الكتاب الأول للرد على الحلقة الأولى من برنامج أسئلة عن الإيمان

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 4 (0 أعضاء و 4 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • abubakr_3
    مشرف عام

    • 15 يون, 2006
    • 849
    • مسلم

    الكتاب الأول للرد على الحلقة الأولى من برنامج أسئلة عن الإيمان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تمهيد

    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على معلم البشرية الأدب والأمانة وحسن الخلق: محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، قائد الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..

    قليل من الناس هم الّذين يبحثون عن الحق ، وقليل من هؤلاء من تجدهم على استعداد لبيع كل ما يملكون ، والتضحية بكل غث وثمين بحثًا عن الحقيقة واتباعها. وقليل من رجال الدين الّذين يبيعون مراكزهم وأموالهم ومتعهم الدنيوية سعيًا وراء الحق ، وطلبًا للآخرة ، والخلود فى جنانها.

    وكثير من الناس من فضَّل أن يتبع هواه دون بحث، وسعى فى حياته يكفِّر هذا ، ويُخطِّىء ذاك ، ويظنُّ أنه يملك الحقيقة ، ولا يستطيع إثباتها ، فهو قد آمن بأوهام ، وبنى عليها أكاذيب، فأصبح لا يرى سواها ، ولا يؤمن بوجود حقيقة غيرها ، ولا يُجهد نفسه فى التفكير ولا البحث عن حقائق تتعلق بإيمانه ، بل لا يتمنى أن يعرف غيرها. فأصبحوا كالأنعام يحملون أسفارًا ، لا تعرف ما تحمل ، ولا تفهم ما يُقال. وهم من شبَّههم عيسى ابن مريم عليه السلام بمن لهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون بها.

    فليحذروا عذاب الله الذى أنذرهم به: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف


    ففى أى صف من هؤلاء أنت عزيزى القارىء؟
    إيَّاك أن تكون من أصحاب القلوب الغلف! فهؤلاء لعنهم الله بكفرهم: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (155) سورة النساء

    ولكن كن من المهتدين أولى الألباب، وأصحاب العقول، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (18) الزمر

    وكن من الذين إِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} (83-85) سورة المائدة

    أما بعد ..
    إن الصدق فى القول والعمل هو نوع من أنواع العدل، الذى أمر الله تعالى به، وحث عليه ولو كان ذلك على أقرب الناس وأحبهم إلىّ. فقال الله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} الأنعام (152)

    وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ.} النساء (135)

    وقال جل جلاله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ} النساء (58)

    وقال تبارك اسمه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ، وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ. اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى. وَاتَّقُواْ اللّهَ. إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة (8)

    وقال تقدست صفاته: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} المائدة (42)

    وقال جل شأنه: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} النحل (90)


    وليس العدل المطلوب توافره فى المؤمن هو العدل مع المؤمنين فقط، بل العدل مع المخالفين لدينه ، بل ومع الكافرين بالله ، وأكبر درجات العدل أن يقيم الإنسان العدل على نفسه. وذلك العدل هو الصدق مع النفس ومع الآخرين. لذلك وصف الله الصادقين بأنهم هم المتقون ، ووعدهم جنة الخلد.

    والصادقون هم المتقون الذين يخافون الله فى قولهم وأعمالهم، وهم أهل الجنة: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} الزمر (33) ، {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا} الفرقان (15)

    وقال تعالت صفاته: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} المائدة (119)

    ووصف الله تعالى المؤمنين فاعلى الخير بأنهم الصادقين: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} البقرة (177)

    ويأمر الله تعالى المؤمنين بتقواه والعمل الصالح ، ليكونوا من أهل الجنة مع الصدِّيقين يوم الحساب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} التوبة (119)

    والصدق من الفضائل التى يعرف لها المؤمن والكافر فضلها ، وقيمتها فى الدعوة ، وهى أول مراحل الإيمان والتصديق بالله ورسله وكتبه. لذلك نجد الكفار اشترطوا على الأنبياء والمرسلين أن يثبتوا صدقهم بعدة طرق مختلفة ليتبعوهم: {وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الحجر (6-7) ، {مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء (154) ، {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء (187) ، {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} العنكبوت (29) ، {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الأحقاف (22)

    والمتدبر لاشتراطات الكفار السابقة يلاحظ أنهم بداية كذبوا على أنفسهم ، فأضلهم الشيطان، فأنساهم ذكر الله ، فكذبوا على الله ورسله. ومن هنا يحذر الله تعالى الكاذبين المكذبين غير العادلين مع الله أو رسله أو أنفسهم والآخرين ، ويتوعدهم فى الآخرة: {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا } الأحزاب (8)

    وعلى ذلك فإن العدل قيمة تشمل جميع مناحى الحياة ، كما يقول موقع صُنَّاع الحياة. وإنه شهادة التاريخ على سلامة المجتمعات والكيانات والأمم. وهو الأمن حين تضطرب الموازين والمعايير. وهو الحارس الذي يحول دون دمار النفوس، وخراب العمران. وهو قوام الدنيا والدين. وسبب صلاح العباد والبلاد. يحكم الأقوال والأفعال ويصلح الأجساد والأبدان. فبالعدل قامت السماوات والأرض. وتآلفت به الضمائر والقلوب. والتأمت به الأمم والشعوب. وغمر الناس بالتناصف والتعاطف. وضمهم بالتواصل والتجانس. إنه القسطاس المستقيم لكل شيء وكل فرد. لا تميل كفته. ولا يختل ميزانه. ولا يضطرب مقياسه. هو صفة الله تعالى. وميزانه في الأكوان.

    وحذَّرَ الله أن كل عدل أو ظلم ، وكل صغيرة وكبيرة سيجدها المرء فى سجل أعماله فى الآخرة ، وسوف يُحاسب عليها: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} الكهف (49)

    وحرَّم الله الظلم على نفسه ، فقال في الحديث القدسي:(يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا) رواه مسلم.

    وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم.

    بل جعل الظلم لازمة من اللوازم المصاحبة للكفر، فقال: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} البقرة 254، وبيَّن أن أعظم أنواع الظلم هو الكذب على الله والشرك به، فقال: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} لقمان 13، فكأنما يقول إن الظلم نوع من أنواع الشرك.


    وإن العدل فى القول والعمل لفضيلة يرفع الله بها العادلين في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فهو سياج الاطمئنان والاستقرار بين الأفراد والجماعات، ثم إن الأمة لا تُحترم ولا يكتب لها البقاء، ولا تحتل مكانتها اللائقة بها بين الأمم الراقية، إلا بقدر ما يتحقق فيها من العدل ، فعندما يدعو الإسلام إلى العدل ويأمر به كما جاء ذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} (90) سورة النحل، فإن ذلك يعد في الوقت نفسه دعوة إلى حرية الإنسان وكرامته ، وتأكيدًا لحقوقه الإنسانية العامة. لذلك يعد الكفاح من أجل رفع الظلم عن المظلومين وتحقيق العدل بين الناس من الواجبات الإنسانية والدينية على السواء.

    والإنسان مسئول مسئولية دينية وأخلاقية عن إقامة العدل الذى هو أساس العمران في هذا الوجود وهذا يعني ضرورة التغلب على نوازع الهوى، وتغليب جانب العقل. ولا سيما إن كان هذا الإنسان الذى يُنتظر منه العدل والصدق رجلاً عرف عنه الأخلاق أو الدين.

    ولا تقتصر مقاومة الظلم على المجتمعات الإسلامية، أو رجال الدين فقط، فهي على العكس من ذلك خصيصة إنسانية تتجاوز الحدود الدينية والثقافية بين بني البشر. وفي هذا الصدد يجدر بنا أن نشير إلى أن المفهوم الإسلامي للعدل لا يتعارض مع مثيله في الحضارات السابقة في الشرق والغرب.

    فالعدل يأمر به الله ، ويعلمه رسله ، وتنادى به الفضيلة ، وتصيح به الإنسانية ، ويصرخ عليه العدل قائلين: إنه على كل إنسان فى الحياة أن يقاوم الكذب فى نفسه أولاً ثم مع الآخرين ، ويعدل مع نفسه أولاً ثم مع الآخرين.

    فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم من الصادقين قبل الرسالة وبعدها ، حتى أن كفار مكة أسموه الصادق الأمين ، قبل أن تأتيه الرسالة. وتصديقًا لهذا فقد كانوا يحفظون عنده متعلقاتهم الثمينة قبل الدعوة ، ولمدة 13 سنة يحاربونه ، ويريدون التخلص منه ومن دعوته، لكن لم ينسوا أنه أصدق من فيهم ، وأكثرهم أمانة. فلم يكفوا من وضع متعلقاتهم الثمينة عنده. وعندما همُّوا بقتله، أمره الله بالهجرة إلى المدينة ، فترك عليًا رضي الله عنه فى فراشه ليتمكن من الهرب ، وليرد عليهم أماناتهم. ففى الوقت الذى يفكرون فيه فى قتله ، يعدل ويرد عليهم أماناتهم. فأى أخلاق هذه؟! وأى صدق هذا؟!


    قارن هذا بما يؤمن به القمص زكريا بطرس من أن الرب أمر موسى عليه السلام بسرقة المصريين قبل خروجهم من مصر: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22

    (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36

    وكان عيسى صلى الله عليه وسلم من الصادقين فقد شهد له الناس بقولهم: (يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.) متى 22: 16 ، فكن من الصادقين ولا تبالى بأحد!

    وطالب اليهود أن يكونوا من الصادقين فى نفوسهم أولاً: (وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟) لوقا 12: 57، فاحكم بالحق من قبل نفسك!

    وذلك ليخرجهم من ربقة الشيطان إلى الحرية التى لا تُعرف إلا بالحق: (وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.) يوحنا 8: 32 ، (فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.) يوحنا 8: 36


    ونقرأ فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون أن الكذب من الضلالات البيِّنة التى تبيد أممًا بأكملها ، فها هو الرب يتفق مع موسى على الكذب على المصريين لسرقتهم قبل الخروج: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 3: 22، و12: 35-36

    وعندما أراد الرب أن يضلِّل أخاب أشار عليه الشيطان أن يكون لسان كذب فى فمه ، ووافقه الرب لعلمه أن الكذب مُهلك: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22

    (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.) إرمياء 23: 30

    (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32

    بل غضب الرب على أنبيائه الكذبة لادعائهم أن الرب أوحى إليهم، وفضحهم على الملأ: (8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِباً, فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 8

    وباستمرار كذبهم تطاولوا على كتاب الله كما تطاولوا على أنبيائه فحرفوه وأدانهم الرب وفضح أعمالهم: (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8

    (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5

    (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16

    الأمر الذى جعل الكتاب يقول إن كل الأنبياء الذين سبقوا يسوع ما هم إلا لصوص وسُرَّاق: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8


    والأمر الذى دفع عيسى صلى الله عليه وسلم إلى اتهام اليهود صراحة بتحريف الكتاب وإبطال وصية الله مقدمين وصاياهم على كتاب الله ، حتى أصبحت العبادة عبارة عن تقاليد الكهنة ولا علاقة لها بأوامر الله أو تعاليم أنبيائه: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9


    وكذلك عندما أراد بولس أن يُضلل أتباع عيسى صلى الله عليه وسلم ويقضى على دينهم، اتبع الكذب ، ودافع عنه ، ليكسب أتباعًا كثيرين لدينه الجديد: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

    وتلوَّن بكل لون تبعًا للشخص الذى يتعامل معه ليربح الأكثرين ويكون شريكًا فى الإنجيل: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23


    بل نسبوا الكذب لأنبياء الله ، الذين هم صفوة البشر وقدوته:

    فها هو نبى الله إبراهيم أبو الأنبياء قد نسبوا إليه الكذب واتهموه ببيع شرفه حفاظًا على حياته ، وليربح من وراء جمال زوجته المال الوفير: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16

    مع الأخذ فى الاعتبار أن سارة كانت تبلغ من العمر وقتها أكثر من 66 عامًا تقريبًا. فلك أن تتخيل أن فرعون يشتهى امرأة ذات 66 ربيعًا ، ويترك العذراوات الفاتنات!! ولك أن تتخيل أن المرأة ذات السبعين ربيعًا مازال بها ملامح جمال!! إنه الكذب والافتراء على أنبياء الله وذويهم!! وبهذا الكذب ضلوا وأضلوا!


    وها هو نبى الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه وبذلك فرض على الرب أن يوحى إليه أو اتهم الرب بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين الإصحاح 27)

    ولن أسترسل فى ذكر الكذب الذى نسبه الكتاب (المقدس) لكل نبى ، بل ونسبه للرب نفسه ، كما ذكرت من أمره لموسى صلى الله عليه وسلم وقومه بسرقة حلى وملابس المصريين وقت خروجهم من مصر. فمن أراد الاستزادة فعليه بكتابى (ماذا خسر العالم بوجود الكتاب المقدس، مكتبة وهبة).


    أما هذا الكتاب يتخصص فى الرد على اللقاء الأول لزكريا بطرس مع مذيعته التى تسمى نفسها ناهد متولى. ويتناول هذا اللقاء فرية الثالوث التى يروج لها كل مسيحى لم يفهم طبيعة رسالة نبيه، ومنهم القمص زكريا بطرس، والذى أعياه إثباتها فلجأ إلى القرآن وتفسيره الشخصى لإثبات صدق عقيدته ، التى لم يعرفها يسوع ولا تلاميذه، ولم يفهمها آباء الكنيسة الأولون، ولا يفهمها هو نفسه ، بل وصفتها مذيعته مسيحية الأصل بأنها عقيدة معقَّدة.

    وستجدنى أتخذ الموضوعية فى ردى عليه ما استطعت، فلا ألومه إلا لتحامله أو لتفريطه فى فهم شىء واضح للعيان، أو بتر نص عن سياقه، أو لقلة علمه فى مسألة بديهية فى دينه، أو موضوع البحث الذى يتناوله هو، أو لاستشهاده بحديث يعلم أنه موضوع ، وغير معتبر فى الإسلام وعند المسلمين ، كما فعل القمص مرقس عزيز خليل فى كتابه (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام). والذى جارى طبع كتابى للرد عليه.

    * * *


    منهج زكريا بطرس والمستشرقين فى البحث والحوار:

    أما بشأن المنهج الذى يسير عليه الكثير من المستشرقين والمسيحيين ومنهم القمص زكريا بطرس فى حلقاته فهو كالآتى:

     أولاً: يذكر آيات أو ألفاظ على أنها موجودة بالقرآن وهي غير موجودة بالمرة، معتمدًا فى ذلك على أن من يستمع إليه من المسلمين البسطاء الذين لن يراجعوا أقواله. أو من أتباعه الذين يثقون به كرجل دين، لن يتحققوا من صدق ما يقول، أو يريدون الثقة به، لأن ذلك سيسعدهم نفسيًا ، ويُشعرهم بأنهم أصحاب حق، طالما أن المهاجم مسيحى ، ولا يجد من المسلمين ردًا عليه. ومن ذلك ادعائه أن القرآن يقول (لا تكذبوا على الله وروحه) ، ولا يوجد فى القرآن مثل هذا. ولكن الآية الموجودة هى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ} (32) سورة الزمر

    لذلك يمتنع القمص زكريا بطرس عن قبول المناظرات العلنية ، وهو نفس الأمر الذى رفضه بابا الفاتيكان مع الشيخ أحمد ديدات رحمه الله، وعندما قبل لقاءه اشترط أن يكون اللقاء داخل جدران مكتبه ، وبدون تصوير أو تسجيل!!

    وهو نفس ما يفعله القمص زكريا بطرس ، فهو يتجاهل الرد على مناظراتى الكتابية له رغم علمه بها! فقد أصدرت له عدة كتب بعض منها على النت ، وكلها بمكتبة وهبة بالقاهرة. ومازلت فى انتظار ردوده الكتابية ، لتتواصل المحبة التى من أجلها عمل لقاءاته التليفزيونية هذه. ويتجاهل دعوة الزملاء المناظرين على برنامج الدردشة الشهير البالتوك ، ورفض دعوتهم له فى مناظرة علنية تليفزيونية على أحد قناوات القمر الصناعى ، مدفوعة الأجر من قبل المسلمين، مع دفع أجر له شخصيًا. وكان هذا أحد أسباب عودة زينب إلى الإسلام ، بعد أن ذهب مناظرون معها إلى أحد مقاهى الإنترنت ، وبعد أن تقبل الكلام معهم ، فوجىء أنهم يُسائلونه عن أى كتاب مقدس يتكلم ، هل هو الإثيوبى أو البروتستانتى أم ... أم .... فقاطعهم، وسحب منهم الميكروفون ، ووضع على اسمها ( حيث كانوا يُناظرون باسمها) نقطة حمراء ، وبذلك منعها من الكلام ومن كتابة النصوص ، وأخذ يحثهم على الرد والتقاط الميكروفون، ويصيح بصورة مسرحية أنهم لا يملكون الرد ، وهم مقيدون بهذه النقطة الحمراء. الأمر الذى أكد لها كذب القمص ، وتهربه من المواجهة. ومازال العرض قائمًا للمناظرة لعله يمكنه إثبات صحة عقائده أو كتابه!!


     ثانيًا: يستدل بأسماء غير معروفة ولا مقبولة كتبت فى أماكن مجهولة، كما لو كانت هذه وجهة نظر الإسلام. وذلك مثل قوله في الحلقة الثانية: (هكذا قال الدكتور الإسلامي الشقنقيطي في بحث كتبه بالفرنسية في جامعة فى فرنسا "باريس").

    فمن هو الدكتور الشقنقيطى هذا؟ وفى أى جامعة نشر هذا البحث؟ ومن الذى قام بترجمته إلى العربية أو الإنجليزية ليفهمه القمص؟ أو ما درجة إتقانه للفرنسية حتى نثق فيما فهمه؟ وفى نفس الوقت ليس من الموضوعية فى البحث أن يكون القمص زكريا الخصم والقاضى فى نفس الوقت!

    وفي الحلقة الثالثة قال: (الشيخ عبد الكريم الجبلى قال هذا ... في مجلة كلية الأداب عام 1934) وبالطبع لا نعلم شيئًا عن مجلة كلية الآداب ، ولا نعرف شيئًا عن ميول كاتب المقال العقيدية (هذا إن كان بها ما قاله بالفعل).

