا أن يثبتوا هذا ولا ذاك فهو ادعاء و الإدعاء سهل لكل إنسان وكما قيل والدعاوى إن لم يقيموا عليها البينات فأبناؤها أدعياء.
                سادساً : محاولة " اختطاف " و " سطو " أسانيد السنة للقرآن ونسبتها لهم محاولة فاشلة من الرافضة تدعو إلى رثاءحالهم و تدل بما لا يدع مجالاً للشك أن الرافضة ليسوا أهل قرآن، وليسوا أهل إسناد ، فلا يملكون سنداً واحداًللثقل الأكبر و أنهم عالة على أهل السنة والجماعة في ذلك وعالة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
                سابعاً : أين أسانيد الرافضة للثقل الأكبر ( القرآن الكريم ) إلى آلالبيت المتصلة في الأئمة الاثني عشر ؟هل مراجعكم عندهم أسانيد متصلة إلى آلالبيت .انتم تقولون أن التلقي لا يكون إلا من آل البيت أين أسانيدكم إلىالحسن أين أسانيدكم إلى الحسين و بقية الأئمة متسلسلة في قراء من الاماميةالاثني عشرية ؟ .
                - هل يوجد سندعند الشيعة متصل بالقرآن إلى اليوم ينقلونه عن العترة إلى علمائهم، هل يملكون سنداً متصلاً بقراء ثقات أو حتى غير ثقاتأ و حتى غير ثقاتأ يتصل سنده برسول الله من طريق آل البيت .


                الشبهة الثالثة : اتهام حفص بالكذب :

                الرد :
                * اتهمه ابن خراش بالكذب والرد عليه كما يلي :
                - أولا ً : ابن خراش اتهم حفصاً بالكذب فقال " كذاب متروك يضع الحديث "
                - ابن خراش هذا هو عبد الرحمن بن يوسف بن خراش ، وهو رافضي ، قال أبو زرعة : " محمد بن يوسف الحافظ كان خرج مثالب الشيخين وكان رافضياً " وقال الذهبي :" هذا والله الشيخ المعثر الذي ضل سعيه .... وبعد هذا فما انتفع بعلمه "
                - اتهامه بالكذب من قبل ابن خراش الرافضي لا يعتد به ولا بجرحه ، كما قال الذهبي رحمه الله :" إن ضعف الراوي ولم يكن الطاعن من أهل النقد ، وقليل الخبرة بحديث من تكلم فيه ، فلا يعتد به ولا يعتبر ولا يعتد بجرحه مثال ذلك : أبان بن يزيد العطار أبي يزيد البصري الحافظ ، فقد روى الكديمي تضعيفه ، والكديمي واهِ ليس بمعتمد ". ( ميزان الاعتدال 1/16) "
                * ونقل ابن عدي تكذيب ابن معين له فقال : أنا الساجي ثنا أحمد بن محمد البغدادي قال سمعتيحيى بن معين يقول :" كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصموكان حفص أقرأ من أبي بكر وكان أبو بكر صدوقا وكان حفص كذابا "
                أولاً : يجب دراسة حال الراوي عن ابن معين وهو ابن محرز أحمد بن محمد البغدادي ، فهل هذا الراوي ثقة أم غير ثقة ، ثم هل تلاميذ ابن معين وافقوه في هذا النقل أم خالفوه ، وهل تلاميذ ابن معين متساوية مراتبهم في الوثاقة أم أن بعضهم أقوى من بعض .
                ثانياً : الرواية منكرة ، فالراوي عن ابن معين هو ابن محرز أحمد بن محمد البغدادي وهو مجهول ، فلم يذكر في كتب الجرح والتعديل ولم يذكروا فيه لا جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال والسند ضعيف لا يثبت.
                ثالثاً : بالرغم من أن السند لا يثبت فقد خالف الثقات الأثبات من تلاميذ ابن معين ، فقد روى عثمان بن سعيد الدارمي وأبو قدامة السرخسي كلاهما عن ابن معين أنه قال في شأن حفص بن سليمان :" ليس بثقة "
                - الدارمي هو : عثمان بن سعيد قال عنه الذهبي :" الإمام العلامة الحافظ الناقد .... وأخذ علم الحديث وعلله عن علي ويحيى وأحمد وفاق أهل زمانه وكان لهجاً بالسنة بصيراً بالمناظرة " وأبو قدامة هو عبيد الله بن سعيد السرخسي قال أبو حاتم :" كان من الثقات " وقال أبو داود :" ثقة " وقال النسائي :" ثقة مأمون قل من كتبنا عنه مثله "وقال الحافظ في التقريب :" ثقة مأمون سني " بينما ابن محرز لم يذكر له أي توثيق أو حتى جرح في كتب الجرح والتعديل فهو مجهول الحال .[/font]
                رابعاً : لم يوافق أحد ممن روى عن ابن معين أو في سؤالاتهم له بما تفرد به ابن محرز بتكذيب حفص ، كالدوري الحافظ الإمام الثقة الذي أكثر من ملازمة ابن معين وطول صحبته له حتى قال ابن معين عن الدوري :" صديقنا وصاحبنا "وقال عنه الحافظ في التقريب :" ثقة حافظ " . بل لم يوافقه الآخرون ممن رووا عن ابن معين وكابن الجنيد والدقاق وغيرهم .
