الكتاب الثانى للرد على الحلقة الثانية والثاثة من برنامج أسئلة عن الإيمان

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • abubakr_3
    مشرف عام
    • 15 يون, 2006
    • 849
    • مسلم

    الكتاب الثانى للرد على الحلقة الثانية والثاثة من برنامج أسئلة عن الإيمان

    فهرس الكتاب


    بداية الحلقة الثانية وحتمية التثليث 5
    لا إله إلا الله أصل الدين فى المسيحية 9
    القمص يستشهد من القرآن على صحة عقيدة التثليث 11
    قدم نفسه ذبيحة وكفارة عنا 17
    هل يسوع الإنجيلى بلا خطية 19
    كلنا فينا روح الله 21
    للرب وجود وعقل وحياة فقط 23
    القمص يستشهد بشخص مجهول على صدق عقيدته 24
    القمص يُفجر قنبلة فى عقيدته 27
    القمص يستشهد بشاعر علمانى على صدق عقيدته 28
    عظيم هو سر التقوى الذى ظهر فى الجسد 31
    لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين 35
    بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير 36
    المعجزات ليست دليلاً على النبوة 38
    أسئلة للتدبُّر 43
    شهادة الإسلام لعقيدة التثليث 45
    تكذيب علماء المسيحية لعقيدة التثليث 46
    تكفير القرآن للقائلين بالتثليث 47
    صدق أو لا تصدق: الرب يأمركم بالشرك به 48
    صدق أو لا تصدق: الشيطان اعتقل الرب فى الصحراء 48
    صدق أو لا تصدق: فشل الرب فى الغواية ونجاح الشيطان 48
    صدق أو لا تصدق: الرب نام مخمورًا ، واستيقظ تدمع عيناه 49
    الرب خروف على مسئولية القمص زكريا ، والإنسان أفضل منه 49
    صدق أو لا تصدق: الرب أصبح ملعونًا من أجل القمص زكريا 49
    الكتاب الذى يؤمن بقدسيته القمص يحكم عليه بالرجم 49
    عقوبة مؤلهى البشر فى الكتاب المقدس 50
    شهادات العلماء على أن التثليث ديانة كل وثنى 51
    رماها بدائه وانسل 54
    سرقة علمية لقانون الإيمان المسيحى من كتب الهنود 55
    الرب يؤكد أن يسوع نبى لبنى إسرائيل فقط 56
    يسوع يؤكد أنه نبى لبنى إسرائيل فقط 56
    يسوع ينهى تلاميذه بالدعوة خارج بنى إسرائيل 56
    التلاميذ يدينون أسباط بنى إسرائيل فقط 57
    رسول الله خاتم الرسل والأنبياء ، رحمة الله للعالمين 58
    على مسئولية الكتاب المقدس: بولس كافر 60
    تدليس فى الإستشهاد 62
    كلمة ألقاها إلى مريم 63
    جاء يحيى مصدقًا بكلمة من الله 63
    الكتاب المقدس: مريم تُسمِّى يوسف أبًا ليسوع 64
    كلمة الله ليست هى الله نفسه 64
    هل روح من الله تعنى الله نفسه 65
    أيدهم بروح منه 65
    وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا 66
    سجود الأجنة فى بطون أمهاتها 67
    يسوع يقر بعبوديته لله ويسجد له 68
    السجود دليل احترام 69
    الطلاق بالثلاثة دليل على صحة التثليث 70
    هل دلَّست مريم وتكتمت خبر ألوهية ابنها؟ 70
    ألوهية يسوع تُسقط عصمة الكتاب الذى يقدسه القمص 71
    كلمة اسمه أم اسمها 72
    من فيلون إلى هيراقليطوس إلى إنجيل يوحنا 74
    فى أثينا صنم لإله مجهول اسمه يسوع 76
    إله تفصيل لكل مواطن 76
    صدق الله يزداد بكذب بولس 77
    الكتاب المقدس: الرب مُشبَّه بالدبة واللبوة 77
    الكتاب المقدس: الرب مُشبَّه بالشاة 77
    الكتاب المقدس: الرب ينوح ويولول مثل النساء 78
    القمص يتعمَّد التدليس والكذب لتمرير عقيدته 78
    هل هو محى الدين بن عربى أو ابن العربى؟ 79
    عيسى  يخبر اليهود بانتهاء النبوة من بنى إسرائيل 79
    هل أقوال الآباء حُجة على عقيدتكم؟ 80
    أين باقى أسفار الكتاب الذى يقدسه القمص 80
    لولا تجسد الإله، ما كان للرب وجود 82
    هل الروح القدس هو الله؟ 83
    إقرار يسوع بعمل المعجزات بحول الله وقوته 85
    الروح القدس هو جبريل فى القرآن والتوراة والإنجيل 87
    أبناء الله وأبناء إبليس 89
    للرب روح يحيا بها 91
    للشيطان أقانيم أكثر من أقانيم الرب 92
    هل الكفر بالثالوث يلغى وجود الرب؟ 92
    احد عشر استخدام مختلف لكلمة أب فى الكتاب المقدس 94
    ما الفرق بين المعنى المجازى والجوهرى والروحى؟ 97
    مدخل الكتاب المقدس يقر بأنه لا سند لهذا الكتاب 98
    مدخل الكتاب المقدس يعترف: الكتاب المقدس به تحريفات 100
    معنى الابن المجازى فى الكتاب 103
    بنو إسرائيل آلهة 104
    معنى الروح القدس عند القمص زكريا والرد عليه 105
    فهرس الكتاب 108

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تمهيد

    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على معلم البشرية الأدب والأمانة وحسن الخلق: محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، قائد الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
    أمَّا بعد ..
    بعد الانتهاء من مزاعم القمص زكريا بطرس فى لقائه الأول مع مذيعته فيبى عبد المسيح ، نبدأ بإذن الله تعالى فى الرد على اللقائين الثانى والثالث له مع نفس المذيعة.
    ويتناول اللقاء الثانى موضوع حتمية وجود عقيدة الثالوث ، وتخيله لله تعالى ، أو إن شئت قلت للإله الذى يعبده. وكذلك مزاعم القمص حول هذا الموضوع.
    ويتناول اللقاء الثالث شهادة القرآن الكريم لعقيدة الثالوث ، وما فهمه القمص من النصوص القرآنية التى تتناول قصة عيسى ابن مريم عليهما السلام.
    ولم أُطيل عليكم ولنبدأ بطرحه ، ثم ردودنا عليه.
    {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (18) سورة آل عمران
    (24هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الْبَطْنِ: «أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟) إشعياء 44: 24
    (قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ.) إشعياء 43: 10
    (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. ..) عدد 23: 19
    (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟) حزقيال 28: 9 ، (لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ ...) هوشع 11: 9
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:05 م.
  • abubakr_3
    مشرف عام
    • 15 يون, 2006
    • 849
    • مسلم

    #2
    هل هناك حتمية لعقيدة التثليث؟

    تقول المذيعة:
    المذيع: تكلمنا قبلاً فى عقيدة الثالوث … واليوم نستكمل الحديث بسؤال : ألا يمكن أن تتخلى المسيحية عن عقيدة الثالوث أم أن هناك حتمية لهذه العقيدة؟؟
    الإجابة: استكمالاً للحديث السابق لا يمكن التخلى عن هذا الموضوع طالما نحن نبحث عن أرضية مشتركة ، فلا يمكن أن نترك بعضاً من عندنا والآخر يترك بعضاً من عنده ونتقابل فى الوسط .. وعلى هذا نتخلى عن آية فى الثالوث.
    ولقد قلنا أن الثالوث معناه أن الله له وجود ككائن حقيقى ، فهل نقدر أن نتخلى عنه ؟ والله الموجود له عقل أى عاقل …هل نقدر أن نتخلى عنه ؟ حاشا أن يكون الله بدون عقل ... والله الموجود العاقل المفروض أنه حى له روح وحياة ولذلك خلق البشر عاقلين ، فهل نستطيع التخلى عن الروح ؟ بالتأكيد لا .
    وبهذا نقول أن الله واحد مثلث الأقانيم ، فكيف نتخلى عن واحد منهم ؟ .. الوجود لا يمكن التخلى عنه والعقل لا يمكن التخلى عنه والروح أيضاً لا يمكن التخلى عنه … وعلى هذا نعطى تشبيهاً بسيطاً … نحن نقول أن المثلث مساحة مثلثة الشكل وهى مساحة واحدة … قطعة أرض واحدة ومكونة من ثلاثة أضلاع … والسؤال هل ممكن أن نستغنى عن ضلع من هذه أضلاع؟ ستبقى القطعة مفتوحة ولا يطلق عليه مثلث … إذاً الله واحد حى وموجود وعاقل ويبقى السؤال عن ماذا يمكن أن نتخلى فى الثالوث لكى نصل إلى أرضية مشتركة ؟
    ================================================
    لماذا لا يمكن للقمص أن يتخلى عن كلمة الثالوث، وأن يلتزم بإله واحد فقط؟ لأن الثالوث يُثبت فى عقله أن الرب واحد، وأن له وجود، وأن له عقل وأنه حى. الأمر الذى يعنى أنه قبل أن يتجسَّد ويكون ثلاثة آلهة، لم يكن للرب وجود، ولم يكن حيًّا. أو قل على الأقل كان موجودًا ، ولكنه يفتقر إلى الدليل الذى يؤكد أنه عاقل وحى.
    ومعنى ذلك أنه قبل أن يولد يسوع كان إله إبراهيم وإسحاق وموسى والنبيين من بعدهم إله لا عقل له!! فكيف اتبع يسوع إذن ناموس موسى، وقال إنه لن ينقضه؟ إنك تتهم يسوع بذلك أنه مجنون ليتبع ناموس إله غير عاقل!! (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
    بل إنك تتهم الرب الذى تعبده فى ثلاثة أقانيم أنه إله فاسد مفسد عن عمد، لأنه أعطى من كانوا قبلكم، ومن جاءوا بعدكم دينًا ناقصًا، وصورة خاطئة عنه! وفى الحقيقة أنت اعترفت بذلك وبرهنته أن العالم كان فى مرحلة الطفولة، وما كان ليفهم طبيعة هذا الثالوث، كما لو كنتم تفهمونه الآن. وذلك لتتهرب من التفكير البديهى الذى يواجهك فى تحديد مكان وموقع الابن قبل ولادته. وأحوال الأب والروح القدس بدون الابن العقل ، ومن الذى كان يقوم بدور الابن وقت عدم وجوده. وإذا كان أحد الإلهين يمكنه القيام بدور الابن ، فما حاجتهما لزيادة الشركاء؟
    وما الذى يضمن لكم أنكم الآن لستم فى مرحلة الطفولة أو الصبى، وسيأتى وقت يخرج علينا قوم يدعون أن الإله سبعة أقانيم ، وما كان فى مقدوره إعلان ذلك، لأن العالم كان فى مرحلة الطفولة أو الصبى، وما كان ليفهم طبيعة الرب؟
    وإذا كان الكلام الذى تقوله صحيح عزيزى القمص، فلماذا تنادى بأنهم واحد؟ إن معنى أن الإله واحد أحد فى فهمك أنها سُبَّة فى جبينه ، لأنها لا تُثبت أنه موجود أو حى أو عاقل. وهو الأمر الذى تنتقده فى إله المسلمين واليهود. فكيف تدعى أنكم تعبدون نفس الإله الذى يعبده المسلمون؟ وكيف جاء إلهكم يتعبد لإله اليهود ويصلى له ، ويتضرع إليه ، ويدعوا الناس لعبادته؟
    وبنفس منطقك فلابد أن يتكوَّن الإله من أربعة أقانيم ، لأن هذه الأقانيم لا تُثبت أنه القوى القادر على كل شىء!!
    وبنفس منطقك فلابد أن يتكوَّن الإله من خمسة أقانيم ، لأن هذه الأقانيم لا تُثبت أنه رحمان رحيم!!!
    وبنفس منطقك فلابد أن يتكوَّن الإله من ستة أقانيم ، لأن هذه الأقانيم لا تُثبت أنه عليم بكل شىء!!!
    وبنفس منطقك فلابد أن يتكوَّن الإله من سبعة أقانيم ، لأن هذه الأقانيم لا تُثبت أنه خالق كل شىء ، فليس معنى أنه موجود أنه هو الخالق!! ومن الممكن أن نظل هكذا ونلحق أقنومًا جديدًا للإله مع كل صفة له ، وبهذا سيتكون الإله من عدد لا نهائى من الأقانيم ، يفتقر كل منهم للآخر. الأمر الذى ينفى الألوهية عنهم جميعًا!!
    ألم يَكْفِك عزيزى القمص أنه أرسل الرسل وكلمهم، واستجاب لدعائهم، وحارب عن بعضهم، ونصر الآخرين، وعاقب قوم، وأذلَّ آخرين دليلا على أنه حى وعاقل؟
    ألم يكفك أنه خلق البشر ومنهم يسوع وأمه فى أحسن تقويم دليلا على أنه موجود وحى وعاقل؟ ألم يكفك أنه خلق آدم وأخرج منه حواء بدون أم ،وخلق عيسى  بدون أب للتدليل على أنه إله عاقل حكيم؟ ألم يكفك الإبداع الإلهى فى خلق السماوات والأرض تدليلاً على وجود إله حى وعاقل وقادر على كل شىء؟
    أم تريد أن تنفى عنه حالات النوم والسكر التى انتابته فى عهدكم القديم، لتثبت أنه ثاب إلى رشده وأصبح عاقلاً فأقلع عن الخمر، وكفَّت عيناه عن الدمع: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65
    ثم لماذا تحتاجون للتدليل على أن هذا الإله حى؟ ألا يكفى أنه عاقل دليلا على أنه حى؟ فهل سمعتم عن إنسان ميت نطلق عليه عاقل؟ وهل سمعتم عن شخص غير موجود نحتاج لأن نصفه بالعقل أو الحياة؟ إن وجود إله فى هذا الكون بنظامه البديع لدليل على أنه حى وعاقل. فما الذى أضافه أو يُضيفه التثليث فى هذه النقطة؟ إنه يثبت ما هو موجود بالفعل. وهذا هراء!! وعلى ذلك فمن الممكن أن تستغنى عن الثالوث وتكتفى بالاعتراف وأنت قرير العين بوجود إله واحد أحد، فرد صمد، ليس له ابنة ولا ولد.
    ثم إن الواحد الأحد الذى يعبده المسلمون واليهود لا يتجزَّأ إلى ثلاثة، وهو هو كما بدأ الخلق وقبلها وبعدها ، لم يتغيَّر. فإذا كان صحيح ما تقول إنك تعبد نفس إله المسلمين واليهود ، الذى كان يسوع منهم ، فلماذا لا تتخلى عن الثالوث؟
    وهذه هى الأرضية المشتركة التى يمكنك أن تتمسَّك بها، فإذا كان العقل يؤمن بإله واحد ، من عنده خرجت كل الرسالات ، وجاء كل الرسل بنفس الدين ، لنفس الإله. فلماذا تتفردون بالتثليث الوثنى دون غيركم من أصحاب الديانات الأخرى، وهو لا يوجد فى كتابك (كما أثبتنا) ولم يعرفه اليهود (كما اعترف علماؤكم) ولم يعرفه أحد من التلاميذ (كما يقول سفر أعمال الرسل)؟
    ومعنى ذلك أنه عند تخليك عن التثليث فأنت لا تتخلى عن أصل من أصول دينك، بل تتخلى عن خزعبلات تمكن الشيطان من إضافتها على أيدى الناسخين أو رجال الكنيسة فى الأزمنة السابقة. وما أدخلوه وقدسه الأجداد، حذفه الأحفاد، لأنهم اكتشفوا الخدعة، فأرادوا بذلك تطهير الكتاب مما علق به من شوائب، كما يسمونها. وهذا ما يعترف به علماء نصوص الكتاب الذى تقدسه اليوم. والدليل على ذلك أقوال علماء اللاهوت أن صيغة التثليث غريب ذكرها على لسان يسوع ، ولم يعرفها التلاميذ أو يعملوا بها، وأنها إضافة أُلحقت بالكتاب فيما بعد، بل إن الصفحات التى تحتوى على نهاية إنجيل متى حيث التعميد باسم الثالوث قد اختفت من المخطوطات أو أُتلفت عن عمد. فلماذا؟
    وكذلك حذفوا نص التثليث برسالة يوحنا الأولى (5: 7)، واعترفوا أن هذا النص لم يكن موجودًا فى أقدم النسخ.
    إن قولك عزيزى القمص زكريا بطرس (وبهذا نقول أن الله واحد مثلث الأقانيم، فكيف نتخلى عن واحد منهم؟) ليثبت أنهم بالفعل ثلاثة ، فأنت لا يمكنك التخلى عن واحد منهم. وأن هذا الواحد الذى تفهمه يتكون من ثلاثة آلهة ، والدليل على ذلك قولك (واحد منهم) و(هل ممكن أن نستغنى عن ضلع من هذه أضلاع؟ ستبقى القطعة مفتوحة ولا يطلق عليه مثلث). وهو ما حاولت أن تنفيه وتوهمنا أن القرآن تكلم عن أناس آخرين ، سميتهم المريميين. والآن تثبته أنت بلسانك.
    وعلى ذلك فليس هناك حتمية للثالوث لا بالنقل ولا بالعقل!!!
    * * *
    المذيع: أحباؤنا فى الإسلام يقولون الله فقط لا شريك له . لا إله إلا الله هو لا شريك له ، لذا نقول لأحبائنا أن الله واحد فى ثالوث ، فهل ممكن أن نوضحها أكثر لتكون قريبة منهم ؟
    الإجابة: ممكن نتكلم من القرآن نفسه … وكنا قبلا قد استشهدنا من الكتاب المقدس .. فمثلاً عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس أو الشهود فى السماء ثلاثة هم الآب والكلمة "العقل" والروح هو "الحياة" ، لكن قد يقول واحد مسلم وهو يسمعنى وأنا أستشهد بالكتاب المقدس يقول كتابكم محرف وكلامكم محرف وأنتم مركبين الكلام مع بعضه ، فكيف تستشهد بكلام من عندك ؟ لكن أنا عندما أتكلم مع أخى المسلم أقول له : نفتح القرآن ونرى هذا الكلام موجود فى القرآن أم لا .. ولأن المسلم يؤمن بالقرآن فعندما نستشهد بالقرآن يكون الكلام أقرب إليه ... وقد يسألنى واحد مسلم : وهل أنت تؤمن بالقرآن حتى تستشهد به؟ طبعاً أنا لا أؤمن بالقرآن فليس الاستشهاد بالشىء معناه الإيمان به، فلو كنت أؤمن بالقرآن لكان وضعى مختلفاً، فبدل جلبابى الأسود كان يصبح أبيض وبدل العمة السوداء !!!!
    فمثلاً عندما أقنع واحداً ماركسياً .. لو كلمته بكلام من الرأسمالية يقول لى كلامك باطل .. ولكن لو أستشهدت بكلام من كارل ماركس وأقنعه بأن كارل ماركس قال فى الموضوع الفلانى كذا فإذن كلام مقبول لذا فأنا سأستشهد بالقرآن لأن أخى مقتنع بالقرآن مائة بالمائة .. وسنرى أن القرآن تكلم عن الثالوث مثل إيماننا تماماً .. هل تتصور إن القرآن يؤمن بالثالوث مثل إيماننا !!!
    =============================================
    عزيزتى المذيعة: إن الله واحد لا شريك له أيضًا فى الكتاب الذى تؤمنين بقدسيته. فلم يكن هناك أدنى داعٍ أن تنسبى هذا الكلام للمسلمين فقط ، كما لو كانوا قد أتوا بفرية ، ما أنزل الله بها من سلطان. وفى الحقيقة إن هذا كلام اليهود والمسلمين والحنيفية فقط. ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا أنتم. فأنتم إمَّا جعلتم الإله ثلاثة ، وإمَّا قسَّمتم الإله الواحد على ثلاثة. ولا يمكن إثبات أن الثلاثة واحد، أو الواحد ثلاثة.
    عزيزى القمص، عزيزتى المذيعة أنتم لستم على شىء! فاقرأوا ما يقوله كتابكم، واحكموا أين أنتم من التوحيد دون التثليث!!
    (4«إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 5فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. 6وَلتَكُنْ هَذِهِ الكَلِمَاتُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ عَلى قَلبِكَ 7وَقُصَّهَا عَلى أَوْلادِكَ وَتَكَلمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ 8وَارْبُطْهَا عَلامَةً عَلى يَدِكَ وَلتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ 9وَاكْتُبْهَا عَلى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلى أَبْوَابِكَ.) تثنية 6: 4-9
    إن هذه الوصية هى أول وأهم الوصايا ، وبها يقوم الدين كله: لا إله إلا الله. تقولها من كل قلبك ، ومن كل قوتك ، وتقولها وأنت جالس ، وأنت نائم ، وحين تقوم ، وحين تمشى ، وحين تجلس و... تقولها فى كل حين.
    وهو نفس ما قاله عيسى : عندما قيَّد الخلود فى الجنة بكلمة التوحيد ، وليس بكلمة التثليث: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4
    (قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ.) إشعياء 43: 10
    (24هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الْبَطْنِ: «أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟) إشعياء 44: 24
    (6هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي.) إشعياء 44: 6 إشعياء 45: 5
    (20يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ) أخبار الأيام الأولى 17: 20
    * * *
    المذيع: نرجو من قدسك تقول لنا الشاهد كامل .. السورة ورقمها والآية حتى يرجع أحباؤنا فى الإسلام للقرآن ويروا المفسرين نفسهم ماذا يقولون ؟
    الإجابة: أهم آية فى القرآن تتحدث من الثالوث هى: عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه [النساء 171]!! وهناك ملاحظة هامة فى هذه الآية ، فعندما يسمع أخونا المسلم الآية لا يسمع فيها ولا يرى إلا كلمة رسول الله ونحن نؤمن أن المسيح رسول لأنه مرسل إلى البشر ونؤمن أنه نبى لأنه تنبأ بأشياء مستقبلية ونؤمن أنه كاهن لأنه قدم نفسه ذبيحة وكفارة عنا .
    ================================================
    يظهر تدليس القمص فى استشهاده بالآية بعد أن بتر أولها، وأخرجها عن سياقها، وأخفى الآية التى تليها، بعد أن سمَّاها «أهم آية فى القرآن». فقد يستشهد المرء بجزء من الآية ، ولا غضاضة فى ذلك ، لكن بشرط ألا يبتر السياق العام ، ومفهوم الآية. بمعنى أنه لا ينبغى أن يقول {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ} ويسكت ، لأن التى بعدها تفسر ما يليها وهى {وَأَنتُمْ سُكَارَى} (43) سورة النساء
    يقول الله تبارك وتعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} (171) النساء
    ففى بداية الآية يأمر الله تعالى المسيحيين أن لا يغلوا فى دينهم ، ولا يقولوا على الله إلا الحق. ومعنى ذلك أنكم لستم على حق، ولطالما أن الأمر يتعلق بالله ، فالغلو هنا هو فى التثليث، وفيما تتخيلونه عن الله تعالى وصفاته.
    ثم يتطرق الله تعالى إلى ما يريده من المسيحيين أن يؤمنوا به. فيخبرهم عن حقيقة عيسى ، وأنه رسول الله، وكلمته التى ألقاها إلى مريم، أى أمره إليها، وروح منه. ويأمرهم أن يؤمنوا بالله ورسله ، ولا يقولوا ثلاثة.
    لقد علمنا إذن أن المسيح عيسى ابن مريم هو كلمة الله إلى مريم بمعنى أن تكوينه يرجع إلى أمر الله لمريم، وليس ابن مثل باقى البشر، تكوَّن من منى رجل ونطفة امرأة.
    وكلمة أن عيسى  روح من الله أى تكوَّن عن طريق نفخ جبريل روح الحياة فى أمه: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا} (16-21) سورة مريم ، {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} (91) سورة الأنبياء ، {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (12) التحريم
    وكلمة روح لم يتفرَّد بها عيسى  فى القرآن ، فكما كان هو روح من الله ، نفخ الله تعالى فى آدم أيضًا من روحه: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} (29) سورة الحجر ، و {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ} (9) السجدة
    ويُفهم من الإمام الرازى فى شرحه لكلمة «روح» الآتى:
    1- إن الروح تعنى فى لغة العرب النفخ ، وعلى ذلك فهى تعنى نفخة جبريل  فى مريم ، وقوله «منه» يعنى أن ذلك النفخ من جبريل كان بأمر الله وإذنه. يؤيد ذلك قول الله تعالى: {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا} (91) سورة الأنبياء ، وكان النفخ فى مريم كما فى سورة الأنبياء أو فى فرج ثوبها لتلقى أمر الله بالحبل، كما فى سورة التحريم: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا} (12) التحريم
    2- وجاءت كلمة «وَرُوحٌ» على سبيل التنكير، وذلك يفيد التعظيم، فكان المعنى: وروح من الأرواح الشريفة القدسية العالية ، وقوله «مِّنْهُ» إضافة إلى الله تعالى زيادة فى التشريف والتعظيم.
    3- قد تعنى كذلك أنه مُطهَّر من الله. فقد جرت عادة الناس إذا أرادوا أن يصفوا شيئًا بغاية الطهر والنظافة أن يقولوا عنه إنه روح، وفى وصف الله تعالى له بأنه روح تبرئة له مما قالوه عنه إنه ابن زنى. بل زاده الله تشريفًا بأن جعل هذا الطهر وهذه النظافة نابعة «منه» شخصيًا ، فقال «وَرُوحٌ مِّنْهُ».
    4- وصف بالروح لأنه كان سببًا فى حياة من آمن به، وبمثل هذا وصف القرآن الكريم: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52) سورة الشورى
    فقد وصف القرآن بأنه روح أى سببًا فى حياة المؤمنين به ، ونورًا للعاملين بأحكامه. ومثل هذا قال به عيسى : (إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
    (40ولاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ.) يوحنا 5: 40
    ومن ذلك وصف الأناجيل أن فى يسوع تكون الحياة، وكانت الحياة هى نور للناس، ينير لهم ظلمات قلوبهم وعقولهم: (4فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ 5وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.) يوحنا 1: 4-5
    ومنها وصف المسِّيِّا أو دينه بأنه النور الآتى إلى العالم لينير للناس طريقهم إلى الجنة: (9كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ.) يوحنا 1: 9
    ومنها قول يوحنا: (19وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. 20لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. 21وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللَّهِ مَعْمُولَةٌ».) يوحنا 3: 19-21
    ومنها قول يسوع عن نفسه: («أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».) يوحنا 8: 12
    ومنها قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} (174) سورة النساء ، والنور هنا هو القرآن الكريم.
    5- وقوله «وَرُوحٌ مِّنْهُ» تعنى رحمة منه ، ونور منه، وبعلم منه، كما جاءت فى قول الله تعالى: {... أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (22) سورة المجادلة ، ويُلاحظ أن تأييد الله بروح منه لا يَعُمُّ إلا المؤمنين، ثم يمن عليهم أكثر بأن يُدخلهم جنَّاته خالدين فيها أبدًا، ويزيدهم بإعلان رضوانه عليهم ، وأولئك هم حزب الله المؤمنين.
    وكقول الرسول  (إنما أنا رحمة مهداة). فلما كان عيسى رحمة الله على بنى إسرائيل، يُرشدهم للتوبة، ويأخذ بأيديهم إلى الجنة، بعد طول سنين ينتظرون فيها نبى من أنبياء الله يظهر فيهم، لا جرم أنه كان من روح الله ورحمته عليهم.
    ومعنى أن عيسى  روح من الله أى رحمة منه، ونور منه ، وبذلك أدخله الله فى زمرة عباده المؤمنين ، الذين رضى الله عنهم ولهم عنده نعيم مقيم. واستحق أن يُطلق عليه ابن الله أى من عباد الله الأبرار المؤمنين: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13، (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.) متى 5: 9 ، (47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».) يوحنا 8: 47
    ثم أثبت الله أنه إله واحد ، سبحانه يتعالى عن أن يكون له شريك أو يُنسب له الولد. فالله له ما فى السماوات والأرض.
    فما هو الذى نسبه يسوع لنفسه فى السماوات أو الأرض؟
    فلم يكن يملك حتى بيتًا يعيش فيه: (20فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».) متى 8: 20
    كما أثبت أنه ضعيف ، وأنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا ، وأن كل ما يقوم به من أقوال أو أعمال أو معجزات فهى من الله تعالى. فهل مثل هذا النبى العبد لإلهه تَدَّعون عليه أنه إله؟ فبم استحق الألوهية؟ وكيف دلَّل على ألوهيته؟ هل اكتشفتم أنه إله فقط فى مجمع نيقية 325م ، مجمع تأليه البشر؟
    (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30 ، (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20
    (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28
    (وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 8: 40
    (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. ... فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50
    (... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36
    وشهد له بذلك رئيس اليهود من الفريسيين: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
    هل تعقل عزيزى المسيحى أن ينزل الرب على الأرض ويُعانى كل هذه المعاناة من خوف وجوع وأسر الشيطان له، وتهزىء الشيطان له ، بأن يأمره أن يسجد له ، غير البصق فى وجهه، والصفع على وجهه، وتحقيره، ثم انتزاع ملابسه وحياته، ثم ينسى أن يقول إنه هو الله؟
    ثم كيف تؤمن عزيزى القمص أن يسوع هو الله؟ فهل أرسل يسوع نفسه إلى بنى إسرائيل؟ أى هل هذه تمثيلية أم مسرحية مُبهمة قام بها الرب وأرسل نفسه؟
    إن فى هذا التفكير لشطط ، أوقفك يسوع نفسه على التمادى فيه فقال لك: إن الله ربه ، وهو أعظم منه، وهو الذى أرسله، وليس الراسل كالرسول. فالراسل أعظم.
    (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
    (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16
    وصرخ مستنجدًا بإلهه: (إِلهي، إِلهي، لِماذا تَرَكْتني؟) متى 27: 43
    وقال لمريم المجدلية إن الله أبوه وأبو البشر، وإلهه وإله البشر: (وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17
    (وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي) متى 26: 39 ، أى أعلن الخضوع والذل والعبودية للمسجود له.
    فإذا كان هذا كلام يسوع ، فاثبت أنت عزيزى القمص ما تقوله بأقوال يسوع الثابتة التى اعترف العلماء بأصالتها، والتى لا تخالف النصوص المحكمة فى كتابك!
    * * *
    وبعد هذه الآية التى استشهد بجزء منها القمص زكريا بطرس تأتى الآية الأخرى التى تبين أن عيسى  عبدًا لله مثل أمه ، ولن يأنف أو يتنغص أو يرفض أن يكون هو وأمه من عباد الله. وسوف أذكر الآية الأولى ، ويليها الآية الثانية ليسهل على القارىء المتابعة:
    {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} (171) سورة النساء
    {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا} (172) سورة النساء
    و الفقرات الإنجيلية التى تُثبت أن عيسى  عبد لله ورسوله إلى بنى إسرائيل كثيرة، فقد كان يصلى لله، ويشكره، ويرضيه فى كل أعماله، وأنه كان يعمل كل شىء بحول الله وقوته ، وكان لا يتكلم إلا بما أمره الله تعالى أن يقوله: (... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36
    (... وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ». ) يوحنا 8: 29-30
    * * *
    أما قول القمص إنه يؤمن أن يسوع (كاهن لأنه قدم نفسه ذبيحة وكفارة عنا). فأقول له ، لا يوجد فى الكتاب شيئًا من هذا الذى تؤمن به إلا فى الرسائل المنسوبة لبولس ، وقد أثبت لك أن دين بولس وعقائده لا يُعتد بها. حيث يشوب الشك رسائله كلها ، وقد أقر علماؤكم ومؤرخيكم أنه لم يكتب إلا بضعة أسطر فقط.
    فقد قال يوسابيوس ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئًا لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25)
    كما أنه يُخالف تعاليم الكتاب الذى تؤمن بقدسيته: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
    (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 20
    (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ.) مزمور 62: 12
    هل استوعبت هذا القول عزيزى القمص؟ إن نبى الله داود يصف الله بالرحمة، لأنه يُجازى الإنسان على عمله هو فقط ، أى لا توجد خطيئة أزلية ، فلو فعل الرب عكس ذلك ، كان هذا من البديهى ظلم. والله ليس بظالم.
    وليخرجكم بولس من دائرة المؤمنين، ويقذف بكم خارج الملكوت أدخل فى دينكم هذه الأسطورة الوثنية، وبناءًا عليها وصف الرب بالقسوة وعدم الرحمة: (إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ) رومية 8: 31-32
    وعلى ذلك فلم يكن يسوع ذبيحة ولا قدم نفسه ، بل كان يتضرع لله أن يُبعد عنه كأس الموت واستجاب الله لدعائه وأنقذه من الصلب والموت على يد أعدائه: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7
    * * *
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:04 م.