    ولا نعلم أيضًا شيئًا عن الشيخ عبد الكريم الجبلى ، ولا أعلم كيف لا يستشهد بأمهات الكتب الإسلامية ، بل تركها كلها ليكون استشهاده فقط بمجلة كلية الآداب!! فهل من الموضوعية فى البحث أن يستشهد بمجلة لكلية الآداب على موضوع دينى؟
    والذى يجب أن يعرفه القارىء المسلم والمسيحى أنه لا يُقام الحُجة على الإسلام إلا بقول الله تعالى أو بقول رسوله الذى ثبت صحته وتواتره السليم. وما عدا ذلك فيقول علماؤنا أنفسهم: (كلٌ يؤخذ منه ويُرد إلا الرسول ). وبهذا تنتهى قضية الاستشهادات من كلام المؤرخين أو المفسرين. وهذا ما يلاحظه العالم كله. فقد يختلف عالم مع أستاذه فى فقه آية أو حديث. فلا يوجد فى الإسلام تقديس للأشخاص، ولكن احترام متبادل بين العالم وتلاميذه. ونؤمن أنه لا يُعرف الحق بالرجال، ولكن يُعرف الرجال بالحق.

     ثالثًا: يستدل بأسماء شهيرة فى مجال الإسلام والفكر الإسلامى ويُنسب إليها جهلاً وزورًا ما لم يقله هذا الكاتب. ومثل هذا ما حكاه عن الأستاذ عباس محمود العقاد فى كتابه ”الله“. فقد ذكر الأستاذ العقاد ملخصًا لرأى كهنة المسيحية فى التثليث، فأخذه القمص وادعى على الأستاذ العقاد أنه هو صاحب هذه الآراء ، المؤمن بها، المؤيد لها ، المدافع عنها. فيصبح بذلك الرجل المسلم مسيحيًا دون أن يعلم صاحب الشأن. والغرض من ذلك هو التغرير بالجهلاء وغير المثقفين لتنصيرهم. الأمر الذى يدل فى الحقيقة على أن الحق والصدق قد أعياهم فى الحصول على ثمرة فى مجال التنصير بالعقل وعرض الدين عرضًا صريحًا بيَّنًا ، ومقارنة ذلك مقارنة صريحة أمينة بما عندهم.

    والأغرب من ذلك أنه يرفع الكتاب فى حلقاته المصوَّرة ، وتُعرِض الكاميرا هذا الجزء ، دون تفنيد الأستاذ العقاد ، الذى يلى فى الصفحات التى تلى استشهاده بآراء كهنة التثليث.

    ومثل ذلك من يخرج علينا ويدعى أنه كان مسلمًا وتنصَّر ، حتى إن احد الفتيات حكت عن قصتها أيام إسلامها وأنها قامت بالحج منذ سنة ، ولما حاوطتها الأسئلة للتأكد من صدق كلامها ، قالت: صدقونى أنا حجيت العام الماضى فى مولد النبى.

    وقال آخر إن صلاة العصر سنة ، وليست فرض ، وقال ثالث إن من قواعد الإيمان الخمس عند المسلمين: الشهادة أولا ، ثم قراءة الفاتحة ، ثم قراءة التشهد، ونسى الاثنين الآخرين. فكذبهم فى هذا المضمار لا ينتهى ، حتى ادعوا على الشيخ الفحام ، شيخ الأزهر ، بعد مماته أنه تنصَّر.

    وما هذا إلا اعتراف ضمنى صريح بفشلهم وانتصار الإسلام فى الجانب الروحى والعقلى. كما أنهم قد أثبتوا بهذا الكذب والتزوير أنه من المستحيل انتشار المسيحية إلا بالكذب والخداع ، ولهم فى إمامهم بولس أسوة سيئة. فهو نفس الطريق الملتوى الذى اتبعه أستاذه بولس من قبل، فعندما فشل فى تعذيب أنصار عيسى  وإثنائهم عن دين الحق لجأ للكذب لتضليل أصحاب العقول الملوثة بالوثنية والجهل: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

    يتبع
  • abubakr_3
    مشرف عام

    • 15 يون, 2006
    • 849
    • مسلم

    #2
    وأعلن أن هذا الكذب هو منهاج حياته الذى انتهجه فى الدعوة لدينه: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23


     رابعًا: الخلط بين أسماء علماء المسلمين والزنادقة الكاذبين.
    ومثال لذلك ما يأخذه القمص من أقوال الصوفى الضال محى الدين ابن عربى، ويُنسبه إلى الشيخ ”محى الدين بن العربى“، والفارق بين الاسمين هو الألف واللام فى اسم الشيخ ”العربى“. وقد حارب علماء المسلمين أفكار ابن عربى الضال ، وكفروه ، وفنَّدوا أفكاره.

    ويترتب على هذا الجهل أو الخداع أن يُظهر أن علماء الإسلام يؤمنون بتجسُّد الله، أى بحلول الله فى الأجساد. الأمر الذى يُسهِّل عليه إقناع الجهلاء بقضية تجسُّد الإله فى عقيدته، التى يؤمن هو بها. وفى نفس الوقت يُوهم بها المسيحى الذى يسمعه ويطلب تفسيرًا أو توضيحًا لكيفية تجسُّد الإله وتغيره ، أن الإسلام أيضًا به هذه العقيدة. مما يترتب عليه بناء سدًا منيعًا فى وجوه المسيحيين للحيلولة دون دخولهم الإسلام. فعندهم أن يكفر الأرثوذكسى ويكون كاثوليكيًا أو بروتستانتيًا أو من شهود يهوه أو حتى علمانيًا أهون عليه من يُنتسب إلى الإسلام. وما هذا إلا كذب صريح مع النفس والغير. ومنها استشهاده بأسماء العلمانيين المنتميين إلى الإسلام.


     خامسًا: نسب كلام خصوم الإسلام للمسلمين ، ومن ذلك ما فعله مع المعتزلة، فقد نسب إليهم أنهم قالوا: ”إن كلام الله حل فى شجرة، أى تجسَّدَ فيها“. مع أن المعتزلة اشتهروا بأنهم من أهل التوحيد والعدل ، وجعلوا همهم الأكبر الحفاظ على أرقى مستويات التنزيه للذات الإلهية. حتى ذهبوا فى سبيل ذلك بقولهم بخلق القرآن لينفوا قدم الكلمة ، ويسدوا الباب على عقائد المسيحيين فى ألوهية المسيح ابن مريم. بل كانوا فرسان الرد على عقائد النصارى، وعلى كل دعاوى الحلول والاتحاد والتجسُّد والتشبيه. ولهم فى ذلك ردود منشورة تهرب القمص من ذكرها أو الإشارة إليها.


     سادسًا: عدم الأمانة فى نقل الآيات القرآنية أو الأحاديث، حيث يستشهد بحديث منكر عند المسلمين على أنه من متن الإسلام ، وكذلك عدم أمانته فى الاستشهاد بكتب التفاسير.


     سابعًا: ذكر قول قد يكون لأحد المفسرين دون أن يذكر طائفته إذا كانت شيعية أو بهائية أو من الرافضة أم من الجهمية، ويتجاهل باقي الأقوال التى قالها المفسر في تفسيره , فأهل التفسير ينقلون الكثير من الآراء ، حتى الروايات الكاذبة. ثم يقولون في نهايتها رأيهم فى تأصيل كل رواية ، ويُبيِّنون مدى صحة أو كذب كل منها.

    ومن يريد تشويه الآخر بظلم ينتقى رأيًا من الآراء الشاذة أو غير السليمة من ناحية السند أو العقيدة ، والتى ذكرها أحد علماء المسلمين ، مفندًا إياها ، فيترك رأى العالم وتفنيده ، ويدعى عليه أنه هو الذى ذكر هذا الحديث أو هذه الرواية.

    ومثل هذا يقع فيه الكثير من القساوسة والقمامصة ، لا أعلم إن كان هذا بجهل لأصول تحقيق الأحاديث أم بسوء نية. ومنهم القمص مرقس عزيز خليل راعى الكنيسة المعلقة فى كتابه (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام)! فأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد. فليس لى أن أحاكم أحد على نيته ، طالما أنه ليس لدى دليل على صدق كلامى.

    مثال ذلك الحديث الموضوع الذى استشهد به القمص مرقس عزيز خليل على أنه حديث للرسول صلى الله عليْهِ وسلّم: ( لا تعلموهن الكتابة [يعني النساء] وعلموهن المغزل وسورة النور). فإذا كتبت (لا تعلموهن الكتابة) فى خانة البحث عن تحقيق حديث ما ستخرج لك عدة نتائج متفقة مع بعضها البعض منها:

    الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [فيه] عبد الوهاب بن الضحاك متهم متروك وله متابعة - المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم: 2/788 ، كما ذكره الألبانى فى سلسلة الأحاديث الضعيفة.


     ثامنًا: فهم اللغة الفصحى بمفهوم الكلام الدارج اليوم. وأيضًا الخلط بين المجاز والحقيقة ، كيفما يشاء ، للتدليل على صحة معتقداته. فعلى سبيل المثال يعلم العامى أن النبيذ هو الخمر أو شراب مسكر. ولكن الصحيح أن النبيذ هو كل فاكهة تُنبذ فى الماء ، مثل التمر الذى يوضع فى الماء ليكون أول ما يتناوله الصائم فى رمضان. فإذا علم الحاقد على الإسلام من غير المسلمين أن الرسول شرب النبيذ، تهلل لمراده الذى تمناه عمره كله، دون بحث موضوعى عن معنى الكلمة وتأصيلها اللغوى. ودون أن يبحث فى عقيدته وعقله أن سكر الأنبياء فى كتابه الذى يقدسه لم يمنعه من الإيمان بهم. بل سكر الرب فى كتابه المقدس لم يمنعه من الإيمان به. (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65

    مثال ذلك استشهادهم بقول الرسول صلى الله عليْهِ وسلّم لعَائِشَةَ،‏ ‏قَالَتْ: ‏قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليْهِ وسلّم :‏ (‏نَاوِلِينِي‏ ‏الْخُمْرَةَ‏ ‏مِنْ الْمَسْجِدِ. فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليْهِ وسلّم : ‏إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ) ‏و(الْخُمْرَة) ‏‏بِضَمِّ الْخَاء وَإِسْكَان الْمِيم. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هِيَ السَّجَّادَة الَّتِي يَسْجُد عَلَيْهَا الْمُصَلِّي, وَيُقَال: سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّهَا تُخَمِّر وَجْه الْمُصَلِّي عَلَى الْأَرْض أَيْ تَسْتُرهُ.

    فيقرأ الحاقد أمر الرسول أن تناوله زوجته الخَمرة ، فيتهلل فرحًا أنه وجد ما يقضى به على الإسلام، ونسى أن الخمر الذى يحرمه الإسلام هو مذكر ، وأن ما جاء فى الحديث مؤنثًا مضموم الحرف الأول. ولا يُجهد نفسه فى قراءة شرح مفردات الحديث ، أو يقرأ مفرداته ، ولا يفكر كيف يُخبِّىء الرسول صلى الله عليْهِ وسلّم شيئًا حرمه على أتباعه فى المسجد الذى يقضون فيه معظم أوقاتهم بين الصلاة والدروس! ويرى أن ذلك لن يعرفه المسلم البسيط الذى قد يكون هو المقصود بعملية التجهيل والتنصير.

    ومثال ذلك أيضًا حديث الرسول صلى الله عليْهِ وسلّم (أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صلى الله عليْهِ وسلّم ‏بِلَبَنٍ فَقَالَ: ‏أَلَا خَمَّرْتَهُ وَلَو تَعْرِضُ عَلَيْهِ عُودًا) أى: هلا غطيته بغطاء فإن لم تفعل فلا أقل من أن تعرض عليه شيئًا. وذلك لأن الخمار معناه الغطاء. على الرغم من أن برامج الأحاديث على النت تذكر الحديث وتحته الشرح أو التخريج (أى مدى صحته أو فساده).


     تاسعًا: الاستعانة بما يسمى دائرة المعارف الإسلامية ويستشهد بها كثيرًا في حلقاته , وهو كتاب وضعه مستشرقون .... ونصارى، أى إنه ليس بكتاب إسلامي, بل هو كتاب يمثل وجهة نظر المستشرقين المسيحيين واليهود فى تعريف المصطلحات والمعارف الإسلامية.


     عاشرًا: وهو من طرق التلاعب التي يتبعها القمص زكريا بطرس وهو الاستعانة بكتاب يسمى الملل والنحل للشهرستانى، وهذا الكتاب يصف معتقد كل فرقة من الفرق، سواء فرق انشقت عن الإسلام أو فرقة مسيحية، وحتى البوذية والزرداشتية. فهو يقول مثلاً (وتعتقد الفرقة الفلانية بحلول الإله فى النار)، وعندما يستشهد زكريا بطرس من هذا الكتاب يأتى بوصف المؤلف لفرقة انشقت عن الإسلام وآمنت بحلول الإله في الجسد مثلاً ، ثم يدعى أن هذا هو رأى الإسلام فى حلول الإله بالنار. ويُشير إلى أن هذا الكلام كتبه كتاب إسلامى معروف.


     الحادى عشر: يجهل القمص قواعد التفسير الخاصة بكتابه ، وبكتاب المسلمين ، والتى يمكنه أن يُقيم بها الحُجة على خصومه ، ومنها:
    أنه يجب أن تُرد الآيات المتشابهات إلى الآيات المحكمات. فيجب على سبيل المثال أن تُفهم الآيات بشأن صلب عيسى صلى الله عليْهِ وسلّم فى ضوء الآية الصريحة القاطعة: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} (157) سورة النساء .
    ويجب ألا يُدلِّل على ألوهية عيسى صلى الله عليْهِ وسلّم من القرآن ، لأن القرآن صرَّح بنفى الألوهية ، ولم يكتفِ بالإشارة والتلميح والتدليل فقط: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة

    {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة

    {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة

    ويجب أن تُفهم قضية التجسُّد فى ضوء الآيات الكتابية التى تنفى كون الرب إنسان أو حيوان أو طائر، أو يتغيَّر ، أو يُرى. فهو ليس كمثله شىء:
    (20يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ) أخبار الأيام الأولى 17: 20
    (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ) إشعياء 40: 18
    (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
    (ليس مثل الله) تثنية 34: 26
    * * *



    عزيزى المسيحى!

    هل أظلمك لو طلبت منك أن تبحث عن الحق ، وتتبعه أينما كان؟

    هل أكون قد تجنَّيت عليك لو أنقذتك من النار والهلاك الأخروى، وأخرجتك من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد؟

    قد أصدمك لو أثبت لك أنك لست على الحق، لكن فكر قبل أن تقرأ: ماذا عليك أن تعمل لو كنت على باطل؟ هل تنوى أن تتبع الحق مهما كان؟ هل تنوى أن تتحرر من عبوديتك للشيطان ، والدخول فى معية الله؟

    عش رافعًا شعار الصدق ولو دفعت ثمنه حياتك!

    وكن باحثًا عن الحق، ولو كلفك ما لا تطيق!

    اجهد نفسك فى الدنيا من أجل حريتك فى الدنيا ، وسعادتك فى الدنيا الآخرة!

    فكم ستكون سعادتك أن تكون صادقًا غير مجامل ولا متجمِّل؟

    بِع الباطل والشيطان، واربح نفسك!

    سِر على هدى نبيك، منفِّذاً لأوامره، ولا تخش فى الله لومة لائم: (14فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ) مرقس 12: 14

    واستقم كما كان معلمك: («يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ بِالاِسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ وَلاَ تَقْبَلُ الْوُجُوهَ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ.) لوقا 20: 21

    وكن من الصادقين كما كان نبيك: («يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.) متى 22: 16

    وكن من قضاة الحق كما أمر معلمك: (وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟) لوقا 12: 57

    وكن حرًا بالحق كما طالبه معلمك: (وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.) يوحنا 8: 32 ، (فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.) يوحنا 8: 36

    وفِرّ بهذه الحقيقة، ولا تكُ من الذين توعدهم عيسى صلى الله عليْهِ وسلّم بالويل والثبور فى نار جهنم ، لابتعادهم عن الحق ومحبة الله ، فإن محبة الله هى أن تتبع أوامره ، وتنته بنواهيه: (فوَيْلٌ لَكُمْ [أَيُّهَا الْمُكَذِّبُونَ الضَّالونَ] لأَنَّكُمْ تَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. وكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ!) لوقا 11: 42

    ولا تكُ من زمرة الشياطين: (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا.) يوحنا 8: 44

    واحذر أن تكون من الضالين ، الذين حذَّر منهم الكتاب الذى تقدسه: (3لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، 4فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ.) تيموثاوس الثانية 4: 3-4

    (لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟)لوقا9: 25

    فابحث عن الحق وهذا التعليم السليم، ولا تجعل أحدًا يصرفك عنه، ولا تتبع خرافات ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تتبع أباطيل قال بها أناس ولا وجود لها فى كتاب الرب!

    وعلى هذا، فإن هذا الكتاب مُهدى إلى كل محب للحق، باحثًا عنه، ساعيًا وراءه، متتبعًا خُطاه ، متبعًا إياه!



    نُبذة عن شخصية المذيعة:

    (الله واحد أم ثالوث) هذا هو عنوان الحلقة الأولى، وقد ابتدأت المذيعة فيبى عبد المسيح بولس صليب، مواليد منوف ، وصاحبة البطاقة الشخصية رقم 100730 مكتب سجل منوف ، محافظة المنوفية ، ومن مواليد 15/6/1945 ، وهذا هو نفس تاريخ ميلادها فى شهادة الميلاد، وابنة السيدة مريم يوسف النجار ، بتعريف نفسها أنها ناهد محمود متولى ، التى كانت ناظرة مدرسة وعرفت الدين الحق (تقصد به المسيحية) وتنصرت.

    ويوجد فى هذا الموقع تفنيد جيد لما تدعيه من أنها كانت مسلمة ، وكذلك صورة لشهادة ميلادها ، وبطاقتها الشخصية الحقيقية ، وبطاقتها التى قامت بتزويرها، ولا داعى لتكراره: https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=16066

    وهنا نرى أن أول الموضوع بدأ بالكذب، لعمل غسيل مخ للمستمع. وهذا معناه فشلهم فى أن يقرعوا الحجة بالحجة، أو يثبتوا صحة عقائدهم من كتابهم بالنقل المتواتر أو حتى بالمنطق والعقل. وهم فى ذلك من أتباع بولس الذى قرر أن ينتهج نهج الكذب هذا فى دعوته. (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7


    نُبذة عن الكتاب المقدس:

    وقبل أن نبدأ فى قضية التثليث أرى أنه من المناسب اعطاء فكرة مبسطة عن الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون (الكتاب المقدس) للقارىء ، الذى يتناول مثل هذه الموضوعات للمرة الأولى، دون الدخول فى تفاصيل الكتب والتراجم التى لن تخدم هذا البحث.

