بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على خير الأنام: محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، قائد الأنبياء وإمام المرسلين، وصفوة خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
أما بعد ..
يتناول القمص زكريا بطرس هذه المرة موضوع التثليث فى القرآن، وكيف يراه. ورددنا عليه، وفندنا مزاعمه. وليس هذا هو الموضوع الرئيسى فقط ، بل تفرع من ذلك إلى مهاجمة القرآن مبتدءًا باسم الله ، وكيف هو مشتق من اسم إله القمر، ومنتهيًا بالتَّهكُّم على بعض أسماء الله الحسنى وصفاته.
وبعد أن فندت مزاعمه وأوهامه حول موضوع التثليث ، الذى لم يثبته إلى الآن، وأثبت له من القرآن، بل ومن كتابه الذى يقدسه أنهم مثلثين، ولا علاقة لهم بالتوحيد لا من قريب ، ولا من بعيد، أثبت له علميًا وكتابيًا مما اشتقَّ اسم إلهه ، وماذا تعنى كلمة يسوع ، وأنها لا وجود لها فى الكتاب الذى يقدسه، ومن هو يهوه ، ومتى دخل إلى كتابهم ، وأهمية الشيطان عن يهوه فى كتابه ، ومما اشتُقَّ هذا الاسم ، بل إن بعض أقاويل يسوع وبولس لها علاقة وثيقة بعبادة القمر.
وانتهيت بالرد على شبهاته على بعض أسماء الله الحسنى ، بل وأثبت له وجود مثل هذه الصفات فى كتابه. الأمر الذى يدل على جهله بنصوص كتابه ، والتلذُّذ فقط بمهاجمة الآخرين.
علاء أبو بكر
الرد على قول القرآن
(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)
======
======
أصحح بداية خطأهم فى الآية، فهى تقول: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة
وها نحن نبدأ الرد على الحلقة الرابعة وهى تكملة للحلقات الثلاثة السابقة، وهى أيضًا عن التثليث. وتبدأ المسرحية الهزلية بين المذيعة فيبى عبد المسيح والقمص زكريا بطرس بادعاء القمص وجود طائفة تُسمَّى المريميين ، جعل مكان سكناها الجزيرة العربية، وكانت تنادى بثالوث غريب، هذا هو الثالوث الذى حاربه القرآن حسب زعمه.
وهو بذلك يريد أن يصل إلى ثلاث نقاط: الأولى تجميل ثالوثه أمام المسيحيين بالذات، بعد أن اختلط الأرثوذكس مع غيرهم على مواقع النت ، وصفحات الويب، وقرأوا أنها ديانة وثنية ، ولم يعرف عيسى u شيئًا عن هذا التثليث، ولم يمارس تلاميذه التعميد باسم الثالوث، وكذلك حذفت معظم ترجمات الكتاب المقدس نص التثليث برسالة يوحنا الأولى 5: 7 ، وكتبوا فى هامش الترجمة أن هذا النص لا يوجد فى أقدم المخطوطات. الأمر الذى ترتب عليه إعمال بعض المسيحيين لعقولهم، وأدى ذلك إما لخروجهم من المسيحية للإسلام أو الإلحاد وإما التزموا اللامبالاة تجاه هذا الدين ، وزهدوا فى الكنيسة مع إيمانهم بإله واحد خالق السماوات والأرض.
وأراد أن يصل فى النقطة الثانية إلى أن ثالوثه هو أصل الدين ، ولم يحاربه القرآن. وبالتالى يقوم بعمل غسيل مخ للبسطاء من المسيحيين والمسلمين ليسلموا له عقولهم. وقد رأينا كيف تسير المسرحية، وكيف يتخبط فى شرحه للثالوث، وكيف يتحايل للطعن بصورة غير مباشرة فى القرآن، وكيف يتناول تحليل موضوع ما وضع نتائجه مسبقًا، ثم ذهب وعاد واستخرج النتيجة دون ترتيب منطقى أو عقلى ، تمامًا مثل الحاوى.
الغرض الثالث هو جعل القرآن دينًا محليًا ، جاء به النبى محمد r لأهل الجزيرة العربية فقط. وقد رددنا على هذه النقطة بالذات. وأثبتنا أن الإسلام دين عالمى ، وأن المسيحية كانت لخراف بيت إسرائيل الضالة فقط.