    تعليق

    • abubakr_3
      مشرف عام
      • 15 يون, 2006
      • 849
      • مسلم

      #3
      وبعد أن قال القمص إنهم يؤمنون (أن المسيح رسول لأنه مرسل إلى البشر ونؤمن أنه نبى لأنه تنبأ بأشياء مستقبلية ونؤمن أنه كاهن لأنه قدم نفسه ذبيحة وكفارة عنا). سُئل:
      المذيع: وهذا ألا ينفى أنه ابن الله ؟.
      الإجابة: نحن نتكلم عن المسيح ونقول أنه إنسان بشرى عادى مثلى ومثلك وعادى جداً ولكن بدون خطية وهذا الجسد أخذه من مريم العذراء لأنه من غير زرع بشر .
      فمثلاً فى القرآن يقول فنفخنا فيها من روحنا فتمثل لها بشرياً سوياً فإذن المسيح إنسان عادى ولكن من غير خطية ولكن حل فيه اللاهوت وتجلى فيه اللاهوت وهذا موضوع كبير سنتكلم عنه لاحقاً عن تجلى الله فى الجبل وفى الشجرة وتجلى لموسى ... إلى أخره .
      والآن سنكمل الحديث من سورة النساء 171 إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وسنترك كلمة رسول مؤقتاً ولكن دعونا نكمل وأريد أن أؤكد أن هذه الآية تثبت أن الله له وجود .. هذا الإله له كلمة فيقول وكلمته والهاء هنا تعود على الله لأنها ضمير مفرد غائب متصل مذكر يعود على الله لأنه أقرب اسم فالآية تقول أن المسيح كلمة الله … وروح منه والهاء هنا ضمير مفرد تعود على المسيح كلمة الله … فالهاء هنا فى كلمة ( منه ) ضمير مفرد متصل غائب مذكر يعود على الله … إذن الله له ذات وله كلمة وله روح ، وهذا هو الثالوث الذى نقول عنه ...
      =============================================
      كنا قد أثبتنا من قبل أن ادعاءهم أن يسوع الإنجيلى بدون خطيئة هو قول لا أساس له من الصحة ، وبينّنَّا أنه إذا كان يسوع هو الرب فإن تجسده أكبر خطيئة ، لأنه تجسَّد من امرأة مخطوبة (أى متزوجة فى شريعة اليهود) من رجل آخر، وعرض سمعتها للقيل والقال. كما أنه سبَّ التلاميذ وهيرودس: فقال لبطرس («اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23 ، مرقس 8: 33
      وقال لاثنين من تلاميذه: («أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ) لوقا 24: 25
      وقال لليهود: (33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي ...) متى 23: 33
      وادعى الكتاب أن يسوع قال عن ربه أنه سبَّ إنسان ووصفه بالغباء: (فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟)لوقا 12: 20
      وذلك على الرغم من قوله: (إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 22
      بل سبَّ أنبياء الله الذين سبقوه ، فقال: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
      ووصف المرأة التى كانت ترجوه أن يشفى ابنتها بالكلبة: (27وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) مرقس 7: 27
      بالإضافة إلى ذهابه ليأكل من شجرة تين لا يملكها ، وعندما لم يجد بها ثمارًا ، حنق عليها ولعنها، فلم تُثمر إلى الأبد. وهذا ما يقوله الكتاب، ولو أننى لى رأى آخر بصدد هذا الموضوع ، تجده فى كتابى (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا). (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 18-19
      كما وافق على دخول الشياطين فى ألفين من الخنازير (12فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ.) مرقس 5: 12-14 ، وبالتالى أفسد على أصحابها ثروة هائلة من المال ، وتسبب هذا فى ارتفاع أسعار اللحم ، الأمر الذى يؤذى الفقراء قبل الأغنياء. ولا يفعل إله هذا! لأنه ليس من الرحمة.
      ناهيك عن إيمانك أنه إله ، وأنه أمر بقتل النساء والأطفال والحيوانات وشق بطون الحوامل وقتل الأجنة فى بطون أمهاتهم. (ص120-121)
      ناهيك عن أنك تؤمن بدين جديد على اليهود ، غريب عليهم ، وبما أن يسوع كان يدرس ويُعلِّم ما تؤمن به فى معبد اليهود ، فهو إذن كان متطرفًا إرهابيًا. تمامًا مثل المسلم الذى يقيم شعائر الإسلام ، ويخطب للجمعة داخل الكنائس. فهذا اعتداء على ممتلكات وعقائد الآخرين.
      لكننى أصدق كمسلم أن كل أنبياء الله عصمهم الله تعالى عن الرذيلة والخطأ ليكونوا قدوة صالحة لمن أرسلوا إليهم. ولكن لماذا عصم الرب يسوع وأمه فقط دون باقى الأنبياء والبشر؟ أمن تحيز أم من ضعف أو من جهل؟
      * * *
      أما قولك (ولكن حل فيه اللاهوت وتجلى فيه اللاهوت) فهذا هو نفس موضوع تأليه يسوع الذى لا يوجد دليل عليه ، فلم يتفوَّه يسوع بأنه الله ، ولم يطلب من المؤمنين به أن يصلوا إليه أو يتضرعوا له، أو يصوموا ابتغاء مرضاته. وكل ما هناك تأويلات خاطئة ، منكم ومن آبائكم الأقدمين. والكتاب الذى تقدسه ملىء بالنصوص التى تشهد أن يسوع لم يكن إلهًا، وما كان إلا بشرًا سويًا فى الخُلق والخَلق.
      وحتى إيمانكم بأن الله كلى الوجود، وأنه يملأ السماوات والأرض، تمنع من قولكم بتجسده فى رحم امرأة ، ثم فى جسد طفل رضيع ، وأقصى ما وصل له أنه كان فى جسد رجل. فكيف يكون هو الله أكبر من كل موجود ، ومن كل الوجود، إذا كان هناك من البشر والحيوانات من يكبره؟
      * * *
      يواصل القمص حديثه:
      المذيع: فى الحقيقة هناك ملاحظة أن الأخوة فى الإسلام يقولون أننا كلنا فينا روح من الله وعندما خلق الله آدم نفخ فيه من روحه أى كلنا فينا روح الله ...
      الإجابة: فرق كبير بين نسمة الحياة التى فينا كلنا من الله أى الروح البشرية ، وبين روح الله التى هى المسيح ... الروح الإلهية .. فكلنا فينا نسمة الحياة التى من الله ، لكنها مختلفة عن روح الله الإلهية ..
      ==============================================
      يبدأ القمص بتقرير ما تريد المذيعة أن يثبته ، وانتهى الأمر على ذلك. فمتى وكيف أثبت أن (روح الله التى هى المسيح)؟ لم يفعل! وهل الرب يموت؟ (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...) إرمياء 10: 10 ، فكيف كان يسوع هو روح الله أى الله فى عرفك الحى الذى لا يموت؟
      فإن قلت إن الذى مات هو الناسوت أى الأقنوم البشرى منه ، فقد كفرت ، لأنك خالفت قانون الإيمان الذى يُنادى بأن الثلاثة لا ينفصلون طرفة عين. ولو مات أقنوم الناسوت لانتفت عنه الألوهية. وضاع الثالوث ولو لفترة ثلاثة أيام، وأصبح الإله إلهًا ناقصًا ذو أقنومين، الأمر الذى يترتب عليه انتفاء الألوهية عن الاثنين الباقيين.
      ثم إن هذا مُخالف لتعاليم كتابك. فإن يسوع لم يكون روحًا ، والكتاب لديك يقول إن الذى يولد من جسد ، لابد وأن يكون جسد. وإن الذى يولد من صُلب الرب أى من الروح لابد أن يكون روحًا ولا يراه أحد: (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6
      (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) يوحنا 3: 24 ، (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ) يوحنا 1: 18
      ونفى عيسى  أن يكون روحًا فى أى وقت من الأوقات. فها هو ينفى ذلك بعد الصلب المزعوم. بل أكد ذلك بأن جالسهم وأكل أمامهم: (39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.) لوقا 24: 39-43
      وبما أن الأرواح لا تأكل ، فمعنى هذا أنه كان جسدًا ، وأنه لم يُصلب، لأن القائمين من الأموات مثل الملائكة أرواح لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون: (35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.) لوقا 20: 35-36
      ثم إن روح الله كما يقول كتابك كانت أيضًا فى المؤمنين بالله. فما فضل يسوع عليهم ، بمعنى لماذا لم تؤلهونهم كما فهلتم من يسوع؟ (20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.) متى 10: 20
      وهى ساكنة فى كل المؤمنين، لأنها تعنى هنا الهداية: (وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَـامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا) حزقيال 36: 27
      (أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ 17إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ.)كورنثوس الأولى 3: 16-17
      (11وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ) رومية 8: 11
      وفرَّق يسوع بينه وبين الروح القدس، فإن جدَّف أحد على يسوع فسوف يُغفر له، ولكن لن يُغفر للذى يُجدِّف على الروح القدس: (31لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) متى 12: 31-32 ، الأمر الذى يعنى أنهما مختلفان.
      فكيف توصلت عزيزى القمص إلى كون يسوع هو الله؟
      ولكى أطمئنك أن استشهادك بالقرآن هو من باب الإفلاس ، حيث فشلت فى إثبات عقيدتك من كتابك ، أذكرك بقول الله تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) المائدة
      {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة
      * * *
      يواصل القمص زكريا بطرس إجابته فيقول:
      نرجع إلى الآية 171 من سورة النساء إن الله له وجود وله عقل وله حياة وهذا هو الثالوث .
      ===========================================
      وهذه هى الآية مرة أخرى ليعلم القارىء أن من أسلوب المنصرين أن يقرروا شيئًا ، ويجعلونه بديهيًا ، ثم تبدأ عملية الوصول إلى هذه النتيجة المفترضة: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} (171) النساء
      ومفادها:
      1- أن القول بالثالوث غلو فى الفهم ، ويطالبكم الله تعالى بالكف عنه.
      2- أن قولكم إن الله (آب وابن وروح قدس ، يشتركون سويًا فى مهام الألوهية) ليس بالقول الحق ، ويأمركم الله تعالى ألا تقولوا على الله إلا الحق.
      3- والحق هو (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ) (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ) ، وليس الكلمة فقط، (وَرُوحٌ مِّنْهُ) من الله ، ولا يعنى هذا من قريب أو بعيد أنها الله نفسه. وإلا لكان غفران الله هو الله، ولكانت رحمته هى نفسه، ولكانت قدرته هى نفسه. وبهذا فلن نقف على عدد محدد يتكون منه الإله!!
      ثم متى كان يعنى المضاف إليه أنه المضاف نفسه؟ بمعنى لو قلت حقيبة زكريا ، فهل هذا يعنى أن زكريا هو الحقيبة؟ بالطبع لا. ولله المثل الأعلى فكلمة الله لا تعنى الله نفسه. وروح الله لا تعنى الله نفسه. وأرض الله ، وبيت الله لا يعنيان الله نفسه. فكيف توصلت إلى أن كلمة الله هى الله ، وأن روح الله هى الله؟
      4- لا تنادوا بالتثليث خيرًا لكم.
      5- ليس لله ولد ، وسبحانه يتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا
      6- الله مالك السماوات والأرض وما بينهما وما فيهم: {فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} (17) المائدة
      فأين هذا الذى ذكرته من هذه الآية؟ {... قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} (24) سورة الأنبياء
      ثم إن قولك: (إن الله له وجود وله عقل وله حياة وهذا هو الثالوث) ليدل على أن هذه هى مكونات الإله الذى تؤمن به فقط. وبذلك فقد نزعت منه الرحمة والمحبة والقدرة والقوة والملك ، وغير ذلك من الصفات التى يتصف بها الإله.
      وأن المسلم الذى لا يرى فى الآية 171 من سورة النساء أن عيسى  لم يكن إلا بشرًا رسولاً ، لم يجانب الحق ، فهذا قول الله أيضًا: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (75) سورة المائدة
      * * *
      يواصل القمص زكريا بطرس قائلاً:
      وهناك استشهاد بعلماء المسلمين عن الثالوث بهذا المعنى للدكتور محمد الشقنقيرى أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة باريس وأيضاً فى كلية الحقوق جامعة عين شمس . كتب فى الأهرام بتاريخ 26 / 5 / 1985 كتب مقالاً نشر فى باريس فى جامعة باريس وترجمه أستاذ آخر .. اسمه الدكتور محمد بدر أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة عين شمس .
      يقول الشقنقيرى: نعرف أن القرآن يقول عن يسوع أنه كلمة الله وروحه وترجمة هذه التسمية لا تنال المسيحى لأى صعوبة بمعنى ، المسيحى يعرفها تماماً ومن ثم كان الاعتراض على المسلمين لإضطرارهم إلى الإعتراف بألوهية المسيح وهذا هو كلام الشقنقيرى ويستطرد قائلاً :
      ما المسيح ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة . فيجيب المسلم أنه كلمة الله وأنه روح الله ولكن هذه الكلمة وهذا الروح مخلوقة أم غير مخلوقة وروح الله مخلوقة أم غير مخلوقة أيها القارئ العزيز نريدك أن تفكر كثيراً فى الأمر حتى نفهم الحقيقة … العالم والفيلسوف العالمى ديكارت يقول أنا أشك إذن أنا أفكر إذن أنا موجود إذن الإنسان الذى لا يشك ولا يفكر فوجوده مثل عدمه للأسف الشديد وأنا أعرف أن كثيراً من أخوتنا المسلمين لا يريدون أن يشكوا ولا يقرأوا ولا يريدون أن يعرفوا ويأخذوا الأشياء كأنها مسلمات وهذا لا يتناسب مع عقلية القرن الحادى والعشرين
      ============================================
      وهنا نعلن للمرة الثالثة فشل القمص زكريا بطرس فى إثبات عقيدته من كتابه ، فهو لا يحتوى على كلمة التثليث أو كلمة أقنوم ، أو اعتراف صريح من يسوع أنه إله ، ولم يدلل على ألوهيته ، كما فشل القمص فى إثبات ألوهية يسوع من القرآن. وهذه هى المرة الثالثة التى يعلن فيها إفلاسه ، فيلجأ لشخص وهمى ، لا يعرفه المسلمون ، واختار له مكانًا يصعب على المسلمين الذهاب إليه لإثبات ما يقوله ، فجعله أستاذًا للعقيدة الإسلامية فى فرنسا ، واسمه «محمد» ، ومترجمه اسمه أيضًا «محمد»، وينادى بتأليه يسوع ، أو على الأقل جعله الكلمة وروحه.
      عزيزى القمص: ليس لدينا فى الإسلام رجل دين يهيمن على معرفة الكتاب ، ويتفرَّد بتفسيره وفهمه ، كما هو الحال عندكم فى المسيحية. إن كلام شيخ الأزهر أو مفتى أى بلد إسلامى أو حتى أحد الخلفاء الراشدين ليس حُجة على الإسلام، إلا إذا طابق قول الله أو سنة رسوله الصحيحة والتى اجتمع عليها علماء الأمة. ولنا فى رد المرأة لكلام عمر بن الخطاب شاهد صدق على كلامنا ، فقد قالت له: (اتق الله يا عمر ، فإن الله لم يُحدد المهور) ، فقال عمر: (أخطأ عمر وأصابت امرأة).
      وهناك قاعدة شهيرة فى الإسلام تقول: كل يُأخذ منه، ويُرد، إلا الرسول . فلا يُعرف الحق (الإسلام) بالرجال ، ولكن يُعرف الرجال بالحق.
      وهنا نعلن كذب القمص زكريا بطرس فى استشهاده ، وأنا أعلم أن هذا سيسقطه من نظر من يثقون به: إن الكلام الذى نسبه للدكتور الشقنقيرى ليس كلامه، ولا عقيدته ، وإنما ينقل الدكتور رأى المسيحيين وكيفية مناقشتهم للمسلمين ، لكى يُثبتوا صحة معتقدهم فى ألوهية يسوع ، ويُحرزون النصر بذلك فى مواجهاتهم مع المسلمين. وهذا واضح رغم تلبيسه الكلام المقتبس بكلامه هو الشخصى ، حتى لا يعرف القارىء بدقة الكلام المُستشهد به. وهذا واضح من قوله: (ما المسيح ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة . فيجيب المسلم أنه كلمة الله وأنه روح الله ولكن هذه الكلمة وهذا الروح مخلوقة أم غير مخلوقة وروح الله مخلوقة أم غير مخلوقة).
      ومعنى ذلك أنه يحكى موقفًا لكيفية إدارة الحوار عن لاهوت يسوع بين المسلم والمسيحى. وكان لا بد للقمص أن يقوم بهذا التدليس لضعفه فى إثبات صحة عقيدته.
      ”ولا يمكن أن يرتكب إنسان مثل هذه الجرأة مع قومه، إلا إذا اطمئن إلى غفلتهم تمام الاطمئنان، وأمن أن يعملوا عقولهم كل الأمان.“ فابحثوا وراءه تنجوا!
      إن القرآن يقول «وَرُوحٌ مِّنْهُ». والغريب تفسير القمص أن الضمير هنا فى «مِّنْهُ» يعود إلى الله ، ومعنى ذلك أنه هو الله!!!! كيف؟ وبأى منطق؟
      هل لو اشتريت حذاءًا من عند زكريا ، سيكون زكريا هو الحذاء؟ بالطبع لا.
      وهل لو جاء زكريا من عند سيمون ، سيكون زكريا هو سيمون؟ بالطبع لا.
      وهل لو جاء يهوذا من عند رؤساء الكهنة والشعب ، سيكون يهوذا هو رؤساء الكهنة والشعب؟ بالطبع لا. (متى 26: 47 ، يوحنا 4: 47)
      وهل لو جاء يسوع من اليهودية ، سيكون يسوع هو اليهودية؟ بالطبع لا.
      فكيف يكون الروح الذى منه ، هو نفسه؟ كيف توصلت إلى هذه الفبركة غير المقدسة؟ وهل هذا يتناسب مع عقلية القرن الواحد والعشرين أو حتى القرن العاشر؟
      مع شديد الأسف إن هذا المنطق المغلوط المقلوب لا يشمله إلا الكتاب الذى تؤمن بقداسته، فهو الذى جعل يسوع الراعى الصالح خروف: (11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.) يوحنا 10: 11 ؛ إلا أنك تراه قد تحوَّلَ من راعى إلى خروف: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ»)رؤيا يوحنا 17: 14 ، وجعل الشيطان هو السيد وربه هو العبد المأسور (متى 4: 1-10)
      ومن أين جاء الشقنقيرى بأن يسوع هو الكلمة؟ فلا يوجد فى القرآن إلا «وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ». أى أمره الذى وجهه إلى مريم.
      والغريب أن زكريا لا يستعمل علامات التنصيص ، التى تحدد قول الكاتب بالضبط ، الأمر الذى يُحدث بلبلة للقارىء ويتوه بين أقوال زكريا وأقوال من يسويه الدكتور محمد الشقنقيرى.
      * * *
      ولنرجع إلى الدكتور الشقنقيرى عندما يقول أن هذه الكلمة مخلوقة أم غير مخلوقة والروح مخلوقة أم غير مخلوقة فإذاً كان روح الله غير مخلوق فلا إشكال إذن لا يوجد مشكلة ... إذن فالمسيح هو الله وهذه هى المفاجأة القنبلة وإذا كان روح الله مخلوقاً وكلمته مخلوقة فإذن قبل أن يخلق روحه وعقله فكان الله بلا عقل وبلا روح وذلك غير متصور ولا ممكن أبداً فهذا هو كلام المنطق على لسان الدكتور محمد الشقنقيرى .
      =============================================
      وهنا أناشد عزيزى القارىء التركيز فى قراءة ما استشهد به من كلام الشقنقيرى: إن الشقنقيرى يقول: إذا كان روح الله مخلوقًا ، وكلمته (التى هى العقل) أيضًا مخلوقة ، وهما من مكونات الإله عندهم ، فمعنى هذا أن الإله قبل خلقهما كان بدون روح أو عقل ، وهذا لا يتصوَّر أبدًا. أى ينفى كون الإله له روح وعقل خُلقتا تبعًا لتصور قانون الإيمان والكتاب الذى يقدسونه ، بعد وجود الله الأزلى: يقول إستشهاد القمص: (وإذا كان روح الله مخلوقاً وكلمته مخلوقة فإذن قبل أن يخلق روحه وعقله فكان الله بلا عقل وبلا روح وذلك غير متصور ولا ممكن أبداً فهذا هو كلام المنطق على لسان الدكتور محمد الشقنقيرى .)
      ويؤمن المسيحيون أن الروح انبثقت من الأب فقط ، وهؤلاء هم الأرثوذكس ، ويؤمن الكاثوليك أنها انبثقت من الأب والابن. ومعنى أنها انبثقت أى خرجت من موجود بالفعل. كما يؤمنون أن الابن مولود غير مخلوق. وهذا لا صلة له بالعقل، فكل مولود مخلوق ، ويؤكد كتابهم هذا: (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.) رؤيا يوحنا 3: 14
      (15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) كولوسى 1: 15
      وإذا كان القمص زكريا بطرس يُسمِّى هذا كلام المنطق ، فهو إذن يؤمن به، ولا يؤمن بالثالوث. ولا أعرف لماذا يستشهد بهذا الكلام؟ هل ليقيم الحجة على نفسه؟
      * * *
      يواصل القمص زكريا بطرس باستشهاد آخر:
      وأنا أريد أن أقول شهادة ثانية إذا أمكن :
      الأستاذ أحمد عبد المعطى حجازى كتب فى الأهرام فى 19 / 6 /2002 قال أن المسيحية دين توحيد والتثليث فيها لا يعنى الكثرة أو التعدد وإنما يشير إلى الصور المختلفة للحقيقة الواحدة، ويكمل أفهى بهذا المعنى هى شبيهة بفهم المسلمين لوحدة الذات الإلهية وتعدد صفاتها الذاتية فالصفات هى عين الذات الإلهية كما يقول المعتزلة ...
      وسنشرح بإيضاح ... حسب علم الكلام الذى يقابل عندنا علم اللاهوت [ أى علم البحث فى ذات الله ] فهم يؤمنون أن الله واحد ولكن له صفات ذاتية شخصية وهذه تختلف عن صفاته كأفعال مثل محب وقوى وخالق وهكذا ولكن بدون الصفات الذاتية ـ حسب علم التوحيد ـ لا توجد الذات الإلهية وهى صفة الوجود ولو قلنا أن هذه الصفة غير موجودة لكانت هناك مشكلة ، وصفة العلم وهى العالم العاقل .. العالم بما سيكون وهذه صفة ذاتية خاصة به ، مع الفارق بين معلم وعالم ونحن لا نقول أن معلم من صفاته الذاتية ولكن نقول عالِم، والصفة الثالثة وهو حى .. الحى القيوم فالله لايمكن أن يكون ميتاً وهذه الصفات الثلاثة الموجودة فى علم التوحيد وهو علم الكلام يقول أن الله واحد وله صفات ذاتية صفة الوجود، وصفة العلم، صفة الحياة وهذا الكلام على لسان الكتاب المشهور أحمد عبد المعطى حجازى فى جريدة الأهرام بتاريخ 19 / 6 / 2002 .
      فنحن نؤمن بالله الواحد ولسنا مشركين ولكن عندنا ذات الله فى صفاتها المشتركة .
      ============================================
      بحثت كثيرًا لأحصل على مقال الأستاذ أحمد عبد المعطى حجازى ، ووجدته أخيرًا على هذه الصفحة من صفحات جريدة الأهرام على النت:
      http://www.ahram.org.eg/archive/Inde...1.HTM&DID=7426
      والأستاذ أحمد عبد المعطى حجازى شاعر، يكتب فى الأهرام، وهو ليس من علماء المسلمين، الذين يجب الإرتكان إليهم فى المسائل الدينية، بل من العلمانيين. ونحن هنا لا نناقش رأيه إلا فى قضية التثليث، التى هى موضوعنا.
      وحتى لو كان الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى من علماء المسلمين ، فعلماء المسلمين أنفسهم يقولون: (كل يُأخذ منه ويرد إلا الرسول ). وكان يجب عليك أن تذكر هذا. لكن ألم تلاحظ أنك لا تستشهد بأحد من علماء المسلمين ، ولا بكتاب من كتب التفاسير المعروفة فى هذا الشأن؟ فلماذا؟ أترك فهمها للقارىء!!
      يقول الشاعر بعد أن تكلم عن كيفية فهم النص الدينى، وأنه يجب أن يُراعى إذا كان المقصود منه الحقيقة أم المجاز. وهذا ما نقوله برد المتشابه إلى المحكم, وبعد أن ذكر ما مفاده هذا ، قال: (وكذلك يجب أن تفهم عقيدة التثليث‏,‏ فالمسيحية دين توحيد‏.‏ والتثليث فيها لا يعني الكثرة أو التعدد‏,‏ وإنما يشير إلي الصور المختلفة للحقيقة الواحدة‏,‏ فهي بهذا المعني شبيهة بفهم المسلمين لوحدة الذات الإلهية وتعدد صفاتها‏,‏ فالصفات هي عين الذات كما يقول المعتزلة‏.‏)
      وهنا أختلف معه ، كما تختلف عقيدتك أنت مع ما ذكر ، فأنتم تؤمنون أنه توجد ثلاث ذوات ، وكل منها إله قائم بذاته: وأحدهما مساوٍ للآخر ، وأحدهما يجلس على يمين الآخر، وأحدهما كان فى السماء ، بينما كان الآخر على الأرض، وأحدهما مات ، وأحياه الآخر ، وأحدهما أرسل الآخر. فهم إذن ثلاث ذوات. وهذا من قانون إيمانكم الأثناسيوى:
      (5) للآب أقنوم على حدة، وللابن أقنوم آخر، وللروح القدس أقنوم آخر.
      (8) الآب غير مخلوق، والابن غير مخلوق، والروح القدس غير مخلوق.
      (9) الآب غير محدود، والابن غير محدود، والروح القدس غير محدود.
      (15) وهكذا الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله.
      (17) وهكذا الآب رب، والابن رب، والروح القدس رب.
      (33) مساوٍ للآب بحسب لاهوته، ودون الآب بحسب ناسوته.
      (39) وصعد إلى السماء، وهو جالس عن يمين الله الآب الضابط الكل.
      ولا أعرف سر اعجابك بما قاله الشاعر المصرى من فهمه للتثليث ، فى الوقت الذى لا تفهمه أنت ولا أباؤكم ولا علماء لاهوتكم، وقد ذكرت لك بعضًا من أقوالهم.
      أما قولكما أنه توجد ذات واحدة ، والباقى صفات لهذه الذات ، فقد خالفته أنت، وجعلت الثلاثة صفات بقولك: (أن الله واحد وله صفات ذاتية صفة الوجود، وصفة العلم، صفة الحياة)، وعلى ذلك فأنت تؤمن بإله رابع صفاته هى: (الوجود والعلم والحياة).
      ولو أخذنا برأيك أن الثلاثة صفات ، لكان هذا من الإجحاف بالإله الذى تعبده أن تقصر صفاته على ثلاثة فقط. وتناسيت صفة المقدرة والرحمة والغفران والعدل والخلق والإحياء والإماتة وغيرها الكثير.
      * * *
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:04 م.

