هل كان ” زرادشت ” نبيا ؟
يقول الله عز و جل فى كتابه العزيز :
” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) “... ( سورة غافر )
وكذلك قال سبحانه و تعالى :
وكذلك قال سبحانه و تعالى :
” إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) ” ... ( سورة فاطر )
وقال أيضا سبحانه و تعالى :
” مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) ” ... ( سورة الإسراء )
مؤكدا بذلك أنه ما من أمة إلا و بعث فيها نبى , منهم من ذكر بالإسم فى القرآن الكريم , ومنهم من ذكر بالإشارة إليه دون ذكر
إسمه , ومنهم من لم يذكر لا بالإسم و لا بالإشارة إليه .
ومن ناحية أخرى , يصر الملحدون على كون كل الديانات القائمة على التوحيد مصدرها الشرق الأوسط , زاعمين أن تطورالأديان فيها كان وتيرته و سرعته أعلى من أى منطقة أخرى فى العالم لأنها منطقة كانت تتوسط العالم القديم و تموج بالأحداث والتطورات وكانت ملتقى للتجارة من أنحاء العالم شتى .
وزعموا أيضا أن المناطق الراكدة فى العالم القديم توقف تطور الأديان فيها عند تعدد الآلهة بسبب قلة إتصالها بالعالم الخارجى ويقصدون بذلك مناطق مثل إفريقيا و أقاصى آسيا .
ورغم أن هذه النظرية تناقض نفسها بل وتنسف نفسها إلا أن هذا ليس وقت الحديث عن ذلك .
وقال أيضا سبحانه و تعالى :
” مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) ” ... ( سورة الإسراء )
مؤكدا بذلك أنه ما من أمة إلا و بعث فيها نبى , منهم من ذكر بالإسم فى القرآن الكريم , ومنهم من ذكر بالإشارة إليه دون ذكر
إسمه , ومنهم من لم يذكر لا بالإسم و لا بالإشارة إليه .
ومن ناحية أخرى , يصر الملحدون على كون كل الديانات القائمة على التوحيد مصدرها الشرق الأوسط , زاعمين أن تطورالأديان فيها كان وتيرته و سرعته أعلى من أى منطقة أخرى فى العالم لأنها منطقة كانت تتوسط العالم القديم و تموج بالأحداث والتطورات وكانت ملتقى للتجارة من أنحاء العالم شتى .
وزعموا أيضا أن المناطق الراكدة فى العالم القديم توقف تطور الأديان فيها عند تعدد الآلهة بسبب قلة إتصالها بالعالم الخارجى ويقصدون بذلك مناطق مثل إفريقيا و أقاصى آسيا .
ورغم أن هذه النظرية تناقض نفسها بل وتنسف نفسها إلا أن هذا ليس وقت الحديث عن ذلك .
ويكفى أن نتذكر ما كشفه لما د. ذاكر الهندى الأصل من ذكر ووصف لصفات الله عز و جل فى الديانة الهندوسية وكذلك البشارات بالنبى صلى الله عليه وسلم بل و بجده الأكبر سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام .
ولا يمكن أيضا أن نتناسى ما ذكره د. مصطفى محمود فى كتابه ” حوار مع صديقى الملحد ” عن الأوصاف التى وصف بها معبود قبائل الزولو , وهنا أنقل من كتابه الرائع ما يلى :
( ومن يدرينا .. ربما كانت مجرد لفته من ذلك الزنجي البدائي إلى السماء في رهبة هي عند الله منجية ومقبولة أكثر من صلاتنا.على أن القراءة المتأملة لأديان هؤلاء الزنوج البدائيين تدل على أنه كان لهم رسل ورسالات سماوية مثل رسالاتنا.في قبيلة الماو ماو مثلاً نقرأ أنهم يؤمنون بإله يسمونه " موجايى " ويصفونه بأنه واحد أحد لم يلد ولم يولد وليس له كفو ولاشبيه .. وأنه لا يرى ولا يعرف إلا من آثاره وأفعاله .. وأنه خالق رازق وهاب رحيم يشفي المريض وينجد المأزوم وينزلالمطر ويسمع الدعاء ويصفونه بأن البرق خنجره والرعد وقع خطاه.أليس هذا ال "موجايى " هو إلهنا بعينه .. ومن أين جاءهم هذا العلم إلا أن يكون في تاريخهم رسول ومبلغ جاء به .. ثمتقادم عليه العهد كالمعتاد فدخلت الخرافات والشعوذات فشوهت هذا النقاء الديني.
وفي قبيلة نيام نيام نقرأ أنهم يؤمنون بإله واحد يسمونه " مبولي" ويقولون أن كل شيء في الغابة يتحرك بإرادة " مبولي " وأنهيسلط الصواعق على الأشرار من البشر .. ويكافيء الأخيار بالرزق والبركة والأمان.