                خامساً : من المعلوم في حال وجود اختلاف على الراوي ؛ فإنه يتعين التحقق من الرواية الراجحة، و الموازنة بين الروايات وبيان الراجح وأسباب الترجيح ، ومن القرائن والقواعد العلمية للموازنة بين الروايات هي الترجيح بالحفظ والإتقان والضبط فنجد أن من رووا عن ابن معين تضعيف حفص دون ذكر التكذيب هم الأحفظ والأتقن والأضبط والأكثر ملازمة لشيخهم من ابن محرز فترجح روايتهم .
                سادسا : من القرائن المرجحة والقواعد العلمية للترجيح بين الروايات هي الترجيح بالعدد والأكثر ، ونجد أن من نقل تكذيب ابن معين لحفص هو ابن محرز ( المجهول ) بينما الذين لم يذكروا التكذيب أكثر .
                سابعاً : كل من ترجم لحفص من أئمة الجرح والتعديل تطرقوا إلى ضعفه في الحديث وإمامته في القرآن ولم يشر أحد منهم إلى اتهامه بالكذب ومثل هذا لو ثبت لطارت به الركبان .
                ثامناً : باستقراء جميع أقوال أهل العلم وسبرها وتتبعها فإنهم وصفوا حفصاً بأنه متروك أو ضعيف الحديث ولم يثبت اتهامه بالكذب ممن يعتد قوله في هذا الباب .
                تاسعاً : أهل الحديث يتشددون في موضوع الكذب فكيف يقبلون قراءة الكذاب لكتاب الله ، فمن غير المقبول شرعاً ولا عقلاً عدم قبول رواية الكذاب ومن اتهم بالكذب في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بينما تقبل روايته في كتاب الله ، فأهل العلم قد ردوا رواية من جرى على لسانه الكذب في حديث الناس حتى لو لم يتعمد الكذب في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لاحتمال أن يكذب في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حماية وصيانة لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فلا يتصور أن تقبل قراءته وروايته لكتاب الله .
                عاشراً : من اتهمه بالكذب فقد أخطأ خطأ بينا وقوله مردود عليه ولا كرامة له كائنامن كان، بل ولو شاهد واقع الأمة اليوم لاستحى من نفسه أن يتسرع في تلك الأوصاف التيرمى بها حفصا رضي الله عنه.
                أحد عشر : من باب التنزل مع الخصم فلو افترضنا صحة النقل عن ابن معين لتكذيبه لحفص فالكذب في اللغة قد يطلق على الخطأ قال ابن حبان – رحمه الله - :" وأهل الحجاز يسمون الخطأ كذباً " وقال ابن حجر في ترجمة برد مولى سعيد بن المسيب :" قال ابن حبان في الثقات :" كان من الثقات كان يخطئ ، وأهل الحجاز يسمون الخطأ كذباً ، قلت : - أي ابن حجر - : يعني قول مولاه : لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس – " نتائج البحث والخلاصة :
                - بإجماع أهل العلم أن عاصم بن أبي النجود وحفص بن سليمان إمامان ثبتان في القراءة .
                - الضعف الذي نسب لحفص وعاصم في الحديث لا في القراءات .
                - هناك فرق بين التوثيق للحديث والتوثيق للقراءات ، وقد يكون أحد العلماء متقنا لفن من الفنون مقصراً في فن آخر .
                - قواعد إسناد الحديث ليست كإسناد القرآن فكم من هو متقن للقراءات حافظاً لأسانيد القرآن ومعرفة كل حرف من القراءات العشر وقد لا يكون حافظاً لحديث صحيح بإسناده هذا إن لم يخلط في متنه .
                - عاصم بن أبي النجود وحفص بن سليمان من أئمة أهل السنة والجماعة ولا يستطيع الرافضة أن يثبتوا أنهما من الرافضة لا من كتب أهل السنة والجماعة ولا من كتب الرافضة .
                - محاولة الرافضة نسبة الإمامين عاصم وحفص لهما إنما هي محاولة فاشلة لسرقة أسانيد أهل السنة والجماعة ونسبتها إليهم .
                - لا يمتلك الرافضة إسناداً واحداً حتى لو كان ضعيفاً يتصل برسول الله في جميع كتبهم .
                - اتهام حفص بالكذب لا يصح فقد رماه بالكذب ابن خراش الرافضي ولا يعتد به ولا بجرحه.
                - الرواية عن ابن معين في اتهام عاصم بالكذب رواية ضعيفة منكرة لأن الراوي عن ابن معين مجهول .
                وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
                كتبه أبو عبد العزيز سعود الزمانان
                الكويت في 5 ذي القعدة 1425 هـ
                17/12/2004 .
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:44 م.