    فالكتاب المقدس هو الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون.
    ويتكون من جزأين: جزأ خاص باليهود ، وهو ما يسمونه بالعهد القديم ، وهو يؤمن به اليهود والمسيحيون.
    ويتكون من 39 سفرًا ، كما يؤمن به المسيحيون البروتستانت (الإنجيليون) واليهود العبرانيون. ويختلف فيه اليهود بين أنفسهم. فاليهود السامرة يؤمنون فيه فقط بخمسة كتب (أسفار) ، وهى الخمس الأولى التى تُنسب لموسى، (كما يدَّعون) مع وجود اختلافات كبيرة بينهم فى التراجم ، بل وفى اتجاه الصلاة، التى يتخذها كل فريق مُخالفًا للآخر. ومنهم طائفة تؤمن زيادة على الأسفار الخمسة أيضًا بسفرى يشوع والقضاة ، وهم فى ذلك مثل اليهود الصدوقيين.

    وقد زيد فى الترجمة السبعينية عددًا من الأسفار ، لا يؤمن بها اليهود أو المسيحيون البروتستانت ، وحجتهم فى ذلك أن بها عقائد وخرافات تُخالف تعاليم الكتاب المقدس قال عنها الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) ص20 إن بها أخطاء عقائدية: (فيبدأ سفر طوبيا قصته بأن طوبيا صاحَب في رحلته ملاكًا اسمه روفائيل، ومعهما كلب) و(إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان (طوبيا 6: 19).

    كما أنها تحتوى على أخطاء تاريخية. فقال إن (نبو بلاسر دمَّر نينوى (طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر)، وقال إن (سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م، وقت شلمنأصر). وقال: (قال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1:18) مع أن والد سنحاريب هو سرجون).

    وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 أن عظام يوسف بن يعقوب «افتُقدت، وبعد موته تنبأت») ولم يعتبر بنو إسرائيل هذه الكتب مُنزلة، وسار الآباء المسيحيون الأولون (ما عدا قليلون منهم) على نهج علماء بنى إسرائيل فى نظرتهم إلى هذه الأسفار .... وقد آمن بها فيما بعد الكاثوليك ، ويؤمن الأرثوذكس ببعضها. وهى التى تُسمَّى الكتب الأبوكريفا أو الخفية ، وعددها سبعة كتب.

    أما بالنسبة للكتاب المقدس الحبشى فتقول عنه دائرة المعارف الكتابية مادة (إثيوبيا ـ 6- الأدب الحبشى):
    ”يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفرًا في العهد القديم ، 35 سفرًا في العهد الجديد فعلاوة على الأسفار القانونية (المعترف بها) ، فإنهم يقبلون [كتاب] راعي هرماس وقوانين المجامع ورسائل أكليمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدراس [عزرا] الأربعة ، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل.“



    وعلى ذلك فإن قائمة الروم الكاثوليك من العهد القديم تضم 46 سفرًا ، وتضم قائمة الأرثوذكس 49 سفرًا، فهم يؤمنون بأسفار عزرا الأول والمكابيين الثالث والرابع. وتضم قائمة الكتاب المقدس الأثيوبى 46 سفرًا ، وتضم قائمة اليهود والبروتستانت 39 سفرًا فقط.
    http://de.wikipedia.org/wiki/Altes_Testament

    وتتفق الطوائف المسيحية على قائمة الكتب التى يقدسونها فيما يُسمَّى بالعهد الجديد، وعددها 27 سفرًا، باستئناء الكنيسة السريانية فهى تؤمن فقط ب 22 سفرًا، فهم لا يؤمنون بقدسية الرسالة الثانية لبطرس ، ولا بالرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ، ولا برسالة يهوذا ، ولا بسفر الرؤيا. أما الكنيسة الإثيوبية فعدد كتبها غير ثابت إلى الآن ، ويصل فى بعض الأحيان من 35 إلى 38 سفرًا.
    http://de.wikipedia.org/wiki/Kanon_des_Neuen_Testaments

    وعلى ذلك فإن الكتاب المقدس كاملاً للمسيحيين الكاثوليك يحتوى على 73 سفرًا، وللأرثوذكس 76 سفرًا، وللبروتستانت 66 سفرًا ، وللأثيوبيين بين 81 و84 سفرًا، ويصل كتاب المسيحيين السريان إلى 68 سفرًا.

    ومن هنا نرى مبدئيًا أن الاختلاف بين الطوائف يشمل الكتاب الذى يقدسونه ويعتمدون على تقديس عقائده ، وتعاليمه. ولو تتبعت بدقة السبب فى ذلك لوجدت أن قرارات المجامع الكنسية هى التى أقرت ما هو مقدس، وما يخرج عن دائرة الوحى. ومن هنا جاء الاختلاف بينهم ، على الأخص أنه ليس بين أيديهم من كل أسفار كتابهم الذى يقدسونه أى سفر كُتب بيد نبى. فليس عندهم أية أصول لأسفارهم هذه. وسوف نتعرض لتحريف الكتاب المقدس بصورة مختصرة فى متن هذا الكتاب للتدليل على أن هذا ليس من المستحيلات ، التى يفهمون أتباعهم إيَّاها. فمن يقتل أنبياء الله ليس ببعيد عليه أن يحرف تعاليمهم أو يحرق أصول كتبهم. ومن يتطاول على الرب ليس ببعيد أن يرفض كتابه أو يحرفه. فما بالكم بمن أهان الرب وقتله؟ فهل أمثال هؤلاء سيقتلون الرب ويُحافظون على كتابه وتعاليمه؟ فلماذا قتلوه إذن؟



    ما هو الثالوث؟ وما مفهوم المسيحية عنه؟

    تعرِّف دائرة المعارف الكاثوليكية تعاليم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية عن الإيمان والثالوث فتقول:
    ”الثالوث هو التعبير المستعمل للدلالة على العقيدة المركزية للدين المسيحي .. وهكذا بكلمات الدستور الأثناسيوسى: الاب هو الله, الابن هو الله, والروح القدس هو الله, مع ذلك ليس هناك ثلاثة آلهة، بل إله واحد وفي هذا الثالوث تكون الأقانيم سرمدية ومتساوية معًا, وتكون كلها على نحو متماثل غير مخلوقة، وقادرة على كل شيء“.



    وفي كتاب "إيماننا المسيحى" الأرثوذكسى تعلن الكنيسة نفسها ”الله ثالوث .. الاب هو الله كليا, الابن هو الله كليا, الروح القدس هو الله كليا“. ويُسمَّى كل من الآب والابن والروح القدس أقنوم أى شخص أو كيان.

    هذا وتؤمن الكنيسة الأرثوذكسية على اختلاف طوائفها بما تؤمن به باقى الكنائس الأخرى. فهى تؤمن بإله واحد مثلث الأقانيم: الأب، الابن، الروح القدس على حسب ما ورد فى قانون الإيمان النيقوى 325م وأُكمل بالقسطنطينى 381م.

    كما تؤمن بربوبية وألوهية الرب والمسيح فى آن واحد على أنهما من جوهر واحد ومشيئة واحدة ، ومتساويين فى الأزلية ، لكن كنيسة أورشليم الأرثوذكسية اليونانية ومن يتبعها تؤمن بأن المسيح له طبيعتان ومشيئتان موافقة لمجمع خلقدونية 451م. وهى بذلك تتفق مع الكاثوليكية والبروتستانتية.

    ويؤمن الأرثوذكس كذلك بالزيادة التي أضيفت على قانون الإيمان النيقوى في مجمع القسطنطينية عام 381م التي تتضمن الإيمان ب”الروح القدس الرب المحيي والمنبثق من الأب وحده، فله طبيعته وجوهره، وهو روح الله وحياة الكون ومصدر الحكمة والبركة فيه“. بينما يؤمن الكاثوليك بما أقره مجمع القسطنطينية الرابع عام 869م من أن الروح القدس منبثق من الأب والابن معًا. ويوافق البروتستانت الكاثوليك في انبثاق الروح القدس من الأب والابن كما يوافقونهم في أن للمسيح طبيعتان ومشيئتان.

    يعتقد الأرثوذكس الأقباط أن الأقانيم الثلاثة ما هي إلا خصائص للذات الإلهية الواحدة، ومتساوية معه فى الجوهر والأزلية، ومنزَّهة عن التأليف والتركيب.
    لكن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية ومن تبعها تعتبر أقنوم الابن أقل من أقنوم الأب في الدرجة، ولذلك فهى عند اليونان مراحل انقلب فيها الرب إلى الإنسان.

    بينما يعتقد الكاثوليك أن الأقانيم لا تتساوى فى الأهمية: فأقنوم الابن أقل من أقنوم الأب فى الدرجة، وأن الأقانيم ما هى إلا مراحل انقلب فيها الرب إلى الإنسان، ولذا فهى ذوات متميزة يساوى فيها المسيح الأب حسب لاهوته ، وهو دونه حسب ناسوته، كما ينص على ذلك قانون الإيمان الأثناسيوسي.

    هذا ويُجمع المسيحيون على أن الرب ليس وحده ولكن يشترك معه فى الألوهية الابن والروح القدس، ويتميز كل منهما عن الآخر بوظائف وأعمال محددة ، لا يقوم أحد منهم بعمل الآخر ، وسنرى هذا فى اعترافاتهم أنفسهم. فهو إذن ثالث ثلاثة. ولكنهم على الرغم من ذلك ليسوا بثلاثة آلهة، بل إله واحد.

    ومعنى ذلك أنهم يحاولون الجمع بين الضدين ، حيث إن التثليث الحقيقى هو تعدُّد حقيقى ، ويوجب الكثرة الحقيقية. ولو ثبت هذا للزمهم نفى الوحدانية. ولكنهم يحاولون الجمع بين الضدين ، ليجمع كتابهم المقدس بين كون من يؤلهونه نشأ على التوحيد، المتعارف عليه بين اليهود، والمدرج فى جزء من كتابهم الذى يقدسونه، وهو العهد القديم، والذى كان يعلمه يسوع أتباعه من اليهود فى المعبد اليهودى، وبين العقيدة الجديدة التى أتى بها عهدهم الجديد بعد رفعه إلى السماء ، واختلاف الناس من بعده شيعًا ، وتآمر اليهود على عيسى صلى الله عليْهِ وسلّم وأتباعه وتعاليمه.

    ونعرف من تاريخ تكوُّن العقيدة المسيحية أن أفكار هذا القانون لم تَسُد لمنطقيتها، أو لأن الناس قد تقبلوها عن فهم واقتناع، ولكنها سادت بسلطة الدولة، وبقوة الإمبراطور، الذي أُعْجِب بهذه الأفكار لاقترابها من أفكار الوثنية، التى كانت ملته ، وعقيدته وقتئذ، ولأنها يُمكنها أن تجمع بين شتات المتعارضين والمتصارعين بشأن تعريفهم ليسوع. فمن يوحِّد الله ، ويؤمن بأنه ليس بمركَّب ، ولا بمُجزَّأ ، فها هو القانون بقول بأن الله واحد ، ومن يؤمن بأن الرب ثالث ثلاثة ، فها هم الثلاثة يشملهم الرب. وكل يفهم هذا القانون تبعًا لهواه. لذلك اختلفوا فيما بعد ، على الأخص عندما ابتعدت عصا السلطان عنهم، وطبع الكتاب المقدس ، وأصبح فى متناول الناس أن يقارنوا بين نصوصه وقانون الإيمان هذا.

    وليست هذه هى المرة الأولى التى يتآمر فيها اليهود على الله أو كتابه أو رسله، فهل تعتقد أنه يصعب على من قتل الإله وبعضًا من أنبيائه أن يحرف كتبه أو يخفى بعضًا منها أو كلها أو يغير تعاليم هذا الإله؟ فلماذا قتلوا الأنبياء إذن إن كانوا حريصين على إرضاء الرب وعدم تغيير كتابه وتعاليمه؟

    فلو فكرت عزيزى المسيحى: لماذا قتل اليهود الأنبياء وحاربوهم؟ لوجدت أنهم فعلوا ذلك بسبب تعاليمهم التى لم ترق لليهود. فكتاب الله وتعاليمه كانا إذن السبب فى نفور اليهود، وتحديهم لله وقتلهم لأنبيائه. فإذا كانوا قد تجرأوا على الله وقتلوا أنبياءه بسبب تعاليمهم ، فهل سيتركون كتاب الله بدون تحريف؟

    فلنقرأ اعتراف الكتاب بتآمر رؤساء اليهود على الرب فى المزامير: (1لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟ 2قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعاً عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ) مزامير 2: 2 ، وقوله: (5لأَنَّهُمْ تَآمَرُوا بِالْقَلْبِ مَعاً. عَلَيْكَ تَعَاهَدُوا عَهْداً.) مزامير 83: 5
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 4 نوف, 2020, 08:30 م.

    تعليق

    • abubakr_3
      مشرف عام

      • 15 يون, 2006
      • 849
      • مسلم

      #3
      هذا ويعتبر التثليث أهم عقيدة فى عقائد المسيحية ، فالتثليث يؤدى عندهم أيضًا إلى الإيمان بتجسد الأقنوم الثانى، ليُصلب فداءًا عن البشرية جمعاء، وتكفيرًا لخطيئة أكل حواء من الشجرة المحرمة. وهو أيضًا محور قانون إيمانهم، الذى تقرر فى القرن الرابع الميلادى فى مجمع نيقية العالمى سنة 325م ، عندما قرر تأليه يسوع مع الله ، واكتمل هذا القانون فى مجمع القسطنطينية سنة 381 ، حيث قرروا ألوهية الروح القدس. ولا يعتبر المرء مسيحيًا إلا إذا آمن بها ومارس الشعائر والطقوس المقترنة بالألفاظ والمصطلحات الدالة عليها. مع الأخذ فى الاعتبار أن كلمة الثالوث أو التثليث أو أقنوم أو اتحاد الأقانيم فى الرب لا وجود لها فى الكتاب الذى يقدسونه بعهديه القديم والجديد ، وأن أول من استعمل كلمة التثليث (ترياس) اليونانية هو ثيوفيلوس أسقف أنطاكية فى القرن الثانى، ثم كان ترتليانوس (نهاية القرن الثانى وبداية القرن الثالث) (أول من صـاغَ كلمة ثالوث (Trinity) وأدخَل كلمة أقنوم (Persona)، وأوضح بعض المفاهيم الثالوثية والكريستولوجية.) راجع موقع الموسوعة العربية المسيحية:
      http://www.christusrex.org/www1/ofm/...ertulliano.htm


      أما قبل ترتليان فليس هناك أى ذكر للتثليث إلا فى العقائد الوثنية فى مصر القديمة والصين والهند واليونان وغيرهم. مع الأخذ فى الاعتبار أن ترتليان لم يكن يعرف الثالوث الذى تؤمن به الكنائس اليوم. وقد خالفه الكثير من آباء الكنيسة ، إلا أن التثليث وعقيدة تأليه يسوع هى التى انتصرت فى النهاية بسحق الإمبراطور الوثنى قسطنطين للمخالفين لهذه العقيدة وفرضها على رعاياه. ويكفى أن نستشف هذا من موافقة 318 عضوًا من الأعضاء الذين حضروا مجمع نيقية وعددهم 2048 على تأليه يسوع، أى حوالى 15% فقط من مجموع الحاضرين هم من وقعوا بالموافقة على قرارات المجمع ، وقد وقَّعَ البعض منهم أيضًا كارهين.

      وأخرجوا الموحدين من مجامعهم واضطهدوهم اضطهادًا عظيمًا ، فمنهم من قُتل ومنهم من طُرد ومنهم من لُعن،مثل آريوس ويوسابيوس أسقف قيسارية ومكدونيوس أسقف القسطنطينية، ومازالت الكنيسة تسميهم الهراطقة.

      وهذا ما تنبأ به عيسى عندما قال: (1«قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ لاَ تَعْثُرُوا. 2سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ. 3وَسَيَفْعَلُونَ هَذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي.) يوحنا 16: 1-3

      حقًا يا نبى الله تنبأت! وصدقًا يا حبيب الله أخبرت وعلَّمت! أليس هذا تنبوء من يسوع نفسه لتلاميذه ولأهل الإيمان أن أهل الضلال سيغلبونهم ، ويطردونهم ، وأن قوة الشر الكافرة ستتغلب على أهل العلم وقوة الخير، وسيطردونهم من المجامع، وتكون الغلبة لدينهم الضال وفهمهم المضل عن الله ويسوع؟ ولاحظ أنه حدَّد السبب قائلاً: (لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي). إذن سيأتى الضلال من فهمهم لطبيعة الله ورسوله. وقال هذا قياسًا على معرفته السابقة لليهود، وما كان يدور فى المدينة أثناء حياته ، وما أخبره الله به أنه سيحدث، وبما سيدعونه عن الله!!


      وقد اتفق كل العلماء تقريبًا على أن نظرية التثليث هذه قد استُخدِمَت فى القرن الرابع بعد الميلاد، وذلك بعد أن عقدت الكنيسة عدة مجامع تشكيل على أثرها هذه العقيدة. ففى عام 325م عقدت الكنيسة مجمع نيقية ، وقررت فيه تأليه يسوع ، ولم تبت فى شأن الروح القدس. وفى 381م عقدت مجمع القسطنطينية وقررت فيه تأليه الروح القدس.


      ويعترف العلماء كذلك ، بأن هذه العقيدة لم تكن معروفة فى العصور المبكرة للمسيحية، ولم ينادِ بها التلاميذ (الحواريون) ، بل لم يعرفوها إلا عن طريق البلاد الوثنية المجاورة.

      وقد لعب القيصر قسطنطين دورًا هامًا فى تثبيت هذا التثليث. ففى عام 300م ظهرت آراء كثيرة مختلفة ومتضاربة حول شخص يسوع وعلاقته بالرب. ومن أظهر هذه الخلافات فى هذا الشأن الخلاف الذى قام بين الأسقف اسكندر السكندرى فى مصر ورجل الاكليروس آريوس. فقد كان الأول يُعلِّم أتباعه أن يسوع هذا إله ، مساوٍ للرب الواحد. إلا أن آريوس كان يتبنى العقيدة التى تنادى بأن عيسى عليه السلام ما كان إلا بشرًا سويًا ، أرسله الله تعالى لبنى إسرائيل ، ولا يُمكن أن يكون إلهًا أو حتى مساويًا لله ، مستشهدًا على ذلك بقول الكتاب: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 ، وبناءًا على أقواله هذه تم عزله فى المجمع الذى عقد فى عام 321م فى الأسكندرية وحُرم. فكان هذا مطابقًا لنبوءة يسوع القائلة: (1«قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ لاَ تَعْثُرُوا. 2سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ. 3وَسَيَفْعَلُونَ هَذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي.) يوحنا 16: 1-3

      وتبع آريوس الكثير من شعب الإسكندرية وأهل الصعيد ، وكذلك من الأساقفة ذوى النفوذ القوى منهم يوسابيوس القيصرى الفلسطينى، ويوسابيوس أسقف نيقوميدية ، فقد كانا يؤمنان أيضًا أن يسوع لم يكن إلهًا.