      تعليق

      • abubakr_3
        مشرف عام
        • 15 يون, 2006
        • 849
        • مسلم

        #4
        المذيع: يقودنا هذا إلى سؤال من أخوتنا المسلمين : ألا ترى أن ما تقوله هو الكفر والشرك بعينه ثم تدعون أنكم موحدون بالله ؟
        الإجابة: لا نحن لسنا مشركين ولا ملحدين والقرآن يشهد لنا بذلك ففى سورة العنكبوت آية 46 يقول: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن وقولوا آمنا بالذى أُنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد.
        ============================================
        وإليك عزيزى القارىء الآية كاملة ، بعد أن اقتطع القمص زكريا بطرس جزءًا من قلب الآية: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (46) سورة العنكبوت
        * * *
        تواصل المذيعة حوارها قائلة:
        المذيع: للأسف أحباؤنا فى الإسلام يستخدمون آيات أخرى من القرآن فمثلاً لقد كفر الذين قالوا أن المسيح هو الله ؟
        الإجابة: الموضوع عايز فهم ، فنحن لا نقول أن جسد المسيح هو الله ، ولكن نقول أن الله ظهر فى جسد المسيح . وإيماننا فى الكنيسة نقول أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين ، وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير .. فلا الجسد أصبح لاهوتاً ولا اللاهوت أصبح جسداً .
        ** نضرب مثلاً أخيراً .
        نحضر قطعة من الحديد ونضعها فى النار وعندما يسخن الحديد جداً يتحول لونه بدلاً من أسود يصبح أحمر فهاهنا طبيعتان متحدتان الحديد نستطيع ثنيه وتشكيله وطبيعة النار نحرق به أيضاً وهو متحد بالحديد والملاحظ أن الحديد لم يتحول إلى نار ولا النار تحولت إلى حديد وهذا هو الاتحاد بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير .
        والمسيح أتحاد بين اللاهوت " النار " والناسوت " الجسد " فيعمل أعمال خاصة باللاهوت ويعمل أعمال جسدية بناسوته .
        =============================================

        بدأ القمص بمغالطة أريد ألا تفوت على شعب الكنيسة أو القارىء المسلم ، فهو يقول: (فنحن لا نقول أن جسد المسيح هو الله ، ولكن نقول أن الله ظهر فى جسد المسيح). وهذا بمثابة قولك إن هذا الرجل ليس ابنى ، ولكننى أبوه.

        وبمناسبة الله ظهر فى الجسد، والتى ابتدأ بها إجابته، وأنهى بها هذه الحلقة: فإن النص الذى يتناول هذه الجملة وهو نص من أحد الرسائل المنسوبة إلى بولس ، تُرجم من الأساس خطأ.
        (16وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ) تيموثاوس الأولى 3: 16

        وقد كتبتها هكذا ترجمة فاندايك ، وترجمة كتاب الحياة لتمرر عقيدة حلول الله فى الجسد.

        وتخلصت من هذه المشكلة الترجمة ******ية لعام 2000، وقالت: ”قد أُظهِرَ فى الجَسَد“. وتركتها مبنية للمجهول ، ولكنها تُفهم من سياق النص ، أن الذى ظهر فى الجسد هو سر التقوى.
        وقالتها الترجمة الكاثوليكية ******ية لعام 1986 (بولس باسيم) هكذا: ”قد أُظهِرَ بَشراً“. والكلمة بهذا الشكل تُشير بالطبع إلى التقوى التى ظهرت فى الجسد وليس الله.
        وتؤكد هذا الترجمة ******ية أيضًا 1986 (أغناطيوس زياده) وكذلك الترجمة العربية المشتركة فقد قالت: ”ولا خلاف أن سر التقوى عظيم: "الذى ظهر فى الجسد"“.
        ومن التراجم الأوربية من يؤكد أنها تعنى (الذى) ، ومنهم من يقول إنها تعنى (الله). ومن هذه التراجم ترجمة لوثر، التى أبدلت كلمة إله أو الله، كما يحلو للتراجم العربية أن تترجمها ، بكلمة (المسيح) أو بكلمة (يسوع) أو بكلمة (هو) أو بكلمة (هو الذى):

        16Und kündlich groß ist das gottselige Geheimnis: Gott ist offenbart im Fleisch, (1545)
        http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=germa...
        16 Und groß ist, wie jedermann bekennen muß, das Geheimnis des Glaubens: Er ist * offenbart im Fleisch (1912)
        http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1T...nomd&bi=luther
        Und kündlich groß ist das gottselige Geheimnis: Gott ist offenbart im Fleisch, gerechtfertigt im Geist, (1914)
        http://unbound.biola.edu/results/ind...an%5Fluthe...
        16Und groß ist, wie jedermann bekennen muß, das Geheimnis des Glaubens: Er ist boffenbart im Fleisch (1984)
        http://www.bibel-online.net/buch/54....eus/3.html#3,1
        وقالتها ترجمة Worldwide بطريقة تبدو فيها أنها تستجهل القارىء إلى أبعد مدى ، فقد قالتها (نحن رأينا الله كإنسان):
        16God's plan is very great as we all know. Here it is: we saw God as a man;
        http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
        وقالتها طبعة RSV (هو):
        16 Great indeed, we confess, is the mystery of our religion: He was manifested in the flesh,
        http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1T...mo&nomd&bi=rsv
        وذكرت ترجمة NLV ما يُشير إلى عقيدتها بغض النظر عما يقوله النص ، فقد قالت (من المهم أن تعلم أن سر حياة المتألِّه الذى هو المسيح أتى على الأرض كرجل):
        16It is important to know the secret of Godlike living, which is: Christ came to earth as a Man.
        http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
        وذكرتها ترجمة NLT صراحة دون مواربة ، ولكنها ذكرت الترجمة الحقيقية فى هامشها السفلى ، وصرحت أنها فى اليونانية (الذى) وبعض المخطوطات (الله)!! فقالت: (بدون تساؤل: هذا هو السر العظيم للإيمان: المسيح ظهر فى اللحم):
        16Without question, this is the great mystery of our faith: Christ[e] appeared in the flesh
        1 Timothy 3:16 Greek Who; some manuscripts read God.
        http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
        وبمثل هذا قالت أيضاً ترجمة الملك جيمس الحديثة والقديمة، مع إبدال كلمة (المسيح) بكلمة (الله):
        16 And without controversy great is the mystery of godliness: God[c] was manifested in the flesh,
        1 Timothy 3:16 NU-Text reads Who.
        http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
        ثم اقرأ التحريف المقدس: لقد قلبت طبعة NIRV كلمة (الذى) إلى (يسوع):
        16There is no doubt that godliness is a great mystery. Jesus appeared in a body.
        http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
        وقالتها ترجمة ESV (هو) ، وعلقت فى هامشها أن النص اليونانى هو (الذى) لكن بعض المخطوطات تذكرها (الله) ، والبعض (التى): أى لا يوجد (المسيح).
        16Great indeed, we confess, is the mystery of godliness: He[e] was manifested in the flesh,
        1 Timothy 3:16 Greek Who; some manuscripts God; others Which
        http://bible.gospelcom.net/bible?sho...language=engli...
        ولا توجد طبعة كتبتها (الذى) غير ثلاث ترجمات إنجليزية وأضافت قبل الذى كلمة (هو) ، مثل Basic eng. و ASV
        16 And without argument, great is the secret of religion: He who was seen in the flesh,
        http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1T...mo&nomd&bi=bbe
        فماذا يعنى هذا؟ هل هؤلاء قدسوا هذا الكتاب أو مخطوطاته أو حتى ترجماته؟ هل هؤلاء أناس أمناء يثق المسيحى على عقيدته معهم؟ هل تُرجم بذلك الكتاب الذى تقدسه ترجمة صحيحة؟
        * * *

        وتقول أيها القمص: (وإيماننا فى الكنيسة نقول أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين ، وجعله واحداً مع لاهوته), فمعنى أن اللاهوت لم يفارق الناسوت أنهما اتحدا اتحادًا لا انفكاك فيه. فلو أصبحا واحدًا، لكانا إما لاهوت، وإما ناسوت. وبما أن اللاهوت أقوى وأعز وأقدس من الناسوت، فعلى ذلك لابد أن يصبح يسوع لاهوت فقط ، أو يكون اللاهوت شخصًا آخر غير الناسوت.

        لكنك فى هذه الحالة لن تستطيع أن تبرهن أشياء كثيرة فعلها يسوع ، وهى من خصائص الناسوت فقط. مثل الأكل والشرب والجوع والعطش والتبول والتبرز والاستحمام والإهانات التى وجهت له ، والموت.

        وإن أصبح اللاهوت ناسوت فهذا من تحقيركم لإلهكم ، ولا يحقرن الإله مؤمن. ومعنى أن يصبح اللاهوت بشرًا أنكم تشبهونه بالحشرة والحيوان:
        فالإنسان رمة ودود: (فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ) أيوب 25: 6 فكيف تقبلون أن يُهان إلهكم ويصبح إنسانًا؟
        والإنسان يولد كجحش الفر: (وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12 فكيف تقبلون أن يُشبَّه إلهكم بجحش الفرا؟

        وليس هناك مزية لبنى البشر على البهيمة: (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20

        ناهيك عن أن الله علمكم فى كتابكم أنه ليس بإنسان ، ولا ابن إنسان: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ، هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفى؟) عدد 23: 19

        (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9

        * * *
        أما قولك (بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير .. فلا الجسد أصبح لاهوتاً ولا اللاهوت أصبح جسداً) ، فما الحكمة إذن من هذا الاتحاد؟ وكيف يكون هناك اتحاد دون امتزاج أو تغيير؟ فى الحقيقة أنتم تؤمنون أن اللاهوت اتحد بالناسوت ، وصار يسوع إلهًا، بدليل سجودكم لصوره وتماثيله، وقولكم عليه (الله)، وعلى أمه (أم الله). الأمر الذى يعنى أنه حدث اتحاد وانصهار لللاهوت فى الناسوت.

        لكن لماذا تدعون أن يسوع (الجسد) هو الله (اللاهوت) وتسجدون لصوره وتماثيله، طالما أنه لم يحدث امتزاج ولا اختلاط ولا تغيير، فقد ظل يسوع النبى البشر بشرًا كما كان، ومات الناسوت. فلماذا تتعبدون له؟ ولماذا لا تتعبدون لللاهوت دون الناسوت ولا داعِ لوجود الابن فى الثالوث؟

        وهل اسم يسوع الذى عُمِّدَ به التلاميذ كان اسم اللاهوت أم اسم الناسوت؟ فإن كان اسمًا للاثنين فقد حدث اتحاد، وكذب ادعاؤك، وخاب فهمك. وإن كان اسمًا للناسوت فهذا من السفه بل من الكفر أن يترك الرب اسمه ، ويأخذ اسم عبده، كما أنه من السفه أيضًا أن يترك المؤمن اللاهوت ليتبرك بالإنسان مثله. وإن كان لللاهوت فقط ، فكيف تبرهن مأكل ومشرب وتبول وتبرز وضعف وجهل وهروب وإهانة واستهزاء اليهود بيسوع وقتلهم له؟

        ولطالما أصبح اللاهوت ناسوت ولم يؤثر فيه ، فقد كان يسوع إذن إلهًا جاهلاً، ضعيفًا ، خوَّارًا ، فقيرًا ، ظالمًا ، مثل باقى البشر. فما حاجتكم أن تتعبدوا لإله له هذه الصفات؟

        أما بالنسبة للمثال الذى ضربته، فأوجه نظرك لنقطة قد تغيب عنك وعن الكثير من القرَّاء: إن المثال الذى يُضرب يكون لتوضيح شىء موجود، ويصعب على الآخرين فهمه. وبالتالى فليس لك أن تضرب مثالاً عن الثالوث، لأنه لا يوجد عندك نص قال يسوع فيه إنه ناسوت ولاهوت، أو إنه اتحد مع الرب دون امتزاج أو اختلاط أو تغيير.

        لكننى سأسايرك فى المثل الذى ضربته: إنك ضربت المثال بقطعة الحديد ، التى توضع فى النار. فإن وضعها فى النار يحدث لها تغييرًا ، وتؤثر النار فيها، بدليل أنه يمكنك ثنيها وتشكيلها أو صبها لتتغير وتأخذ شكلاً آخرًا، فأين هذا من قولك (بغير ... ولا تغيير)؟

        إن المثال الذى ضربته جاء بنتيحة عكسية لما تريده وأثبت صحة كلامى. مع الأخذ فى الاعتبار أنك ضربت مثالاً لمعدن لا يمكنه أن يصبح نارًا. ولكنك إذا طبقت هذا المثل على الورق أو القش أو المواد القابلة للإشتعال، لحدث إضافة للتغيير التحول، الذى تتحاشاه، ولأصبحت المادة نارًا. ناهيك عن أنه بشدة التسخين يتحول الحديد إلى سائل ثم يتبخر. وبالتالى فإن النار صاحبة التأثر الأعلى على الحديد ، وما الحديد بالنسبة للنار إلا مثل العبد بالنسبة لسيده. لكن هل لك أن تُطبِّق هذا المثل على اللاهوت والناسوت وتبيِّن كيف اتحد اللاهوت مع الناسوت دون تغيير أو اتحاد؟

        إن جميع المواد التى على الأرض ويمكنك أن تضرب بها الأمثال إما ستختلط وتتحد سويًا أى تمتزج، وهذا مثيل لمعظم السوائل، أو سيطغى أحدهما على الآخر، وتتغير خواصهما. أو يؤثر أحدهما فى الآخر، إما تأثير مستديم وإما تأثير مؤقت.

        لكن ما اعتراضك عزيزى القمص على النصوص التى تُثبت بشرية يسوع التامة، والتى يقول فيها إنه إنسان ، ويصف فيها التلاميذ بأنهم اخوته ، ويصف فيها الله بأنه إلهه وإله التلاميذ والبشر أجمعين؟

        فقد قال لمريم المجدلية إن أبيه وأبى التلاميذ هو الله وإن التلاميذ هم اخوته: (وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ.) يوحنا 20: 17
        وأقر فى أكثر من موضع أنه إنسان: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ) يوحنا 8: 40
        فإذا توصلنا إلى أنه لا اعتراض لديك ، وأنك تُسلِّم بصحتها وبمحتواها ، فأين دليلك على ألوهيته إذن؟ لقد أقر أنه إنسان، وابن إنسان. فهو إذن إنسان. لكن هل أقر أنه إله؟ لا. فهو إذن إنسان ، وليس بإله.

        * * *
        تواصل المذيعة حوارها قائلة:
        المذيع: نحتاج أيضاً إيضاحاً أكثر ، فأخوتنا فى الإسلام يقولون كيف أن الله يأكل ويشرب وينام ويجوع إلى أخره ؟
        الإجابة: أنا قصدت سابقاً الإجابة على هذا السؤال أنه بطبيعته الإلهية يخلق ويقيم موتى ويصنع معجزات ويشبع الجياع والعطاش ... وبطبيعته الجسدية يأكل ويشرب وينام مثل الحديد المحمى بالنار يحرق ويكوى ويلسع بالنار الموجودة فيه ويطرق ويثنى ويشكل بطبيعته "الحديد" ، فالمسيح له طبيعتان متحدتان بالطبيعة الجسدية يعمل كل حاجة جسدية وبالطبيعة اللاهوتية يعمل كل حاجة لاهوتية . وهنا الاتحاد لم يحدث فيه اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير وبهذا نقول عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد . مثل ظهوره لموسى فى الشجرة وظهر له فى الجبل .
        =============================================

        أما بالنسبة لقولك (فيعمل أعمال خاصة باللاهوت ويعمل أعمال جسدية بناسوته) فنريد توضيحًا بنصوص كتابية ، تعرفنا أصل هذا الإدعاء ، ومتى يمكننا أن نطلق على هذا التصرف أنه خاص باللاهوت أو خاص بالناسوت؟ فأضم صوتى لصوت المذيعة التى طلبت منك توضيحًا أكثر. فهل إذا قام بعمل معجزة تظن أنه إله، وإذا تبوَّل أو تبرز قلت إنه إنسان؟

        إن المعجزات التى قام بها يسوع هى بإذن الله، ولا تدل من قريب أو بعيد أنه إله. فهل تعتقد أن ما يفعله الله يُطلق عليه معجزة؟ إن القائل بذلك لا يؤمن أن الله على كل شىء قدير. فمن البديهى والمسلم به أن الله يحيى الموتى ويشفى المرضى. لكن تُطلق المعجزة على من يقوم بها من البشر الذى من صفته العجز عن الإتيان بمثلها، وهم الأنبياء. وقد قام غير يسوع من الأنبياء بكل ما قام به يسوع من معجزات ، بل فعل بعضهم معجزات أكبر من التى قام بها يسوع ، ولم يؤلهه أحد.