                تعليق

                • المهندس زهدي جمال الدين
                  12- عضو معطاء

                  حارس من حراس العقيدة
                  عضو شرف المنتدى
                  • 3 ديس, 2006
                  • 2169
                  • مسلم

                  #38
                  وإليكم دراسة الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد


                  أحد رواد الدراسات القرآنية واللغوية في هذا العصر


                  الأستاذ بكلية التربية بجامعة تكريت


                  والمنشور بملتقى أهل التفسير



                  حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم بين الجرح والتعديل



                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  مقدمة
                  شهرة عاصم بن أبي النجود وتلميذه حفص بن سليمان الأسدي تملأ الآفاق اليوم ، فعاصم صاحب القراءة التي يقرأ بها المسلمون القرآن في معظم البلدان اليوم ، وحفص هو صاحب الرواية عنه، لكن المرء يعجب مما ورد في كتب رجال الحديث من وصف حفص بن سليمان بأنه ضعيف، متروك الحديث ، وصار ذلك الوصف من المسلمات لدى معظم من كتب عن حفص، وحاول بعض العلماء التخفيف من أثر ذلك الوصف بالقول: " إن العالم قد يكون إماماً في فن مقصراً في فنون " ، ولا عجب بناء على ذلك أن يتقن حفص القرآن ويُجَوِّدَهُ ، ولا يتقن الحديث. (1) ولو أن الأمر توقف عند وصف حفص بعدم إتقان الحديث لكان مقبولاً ، لكنه تجاوز ذلك إلى الطعن في عدالته، واتهامه بالكذب عند بعض العلماء.
                  وكيف يكون المرء مؤتمناً على القرآن، متهماً في الحديث ؟ إنه أمر أشبه بالجمع بين النقيضين ..
                  وكنت أتتبع الروايات المتعلقة بهذه القضية وأقاويل العلماء فيها ، في محاولة لتفسيرها على نحو يخفف من أثرها (2)، حتى لا تكون وسيلة للطعن في قراءة القرآن الكريم، وقد انكشفت لي جوانب جديدة حول هذه القضية جعلتني أعود إلى دراستها وعرض نتيجة ما توصلت إليه حولها على المهتمين بالموضوع ، وهي نتيجة أحسب أنها تَسُرُّ حملة القرآن ، والمهتمين بدراسة القراءات،إن شاء الله تعالى، وأرجو أن تبعث السرور في نفوس المتخصصين بدراسة الحديث أيضاً ،والحق أحق أن يتبع ، والحكمة ضالة المؤمن . وتتلخص تلك النتيجة في أن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث انبنى على وَهْمٍ وقع فيه بعض كبار علماء الحديث الأوائل،وانتشر عند مَن جاء بعدهم ، وأُضيف إليه ، حتى صار كأنه حقيقة مسلمة لا تقبل النقاش.
                  وسوف أعرض عناصر الموضوع الأساسية على نحو مختصر من خلال بحث الفقرات الآتية:(1) ترجمة حفص بن سليمان القارئ .
                  (2) ]أشهر أقاويل المُجَرِّحِين(3) أقوال المُوَثِّقِين(4)]مناقشة واستنتاج.
                  أولاً : ترجمة حفص بن سليمان القارئ