      وقد لعب القيصر الوثنى الرومانى قسطنطين دورًا فى غاية الأهمية فى توطيد هذه العقيدة، واستخدم نفوذه السياسى، وضغط على الأساقفة، لكى يقبلوا وجهة نظره العقائدية ، التى وافق عليها فى الأساس 318 أسقفًا فقط من إجمالى 2024 أسقفًا.
      فكان موقف الأساقفة الرافضين تأليه يسوع ، وتغيير عقائد بنى إسرائيل أفضل من موقف التلاميذ الذين تخلوا عن معلمهم فى أشد منحة ممكن أن يتعرض لها هذا الإله: (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56

      بل وتنكروا له ، بل أقسم بطرس ، ذلك التلميذ الذى أوتى مفاتيح السماوات والأرض ، فجعله كل ما يربطه على الأرض يكون مربوطا فى السماء ، وكل ما يحله على الأرض يكون محلولاً فى السماء (متى 16: 17-19). أقول أقسم بطرس أنه لا يعرف معلمه بعد أن أنكره مرتين: (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ. 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ! 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ! 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ! 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ! 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ! وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ) متى 26: 69-74


      وعلى الرغم من أن بنى إسرائيل عبدوا الأوثان فى بعض الأوقات ، إلا أنهم فى الحقيقة لم يعرفوا التثليث هذا ، ولم يكن عندهم إلا إلهٌ واحدٌ غير منقسم إلى أب وابن وروح قدس، وغير مُجمَّع من أب وابن وروح قدس. كما كانت عقيدة بنى إسرائيل هذه هى نفس العقيدة التى كان المسيحيون الأول يدينون بها ، وهى نفس التعاليم التى كان يعلمها عيسى عليه السلام لقومه فى الهيكل. أم تعتقد عزيزى المسيحى أن يسوع كان يُعلِّم الناس التثليث ورشم الصليب داخل معبد اليهود؟


      المذيعة:لماذا تعقيد المسيحية لتعبير الثالوث؟ لماذا لا تقول إن الله واحد وانتهى الأمر؟ فى الحقيقة السؤال هذا يشغل فكر ناس كثيرة جداً، فاتفضل قدسك ..!


      وأحب أن أعقب قبل رد القمص زكريا بطرس على أقوال المذيعة فيبى عبد المسيح: فهى أولاً تعترف وبحق أن عملية التثليث التى يؤمنون بها لهي من أعقد ما يكون، وسنرى فى المناظرة معه (حول خرافة التثليث) أن زكريا بطرس يحاول فى الحلقة الأولى تيسير الأمر ، ويدعى أنها ليست معقدة ، على الرغم من اعتراف علمائه وأساتذته وزملائه أنها من أعقد ما يكون ، وغير قابلة للفهم. وسوف أذكر بعضًا من آرائهم، وأترك الباقى والتعليق عليه للمناظرة الكبرى حول خرافة التثليث.

      ولو كان زكريا بطرس يؤمن فعلاً بأن الثلاثة آلهة هم إله واحد ، لقال كما تقترح المذيعة «باسم الله الواحد الأحد ، لكنه يؤمن أنهم ثلاثة آلهة ، ثم ذرًا للرماد فى العين يقول إن الثلاثة واحد ، ولا يستطيع أن يثبت ذلك لا بالنقل ولا بالعقل. ولا يستطيع أكبر آبائهم إثباته. فهو مُحال عقلاً ونقلاً. والدليل على أنهم ثلاثة هو قولهم «الثالوث و«التثليث، وهذه الكلمات لا تعنى المفرد مطلقًا فى أى لغة من لغات البشر.

      كما أنهم يؤمنون أن كل فرد من الثالوث إله على حدة ، أزلى ، وكلى القدرة. لكن تنتهى حسبتهم فى النهاية بأن هؤلاء الثلاثة آلهة إله واحد ، هكذا ليًّا للحقيقة والواقع والعلم.

      وفى هذا يقول قانون إيمانهم النيقاوى: (إله من إله، نور من نور. إله حق من إله حق.) وقول القانون الأثناسيوسى: (الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله.) ثم يُجزم بعد أن عددهم ثلاثة أنهم ليسوا بثلاثة، بل هم واحد! (ولكن ليسوا ثلاثة آلهة، بل إله واحد.) فكيف ذلك؟ وقوله (وهكذا الآب رب، والابن رب، والروح القدس رب.) ، ثم يُصرُّ بعد أن عددهم ثلاثة على أنهم ليسوا بثلاثة، بل هم واحد! (ولكن ليسوا ثلاثة أرباب بل رب واحدٌ.)

      النقطة الثانية هى قول المذيعة له (اتفضل قدسك) فأريد أن أعلم من الذى قدسه؟ فلن أتكلم عن استجهاله لمستمعيه ، ولا عن كذبه ، فهذا سيأتى فى وقته. ولكن كلمة قالتها المذيعة ، ويرددها من يتبعه دون أن يعلموا معناها. معنى أنه مقدس أنه أفضل من أنبياء الله كلهم ، فهذا هو نبى الله إبراهيم قد ادعى عليه الكتاب الذى تؤمنون بقداسته أنه أسلم زوجته سارة لفرعون ليعبث بجسدها ، وحافظًا على حياته ، ولينال ثمن هذه الدياثة أبقار وأغنام.

      (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ. 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16

      فلماذا لا تطلقون على القمص الصادق زكريا بطرس أبى الأنبياء بدلاً من إبراهيم الديوث الكذَّاب فى كتابكم؟ فقد نُسب ليسوع القول إن إبراهيم لم يكلِّم الناس بالحق الذى سمعه من الله: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ) يوحنا 8: 40

      ولم يقف الأمر على إبراهيم
      فإن لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)،
      وإن رأوبين زنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22؛ 49: 3-4) ،
      وإن يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)،
      وإن موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)،
      وإن داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11) ،
      ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)،
      وإنه كان ينام فى حضن امرأة شابة فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)،
      ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7) ، الذى يحتفظ الكتاب الذى تقدسونه بثلاثة أسفار لهذا النبى الكافر.

      ولم يسأل أحدكم كيف هذا، ولماذا، وما حكمة الرب أن ينتقى نبيًا يعلم بعلمه الأزلى أنه سيكفر ويُضلِّل البشرية، ثم ينتقم الرب من الكافرين ويرميهم فى بحيرة الكبريت (جهنم)، وهو المتسبب الرئيسى فى ضلالهم، ثم تقولون عنه إنه إله المحبة!


      نخلص من هذا أنه لا يوجد نبى قديس أو قدوس أو حتى محترم فى هذا الكتاب، غير نبى الله المعمدان، الذى قال عنه الرب إنه سيكون قدوس من بطن أمه، ومسكر وخمر لا يشرب (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15

      وقال يسوع عن هذا النبى القدوس ما يُخالف قول الرب وسمَّى كل من جاء قبله لصًا: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8

      ومن عجيب القول أنك تقرأ أن يسوع الذى يؤلهه زكريا بطرس كانت أول معجزاته هى تحويل الماء الطيب لخمر معتَّق. فما الحكمة من ذلك؟

      (1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ. 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ. 5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ. 6وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثلاَثَةً. 7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً. فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ. فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ. 11هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ.) يوحنا 2: 1-11


      فما الحكمة أن يكون يوحنا المعمدان قدوس ولا يشرب الخمر، ويسوع يصنع لهم الخمر. وإذا كان شارب الخمر غير قدوس ، وهو يشرب ويضر نفسه فى المقام الأول ، فما بالك بمن يصنعها ليضر غيره من البشر؟ (6أَعْطُوا مُسْكِراً لِهَالِكٍ وَخَمْراً لِمُرِّي النَّفْسِ. 7يَشْرَبُ وَيَنْسَى فَقْرَهُ وَلاَ يَذْكُرُ تَعَبَهُ بَعْدُ) الأمثال 31: 6-7


      وكان يسوع نفسه شريب خمر: (34جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فَتَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ.) لوقا 7: 34


      وقال بولس: (23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23


      وصوَّر الكتاب الذى يقدسه القمص أن الرب نفسه كان يقف ويوزِّع الخمر على شاربيها: (8لأَنَّ فِي يَدِ الرَّبِّ كَأْساً وَخَمْرُهَا مُخْتَمِرَةٌ. مَلآنَةٌ شَرَاباً مَمْزُوجاً. وَهُوَ يَسْكُبُ مِنْهَا. لَكِنْ عَكَرُهَا يَمَصُّهُ يَشْرَبُهُ كُلُّ أَشْرَارِ الأَرْضِ.) مزمور 75: 8


      بل شرب الرب نفسه الخمر حتى الثمالة: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65


      ويسوع نفسه الذى يؤمن بألوهيته زكريا بطرس مشاركة مع الأب والروح القدس لم يكن قدوسًا: فقد كان يشرب الخمر كما ذكرت النصوص أعلاه ، وكان يهرب من اليهود، وقبضوا عليه وأهانوه واستهزأوا به ، وبصقوا فى وجهه ، وعرُّوه وألبسوه ثيابًا أخرى للإستهزاء به ، ثم انتزعوا منه حياته. (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ! 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31 ، فأين قداسته؟ إن الذين ينادون بقداسة يسوع لا يعرفون ما معنى القداسة.


      بل لم يكن قدوسًا ذلك الرب يسوع الذى كان اسمه يهوه فى العهد الجديد (كما يؤمن المسيحيون)، فقد ضربه أحد عبيده، وأجبره على أن يباركه ويعطيه النبوة على بنى إسرائيل: (24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ. فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي. 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: «يَعْقُوبُ. 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ. 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ. فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟ وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي.) تكوين 32: 24-30


      والعجيب أنهم يؤمنون أن هذا الإله لم يعبأ به البشر ، فقرر إرسال ابنه ، لعلهم يهابوه: (لوقا 20: 9-13)، أى لم يكن قدوسًا فى عيون عبيده.


      أليس يسوع الذى تؤلهه رفض أن يطلق عليه أحد صالح ، وأطلق الصلاح التام لله رب العالمين؟ وما هى القداسة إلا جزء من الصلاح التام ؟ (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟ 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا.) متى 19: 16-17


      فكيف وبأى حق يكون زكريا بطرس قدوسًا؟ هل من الممكن أن يكون أقدس من الرب؟ هل من الممكن أن يكون أى إنسان أقدس أو أشرف من نبى؟ لا. فهذا يستحيل. لكن من الممكن أن يحظى نبى بمرتبة أعلى من نبى آخر.


      ************************


      [ويبدأ القمص زكريا بطرس الحوار فيقول:]

      هذا تساؤل نواجه به كثيراً فى كل مكان لأنها قضية غريبة على الفكر الإسلامى: كيف يكون الله واحد وكيف يكون ثالوث؟ وما معنى الثالوث؟
      نحن نحب أحباءنا المسلمين جداً كمحبتنا للإنسان المسيحى تماماً، لذا فنحن نحاول أن نوضح ما هو إيماننا وعقيدتنا ، حتى يدرك الأخ المسلم أننا لسنا مشركين ولا كفرة.


      فى الحقيقة فهذا جهل من القمص زكريا بطرس أو تجهيل للقارىء ، ويبدو أن شخص ما أفهمه أو أوهمه أن القرآن لم يتعرض لهذه القضية ، وهى من أهم قضايا توحيد الله وتنزيهه عن الشرك سواء بالولد أو الزوجة. فالتثليث قرين الشرك والوثنية ، فكيف تكون قضية التثليث أو الشرك غريبة على الفكر الإسلامى، وهو قد جاء ليحارب الوثنية ويقضى عليها؟ فقد عالجها القرآن، وكفَّر القائلين بالتثليث، سواء كانوا مسيحيين أو بوذيين أو هندوس أو أى ملة أخرى.


      فقد قال الله تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(73) المائدة


      وقال: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا} (172) النساء


      {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (116) المائدة


      ولكى نعلم أن القمص زكريا بطرس ليس له معيار واحد عادل يُحكِّمه فى القضايا المختلفة ، على الرغم من أن ثبات المعيار من أهم دلائل الصدق مع النفس ومع الآخرين. فهو يؤمن بأن الرب يتكون من ثلاثة أقانيم ، ولا توجد كلمة أقنوم هذه فى الكتاب الذى يؤمن بقدسيته. ولا يوجد نص على لسان يسوع يُخبر فيه أنه متحد مع الأب والروح القدس ، وكل منهم إله ورب أزلى وكلى الوجود كما يؤمن. إلا أنه يُكيِّف الموقف أو الآية أو القانون أو المثل الشعبى أو حتى صفة الرب وصورته ليتفق أى شىء مع عقيدته ، وليتمكن من إقبات ثالوثه وتجسُّد إلهه ، ولا مانع عنده من تكتم بعض الآيات الدالة على نفى تجسُّد الإله ، أو تُثبت عبودية يسوع لله.


      وقد تكون هذه صفة فى الكثيرين من المسيحيين غير الباحثين عن الحق أو الذين تصيبهم صدمة من وجود نصوص تُخالف ما يؤمنون ، ور يعرفون ما يفعلون حيال ذلك. حتى خرج علينا أحد المسيحيين يُشبِّه الثالوث بالحذاء: فالرب عنده يتكون من ثلاثة أقانيم ، وهم واحد فى النهاية ، مثل الحذاء يتكوَّن من نعل ووجه ورباط ، لكنه فى النهاية حذاء واحد.


      وليثبت القمص زكريا بطرس كيف كان يسوع على الأرض ويناجى ربه فى السماء ، قال بأن الرب موجود فى كل مكان ، ولم يستثنى دورة المياه أو الأمعاء الغليظة. وعلى النت تسجيل صوتى له بهذا.


      أما قول يسوع عند يوحنا إنه والرب واحد ، فهم واحد فى الرسالة ، وعلى هذا أدلة كثيرة نطق بها يسوع: (وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 14: 24


      ويقول أيضًا: (لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ.) يوحنا 12: 49-50

      أما قوله من رآنى فقد رأى الآب ، فقوله هذا يدل على تفاهة السؤال الموجَّه من السائل الذى طلب أن يرى الله ، وتحقير لطلبه ، لأنه كان قد أعلمهم أن الله لم يره أحد ، ولا يمكن لأحد أن يراه ، ويكفيك أيها السائل أن تعلم رسالته إليك ، وتقتدى برسوله إليك. (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18 ،

      وقال موسى عليه السلام لقومه: (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. … .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 16لِئَلا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ مِثَالٍ مَا شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى.) تثنية 4: 12 ، 15

      وعندما طلب موسى من الله أن يراه: (20وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ) خروج 33: 20

      ويؤكد سفر إشعياء قائلاً: (حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل) إشعياء 45: 15


      فلا يوجد نص على لسان يسوع يقول فيه إنه هو الله، ويأمر الناس بعبادته، وكل ما هناك هو فهم خاص لآبائهم، اختلفوا فيه، ثم أُقرَّ فى مجمع نيقية بالحديد والنار، ومُنع الناس من تداول أفكار أو آراء آريوس ومن يؤيده. أن يسوع رسول من عند الله ، وعرفه العامة الخاصة بهذه الصفة:

      تعليق

      • abubakr_3
        مشرف عام

        • 15 يون, 2006
        • 849
        • مسلم

        #4
        (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.) يوحنا 8: 29

        (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. 45وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 12: 44-45

        (20اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 13: 20

        (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 14: 24

        (5وَأَمَّا الآنَ فَأَنَا مَاضٍ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي) يوحنا 16: 5

        (7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 7-8

        (23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.) يوحنا 17: 23


        بل وقف شاخصًا بصره إلى السماء مخاطبًا الله تعالى ، طالبًا منه أن يُجرى معجزة إحياء الميت لعازر فقط ليؤمن الحضور أنه رسول من عند الله: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي) يوحنا 11: 41-42

        وأرشدهم إلى مفتاح الجنة، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وأنه رسول الله: (اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24

        ولا يُمكن أن يتساوى الرسول مع راسله ، فالراسل أعظم من الرسول: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16،

        يؤكد ذلك اعتراف يسوع أن الله أعظم منه، قائلاً: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28

        فكيف يكون يسوع إلهًا؟ وكيف يتساوى مع الله؟
        ويؤمن بأن الرب نزل وتجسَّد فى صورة إنسان على الرغم من تأكيد الرب أنه ليس بإنسان ، وأنه إله كل ذى جسد: (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟) إرمياء 32: 17

        والله ليس بإنسان: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ، هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفى؟) عدد 23: 19

        (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9

        وذلك على الرغم من قول يسوع إنه إنسان وابن إنسان: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ) يوحنا 8: 40

        ولا أعرف كيف جعل القمص إلهه إنسانًا على الرغم من أن الإنسان مُهان فى الكتاب الذى يقدسه القمص:

        فالإنسان رمة ودود: (فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ) أيوب 25: 6 فكيف قبل القمص أن يُهين إلهه؟

        والإنسان يولد كجحش الفر: (وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12 فكيف قبل على إلهه أن يُشبَّه بجحش الفرا؟

        وليس هناك مزية لبنى البشر على البهيمة: (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20

        انظروا أتباع زكريا بطرس الكرام كيف أنزل القمص وكتابه إلهه لهذه المرتبة الحقيرة، التى لو وصفك أنت بها أحد من البشر لتصارعت معه ردًّا لكرامتك!


        كما يؤمن بالخطيئة الأزلية ، ولم يذكر يسوع لا الخطيئة الأزلية ، ولا آدم ، ولا حواء، ولا توجد نصوص قالها يسوع عن ذلك ، وكل ما هناك نصوص من أقوال بولس تعارض كلام الرب فى كتابه: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16

        (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا.20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23

        (اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟) العدد 16 : 22

        بل يؤمن بـ ”يسوع“ والنصوص اليونانية لا تتحدث عن يسوع بل عن عيسى عليْهِ السلام فقد ذُكِرَ فى النصوص اليونانية تحت اسم: (عيسوس) (عيسون) و(عيسوى) ، وعند حذف النهايات الإعرابية ، يكون اسمه (عيسو) ، وبما أن اللغة الأرامية تميل للفتح بدلاً من الضم الشائع فى العبرانية ، أى إلوه فى العبرانية ، تكون إله فى العربية والأرامية ، فيكون اسم (عيسو) هو عيسى.