وفي قبيلة الشيلوك يؤمنون بإله واحد يسمونه " جوك " ويصفونه بأنه خفي وظاهر .. وأنه في السماء وفي كل مكان وأنهخالق كل شيء.وفي قبيلة الدنكا يؤمنون بإله واحد يسمونه " نيالاك " وهي كلمة ترجمتها الحرفية .. الذي في السماء .... أو الأعلى....ماذا نسمي هذه العقائد إلا أنها إسلام.
وماذا تكون إلا رسالات كان لها في تاريخ هؤلاء الأقوام رسل.
إن الدين لواحد.....)...
وفي قبيلة الشيلوك يؤمنون بإله واحد يسمونه " جوك " ويصفونه بأنه خفي وظاهر .. وأنه في السماء وفي كل مكان وأنهخالق كل شيء.وفي قبيلة الدنكا يؤمنون بإله واحد يسمونه " نيالاك " وهي كلمة ترجمتها الحرفية .. الذي في السماء .... أو الأعلى....ماذا نسمي هذه العقائد إلا أنها إسلام.
وماذا تكون إلا رسالات كان لها في تاريخ هؤلاء الأقوام رسل.
إن الدين لواحد.....)...
وإستمرارا فى الرد على الإلحاد أعرض عليكم هذا السؤال لنناقشه سويا :
هل كان ” زرادشت ” نبيا ؟
وقبل أن أعرض سبب طرح هذا السؤال علي بدءا فى عجالة أنه رغم تعدد الآلهة فى بلاد فارس , قبل ” زرادشت ” , إلا أنهم كانوا يؤمنون بالقيامة والبعث والحساب على الخير والشر (1) .
أما بالنسبة لزرادشت فقد كانت تسبيحاته وتمجيداته للإله الواحد الذى دعا قومه لعبادته وحده , من الجمال والصدق أن قال عنها ” ديوكريسستوم ” أنه لا الشاعر ” هوميروس ” و لا الشعار ” هزيود ” إستطاعا تمجيد معبودهم ” زيوس ” ( رب الأرباب فى عند الإغريق ) بمثل الجمال والعظمة فى وصف و تمجيد الإله الواحد الذى دعا لعبادته ” زرادشت ” (1) ...
فلقد دعا ” زرادشت ” الى عبادة إله واحد لقبه ” أهورامزدا ”...
وقبل زرادشت كانت بلاد فارس تجعل لنفسها إلهين هما ” هرمز ” إله الخير و ” أهرمن ” إله الشر وتؤمن أنهما فى صراع مستمر وأنهما متساويان فى القدر والقوة . ولكن مع مجئ زرادشت , أنكر تماما الوثنية و حارب تعدد الألهة , وجعل الخير المحض من صفات الله ونزل بإله الشر الى أدنى الدرجات مقاما وقدرا ووصفه بأنه مارد مطرود ونزل به الى درجة المخلوق ونفى عنه الألوهية تماما (1)...
وبشر ” زرادشت ” بالثواب و أنذر بالعقاب و قال بخلق الروح قبل الجسد وقصر العبادة على إله واحد وصفه بأعلى وأقدس صفات التنزيه التى يمكن أن يعرفها أهل زمانه (1) .ووصف ” زرادشت ” الخير بأنه غالب دائم والشر بأنه مغلوب منظور الى أجل مسمى (1) .
فلقد دعا ” زرادشت ” الى عبادة إله واحد لقبه ” أهورامزدا ”...
وقبل زرادشت كانت بلاد فارس تجعل لنفسها إلهين هما ” هرمز ” إله الخير و ” أهرمن ” إله الشر وتؤمن أنهما فى صراع مستمر وأنهما متساويان فى القدر والقوة . ولكن مع مجئ زرادشت , أنكر تماما الوثنية و حارب تعدد الألهة , وجعل الخير المحض من صفات الله ونزل بإله الشر الى أدنى الدرجات مقاما وقدرا ووصفه بأنه مارد مطرود ونزل به الى درجة المخلوق ونفى عنه الألوهية تماما (1)...
وبشر ” زرادشت ” بالثواب و أنذر بالعقاب و قال بخلق الروح قبل الجسد وقصر العبادة على إله واحد وصفه بأعلى وأقدس صفات التنزيه التى يمكن أن يعرفها أهل زمانه (1) .ووصف ” زرادشت ” الخير بأنه غالب دائم والشر بأنه مغلوب منظور الى أجل مسمى (1) .
وسما إله الخير الواحد بإسم ” أهورا مزدا ” ومعناها ” السيد الحكيم ” وجعله إلها واحدا أحدا .
ويتخيل ” زرادشت ” إلهه ” هرمز ” ( أو ” اهورا مزدا ” ) مستويا على عرش النور محفوفا بستة من الملائكة الأبرار . بل وتحدث عن خلق العالم فى ستة أدوار وقال أن الناس محاسبون وكل أعمالهم تسجل على سجل محفوظ , وأن أعمال الناس توزن بعد موتهم فمن كانت حسناته أكثر فمآله الى النعيم بالقرب من ” أهورامزدا ” , ومن كانت سيئاته أكثر فمآله إلى الهاوية .