                  لعل من المفيد للقارئ الاطلاع على ترجمة ملخصة لحفص بن سليمان ، قبل عرض فقرات الموضوع المتعلقة بتوثيقهوتجريحه ، وسوف أقتصر على إيراد نصين لترجمته يمثلان وجهتي نظر متقابلتين لكل من علماء القراءة وعلماء الحديث ، الأول من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري الذي حاول إبراز النقاط المضيئة في شخصية حفص ، والثاني من كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ، الذي جمع فيه من أقوال التجريح التي يمكن أن تُخْرِجَ حفصاً - لو صحت - من الدين ..
                  قال ابن الجزري : " حفص بن سليمان بن المغيرة ،أبو عمر الأسدي الغاضري البزَّاز، ويعرف بحُفَيْص ، أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ، وكان ربيبه ابن زوجته ، وُلِدَ سنة تسعين، قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ أيضاً بها، وقال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان ،وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم، وقال الذهبي: أما القراءة فثقة ثَبْتٌ ضابط لها ، بخلاف حاله في الحديث ، قلت : يشير إلى أنه تُكُلِّمَ فيه من جهة الحديث، قال ابن المنادي: قرأ على عاصم مراراً، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم ... توفي سنة ثمانين ومئة على الصحيح،وقيل بين الثمانين والتسعين ... "(3).
                  وقال ابن الجوزي : " حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي القارئ البزَّاز ، وهو صاحب عاصم ،ويقال له الغاضري، وهو حفص بن أبي داود ، كوفي ، حدَّث عن سماك بن حرب ، وليث ،وعاصم بن بهدلة ، وعلقمة بن مرثد ، قال : يحيى : ضعيف ، وقال مرَّة : ليس بثقة ،وقال مرة : كذَّاب . وقال أحمد ومسلم والنسائي : متروك الحديث . وقال البخاري:تركوه ، وقال السعدي: قد فُرِغَ منه منذ دهر ، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش كذَّاب متروك يَضَعُ الحديث ، وقال ابن حبان : كان يَقْلِبُ الأسانيد ويرفعُ المراسيل ، وقال أبو زرعة والدارقطني : ضعيف "(4).
                  ثانياً أشهر أقاويل المُجَرِّحين :

                  قال ابن كثير : " إنَّ أول مَن تصدَّىللكلام على الرواة شعبة بن الحجاج، وتبعه يحيى بن سعيد القطَّان، ثم تلامذته:أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وعمرو بن الفلاس، وغيرهم ويكاد معظم الأقاويل في تجريح حفص القارئ يستند إلى ما قاله هؤلاء العلماء الأعلام الذين ذكرهم ابن كثير،وسوف أعرض ما نُقِلَ عن شعبة ويحيى بن معين خاصة ،لأن اللاحقين اعتمدوا على أقوالهما، أما الإمام أحمد فإنه وَثَّقَ حفصاً في ثلاث روايات وضَعَّفَهُ في أخرى ، وسوف أعرض أقواله عند الكلام على المُوَثِّقين
                  (1)شعبة بن الحجاج الواسطي، نزيل البصرة ( ت 160 هـ)نقل محمد بن سعدالبصري نزيل بغداد، كاتب الواقدي، ( ت 230 هـ ) وأحمد بن حنبل البغدادي ( ت 241هـ ) عن يحيى بن سعيد القطان البصري ( ت 168 هـ ) رواية عن شعبة بن الحجاج تتعلقبحفص بن سليمان المِنْقَرِيِّ البصري ، لكنها نُسبت بعد ذلك إلى حفص بن سليمانالأسدي القارئ الكوفي الأصل ، راوية عاصم.
                  ذكر ابن سعد في كتاب الطبقات مَننزل البصرة مِن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –ومَن كان بها بعدهم منالتابعين وأهل العلم والفقه ، وذكر في الطبقة الرابعة منهم:" حفص بن سليمان مولىلبني مِنْقَر ، ويكنى أبا الحسن، وكان أعلمهم بقول الحسن ، قال يحيى بن سعيد ، قالشعبة : أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ عليَّ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها "(6).
                  وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل :" حدثني أبي، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول : عطاء بن أبي ميمون مات بعد الطاعون ، وكان يرى القَدَرَ ، وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل ، فأخبرني شعبة قال : أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها"(7).
                  ولا يخفى على القارئ أن حفص بن سليمان المذكور في قول شعبة هو المنقري، وليس حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءةعاصم ، لكن بعض العلماء نقل هذا القول في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي بعد ذلك، وصاردليلاً على ضعفه في الحديث ، ولعل الإمام محمد بن إسماعيل البخاري هو أقدم من وقع في هذا الوَهْمِ، في ما اطلعت عليه من المصادر، وذلك في كتاب الضعفاء الصغير ، حيث قال :"حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر ، عن علقمة بن مرثد ، تركوه ، وقال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، قال يحيى : أخبرني شعبة قال : أخذ مني حفص كتاباً فلم يرده، قال وكان يأخذ كتب الناس فينسخها"(8).
                  واستقرت هذه الرواية في ترجمة حفصبن سليمان الأسدي القارئ بعد ذلك ، ولم يتنبه المؤلفون إلى أنها رواية بصرية تخصأحد رواة الحديث من البصريين، كيف لا وقد اعتمدها شيخ المحدثين البخاري ، معتمداًعلى روايته عن الإمام أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة بن الحجاج،ولا يكاد يجد المتتبع للموضوع سبباً لتضعيف حفص القارئ غير هذه الرواية(9)، وصاركثير من المؤلفين في الجرح والتعديل يذكرون تضعيف حفص القارئ من غير ذكر العلة ،على نحو ما مر في النص المنقول عن ابن الجوزي ، باعتبار أن تضعيفه أمر ثابت قرَّرهكبار علماء الجرح والتعديل ، ولم يدركوا أن ذلك التضعيف انبنى على أساس غير صحيح.
                  (2).يحيى بن معين ، أبو زكريا البغدادي ( ت233هـ) يبدو أن يحيى بن معين لم يكن يعرف حفص بن سليمان الأسدي الكوفي معرفة شخصية، وليس هناك ما يؤكد أنهما التقيا في بغداد أو في غيرها من المدن، واعتمد يحيى في الحكم على حفص القارئ على قول أيوب بن المتوكل البصري القارئ (ت200هـ) فيه ، فقد نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد :" قال أبو زكريا ، يعني يحيى بن معين : زعم أيوب بن المتوكل قال : أبوعمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ، وأبو بكر أوثق من أبي عمر . قال أبو زكريا : وكان أيوب بن المتوكل بصرياً من القراء ، سمعته يقول ذلك"(10).
                  ونقل بعض المؤلفين في الجرح والتعديل قول أيوب بن المتوكل السابق الذي رواه عنه يحيى بن معين منسوباً إلى ابن معين نفسه مع تغيير فيه أدى إلى وصف حفص بأنه ليس ثقة ، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل عن الليث بن عبيد أنه قال :" سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة ، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ، وأبوبكر أوثق منه"(11). وجاء في كتاب تاريخ ابن معين من رواية عثمان بن سعيدالدارمي (ت280هـ) :" وسألته عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي : كيف حديثه ؟ فقال: ليس بثقة "(12) .
                  وجاء في بعض الروايات عن يحيى بن معين أنه قال : ليس بشيء(13) ،وصارت العبارة في رواية أخرى :"كان حفص كذَّاباً"، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل، عن الساجي، عن أحمد بن محمد البغدادي، قال سمعت يحيى بن معين يقول : كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم ، وكان حفص أقرأ من أبي بكر ،وكان أبو بكر صدوقاً، وكان حفص كذَّاباً"(14). وانتهى الأمر عند ابن الجوزي إلى القول :" قال يحيى : ضعيف ، وقال مرة : ليس بثقة ، وقال مرة : كذاب(15).
                  ويترجح لدي أن ذلك كله قراءة غير دقيقة لقول أيوب بن المتوكل في حفص القارئ ، سواء كانت تلك القراءة من يحيى بن معين نفسه أو من الرواة عنه ، وعَزَّزَ تلك القراءة غير الدقيقة لقول أيوب ما كان قد انتشر من القول بتضعيفه نتيجة لنسبةكلمة شعبة بن الحجاج في حفص المنقري إليه ، لكن ابن الجزري نقل قول ابن معين علىنحو آخر ، قال :" وقال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان"(16) ]
                  والخلاصة هي :
                  أن علماء الجرح والتعديل نسبوا حفص بن سليمان القارئ إلى الضعف في الحديث ،مستندين إلى قول شعبة : إنه كان يستعير كتب الناس فينسخها ، ولا يردها . وإلى قول أيوب : أبو بكر أوثق من أبي عمر . وكلا الأمرين لا يصلح أن يكون علة لتضعيفه ، أما الأول فقد بان أنه وَهْمٌ ، وأما الثاني فإن قول أيوب يمكن أن يعني أن حفصاً ثقة لكن شعبة أوثق منه.
                  وسوف أعود لمناقشة ذلك بعد عرض أقوال الموثقين لحفص.ثالثاً : أقوال المُوَثِّقين