        ويؤمن بيهوه ودائرة المعارف الكتابية تؤكد أن اسم الله فُقِدَ ، ومن ثم فُقِدَت معانيه ، فاخترعوا له هذا الاسم:
        تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): ”ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته ، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها).

        واستمر الحال على هذا المنوال حتى جاء عيسى عليْهِ السلام ، ونطق باسم الله تعالى، والدليل على ذلك قوله: (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6 ، 26

        والإظهار لا يتم إلا من بعد الإخفاء. والتعريف بالشىء يكون من بعد جهله.


        فأين هو اسم الإله الذى تؤمن به عزيزى القمص؟

        أرجو أن يجد جنابة القمص إجابة، وألا يلتزم الصمت حيال هذه القضية كالمعتاد أو يتناول الموضوع بالهجوم الشخصى علىّ!!


        * * *


        أما عن ادعائه أنه يحب المسلمين كمحبته للمسيحيين فهذا مخالف لكلام يسوع نفسه الذى يعتبر من ليس معه فهو ضده ، ومن لم يتخذه إلهًا فهو عدوه ، ويجب ذبحه أمامه. فقال: (مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ)متى 12: 30، والذى قال: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي.) لوقا 19: 27


        فهو بذلك إما كذَّاب ، وإمَّا مُخالف لدينه ولا يستحق هذا المنصب الدينى ولا أن تناديه فيبى عبد المسيح بلقب (قدسك).

        وأحب هنا أن أنوِّه إلى أن الكذب والممالقة والنفاق هو الطريق الأول لكثير من المنصرين إذا دعت الضرورة لذلك ، وقدوتهم فى ذلك الكذَّاب الأكبر بولس. وأنا هنا لست أسبَّه ، بل أقول ما قاله هو عن نفسه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7


        وكذب على عبَّاد الأوثان فى أثينا وأوهمهم أن الإله الذى ينادى به هو ذلك الصنم الذى يعبدونه: (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ. فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) أعمال 17: 23


        واعترف هو بمنهجه غير السوى فى الدعوة لدينه الجديد: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23


        بل أقر أنه عمل أشياء ضد يسوع واسمه: (8لِمَاذَا يُعَدُّ عِنْدَكُمْ أَمْراً لاَ يُصَدَّقُ إِنْ أَقَامَ اللهُ أَمْوَاتاً؟ 9فَأَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً مُضَادَّةً لاِسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ.) أعمال الرسل 26: 8-9

        فهل كان هذا هو نفس الطريق الذى سار عليه يسوع فى دعوته؟

        لا. فعيسى عليْهِ السلام لم يهادن اليهود ، ولم ينافقهم كما فعل بولس:

        فقد قام بشتم معلمى الشريعة قائلاً لهم: (يا أولاد الأفاعي) متى 3: 7

        وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم: (أيها الجُهَّال العُمْيَان) متى 23: 17

        بل شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين: (يا شيطان) متى 16: 23

        وشتم آخرين منهم بقوله: (أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان!) لوقا24: 25

        بل إن المسيح شتم الذى استضافه في بيته ليتناول طعام الغداء عنده: (37وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. 38وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. 39فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. 40يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ 41بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيّاً لَكُمْ. 42وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 43وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ. 44وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!) لوقا 11: 37-43

        وقال لهيرودس: (قولوا لهذا الثعلب) لوقا 13: 32

        بل أمر بإحضار مخالفيه وذبحهم أمامه: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي.) لوقا 19: 27


        * * *

        أما قولك
        (لذا فنحن نحاول أن نوضح ما هو إيماننا وعقيدتنا ، حتى يدرك الأخ المسلم أننا لسنا مشركين ولا كفرة.)


        فأقول لك إن الكافر هو من يكفر بالله ، أو يؤمن بإله آخر غير الله. أما المشرك هو من يُشرك إلهًا آخرًا مع الله. وأنت تؤمن بإله له صفات غريبة وحقيرة فى بعض الأحيان:

        فهو يشرب الخمر حتى الثمالة ، وينام ، ويندم ، ويأمر بالسب والسرقة، وينتقى أنبياءه لصوص وسراق (يوحنا 10: 8) وزناة وكفَّار. وهذا ليس بالله رب العالمين. فأنت إذن كافر.


        أما بالنسبة للإشراك فأنت أشركت مع الله ابنًا والروح القدس ، ونسبت لله العجز أن يقوم بما يقوم به الروح القدس أو الابن ، الأمر الذى ألجأه للإشتراك فى هذا الجمع من الآلهة. وهذا معنى تمايز الأقانيم الذة تؤمن به. وعلى ذلك فأنت مشرك. ولو أنك فى عقيدتى من أهل الكتاب ، ويأمرنى دينى أن أحسن معاملتك، طالما أنت تحسن معاملتى ، وأن يكون بيننا حُسن الجوار ، ولكم ما لنا لكم وعليكم ما علينا بشرع الله، وأن نجالسكم ونأكل من طعامكم ، وتأكلون من طعامنا. ولم يأمرنا بقتل من لم يقبل دعوتنا ، كما قال الرب عندك: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي.) لوقا 19: 27

        * * *

        إذن كيف يكون إيماننا بالله واحد أى بالوحدانية؟ وما معنى الثالوث؟ أنا أجاوب على هذه القضية من سؤالك .. فالثالوث ليس شئ معقد على الإطلاق ..

        فإذا كان هذا ما يدعيه القمص زكريا بطرس ، فسأتركك أنت عزيزى القارىء تعرف مدى جهل هذا القمص أو كذبه أو خداعه فى كلامه هذا:

        يقول زكى شنودة عن التثليث فى تاريخ الأقباط 1/237: ”وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشرى ، الذى لا يفهم إلا أن الطبيعة الواحدة إنما تتضمَّن أقنومًا واحدًا، أى ذاتًا واحدة. وأن تعدد الأقانيم أو الذات إنما يستوجب تعدد الطبائع“. (نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)

        ويقول أيضًا عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.

        ويقول قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (ط1963، ص1015): ”إن التثليث غير قابل للاثباتَ بالمنطقِ أَو بالبراهينِ الدينيَّةِ ، وكان أول من استعمله هو ثيوفيلوس الأنطاكى عام 180م وهو غير موجود في الكتاب المقدّسِ“.

        ويقول القس دى جروت فى كتابه «التعاليم الكاثوليكية: ”إن الثالوث الأقدس هو لغز بمعنى الكلمة، والعقل لا يستطيع أن يهضم وجود إله مثلث، ولكن هذا ما علمنا إياه الوحى“. ويبقى عليه إثبات أن هذا من الوحى!!

        ويقول القس توفيق جيد فى كتابه (سر الأزل): ”إن الثالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كله فى كفِّه“. (المرجع السابق نفس الصفحة)


        ويقول باسيليوس إسحاق فى كتابه (الحق): ”أجل إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا ، ولكن عدم إدراكه لا يبطله“. (المرجع السابق نفس الصفحة)

        يقول القس منسى يوحنا فى كتابه المذكور ص97: ”هو حقيقة أعلنها الله فى كلمته، وهى تفوق العقل، ولذلك ينبغى أن نصدقها وإن كنا لا ندركها“.

        ويقول منسى حنا ص106 من كتابه (شمس البر): (ثم إذا نظرنا إلى طبيعة الحقائق الدينية وجدناها على نوعين: منها ما يتناوله العقل كوجود الله وخلود النفس وحقيقة الدين ووحدانيته، ومنها ما ليس له أن يتناوله كالتجسد الإلهى والفداء والتثليث وقيامة الأموات).


        وهناك الكثير والكثير من آراء علمائهم ، ولكننى سأكتفى بهذا القدر. وعليكم أن تسألوا القمص زكريا بطرس: كيف يكون سهلاً ومفهومًا ، وهو سر (أى شىء غامض لا يُمكن فهمه ، وإلا لما أطلقوا عليه سرًا) من أسرار الكنيسة؟

        * * *


        يواصل القمص إجابته قائلاً:

        هنا يأتى السؤال: لماذا إذن لا نكتفى بالقول بأن الله واحد ولا داعى لموضوع الثالوث هذا الذى قد يصعب فهمه على البعض؟ أحب أن أضرب المثل التالى لنوضح الهدف من هذا الموضوع حتى نعرف لماذا أصر الكتاب المقدس عليه.
        عندما يكون الإنسان طفلاً صغيراً حوالى أربع سنوات ونريد أن نشرح له حقيقة معينة .. فإدراك الطفل الصغير لا يزال بسيطاً فنحاول أن نُبَسِط له العملية .. فمثلاً إذا أردت أن أقول للطفل الصغير أنى أحبه كثيراً ، فلا يمكن أن أقول له باللغة العربية الفصحى {إنى أحبك كثيراً} .. بالطبع لن يفهم شيئاً لكن الطفل الصغير ممكن أقول له أنا بحبك {آ آ آ د كده} الولد يفهمها ، وبالتالى هو يعبر ويقول وأنا بحبك آآد الأوضة (الحجرة) ، وبالتالى تكون لغة الحوار مع هذا الطفل على مستواه لأننا بسطنا له الحقيقة .. لكن عندما ينضج الإنسان ويكتمل عقله ويصبح من خريجى الجامعات، فلا نستطيع أن نقول له بنفس المستوى الذى للطفل، وإلا كان الأمر استخفافاً بعقليته .. لذا فهو يريد أن يعرف دافع الحب وأهداف الحب وأسلوب الحب .. وطبعاً هذا ليس تعقيداً للموضوع بل هو فحص فى جوهر الشىء ومضمونه ... هكذا الأمر تماماً مع الله فى الأمور الخاصة به ... فحين كانت البشرية فى مرحلة الطفولة الفكرية كانت الأمور بسيطة – الله مالئ الكون وكفى ..“


        بداية يسب القمص الرب ويتهمه بالعجز فى أن يخلق بشرًا قادرًا على فهم عقيدته ودينه الذين أنزلهما هذا الإله!!

        ثانيًا يستخف القمص بكلام يبدو أنه منطقى بعقول مستمعيه ، فهذا الكلام قد يكون مقبولاً لو بيَّن الرب كيف يكون معه اثنان آخران ، ومجموع الثلاثة هو واحد. فالرب قال ذلك ، ولا آمن رسله بهذا ، ولم يبيِّن كيفية فهم هذه العقيدة ، كما ذكرت من اعترافات آباء الكنيسة وكتب التفاسير لديهم.

        فالأمر لا يعدُو أن صعد قزم حلقة المصارعة وادعى أنه سيفتك بهذا العملاق خصمه ويمزقه إربًا إربًا ، وادعى أنه ما أسهل ذلك عليه، ثم انتهى الإرسال أو المباراة قبل أن تبدأ.

        وإذا نفينا هذا التحليل بأن الرب كان قادرًا على كل شىء وإنما كانت هذه إرادته فى خلق الإنسان، وفى توجيه الدين بالكيفية التى أرادها، فهذا اعتراف بنسخ الرب لعقيدته، وأن الرب نسخ الدين الذى أنزله إلى بنى إسرائيل ، لطفولة عقولهم وقصرها على فهم هذا الدين بدون التثليث.

        وعلى ذلك أنزل الرب دينه بهذه الكيفية لبنى إسرائيل، ولم يُفهمهم ، أو يُعْلِمهم أنه متحد مع الأب والروح القدس ، إما تحقيرًا لعقولهم ، وثقة منه أنهم لن يفهموه ، وبالتالى يُثبت هذا عجز الإله فى إيجاد صيغة بسيطة سلسة يُفهم بها الناس ، الأمر الذى يُثبت أنه معلم فاشل، وينفى عنه الألوهية.

        وإما تمهيدًا لنسخ هذه العقيدة الطفولية ، ليحل محلها عقيدة أخرى. وما هذا إلا النسخ الذى يرفضون الاعتراف به. مع الأخذ فى الاعتبار أن المسلمين لا يؤمنون بالنسخ فى صفات الله ، ولا فى العقيدة ، ولا فى القصص القرآنى.

        ثم نواصل التفكير فى كلام القمص زكريا بطرس الذى يُخرجه من دائرة الكفر إلى دائرة أشد كفرًا.

        كيف همَّش الرب الآب دور الرب الابن ودور الرب الروح القدس طوال هذه السنوات تحت زعم أن البشر لن يفهم ذلك؟
        أليس هو الخالق؟
        فلماذا تعمَّد أن يخلق بشرًا غير قادر على فهم هذه العقيدة؟
        هل ليهمِّش ألوهية الابن والروح القدس؟
        أليس هذا اتهام للآب بمحاولة استيلائه على العرش وحده ، والتحكُّم فى البشر بمفرده؟
        فما موقع الابن والروح القدس من هذه القضية؟
        وما مصير من مات من البشر وهو لا يدرك الثالوث أو يفهمه؟

        وهل انتهى عصر الطفولة بوجود التثليث أيها القمص زكريا بطرس؟
        لا. فمازال علماؤكم لا يفهمونه!!

        فقد ألغى الرب إذن عهد الطفولة بدينه لبنى إسرائيل، وبدأ عصر الرضَّع بالتثليث غير المفهوم. ولم يعطى دينه كاملاً للبنى إسرائيل، لقصر عقولهم عن فهمه، ثم أعطاكم دينًا غير قابل للفهم أيضًا!! فكيف تُسمِّى هذا الإله وهذا الدين؟

        وأليست سُبَّة فى جبينكم أن تحتفظوا ب 39 أو 46 أو 49 سفرًا من أسفار عهد الطفولة والدين غير الكامل فى كتابكم ، وتؤمنون أنه جزءًا من الكتاب المقدس؟

        هل لاحظت أن القمص لم يجب على السؤال المطروح:
        ”لماذا إذن لا نكتفى بالقول بأن الله واحد ولا داعى لموضوع الثالوث هذا الذى قد يصعب فهمه على البعض؟“

        وأسأله أنا أيضًا ، عسى أن يجيبنى ، طالما أنك تؤمن أن الله واحد أحد، فلماذا لا تقولون: باسم الله الواحد الأحد طالما أن الثلاثة متحدون؟

        * * *


        وهنا تسأل المذيعة فيبى عبد المسيح القمص زكريا قائلة:
        ما هى البساطة فى البداية كمثال يا أبونا؟


        الإجابة:
        مثلاً الله واحد مالئ الكون والسماء والأرض، وكل البشرية فى طفوليتها قبلت هذه الحقيقة الله واحد لا شريك له ، لكن لما بدأت البشرية تنضج فى الحضارة والثقافة والعلم والمنطق والإدراك لم يكن كافياً أن يقول الله عن نفسه أنه واحد وكفى .. البشرية تريد فحص وفهم أكثر عن الله .. هل الله مالئ الكون؟ وهل هو إله عاقل؟ وهل هو إله حى؟ أم هى مجرد فكرة؟


        ما علاقة محاولة فهم البشرية أكثر عن الله بالثالوث المعقَّد الفهم؟ فهل فسروا الماء بعد جهد جهيد بالماء؟

        ألست بذلك تعنى أن بنى إسرائيل لم يفهموا الرب رغم كثرة أنبيائهم وأسفارهم؟

        ألا تتهم يسوع بذلك أنه تقاعس عن وظيفته ولم يُفهم الناس هذا الثالوث ، بل لم يذكره؟ ثم ما الذى زاده الثالوث إلا أنه قسَّم مهام الألوهية على ثلاثة؟

        ثم قد يكون هذا الكلام منطقى لو أتى يسوع بدين يُخالف دين اليهود. لكن هذا لم يحدث ، بل كان أتباع يسوع هم اليهود أنفسهم. وظل مكان إقامة الصلاة ومناقشة أمور الدين هو معبد اليهود، حتى اضطر التلاميذ وأتباعهم إلى الهرب من فلسطين فرارًا بدينهم وعقيدتهم. الأمر الذى يترتب عليه أنك تتهم يسوع بالإرهاب ، لأنه سلب اليهود مكان عبادتهم واتخذه لدينه الجديد ، الذى تعتقده أنت اليوم!


        كما أن يسوع قرر صراحة أنه ما جاء لينقض دين موسى أو الأنبياء من قبله، وعلى ذلك فإن أى محاولة لنقض شىء من القديم ، يواجهه هذا النص بصرامة: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19


        وكلمة (لأكمل) لا تعنى الإلغاء بالمرة ، فهى تعنى الإضافة فقط. وفى الحقيقة فإن ترجمتها خاطئة ، فهى يجب أن تُترجم ب (لأنفذ) (لأطبق) ، فالكلمة اليونانية الموجودة فيما يسمونه أصول الكتاب هى Plerosia وهى تعنى أيضًا أطاع ، حقق، أظهر المعنى الكامل (كما يقول التفسير الحديث للكتاب المقدس ”تفسير متى“ ص117). يؤكد هذا أن عيسى عليْهِ السلام لم يُخالف الناموس فى أى تصرُّف ، وإلا لما رحمه اليهود ، ولما احتاجوا لشهود زور عليه.

        وبيَّن أنه لن ينقص حرف واحد ولا نقطة واحدة من هذا الناموس حتى يكون الكل. ومعنى ذلك أنه قد بقى نبى على الأقل ، وهو الذى من حقه فقط إلغاء شىء من الناموس. وهذا الذى سيلغى الناموس سيكون أصغر أى آخر أنبياء الله فى ملكوته. أى ينفى عن نفسه المسِّيِّانية. لذلك خاطب بنى إسرائيل قائلاً: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14

        تعليق

        • abubakr_3
          مشرف عام

          • 15 يون, 2006
          • 849
          • مسلم

          #5
          وإذا كان المعمدان قد نفى عن نفسه أنه هو إيليا ، فمن يكون إذن هذا الشخص؟ (21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».) يوحنا 1: 21 ، إنه البيركليت. إنه أحمد ، وتساوى 53 بحروف الجمل ، وهو نفس قيمة اسم أحمد. ولكن لهذا موضوع آخر.