        ولقد أقر يسوع والمعاصرون له وتلاميذه أن المعجزات التى كان يقوم بها هى من عند الله ، وبحول الله وقوته. فقد قال يسوع:
        (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30

        (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20

        (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!) متى 12: 28

        (27كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي ...) متى 11: 27

        (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) يوحنا 5: 20

        (وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36

        بل جاء وقت منع الله يسوع من أن يقوم بمعجزة ما: (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.) مرقس 6: 5

        لذلك تجد يسوع يرفع عينيه إلى السماء ، راجيًا الله تعالى أن يحقق له هذه المعجزة، فقط ليؤمن الناس أنه رسول من عند الله:
        فعندما أراد إطعام الجمع: (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.) متى 14: 19

        وعندما أراد إشفاء الأصم: (وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا. أَيِ انْفَتِحْ.35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً)مرقس 7: 34-35

        وقبل أن يُقدم لإحياء لعازر: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 11: 41-42

        وهل لو كان يعمل المعجزات بلاهوته لفشل واحتاج إلى تجربة ثانية ليشفى الأعمى؟ (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ. 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً.) مرقس 8: 22-25

        وعلم الناس أنه نبى ويعمل هذه المعجزات بحول الله وإرادته، لذلك أقر بطرس بهذا ، فقال: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22

        وإذا كان يسوع قد أحيا ثلاثة أشخاص بإذن الله ، فاقرأ عن الجيش الذى أحياه حزقيال بإذن الله. فقد أخذه الله إلى مدافن مليئة بالعظام البالية ، وأمره أن يقول لها بأمر الله أن تتجمع العظام وتُكسى لحمًا وتتجمَّع الأرواح وتدخل فيها، ثم قارن أى المعجزات أكبر ليُطلق على فاعلها إله: (10فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني, فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ, فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدّاً جِدّاً.) حزقيال 37: 7-1-10

        بل أحيا عظام أليشع بعد موته رجلاً بإذن الله: (20وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. 21وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوُا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ. فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.) ملوك الثانى 13: 20-21

        وأحيا بطرس امرأة ماتت ، ولم تُألهوه ، فبأى معيار تسيرون؟ (36وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. 38وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. 39فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَاباً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. 40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا قُومِي! فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ 41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً.) أعمال الرسل 9: 36-41

        كما عمل استفانوس أيضًا معجزات، ولم يدع أحد أنه عملها بلاهوته: (8وَأَمَّا اسْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوّاً إِيمَاناً وَقُوَّةً كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ.) أعمال الرسل 6: 8

        وأوقف يشوع الشمس يومًا كاملاً: (12حِينَئِذٍ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّبَّ, يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ, وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ. 13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.) يشوع 10: 12-13

        وضرب أليشع جيش أرام كاملاً بالعمى: (18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ: [اضْرِبْ هَؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى]. فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ.) ملوك الثانى 6: 18

        بل جعل الحديد يطفو على الماء: (6فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: [أَيْنَ سَقَطَ؟] فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُوداً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ.) ملوك الثانى 6: 6

        وفلق إيليا البحر برداء أليشع: (8وَأَخَذَ إِيلِيَّا رِدَاءَهُ وَلَفَّهُ وَضَرَبَ الْمَاءَ، فَانْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَا كِلاَهُمَا فِي الْيَبَسِ.) ملوك الثانى 2: 8

        بل تحكم إيليا فى نزول المطر من السماء: (1وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: [حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي].) ملوك الأول 17: 1

        لكن هل المعجزة فى الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص دليل على الألوهية أم النبوة؟ فى الحقيقة فهى ليست دليل على الألوهية ولا النبوة. فمن الممكن أن يفعل هذه المعجزات المختارين المؤمنين، والشياطين الضالين: (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي.) يوحنا 14: 12

        (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 21-23

        (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.) متى 24: 24، ومرقس 13: 22

        وهنا انتهت الحلقة الثانية



        ومازال القس زكريا بطرس يتهرب من المناظرات الكتابية أو الصوتية، وبدأ يفقد أعصابه، الأمر الذى اضطره للكذب ، وادعاء أنه ناظرنى صوتيًا ، وهو لم يحدث بالمرة.
        ومازلت أرجوكم أعزائى المسيحيين أن تلحوا عليه وتحرجوه للرد على مناظراتى معه كتابًة ، وأن تطالبوه بالرد الموضوعى كتابًة على كل ما أطرحه فى كتبى.

        وفى النهاية أسأل الله لى ولكم الهداية والرشاد!
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:04 م.

        تعليق

        • abubakr_3
          مشرف عام
          • 15 يون, 2006
          • 849
          • مسلم

          #5
          الحلقة الثالثة

          هل يشهد الإسلام لعقيدة التثليث؟


          المذيع: تكلمنا فى الحلقات الماضية عن تعبير الثالوث وإيمان المسيحية بإله واحد وعقيدة الثالوث ليست شركاً بالله وكيف أنها إله واحد وليست ثلاثة آلهة .. وهناك سؤال جديد يقول : يقولون أن عقيدة الثالوث لم ترد فى أى دين آخر ما رأيكم فى ذلك؟
          الإجابة: نكمل إجابات الأسئلة التى قدمتها قبلاً ورغم أننا شرحنا ما فيها ولكن لا يمنع أننا نعطى توضيحاً فنحن يهمنا راحة وسعادة الإنسان أينما وُجد ويعرف الحقيقة فلقد قيل : تعرفون الحق والحق يحرركم .. فيهمنا أن يعرف الإنسان الحقيقة حتى يصبح إيمانه إيماناً شخصياً مقتنع به وليس مجرد إيمان بالريموت كنترول .
          فخطأ أن نقول أن الثالوث موجود فى ديانات وثنية .. خطأ أى فكرته خطأ مثل وجوده فى تاريخ قدمائنا المصريين مثل إيزيس وأوزوريس وحورس ولكنه ثالوث خطأ .
          ===================================

          تبدأ المذيعة المسيحية بإعداد الطبخة وتسبيكها للقمص زكريا بطرس، فقررت أن القمص بيَّن فى الحلقة السابقة كيف يكون الثلاثة آلهة إلهًا واحدًا!! الأمر الذى (كما رأيتم) تهرب القمص أن يجيب عنه ، لأنه لا يعرف ولا يستطيع إلى ذلك سبيلاً، لأنه يتناقض مع أبسط المُسلَّمات الفطرية والمعارف الإنسانية. وهذا الكلام خاص بكل رجال المسيحية على اختلاف مذاهبها من أقل إنسان فهمًا وعلمًا إلى المسيح عيسى ابن مريم نفسه. وهذا ليس كلامى بل كلام علماء المسيحية، واعتراف ضمنى من رجال الكنيسة بأن جعلوه سرًا لا يُطيقه العقل. والسبب فى ذلك أنهم يحاولون الجمع بين متناقضات عقلية بديهية. والأكثر من ذلك أن البعض من علماء المسيحية أقر بأن هذا التثليث يستحيل على العقل فهمه.

          يقول زكى شنودة فى تاريخ الأقباط 1/237: ”وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشرى ، الذى لا يفهم إلا أن الطبيعة الواحدة إنما تتضمَّن أقنومًا واحدًا، أى ذاتًا واحدة. وأن تعدد الأقانيم أو الذات إنما يستوجب تعدد الطبائع“. (نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)

          ويقول أيضًا عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.
          ويقول قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (ط1963، ص1015): ”إن التثليث غير قابل للاثباتَ بالمنطقِ أَو بالبراهينِ الدينيَّةِ ، وكان أول من استعمله هو ثيوفيلوس الأنطاكى عام 180م وهو غير موجود في الكتاب المقدّسِ“.

          ويقول القس دى جروت فى كتابه «التعاليم الكاثوليكية»: ”إن الثالوث الأقدس هو لغز بمعنى الكلمة، والعقل لا يستطيع أن يهضم وجود إله مثلث، ولكن هذا ما علمنا إياه الوحى“. ويبقى عليه إثبات أن هذا من الوحى!!

          ويقول القس توفيق جيد فى كتابه (سر الأزل): ”إن الثالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كله فى كفِّه“. (المرجع السابق نفس الصفحة)

          ويقول باسيليوس إسحاق فى كتابه (الحق): ”أجل إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا ، ولكن عدم إدراكه لا يبطله“.(المرجع السابق نفس الصفحة)

          يقول القس منسى يوحنا فى كتابه المذكور ص97: ”هو حقيقة أعلنها الله فى كلمته، وهى تفوق العقل، ولذلك ينبغى أن نصدقها وإن كنا لا ندركها“.

          وفى نفس الصفحة يقول: ”وفى وجود السر فى الديانة إعلان عظمة الله وسموه وعلو أفكاره عن أفكارنا، لأننا لو كنا نفهم كل ما يفهمه هو لما فاقنا بشىء. فلكى يُشعرنا بأنه كما علت السموات على الأرض ، هكذا علت أفكاره عن أفكارنا وطرقه عن طرقنا. أعلن فى كلمته بعض الحقائق وجعلها فى صورة تسمو بها على مدارك العقل بشىء حتى يكون السر مدركًا ومفهومًا من الله .. ..“.

          ويقول القديس سان أوغسطين: ”أنا مؤمن، لأن ذلك لا يتفق والعقل“.

          ويقول كير كجارد: ”إن كل محاولة يراد بها جعل المسيحية ديانة معقولة لابد أن تؤدي إلى القضاء عليها“.

          ويقول الأب جيمس تد: ”العقيدة المسيحية تعلو على فهم العقل“.

          ويقول القس أنيس شروش: ”واحد في ثلاثة، وثلاثة في واحد، سر ليس عليكم أن تفهموه، بل عليكم أن تتقبلوه“.

          ويقول القس توفيق جيد فى كتابه «سر الأزل» ”من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفة“.

          أما قول المذيعة أن المسيحية ليست دين شرك. فأنا أؤيدها أنها ليست دين شرك فقط ، ولكنها دين كفر بواح أيضًا. وأثبتنا ذلك من الآيات القرآنية ، ولا مانع من إعادتها:

          {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة

          {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة

          {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة

          وذلك مصداقًا لقول يسوع: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4

          وأحب أن أثبت أيضًا من الكتاب الذى يقدسه القمص ، أن هذا الكتاب يدعو إلى الشرك بأمر الرب، وذلك حتى لا يكون لديه مجال من الاعتراض. وأذكر عدة نقاط فقط فى ذلك المجال:

          يدعى الكتاب الذى يقدسه القمص أن الرب أمر أن يُذبح للشيطان ، كما يذبحون له: (7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 7-10

          وعزازيل هو ”اسم شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة“. كما يقول الكتاب المقدس الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت ص142.

          يدعى الكتاب أيضًا أن الشيطان أقوى من الرب ، لدرجة أنه أسره ، وحدَّد إقامته أربعين يومًا ، أذاقه فيه الذل ، ولم يتركه يأكل أو حتى يشرب: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13

          ويقول الكتاب إن الرب فشل فى أن يجد مخرجًا لغواية أخاب ، وفشلت معه ملائكته ، وعرف الشيطان بمكان وبموعد الإجتماع ، وظهر فجأة داخل غرفة الإجتماع ، وأشار على الرب بما يجب أن يفعله. اللهم إلا إذا كان قد اجتمع معهم من البداية ، ولم يفتح فاه ليُثبت للعالم كله فشل الرب وملائكته ، وأنه هو أحكم الحاكمين: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22

          وصف الكتاب الذى يقدسه القمص أن الرب يقف ممسكًا زجاجة خمر ، يسكب منها للشاربين: (8لأَنَّ فِي يَدِ الرَّبِّ كَأْساً وَخَمْرُهَا مُخْتَمِرَةٌ. مَلآنَةٌ شَرَاباً مَمْزُوجاً. وَهُوَ يَسْكُبُ مِنْهَا. لَكِنْ عَكَرُهَا يَمَصُّهُ يَشْرَبُهُ كُلُّ أَشْرَارِ الأَرْضِ.) مزمور 75: 8

          بل شرب هو وسكر حتى الثمالة ، لدرجة أنه بعد أن استيقظ من النوم ، كانت عيناه تدمع من أثر هذا السُّكر: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65

          ووصفوا الرب أنه خروف، حيوان، يقول عنه البشر: إنه أغبى الحيوانات! فأى إهانة وجهها الذين حرفوا هذا الكتاب لعقول ودين المسيحيين؟ (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ») رؤيا يوحنا 17: 14 ،

          وبذلك جعلوا الإله أقل من عبيده من البشر. فها هو يسوع يقرر أن الإنسان أفضل من الخروف ، فكيف تجد المتعة عزيزى القمص فى وصف إلهك بالخروف؟: (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!) متى 12: 12

          ولم يكتفوا بذلك بل جعلوه يموت ميتة الملاعين، ليظل ملعونًا إلى الأبد: (اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13

          فماذا يقول الكتاب الذى يقدسه القمص فيمن يسب الرب؟ يقول الكتاب إنه كافر ، خرج من جماعة المؤمنين ، ويجب أن يُرجم ، يُقتل على جمع من الناس: (16وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ رَجْماً. الْغَرِيبُ كَالْوَطَنِيِّ عِنْدَمَا يُجَدِّفُ عَلَى الاسْمِ يُقْتَلُ.) لاويين 24: 16

          وعلى حد إيمان القمص: فيسوع هو الأب ، وهو الابن وهو الروح القدس ، وهؤلاء الثلاثة هم الرب الواحد. وبما أن هذا الإله صُلب ومات ، فقد مات الثلاثة، إلا إذا كان القمص سيكفر بقانون إيمانه ويدعى أن الثلاثة انفصلوا هنا ، وحتى لو انفصلوا ، فإن الذى يموت لا يكون إله ، وبالتالى فإن إيمانهم بقتل الإله وصلبه هو إيمان باطل بقول الكتاب الذى يقدسونه.

          والكتاب يؤكد أن الله حى ، قيوم إلى الأبد: (39اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ. 40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.) تثنية 32: 39-40

          (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.) إرمياء 10: 10

          (لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى) دانيال 6: 26

          وعلى ذلك فعليه أن يُحدِّد لنا من الذى مات على الصليب ، وإذا كان وقتها إله ، أم انفصلت عنه الألوهية. وإذا انفصل اللاهوت عن الناسوت ، فكيف يصدق هذا مع قانون إيمانهم؟

          وعقوبة مؤلهى البشر هى القتل كما سبق ذكرها. وليست فقط أن الله سيسلمهم إلى الهوان ومهانة شهوات قلوبهم ، كما يقول الكتاب فى أحد الرسالات المنسوبة لبولس ، ينتقد فيها الذين يعبدون الإنسان المخلوق الذى يفنى بديلاً عن الله الخالق الذى لا يفنى: (21لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. 22وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ 23وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ. 24لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضاً فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. 25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 26لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ) رومية 1: 21-26

          * * *

          وبعد هذا التوضيح الذى لم يتفوَّه به القمص، وفهمته المذيعة من تلقاء نفسها، سألته قائلة: ”يقولون أن عقيدة الثالوث لم ترد فى أى دين آخر ما رأيكم فى ذلك؟“، وكانت إجابته فى الحقيقة مخرصة لكل من يتقوَّل على الثالوث، أو يدعى أنه عقيدة وثنية، فقال بعد أن تنازل عن راحته لسعادة المستمع وراحته ، وليفهمنا مجيبًا على هذا السؤال ، فهذا واجبه كرجل دين ومعلم: ”فخطأ أن نقول أن الثالوث موجود فى ديانات وثنية .. خطأ أى فكرته خطأ مثل وجوده فى تاريخ قدمائنا المصريين مثل إيزيس وأوزوريس وحورس ولكنه ثالوث خطأ.“

          وكما تلاحظ عزيزى القارىء لم يزد على أن هذا الثالوث خطأ. نعم صدقت. نعلم ذلك. لكن هل لا يوجد دين آخر غير ديانة المصريين القدماء تبنى عقيدة الإله مثلث الأقانيم؟ المذيعة تسألك أيها القمص عن قول الذين يصرحون بأن التثليث لم يرد فى أى دين آخر. وفى الحقيقة كان يجب أن يكون السؤال مثلاً: ما رأيكم فى أن التثليث لم يرد فى العهد القديم؟ أو ما علاقة الثتثليث فى المسيحية بالتثليث فى الديانات الوثنية؟

          عزيزى القارىء: إن التثليث (ويعرف ذلك القمص ومذيعته) هى عقيدة كل دين وثنى. فالمصريون القدماء عبدوا ثالوثًا فى كل مدينة ، والهنود والبوذيون ، والأوربيون ، واليونان ، والرومان. والفارق بين الثالوث المسيحى والثالوث الوثنى أن الثالوث المسيحى أخرج المرأة ، التى هى سبب وجود الإله على الأرض من الثالوث ، وجعله كله ثلاثة رجال: أب وابن وروح قدس. أما الثالوث الوثنى فقد قدَّر للمرأة دورها فى إنجاب الإله ، وجعلها إلهة مع الأب والابن.

          لقد سرت عقيدة التثليث في الوثنيات القديمة كالمصرية المتمثلة في الثالوث (أوزيريس، ايزيس، حورس)، وكذلك عند الفرس (أورمزد، متراس، أهرمان)، والاسكندنافيين (أووين ، تورا ، فري) والمكسيكيين (تزكتلبيوكا ، اهوتزليبوشتكي ، تلاكوكا)، ثم فلاسفة الإغريق الذين كانت وثنية النصارى أشبه بهم من سائر الوثنيات الأخرى، فقالوا بثالوثهم المكون من (الوجود، العلم، الحياة). عدا ذلك يوجد كثيرون يطول المقام بذكرهم.

          وفى القرن العاشر قبل الميلاد تبلور التثليث على نحو ما اتخذته النصرانية من المصريين القدماء، والبابليين، وليتفق مع أصحاب الديانات الوثنية بصورة تكاد تكون منقولة نقلاً حرفيًا ، لتتطابق مع ما قاله الهنود فى إلههم: (براهما- فشنو- سيفا)، وهؤلاء الثلاثة هم إله واحد.

          وقد انتقلت فلسفة اليونان عن طريق الاسكندرية حيث ظهر أفلوطين الإسكندرى (ت 207م) وكان يقول بالثالوث (الله، العقل، الروح)، ولذا كان أساقفة الإسكندرية من أوائل المؤمنين بالتثليث والمدافعين عنه.

          ويقول ول ديورانت: "لما فتحت المسيحية روما انتقل إلى الدين الجديد دماء الدين الوثني القديم: لقب الحبر الأعظم، عبادة الأم العظمى…".

          ولما كان تسرب المعتقدات الوثنية إلى النصرانية حقيقة ساطعة كالشمس كان لا بد أن تعترف بها بعض الأقلام الجريئة المنصفة.

          وتقول مريم الجميلة المهتدية إلى الإسلام: "لقد تتبعت أصول المسيحية القائمة فوجدتها مطابقة لمعظم الديانات الوثنية القديمة، ولا يكاد يوجد فرق بين هذه الديانات وبين المسيحية سوى فروق شكلية بسيطة في الاسم أو الصورة".

          ونقلاً عن (الغفران بين الإسلام والمسيحية) للقس السابق إبراهيم خليل فيلبس راعى الكنيسة الإنجيلية وأستاذ اللاهوت بكلية اللاهوت بأسيوط ص71 ، يقول العلامة بونويك فى كتابه (اعتقاد المصريين) ص404: ”وأغرب عقيدة عمَّ انتشارها فى ديانة المصريين (الوثنيين القدماء هو قولهم بلاهوت الكلمة ، وأن كل شىء صار بواسطتها، وأنها (أى الكلمة) منبثقة من الله، وأنها الله. وكان أفلاطون الفيلسوف الأغريقى عارفًا بهذه العقيدة الوثنية وكذلك أرسطو وغيرهما. وكان ذلك قبل التاريخ المسيحى بسنين ، ولم نكن نعلم أن الكلدانيين والمصريين يقولون هذا القول ويعتقدون هذا الاعتقاد إلا هذه الأيام“.

          ويقول أستاذ الحفريات جارسلاف كريني في كتابه "ديانة قدماء المصريين": "إن التثليث دخيل على النصرانية الحقة، وإنه مستورد من الوثنية الفرعونية".

          وإليك ما تقوله الأديان الوثنية عن إلهها نقلاً عن: (العقائد الوثنية فى الديانة النصرانية ، محمد بن طاهر التنير البيروتى)

          قال برتشرد: ”لا تخلو كافة الأبحاث المأخوذة عن مصادر شرقية من ذكر أحد أنواع التثليث أو التولد الثلاثى (أى: الآب والابن وروح القدس)“ (ص 55)

          ولم يكن ذلك فى الأمم الوثنية فى الشرق فقط ، بل كانت أيضًا فى أوروبا ، فقد جاء فى كتاب سكان أوروبا الأول: ”كان الوثنيون القدماء يعتقدون بأن الإله واحد ، ولكنه ذو ثلاثة أقانيم.“ (ص 55)

          ويقول العلامة دوان: إذا ”أرجعنا البصر نحو الهند نرى أن أعظم وأشهر عباداتهم اللاهوتية هو التثليث ، أى: القول بأن الإله ذو ثلاثة أقانيم. .. .. وهى (برهما وفشنو وسيفا) ، ثلاثة أقانيم غير منفكة عن الوحدة ، وهى: الرب والمخلِّص وسيفا ، ومجموع هذه الثلاثة الأقانيم: إله واحد.“ (ص 55)

          وكان برهما هو ”الممثل لمبادىء التكوين والخلق ، .. .. وهو (الآب) ، وفشنو يمثل مبادىء الحماية والحفظ ، وهو (الابن) ، .. .. وسيفا المبدىء والمهلك والمبيد والمعيد وهو (الروح القدس)“. (ص 56)

          ”ويدعونه: "كرشنا الرب المخلِّص ، والروح العظيم ، حافظ العالم المنبثق (أى المتولِّد) منه فشنو الإله الذى ظهر بالناسوت على الأرض، ليخلِّص الناس، فهو أحد الأقانيم الثلاثة التى هى: الإله الواحد“. (ص 56)

          وأكتفى بهذا فقد ذكرت لك الكثير والكثير فى المناظرة حول صحة عقيدة التثليث.

          * * *

          المذيع: وهل ثالوث القدماء المصريين هو الذى ذُكر فى القرآن أم غيره ؟
          الإجابة: بالطبع لا ، فما ذُكر فى القرآن ثالوث آخر .
          وهذا موضوع لا نؤمن به نهائى وإخواننا المسلمين يعتقدوا عندما يقول القرآن لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة ويقول أيضاً كيف يكون لله ولد ولم تكن له صاحبة ففى ذهنهم شيئاً بهذا الشكل .. وفى الحلقات السابقة تكلمت عن بدعة المريميين الذين كانوا يؤمنون بأن إله السماء قد تزوج إلهة السماء وولدا ولداً وهذا خطأ .
          وفكرة الثالوث موجودة منذ القديم بالفطرة عند البشر منذ آدم عندما كان عائشاً ومدركاً بالمعنى الروحى لفكرة الثالوث وفكرة الله الواحد فى ثالوث ولما سقط وطرد من الجنة أخذ الفكرة مشوشة ولما سلمها للناس زادت الفكرة تشويشاً وبدلاً من التعبير الحقيقى للثالوث بفكر صحيح ذهبوا به إلى معانى أخرى مادية بعيدة كل البعد عن الله وهى أفكار تناسلية والمسيحية لا تقول بهذا ولكن تعبير الله الواحد فى ثالوث موجود بذاته .. حكيم بعقله .. حى بروحه ، وهذه الصفات ذاتية كما تكلمنا سابقاً وهذه الصفات لا يمكن أن تنقص منها واحدة .
          وهل هناك أديان أخرى ؟ الإسلام يؤمن بالثالوث والقرآن يتحدث عن ثالوث .
          ===============================================
          فى الحقيقة وجد القمص والمدافعون عن هذه العقيدة الوثنية أنفسهم مُحاصرين بآراء العلماء ، وبعدم تمكنهم من فهم هذه العقيدة ، وساتحالة وقفهم لسيل الإكتشافات العلمية والأثرية ، التى تؤكد أن هذا التثليث عقيدة كل وثنى العالم، فاخترعوا طائفة تُدعى المريميين انتهت فى القرن السابع، على حد قولهم، ونسبوا إليها ثالوثًا ، ثم نسبوا تكفير القرآن للمثلثين لهم. وبذلك استراح ضميره ، وقرَّت عينه ، وأصبح من المؤمنين!! الأمر الذى يُشير إلى إفلاس القمص ، وعدم تبنيه الحقيقة!

          تكلمنا فى الكتاب السابق عن بدعة المريميين التى اخترعها أحد رجال الكنيسة ، أو نقلها القمص من كتاب مجهول يُسمَّى (القول الإبريزى للمقريزى). وذكرت فى النقطة السابقة تشابه المسيحية مع الوثنية ، بل إن صيغة الأمانة التي انبثق عنها مجمع نيقية هي صيغة منحولة عن الوثنيات السابقة، فقد نقل المؤرخ مالفير عن كتب الهنود أنهم يقولون: "نؤمن بسافستري (الشمس) إله ضابط الكل، خالق السماوات والأرض، وبابنه الوحيد آني (النار)، نور من نور، مولود غير مخلوق، مساوٍ للأب في الجوهر، تجسد من فايو (الروح) في بطن مايا العذراء ، ونؤمن بفايو الروح المنبثق من الأب والابن الذى هو الأب ، والابن يسجد له ويمجد".

          فتذهب دائرة المعارف البريطانية إلى أن "القالب الفكري لعقيدة التثليث هو يوناني الأصل ، وصيغت فيه تعليمات يهودية ، فهي من ناحية التركيب مركب عجيب للمسيحيين، لأن التصورات الدينية فيها مأخوذة من الكتاب المقدس، ولكنها مغموسة في فلسفات أجنبية. واصطلاحات (الأب والابن والروح القدس) تسربت من اليهود، والاصطلاح الأخير (الروح القدس) لم يستعمله المسيح إلا نادرًا".
          ويقول ليون جوتيه: "إن المسيحية تشربت كثيرًا من الآراء والأفكار في الفلسفة اليونانية، فاللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذى صبت فيه نظرية أفلاطون الحديثة، ولذا نجد بينهما متشابهات كثيرة".