وتبدأ الحلقة الرابعة بقول المذيعة فيبى عبد المسيح:
المذيع: يقول القرآن لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد فما هو ردكم على ذلك ؟
الإجابة: بالطبع الإسلام نشأ فى الجزيرة العربية وكانت الجزيرة تعبد الأوثان وكانت الكعبة بيت الآلهه وكان فيها أكثر من 360 صنم لكل يوم صنم معبود وطبعاً كان فيه كعبات ثانية كثيرة فى الجزيرة منتشرة غير الكعبة الكبيرة .. فكان من ضمن المعبودات عندهم .. إله القمر وكان يسمى الله وإله الشمس وكانت تسمى اللآت وكانت زوجة القمر وكان لهم أولاد منات وعزة واللآت وهذه الآلهه كانوا يقولون عنها أن القمر تزوج الشمس وخلف منهم منات واللات والعزة ولما جاء الإسلام يدعو للتوحيد كان يحارب تعدد الألهة … لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة .. وهناك بدعة أخرى تكلمنا عنها فى وقت سابق هى بدعة المريميين فى القرن الخامس الميلادى والمسيحية رفضت هذه البدعة وحاربتها ومنعتها وحكمت على القائمين بها … فكانوا يقولون أن الله تزوج العذراء وخلفوا المسيح وهذا كلام غير مقبول إطلاقاً وغير معقول ونحن لا نقول ذلك، ولكن نتيجة لهذه البدعة الإسلام يقول يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس أعبدونى وأمى إلهين من دون الله ؟ بالطبع هذا لم يحدث والعجيب أن القرآن ينفى هذا والقرآن يرد بالنفى على لسان المسيح أنه لم يقل هذا وهذا الكلام غير موجود نهائى .
الإجابة: بالطبع الإسلام نشأ فى الجزيرة العربية وكانت الجزيرة تعبد الأوثان وكانت الكعبة بيت الآلهه وكان فيها أكثر من 360 صنم لكل يوم صنم معبود وطبعاً كان فيه كعبات ثانية كثيرة فى الجزيرة منتشرة غير الكعبة الكبيرة .. فكان من ضمن المعبودات عندهم .. إله القمر وكان يسمى الله وإله الشمس وكانت تسمى اللآت وكانت زوجة القمر وكان لهم أولاد منات وعزة واللآت وهذه الآلهه كانوا يقولون عنها أن القمر تزوج الشمس وخلف منهم منات واللات والعزة ولما جاء الإسلام يدعو للتوحيد كان يحارب تعدد الألهة … لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة .. وهناك بدعة أخرى تكلمنا عنها فى وقت سابق هى بدعة المريميين فى القرن الخامس الميلادى والمسيحية رفضت هذه البدعة وحاربتها ومنعتها وحكمت على القائمين بها … فكانوا يقولون أن الله تزوج العذراء وخلفوا المسيح وهذا كلام غير مقبول إطلاقاً وغير معقول ونحن لا نقول ذلك، ولكن نتيجة لهذه البدعة الإسلام يقول يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس أعبدونى وأمى إلهين من دون الله ؟ بالطبع هذا لم يحدث والعجيب أن القرآن ينفى هذا والقرآن يرد بالنفى على لسان المسيح أنه لم يقل هذا وهذا الكلام غير موجود نهائى .
فإن كنت ترى أن الوثنية وعبادة الأصنام كانت منتشرة فى مكة والكعبة ، فهذا يدل على أن الفطرة السليمة هى رفض الشرك ، ونبذ عبادة الأصنام والأيقونات. فلماذا تسجدون أو تتبركون بالصور والأيقونات وتسجدون للصليب وتماثيل يسوع ومريم داخل الكنيسة؟
أما وجود كعبات كثيرة (على حد قول القمص) فى الجزيرة العربية ، فهذا من أوهامه, ويكفيك عزيزى القارىء أن تعرف عراك أهل مكة على نيل شرف إعادة أحجار الكعبة إلى مكانها فى زمن شباب الرسول r . فلو كان هناك أكثر من بيت مقدس، لكفوا عن العراك، ولقسَّموا شرف متابعة تنظيف الكعبات وحجارتها فيما بينهم.
أما عن عدد الآلهة فهذا لا يفيدنا فى الحديث إن كانوا 360 أو حتى 360 ألف. فلو عبد إنسان ما شخصًا آخر أو إلهًا آخر مع الله لأصبح مشركًا. سواء سميت هذا الشخص ابنًا أو روح قدس أو العقل أو الكلمة أو قديس أو جامايكا، فهو اشراك بالله.