          وما علاقة كون الله مالىء الكون وعاقل وحى بوجود ابنًا له وإشراكه معه فى الألوهية مع الروح القدس؟

          ما يقوله القمص إن البشر فى العصور التى سبقت المسيحية بصيغتها الحالية ، كانت تؤمن أن الله مالىء الكون. وهذا ما قاله القمص فى السطر الأول. إلا أن البشرية أرادت أن تعلم أكثر عن هذا الإله ، وتعرف ”هل الله مالئ الكون؟“. ما هذا الذى يقوله؟ فهل يواجه القمص مستمعيه بهذا الكلام؟ ربما. لكن كيف فهمه مستمعوه هكذا دون أن يُطالبوه بالتوضيح؟ فكيف كانوا يريدون أن يؤمنوا بما قد آمنوا به بالفعل؟ وكيف سميتهم مؤمنين إذن إذا لم يؤمنوا بهذه الحقيقة؟ وإذا كان الله مالىء الكون فأين سيجد الابن والروح القدس مكانًا فى ملكوت الله إلا إذا تنازل الرب عن ثلثى ملكوته لهما؟ الأمر الذى يعنى أن الثالوث منقص لألوهية الرب ، الأمر الذى يترتب عليه رفض ألوهية هذا الرب الناقص!!

          ثم كيف آمنوا أن الله الذى خلق السموات والأرض غير عاقل ليطالبوه أو يُطالبوا بدليل على عقله؟ هل رأوا تقصيرًا فى عقولهم أدى إلى عدم فهمهم الدين الذى أنزله فطالبوه بذلك؟ هل رأوا تقصيرًا فى خلقه للسماوات أو الأرض فطالبوه بدليل وجود عقله ليؤمنوا به إلهًا؟

          وأنا أرى أنه فى الحقيقة إن الذى عليه أن يفعل ذلك هو أنت عزيزى القمص زكريا بطرس ، لأنك تؤمن بالتثليث وتجسُّد الإله وإهانته وموته ، وكلها أمور لا يقرها العقل ولا يفهمها.

          فأنت الذى عليك البحث فى هذه النقطة: إذا كانت هذه عقيدة الرب فكيف أعطى لكم عقيدة لا تفهمها عقولكم ، وتخالف نصوص كتابكم، ولم يوضحها هو لكم، ولم يذكرها فى كتابه لكم؟ فإذا كانت هذه الطلاسم صادرة عن إله، فعليك أن تتأكد من القوى العقلية لهذا الإله، وإلا لما سلم إنسان عقله وقلبه له ولدينه!!

          وكيف يتأكدون أن الله حى؟ ألم يُخبر الرب بذلك فى كتابه؟ أم عندهم طريقة أخرى يعرفون بها دين الله غير اتباع أنبيائه؟ ألم يُرسل لهم أنبياء تعلمهم دينهم؟ ألم يخبرهم الكتاب أن الله حى لا يموت؟ ألم يخبرهم أنه ديَّان البشر يوم القيامة؟ فكيف يكون ديَّان البشر ظالمًا أو جاهلاً أو غير عاقل أو ميت أو حيوان منوى فى رحم أمه أو رضيع؟ ثم ما هو المصدر الكتابى لكلامك هذا أيها القمص؟

          يقول الرب: (39اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ. 40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.) تثنية 32: 39-40

          (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.) إرمياء 10: 10

          (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى) دانيال 6: 26

          أليس هذا كلام الرب لهم؟ فكيف أرادوا أن يتأكدوا أن الرب حى وليست مجرد فكرة؟

          يواصل القمص زكريا بطرس قائلاً [والنص المشكَّل من عندى]:
          وهكذا بدأت أمثلة كثيرة ، لذا أتى الإعلان الكتابى فى مرحلة النضج البشرى ليشرح ويرد على الأسئلة وهذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات منطقية ، فبدأ الكتاب المقدس يوضح. وحقيقة أن البشرية كانت فى مرحلة طفولة وبدأت تنضج موجودة فى الكتاب المقدس ... فمعلمنا بولس الرسول يوضح فى الرسالة الأولى إلى كورنثوس الأولى (3: 1، 2) ”1وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَالٍ فِي الْمَسِيحِ 2سَقَيْتُكُمْ لَبَناً لاَ طَعَاماً لأَنَّكُمْ لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ تَسْتَطِيعُونَ بَلِ الآنَ أَيْضاً لاَ تَسْتَطِيعُونَ
          فالطفل الصغير يحتاج فى تغذيته الأولى إلى اللبن فلا نستطيع أن نعطى له قطعة من اللحم قد تؤذيه .. ومن هنا نقول أن الله واحد ونقول أيضاً أنه ثالوث وليس فى ذلك أى تعقيد.

          ليس للكلام الذى ذكرته علاقة بدين الله. فهذا تصرف خاص من بولس لمستمعيه. ومشهور عن بولس قوله إنه كذَّاب ، واتبع الكذب والنفاق لنشر دينه. وليس هذا سب لبولس ، بل نصوص الكتاب الصادرة من فمه تؤكد ذلك: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7 ، ولا داع لتكرار باقى النصوص فقد ذكرتها من قبل. فهل يؤخذ تصرف بولس الخاص حُجَّة على الدين؟

          كما أدانه التلاميذ ، لأنه كان يعلِّم أتباعه تعاليم ما أنزل الله بها من سلطان، فلم يقل بها يسوع ، بل كانت عند التلاميذ كفر وهرطقة مُخرجة من الدين : (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا.26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26

          وهذا اعتراف منه بضلاله عن تعاليم يسوع: (9فَأَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً مُضَادَّةً لاِسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ.) أعمال الرسل 26: 9

          كما أقر علماؤكم بأن الرسائل التى تُنسب لبولس، لم يكتبها بولس، وعلى ذلك فقد يكون بولس الحقيقى من المؤمنين ، وحُرِّف الكتاب ، ونسبت إليه رسائل أخرى.

          فقد ذكرت لك فى المناظرة معك حول صحة الكتاب المقدس ، والتى لم ترد عليها حتى الآن ، ولن تتمكَّن من ذلك سبيلا ، ما قاله يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئًا لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25)

          وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: ”قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس ، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)

          وكذلك فإن هيبوليتس تلميذ إيريناوس وكان معاصرًا لأوريجانوس لم يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ، لأن كاتبها غير معروف ، ولم يقبل سوى ثلاث رسائل جامعة وهى: بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية. إلا أنه أقر باستخدامه لكتابات مسيحية أخرى كان يعتبرها البعض الآخر قانونية ، منها الرسالة إلى العبرانيين ورسائل بطرس الثانية ويعقوب ويهوذا وكتاب الراعى لهرماس. (فكرة عامة عن الكتاب المقدس ص75) الأمر الذى يُثبت انتشار نسبة المؤلفات الخاصة إلى كبار الشخصيات أو التلاميذ وقتها.

          أما يوسابيوس الذى قال عنه جيروم إنه أبو التأريخ الكنسى فلم يكتفِ بهذا بل رفض أيضًا الرسالة إلى العبرانيين (ص275)، حيث تختلف ألفاظها اللغوية الدقيقة والفصيحة عن لغة بولس العامية. وقال أيضاً (ص276): ”أما من كتب الرسالة يقينًا فالله يعلم. يقول بعض من سبقونا إن اكليمنضس أسقف روما كتب الرسالة ، والآخرون إن كاتبها هو لوقا مؤلف الإنجيل وسفر الأعمال“.

          وأكد الكتاب المقدس طبعة الآباء ******يين هذا فى مدخله إلى العبرانيين ص686: ”لا شك أن الأدلة التى تنقض صحة نسبة الرسالة إلى بولس هى كثيرة. ذلك بأن الأسلوب العام للرسالة إلى العبرانيين لا يوافق البتة طبع الرسول بولس. .. .. .. أمَّا الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه.“

          كما أنكرها ترتليانوس عام 200م ، ونسبها لبرنابا، أى لا يُعرف مصدرها على وجه اليقين، أى مجهولة الهوية.

          ويقول المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين ص684: ”مصدر هذا المؤلَّف موضع أسئلة متشعبة أثارت، منذ العصور الأولى، مجادلات وشكوكًا أُوقظت بعدئذ فى عهد الإصلاح: من أين أتت هذه الرسالة؟ أتُمكن إناطتها باسم الرسول بولس أم لا؟ لماذا لا تُشبه إلا قليلاً جدًا رسائل بولس الكبيرة؟ إلى من وجِّهت وما الذى دعا إليها؟ أتُراها رسالة حقًا؟ يجب البحث من كثب فى هذه المسائل قبل إحصاء سريع لكنوز هذا المؤلَّف الجذَّاب“.

          وعلى ذلك يجب على الباحث الصادق أن يرفض بولس ورسائله. فكيف تؤمن أنت ببولس وهذه أخلاقه يذكرها الكتاب الذى تقدسه؟ وكيف تؤمن بكتبه وهى موضع شكوك ورفض من علمائكم؟

          ثم المتتبع للنص الذى ذكرته يؤكد أن النص بعيد عن المجال الذى تستشهد فيه بهذا النص. فبولس يؤكد أنه لا يجب أن يقول هذا أنا أتبع بولس ، ويقول آخر إنه يتبع أبلُّس ، بل بولس وأبلُّس واحد فى الهدف ، (6أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى لَكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي. ... 8وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ. 9فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ بِنَاءُ اللهِ.)

          بل النص يؤكد أن بولس يُفهم الناس أن الله هو الأساس ، أما بولس أو أبلُّس أو صفا فكلهم عاملون فى أرض الله بشريعة الله، وسيجازى الله كل منهم على قدر عمله. فأين قال الرب إن العهد القديم هو عهد الطفولة، وإن عهدكم هو عهد النضج؟ وأين قال إنه لم يظهر فى عهده القديم أنه يتكون من أب وابن وروح قدس ، وظهر بصورة الآب فقط ، لأن البشرية كانت فى مرحلة الطفولة؟

          وتقول عزيزى القمص: (لذا أتى الإعلان الكتابى فى مرحلة النضج البشرى ليشرح ويرد على الأسئلة وهذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات منطقية ، فبدأ الكتاب المقدس يوضح). فأين هى إجابات هذه الأسئلة؟ إن موضوع التثليث مازال غامضًا فى عقول لاهوتى المسيحية. وهل تسمى مرحلة الشلل الفكرى وعدم الفهم لعقيدة ما نضج فكرى؟ ما لكم كيف تحكمون؟ وما الذى أوضحه الكتاب المقدس بهذا الصدد؟
          * * *

          وهنا تسأل المذيعة فيبى عبد المسيح القمص زكريا قائلة:
          من فضلك نريد توضيحاً أكثر وبصورة مبسطة لقضية الثالوث لأن ذلك يشكل عقبة أمام أى مسلم يتهم المسيحية والمسيحيين أننا نعبد ثلاثة آلهة فنريد إيضاحاً أكثر بحيث يفهمها أخونا المسلم بسهولة.
          الإجابة: فى البداية أريد أن أنبه لنقطة هامة وهى . هل نحن نؤمن بإله واحد أم لا؟
          فنريد أن نوضح أن المسيحية تؤمن بإله واحد لا شريك له فالله واحد ولا نستطيع أن نقول أن هناك أثنان أو ثلاثة آلهة فالله نفسه إله غير محدود فالله مالئ الكون كله فلو قلنا أن هناك إله آخر ثانى وثالث فأين سيوجد فبالتالى لسنا فى احتياج إلى إله آخر.
          والكتاب المقدس وضح أننا نؤمن بإله واحد والسيد المسيح وضح من العهد القديم أننا نؤمن بإله واحد ...

          فمن هو هذا الإله الواحد الذى لا شريك له؟ اختر واحد من الثلاثة آلهة! (الآب أم الابن أم الروح القدس)؟
          فى الحقيقة هذه مغالطة قد تدخل عقول من يثق به ، لكنها ليست من العقل أو المنطق أو حتى قانون الإيمان الذى تؤمن به ، ووضعته المجامع ابتداءًا من عام 325م. فقانون الإيمان يؤكد أن كل منهم إله على حدة ، أزلى ، كلى الوجود ، ولكنه فى النهاية لا يستطيع أن يُوضح كيف يكون ثلاثة وواحد فى نفس الوقت ، ليجمع بين أتباع التثليث وأتباع التوحيد ، ويجمع بين إيمان يسوع والأنبياء وضلال المثلثين الوثنيين.

          ولكن يكفينا أنك اعترفت أن كل الأنبياء الذين سبقوا يسوع كانوا من أهل التوحيد، وقد جاء يسوع مؤكدًا لإيمانهم، غير ناسخ لأحكامهم ، فقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19

          وبناءًا على هذا النص وعلى سيرته الإنجيلية فلم يُغيِّر يسوع عقيدة ما ، ولم ينقض تعليمًا ما!! ومعنى ذلك أن دين إبراهيم وموسى والأنبياء من قبله مازال ساريًا فى دينك ، مُلزمًا لك ولقومك.

          وعليك أنت الآن أن تجيب على هذا التساؤل: إذا كان الآب (الله) غير محدد كلى الوجود ، أى يملأ السموات والأرض، فأين سيكون مكان الابن كلى الوجود والروح القدس كلى الوجود أيضًا؟

          وأسهل لك السؤال بأن أجعله اختياريًا:

          إما أن ينكمش الآب حتى يسع الاثنين الآخرين،وهذا ينفى عنه أنه غير محدود،حيث سيصبح ثلث غير محدود ليسع المكان الاثنين الآخرين.

          وإما تقاسم الثلاثة العرش ، وبالتالى أصبح لكل منهم ثلث العرش، أى أصبح كل منهم ثلث إله، وهذا ينفى عن كل منهم الألوهية أيضًا.

          وإما جلس كل منهم فوق الآخر، وهذا يعنى أن الإله الأول تم تمييزه عن الاثنين الآخرين، حيث هو بمفرده الذى يجلس على عرش الربوبية، وفى نفس الوقت أرهق الاثنان الآخران الرب بالجلوس عليه ، ولابد من نفى الألوهية عن الثلاثة ، لأن كل منهم يشغل كل الوجود ما عدا ما يشغله الاثنان الآخران، الأمر الذى ينفى عن كل منهم كلية الوجود ، وبالتالى الألوهية.

          وإما ذاب الثلاثة وتحللا فى هيئة واحدة ، فى كينونة واحدة ، وبالتالى فلا داعى للقول بالتثليث. فهو واحد أحد. وبما أن هذا الإله ظهر فى الجسد ، وقتله عبيده، فلا يوجد إله لهذا الكون.

          وعلى ذلك فأنت لا تؤمن بإله واحد أحد ، بل تؤمن بإله مركَّب من ثلاثة، والقارىء للكتاب المقدس يُدرك هذا الأمر بسهولة تامة: (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ.) متى 3: 16-17

          فيسوع إله وكان على الأرض يُعمَّد، وظهر له روح الرب وهو العضو الثالث أو الأول من الثالثوث. ومعنى ذلك هو وجود إلهين فى هذا النص. فبأيهما يؤمن القمص ، وبأيهما يكفر؟

          ومثل هذا أيضًا فى قول يسوع: (وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))متى 27: 46

          فعلى من كان يصرخ؟ ومن هو إله يسوع الإله عندكم؟ فالنص يُشير إذن إلى وجود إلهين. فمن منهم الإله الوحيد الذى كان يؤمن به القمص؟


          ومثل هذا أيضًا قوله لمريم المجدلية: («لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17 ، فمعنى ذلك أن الآب كان فى السماء ، وكان الابن على الأرض. أى إن هذا يشير إلى وجود اثنين فى مكانين مختلفين. فمن منهم الإله الوحيد الذى كان يؤمن به القمص؟

          بل إن سفر أعمال الرسل ليذكر أن يسوع كان ميتًا والله الحى الذى لا يموت هو الذى أحياه: (فَصَرَخَ يَسُوعُ أيضًا بِصوتٍ عَظيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ) متى 27: 50، أى مات يسوع ، وهو الأقنوم الثانى ، والإله الثانى فى الثالوث.

          وقد أحياه الله الحى الذى لا يموت: (فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ) أعمال الرسل 2: 32

          (24اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ) أعمال الرسل 2: 24

          (الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) أعمال الرسل 3: 15

          (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.) إرمياء 10: 10

          الأمر الذى يثبت وجود إلهين أحدهما كان ميتًا ، وكان الآخر حيا.

          فعلى أى أساس يُحدِّد القمص زكريا بطرس أنه يؤمن بإله واحد؟

          وهنا تسأل المذيعة فيبى عبد المسيح القمص زكريا قائلة:
          فعلاً يا أبونا نريد توضيح ذلك من الكتاب المقدس فكثير يقولون لنا نريد آيات من الكتاب المقدس تصرح أن الله واحد ..
          الإجابة: "فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحـد" (مرقس 12: 29)، والسيد المسيح يعيد ما فى العهد القديم "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد. وأكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تثنية 6: 4، 9) ويكرره بنفس الصورة ويقول الرب إلهنا إله واحد.
          ونفس الكلام كرره رسل السيد المسيح فى (روميه 3: 29) ، (يعقوب 2: 19) .
          وهذا ما نردده فيما يعرف بقانون الإيمان بالحقيقة نؤمن بإله واحد .... إلى آخره .
          إذن المسيحية تؤمن بإله واحد لا شريك له ونفس الإسلام يشهد لنا بذلك .

          وأقول له ولها:

          إن قولك لزكريا بطرس أو أى قسيس أو حتى البابا ليخرجك من دائرة الإيمان إلى دائرة الكفر. إن أوامر يسوع واضحة فى هذا الشأن ، فليس لك أن تُسمِّى أحدًا أبًا على الأرض:

          (وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)متى 23: 9

          (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9

          (لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا.) متى 6: 32

          ثم إن نصوص التوحيد الذى استشهد بها القمص زكريا بطرس لهى حُجة عليه، تشهد بضلاله عن عقيدة الآباء ، التى أيدها يسوع ، ولم ينقضها. الأمر الذى يبين أن عهد الطفولة الذى تكلم عنه ، هراء ، وكان يجب أن يُطلق عليه عهد التوحيد والهداية ، فى مقابل عهد الشرك والضلال ، الذى هو عليه الآن. وهى تؤدى أيضًا إلى نفى الألوهية عن يسوع ، ونسبها لإلهه الذى فى السماء ، وقت أن كان هو على الأرض.

          وأكرر: إن وجود آيات صريحة تشهد بالتوحيد لهو دليل عليكم أنكم ضللتم بالتثليث هذا. وأن دين الله لم يتغير بنصوص رسولكم ، الذى تعتبرونه إلهكم ، وبنصوص الكتاب، إلا فى عقولكم وفى دينكم أنتم دون كل أديان التوحيد. وكان الأحرى والأكثر أمانة أن تذكروا النصوص التى قال فيها الرب إنه أحد أفراد ثلاثة أقانيم متحدة، أو قال إنه ثالث ثلاثة ، أو أوضح لكم كيف يكون الثلاثة واحد ، والواحد ثلاثة، لتؤيد ما أنت عليه من عقيدة شركية.