          والغريب فى هذا الأمر أنه لم يُعلمنا القمص من أين استقى علمه فى أن القرآن حارب التثليث المريمى المزعوم فقط؟ فلا يوجد نص فى القرآن على ذلك ، ولم يرد فى السنة حديث بذلك ، ولم يقل أحد المفسرين هذا. ولماذا يُحارب الإسلام الكفر فى الجزيرة العربية فقط؟ هل تريد أن تخبرنا بهذا الإدعاء أن الإسلام دين محلى؟

          لقد وصلت رسالتك وهى خاطئة من الألف للياء. ففى الوقت الذى يقول فيه يسوع. وقد ذكرت لك ذالك فى مناظرتى حول صحة عقيدة التثليث ، وأقتبس منها جزءًا. إن المتتبع لتاريخ دعوة عيسى  من بدايتها إلى نهايتها يتضح له أنه مرسل فقط لخراف بيت إسرائيل الضالة:

          فقد أنبأ الملاك يوسف بأنه سيخلص شعبه فقط: (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 21

          ولما جاء مجوس المشرق سألوا عن ملك اليهود فقط: (2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟) متى 2: 2

          وتحدثت النبوءة التوراتية عن من يرعى شعب إسرائيل: (6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 6

          وأعلنها عيسى  صراحة، أنه جاء تابعاً للناموس، مطبقًا له: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19

          وعندما أرسل تلاميذه أرسلهم فقط إلى خراف بيت إسرائيل ، بل نهاهم عن الذهاب إلى الأمم أو إلى مدينة للسامريين: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى10: 5-6

          وكرر على مسامع تلاميذه وأكد لهم أن يستمروا فى الدعوة فى مدن إسرائيل: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23

          وقال للمرأة الكنعانية: («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24

          وكانت دعوته كلها داخل مدن إسرائيل: (1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.) متى 19: 1-2

          وسيدين التلاميذ أسباط بنى إسرائيل فقط: (27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) متى 19: 27-28

          أما الرسول (المسِّيِّا)  فهو باعتراف القرآن والأحاديث والتاريخ أنه مرسل إلى الثقلين الجن والإنس: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (107) سورة الأنبياء

          {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (28) سورة سبأ

          {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (28) سورة الفتح

          {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا} (105) سورة النساء

          {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (170) سورة النساء

          {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} (15) سورة المائدة

          {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (19) سورة المائدة

          {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} (49) سورة الحـج

          {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } (143) سورة البقرة

          {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } (51) سورة الأنعام، وكل البشر سيُحشرون إلى ربهم.

          {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (158) سورة الأعراف

          {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (104) يونس

          {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} (108) سورة يونس

          {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (33) سورة التوبة، وأيضًا (9) سورة الصف

          {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران

          {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران
          وقال الرسول : (‏وَالَّذِي نَفْسُ ‏مُحَمَّدٍ‏ بِيَدِهِ ‏ ‏لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) مسند الإمام أحمد (7856)

          وقال الرسول : (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ وَكَانَ النَّبِيُّ إِنَّمَا يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحَلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَنُصِرْتُ ‏بِالرُّعْبِ ‏مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا فَأَيُّمَا رَجُل ٍأَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ) مسند الإمام أحمد (13745)

          * * *

          ولم يكتف القمص بهذه الإجابة التى كانت تكفيها كلمة لا، على سؤال المذيعة: إذا كان الثالوث الذى يقصده القرآن هو الثالوث الوثنى. بل أضاف القمص معلومة تُدخله فى دائرة من الكفر أشد مما هو عليها. لقد تألَّى على الله ، وادعى أن أصل الفطرة البشرية هى الثالوث. وأن آدم كان يفهم أن الله واحد فى ثلاثة وثلاثة فى واحد. ثم ضلت البشرية بعد ذلك ، ووحدت الله فى الناموس وفى كتب الأنبياء ، الذين أرسلهم الرب ، إلى أن جاء مجمع نيقية ، مجمع تصنيع الآلهة، وقرر أن الآب والابن آلهة ، وعندما اختلفوا فى حقيقة الروح القدس ، جعلوه إلهًا منبثقًا من الأب والابن ، وخالفهم الأرثوذكس بأن جعلوه منبثقًا فقط من الأب!!

          أعزائى المسيحيين:
          هل هو مُحرم عليكم أن تناقشوا قساوستكم وتعترضوا على فهمهم للنصوص أو تطالبوهم بالأدلة الكتابية وتناقشوهم فيها؟ كيف لا تطالبون القمص بالدليل الكتابى على ما يقوله؟ اسألوه أين أمر الرب آدم أن يؤمن به كثالوث فى وحدانية؟ وكيف هذا وعلماؤه يعترفون أنه لا وجود للتثليث فى كل كتب العهد القديم؟

          عزيزى القمص زكريا اتق الله:
          إننى اتهمك بالكذب وتتبع خُطى بولس فى دعوته: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

          إننى أتهمك بالتلوُّن بكل لون لتكسب ولو دخيلا واحدًا لنار جهنم ، كما فعل بولس: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23

          عزيزى القمص:
          كن مثل التلاميذ الشرفاء الذين حجَّموا بولس عندما كذب وخالف الناموس ، وعلمهم الإرتداد عن تعاليم موسى، بل وأدانوا تعاليمه الكافرة ، وأمروه بالتوبة ، وحكموا عليه أن يتطهر أناس آخرون على نفقته ، وأرسلوا إلى القوم الذين ضلوا بفعل تعاليم بولس ، ليردوهم عن هذا الكفر: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26

          وإذا كان أمر التلاميذ كذلك ، فأين قول التلاميذ بالتثليث؟ أين تعميدهم الناس باسم الآب والابن والروح القدس؟ فهل فهمت أنت ما لم يتفوَّه به يسوع ولم يعلمه التلاميذ؟ فعجبًا لفهمك وعلمك!!

          ألم يقل يسوع عن تلاميذه: (18اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.) متى 18: 18 ، فلماذا تُخالفهم أنت بعقيدة وثنية دخيلة عليهم وعلى كتابك؟

          وما رأيكم أنتم إذا كان علماء المسيحية لا يفهمون التثليث إلى اليوم، فهل تعمَّد الرب فى إذلال عقول البشرية فى عدم فهم دينه؟ وهل لم يجد الرب أو الروح القدس حلاً فى إفهام البشرية هذه العقيدة المعقدة؟ ولماذا لم يغير الرب عقول البشر ويخلقهم بعقول تفهم هذه العقيدة اللامعقولة؟

          لكن ماذا يفعل القمص زكريا بطرس ليستمر فى هذه المسرحية الهزلية؟ لقد جعل الفطرة البشرية وأصل الدين هو التثليث. وأن الأمم الوثنية التى كانت تعبد ثالوثًا غير ثالوثه، كانوا أيضًا على الفطرة ، وهم أيضًا من المؤمنين مثله، ولكنهم ضلوا، فعبدوا ثلاثة غير الثلاثة، الذين يعبدهم القمص. بل زاد على ذلك أن الإسلام نفسه يؤمن بالثالوث. لقد تحوَّل كل واحد من حوله إلى ثلاثة.

          أما قوله إن القرآن تحدث عن الثالوث ، فهو صادق فيه ، فقد كفر القرآن القائلين بالثالوث والمؤمنين به. وهو أيضًا على استعداد إن نزل له يسوع مرة أخرى وأقسم له أن الثالوث كفر، وأن أصل الدين هو التوحيد، وأن التثليث والتوحيد متنافران، ولا يجتمعان أبدًا، فلو نزل يسوع وفعل هذا سيكفره زكريا بطرس ، ويدعى عليه أنه ضل فى نزوله ، أو إنه يتواضع.

          تعقيد ولف ودوران وكذب وتجهيل للقارىء والمستمع، كما لو كانت الدنيا قد انعدم وجود أصحاب العقول منها. الأمر الذى جعل مذيعته تطالبه بالتوضيح أكثر.
          * * *
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:04 م.

          تعليق

          • abubakr_3
            مشرف عام
            • 15 يون, 2006
            • 849
            • مسلم

            #6
            تواصل المذيعة قائلة:
            المذيع: ولكن هذا غير واضح يا أبونا .
            الإجابة: فكرة الثالوث موجودة فى القرآن ولكن أحباؤنا فى الإسلام لا يريدون أن يفهموها ويمرون عليها مرور الكرام ويركزوا على الأشياء التى يريدونها فقط .
            فمثلاً تحدثنا سابقاً عن سورة النساء آيه 71 إنما المسيح عيسى إبن مريم و كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وتركيز أخونا المسلم فى هذه الآية فقط على أن المسيح رسول الله ويترك الجزء المهم وتكلمنا فى مرات سابقه كيف أن المسيح هو كلمة الله وروح منه وتكلمنا عن د. محمد الشقنقيرى وأحمد حجازى.
            ===============================================
            رددنا على القمص فى فهمه الخاص ، ورأيه المتفرد به دون العالمين ، فهو لا يرى الواحد إلا ثلاثة. وأحمد الله أنه لم يعمل مُنظِّمًا للمرور ، وإلا لكانت الحوادث لا حصر لها!!

            ورددنا على تدليسه على المدعو الدكتور محمد الشقنقيرى. إلا أن الجديد هنا أنه يُدرج اسم الدكتور أحمد حجازى ، ولم يُكمل الاسم ليلتبس على الناس أنه الدكتور أحمد حجازى السقَّا ، صاحب المؤلف العظيم (البشارة بنبى الإسلام فى التوراة والإنجيل)، و(أقانيم النصارى) وغيرها من كتب مقارنة الأديان. وما يقصده القمص هو الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى. وهو لا علاقة له بعلوم مقارنة الأديان.

            * * *

            يواصل القمص إجابته قائلاً:
            وهنا أريد أن أتكلم كيف أن المسيح كلمة الله وهل القرآن يشهد بأكثر وضوح أن المسيح كلمه الله وبأى صورة يشهد أن المسيح هو كلمه الله ففى سورة النساء 171 وفى سوره آل عمران آيه 39 يقول إن الله يبشرك بيحيى [ وهو يوحنا المعمدان ] مصدقاً بكلمة من الله ويعنى هذا أن يحيى يصدق بكلمة من الله فماذا يعنى هذا … نحن لا نستطيع أن نشرح فى القرآن وليس من حقنا الشرح فى القرآن ولكن هناك أُناس متخصصين للشرح من علماء المسلمين أنفسهم فنحن ننقل تفسيرهم بكل احترام فمثلاً الإمام أبو السـعود محمد ابن محمد العمادى صفحة 233: ماذا قال : مصدقاً لكلمة الله يفسرها أى بعيسى عليه السلام .. أنا أريد أن الناس تقرأ وتفهم !! فتفسير أبو السعود إذ قيل أن تفسير مصدقاً لكلمه الله أى بعيسى عليه السلام إذ قيل أن أول من آمن به و صدق بأنه كلمه الله و روح منه .
            ===============================================
            ورددت على القمص أيضًا فى قوله إن عيسى  هو كلمة الله. والذى لا يعرفه القارىء المسيحى أنه لم تُذكر (كلمة الله) فى القرآن كله إلا مرة واحدة فى هذا السياق: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (40) سورة التوبة

            فما علاقة هذا بعيسى  وما تريد أن تفهم مستمعيك إيَّاه؟

            ولكنه ذُكر فى سورة النساء التى يستشهد بها القمص زكريا (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ)، وقلنا إنها ذكرت فى إطار إثبات نبوة عيسى وبشريته، ونهى المسيحيين عن الغلو فى الدين وعن تأليه عيسى  ، أو القول بالثالوث. والآيات واضحات المعنى والدلالة فى ذلك: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} (171) النساء

            الغريب أن القمص يؤله نتيجة الكلمة وليست الكلمة! فالكلمة هى أمر الله لمريم، ولكن القمص ترك هذه الكلمة ، وألَّه نتيجتها ، وهو يسوع ، الذى جاء بكلمة الله أى عن طريق أمره. فترك بذلك قائل الكلمة، والكلمة نفسها ، ليؤكد لنفسه أن يسوع إله.
            فكما ألقى الله تعالى (كلمته) أى أمره إلى مريم ، ألقى أشياءًا أخرى لم يؤلهها القمص، فلماذا لا يؤله الرواسى التى ألقاها الله فى الأرض؟

            {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (15) سورة النحل

            والآية الثانية التى يستشهد بها القمص هى: {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} (39) سورة آل عمران

            أما كون يحيى (يوحنا المعمدان) مصدقًا بكلمة من الله تعنى أنه مصدقًا بعيسى  فلها عدة تفاسير ، فمنهم من قال إن الكلمة التى صدق بها يحيى  هى كتاب من الله أو تعاليمه، واستشهد بذلك بقولهم: أنشد فلان كلمة، أى قال قصيدة. وقال فلان كلمة أى ألقى خطابًا. وقال السُّدِّى إن المراد منها هو عيسى .

            واعلم أيضًا أنه ليس يحيى  فقط الذى يؤمن بعيسى  ككلمة الله لمريم، فنحن المسلمون نؤمن أيضًا أنه كلمة الله أى أمر الله لمريم العذراء. أى إنها حملت بأمر الله ، دون زواج أو نطفة رجل ، مثل باقى الزيجات. وفى هذا التعبير تطهير لمريم مما ألحقوه بها اليهود وكتبة الأناجيل.

            فقد نسب لوقا الولد ليوسف النجار ، وجعل هذا الاعتراف على لسان مريم، فقال: (48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!») لوقا 2: 48

            كما كتبها فى نسبه أنه ابن يوسف بن هالى ثم وضعوا (على ما كان يُظن) بين قوسين أو فاصلتين أو شرطتين فى الترجمات المختلفة، وحذفتها الترجمات الأخرى. الأمر الذى يعنى أنه شرح أُقحم فى النص.

            كما نسبه اليهود المعاصرون إلى يوسف النجَّار: (54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟) متى 13: 54-55

            بل سبه اليهود فى إنجيل يوحنا ، وقالوا له نحن لسنا أولاد زنى أى مثلك ، وهذه صورته لديهم فى التلمود: (فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ».) يوحنا 8: 41

            واعلم عزيزى القارىء: أن كلمة الله ليست هى الله. فهى كلمة من كلامه أى أمر من أوامره، وهى (كُن) التى أمر الله تعالى بها مريم. وهى لا تخرج منه إلا إذا كان قد سبقها فى الوجود. وإذا كانت كلمة الله هى الله ، ورحمة الله هى الله ، وقدرة الله هى الله ، فعلى ذلك لا يوجد إله واحد ، وسينقسم الإله لديكم إلى عدد لا حصر له من الأقانيم ، كما أوضحت من قبل. وهذا مُخالف للدين والعقل.

            ويستحيل أن يكون المضاف إليه هو المضاف نفسه. فهل من الممكن أن يفهم عاقل أن قولنا (كلب الرجل) تعنى أن الرجل نفسه هو الكلب؟ إنها سفسطة لا تمت للذكاء أو العلم بصلة لمن يفهم ذلك.

            كذلك إن كلمة روح الله لم تُذكر فى القرآن إلا مرة واحدة فى هذا السياق: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (87) سورة يوسف

            لكن لو قال قائل إن عيسى  روح الله ، فهل يعنى هذا أنه الله نفسه؟ لا. وكنت قد شرحت لكم أن إضافة الشىء إلى مالكه لا تعنى مُطلقًا أن هذا الشىء هو عين المالك نفسه. أى لو قلنا (قميص الرجل) ، فمن المستحيل أن يظن إنسان أن القميص أصبح هذا الرجل نفسه ، إلا إذا كان هذا الإنسان مجنونًا أو يتحايل على النص ليصل إلى غرض ما ، لا يُفهم من هذا النص.

            وعلى ذلك فإن الكلمة الموجودة هى (وَرُوحٌ مِّنْهُ) ، فهل الروح من الله تعنى أنها الله نفسه؟ فى أى منطق هذا؟ وعلى ذلك يجب أن تكون (رحمة منه)تعنى أن الرحمة هى الرب نفسه ، و(نصر منه) تعنى أن النصر هو الرب نفسه ، وسنصل إلى نفس النتيجة السابقة: تعدد فى مكونات الإله ، فبدلاً من ثلاثة أقانيم ستكون مائة أو أكثر.
            كما أن كلمة (وَرُوحٌ مِّنْهُ) ذُكرت فى تأييد الله تعالى لكل عباده المؤمنين. فهل لكم أن تكيلوا بنفس المكيال وتؤلهوا المؤمنين؟

            {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (22) المجادلة

            أى نصرهم على عدوهم ، وسمى تلك النصرة روحًا لأن بها يحيا أمرهم. وهذا رأى ابن عباس.

            وكذلك جاءت (رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا) لتدل على القرآن، فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52) سورة الشورى ، فالروح الذى أوحاه الله هنا هو القرآن ، كما فى قوله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} (7) سورة الشورى ، وسمى القرآن روحًا لأنه يفيد الحياة من موت الجهل والكفر ، ويؤدى إلى الحياة الأبدية أى الخلود فى الجنة.

            وبهذا المعنى كلم عيسى  أتباعه ، فقد شهد أن كلمة التوحيد (لا إله إلا الله عيسى رسول الله) تُخلدك فى الجنة: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4

            ومن يتبع كلامه هذا ، فهو مثل الشهداء ، ينتقل بموته إلى الحياة الأبدية فى جنات الخلد: (إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24

            فأين موقعك من هذا عزيزى المسيحى؟

            ما هى أهدافك فى الآخرة؟

            ماذا يفيد لو ربحت العالم كله وخسرت نفسك؟

            اكسب نفسك وآخرتك! أمِّن آخرتك بالإسلام!

            اربح محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام!

            * * *

            يواصل القمص إجابته قائلاً:
            وهناك تفسير أخر للسندى يستشهد به فى نفس المرجع فماذا يقول؟.
            لقيت أم يحيى أم عيسى، بمعنى أنهما تقابلتا فقالت يا مريم أشعرتِ بحبلى وقالت مريم وأنا أيضاً حبلى فقالت أم يحيى إنى وجدت ما فى بطنى يسجد لما فى بطنك وذلك قوله تعالى مصدقاً لكلمة الله .
            فمن إذن الذى يسجد لمن فبالطبع يوحنا يسجد للمسيح وهو فى بطن مريم … والسجود هنا لله وحده . لله وحده تسجد وإياه وحده تعبد وهذا فى القرآن
            ===============================================
            أما ما ذكره الإمام السُّدِّى (وليس "السندى" كما كُتِبَ أو نُطِقَ به) من سجود يحيى لعيسى عليهما السلام. فأنا أتعجب من فهم القمص لكتابه ، وكيف يقف بهذا العلم الضحل (وأقولها تؤدبًا حتى لا أتهمه باستغفال مستمعيه) أمام الناس خطيبًا فيهم أو معلمًا. إنها كارثة بكل المقاييس!! فهل هذا هو دليلك على الثالوث أو إثبات ألوهية يسوع؟ وهل يسوع بهذه التفاهة حتى لا يُصرِّح أنه هو الله الخالق ، ولم يأمر أحدًا بالسجود إليه ، ولم يأمر أحدًا بالتعبد له ، بل لم يُدلِّل على ألوهيته بالمرة، ويترك استنتاج ألوهيته لما قالته له زوجة خاله عن جنينها؟ فما هو التضليل إن لم يكن هذا هو التضليل بعينه؟ أيُضلل الرب عبيده ويترك لب عقيدته وأساس دينه للإستنتاج؟ أسأل الله لك الهداية!!

            فالحمد لله على نعمة الإسلام! وكفى بها نعمة! لقد سُئل النبى  عن نفسه فقال: (أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام). وما فكر إنسان من البشر أن يؤلهه نتيجة هذا.

            وكذلك رأى نبى الله يوسف  أن أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر سجدوا له، ولم يؤلهه أحد من بنى إسرائيل أو المسلمين، بل كانت علامة على نبوته المستقبلة: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (4) سورة يوسف

            فلماذا لا يكون سجود يحيى لعيسى عليهما السلام دليلاً على نبوة عيسى  وخضوع يحيى  لقيادة وعلم وإرشاد عيسى ؟

            لكن دعونا نأخذ تفسير القمص مأخذ الجد ونرى إلى أى نتيجة سنصل مع تفسيره: هو يدعى أن السجود لله وحده دليل على أن الساجد عبد للمسجود له، وهذا قول حق. فقد قال يسوع للشيطان الذى أسره فى البرية: (لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».) متى 4: 10

            وأمر الله تعالى عباده قائلاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*} (77) سورة الحـج

            وقال: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (37) سورة فصلت

            وقال تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا*} (62) سورة النجم

            وكان يسوع يصلى لله تعالى الذى خلقه ، ويتعبد له ، ويفعل كل شىء من أجل رضاه عليه ، بل كان يقضى الليل كله فى الصلاة قائمًا راكعًا ساجدًا لله تعالى: (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) لوقا 6: 12

            (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».) متى 26: 39-42

            (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44

            أليس سجود عيسى  لله تعالى دليل على عبودية يسوع له؟

            لكن دعنا نتكلم باللغة الإستعارية ، التى يستخدمها الكتاب الذى تقدسه. فهل كل سجود يعنى التعبُّد للمسجود له؟ لا. ليس دائمًا، فهذا يُفهم من السياق.

            إن الكتاب الذى يقدسه القمص يشهد أن السجود يعنى الخضوع للمسجود له ، وهو من باب الاحترام المفرط: فقد سجدت (بَثْشَبَعُ أُمِّ سُلَيْمَانَ) لزوجها داود ، ودعته سيدى ، وجعلت نفسها أمة له: (15فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى الْمَلِكِ إِلَى الْمَخْدَعِ. وَكَانَ الْمَلِكُ قَدْ شَاخَ جِدّاً وَكَانَتْ أَبِيشَجُ الشُّونَمِيَّةُ تَخْدِمُ الْمَلِكَ. 16فَخَرَّتْ بَثْشَبَعُ وَسَجَدَتْ لِلْمَلِكِ. فَقَالَ الْمَلِكُ: [مَا لَكِ؟] 17فَقَالَتْ لَهُ: [أَنْتَ يَا سَيِّدِي حَلَفْتَ بِالرَّبِّ إِلَهِكَ لأَمَتِكَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي.) ملوك الأول 1: 15-17

            كما سجد نبى الله بلعام للملاك : (9فَأَتَى اللهُ إِلى بَلعَامَ وَقَال: «مَنْ هُمْ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ الذِينَ عِنْدَكَ؟») عدد 22: 9؛ (31ثُمَّ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلعَامَ فَأَبْصَرَ مَلاكَ الرَّبِّ وَاقِفاً فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ فَخَرَّ سَاجِداً عَلى وَجْهِهِ.) عدد 22: 31

            كما سجد نبى الله ناثان أمام أبيه: (22وَبَيْنَمَا هِيَ مُتَكَلِّمَةٌ مَعَ الْمَلِكِ إِذَا نَاثَانُ النَّبِيُّ دَاخِلٌ. 23فَأَخْبَرُوا الْمَلِكَ: [هُوَذَا نَاثَانُ النَّبِيُّ]. فَدَخَلَ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ.) ملوك الأول 1: 22-23

            (31فَخَرَّتْ بَثْشَبَعُ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَتْ لِلْمَلِكِ وَقَالَتْ: [لِيَحْيَ سَيِّدِي الْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى الأَبَدِ].) ملوك الأول 1: 31

            ولم يَدَّعِ أى منهم أن هذا الشخص أو الملك ، الذى سُجِدَ له إله ، وإلا لقال اليهود بتعدد الآلهة!

            وقد أمر الله تعالى الملائكة للسجود لآدم ، والسجود هنا خضوع لأمر الله تعالى ، وليس سجود التعبُّد: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى} (116) سورة طـه

            والغريب أن يعتبر القمص حكاية تفيد أن الجنين يحيى سجد للجنين يسوع وهما فى بطون أمهاتهما دليلاً على ألوهية يسوع. فى الوقت الذى لم يأمر فيه يسوع وهو ناضج عاقل أحدًا أن يسجد له. وطبعًا غض الطرف عن كون يسوع فى رحم أمه، على الرغم من أنهم ينادون ويتغنون بعدم جواز وضع اللامحدود فى المحدود.

            والأغرب من ذلك أن يترك القمص كتابه أو القرآن ويستشهد بحكايات لا يقرها كتابه الذى يقدسه ، ولا تُفهم فى الإسلام بمعنى التعبد أو التأليه.

            عزيزى القمص: إن القرآن واضح الرؤية بشأن تأليه عيسى  ، ولا يستطيع مسلم مهما كان مذهبه أن يقول غير: «لا إله إلا الله ، عيسى عبد الله ورسوله». وما خالف ذلك فهو من ثبات فكرة تأليه يسوع ، وإيمانكم بالثالوث ، فأنت وكل مسيحى لا ترون إلا هذه الرؤية. فإن قال شخص ما ”التالتة تابتة“ ، اعتبرتم هذا من لوازم الثالوث الطبيعية، وأنه دليل على ألوهية يسوع. وإن طلق رجل امرأته بالثلاثة، قلتم هذا دليل على التثليث. وإن نادى أحد الزوار على شخص ما أو طرق بابه ثلاثة مرات ، اعتبرتم هذا دليلاً على التثليث، حتى اعتبرتم أن وثنية التثليث أصل الدين ، التى فطر الله الناس عليها.