لكن فاتتك نقطة ستفيدنا فى هذا الموضوع ، وهى أن المشركين من العرب كانوا يعبدون هذه الأصنام لتقربهم إلى الله. أى إن اسم الله موجود منذ الأزل. وغير مشتق من اسم آخر كما تتدعون أو تتمنون. ومعنى ذلك أيضًا أن الإله الأكبر عندهم هو من قديم الأزل هو الله. وباقى الآلهة يتلمسون منها الشفاعة ، لينالوا رضى الإله الأكبر وهو الله. وهو نفس الوثنية التى نراها فيكم اليوم تجاه مريم.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (61) سورة العنكبوت
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (87) سورة الزخرف
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ ...} (18) سورة يونس
وصدق الله تعالى إذ يقول: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (120) سورة البقرة
* * *
والنقطة الثانية أن القمص يتَّهم المسلمين أنهم يعبدون (الله) وهو إله وثنى فى نظره ، اشتُقَّ اسمه من اسم إله القمر ، الذى هو (إل) حسب قوله. وفى الحقيقة هو (ياه) وليس (إل). لأن (إل) هو (إيل) وسنرى أنه اسم الله قديمًا فى الجزيرة العربية وكنعان ، بل من زمن آدم.
وأقول له بداية قبل أن نسترسل فى الموضوع: أنت حكمت بادعائك هذا على نفسك وعلى أهل ملَّتك أنكم أيضًا من الكفَّار ، لأن الكتاب الذى تقدسه يترجم اسم الإله الذى ينبغى أن يتفرَّد بالعبادة (الله). فإما تمَّ هذا من باب الخداع أو من باب الجهل، لأنكم فى هذه الحالة تعبدون إلهًا ليس هذا اسمه، وتخدعون المسلمين الذين يعيشون بينكم ، وتخدعونهم بالتظاهر أنكم من الموحدين أمثالهم ، وتعبدون نفس إلههم. أو نافقتموهم وغيرتم اسم إلهكم ظنًا منكم أنكم ستُنصِّرونهم بهذه الطريقة كما فعل بولس من قبل. فغيرتم فى دينكم واسم إلهكم. وبالتالى ضَلَلْتُم وأضْلَلْتم أتباعكم.
لقد نافق بولس عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ وهذا طبعًا ليسمعوه ويتبعوا دينه الذى حارب به دين عيسى u وأتباعه المؤمنين: (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ. فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) أعمال 17: 23
وإما تخدعون أهل ملتكم ، ليظهروا أمام الناس وأمام أنفسهم أنهم موحدون. ومن مات من أهل ملتكم على هذا فقد حُشر إلى جهنم بسببكم. لأنهم عبدوا الله إله القمر فى عرفكم.
عزيزى القمص أهمس فى أُذُنِك قائلا: أليس من النفاق، بل من الكفر البواح، أن تكتبوا كلمة (الله) وهو إله وثنى فى عرفكم فى كتابكم على أنه الإله الجدير بالعبادة بدلاً من إلهكم غير الوثنى فى عرفكم أيضًا؟
بل ما الذى دفع علماءكم لترجمة اسم الله (الله) بدلا من يهوه؟
(1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.) تكوين 1: 1
بل قال يسوع الذى هو الإله الأكبر عندكم: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ.) لوقا 4: 43
لقد أقر كتابكم أن لُبَّ رسالة يسوع هى البشارة بملكوت الله. فهل تعتقد أن يسوع كان يبشِّر برسالة إله القمر؟ وهل تعتقد أنه نسب الملكوت إلى إله القمر؟ فلو أجبت بنعم ، لاتهمت إلهك بالكفر ، وبالتالى فأنت وكل أهل ملتك من الكافرين. ولو أجبت بلا، لحبطت نظريتك، وذهبت هباءًا منثورًا.
وهل تعتقد أن يسوع لم ينطق باسم الله ، ونسبتموه أنتم له؟ فإن قلت نعم لم ينطق به ولم يعرفه ، فقد اعترفت بالتحريف فى كتابك، وسقط دينك، وعليك أن تبحث عن عمل آخر. وإن قلت بلى نطق به ، فقد حكمت على إلهك بالكفر ، بهذه النظرية التى أنت صاحبها.