          فإذا كنت تؤكد أن دينك هو دين توحيد ، وتستشهد على ذلك بنصوص من الكتاب الذى تقدسه ، فلماذا لم تذكر نصوصًا من العهدين القديم والجديد تشير إلى القول بالتثليث وتوضحه؟ فإن عدم وجود مثل هذه النصوص يُشير إلى عدم صحة هذه العقيدة.

          ثم يقول القمص إن قانون الإيمان يشهد لهم أنهم موحدون ، ولنقرأ قانون الإيمان النيقوى لنرى مدى صدق القمص: (نؤمن بإلهٍ واحد آب ضابط الكل، خالق كل الأشياء: ما يُرى ما لا يُرى، وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله، المولود من الآب، المولود الوحيد أي من جوهر الآب. إله من إله، نور من نور. إله حق من إله حق. مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر (في الأصل: ذو جوهر واحد مع الآب).

          فأين الإله الواحد هذا الذى تؤمن به عزيزى القمص؟ ولماذا لم تُكمل قانون إيمانك؟ ولماذا لم توضح لمستمعيك أن هذا الإله الواحد يتكون من ثلاثة آلهة، وكما تقرأ يقول القانون (إله من إله، نور من نور. إله حق من إله حق. مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر) الأمر الذى يعنى بكل مقياس وجود اثنين على الأقل ، أحدهما ولد من الآخر أو انبثق منه ، وهو مساو له. فكيف يكون إله من إله ويظلا إلهًا واحدًا؟ وكيف يكون أحدهما مساو للآخر ، وهما شخص واحد؟

          ويقول القانون الأثناسى: ((3) والإيمان الكاثوليكي هو أن نعبد إلهًا واحدًا في تثليث، وثالوثًا في توحيد. (4) لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر. (5) للآب أقنوم على حدة، وللابن أقنوم آخر، وللروح القدس أقنوم آخر. (6) ولكن للآب والابن والروح القدس لاهوت واحد ومجد متساوٍ وجلال أبدي معًا. (7) كما هو الآب كذلك الابن وكذلك الروح القدس. (8) الآب غير مخلوق، والابن غير مخلوق، والروح القدس غير مخلوق. (9) الآب غير محدود، والابن غير محدود، والروح القدس غير محدود. (10) الآب سرمدٌ، والابن سرمد، والروح القدس سرمد. (11) ولكن ليسوا ثلاثة سرمديين بل سرمد واحد. (12) وكذلك ليسوا ثلاثة غير مخلوقين، ولا ثلاثة غير محدودين، بل واحد غير مخلوق وواحد غير محدود. (13) وكذلك الآب ضابط الكل، والابن ضابط الكل، والروح القدس ضابط الكل. (14) ولكن ليسوا ثلاثة ضابطي الكل، بل واحد ضابط الكل. (15) وهكذا الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله. (16) ولكن ليسوا ثلاثة آلهة، بل إله واحد. (17) وهكذا الآب رب، والابن رب، والروح القدس رب. (18) ولكن ليسوا ثلاثة أرباب بل رب واحدٌ.)

          ولا يحتاج هذا الأمر عناء ذهنى فهم ثلاثة ، ولكن يأخذكم الخوف من هذا الفهم ، حتى لا يعتبركم الناس من المشركين، أو تشعرون بأنكم خارج دائرة الإيمان القويم، كما جاء فى نصوص كتابكم ، فقلتم الثلاثة ، ثم اعتبرتم الثلاثة واحد ، وفشلتم فى إثبات ذلك بالنقل أو العقل.

          * * ***********

          ثم بعد هذا الذى قلته توصلت إلى نتيجة غريبة لم تثبتها ، وهذا عهدنا بك. وهذا يذكرنى فى الحقيقة بالنكتة التى تُقال عن صحفى شديد الذكاء ، سأل وزير الداخلية عن كيفية مقتل أحد الوزراء أثناء اجتماع ما. فقال له الوزير بينما نحن جلوس فى المؤتمر ، وإذا بأحد الحاضرين يستل مسدسه ، وأطلق على الوزير النار ، فمات. فقال له الصحفى (اسمع يا زكريا بطرس): أفهم من ذلك أنه مات مسمومًا! فهذا الصحفى توصل إلى ما لم يتم مناقشته ، وقام بِلَىّ عنق كل الكلام ، ليخرج بنتيجة غريبة عن السياق، مثلما فعلت أنت بالضبط.

          وكثير من المنصرين يبدأون كلامهم بهذه الطريقة ، فما يريد أن يصل إليه يُقرره أولا، ويُعلمك أن هذا الكلام معروف عالميًا، وأقره أكبر علماء العالم، ولم يعارضه إلا الممثل أو الرسام الفلانى ، أى لم يعارضه إلا من هم خارج دائرة الإختصاص.

          المهم أن القمص زكريا بطرس توصل إلى هذه النتيجة: (إذن المسيحية تؤمن بإله واحد لا شريك له ونفس الإسلام يشهد لنا بذلك) وبالطبع لم يحدد أى إله من الثلاثة: فهل يقصد الإله الآب؟ أم يقصد الإله الابن؟ أم يقصد الإله الروح القدس؟ أم يقصد الاتحاد القائم بين الآلهة الثلاثة؟ فإلى أن جاء عيسى  وارتفع عن الأرض كان هناك إله واحد هو إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وموسى وعيسى عليهم السلام. فإن كنت تؤمن بهذا الإله كربك ورب يسوع الذى كان يصلى له ، فهذا جميل ، وأرضية مشتركة بيننا. لكن كيف تُثبت ألوهية يسوع وألوهية الروح القدس، وإضافة اثنين إلى الإله الأب؟ فهذه هى هنا قضيتنا.

          تعليق

          • abubakr_3
            مشرف عام

            • 15 يون, 2006
            • 849
            • مسلم

            #6
            أما قوله بأن الإسلام نفسه يشهد بذلك فأقول له {... تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (111) سورة البقرة

            يقول الله تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة

            ويقول جل جلاله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة

            ويقول تبارك وتعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) المائدة

            اقرأ تصديق الأناجيل على كلام الله هذا ، وأن يسوع لم يكن يملك لنفسه شيئًا من أمره ، وأن الأمر كله بيد الله، وأنه أمر بنى إسرائيل أن يعبدوا الله تعالى وحده، ولا يشركون به شيئًا: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30

            وقال أيضا: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20

            (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ.) متى 26: 39

            (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبي.) يوحنا 8: 28 ،

            (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.) يوحنا 12: 49

            (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.) يوحنا 8: 29

            (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.) متى 6: 9-15

            فأين وافق القرآن أو حتى كتابك نفسه على ألوهية يسوع؟ وأين قال يسوع بلسانه إنه هو الله صراحة، وأمر الناس أن يعبدوه؟

            فى الحقيقة إن لك فهمًا خاصًا ، لا نحسدك عليه!!
            * * * * * * * * * * *

            وهنا تسأل المذيعة فيبى عبد المسيح القمص زكريا قائلة:
            فى الحقيقة أن الأحباء فى الإسلام دائماً يقولون: أنتم تعبدون ثلاثة آلهة وهذا هو الاتهام الموجه لنا فهل يمكن أن نركز على هذه النقطة وهى أننا نعبد إلهاً واحداً . وأليست عقيدة الثالوث هى شرك بالله ومن الذى قال أن الله ثالوث وما مفهوم المسيحية عن الثالوث ؟
            الإجابة(زكريا بطرس):
            نبدأ بالسؤال الأول نحن لا نؤمن بثلاثة آلهة ونحن نؤمن بإله واحد لا شريك له وتعبير ثلاثة آلهة لم يرد نهائياً فى المسيحية، ولكن أحباؤنا المسلمون فهموا من الثالوث أننا نعبد ثلاثة آلهة وهذا الموضع يجرنا إلى ما مفهوم الثالوث ؟ ومن قال هذا الكلام ؟
            فى الحقيقة هو صدق فى أن الكتاب الذى يقدسه لا يذكر كلمة التثليث نهائيًا. الأمر الذى يؤكد أن هذه العقيدة غير كتابية، ولا يعرف عنها يسوع نفسه شيئًا! ولم يعرف أحد من التلاميذ عنها أيضًا شيئًا. الأمر الذى يعنى أنكم استحدثتم فى الدين ما لم يأمر به الله ، أو يخبركم به رسوله ، أو مارسه أحد من تلاميذه!! ولا يمكن أن يأت أحد بدين يُخالف دين الله إلا الشيطان. الأمر الذى يدل عزيزى القمص أنك تركت الله وكتابه ، واتجهت إلى الشيطان وخزعبلاته. وإثبات هذا الأمر من السهولة بمكان.

            ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو: كيف لا تؤمن بثلاثة آلهة؟ ألست تؤمن بأن الآب إله؟ وألست تؤمن أن الابن إله؟ وألست تؤمن أن الروح القدس إله؟ فهل إذا جمعت الثلاثة آلهة كانوا إلهًا واحدًا؟ فى أى عُرف هذا وبأى منطق حسابى أو عقلانى تتكلم؟

            وإذا كنت تريد أن تنسب نفسك إلى الموحدين ، فتعلم ما هو التوحيد لتكون منهم.

            * * *
            المسيح نفسه هو الذى قال هذا الكلام فى (متى 28: 19) "فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس) ونلاحظ استخدم لفظ "اسم" وليس أسماء ولو كانوا ثلاثة لأستخدم لفظ أسماء ..

            هذا جميل. وبذلك ندخل فى صلب الموضوع. وأعتقد أن أحبائى من المسيحيين انتظروا طويلاً ورود هذا النص ، ونص رسالة يوحنا الأولى 5: 7. وأرجو من كل مسيحى أن يبحث ورائى فى كل كلمة أسجلها هنا.

            فبدءًا ذى بدء لم يقل يسوع هذا النص باعتراف علماء الكتاب المقدس، وباعتراف مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصرى ، وغيره من آباء الكنيسة.

            لكن بفرض أن يسوع قال هذا: فهل تعنى هذه العبارة أن هناك ثلاثة آلهة فى إله واحد؟ إن الواو تعنى المغايرة ، أى تعنى ثلاثة أفراد، وقد تعنى باسم الله وعلى بركة رسول الله ، وانطلاقًا من إيماننا بما نزل به روحه الأمين.

            وهل لو قال أى زعيم: باسم الشعب والأمة العربية والأمة الإسلامية ، فهل هذا يعنى أن كل هذه الشعوب رجلاً واحدًا؟

            وإذا كانت تعنى اتحادهم فى شخص واحد فلماذا لم تؤلهوا الملائكة مع الرب ويسوع بناءًا على هذا النص؟ (أُنَاشِدُكَ أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُخْتَارِينَ) تيموثاوس الأولى 5: 21

            فلو كان نص متى يعنى اتحاد الابن والروح القدس بالرب ، لكان نص تيموثاوس يعنى أيضًا اتحاد يسوع وملايين الملائكة بالرب، ولم تقف عقيدتكم على الثالوث!

            أما قول القمص زكريا بطرس: إذا كان الرب يعنى أشخاص مختلفة أو جمع من ثلاثة آلهة ، لقال بأسماء ، وليس باسم. فقد جانب الصواب فى فهمه للكتاب الذى يقدسه ، ويسمح لى أن أصحح له هذا المفهوم الخاطىء من كتابه.

            فإذا بحثنا فى الكتاب المقدس سنجد نصوصًا تُخالف هذا المفهوم، حيث وردت كلمة اسم بالمفرد وتشير إلى الجمع ، أو قل أفضل جواز إفراد المضاف إلى المضاف إليه الجمع ، منها:

            1 - (6وَأَمَّا أَوْلاَدُكَ الَّذِينَ تَلِدُ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ. عَلَى اسْمِ أَخَوَيْهِمْ يُسَمُّونَ فِي نَصِيبِهِمْ.) التكوين 48: 6 ، فهل هنا الاسم المفرد المنسوب إلى أخوين يعنى الوحدة بين هذين الاخوين؟!

            2- (24وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلى يَدِكَ فَتَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ.) التثنية 7: 24 ولاحظ هنا أنه استخدم كلمة اسم المفردة للدلالة على أسماء الملوك ، ولم يقل أحد باتحاد هؤلاء الملوك ، كما يقول القمص باتحاد الآب والابن والروح القدس. ومثلها أيضًا ما ذُكر فى سفر التثنية ، حيث ذكر أن الرب سيمحو اسم أعدائه، وهم شعوب كاملة وليس أسمائهم. ونكررت أيضًا فى: (14أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ وَأَجْعَلكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ.) التثنية 9: 14

            ومثل هذا ورد أيضًا فى القرآن الكريم ، ومنها قوله: {أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (87) سورة آل عمران

            إن هذا القول المنسوب ليسوع ، يُفترض أنه قاله بعد القيامة المزعومة. فما الذى أنسى الرب التصريح بلب هذه العقيدة ، التى هى أساس الدين وقوامه، إلى أن يُقتل ويقيمه إلهه من الأموات؟

            وما حكم من مات أثناء حياة يسوع وقد آمن به كنبى من عند الله ، ولم يؤمن أن رسالته كانت لكل الأمم؟ هل يكون قد مات على ضلال وإيمان مغلوط؟

            لماذا لم يذكر يسوع هذه العقيدة مرات ومرات ليؤكِّد عليها ، كما أكد العهد القديم والجديد على أن الله واحد أحد ، لا يُرى ، ولم يره أحد من قبل؟

            وإذا كانت نهاية إنجيل مرقس 16: 9-20 قد تم إضافتها بيد متأخرة ، وأنها غير موجودة فى أهم النسخ ، وقد فقدت من الأصول ، وأضافها التلميذ أرستون ليكمل بها القيامة. وهذا ما ذكره الأب متى المسكين فى تفسيره لإنجيل متى ص622. كما أشار الدكتور وليم باركلى أستاذ العهد الجديد بجامعة جلاسجو إلى أن نهاية إنجيل متى مفقودة، وأن الأعداد من 9 إلى 20 ليست موجودة فى أقدم النسخ وأصحها ، كما أن أسلوبها اللغوى يختلف عن أسلوب باقى الإنجيل ، ويستحيل أن يكون كاتبها هو نفس كاتب الإنجيل. وهذا ما قالت به ترجمة الآباء ******يين ، والترجمة العربية المشتركة ، ودائرة المعارف الكتابية. ولا توجد فى النسخ السينائية والفاتيكانية والسريانية والقبطية الصعيدية والأرمينية والجورجية (تحريف مخطوطات الكتاب المقدس ، ص92-107)

            وأكرر:
            فإذا كانت نهاية إنجيل مرقس 16: 9-20 قد تم إضافتها بيد متأخرة، وأنها غير موجودة فيما يسمونه بالأصول اليونانية ، وإذا كان هذا هو رأى علماء المخطوطات ونصوص الكتاب المقدس فيها ، فما الذى يمنع من إضافة نصوص أخرى غير التى أضيفت إلى متى؟

            كما أن الكثير من الموسوعات الدينية والعلمانية وكتب تفاسير الكتاب المقدس وعلماء اللاهوت يعتبرون هذه الصيغة غريبة على لسان يسوع وأنها قد أقحمت فى الكتاب ، وقد ذكرتها لك أيها القمص زكريا بطرس فى مناظرتى معك حول ألوهية يسوع ، وفى المناظرة الثاني حول صحة الكتاب المقدس. وأنقل جزءًا منه هنا مختصرًا ، على أننى سأذكره كاملاً فى مناظرتى القادمة معك حول التثليث:

            قالت (موسوعة الأديان والأخلاق) عن هذا النص: (ولكن كونه موثوقًا أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.)

            ونفس الموسوعة أفادت قائلة: (إن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة.)

            وقال (تفسير العهد الجديد لتيندال): (ج1 ص275): إنها (إضافة دينية لاحقة.)

            وقال كتاب (المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس (ص295): إن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقًا.

            وقالت (الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، ص236): إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع المسيح لتصبح باسم الأب والابن والروح القدس.

            وقال (قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (طبعة 1963، ص1015): (النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 )... وهذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع أُقحم في إنجيل متى. حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.

            وأخيرًا فإن صيغة يوسابيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المدافعين عنها. (بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريين أو الفلسطينيين (أنظر ديداكى 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والابن والروح ... .

            وقالت (موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية): (لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى تلاميذه هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس الأولى 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث. بينما لا توجد الصيغة التثليثية إلا في متى 28: 19 فقط، في الديداكى 7: 1، وفي جوستين أعمال الرسل 1: 61 ... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.(صـ 435).

            وقال كتاب (جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي: (من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقًا في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكورًا أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .)

            وقالت (الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637 وتحت عنوان "العماد" Baptism: (ماجاء في متى 28: 19 كان تقنينًا {أو ترسيخًا} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.)

            وجاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV)عن متى28: 19: (يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد فيه باسم الثالوث. .. .

            وقالت ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت: (في الهامش السفلي ص64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 .".

            وقال توم هاربر، وهو الكاتب الديني في صحيفة تورنتو ستار وفي عموده "لأجل المسيح" ص103 يخبرنا بهذه الحقائق: (كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقًا. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تُعَمِّد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والابن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفردًا". وبناءًا على هذا فقد طُرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مُدِّدَت [غُيِّرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].

            وسيجد القارىء هذه الإستشهادات ، تحليلاً كاملاً لهذا النص ورأى العلم والعلماء ودوائر المعارف وآباء الكنيسة فى هذا الموقع:
            http://www.geocities.com/fdocc3/quotations.htm
            http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm

            * * *

            والآن قد تريد أن تعرف عزيزى المسيحى فى أى مخطوطة ذكر هذا النص. فاقرأ ما يكتبه لك علماء المخطوطات: فيُعلق Ethelbert W. Bullinger على هذا النص فى هذا الرابط أعلاه قائلاً: ”توجد صعوبة كبيرة فيما يتعلق بكلمات التثليث [التى نقرأها فى متى 28: 19 فى نسخنا الحالية] وهى أن التلاميذ أنفسهم لم يُطيعوا هذا الأمر ، ولا توجد أية إشارة فى بقية العهد الجديد ، ولم يتبعها أى شخص. فقد كان التعميد فقط على اسم الرب يسوع. "ومن الصعب أن نفترض أنهم لم يعترفوا بهذا الأمر الواضح ، هذا إن كانوا قد أُعطوه بالمرة ، أو إذا كان هذا هو فعلاً النص الحقيقى ، الذى احتوته النصوص الأولية. فلا يوجد بين النصوص اليونانية نصًا واحدًا يحتوى على هذه الصيغة يرجع إلى ما قبل القرن الرابع. يُضاف إلى ذلك أن هذا النص مُخرَّب فى كلٍ من المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية ، وترجع باقى المخطوطات اليونانية المعروفة إلى القرن الخامس وما بعده. ومن الواضح أن الكنيسة السورية لم تعرف شيئًا عن هذه الصيغة ، ويبدو .. .. أن هذه الكلمات قد أُدخلت إلى النص (ربما كانت مذكورة فى الهامش) فى كنيسة أفريقيا الشمالية [ويُحتمل أنه كانت كنيسة الإسكندرية التى كان بمثابة المقر الرئيسى للإسكندر وأثناسيوس راجع الملحق الثالث] ، وأن الكنائس السورية لم تتخذ هذه الصيغة فى نصوصها عند نسخها.“
            (Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp. 47-49).