            ثم ألم تسأل نفسك عزيزى القمص كيف تؤله الجنين الجاهل الضعيف؟ لقد استنكرت الثالوث الوثنى بمصر القديمة ، ولكننى أراهم قد استعملوا عقولهم ووصفوا إلههم بالقوة والعلم والحكمة. أى وصفوا إلههم بصفات تتطلبها الألوهية. أما أنت فقد نفيتم عن إلهكم كل صفات الألوهية والقداسة ، ولم تبقوا إلا على قولكم إنه إله!!

            ولو حدث ما فهمتموه وسجد الجنين يوحنا للجنين يسوع ، فهل الجنين مُحاسب على ما يفعله؟ وهل تؤخذ عقيدة يتوقف عليها النعيم الأبدى أو الشقاء الدائم على الأحلام؟ وهل يؤخذ صدق عقيدة ما على كلام العيال أو أفعالهم؟ ولو كان هذا الحلم إشارة مبكرة لمريم وإليصابات أُم يوحنا المعمدان على أن يسوع سيكون إلهًا ، لكانتا المرأتان مدلستين لأنهما تكتما هذا الأمر ولم يخبرا أحدًا به؟!!

            هل تعرف عزيزى القمص أنه لو حدثت هذه الحكاية لكان يسوع مدلسًا ، لأنه سيكون قد تكتم لب الدين فى حياته ، ولم يعلِّم الناس أمور دينهم بوضوح؟

            وهل تعرف عزيزى القمص أنه لو صدقت هذه الحكاية لكان يوحنا المعمدان من أشر خلق الله ، لأنه لم يسجد مرة واحدة ليسوع فى حياته؟

            وهل تعرف عزيزى القمص أنه لو صدقت هذه الحكاية ولم يسجد يوحنا ليسوع لكان يسوع كاذبًا منافقًا ، حيث إنه امتدح المعمدان ، وقال عنه إنه خير من أنجبت البشرية ، واستثنى من ذلك أصغر نبى فى شجرة النبوة: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.) متى 11: 11

            وهل تعرف عزيزى القمص أنه لو صدقت هذه الحكاية لكان كل كتبة الأناجيل كاذبين لأنهم لم يذكروا لنا أى دليل مباشر من فم يسوع على أنه الله المستحق التأليه والعبادة، وبالتالى سقطت عصمة كتابكم؟

            * * *
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:03 م.

            تعليق

            • abubakr_3
              مشرف عام
              • 15 يون, 2006
              • 849
              • مسلم

              #7

              يواصل القمص إجابته قائلاً:
              وفى سورة آل عمران آية 45 "وإذا قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم طبعاً القرآن لا يخطئ فى النحو لأنه أساس البلاغة وقائمة عليه اللغة العربية .. أن الله يبشرك بكلمة منه فهل (كلمة) مذكر أم مؤنث؟، بالطبع الكلمة مؤنث والمفروض أن يقول إسمها عيسى ابن مريم والصحيح لغوياً كالآتى : إذ قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه إسمها عيسى ابن مريم !! ولكن القرآن يقول اسمه المسيح عيسى ابن مريم ! وممكن يقولون أن الهاء عائدة على المسيح !! ولكن من المعروف لغوياً أن الضمائر تعود على ما قبلها وليس على ما بعدها فكلمة اسمه ...
              وهنا نقول أن الكلمة ليست كلمة عادية أو بشرية فهى كلمة مذكرة وهى كلمة الله وهى عقل الله، الكلمة فى اللغة اليونانية أسمها لوغوس يعنى عقل الله الناطق والله مذكر وعقله مذكر وعلى هذا قال كلمة إسمه وليس إسمها لأنه عقل الله زرع فى جسد المسيح .
              ===============================================
              وتصحيح الآية هو: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (45) آل عمران

              فى الحقيقة لم أتوقع هذا العلم الفيَّاض من القمص زكريا بطرس ، على الأخص وهو الذى يحكم على القرآن ويفسره ، ويُخرج لنا أخطاءًا لغوية فيه!!

              هناك قاعدة للبحث فيما يدعيه المنتقدون للقرآن سواء كانوا من المستشرقين أو من غيرهم. وهى: نحن نعلم أن المشركين من العرب كانوا أعلم الناس بلغتهم، ومع ذلك نزل القرآن معجز لهم ، وكانت عداوتهم الدائمة للرسول  ولدعوته، جعلتهم يبحثون له بحثًا حثيثًا عن أى شىء يُسقطون به هذا الدين، ويُظهرونه بمظهر الكذاب، ولم يفلحوا ، بل آمنوا كلهم فيما بعد.

              ومعنى هذا أن أهل اللغة وعلمائها من الكفار والمؤمنين أقروا بصحته ، وأعياهم البحث فيه ليجدوا ما يشوب هذا القرآن. بل إنهم اصطفوا الوليد بن المغيرة ، وهو أعلمهم فى اللغة ليسمع من الرسول  ، كمحاولة من محاولات تصيُّد أخطاء له ، فكان هذا قوله فى القرآن وكان على ملة آبائه من الشرك: وَعَنْ ابْنِ عَبّاسٍ قَالَ: (إنّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ ، جَاءَ إلَى النّبِيّ . فَقَالَ اقْرَأْ عَلَيّ . فَقَرَأَ عَلَيْهِ (الآية 90 من سورة النحل) {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (90) سورة النحل ، فَقَالَ: أَعِدْ. فَأَعَادَ. فَقَالَ: وَاَللّهِ إنّ لَهُ لَحَلَاوَةً. وَإِنّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً. وَإِنّ أَعْلَاهُ لَمُثْمِرٌ. وَإِنّ أَسْفَلَهُ لَمُغْدِقٌ. وَإِنّهُ لَيَعْلُو وَلَا يُعْلَى عَلَيْهِ. وَإِنّهُ لَيُحَطّمُ مَا تَحْتَهُ. وَمَا يَقُولُ هَذَا بَشَرٌ).

              نعود لسؤال القمص بعد أن تهكَّم على قول الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} (45) سورة آل عمران، فهو يرى أن الكلمة مؤنثة ، وعلى ذلك كان يجب أن يقولها القرآن (اسمها) حتى لو ذُكِّرَ ما بعدها أى ذَكَرَ اسم مذكر. لقد ذكرها القرآن لأن الاسم الذى أتى بعدها هو اسم مذكر. ولا أعتقد أنك تريد من القرآن أو من أى شخص أن يؤنث المسيح ويقول (اسمها المسيح)!!

              ولا أعتقد أنك تريد أن ترمى القرآن بما رمى به سفر الرؤيا يسوع. فقد جعله أنثى ، وأشار إلى أنه كان يربط ثوبًا على ثدييه ، وهو ما يُعرف اليوم ب (سُتيان المرأة). ونحن نبرىء عيسى  من هذا التطاول.

              (13وَفِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقاً عِنْدَ ثَدْيَيْهِ [باليونانية Mastos] بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ.) رؤيا يوحنا 1: 13، فالعهد الجديد استعمل فى اليونانية كلمة Mastos ، وهذه الكلمة لا تُستعمل إلا لثديى المرأة. كما جاءت عند لوقا 11: 27 (27وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا رَفَعَتِ امْرَأَةٌ صَوْتَهَا مِنَ الْجَمْعِ وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضَعْتَهُمَا».)

              واستعملت كذلك فى لوقا 23: 29 (29لأَنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ الَّتِي لَمْ تُرْضِعْ.)

              وعلى ذلك فإن كاتب سفر الرؤيا لو أراد أن يقول إن يسوع كان له ثديى رجل ، لكان استعمل الكلمة اليونانية (stethos). وهى الكلمة التى استعملها لوقا 18: 13 ، واستعملها يوحنا 13: 25 ، ويوحنا 21: 20

              وهى ما استعملها سفر الرؤيا أيضًا عن السبع ملائكة: (6وَخَرَجَتِ السَّبْعَةُ الْمَلاَئِكَةُ وَمَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ مِنَ الْهَيْكَلِ، وَهُمْ مُتَسَرْبِلُونَ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ وَبَهِيٍّ، وَمُتَمَنْطِقُونَ عِنْدَ صُدُورِهِمْ بِمَنَاطِقَ مِنْ ذَهَبٍ.) الرؤيا 15: 6 ، لذلك استعمل المترجم العربى كلمة (صدر) عند الكلام على الملائكة المذكرة ، واستعمل (ثديى) فى الرؤيا 1: 13 عند الكلام عن يسوع. ومعنى هذا أن المترجم على علم تام بما يقوله النص اليونانى ، الذى يصف يسوع كأنثى.

              مع الأخذ فى الاعتبار أن كلمة ثديى تُشير فى اللغة العربية إلى كل من ثديى الرجل والمرأة ، كما جاء فى حديث الرسول  : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ  قَالَ: ‏”أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: رَبِّي ، لاَ أَدْرِي. فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَىَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَىَّ فَعَلِمْتُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ.‏ فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الدَّرَجَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ وَفِي نَقْلِ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ وَانْتِظَارِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ وَمَنْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ“‏.‏ صحيح الترمذى 3234 وصححه الألبانى.

              نعود إلى موضوعنا وتذكير الله تعالى لكلمة (اسْمُهُ) فى قوله: (بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ): ألا يدلك هذا على خطأ فهمك من القرآن أن الكلمة نفسها ليست هى يسوع، وأنها تعنى أمر الله؟

              وعلى الرغم من كل هذا: هل ذكَّر الكتاب الذى تقدسه كلمة (الكلمة) عندما أشارت إلى يسوع؟ وهل تؤنثون كلمة الروح عندما تُشير إلى الروح القدس؟ فلماذا تكيل بمكيالين؟ ولنا وقفة أخرى تفصيلية لهذا الموضوع فى الجزء السادس.

              اقرأ عزيزى القارىء تذكير الكتاب الذى يقدسه القمص للكلمة رغم أنه لم يأت بعدها اسم مذكر: (1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. ...... 14وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا ......) يوحنا 1: 1 و14

              وهنا استغل القمص هذه الفرصة ليثبت لنا أنه طالما ذكر القرآن الكلمة فقال (بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ) فهى تُشير إلى الله المذكر! فلماذا لا تُشير إلى عيسى  النبى وهو أيضًا شخص مذكر؟ فكيف توصلت إلى أنه طالما أن الكلمة مذكرة فهى تُشير إلى الله؟

              لقد قال القمص: (وهنا نقول أن الكلمة ليست كلمة عادية أو بشرية فهى كلمة مذكرة وهى كلمة الله وهى عقل الله، الكلمة فى اللغة اليونانية أسمها لوغوس يعنى عقل الله الناطق والله مذكر وعقله مذكر وعلى هذا قال بكلمة .. إسمه وليس إسمها لأنه عقل الله زرع فى جسد المسيح). وهو ما سيقره القمص فى رده المقبل فيقول (ونلاحظ كلام الإنجيل يقول كان الكلمة وليست كانت)

              فإن قبلنا أن الكلمة مذكرة لأنها تُشير إلى شخص مذكر ، فكيف توصلت إلى أن كلمة الله هى عقل الله؟ هل لأن الفكر اليونانى الوثنى الذى أخذه فيلون السكندرى (30 ق.م. – 50م) من الرواقيين عن هيراقليطس (560 ق.م.) يُنادى بذلك؟ أليس من الأجدى أن تبحث عن الكلمة التى نطق بها يسوع بالأرامية ، بدلاً من استعمال كلمات وعقائد الوثنيين والتدليل على عقيدتك باليونانية ، التى ما نطق بها يسوع ولا عرفها؟ هل قال يسوع مرة إنه هو الكلمة؟ هل فهَّم يسوع أتباعه معنى اللوجوس فى ضوء ديانته ذات المنبع اليهودى (هذا إذا جاز لنا ذلك التعبير)؟

              وهل العقل ينطق؟ فماذا يفعل لسان الإنسان وفمه إذن؟ وهل بقى الرب بلا عقل بعد أن زرع عقله فى جسد يسوع؟ أليس هذا هو نفس السؤال الذى استنكرته من قبل، ونفيت أن تكون عقيدتكم هكذا كما يفهمها المسلمون؟ لقد أثبت أنت الآن بقولك هذا أن الرب الذى كان فى السماء يخلق ويحيى ويميت ويدير ملكوت السماوات والأرض قد تخلى عن عقله ليسوع. وبما أن يسوع مات ، فقد فقد الرب عقله وحياته، بتجسده فى يسوع ، وزرع عقله فيه.

              يقول وليم باركلى فى مقدمة تفسيره لهذا الإنجيل ص17-18 عن هذا الفكر الروائى الذى استغله كاتب هذا الإنجيل ، والذى تعتبرونه أحد تلاميذ عيسى  ، لينشر هذا الفكر الوثنى على أنه فكر عيسى ، إمعانًا فى القضاء على هذا الدين بعد فشلهم فى استخدام العنف: ”وهكذا اغتنم يوحنا هذه العقيدة، وقال لليونانيين: «إنكم طوال حياتكم قد تملكتكم هذه العقيدة عن اللوجوس، وأصبحتم منساقين لتأثير هذه القوة الجبارة المسيطرة .. قوة الكلمة الألهى، قوة العقل الألهى المسيطر. ها كم الكلمة الأزلى، قد تجسد بشرًا سويًا فى شخص ربنا يسوع المسيح. تطلعوا إليه لتروا كلمة الله غير المنظور.. تأملوا فيه لتشاهدوا فكر الله الذى لا يُدرك. لقد وجد يوحنا الطريق ليتحدث عن ألوهية ابن الإنسان المتجسد .. الكلمة الأزلى المساوى لله فى الجوهر، الذى جاء فى ملء الزمان، وتمثل بين أحضاننا بشرًا كريمًا»“.

              الأمر الذى دعا ول ديورانت إلى أن يعترف بواقع المسيحية فقال: ”إن المسيحية لم تقض على الوثنية. ذلك أن العقل اليونانى المحتضر عاد إلى الحياة فى صورة جديدة فى لاهوت الكنيسة وطقوسها“. (قصة الحضارة ج3 مجلد 3 ص2764)

              ثم قارن هذا بما فعله بولس أيضًا ليكسب أتباعًا جددًا لدينه ، ليسهِّل القضاء على دين عيسى  وأتباعه المؤمنين:

              وما فعله يوحنا تجاه الفكر الرواقى الوثنى،الذى كان منتشرًا فى العالم الهيلنستى، وخاصة فى أفسس ، مكان كتابة يوحنا لإنجيله ، ومركز انتشار عبادة اللوجوس (الكلمة)، فعله بولس أيضًا من قبله مع عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) أعمال 17: 23

              ومع شديد الأسف فإن هذا الكذب والتلوُّن هو ديدبان وعقيدة الكثير من المنصرين. ولنتعرف على مثال حى لشخص يعتبره القمص زكريا والكثيرون غيره رسولاً وقديسًا. وهو أيضًا صاحب أقدم كتابات عرفتها الكنيسة، بل إن الرسائل المنسوبة له ليرجع تاريخها إلى تاريخ أقدم من الذى كتبت فيه الأناجيل نفسها؟

              لقد ابتدأ بولس ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، وطالب العاملين معه فى الدعوة ومن يدعوهم لدينه الجديد أن يظل كل واحد على ما اعتاد عليه،حتى لا تُقابل الدعوة بمعارضة ومؤامرات فى بدايتها ، سواء كان هذا لليهودى الذى اعتاد على تقاليد الكهنة والناموس ، أو كان وثنياً اعتاد على عبادة الأوثان. فقال: (20اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا.) كورنثوس الأولى 7: 20

              وهذا يعنى أنه إذا دُعى اليهودى للمسيحية وقبلها ، فليعمل بحسب شريعته التى درج عليها، وإذا دُعى اليونانى أو الوثنى إلى المسيحية وقبلها، فليعمل بحسب قوانين شريعته التى تحكمه واعتاد عليها. بمعنى ”إله تفصيل لكل مواطن“ و”شريعة تبع طلب الزبون“ مثل البيتزا تُشكلها كما يحلو لك!!

              فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ ......) أعمال 16: 3

              وجاهر بهذا النفاق ، وأعلن أنه هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23

              والغريب أنه لا يستحى من كذبه، بل إنه من دواعى سروره أن يكذب ظنًا منه ، أو تحايلاً عليكم ، أنه بهذا الكذب يزداد مجد الرب!!: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7 ، فأى إله هذا الفاشل الذى لا يزداد مجده إلا بالكذب؟

              وأعتقد أنك علمت الآن عزيزى القارىء لماذا كذبت المذيعة فيبى عبد المسيح وادعت أنها كانت مسلمة ، كما يكذب القمص زكريا بطرس، ويؤول النصوص بما لا تحتمل، ويستشهد بالعلمانيين بل والكفَّار على أنهم من علماء الإسلام والمسلمين!!
              وأهمس لك فى أذنك بهذا السؤال: لماذا تؤنثون الرب فى كتابكم وتشبهونه بالحيوانات المؤنثة؟ هل هذا إيمان منكم أن صاحبة الخطيئة الأزلية أنثى ، وعلى ذلك كان لا بد للرب أن يكون أنثى ليفدى البشرية؟

              فقد شبهه الكتاب بالدبة واللبوة: (4«وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. 5أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. 6لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي. 7«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. 8أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.) هوشع 13: 4-8

              وشبهه الكتاب بالشاة: (مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)أعمال الرسل8: 32

              وأنه ينوح ويولول مثل النساء: (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ.) ميخا 1: 8

              صحيح أنكم شبهتموه بحيوانات أخرى مذكرة ، فلو حاولت أن تجمع بين الاثنين لوجدت نفسك قد صنعت إلهًا جديدًا يُشبه فى الشكل الإله حابى إله النيل ، الذى كان يجمع فى صورته ثديى المرأة Mastos ، ووجه الرجل.

              * * *

              ويواصل القمص زكريا بطرس رده فيقول:
              وهناك عالم آخر اسمه الشيخ محيى الدين العربى فى كتاب فصوص الحكم الجزء الثانى صفحة 35 يقول عن الكلمة هى الله متجلياً .. أين القارئ وأين الفاهم نريد قارئاً يفهم، والكتاب يقول فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التى تشهد لى … والمشكلة أنه لا يوجد من أخوتنا المسلمين الذى يقرأ ويفحص ويريد أن يفهم، ونحن نريد عقلية القرن الحادى والعشرين تفكر .. ترى الأمور كيف تكون .. وتقيـَّم الأمور بنفسك وها هم أُناس من القرون الأولى يكتبون هذا الكلام من القرن السابع والثامن الميلادى هل سيكونوا أفضل منا فى الفهم ونحن فى القرن الحادى والعشرون .
              فها هو الشيخ محيى الدين العربى يقول أن الكلمة هى الله متجلياً وهى عين الذات الإلهية لا غيرها عين الذات الإلهية وهناك كلام آخر فى نفس الكتاب صفحة 13 .. يقول الكلمة هى اللاهوت يعنى هى الله مثلما قولنا تماماً فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله إلى آخره …. ونلاحظ كلام الإنجيل يقول كان الكلمة وليست كانت . إذن الكلمة غير عادية وهى مختلفة عن كلمة البشر وهذا بالنسبة للكلمة .
              ===============================================

              لقد خلط القمص بين اسمين أحدهما عالم من علماء الإسلام وهو محى الدين بن العربى، وبين الزنديق الكافر الصوفى محى الدين بن عربى. والأخير هو الذى ينادى بحلول الإله وتجسده. إلا أن القمص خلط بين الاسمين ، وجعل كلام التجسد على لسان الشيخ ، وليس على لسان الكافر بن عربى. فتُرى هل فعل ذلك جاهلاً بالفرق بين الاثنين أم متعمدًا إضلال القارىء والمستمع؟

              وأشكره أنه لم ينقل كلامًا لأحد الكفار من أمثال أبى لهب أو أبى جهل مسميًا إياه عالمًا من علماء الإسلام أو أحد شيوخ الإسلام ، كما فعل من ابن عربى.

              * * *

              أما قوله (39فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي) يوحنا 5: 39 ، فهو موضوع أحييه عليه أن فتحه ، ولكننى لن أُطيل فيه لأننى تناولته بشىء من التفصيل فى كتابى (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا)، وهو يتعلق بإنذار اليهود أن ملكوتهم أى شريعتهم والنبوة التى فيهم ، سوف تنتهى يومًا ما، فلا ينبغى عليهم أن يخدعوا الناس ظانين أن هذا الملكوت وهذه النبوة وهذه البركة التى باركها الله لإبراهيم فى إسحاق ونسله ستدوم معهم للأبد. فمازالت هناك بركة ونبوة لإسماعيل. بل لعن شجرة التين ، ليُعلم كل اليهود أنه لن يخرج منها ثمر قط ، أى لن يأتى من هذه الشجرة رمز الأمة اليهودية نبى بعد ذلك. («لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 19

              وذلك على الرغم من أنه يعلم متى يثمر التين: (32فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصاً وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ.) متى 24: 32

              لذلك قالها لليهود صراحة بعد أن ضرب لهم أمثال ملكوت السماوات أو ملكوت الله. فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى21: 42-44

              وأخبرهم أن يقبلوا إيليا (= أحمد بحروف الجُمَّل = 53) متى جاء ، وأخبرهم عن قرب خروجه ، فقال: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14 ، وحتى لا يظن أحد البسطاء من المسيحيين أنه كان يتكلم عن يوحنا المعمدان ، فقد كان عيسى  يعلم أن المعمدان ليس المسِّيِّا ، أى ليس إيليا، وهذا ما أعلنه المعمدان نفسه لليهود: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا».) يوحنا 1: 19-21

              لذلك طالبهم عيسى  أن يُفتشوا الكتب ، لأن كل الأنبياء أخبروا عن حتمية انتهاء شريعة بنى إسرائيل ، ومجىء نبى العهد بالملكوت الجديد ، الذى سيحل فى أرض جديدة ، وتحت سماء جديدة. (سفر الرؤيا). ومن أراد الإستزادة فعليه بقراءة كتابى السابق ذكره.

              * * *

              أما قولك (وها هم أُناس من القرون الأولى يكتبون هذا الكلام من القرن السابع والثامن الميلادى هل سيكونوا أفضل منا فى الفهم ونحن فى القرن الحادى والعشرون) ، فهذا هراء لا تؤمن أنت به ، ولو كنت مؤمنًا به لكنت الآن تؤمن برسالة برنابا كسفر إلهى ، ولكنت كافرًا بالرسالة إلى العبرانيين لأن القديس ترتليان (145-220) رائد الكُتَّاب اللاتين كان يؤمن بهذه الرسالة كسفر إلهى، وهى من الأسفار التى لا تؤمن بها أنت أو طائفتك كسفر أوحى به الله ، على الرغم من وجوده فى المجلد السينائى ، أقدم وأكمل مخطوطات الكتاب الذى تقدسه، وترجع إلى القرن الرابع!

              وكذلك لا تؤمن برسالة إرمياء ، وقد كان يؤمن بها كسفر إلهى العلامة أوريجانوس (185-253)، الذى تولى نظارة المدرسة اللاهوتية وهو ابن 18 سنة. بل أخرج العلامة أوريجانوس رسالة بطرس الثانية من قانونه واعتبرها من الكتب غير الموحى بها. فعلى أى أساس تُخالف أنت آبائك الكنسيين ، وهم على حد قولك (سيكونوا أفضل منك فى الفهم ، لأنهم أبناء القرن الثالث ، وأنت فى القرن الواحد والعشرين)؟

              وكان القديس هيبوليتس، الذى كان يعاصر القديس أوريجانوس، لا يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ولا برسالة يعقوب، ولا برسالة بطرس الثانية، ولا برسالة يوحنا الثالثة ، ولا برسالة يهوذا. وهى كلها من مكونات كتابك الذى تقدسه اليوم.

              وكذلك كان القديس أكلمندس السكندرى (150-215) يؤمن بأن رسالة برنابا ورؤيا بطرس ورسائل أكلمندس الرومانى من الأسفار التى أوحى بها الرب. فهل أنت تتبع علماءك وتؤمن بما آمنوا هم؟ بالطبع لا. إذن فأنت لا تؤمن أن السلف أعلم من الخلف، ولا تؤمن أنهم أفضل منكم فى الفهم. والدليل على ذلك أيضًا ما قامت به بعض المجامع المسكونية من إلغاء قرارات لمجامع وآباء وقديسين قرروها قبلهم.

              ومن أمثال ذلك أن مجمع لاودكية (360م) اعترف أن رسالة إرميا سفر إلهى ولا وجود له فى كتابك ، فقد قامت المجامع التى تلته بإلغاء قرارت هذا المجمع أو بعضًا منها. وأخرج هذا المجمع سفر الرؤيا من دائرة الكتب المقدسة الموحى بها من الله ، إلى دائرة الكتب الأبوكريفا أى المنحولة أو المزورة.

              وجاءت الوثيقة الكلارومونتية فى القرن السادس وأضافت إلى قانون الكتاب المقدس أسفارًا، لا تؤمن أنت حاليًا بقدسيتها،لأن مجمعًا آخر قام بإلغائها مرة أخرى، وهى رسالة برنابا وكتاب الراعى لهرماس ورؤيا بطرس.

              يؤكد هذا أيضًا أقوال علمائكم فى علمائهم أو آبائهم أو قديسيهم. فقد وصف المؤرخ الكنسى يوسابيوس القيصرى من القرن الرابع القديس بابياس من القرن الثانى بأنه كان محدود الإدراك ، فقال: (إذ يبدو أنه كان محدود الإدراك جدًا كما يتبيَّن من أبحاثه.) (تاريخ الكنيسة ك3 ف39)

              ويؤمن يوسابيوس القيصرى أن الرسالة إلى العبرانيين التى تنسبونها إلى بولس لا تمت له بصلة. فيقول فى ص275 ك6: ف25 بشأن هذه الرسالة: ”إن كل من يستطيع تمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عامياً كلغة الرسول الذى اعترف عن نفسه بأنه عامى فى الكلام [وذكر فى الهامش هذا الإستشهاد 2كو 11: 6] أى فى التعبير ، بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة. بل لابد أن يعترف ، كل من يفحص النص الرسولى بدقة ، أن أفكار الرسالة عجيبة وليست دون الكتابات الرسولية المعترف بها“.