(8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. 9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ.) متى 3: 8-9
وتبعًا لتحليلك فأنتم نسبتم القدرة المطلقة لإله وثنى فى عرفكم ، هو إله القمر، دون الإله الآخر ، الذى تظنون أنه هو الجدير بهذه الصفة. فهل هذا من الإيمان أم من الكفر والضلال؟
(16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ) متى 3: 16
وبما أن روح الله نزلت عليه وتعتبرونها العضو الثالث فى ثالوث إلهكم ، فأنتم بذلك تعبدون إلهًا ثلثه على الأقل إلهًا وثنيًا هو إله القمر. وهذا الثلث هو الأصل فى وجود الابن ، وانبثق منه الروح القدس. أى إن الأساس وثنى ، وما بنى على باطل فهو باطل.
(9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.) متى 5: 9
هذه أقوال يسوع الذى تؤلهه عزيزى القمص! فإذا كان يقصد أن صانعى السلام يُدعون أبناء إله آخر وثنى، فهو بذلك لا يدعو إلى السلام، بل يُنفركم منه، ويأمركم بالدمار والخراب والإرهاب، لتبتعدوا عن نسبة أنفسكم لهذا الإله الوثنى.
(وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ) متى 5: 34
وهذا اعتراف من يسوع الذى هو إله عندكم أن السماء هى عرش الله. فلو اسم الله مشتق من اسم إله القمر ، لعلم إلهكم هذا ، ولتجنب ذكر اسمه ، وكان عليه أن يحذركم من استعمال هذا الاسم ، تجنبًا للضلال والإضلال!!
وكان معبد اليهود يٌسمَّى بيت الله أيام داود، وأقره يسوع بعدم اعتراضه على الاسم: («أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ 4كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللَّهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ) متى 12: 3-4
وقال يسوع إنه يُخرج الشياطين بروح الله، فلو الله ليس ربه ، الذى يستعين به فى هذا العمل، على الأقل فى عُرف آبائكم، لما كتبوا هذا الاسم فى الترجمة، ولنفى ذلك الألوهية عن يسوع ، بل لاتهمناه بالكفر والإضلال، لأنه يستعين بوثن ليخرج الشياطين: (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!) متى 12: 28 ، وفى هذه الحالة سيكون اليهود الذين حاربهم يسوع ، واتهموه أنه يخرج الشياطين باستعمال الشيطان أصدق من إلهك الذى ظلت عليه عاكفًا: (24أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «هَذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ.) متى 12: 24 ، و(34أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ.) متى 9: 34
ونسب بطرس بنوة يسوع لله، وعلى ذلك فالله هو اسم الآب. فهل مازلت مصر على أن الله مشتق من اسم إله القمر؟ (فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ.) متى 16: 16
وما أدراك ما بطرس؟ إنه يملك مفاتيح السماوات والأرض، وهو صاحب الحل والربط فيهم: (أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 16: 18-19
واعترف الفرِّيسيُّون من اليهود أنه يُعلم طريق الله بالحق، («يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.) متى 22: 16 ، فلو الله اسم إله وثنى أو مشتق منه ، لبدأنا بتكفير يسوع ، الذى كان يُعلِّم طريق هذا الإله ، وثنَّيْنا بسحب كلمة المقدس من تسمية كتابكم ، وانتهينا بأن يسوع عميل الشيطان الأول ، الذى استطاع بدهائه أن يحوِّل أكثر من مليار ونصف مسيحى فى العالم إلى الوثنية ، وترك الإله الحقيقى للدعوة لإله وثنى!!
لكن ربما يعترض أحد منكم على أن اسم الرب فى مخطوطاتكم اليونانية ليس الله. وعلى ذلك فإن تحليلى خطأ ، لأنه ما بُنىَ على خطأ فهو خطأ.
وأقول جميل جدًا. إذا كان للرب اسم آخر ، فما الذى حملكم طوال هذه السنوات أن تترجموا اسم الرب لديكم بصورة خاطئة؟ ولماذا لم تنقلوه كما هو دون تعديل فى اسمه؟ إن أبسط قواعد الترجمة هو عدم ترجمة أسماء الأعلام. وإن ترجمة الاسم العلم فهو إمَّا من الجهل ، وهذا لا أعتقده فى مترجميكم، لأنه لن يُعهد بأقدس ما عندكم لمترجم مبتدىء أو غير كفء، وإمَّا من التضليل. فالدكتور جميل لا يُترجم Doctor beautiful ، والأستاذ مصباح لا يُترجم Master Lamp ، فلماذا ترجمتم اسم إلهكم إلى الله؟
لكن هل تعرفون اسم إلهكم فى المخطوطات اليونانية؟ أتحدى القمص أن يكون قد ذكره لكم مرة واحدة أو يذكره! إنها كارثة بكل معانى الكلمة.