بل وأكثر من ذلك فلقد قال أن من تتساوى حسناتهم وسيئاتهم لا يدخلون الى النعيم ولا إلى الهاوية بل إلى مكان آخر يستقرون فيه حتى تحين القيامة ويتطهر الجميع بالنار المقدسة فيرتفعون جميعا إلى حضرة ” هرمز ” ..
وتحدث أيضا عن وجود قنطرة إسمها ” شنقاد ” تتوافد إليها كل الأرواح بعد الموت وبعد مرورها عليها يلقاها ملكين يسألان كل روح وينصبان لها الميزان ويسألاها عما لديها من الأعذار والشفاعات (1)...
ويقول د.ذاكر نايك أن ” الزرادشتية ” تصف هذا الإله بأنه :
واحد – لاشئ يشبهه – لا بداية له ولا نهاية – لاوالد له ولاوالدة ولا أبناء – لا شكل له ولا جسد – لايمكن للعين رؤيته ولايمكن للعقل أن يتصوره – أنه أعلى من كل ما يمكنك تخيله – وأنه أقرب إليك من نفسك (2)...
ويقول د.ذاكر نايك أن ” الزرادشتية ” تصف هذا الإله بأنه :
واحد – لاشئ يشبهه – لا بداية له ولا نهاية – لاوالد له ولاوالدة ولا أبناء – لا شكل له ولا جسد – لايمكن للعين رؤيته ولايمكن للعقل أن يتصوره – أنه أعلى من كل ما يمكنك تخيله – وأنه أقرب إليك من نفسك (2)...
وتصفه بأنه :
-الخالق ( يزنا 31:7 و 31:11 ) و ( يزنا 44:7) و(يزنا 50:11) و(يزنا 51:7) .
-الأقوى والأعظم (يزنا 33:11) و (يزنا 45:6) .
-الرحيم (يزنا 33:11 و 48:3)
-الكريم (يزنا 43:4 إلى يزنا 43:15 ) و (يزنا 44:2) و (يزنا 45:5) وفى مواضع عديدة أخرى (2)...
ويذكر الأستاذ عباس محمود العقاد فى كتابه ” الله ” أنشودة من ” الزندفستا ” يقول فيها ” زرادشت ” أنه سأل فيها ” هرمز ” قائلا ” يا هرمز الرحيم .. صانع العالم المشهود ..أيها القدس الأقدس .. أى شئ هو أقوى القوى جميعا فى الملك والملكوت ؟ ”.
فيقول له ” هرمز ” : ” إنه إسمى الذى يتجلى فى أرواح عليين , فهو أقوى فى عالم الملكوت ” (1)...
وتفيض رسائل ” زرادشت ” باليقين من رسالته وإصطفاء الله له للتبشير بالدين الصحيح والقضاء على عبادة الأوثان ويقول فى ذلك ” أنا وحدى صفيك الأمين وكل من عداى فهو عدو لى مبين ” (1)...
أما حكاية النار المقدسة فلقد قدسها على أنها أطهر و أصفى العناصر المخلوقة وليست خالقة (1)...
أما تاريخ ظهوره ووجوده فالمراجع اليونانية ترده الى القرن الستين قبل الميلاد أما المراجع العربية فترده الى 270 سنة قبل الإسكندر الأكبر , وقال العلماء أنه عاش من 660 إلى 583 قبل الميلاد .......
-الكريم (يزنا 43:4 إلى يزنا 43:15 ) و (يزنا 44:2) و (يزنا 45:5) وفى مواضع عديدة أخرى (2)...
ويذكر الأستاذ عباس محمود العقاد فى كتابه ” الله ” أنشودة من ” الزندفستا ” يقول فيها ” زرادشت ” أنه سأل فيها ” هرمز ” قائلا ” يا هرمز الرحيم .. صانع العالم المشهود ..أيها القدس الأقدس .. أى شئ هو أقوى القوى جميعا فى الملك والملكوت ؟ ”.
فيقول له ” هرمز ” : ” إنه إسمى الذى يتجلى فى أرواح عليين , فهو أقوى فى عالم الملكوت ” (1)...
وتفيض رسائل ” زرادشت ” باليقين من رسالته وإصطفاء الله له للتبشير بالدين الصحيح والقضاء على عبادة الأوثان ويقول فى ذلك ” أنا وحدى صفيك الأمين وكل من عداى فهو عدو لى مبين ” (1)...
أما حكاية النار المقدسة فلقد قدسها على أنها أطهر و أصفى العناصر المخلوقة وليست خالقة (1)...
أما تاريخ ظهوره ووجوده فالمراجع اليونانية ترده الى القرن الستين قبل الميلاد أما المراجع العربية فترده الى 270 سنة قبل الإسكندر الأكبر , وقال العلماء أنه عاش من 660 إلى 583 قبل الميلاد .......
وشكرا............................................. ......
(1) كتاب " الله " - عباس محمود العقاد .
(2) كتاب THE CONCEPT OF GOD IN DIFFERENT WORLD RELIGIONS - د.ذاكر نايك .
تعليق