              وأعيد عليك قولك مرة أخرى: (وها هم أُناس من القرون الأولى يكتبون هذا الكلام من القرن السابع والثامن الميلادى هل سيكونوا أفضل منا فى الفهم ونحن فى القرن الحادى والعشرون)

              أما قاله الصوفى محى الدين عربى من التجسد وحلول الإله ولا هوت الكلمة ، فيغنينا الرد عليك ، وتجاهل الآخر الكافر ، فالكلام يخرج من مشكاة واحدة.

              * * *
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:03 م.

              تعليق

              • abubakr_3
                مشرف عام
                • 15 يون, 2006
                • 849
                • مسلم

                #8

                يواصل القمص رده فيقول:
                إذن الله الأب موجود وكلمته ناطقة إذن هى عقل الله يبقى معنا الروح القدس :
                هل الروح القدس هو الله ؟ نرى من القرآن ... فى سورة البقرة آية 87 ، 253 من نفس السورة . يقول وآتينا عيسى مريم بالبينات وأيدناه بالروح القدس وفى سورة المائدة 110 إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتى عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بالروح القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا .
                ===============================================
                بدأ القمص قوله بتقرير وجود الله. وبنى وجوده هذا على أن الله هو الكلمة ، والكلمة هى اللاهوت. فهل نفهم من ذلك أنه لولا تجسد الإله، ما كان للرب وجود؟ فإذا كان الأمر كذلك فأنت تقر أن الرب مُحدث ، ولم يكون له وجودًا إلا بعد لحظة تجسده!! وعلى ذلك فاليهود كفار ، لأن الرب لديهم ما كان متجسدًا. وعلى ذلك فإن الرب الذى تجسد لديكم فهو أيضًا كافر ، لأنه ما جاء لينقض الناموس ، فلب عقيدة اليهود وشريعتهم هى عين شريعته،إلا إذا كان قد نسخ حكمًا، وأنتم لا تقرون بالنسخ فى الشريعة!! (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18

                ثم قرر أن كلمة الله ناطقة ، ولا أعرف كيف تنطق الكلمة ، فالذى ينطق بالكلمة هو الشخص ، وليست الكلمة نفسها. وإذا كان يقصد أن الكلمة هى الله الذى تكلم، فكان عليه أن يقول إن الله هو الذى تكلم، وبماذا تكلم ليكون الكلام مفهومًا. ثم استنتج أنه طالما أن الكلمة ناطقة فعلى ذلك فهى عقل الله.

                ليست الكارثة أن تقول ما تريد ولو حتى كلمات وجمل لا مفهوم لها ، ولا رابط بينها. لكن الكارثة أنك تجد من يفهم هذا الكلام، ويسميه علمًا!!

                تخيل أن مدرس الهندسة يحل لتلاميذه مسألة يطلب فيها مساحة مربع طول ضلعه 5سم. فتخيل أن المدرس يقول لك: بما أن نصف قطر الدائرة فى المسألة السابقة هو 5سم ، فإذا مساحة المربع فى هذه المسألة هو 3سم2. فما علاقة المسألة السابقة بالحالية ، وما علاقة نصف قطر الدائرة بطول ضلع المربع، وكيف توصلت إلى هذه النتيجة. فهو غير مهم. طالما أن المدرس المسئول عن هذه المادة، هو الذى قال ذلك ، فلا توجد مشاكل. فهو الذى سيقوم بتصحيح الإمتحانات ، ولن ننجح إلا عن طريقه. وبذلك لا يسألك أحد ، ولا يجادلك صاحب عقل أو صاحب قلم، لأنه لا يُغفر له ذنوبه إلا عن طريق رجل الدين ، ولن يدخل الجنة إلا إذا رفعت أنت صلاته. فلا وسيط بين الرب وعبده إلا رجل الدين. وعلى ذلك فلن يُجادلونك عملاً بنصيحة المعلم الذكى، الذى أغلق باب النقاش، فطالبكم أن تكونوا أحبابًا لله بلا دمدمة ولا مجادلة، وإلا سيكون تعبه الذى كابده قد ذهب هباءًا منثورًا!! الحمد لله أننى لا أدرس لك الهندسة، ولا تدرس أنت لى شيئًا!!

                (14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ. 16مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ لاِفْتِخَارِي فِي يَوْمِ الْمَسِيحِ بِأَنِّي لَمْ أَسْعَ بَاطِلاً وَلاَ تَعِبْتُ بَاطِلاً.) فيبى 2: 14-16

                * * *

                ثم انتقل القمص زكريا بطرس إلى النقطة التى تليها ، وهى هل الروح القدس هو الله أم لا. واستشهد لذلك بآيتين ولم يكمل ، فهى هكذا مفهومة لدى المذيعة ومستمعيهم. لنرى الآيتين كاملتين:

                {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} (87) سورة البقرة

                {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (253) سورة البقرة

                {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} (110) سورة المائدة

                أولاً: إن القرآن لا يحتوى على كلمة (الروح القدس). ولا يعرف القرآن إلا روح القدس التى ذكرت أربع مرات ، ثلاثة فى الآيات السابقات والمرة الرابعة هى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (102) سورة النحل ، مشيرة إلى القرآن الذى كان ينزل به الروح الأمين: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} (193) سورة الشعراء، والروح الأمين أو روحه القدس هو ملاكه جبريل : {قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (97) سورة البقرة

                ثانيًا: إن قول الآية إن الله هو الذى آتاه البينات ، وإن الله هو الذى أيَّده ، وإن الله هو صاحب النعم والفضل عليه وعلى أمه، وإنه لا توجد معجزة فعلها يسوع بقدرته، بل أيده الله بكل ما فعل ، لتنفى بالبداهة ألوهية المنعم عليه. فإن كنت تعنى أن الرب أرسل للابن الروح القدس ليأيده، فها هم ثلاثة منفصلين ، فكيف يكون هؤلاء الثلاثة إلهًا واحدًا؟ أى أنت تُخالف القوانين الرياضية، والبداهات العلمية، والمسلمات الفطرية، وقانون الإيمان الذى يقضى بعدم إنفصال الثلاثة طرفة عين ، لتصل إلى هدفك وهو تأليه يسوع!!!

                وكل هذه المعانى ، التى تعتمد على الآيات السابقة ، نطق بها عيسى  فى كتابك، ومازالت مسجلة تقرأونها كنصوص مقدسة ملزمة الإيمان لكم:

                فأقر بضعفه: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30

                وأن معجزاته بحول الله وقوته: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20

                (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!) متى 12: 28

                لذلك تجد يسوع يرفع عينيه إلى السماء ، راجيًا الله تعالى أن يحقق له هذه المعجزة، فقط ليؤمن الناس أنه رسول من عند الله:

                فعندما أراد إطعام الجمع: (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.) متى 14: 19

                وعندما أراد إشفاء الأصم: (وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ.35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً)مرقس 7: 34-35

                وقبل أن يُقدم لإحياء لعازر: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42

                بل جاء وقت منع الله يسوع من أن يقوم بمعجزة ما: (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.) مرقس 6: 5

                وأن أعماله أو معجزاته تُثبت أنه رسول من عند الله، وهذه المعجزات بتأييد الله وبمشيئته: (... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36

                وشهد له بذلك رئيس اليهود من الفريسيين: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2

                وأعلن للناس أن كل ما فعله أو قاله دُفِعَ إليه من الله، وهذا مصداقًا لما بيَّنه فى أماكن أخرى أن هذه الأعمال قد منَّ الله عليه بها، وأن هذه الأقوال هى مما علمه الله إيَّاها: (27كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي ...) متى 11: 27

                (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) يوحنا 5: 20

                (وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36

                وأن الله هو الذى علمه من بعد جهل، وأعلمه ما يقول: (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28

                وأنه إنسان، لم يتكلم إلا بالحق الذى سمعه من الله: (وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. ... فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 48-50

                والله يؤيده فى كل وقت وينصره ، لأنه يحرص دائمًا على عمل ما يُرضيه: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29

                وعلم الناس أنه نبى ويعمل هذه المعجزات بحول الله وإرادته، وأقر بطرس بهذا، فقال: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22

                فيا زكريا بطرس ، و {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} (171) النساء
                {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا} (172) سورة النساء

                فأين الدليل النقلى أو العقلى على ألوهيته سواء من القرآن أو من كتابك؟

                * * *

                وتواصل المذيعة فيبى عبد المسيح بولس صليب أسئلتها فتقول:
                المذيع: هناك اعتراض من إخوتنا فى الإسلام، يقولون أن الروح القدس هو الذى كان ينزل القرآن على نبى الإسلام محمد فنريد التوضيح وهل هناك فرق .
                الإجابة: فى القرآن يُشار إلى جبريل بأنه الروح القدس بمعنى روح آتٍ من عند الله .
                ولكن فى القرآن أيضاً : الروح القدس هو روح الله ويشهد على ذلك الشيخ محمد الحريرى البيومى فى كتاب الروح وما هيتها صفحة 53 يقول : الروح القدس هو روح الله وفى القرآن يقول لا تكذبوا على الله وروحه فالروح القدس هو روح الله لأنه هل نتصور الله بدون روح .
                والسؤال الآن هل الله بدون روح بصرف النظر عن جبريل ؟ لا يمكن أن نقول الله بدون روح …… حاشا، فإذن الله له روح وروحه قدوس وهذه صفة أيضاً واسماً من أسماء الله الحسنى . فهذا إيماننا بالثالوث الآب موجود والكلمة هى عقل الله الذى تجلى فى جسد بشر وروحه القدس الذى يحيا به .
                ===============================================

                لقد فهم القمص أن روح الله القدس هو ملاك الله جبريل  فى الإسلام، وهذا صحيح ، بل ومطابق أيضًا لكتابه كما سنرى ، وهذا سيغنينا عن اللهث وراء من أسماه بالشيخ محمد الحريرى بيومى، أو الشيخ جامايكا رضى الله عنهما أو ما فهمه هو منه. فقاعدة كل المسلمين (أن كل يُأخذ منه ويُردُّ، إلا الرسول ). وسنلاحظ أن كل من تقبَّل الروح القدس تنبَّأ بعدها أى صار نبيًّا أو قاضيًا فى بنى إسرائيل:
                إعلان الرب عن نبوة داود: (2وَيَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ.) إشعياء 11: 2 ، أى يجعله الله نبيًا ، ويمده بالعلم والحكمة والمشورة والتقوى.

                إعلان الرب عن نبوة داود: (13فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً)صموئيل الأول 16: 13

                إعلان الرب عن نبوة المسِّيِّا على لسانه: (1رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.) إشعياء 61: 1، وأيضًا فى لوقا 4: 18، والمعنى هنا واضح أن الرب جعله نبيًا من أجل من ذكرهم من المساكين وغيرهم.

                إعلان الرب عن نبوة شمشون: (6فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ) قضاة 14: 6

                إعلان الرب عن نبوة جدعون: (34وَلَبِسَ رُوحُ الرَّبِّ جِدْعُونَ) قضاة 6: 34

                إعلان الرب عن نبوة يفتاح: (29فَكَانَ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى يَفْتَاحَ) قضاة 11: 29

                إعلان الرب عن نبوة عُثْنِيئِيلَ بْنَ قَنَازَ: (10فَكَانَ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ, وَقَضَى لإِسْرَائِيلَ) قضاة 3: 10

                إعلان الرب عن نبوة يَحْزَئِيلَ بْنَ زَكَرِيَّا: (14وَإِنَّ يَحْزَئِيلَ بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ بَنَايَا بْنِ يَعِيئِيلَ بْنِ مَتَّنِيَّا اللاَّوِيَِّ مِنْ بَنِي آسَافَ كَانَ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ) أخبار الأيام الثانى 20: 14

                إعلان الرب عن نبوة زكريا: (67وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَنَبَّأَ) لوقا 1: 67

                إعلان الرب عن نبوة يحيى (المعمدان): (41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ) لوقا 1: 41

                إعلان الرب عن نبوة سِمعان: (26وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ.) لوقا 2: 26

                الإعلان عن نبوة التلاميذ: (21فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». 22وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ.) يوحنا 20: 21-22

                إعلان الرب عن نبوة عيسى : (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) متى 3: 16-17 وكما أوضحنا أن كل الأنبياء يُطلق عليهم مجازًا أبناء الله ، مثل كل المؤمنين من البشر الذين يُطلق عليهم أولاد أو أبناء الله. وكل هذا من باب المجاز. لذلك استعمل يسوع أبناء الشيطان للكفَّار العصاة ، وأبناء هذا الدهر ، وأبناء القيامة:

                ابن السلام: (6فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ابْنُ السَّلاَمِ يَحِلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُمْ.) لوقا 10: 6

                ابن الهلاك (12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.) يوحنا 17: 12

                ابن جهنم (15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!) متى 23: 15

                أبناء الله أى أهل الجنة: (36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.) لوقا 20: 36

                أبناء إبليس: (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا.) يوحنا 8: 44

                ومن هنا كان استخدام يسوع لأبناء الله ، ويقصد به أبناء الجنة ، وأهل الصلاح والمحبة، الأتقياء. ونلمس هذا فى قوله: (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ) متى 5: 44-45

                أى كل من يفعل هذا الخير ويبغى السلام فى الأرض حتى مع الأعداء ابتغاء مرضات الله ، فهو من أهل الله ، أى من أهل الجنة الأتقياء ، الأبرار.

                (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.) يوحنا 1: 12

                (لأن كل الذين ينقادون بروح الله فاؤلئك هم أبناء الله) رومية 8: 14

                (1أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.)يوحنا الأولى 3: 1

                (افعلوا كل شىء بلا دمدمة ولا مجادلة ، لكى تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا عيب) فيليبى 2: 14-15

                (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.) مزامير 82: 6-7

                (22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ».) خروج 4: 22-23

                وهذا ما فهمه كتبة الأناجيل ، فما جاء عند أحدهم بلفظ ابن الله عن يسوع، جاء عند الآخر بمعنى الرجل البار:

                مرقس 15: 39 (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!»)، وأيضًا عند متى 27: 54

                لوقا 23: 47 (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!»)

                * * *

                أما ادعائه بأن القرآن يقول: لا تكذبوا على الله وروحه ، فلا يوجد مثل هذا إلا فى مخيلته أو عند الشيخ جامايكا. ودليل كذبه متعمِّدًا أنه لم يذكر اسم السورة ورقم الآية ، كما فعل فى المرات السابقة. ولكن الكذب على الله أو على رسله أو التكذيب بكتب الله وآياته ويوم الحساب فهو من الذنوب العظيمة. {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (10) سورة المائدة ، {فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ} (5) سورة الأنعام ، {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ} (31) سورة الأنعام

                ثم ليُثبت الثالوث أغلق موضوع أن روح القدس هو جبريل ، ثم تكلم عن أن الله له روح. وأكد ذلك. وفى الحقيقة هو تصور خاطىء عن الله تعالى ، فهو حى بذاته ولا يحتاج للروح مثل البشر أو الدواب ليحيا بها. ولو تخيلت أن الرب لا يحيا إلا بروح، لتوصلت إلى أنه كان ميتًا بلا روح، لا يملك القيام بمهام الألوهية , حتى أُنعِمَ عليه بهذه الروح، كما أن هذه الروح ستكون قد سبقته إلى الوجود، الأمر الذى ينفى عنه لازمة من لوازم الألوهية ، وهى الأزلية. وبالتالى تنفى عنه الألوهية. وأن الرب الذى خلق فيه هذه الروح هو إلهه. الأمر الذى ينفى عنه الألوهية تمامًا، ويرفع عدد الأقانيم إلى أربعة ، أو على الأقل يُظهر خطأكم فى ترتيب الثالوث ، ولا بد أن يُقدَّم الروح عن الابن والأب، لأنها هى إكسير الحياة للإلهين الآخرين قبل البشر.

                أما أن يقول إن روحه قدوس ، وهى صفة وفى نفس الوقت اسم من أسمائه الحسنى ، فالصفة تصف كائن ما ، ولا يمكن أن تكون الصفة هى عين الموصوف. ولله المثل الأعلى. فإن قلنا عماد رجل أمين ، فلا يمكن أن يكون اسم عماد أمين، أو أن يكون عماد مكون من أقنومين: أقنوم الذات (اسمه) وأقنوم الأمانة صفته.

                أما كون القدوس اسمًا من أسماء الله الحسنى، فأقول لك يا ليتك تمعنت فيما قلت: إن لله أسماء حسنى عديدة ، ولكن المُسمَّى سبحانه واحد أحد. فكيف خلصت إلى أن هذا يُشير إلى الثالوث؟ فإن طبقنا قاعدتك هذه فإنه سيكون نبى الله إبراهيم يتكون من أقنومين ، وذلك لأن اسمه إبراهيم ، وكان اسمه من قبل أبرام، كما أنه وصف بأنه بار. وذلك يرفع عدد الأقانيم إلى ثلاثة. ولكان الشيطان أعظم من الرب ، لأن الشيطان له أسماء عديدة وصفات كثيرة. فلو اتحدت أسماؤه مع صفاته وذاته سيكون عدد أقانيمه أكثر من أقانيم الرب الثلاثة. ثم هل لو اعتبرت كل اسم من أسماء الله الحسنى وصفاته العليا إلهًا ، فهل يدل هذا على ثالوث فقط؟

                وتقول عزيزى القمص (فهذا إيماننا بالثالوث الآب موجود والكلمة هى عقل الله الذى تجلى فى جسد بشر وروحه القدس الذى يحيا به) ملحوظة صغيرة: لماذا لم تقل يحيا بها؟ هل فشل الرب فى إيجاد أو خلق كلمة تعبر عن ذكورته؟

                لكن هل لو كفر غيركم بالثالوث سيلغى هذا وجود الله؟ فما معنى ربطك للثالوث بوجود الله؟ ثم ألا تعلم أنك بتقييد إلهك وثالوثك بأنه لا يحيا إلا بالروح القدس،أنك تنفى الألوهية عن الاثنين الآخرين؟ فما هذا الإله الذى لا يحيا إلا بإله آخر ، ولا تقوم له قائمة إلا بوجود إله آخر؟

                فالله موجود رغم أنف الموحدين والكافرين ، ولكنه أحدٌ أحد ، فردٌ صمد، لا يشترك معه فى ملكه أو وجوده أو كيانه والدٌ ولا ولد. إن هذا الكلام الذى تقوله عزيزى القمص يؤدى بك إلى الكفر بنصوص كتابك. فالله قائم بذاته، لايحتاج إلى شريك أو معين له ، لا فى وجوده ، ولا فى مهامه:

                (قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ.) إشعياء 43: 10

                (أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي.) إشعياء 44: 6

                (5أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ.) إشعياء 45: 5

                (39اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ. 40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.) تثنية 32: 39-40

                (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.) إرمياء 10: 10

                (لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى) دانيال 6: 26

                (24هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الْبَطْنِ: «أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟) إشعياء 44: 24

                (لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَر.) إشعياء 45: 18

                فالله إذن هو إله حى من الأزل وإلى المنتهى. ولا إله معه، ولا يحتاج لمعين. فما بالك أن ما تقوله يعنى أن الرب يحتاج لمعين ، ليس فقط لتدبير شئون الحياة ، بل ليحيا الرب نفسه ، لأنه بدون روحه القدوس هو لا شىء ، كالجسد بلا روح.

                * * *
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:03 م.

                تعليق

                • abubakr_3
                  مشرف عام
                  • 15 يون, 2006
                  • 849
                  • مسلم

                  #9

                  تواصل المذيعة فيبى عبد المسيح حوارها مع القمص زكريا بطرس:
                  المذيع: أليست تسمية هذا الثالوث غريبة حقاً وما معنى الثالوث ؟ ممكن تبدأ لنا بمعنى الآب .
                  الإجابة: معنى الآب، كلمة الآب لها معانى كثيرة.
                  (أ) فمن معانى كلمة الآب معنى مجازى بلاغى وليس فيه تناسل مثل أب المخلوقات او أب الخليقة كلها فليس من المعقول أن الله تزوج وخلف الخليقة .
                  وعلى هذا فبولس الرسول يقول : فلنا أب واحد الآب الذى منه جميع الأشياء ونحن له ومن الكلام المجازى أيضاً نقول أبو الخير وأبو البركات فذلك معنى من المعانى …
                  (ب) وهناك معنى شرعى مثل التبنى ومحمد رسول الله كان متبنياً يزيد ، وسَمى زيد ابن محمد فكان زيد ابن بالتبنى مع العلم أن الإسلام ألغى التبنى بعد ذلك فليس هذا موضوعنا الآن لكن هناك تبنى فذلك المعنى الشرعى .
                  وعلى هذا يقول الكتاب المقدس أخذتم روح التبنى الذى به نصرخ ونقول يا أبا الآب … يا الله أبونا.
                  (ج) وهناك المعنى الجوهرى لكلمة الآب : مثل ما نقول النور تولد من النار فكيف ذلك ؟ لا نقول أن النار تزوجت الحطب وخلقت نور بالطبع لا ولكن هناك معنى جوهرى فى جوهر الشئ بمعنى النور من النار ولكن مختلف فى درجة السرعة بمعنى أن النار لها حركة بطيئة أما النور فله سرعة أكبر وهو متولد من النار فهذا هو المعنى الجوهرى لكلمة الآب .
                  ومن هذا نقول أن النار ولدت نوراً وهذا الفكر مختلف عن الولادة التناسلية العادية .
                  وهناك أيضاً المعنى الروحى فعندما نقول أن المسيح ابن الله فذلك هو المعنى اللاهوتى الروحى .
                  وفى ذلك يقول الكتاب المقدس فى ( يوحنا 1 : 13 ) الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله والمسيح مولود من الله قبل كل الدهور ولادة شخصية خاصة مثل النور الخارج من النار .
                  وهنا نرى أن الله حل فى جسد المسيح فذلك معنى الآب بدون تناسل وبدون جنس .
                  ===============================================
                  تكلم القمص هذه المرة عن معانى مفردات الثالوث ، فبدأ بالأب، والمعانى التى ذكرها هى جزء من معنى الأب الموجود بالفعل فى الكتاب الذى يقدسه ، وسأذكر لكم النصوص الدالة على ذلك.

                  تكلم الكتاب الذى يقدسه القمص عن (11) نوعًا من استخدام كلمة أب ومعناها:

                  1) اطلاق لقب أب على الوالد والجد والجد الأكبر ورئيس السبط والنبى:

                  (وَجَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَتَثَبَّتَ مُلْكُهُ جِدّاً.) ملوك الأول 2: 12

                  (53أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟») يوحنا 8: 53

                  (39أَجَابُوا: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ!) يوحنا 8: 39

                  2) اطلاق لقب أب على مؤسس حرفة أو مُبدِع:

                  (20فَوَلَدَتْ عَادَةُ يَابَالَ الَّذِي كَانَ أَباً لِسَاكِنِي الْخِيَامِ وَرُعَاةِ الْمَوَاشِي. 21وَاسْمُ أَخِيهِ يُوبَالُ الَّذِي كَانَ أَباً لِكُلِّ ضَارِبٍ بِالْعُودِ وَالْمِزْمَارِ)تكوين 4: 20-21

                  3) اطلاق لقب أب على وزير فرعون (بمعنى مراقب فرعون):

                  فقد قال نبى الله يوسف : (وهوجلعني أبا لفرعون) التكوين 45: 8

                  4) اطلاق لفظ أب على الرئيس الديني والعالمى:

                  (فقال له ميخا أقم عندي وكن لي أبا وكاهنا) القضاة 17: 10-11

                  5) اطلاق لفظ أب على الرئيس العسكرى:

                  فقد وردَ فى سفر ملوك الثانى أن عبيد نعمان قائد جيش ملاك آرام قد حاولوا إقناعه أن يتطهَّر من برصه: (فتقدم عبيده وكلموه. وقالوا يا أبانا لوقال لك النبي أمراَ عظيماً أما كنت تعلمه فكم بالحريّ إذا قال لك أغتسل وأطهر)ملوك الثانى5: 13

                  6) أُطلق على الله أنه أب لكل إسرائيلى:

                  (8وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ.) إشعياء 64: 8 ،

                  (16فَإِنَّكَ أَنْتَ أَبُونَا وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْنَا إِبْرَاهِيمُ وَإِنْ لَمْ يَدْرِنَا إِسْرَائِيلُ. أَنْتَ يَا رَبُّ أَبُونَا وَلِيُّنَا مُنْذُ الأَبَدِ اسْمُكَ.) إشعياء 63: 16

                  7) أُطلق على الله على أنه أب لداوود وسليمان عليهما السلام:

                  فقد ورد فى مزامير 89: 26 (هُوَ يَدْعُونِي: أَبِي أَنْتَ. إِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي.)

                  وفى صموئيل الثاني 7: 12 ، 13 ، 14 (أقيم بعدك نسلك الذي يخرج .. .. .. .. .. .. .. .. أنا أكون له أبا .وهو يكون لي ابنا)

                  8) أُطلق على الله أنه أب للمؤمنين الأبرار:

                  فقد ورد في إنجيل متى 23: 9-10 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)

                  كما ورد في لوقا 6: 36 (36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.)