                  لا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح والتعديل من أقوال في توثيق حفص بن سليمان القارئ ، لكنها قليلة، غطَّت عليها أقاويل المجرحين ، ولعل ما ذهب إليه العلماء من " أن تقديم الجرح على التعديل مُتَعَيِّنٌ"(17) قد حجب ما ورد من أقوال في توثيقه.
                  وما ورد من أقوال فيتوثيقه على قلتها تدل على أن حفصاً كان موضع ثقة من علماء عرفوه أو أخذوا عنه . ومن العلماء الذين وثقوه:
                  (1) وكيع بن الجراح ، الكوفي (ت 196هـ):
                  نقلت مجموعة من كتب الجرح والتعديل عن أبي عمرو الداني الأندلسي (ت 444هـ) قوله في حفص القارئ:" مات قريباً من سنة تسعين ومئة ، قال : وقال وكيع : كان ثقـة "(18).
                  وللداني كتاب في طبقات القراء ، لعله ذكر قول وكيع فيه وقول وكيع هذا مهم جداً في توثيق حفص لسببين : الأول : كونه من الكوفة ، وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم ،والثاني : كونه معاصراً لحفص ، وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ!.
                  (2) سعد بن محمد بنالحسن العوفي ، تلميذ حفص:
                  انتقل حفص بن سليمان الأسدي القارئ من الكوفة إلى بغداد ، ولعل ذلك حصل في منتصف القرن الثاني الهجري أو بعده بقليل ، وكان له من العمر قريباً من ستين سنة ، ونزل في الجانب الشرقي منها ، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن مجاهد (ت 324هـ) قوله:"حدثنا محمد بن سعد العوفي ، حدثنا أبي ، حدثنا حفص بن سليمان ، وكان ينزل سُوَيْقَةَ نصر، لو رأيته لَقَرَّتْ عَيْنُكَ به علماً وفهما "(19).]وسعد بن محمد العوفي هذا أحد تلامذة حفص بن سليمان القارئ في بغداد ،وأخذ عنه قراءة
                  عاصم ، قال ابن مجاهد في كتابه السبعة :" حدثني محمد بن سعد العوفي، عن أبيه ، عن حفص، عن عاصم : أنه كان لا ينقص نحو ( هزواً ) و(كفواً)، ويقول: أكره أن تذهب مني عشر حسنات بحرف أدَعُهُ إذا هَمَزْتُهُ "(20)
                  (3) الإمام أحمد بن حنبل (ت241 هـ):
                  ذكر الخطيب البغدادي أربع روايات منقولة عن الإمام أحمد ، في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي المقرئ ، ثلاث منها فيها توثيق ، ورواية فيها تضعيف ، والروايات المُوَثَّقَةُ له هي قوله:
                  أ- هو صالح (21).
                  ب- ماكان بحفص بن سليمان المقرئ بأس (22).
                  ج- عن حنبل، قال سألته ، يعني أباه، عنحفص بن سليمان المقرئ ، فقال هو صالح (23)،
                  وقوله : ( أباه ) يعني عمه أحمد بن حنبل.
                  أما الرواية التي ورد فيها تضعيف لحفص فقال فيها عنه وأبو عمر البزازمتروك الحديث (24.) ونقل ابن أبي حاتم رواية التضعيف على هذا النحو :" أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، في ما كتب إليَّ ، قال سمعت أبي يقول : حفص بن سليمان ، يعني أبا عمر القارئ ، متروك الحديث"(25).
                  ويبدو لي أن عبارة ( يعني أبا عمر القارئ ) مما أضافه ابن أبي حاتم إلى الرواية ، حتى لا ينصرف الذهن إلى حفص آخر ، ولكن من المحتمل أن يكون ابن أبي حاتم قد وَهِمَ في إضافة هذه العبارة ، كماوَهِمَ في نسبة قول شعبة في استعارة حفص للكتب إلى حفص بن سليمان القارئ في الموضع نفسه(26)، فقد يكون المقصود بذلك حفص بن سليمان المنقري.(4) عُبيد بن الصبَّاح الكوفي ثم البغدادي ، تلميذ حفص:نقل الذهبي عن أحمد بن سهل الأشناني(ت307هـ)أنه قال :" قرأت على عبيد بن الصباح ، وكان من الورعين المتقين ، قال قرأتالقرآن كله على حفص بن سليمان ، ليس بيني وبينه أحد"(27).
                  ويدل قول عبيد هذا على افتخاره بأخذه القراءة عن حفص مباشرة ، ولو كان حفص بالصورة التي تصورها كتب الجرح والتعديل من كونه متروك الحديث ، كذاباً ، لما كان لقوله معنى، لاسيما أن تلميذه أحمد بن سهل وصفه بأنه كان من الورعين المتقين .
                  (5) الفضل بن يحيىالأنباري ، تلميذ حفص:
                  ذكر أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري أنه أخذ رواية أبي عمر حفص بن سليمان، عن أبيه، وقال أبوه :" أقرأني عمي أحمد بن بشار بن الحسن الأنباري ، عن الفضل بن يحيى الأنباري ، عن أبي عمر، عن عاصم. قال أبي : قال ليعمي: كان الفضل قد أقام بمكة مجاوراً حتى أخذ القراءة عن أبي عمر"(28).
                  ونقل ابن الجزري عن الفضل أنه قال :" قرأت على حفص وكتب لي القراءة من أول القرآن إلى آخره بخطه"(29)، وفي قول الفضل هذا من الفخر والاعتزاز ما يدل على ثقته بشيخه أبي عمر حفص بن سليمان القارئ.
                  رابعاً : مناقشة واستنتاج:

                  إن ما تقدم من بيان لأقاويل المُجَرِّحِينَ لحفص بن سليمان الأسدي ،وأقوال المُعَدِّلِينَ له، يقتضي إعادة النظر في الموضوع كله ، في ضوء الحقائق التي تكشفت من خلال البحث ، وعلى النحو الآتي:
                  (1) إن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث يحتاج إلى مراجعة ، بل قد يحتاج إلى تعديل وتصحيح ، وذلك بتغليب أقوال المعدِّلين له، لأن التعديل يُقبل من غير ذكر سببه ، على الصحيح المشهور ،ولا يُقبل الجرح إلا مُبَيَّن السبب(30).
                  وقد اتضح أن سبب تضعيف حفص بن سليمان القارئ الرئيس هو قول شعبة بن الحجاج ، وقد بان أن شعبة كان يعني حفص بن سليمان المنقري البصري ، ويؤكد ذلك أن ابن سعد نقل عن شعبة أن حفصاً المنقري كانت لديه كتب استفاد منها أخو زوجته أشعث بن عبد الملك في معرفة مسائل الحسن ، لأن حفصاً هذا كان أعلمهم بقول الحسن (31).
                  ولا يخفى أن تضعيف يحيى بن معين لحفص القارئ كان مبنياًعلى فهم غير دقيق لقول أيوب بن المتوكل ، على نحو ما بيَّنت من قبل . وبناء على ذلك ينبغي أن يعتمد قول الإمام أحمد بن حنبل في توثيق حفص القارئ ، ويحمل ما ورد من تضعيف على حفص آخر ، لأن وجود عدد من الأشخاص يحملون اسم حفص بن سليمان قد أوقع بعض العلماء في الخلط بينهم ، على نحو ما سنوضح بعد قليل.
                  أما أقوال علماءالجرح والتعديل الذين جاءوا بعد الجيل الأول من طبقة شعبة ويحيى بن معين والإمامأحمد والبخاري ، فإنهم كانوا ينقلون ما قاله هؤلاء الأعلام ، على ما فيه من أوهام وخلط ، وقد يتصرفون في العبارة بما يزيد من شدة النقد والتجريح لحفص بن سليمان القارئ ، وغَطَّتْ أقاويل التجريح أقوال التوثيق حتى نُسِيَتْ تقريباً ، على نحو مالاحظنا في النص الذي نقلناه عن ابن الجوزي من قبل.
                  (2) ذكرت كتب التراجمعدة أشخاص من رواة الحديث باسم حفص بن سليمان ، عاشوا في القرن الثاني .
                  ذكرالبخاري منهم في كتابه التاريخ الكبير أربعة ، هم (32)
                  أ. حفص بن سليمان البصري المنقري ، عن الحسن.
                  ب. حفص بن سليمان الأزدي ، روى عنه خليد بن حسان.
                  ج. حفص بن سليمان ، سمع معاوية بن قرة عن حذيفة ، مرسل.
                  د. حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر القارئ وقد وقع خلط بين هؤلاء الرواة للحديث، لاسيما بين حفص المنقري البصري ، وحفص الأسدي الكوفي،على نحو ما ذكرنا من نسبة قول شعبة في حفص البصري، وحمله على حفص الكوفي. ووقع مثل هذا الخلط بينهما في تاريخ وفاتهما ، على نحو ما فعل ابن النديم حين ذكر حفص بن سليمان القارئ، وقال:" مات حفص قبل الطاعون ، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة "(33). وقد نبَّه ابن الجزري إلى ذلك فقال في وفاة حفص القارئ:" تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومئة على الصحيح، وقيل بين الثمانين والتسعين، فأما ما ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم [ عبد الواحد بن عمر ت 349 هـ ] وغيره من أنه توفي قبل الطاعون بقليل، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة، فذاك حفص المنقري بصري، من أقران أيوب السختياني، قديم الوفاة ، فكأنه تصحف عليهم ، والله أعلم "(34).
                  وقد يعثر المتتبع على أمثلة أخرى من الخلط بين هؤلاء ، فقد نقل الهيثمي حديثاً قال عنه :" رواه الطبراني في الكبير ، وفيه حفص بن سليمان المنقري ، وهو متروك ، واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه ، والصحيح أنه ضعفه ، والله أعلم ، وذكره ابن حبان في الثقات "(35).
                  ويثير هذا النص أكثرمن إشكال ، منها أن الطبراني ذكر في الإسناد " حدثنا حفص بن سليمان،
                  عن قيس بن مسلم "(36)، والذي يروي عن قيس بن مسلم هو حفص بن سليمان القارئ، وقد تكون كلمة (المقرئ ) تصحفت إلى (المنقري)، لكن الإشارة إلى أن ابن حبان ذكره في الثقات يؤكد أن المقصود هو ( المنقري)(37)، ويكاد الهيثمي ينفرد بالنص على تضعيف حفص المنقري.
                  ولعل في ما قاله ابن حبان عن حفص بن سليمان المقرئ ما يشير إلى ذلك الخلط ايضاً ، ونصه " كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها ويرويها سماع (كذا) "(38)، فلا شك في أن الذي يأخذ كتب الناس هو المنقري، أماالذي يرفع المراسيل فقد يكون حفص بن سليمان الأزدي، فقد وصفه ابن حبان بأنه:" يروي المراسيل "(39)، ولعل كلمة (يروي) تصحفت عن كلمة( يرفع).
                  وكان أبو زرعة (عبيد الله بن عبد الكريم ت 264هـ ) قد تخوَّف من الخلط بينهما، فقال البرذعي:" وقال لي أبو زرعة : ليس هذا من حديث حفص، أخاف أن يكون أراد حفص بن سليمان المنقري"(40).
                  وإذا كان الأمر بهذه الصورة فإن تضعيف حفص بن سليمان القارئبه حاجة إلى المراجعة ، لأن كثيراً مما رُمِيَ به يرجع إلى البصريين المُسَمَّيْنَ باسمه ، لكن تتابع الأقوال في تجريحه قد حجب الأقوال التي توثقه ، لا بل إن الأمروصل إلى حد تغيير مفهوم قول أيوب بن المتوكل الذي أثبت فيه أن حفصاً أصح قراءة من أبي بكر شعبة ، فقال ابن أبي حاتم :" قلت ما حاله في الحروف ؟ قال : أبو بكر بن عياش أثبت منه "(41).
                  ومما يؤكد عدم دقة هذا التعبير قول أبي هشام الرفاعي (ت248هـ) :" كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم"(42)، وقل ابن المنادي (ت 336هـ) :" وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها على "(43) ، ولعل ابن المنادي يشير إلى قول أيوب بن المتوكل الذي نقلناه من قبل : " أبوعمر أصح قراءة من أبي بكر بن عياش " . .
                  (3) ذكر المزي في ( تهذيب الكمال سبعة وعشرين شيخاً روى عنهم الحديث حفص بن سليمان القارئ (44)، وقد تتبعتهم في(تقريب التهذيب) لابن حجر فوجدته يصف خمسة عشر منهم بـ ( ثقة )، وعشرة منهم بـ(صدوق ) ، وواحد بـ ( لا بأس به )، وواحد وصفه بمجهول ، وهو كثير بن زاذان، الذي يسأل عثمان بن سعيد الدارمي يحيى بن معين عنه، فقال :" قلت يروي ( أي حفص القارئ) عن كثير بن زاذان من هو ؟ قال : لا أعرفه"(45)، لكن ابن حجر ذكره في التهذيب وقال:كثير بن زاذان النخعي الكوفي ، وذكر جماعةً من الرواة الذين رووا عنه سوى حفص ،وذكر نقلاً عن الخطيب البغدادي أنه كان مؤذن النخع (46).
                  وذكر المزي خمسة وثلاثين راوياً أخذوا عن حفص بن سليمان القارئ، وقد تتبعت ما قاله فيهم ابن حجر في تقريب التهذيب ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، فوجدت أن معظمهم موصوف بأنه(ثقة ) أو (صدوق).
                  وإذا نظرنا إلى حال شيوخ حفص القارئ وحال معظم تلامذته من حيث وصفهم بالثقة والصدق فإن من المناسب أن يكون حفصٌ كما وصفه وكيع بأنه : ثقة ،أو كما وصفه الإمام أحمد بأنه : صالح ، وأن نَعُدَّ كل ما وُصِفَ به من ألفاظ التجريح من باب الوهم والخلط الذي كان سببه نسبة القول بأخذ كتب الناس ونسخها إليه، وعدم الدقة في فهم قول أيوب بن المتوكل : إن أبا بكر شعبة أوثق منه.
                  (4) لعل مما يُعَزِّزُ هذه النتيجة أن تُعْقَدَ دراسة لمرويات حفص بن سليمان القارئ من الأحاديث، ومروياتِ مَن يشاركه في الاسم ، ويُدْرَسَ حال رجالها ، وتُوَازَنَ بمرويات غيرهم من المحدثين، للتحقق مما ورد عند ابن حبان من أن حفصاً كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أو نحو ذلك مما نسبه إليه بعض العلماء بعد أن صنفوه في الضعفاء والمتروكين، وأرجو أن أتمكن من القيام بمثل هذه الدراسة في المستقبل، أويقوم بها غيري ممن هو أكثر معرفة مني بعلم الحديث.