إن اسم إلهكم فى المخطوطات اليونانية هو زيوس أو ثيوس، المعبود الوثنى لليونان. بل إن كلمة Jesus الإنجليزية أُخذت عن اللاتينية (Ge Zeus) بمعنى السمكة. التى كانت رمزًا للمسيحيين، ثم ظهر الصليب عوضًا عنها ، ثم عادت السمكة حديثًا لتُرسم فوق السيارات وبداخلها كلمة Jesus. هذا على اعتبار أن كلمة زيوس تشير إلى نوع من الأسماك حسب القاموس اللاتينى الموضح فى الصورة التى عرضها كتاب (معالم أساسية ضاعت من النصرانية) للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى ، ص157. وهذا الذى دفعهم إلى أن يتخذوا اسم الله بدلا منه، ولا أعتقد أنهم يستبدلون اسم صنم باسم صنم آخر. وهذا إقرار بفساد نظريتك.
ولو فتحت نسخة Geneva Bible لعام 1560 لوجدت أنها تُكتب Iesus عيسوس. حيث لم يكن حرف ال ( J ) قد دخل بعد إلى اللغة الإنجليزية. لكن من هو ياسوس أصل كلمة Jesus؟ إن علماء المسيحية ، واضعى القاموس الإنجليزى اللاتينى يقولون: إن المسيح ياسوس هو ابن جوبيتر وأليكترا محبوبة كريس. وهما من آلهة اليونان القديمة ، وقصصهما مشهورة فى الأساطير اليونانية. أى صنم آخر من أصنام اليونان!! ص158 من الكتاب السابق. وهذا ليس رأى عالم مسلم ، بل رأى علماء المسيحية أنفسهم. فهل علمت أتباعك هذه الحقائق؟
وبالنسبة لاسم يسوع فى المخطوطات فقد قلت من قبل إن اسمه هو عيسى وليس يسوع ، وقلنا إن يسوع هو اسم لصنم عبده قوم نوح من قبل، أو اسم العجل الذى عبده بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر.
فقد قال الأستاذ أنيس فريحة فى (دراسات فى التاريخ ص 99) عن اسم الصنم يغوث المذكور فى القرآن الكريم ما نصه: ”يغوث فعل مضارع بمعنى يسعف ، وهو الاسم العبرى (يشوع) من جذر يشع بمعنى خَلَّصَ ومنها (يسوع).“
ومعنى هذا أن يسوع اسم صنم وثنى كان يُعبد فى قوم نوح وفى الجاهلية من دون الله!! فهل تراجع عُبَّاد يسوع ، وعبدوا رب يسوع الذى كان يصلى إليه ، ويصوم تقرباً إليه ، ويدعوه أن ينجيه ، ويفعل كل شىء لمرضاته؟؟!!
ونعود مرة أخرى لقولهم إن يسوع هو الاسم الذى اشتق من الاسم العبرى يشوع: وفيه يقول الدكتور عبد المحسن الخشاب - من علماء الغرب المسيحى - فى كتابه (تاريخ اليهود القديم بمصر) ص 105 ما نصه: ”وهو اسم مشتق من اسم الثور الذى كانوا - بنو إسرائيل - يعبدونه فى الصحراء“.
أى حرَّف بنو إسرائيل اسم عيسى وجعلوه اسمًا وثنًا ، وهو هذه المرة الصنم (يسوع) الذى يشبه الثور. ولم يفرق هذا مع القمص زكريا بطرس ، لأنه يؤمن أن إلهه خروف. فالفارق بالنسبة له ليس بكبير. لكنه فارق ضخم جدًا مع أحباب عيسى u ، مع المؤمنين الحقيقيين به ، وبرسالته.
(14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ) رؤيا يوحنا 17: 14
بل وجعل إلهه يتجسَّد ويصبح فى صورة الإنسان ، الذى قال الرب عنه إنه فارغ عديم الفهم وكجحش الفرا: (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12
وقال عنه إنه لا مزية له على البهيمة: (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20
فما المشكلة أن يكون الرب عنده إنسان عديم الفهم، فارغ، كجحش الفرا، لا مزية له على البهيمة، خروف أو مثل شاة يُساق مرة من الشيطان ويُحبس فى الصحراء لمدة أربعين يومًا، ويُساق المرة الثانية للذبح والصلب. المهم عند القمص أن يتحمَّل الرب خطاياه.
تعليق