                  وورد فى متى 6: 14-15 (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)

                  وورد فى متى 6: 18 (18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
                  وورد فى متى10: 20 (لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ)

                  وورد فى متى 18: 14 (14هَكَذَا لَيْسَتْ مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ)

                  كما ورد في رسالة بولس إلى أفسس 4: 6 (6إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.)

                  9) أُطلق على الله أنه أبو اليتامى أى حاميهم:

                  كما ورد في المزامير 68: 5 (أبوا اليتامى وقاضي الأرامل....)

                  10) الله أبو يسوع وأبو كل البشر ، وبذلك سوَّى يسوع بينه وبين أتباعه النصارى وقتئذ في أبوة الله له ولهم:

                  كما ورد في يوحنا 20: 17 (إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ)

                  11) إبليس أب لكل شرير:

                  (أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا) يوحنا 8: 44

                  (وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ.) متى 13: 38

                  (33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 33

                  * * *

                  وقد انتهى القمص بالمعنى الجوهرى، وضرب لنا مثلاً لذلك أن النار ولدت نورًا. وفى الحقيقة لا يقول إنسان بذلك. ونقول خرج من النار نور، أو أنارت النار المكان ودفَّأته. وأن النار كانت سببًا فى وجود النور ، ولولا النار ما كان النور. لكنه ربما يقصد قولنا: تمخض الجبل فولد فأرًا. ومع ذلك نقول الفأر ابن الجبل أو الثعبان ابن الصحراء ، ونقصد أن بيئته الطبيعية التى يعيش فيها هى الجبل أو الصحراء. وعلى ذلك فالمعنى مجازى أيضًا. اللهم إلا إذا كان هناك فرقًا بين المعنى المجازى والمعنى الجوهرى ، لا نعرفه نحن ولا القمص.

                  ونلاحظ أنه تكلم عن المعانى المجازية ، ثم استثنى معنيين مجازيين أطلق على أحدهما معنى جوهرى ، لأنه يُشير فى مخيلته إلى ولادة الابن من الأب، وأراد أن يُمهِّد لها، لتتفق مع قانون إيمانه: أن الابن مولود من الأب ، وهو من نفس الجوهر، وهو إله من إله ، ونور من نور.

                  والمعنى الآخر المجازى الذى استثناه هو المعنى الروحى، وخصَّ به يسوع فقط. ولم يُطل فى هذا الأمر ، لأنه لا يستطيع ، وليس عنده أدلة على ما يقوله. فقد قال عنه: (المسيح ابن الله فذلك هو المعنى اللاهوتى الروحى). كيف شرحه؟ كيف بيَّنه؟ كيف أثبته؟ هذا غير مهم. المهم أن المذيعة فهمته، وأن مستمعوه من المسيحيين فهموا ما أراد. لكنه لم يخبرنا: لماذا استثنى المسيح بالذات من البنوة لله على سبيل المجاز، على الرغم من أن يسوع جمع نفسه مع كل المؤمنين فى بنوتهم الله؟

                  فقال: (إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ) يوحنا 20: 17

                  وقال: (50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 50

                  وألغى من عقولكم القول بألوهيته: (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 7: 21

                  وسوف يتبرأ فى الآخرة ممن يتخذه إلهًا ، ويفعل أى شىء باسمه ولو الخير نفسه: (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 22-23

                  احذر يا زكريا! فقد أقام عيسى  بهذا النص عليكم الحُجَّة على عدم ألوهيته!
                  إلا أنه استشهد بفقرة إنجيلية ، وحذف منها أيضًا ما لا يخدم غرضه ، ونتيجته الجاهزة من قبل ، وهذه هى الفقرة كاملة: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13 ، فبدأ القمص بالجملة (13) ، وترك الجملة التى سبقتها ، والتى تدل على أن معنى أولاد الله هو المؤمنون باسمه. فماذا نقول له إذا كان بتر النصوص هوايته ، ولا يتخلى عنها حتى ولو على حساب الكتاب الذى يقدسه!! فهذا هو نفس ما فعله نُسَّاخ الكتاب الذى يقدسه ، والشواهد على ذلك كثيرة ، واعتراف علماء مخطوطات الكتاب المقدس وفيرة فى هذا الشأن. منها:

                  يقول الكتاب المقدس ترجمة الآباء ******يين فى مدخله ص (خ): إن ”أسفار الكتاب المقدس هى عمل مؤلفين ومحرِّرين عُرفوا بأنهم لسان حال الله فى وسط شعبهم. ظلَّ عدد كبير منهم مجهولاً ، لكنهم على كل حال ، لم يكونوا منفردين ، لأن الشعب كان يساندهم .. .. .. وقبل أن تتّخذ كتبهم صيغتها النهائية ، انتشرت زمنًا طويلاً بين الشعب وهى تحمل آثار ردود فعل القرّاء ، فى شكل تنقيحات وتعليقات وحتى فى شكل إعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هامّ أو قليل الأهمية. لا بل أحدثُ الأسفار ما هى أحيانًا إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة.“

                  وهذا النص اعتراف صريح من (المدخل إلى الكتاب المقدس) أن عدداً كبيراً من مؤلفى هذا الكتاب ظل مجهولاً. فكيف تدعون أنه وصل إليكم بسند؟ أما بالنسبة للمتن فيؤكد المدخل أنه تعرض لتنقيحات وتعليقات وإعادة صياغة لبعض النصوص، بل إن أحدث النصوص (ما هى أحيانًا إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة). أى لا يوجد النص نفسه. أى لا متن ولا سند فى بعض أسفار هذا الكتاب سواء قل عددها أو كثر!! ومع ذلك لم ينسوا كتابة ”الكتاب المقدس“ على غلاف الكتاب!

                  فمَن الذى كتب المخطوطة السينائية أكمل مخطوطة للكتاب؟ لا نعرف.

                  ومَن الذى كتب المخطوطة الموراتورية؟ غير معروف.

                  ومَن الذى كتب الرسالة إلى العبرانيين؟ لا نعرف.

                  ومَن الذى كتب إنجيل يوحنا؟ ”فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بأيدينا ، أصدره بعض تلاميذ المؤلِّف فأضافوا عليه فصل 21 ، ولا شك أنهم أضافوا أيضًا بعض التعليق (مثل 4/2 (وربما 4/1) و4/44 و7،39 و11/2 و19/35). أمَّا رواية المرأة الزانية (7/53-8/11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول ، فأُدخلت فى زمن لاحق. (وهى مع ذلك جزء من "قانون" الكتاب المقدس“!!! (راجع المدخل إلى الإنجيل كما رواه يوحنا من الكتاب المقدس للآباء ******يين ص286)
                  لكن مَن الذى كتبه على وجه اليقين؟ لا نعرف ، ولكن ”التقاليد الكنسية تُسمِّيه يوحنا منذ القرن الثانى وتوحِّد بينه وبين أحد ابنى زبدى.“

                  ومن الذى كتب رؤيا يوحنا؟ يقول المدخل إليه فى الكتاب المذكور أعلاه ص796: ”لا يأتينا سفر رؤيا يوحنا بشىء من الإيضاح عن كاتبه. لقد أطلق على نفسه اسم يوحنا ولقب نبى (1/1 و4 و9 و22/8-9) ، ولم يذكر قط أنه أحد الاثنى عشر.“ وليس هناك إجماع فى التقليد القديم على أن كاتبه هو التلميذ يوحنا.

                  ومن الذى كتب رسالة بطرس الثانية؟ غير معروف أيضاً ففى المرجع السابق ص753 يقول: ”لا يزال الرأى القائل بأن كاتب الرسالة هو سمعان بطرس موضوعًا للنقاش يثير كثيراً من المتاعب. فلا يُحسن من جهة أن يُجعل شأن كبير للإشارات التى أخبر فيها الكاتب عن حياته والتى قال فيها إنه الرسول بطرس ، فإنها تعود إلى الفن الأدبى المعروف "بالوصايا". وهناك من جهة أخرى فروق كثيرة فى الإنشاء بين الرسالتين. فإنهما تختلفان فى 599 كلمة ، وليس فيها سوى 100 كلمة مشتركة ، وأن المسائل التى تتناول الحياة بعد الموت ليست هى هى فى الرسالتين.“

                  ويقول فى الفقرة التى تليها: ”لا يبدو أن الكاتب ينتمى إلى الجيل المسيحى الأول. .. .. ، يسوغ اقتراح نحو سنة 125 تاريخًا لإنشاء الرسالة ، وهو تاريخ ينفى عنها نسبتها المباشرة إلى بطرس.“

                  وتحت عنوان ”نص العهد الجديد“ يقول مدخل الكتاب المقدس طبعة الآباء ******يين إلى العهد الجديد ص13: ”وليس فى هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه ، بل هى كلها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التى خطتها يد المؤلف نفسه أو أملاها إملاءً.“

                  ويقول أيضاً ص12: ”إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية ، ولكن عددها كثير جداً على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو أو الألفاظ أو ترتيب الكلام ، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها.“

                  الله أكبر! وشهد المدخل إلى العهد الجديد الملحق بمقدمة الكتاب المقدس طبعة الآباء ******يين على تحريف الكتاب الذى تقدسه أيها القمص ، وعلى اختلافات ما تسمونه بأصول الكتاب! فأين تبق لك عصمة كتابك؟ وهذا يبرهن لنا لماذا تهرب من مناظرات المسلمين! لقد فقدتَ الأمل فى إثبات صحته بعد اعتراف علمائك بما قرأت!

                  إذن فالمخطوطات بها أخطاء نحوية وأخرى تتعلق بالصرف وثالثة تتعلق بالمعنى. فهل هذا يرضى الرب؟ أتتصارع طوائف مختلفة ويتقاتلون من أجل فهم فقرة أو كلمة أو حتى حرف تركها الرب لكاتب جاهل يكتبها بصورة خاطئة؟ فأين عصمة الرب لكتابه التى تدعونها إذن؟ وأين الرب محبة الذى تسبب فى كل هذا؟ لماذا لم يوحِ الرب كل ما يريده بالكلمة والحرف والمعنى الذى يريده؟

                  ويبرهن مدخل الكتاب المقدس ص13 وجود هذه الأخطاء قائلاً: ”واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“

                  الله أكبر!! فهل تصدق أنهم بعد كل هذا يكتبون على غلاف الكتاب “الكتاب المقدس” وينسبونه لله؟ أين عقولكم أعزائى النصارى؟ وأين الأصل الذى نسخوا منه لنعرف مقدار هذا التغيير؟

                  وأعتقد أن قول مدخل الكتاب المقدس أجاب على سؤال القس عبد المسيح بسيط أبو الخير فى كتابه ”هل يمكن تحريف الكتاب المقدس؟“ ص72 وفيه يقول: ”والسؤال الآن: هل يملك علماء الكتاب المقدس نسخة دقيقة ومطابقة للأصل كما خرج من أيدى الرسل والأنبياء وكتبة الوحى الإلهى؟ والإجابة هى: مما سبق نقول بكل تأكيد وثقة نعم“.

                  وأجاب على القس صموئيل مشرقى فى إدعائه (عصمة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه) بكتابه ص32، حيث يقول: ”ولقد ظهر كثيرون من أهل البدع، ولكن لم يجسر أحدهم على المساس بالنصوص المقدسة.“

                  وعلى قوله: ”بل إن طائفة الغنوسيين المناهضة للكنيسة خلال القرنين الثانى والثالث لم تستطع المساس بنصوص الإنجيل ، بل كانوا يرجعون إليها ويستندون عليها ويستشهدون بها .. وقد فعل نفس الشىء سائر المبتدعين الذين انعقدت بسببهم المجامع المسكونية ابتداءً من القرن الرابع ، وقامت بفحص العقيدة التى ابتدعوها ، إلا أن أحداً ما لم يطعن فى سلامة الكتاب المقدس ولا فى صحته .. .. والأمر لا يزال هكذا عند الاحتكام فى بحث عقائد المذاهب المنحرفة ، وحتى أعداء المسيحية أنفسهم من فلاسفة وعلماء وأباطرة لم يخطر ببالهم قط أن يطعنوا فى صحة الكتاب المقدس التى لا سبيل إلى نكرانها!!“

                  ورد على قوله: ”هذا ورغم ما بين مذاهب المسيحيين من اختلاف لم تظهر نسخة واحدة من الكتاب المقدس مغايرة لغيرها من النسخ ، بل كل النسخ فى أنحاء الأرض متشابهة لفظاً ومعنى وجميع ترجماته متطابقة .. ولقد عجز أدعياء التحريف كما سلف البيان عن إقامة الحجة عليه أو تقديم المتن الصحيح أو الايتدلال على أى مكان يوجد فيه ..“.

                  ويواصل مدخل الكتاب المقدس (ص13) رده على القس صموئيل مشرقى قائلاً: ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً ، عن حُسن نية ، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“

                  وشهد شاهد من أهلها أن حتى النصوص التى يعتبرونها أصولاً بها أخطاء وتدخلت اليد البشرية فيها بالتصحيح أو التعديل أو الإضافة!! لكن الغريب أن كاتب هذه المقدمة يصوِّب هو الآخر لهؤلاء النُسَّاخ ما يُخالف عقيدته دون أن يكون هناك أصولاً يرتكن هو نفسه إليها ، ويُسمِّى الإختلافات والتحريفات قراءات جديدة!!

                  ويواصل (ص13) قائلاً: ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“

                  والله أضحكنى!! لقد سمُّوا التحريفات إضافات وتعديلات ثم زخارف!! وجمَّلوا نص الرب بها، ومع ذلك فهو كتاب مقدس ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولكن من جانبيه ومن حوله!! فهل الرب الذى ترك كتابه قبيحاً غير مزخرفٍ ولا يوجد بين نصوصه توفيق يستحق العبادة؟ فأين غاب عنكم وجود الروح القدس أثناء كتابة هذه المخطوطات التى زخرفها المحرفون أقصد المزخرفون؟

                  حسبنا الله ونعم الوكيل!! أصبحنا نعيش فى زمن تغيرت فيه المُسمَّيات ، وتجمَّل فيه الشيطان ، ونحن نساعده على ذلك! فالشيطان يدلعونه ب(شوشو)!! ويدلعون الطفل البرىء الحيوى كثير الحركة ب(شيطان أو عفريت)!! والسرقة أصبح لها مسميات عديدة ، لكنها لا تُدعى عند أهل السرقة بهذا المسمَّى!! والعاهرة تُسمَّى نفسها فنَّانة ، وتدعى أنها تقوم بعمل خير، فهى تُريح الرجال من متاعبهم!! والنصَّاب يُطلق على نفسه رجل أعمال!! وأصبحت لفظة (ابن الكلب) تُطلق على الشىء الجميل الذى يُراد مدحه!! والمجاهد ، المدافع عن أرضه يُطلق عليه إرهابى ومتطرف!! والمؤمن الورع يُطلق عليه (درويش أو رجل طيب تهكماً)!! والكذَّاب يُطلق عليه فهلوى أو مُتجمِّل أو مُجامل!! والمحرِّف يُطلق عليه مزخرف!!

                  ثم توصل القمص زكريا بطرس فى النهاية إلى النتيجة سابقة التجهيز ، وهى أن الرب عنده قد حلَّ فى جسد المسيح ، وذلك عنده هو (معنى الآب بدون تناسل وبدون جنس).

                  * * *
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:03 م.

                  تعليق

                  • abubakr_3
                    مشرف عام
                    • 15 يون, 2006
                    • 849
                    • مسلم

                    #10
                    ويواصل القمص شرح معنى الابن فيقول:
                    وما معنى كلمة ابن ؟ هذه هى العقدة التى عند إخواننا المسلمين كيف إبن وكيف خلف وكيف ... ؟
                    أولاً : فى اللغة نستخدم ابن البلد ، ابن النيل ، ابن البادية ، ابن مصر. فلا نقصد أن هناك تناسل فى البنوة، وفى القرآن أيضاً كلمة إبن لا تفيد التناسل ولا الجسد . سورة البقرة آية 215 تقول " قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل . وعندما يقول إبن السبيل فهل معنى ذلك أن السبيل تزوج الطريق وخلفوا ولداً أسموه السبيل. ليس هذا معقول ولهذا فإن القرآن نفسه شهد للبنوة الغير جسدية، فلماذا لا نستخدم نحن كمسيحيين كلمة إبن ونهاجم عليها.
                    وعندنا أيضاً الإمام النسفى علق على هذا الموضوع (إبن السبيل) بقوله : دعى إبن السبيل كونه ملازماً للطريق وهذا تفسير النسفى الجزء الأول صفحة 86 وهناك حديث قدسى يقول : الأغنياء وكلائى والفقراء عيالى بمعنى أولادى فمتى خلف هؤلاء؟!.. ولكن المقصود هو معانى أخرى وليس المفهوم الضيق .
                    ===============================================
                    وقد صدق هنا هذه المرة فالمعنى مجازى ، وكنا قد أشرنا إلى أن أبناء الله هم المؤمنون ، وأن أبناء الشيطان هم الذين يأتمرون بأمره. والأدلة على ذلك كثيرة وذكرنا منها الكثير ، فكنا قد ذكرنا استعمال يسوع للفظة (ابْنُ السَّلاَمِ) لوقا 10: 6، و(ابْنُ الْهلاَكِ) يوحنا 17: 12، و(ابْناً لِجَهَنَّمَ) متى 23: 15 ،

                    و أبناء الله أى أهل الجنة: (36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.) لوقا 20: 36

                    وأبناء إبليس: (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا.) يوحنا 8: 44

                    وأبناء الله هم المؤمنون (أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.) يوحنا 1: 12

                    وهى مرتبة من الممكن أن يصل إليها كل تقى بار: (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ) متى 5: 44-45

                    (لأن كل الذين ينقادون بروح الله فاؤلئك هم أبناء الله) رومية 8: 14

                    وهذا ما فهمه كتبة الأناجيل ، فما جاء عند أحدهم بلفظ ابن الله عن يسوع، جاء عند الآخر بمعنى الرجل البار: فكلمة (ابن الله) التى قالها قائد المئة عند مرقس ومتى عن يسوع، كتبها لوقا أنه (رجل بار).

                    مرقس 15: 39 (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!)، وأيضًا عند متى 27: 54

                    لوقا 23: 47 (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!)

                    والأكثر من ذلك هو تسمية الرب عبيده آلهة ، لأنهم تلقوا كلمته وقبلوا وحيه، ولكنهم مثل الناس يموتون ، ومعنى ذلك أن الله هو الإله الحقيقى وحده ، لأنه لا يموت: (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟) يوحنا 10: 34-36

                    (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.) مزامير 82: 6-7

                    وعلى ذلك فأنت عزيزى القمص تؤكد دعوة العقل والإسلام فى كون عيسى عبد الله ورسوله ، وتنفى الألوهية عنه. لأن ابن الله ، الإنسان التقى البار لا يمكن أن يكون هو نفسه الله.

                    * * *

                    تواصل المذيعة فيبى عبد المسيح قائلة:
                    المذيع: ويبقى معنى الروح القدس
                    الإجابة: فى سورة يوسف آية 87 " ولا تيئسوا من روح الله فمن ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "
                    وفى سورة البقرة آية 87 ، 253 " وأتينا عيسى ابن مريم بالبينات وأيدناه بروح القدس "
                    وكذلك فى سورة المائدة : إذ أيدتك بروح القدس. والشيخ عبد الكريم الجبلى قال : عن الروح القدس أنه غير مخلوق وغير المخلوق أزلى والأزلى هو الله دون سواه .. وهذا فى مجلة كلية الآداب سنة 1934 : وهذا هو الروح القدس .
                    ===============================================
                    أبدأ بوضع الآيات التى ظن القمص أنه اقتبسها:
                    {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} (87) سورة البقرة

                    {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (253) سورة البقرة

                    وكنا قد تكلمنا عن الآيتين الأخيرتين ، وقلنا إن تأييد الله له ، سواء برحمته أو بعطفه أو بملائكته أو بعلمه أو بنصره لتدل على أن المؤيَّد بهذه النعم ، هو عبد فقير لها. الأمر الذى ينفى الألوهية عن المنعم عليهم. وقد أيَّد الله كل رسله ، وما سمَّاهم أحد آلهة ، أو أشركهم مع الله.

                    أما قوله: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (87) سورة يوسف

                    المرة الوحيدة التى تُذكر فيها كلمة (رَّوْحِ اللّهِ) فى القرآن الكريم هى فى هذه الآية. ويقول الإمام الرازى فى شرحها: ”وقال ابن عباس: لا تيأسوا من روح الله يريد من رحمة الله، وعن قتادة: من فضل الله، وقال ابن زيد: من فرج الله، وكلها ألفاظ متقاربة. ... ... واعلم أن اليأس من رحمة الله تعالى لا يحصل إلا إذا اعتقد الإنسان أن الإله غير قادر على الكمال أو غير عالم بجميع المعلومات أو ليس بكريم بل هو بخيل، وكل واحد من هذه الثلاثة يوجب الكفر“.

                    ومعنى ذلك أن الأب مازال متعلقًا برحمة الله ، منتظرًا فضله وأن يرد إليه ابنه مردًا جميلاً. فما علاقة هذا بالروح القدس، الذى يتخيله القمص، ويدعى أنه إله مع الله؟

                    لكن يؤخذ فى الاعتبار أن القمص يعلم تمام العلم أن روح القدس هو ملاك الله جبريل الذى كان رسوله لأنبيائه ، وذلك سيذكره فى الحلقة الخامسة، حيث يقول: (فأرسلنا لها روحنا أى " الذين يقولون عليه جبريل " فتمثل لها بشراً سوياً أى إنسان كامل)

                    أما عن قول الشيخ عبد الكريم الجبلى، فهو من أقرباء الشيخ جامايكا والخالة نوسة، ولا يهمنا أن نشغل به أنفسنا كثيرًا ، لأنها شخصية من اختراعات القمص، وضع على لسانه من المعتقدات المسيحية، التى لا يستطيع هو إثباتها. ومثل هذه اللعبة قد اعتدنا عليها، وتُلعب يوميًا على الإنترنت، فيخرج علينا من يدع أن الله مَنَّ عليه بالمسيحية بعد ضلاله فى الإسلام. فكل هذه المسرحيات الهزلية تدل على ضعف المتحدث وفشله ، بل ويأسه. ونحن نعلم لماذا يلجأ القمص زكريا بطرس وغيره إلى الكذب ، لأن هذا هو سلو حياة بولس ، ومنهاج دعوته، وهو قدوتهم.
                    أليس غريبًا أن يكون قدوتهم هو بولس وليس يسوع؟

                    أليس من الغريب أن يظنوا أن الرب سيقبل هذا الكذب؟

                    أليس من الغريب أن لا يحسنوا الظن بالرب، ويدَّعوا أن مجده يحتاج للكذب؟

                    (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

                    (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23

                    وبهذا تنتهى الحلقة الثالثة ، وهى تدور أيضًا حول أعضاء الثالوث ، ومحاولة إثبات القمص لصحة ديانته من القرآن. ومازال يلف ويدور ولم يثبت شيئًا!!

                    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
                    ‏سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ



                    أسئلة للتدبُّر:
                    أسئلة أساسية يجب أن تعلمها لتؤمن عن بصيرة بأى دين، وتعرف أن عقيدتك ودينك هو الدين الحق ، الذى يرضى الله تعالى:

                    ما هو اسم الرب الذى أعبده ، وما هى صفاته؟

                    وما هو محتوى الكتاب الذى أقدسه؟ اكتبها فى نقاط:

                    فى مجال العلاقات الإنسانية، مع الجار، مع الزوجة، مع الأولاد، فى السياسة، فى الإقتصاد، فى الحروب، فى الجوانب الصحية والعلمية، .. وهكذا.

                    وكيف وصل إليك هذا الكتاب؟ وهل الأشخاص الذين وصل عن طريقهم الكتاب فوق مستوى الشبهات أم لا؟

                    هل الكتاب الذى يحتوى على خطأ واحد يكون منزلاً من عند الله؟

                    وكيف تعرف أن الشخص الذى جاءكم بكتاب الله هو رسول من عند الله؟

                    وما هى الصفات التى يجب أن تتوفَّر فيه ليكون رسول الله ، ويصدقه الناس؟

                    وما رأيك إذا كذب النبى أو سرق أو زنى؟ أليست هذه من الجرائم التى تشين من يرتكبها ، وتتسبب فى نفور المؤمنين منه؟ وهل سينجح النبى الكاذب فى مهمته التى أرسله الله من أجلها؟

                    ولناذا اختاره الرب ذو العلم الأزلى بهذه الصفات لهداية البشر؟ ألا يعلم الرب أنه سيكون أسوأ قدوة يقتدى بها الناس؟ فكيف سيحاسب الرب البشر بعد فساد إلههم؟

                    وإذا احترت فاسجد للرب الذى فى السماء ، والذى كان يسوع يسجد له، وطالبكم أن تدعوه، وقل له دون أن تضع صورة لإله ما فى مخيلتك: ”إلهى الذى خلقتنى وخلقت كل شىء ، لا تتركنى أبحث وحدى عن الحق. اهدنى لدينك الحق الذى ترتضيه، وتدخلنى به جنتك!“ وأنا أثق أن الرب سيتقبل دعاءك، ويرشدك إلى الحق.


                    علاء أبو بكر
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 09:02 م.

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 2 أسابيع
                    ردود 0
                    9 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة زين الراكعين
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 يول, 2024, 11:33 م
                    ردود 0
                    46 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة fares_273, 19 يول, 2024, 05:22 م
                    ردود 0
                    29 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة fares_273
                    بواسطة fares_273
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 يول, 2024, 01:59 ص
                    رد 1
                    32 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة الفضة
                    بواسطة الفضة
                    ابتدأ بواسطة fares_273, 18 يول, 2024, 04:02 ص
                    ردود 0
                    23 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة fares_273
                    بواسطة fares_273
                    يعمل...