                  المراجع

                  (1) ]ينظر: الذهبي : سير أعلام النبلاء 5/560 ، وميزان الاعتدال 2 /319.
                  (2)]ينظر : كتابي : محاضرات في علوم القرآن ص 155 هامش 5.
                  (3) ]غاية النهاية 1/254 – 255
                  (4) كتاب الضعفاء والمتروكين 1/221[.
                  (5) ]الباعث الحثيث ص 137.
                  (6) الطبقات الكبرى 7/256.
                  (7)العلل ومعرفة الرجال 2/503 .
                  [(8)]كتاب الضعفاء الصغير ص 32.
                  (9) ينظر : العقيلي : كتاب الضعفاء 1/270 ،وابن أبي حاتم : الجرح والتعديل 1/140 و3/320 ، و المزي : تهذيب الكمال 7/15 ،والذهبي : ميزان الاعتدال 2/ 320 ، وابن حجر : تهذيب التهذيب 2/345
                  (10) تاريخ بغداد 8/186 ، وينظر : المزي : تهذيب الكمال 7/13 ، وابن حجر : تهذيب التهذيب / 345.
                  (11)]الكامل في الضعفاء 2/380
                  (12) تاريخ ابن معين ص 97 ، وينظر: ابن حبان : كتاب المجروحين 1/255 ، وابن عدي : الكامل في الضعفاء 2/380، والخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 8/ 186 ،والمزي : تهذيب الكمال 7/13 ، وابن حجر : تهذيب التهذيب 2/ 345(13) ينظر : العقيلي : كتاب الضعفاء 1/270 ، والذهبي : ميزان الاعتدال 2/320.
                  (14)]الكامل 2/380 ، وينظر : المزي : تهذيب الكمال 7/15، وابنحجر : تهذيب التهذيب 2/345.
                  (15) كتاب الضعفاء والمتروكين 1/221.
                  (16) غايةالنهاية 1/
                  (17) ]ينظر : ابن الجوزي : كتاب الضعفاء والمتروكين 1/7 ،والسيوطي : تدريب الراوي 1/ 204.]
                  (18) ]ينظر : علم الدين السخاوي : جمال القراء 2/66، والمزي : تهذيب الكمال 7/15 ، والذهبي : ميزان الاعتدال 2/ 321 ، والهيثمي : مجمع الزوائد 10/163 ، وابن حجر : تهذيب التهذيب 2/ 345.]
                  (19) تاريخ بغداد 8/186، وينظر :المزي : تهذيب الكمال 7/12، وابن حجر : تهذيب التهذيب 2/345.
                  (20) كتاب السبعة ص 159 ، وينظر : ابن الجزري : غاية النهاية 2/142.
                  (21) تاريخ بغداد 8/186 ، وينظر : المزي : تهذيب الكمال 7/13 ، والذهبي : ميزان الاعتدال.
                  (22) تنظر : المصادر المذكورة في الهامش السابق. (23) ]تاريخ بغداد 8/186 .
                  (24) ]تاريخ بغداد 8/186 ، وينظر : العقيلي : كتاب الضعفاء 1/270.
                  (25)]الجرح والتعديل 3/173 ، وينظر : الذهبي : ميزان الاعتدال 2/320.]
                  (26) ينظر : الجرح والتعديل 3/173.
                  (27)]معرفة القراء الكبار 1/249]
                  (28) إيضاح الوقف والابتداء 1/113.
                  (29) غاية النهاية 2/11.
                  (30) ينظر : السيوطي:تدريب الراوي 1/202.
                  (31)]ينظر : الطبقات الكبرى 7/276(32) التاريخ الكبير 2/363 ، وينظر : ابن أبي حاتم : الجرح والتعديل 3/ 173-174.
                  (33)الفهرست ص 31.
                  (34) غاية النهاية 1/255.
                  (35) ]مجمع الزوائد 1/328.
                  (36) المعجم الكبير 12/209.
                  (37)] ابن حبان : الثقات 6/195.
                  (38)]كتاب المجروحين 1/255 ، وينظر : الذهبي : ميزان الاعتدال 2/320.
                  (39)الثقات 6/197.
                  (40) سؤالات البرذعي ص 8.
                  (41) الجرح والتعديل 3/174.
                  (42) الذهبي : معرفة القراء 1/141 ، وابن الجزري : غاية النهاية 1/254.
                  (43) المصدران السابقان.
                  (44) تهذيب الكمال 7/11- 12.
                  (45) ينظر : ابن عدي : الكامل في الضعفاء 2/ 380[/ ، والخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 8/168.
                  (46) تهذيب التهذيب 8/369.
                  (47) ]نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/186) أن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش (ت 283هـ) قال : " حفص بن سليمان كذَّاب ، متروك ، يضع الحديث " . ولا يخفى على القارئ أن ابن خراش قد أتى بألفاظ في تجريح حفص لم يأت بها أحد من قبله ، وهي تطعن في عدالته وتنسبه إلى الكذب ووضع الحديث . وهذا أمر لا يوجد ما يشير إليه فيأقوال المعاصرين لحفص أو يدل عليه . ولعل من المناسب أن نذكر هنا أن ابن خراش هذا كان رافضياً يطعن على الشيخين ، فما بالك بمن هو دونهما ( ينظر : السيوطي : طبقات الحفاظ ص 297).

                  وفي هذا المجال لا يفوتكم البحث القيم حول هذا الموضوع للأستاذ الدكتور يحيى بن عبد الله بن يحيى البكري الشهري. كلية المعلمين في أبها وهو من المتخصصين في الحديث الشريف ودراسة رجاله.. والمنشور في منتدى أهل التفسير
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:44 م.

                  تعليق

                  • المهندس زهدي جمال الدين
                    12- عضو معطاء

                    حارس من حراس العقيدة
                    عضو شرف المنتدى
                    • 3 ديس, 2006
                    • 2169
                    • مسلم

                    #39
                    لست أدري لماذا ظهرت المشاركة بهذه الطريقة ..عموما ، سوف أعيدها مرة أخرى للأهمية ..وعلى كل حال فكل مشاركاتي في المنتدى تظهر فيها الكلمات متلاصقة بعضها البعض وأعاني من مشكلة فك الكلمات والأحرف بعد ذلك ولست أدري هل هذه المشكلة عندي وحدي أم أنها مشكلة عامة..فما من مشاركة لي إلا وتظهر على هذا الحال..
                    ملحوظة:
                    هذه المشكلة في هذا المنتدى فقط ..
                    ------------------
                    متابعة إشرافية:
                    تم إعادة تنسيق المشاركة بمعرفتي، وحذف المشاركة الثانية (التكرار)
                    توحيد.
                    نعتذر لما اضطررتم لبذله من جهد إضافي.
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:43 م.

                    تعليق

                    • صفي الدين
                      مشرف المنتدى

                      • 29 سبت, 2006
                      • 2596
                      • قانُوني
                      • مُسْلِم حُرٍ لله

                      #40
                      السلام عليكم
                      تحية خاصة للاستاذ الكبير م/زهدى جمال الدين
                      بارك الله فيكم
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:43 م.
                      مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

                      تعليق

                      • (((ساره)))
                        مشرفة الأقسام النصرانية
                        والمشرفة العامة على
                        صفحة الفيسبوك للمنتدى

                        • 11 سبت, 2006
                        • 9472
                        • مسلمة ولله الحمد والمنة

                        #41
                        يا أخوتي لقد قرأت بالأمس مشاركة للسهم بخصوص المصحف الشريف وبحثت عنها الآن ولم أجدها

                        فأين هي ؟؟

                        بارك الله فيكم وجزاكم خيراً كثيراً .
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:43 م.
                        اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                        تعليق

                        • (((ساره)))
                          مشرفة الأقسام النصرانية
                          والمشرفة العامة على
                          صفحة الفيسبوك للمنتدى

                          • 11 سبت, 2006
                          • 9472
                          • مسلمة ولله الحمد والمنة

                          #42
                          السهم ..

                          وددت لو وضعت سؤالك الأخير كموضوع منفصل في قسم الرد على أسئلة غير المسلمين منعاً للتشتيت هنا و للإهتمام بالإجابة على سؤالك هناك ولكن تذكر أنك لابد أن ترد في المقابل على أسئلة د .أمير عبد الله هنا ..
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:43 م.
                          اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                          تعليق

                          • believer
                            4- عضو فعال

                            عضو اللجنة العلمية
                            حارس من حراس العقيدة
                            عضو شرف المنتدى
                            • 18 يون, 2006
                            • 688
                            • مسلم

                            #43
                            بواسطة السهم
                            أنا أملك الكثير من البراهين تثبت وترهن ان العهد الجديد اليوم هو نفسه منذ ات كتب بالوحي على يد كتبة الوحي

                            [SIZE="5"]اننا لا نرى ردودا من الاستاذ السهم ن انه يتجاهل كل شىء و يرد على الاسئلة بأسئلة ؟

                            اننا نريد ردا محددا واضحا على ما طرحه الدكتور امير خاصة الفقرة التالية و هى أساس الموضوع

                            بواسطة دأمير عبد الله
                            المطلوب مِنك حتى الآن ... وما زِلت تُماطِل فيه وتلْتف حوله :

                            من هم رِجالُك ؟!!..سمِّهِم في كل عام وكل عِقد ... يعني مثلاً تقول لنا : نقل الإنجيل العام الاول 100 رجُل ثِقة وهم كذا وكذا وكذا و مصدري كذا ,,, و العام الثاني 300 رجُل من الثُقات وهم كذا وكذا وكذا و مصدري كذا ... أو يُمكِنك ذِكْرُهُم بالطبقات ... وليكن كل طبقة 20 عاماً مثلاً فتقول في العشرين عام الأولى نقل الإنجيل ثلاثمائة مثلاً وهم كذا ومذكورين في كِتاب كذا , ومنهم انتقل إلى كذا عن كذا ...الخ ....ويُمكِنك ذِكْر استِشهاداتهم الانجيلية لما عِنْدكم من نصوص اليوم إن وُجِد .. ولو كانوا أفراداً آحادا فينبغي عليك بعد ان تؤكِّد لنا عقائِدهُم وسلامتها من الهرطقة أن تؤكِّد لنا ان هؤلاء الأفراد امتلكوا الانجيل الذي تمتلِكونه اليوم ... مراعيا الاستشهاد بالفقرات الانجيلية في رسائلهم لنتأكد من صدق كلامك ... هذا هو المنطق يا عزيزي ...!!


                            بالاضافة الى الى ذلك اننى كلى شغف لاسمع ردا على الاتى:

                            1- من هم ال 120 شخصا الذين حلت عليهم الروح القدس وما هى أسماؤهم و ما هى شجرة العائلة لهم على مدى الاجيال و حتى الان ؟

                            2- كيف كان الله ( يسوع ) يعيش بين الناس و لم يسجل او يكتب اى كلام له فى حياته ، و انما كتب كلامه كتبة وحى مزعومين بعد عقود طويلة ، فهل المسيح بعد ان نزل الى الارض أضاع فرصة تثبيت كلامه بنفسه و اعتمد على كتبة مزعومين كثير منهم مجهول و تزعمون انهم مسوقون بالروح القدس ؟؟ هل هذا معقول ؟

                            3- لماذا لم تكتب الاناجيل باللغة الاراميه التى كان يتحدث بها السيد المسيح ؟؟
                            ان كتابتها بلغة اخرى هى اكبر ديل على انقطاع التواصل و النقل و السند بين الكتبة ؟

                            4- ان كتبة الاناجيل لم يكونوا ضمن ال 120 الذين حلت عليهم الروح القدس و اعطتهم رخصة و تفويض للتحدث باسم الله ، فهل يمكنك اثبات انهم على الاقل من أبناء او احفاد هذه المجموعة ؟

                            وهل قوة الروح القدس تورث بمعنى ان كل الاجيال التى يعود نسبها الى ال 120 شخصا ، لا زال لديها ترخيص من الله للتحدث باسمه و فى هذه الحالة هل لديكم سجل موثق لنسب و شجرة العائلة لكل فرد من ال 120 فردا تثبت ان أشخاصا معينيين يعيشون بيننا الان هم من سلالة ال 120 فردا بصورة مؤكدة و موثقة و ان هؤلاء الناس لديهم رخصة متوارثة للتحدث باسم الله و حتى الان ؟

                            واذا لم يكن الامر كذلك هل تدلنا يا صيقى متى انتهت صلاحية الرخصة المعطاة لل 120 فردا و فى اى عام و فى أى جيل ؟

                            و أخيرا اكرر لك السؤال الذى سيظهر فيه مدى قوة حجتك فى انك متأكد ان نفس الوحى لللانجيل هو الذذى معكم الان ..مع تفسير لماذا أضاع المسيح ( و هو الله ) فرصة وجوده بنفسه على الارض و اعتمد على ناس كثير منهم مجهول باعتراف الاناجيل نفسها ؟:


                            من هم ال 120 شخصا الذين حلت علبهم الروح القدس وما هى أسماؤهم
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:43 م.
                            وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ

                            تعليق

                            • (((ساره)))
                              مشرفة الأقسام النصرانية
                              والمشرفة العامة على
                              صفحة الفيسبوك للمنتدى

                              • 11 سبت, 2006
                              • 9472
                              • مسلمة ولله الحمد والمنة

                              #44
                              آسفة جداً جداً أرجو نقل مشاركاتي في موضوع علم الرجال إلى هنا فلم أنتبه ..

                              آسفة جداً ..
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:43 م.
                              اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                              تعليق

                              • م /الدخاخني
                                إدارة المنتدى

                                • 17 يون, 2006
                                • 2724
                                • مهندس
                                • مسلم

                                #45
                                بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
                                وبعـــــــــــــد

                                نرى هنا شخص يقول لي ان موضوع عبدالله بن ابي سرح خارج الموضوع وشخص يطالبني ان اتكلم عن عبدالله بن ابي سرح كاتب الوحي المرتد ونشكر الرب ان كتاب الوحي عندنا لم يرتدوا مما ياكد ان الذي كتبوه هو كلام الرب الحقيقي
                                وماذا عن أنبيائكم الذين إرتدوا وعبدوا الأصنام ؟؟؟؟؟؟
                                يا سهم كفاك جدال بالباطل حاول أن تفهم ما هو " علم الرجال "

                                أما ما أوردته في مشاركتك الأخيرة عن حرق عثمان للمصاحف فهذا موضوع آخر .
                                فقرآن المسلمين منقول إلينا عن طريق الكثير والكثير والكثير من الحفاظ . بالإضافة للمكتوب في عهد الرسول .
                                هل تعرف كم عدد الصحابة الحافظين للقرآن الكريم ؟؟؟؟
                                وفي المقابل :
                                هل تخبرنا عن عدد الحافظين للأناجيل ؟؟؟
                                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 1 نوف, 2020, 01:42 م.
                                بين الشك واليقين مسافات , وبين الشر والخير خطوات فهيا بنا نقطع المسافات بالخطوات لنصل الي اليقين والثبات .

                                (( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ))

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                مغلق: علوم الاجنة
                                بواسطة Momen Abedi
                                ابتدأ بواسطة Momen Abedi, 12 ديس, 2021, 07:30 ص
                                ردود 5
                                165 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                                ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 1 ديس, 2021, 08:18 م
                                ردود 9
                                349 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة طالب علم مصري
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 13 يول, 2021, 12:17 ص
                                ردود 5
                                422 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 20 ماي, 2021, 11:43 م
                                رد 1
                                292 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 15 ماي, 2021, 02:16 ص
                                ردود 0
                                204 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                يعمل...