            وقد علَّق فريدريك س. كونيبير Fredrick C. Conybeare على هذا النص فى نفس الرابط أعلاه قائلاً: ”يُؤخذ فى الاعتبار أن الورقة التى تحتوى على نهاية إنجيل متى قد اختفت من أقدم المخطوطات“.(Zeitschrift f. d. Neutest. Wiss. Jahrg. II, 1901, p. 275)

            وأنه ”فى المخطوطات الوحيدة التى تحتفظ بقراءة أقدم [تجد قراءة غير مثلثة لنص متى 28: 19] ، وحتى المخطوطة السريانية السينائية ، وأقدم مخطوطة لاتينية قد تلاشت الصفحات التى تحتوى على نهاية إنجيل متى“.

            * * *

            يُضاف إلى هذه الأدلة أدلة الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس نفسه. وهو ممارسات التلاميذ الذين كانوا يتكلمون بالروح القدس. فلم يعرف أحد منهم هذه الصيغة ، بل كانوا يعمدون باسم يسوع. الأمر الذى يُشير إلى أنهم لم يعرفوا هذه الصيغة بالمرة.

            فبداية لم يعرفها الحواريون، ويشهد بذلك سفر أعمال الرسل ورسائل بولس:

            (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.) لوقا 24: 47

            فها هو بطرس لم يعرفها. وبطرس هذا كما يقول متى قد قال له يسوع: («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 16: 17-19

            فيقول لهم بطرس: (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) أعمال الرسل 2: 38، والمفروض أن هذا قاله بطرس بعد رفع يسوع بعدة أيام قليلة. فهل هذه الأيام كافية لأن ينسى أهم تعاليم دينه ، وأهم وصية لأحب شخص لديه؟ وإن كان قد نسى هذا ، فما الذى نسيه أيضًا؟ وكيف نثق في كل ما بلغه؟

            ولم يعرفها كذلك فِيلُبُّسَ فى أعمال الرسل 8: 12 (12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.)

            وكذلك لم يعرفها لا بطرس (كما تبيَّن من أعمال 2: 38) ولا يوحنا ، ولا الروح القدس نفسه. فقد صلى بطرس ويوحنا لله ليتقبل الناس الروح القدس، واستجاب لهم الرب، وتعمَّدَ الناس على اسم الرب يسوع: (14وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا 15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16

            ومن المستحيل أن يحكم عاقل بخطأ هذه الصيغة التى عمَّدَ بها (فِيلُبُّسَ) الناس أمام بطرس ويوحنا، وبعد صلاتهما، ورضى الرب أن يتم هذا العمل بهذه الكيفية!! لأنه لو كان التعميد خاطىء ، وعلم الرب ذلك بعلمه الأزلى ، ما كان ليتقبل صلاة بطرس ويوحنا ، وما كان لينزل الروح القدس فى المرة الثانية، وإلا لقلنا إنه يُمكن لأى كافر اليوم أن يقوم بطقس التعميد هذا باسم يسوع بصورة خاطئة أو باسم شخص آخر ويطاوعه الروح القدس، ويهبط على المعمَّد، ولا حاجة للقسيس للتعميد! ولكان الرب نفسه متورطًا فى هذا العمل!! ويصعب على العقل أن يتورط ثلاثة من التلاميذ مرة واحدة فى هذا التحريف، ويرضوا جميعًا بتعميد الناس بصيغة لم يتفوَّه بها يسوع!! مع العلم أنه لن يُتهم فى هذا إلا يسوع الذى نسب الإنجيل له القول (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)

            وهو نفس الشىء الذى حدث فيما بعد أيضًا مع بطرس نفسه: (44فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟ 48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً.) أعمال الرسل 10: 44-48

            لقد عمَّد بطرس إذن باسم الرب، ولم يعمِّد بالصيغة التى يحتويها إنجيل متى. وهذه هى المرة الثالثة التى نقرأ هذا فيها فى أعمال الرسل. فقد سبق له أن عمَّدَ الناس فى (أعمال الرسل 2: 38) ، واستجاب الرب له وليوحنا ، وأرسل الروح القدس، واستقبله الناس وآمنوا واعتمدوا (بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16 ، فهل تعتقدون أن يتركه الرب يُضلِّل باقى الناس ويستمر فى ضلاله، أم أن صيغة التعميد بإنجيل متى قد أُضيفت فيما بعد بعد مجمع نيقية؟

            أما بالنسبة للرجل التقى حنانيا فيقول عنه الكتاب: (12ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ) أعمال الرسل 22: 12

            فقد أمر حنانيا بولس نفسه أن يتطهَّر ويتعمَّد باسم الرب فقط: (16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.) أعمال الرسل 22: 16

            وفى أعمال الرسل 19: 5 (5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ) عمَّدَ بولس بنفس الصيغة التى كان يعرفها التلاميذ بطرس ويوحنا وفيلُبُّس، وبنفس الطريقة التى تعمَّد هو بها على يد الرجل التقى حنانيا.

            كما حدَّد بولس أن التعميد يتم باسم يسوع الذى صُلب، ولا يقول أحد أن الذى صُلب هو الآب والروح القدس، على الرغم من أن قانون الإيمان يُحتِّم أن يكون الصلب قد وقع على الثلاثة ، لأنهم لا ينفصلون طرفة عين: (13هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟) كورنثوس الأولى 1: 13

            وأوضح موقفه من العماد فى رومية 6: 3 ، فقال: (أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ)


            وقال أيضًا في غلاطية 3: 27 (27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.)

            بل قال الكتاب إن القداسة والتبرير لا يكون إلا باسم الرب (المعلِّم) يسوع: (11وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.) كورنثوس الأولى 6: 11

            وكل هذا لم يخرج عن وصايا يسوع التى حددها لوقا فى إنجيله، فقد قال لهم إن المكتوب سيتم، ومن ضمن هذا المكتوب أن الكرازة ستكون باسمه، وأشهدهم على ذلك ، وهو الذى فعلوه من بعد: (46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) لوقا 24: 46-48

            فهل فهم زكريا بطرس أو الكنيسة ما لم يفهمه التلاميذ ، حاملو لواء الدعوة من بعد معلمهم؟

            ما رأيك عزيزى القارىء؟ وما رأيك عزيزى زكريا بطرس؟

            تعليق

            • abubakr_3
              مشرف عام

              • 15 يون, 2006
              • 849
              • مسلم

              #7
              ويقول يوحنا الحبيب أن الشهود فى السماء ثلاثة {الآب والكلمة والروح القدس} والثلاثة هم واحد. (يوحنا الأولى 5: 7) فكيف ذلك وما مفهومه وما معناه وماذا يعنى ثالوث؟ وكيف هم واحد؟ وهذا هو موضوعنا وأظن أن أخوتنا فى الإسلام لا يستطيعون تقبل مفهومنا هذا لكن نوضح أكثر ببساطة معنى الآب والابن والروح القدس.

              لقد أضحكتنى بقولك (وأظن أن أخوتنا فى الإسلام لا يستطيعون تقبل مفهومنا هذا)، وفى الحقيقة إن اخوانك فى المسيحية أيضًا لم يفهموه. وسوف أذكر لك أقوالهم فى هذه الطلاسم ، وكل ما يقولونه فى هذا الموضوع: إنه عليك أن تؤمن ، ثم تحاول أن تفهم. وهم يعلمون مقدمًا أنه لن يفهم.

              القس ج. ف. دى. جروت في كتابه (تعاليم الكاثوليكية) ص149:إنّ الثالوث الأقدس هو سر غامض بمعنى الإلزام بالكلمة. وللأسباب وحدها لا يمكن التدليل على وجود الثالوث الإلهى نتعلمه من الكتب الموحى بها. وحتى بعد وجود السر الغامض قد كُشف لنا بقاء استحالة العقل الإنسانى إدراك كيف أن الثلاثة الأشخاص إنما هى ذات طبيعة إلهية واحدة.“ (نقلاً عن الغفران ص94)

              ويقول القس منسى يوحنا ص121 تحت عنوان (إن العقل يقبل سر التثليث وإن كان لا يفهمه): ”نعود فنكرر القول أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس , وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة“.

              عزيزى القمص: أنت تضيع وقتك ووقتنا فى محاولة شرح هذه عقيدة غير قابلة للفهم ، كما يقول علماء كتابكم!!!

              إن النص يتكلم هنا عن وحدة فى شهادة الشهود، فهى إن كانت تعنى فهى تعنى أن شهادة هؤلاء الثلاثة واحدة. والشهود يوم القيامة هم الله تعالى وكتابه الذى يدين به الناس ورسوله الذى بلغ هذه الرسالة. وإلا لماذا أقحم الشهادة فى النص ، لو كان يعنى أنهم ثلاثة أقانيم فى واحد ، وواحد له ثلاثة أقانيم؟ لكن ما المشكلة أن تكون شهادة كل المؤمنين شهادة واحدة؟ وما المشكلة أن يكون كل الأنبياء على قلب رجل واحد ، وتتفق شهادتهم مع كلام الله؟ هل هذا يعنى اتحادهم بالله؟ فما علاقة هذا بالثالوث الوثنى الذى تؤمن به أيها القمص.

              وإذا تخيلنا شهادة الثلاثة على الأرض وهم الروح والماء والدم ، فعن أى ثالوث يعبِّر هذا الماء والدم؟ فإذا فهمت أن الثلاثة الأول هم الثالوث الذى تؤمن به أيها القمص ، فعليك أن تؤمن أن الشهود الثلاثة الذين على الأرض هو الثالوث الثانى. وبالتالى فأنت تؤمن بإله سداسى الأقانيم، منقسم إلى ثلاثة فى السماء ، وثلاثة على الأرض. ولنترك النص يوضح هذا للقارىء: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.) رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8

              والدليل على هذا الفهم السليم للنص أن الترجمة الكاثوليكية 1986 قالتها: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون). أى متفقون فى الشهادة.

              ونُكمل النص ليتأكد لنا أنه لا يتكلم عن ثالوث فى واحد ، ولكنه يتكلم عن شهادة الله لنبيه: (9إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ فَشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَمُ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ اللهِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا عَنِ ابْنِهِ. 10مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِباً، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللهُ عَنِ ابْنِهِ. 11وَهَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. 12مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. 13كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللله ِ.) يوحنا الأولى 5: 9-13

              فالرب شهد إذن لابنه ، وقلنا إنه من اللامعقول أن يكون الابن هو الآب ، لأنه فى هذه الحالة ستسقط شهادة الآب ، لأن شهادته لنفسه تبعًا لدستوره لا تجوز ، فلا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر: (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً.) يوحنا 5: 31

              وعبَّر يسوع على أنه والأب اثنان فقال: (16وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 17وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ. 18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَني».) يوحنا 8: 16-18

              والنقطة الثانية فى هذا النص أن سبب هذه التعاليم والهدف منها هو (وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.) ، وليس باسم الأب والابن والروح القدس ، وليس التعميد باسم هؤلاء الثلاثة، بل باسم يسوع، الأمر الذى يتفق مع ما فعله التلاميذ فيما بعد.
              * * *

              أما عن أصالة هذا النص يقول موقع Biblegateway.comللكتاب المقدس على النت تعليقًا على هذه الفقرة فى هامشه إنها غير موجودة فى أى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر:
              http://bible.gospelcom.net/passage/?search=1%
              20john%205%20&version=31;&version=31;#fen-NIV
              30617a
              (not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)

              وتعلق عليها ترجمة الملك جيمس الحديثة قائلة:
              1 John 5:8 NU-Text and M-Text omit the words from in heaven (verse 7) through on earth (verse 8). Only four or five very late manuscripts contain these words in Greek.
              http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxre
              on&interface


              لاحظ قوله إن هناك بعض المخطوطات حذفت كلمات (فى السماء) من الفقرة السابعة و(فى الأرض) من الفقرة الثامنة ولم تحتويها أى نسخة غير أربع أو خمس نسخ من النسخ المتأخرة (الحديثة نسبيًا) على هذه الكلمات. ألا يثبت هذا الاختلافات الواقعة بين المخطوطات القديمة التى يتفاخرون بها؟ وألا يثبت هذا وجود التحريفات التى دخلت هذا الكتاب لمدة ما من الوقت ، ثم أنبهم ضميرهم فحذفوا غير الموجود فى أقدم النسخ؟ ألا يثبت هذا تلاعبهم بكتاب يُطلقون عليه كتاب الله ، ويثبت عدم إيمانهم به ككتاب لله وإلا لما تلاعبوا به؟

              وقد وضعها مترجم كتاب الحياة بين قوسين معكوفين ، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!

              أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله، فحذفوا ما تحته خط: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)

              وكتبوها كالآتى: (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثة(1): 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.) ، تُرى متى تفيق ضمائر باقى المسئولين عن ترجمة الكتاب المقدس ونقده، وينقون الكتاب مما علق به؟

              كما أضاف التعليق الآتى فى نهاية الصفحة: (والَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ). ثم قال: هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.

              وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).

              وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟

              أما ترجمة الكاثوليك ******ية لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.

              أما الترجمة الأباء ******يين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به. كما لو كان القارىء لن يلتفت إلى هذا الحذف، ولن يدر بخلده أن هناك من يحذف ويبدل ويضيف من تلقاء نفسه. وذلك لأنه يثق ثقة عمياء فى رجال الكنيسة وعلماء اللاهوت ، الذين لهم الحق فى تفسير الكتاب والعقيدة ، دون إبداء اعتراض أو تعبير لعدم الفهم أو عدم الإقتناع.

              فما هذا الذى تقوله أو تؤمن به عزيزى القمص زكريا بطرس بعد اعتراف من أرفع علمائكم وهم علماء الكتاب المقدس وشرح المتون والأصول؟ لقد قالها بصراحة عارية: إن هذا النص أُدخِلَ إلى المتن، وهذا أحد أدلتنا عليكم للتحريف!

              هذا وقد وجد هذا النص فقط فى ثمانية مخطوطات. سبعة منها تعود للقرن السادس عشر، وأرقامها هى 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.

              والمخطوطة الأخيرة هى الوحيدة التى ترجع إلى القرن العاشر الميلادى أى بعد ألف سنة من رفع يسوع ، وهى برقم 221 ، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.

              ويقول بعض علمائهم إن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة ما ، تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم ، ثم وَجَدَت هذه الإضافة طريقًا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.

              وقد سُئِلَ عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص. هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب ، وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية. والسؤال كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟

              وأتمنى أن يكون القارىء قد لفت نظره هذه اللعبة الظريفة. الرجل الأمين يرفض وضع النص فى الكتاب المقدس!! وتضغط عليه الكنيسة ، ثم تصنع له مخطوطة خصِّيصًا لهذا النص ، ويقبل الرجل الأمين ، ويدرجه فى الكتاب المقدس!! ويظل اسمه كتاب الله لدى الكنيسة وضحاياها!!

              ومعنى هذا أن المسيحى أراد أكل التفاحة الأولى ، فأشار عليه إرازموس أنها تالفة فرماها ، وعندما أراد أكل الثانية ، لفت نظره أيضًا أنها تالفة فرماها ، فطفى النور وتركه يأكل الثالثة!!

              إن إرازموس فعل مثل حارس الأمن الذى رفض صعود اللص إلى العمارة السكنية، وهو يعلم نيته المبيتة للسرقة، واشترط عليه أن يملك مفتاحًا للصعود، ففرح اللص، بالحل الذى أملاه عليه الحارس الأمين، وأخرج له المفتاح، فصعد، وتمت عملية السرقة.

              وقد يقول قائل ربما كان إرازموس يجهل التمييز بين المخطوطة الأصلية والمخطوطة المزورة. وقد أوافقه ، لكن كيف تطلب منه الكنيسة ذلك وتضغط عليه دون أن يشعر أن الكنيسة لا تملك مثل هذا النص فى أى مخطوطة لديها، لأنها لو كانت عندها من الأساس، ما كانت فى حاجة للضغط عليه، ولكانت أظهرتها، وأعفته من هذا العمل، لأنه بذلك أثبت سوء نية، فى رفض نص إلهى، بل ولحاكمته، ربما كان له ميول عقيدية أخرى. ولو صدق هذا ، لفقدنا الثقة فى الكتاب بأكمله ، حيث يكون إرازموس بذلك قد أظهر نواياه السيئة.

              وفى الحقيقة مثل هذه الحادثة تفقدنى الثقة فى الكتاب ومخطوطاته. بالكنيسة ترقع الكتاب من مخطوطات مختلفة ، تكوِّن منها النص الذى تريده ، ويتفق مع عقائدها! والنص الذى لم تجده صنعته خصيصًا للمترجم الأمين!!

              وهل يتخيَّل عاقل أنه حتى القرن السادس عشر ، كانت ماتزال الكنيسة تصنع ما تسمونه بالمخطوطات؟ ومتى ستتوقف الكنيسة عن صنع هذه المخطوطات؟ وإلى أى سنة تقبل الكنيسة عُمر المخطوطة؟

              ويقول الإصدار الرابع لمعجم مفسرى الكتاب المقدس ص711، ”إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة فى السماء (يوحنا الأولى 5: 7) -نسخة الملك جيمس- ليس جزءًا حقيقيًا من العهد الجديد.“ ، وفى ص871 يقول: ”هو إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد.“
              The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press

              ويقول قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص1020: ”إلا أن هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية.“
              The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020

              ويقول تفسير "بيك" للكتاب المقدس(Peake's Commentary on the Bible) : ”إن الإضافة الشهيرة للشهود الثلاثة“: «الآب والكلمة والروح القدس» غير موجودة حتى في النسخة القياسية المنقحة. وهذه الإضافة تتكلم عن الشهادة السماوية للآب، واللوجوس وهو(الكلمة) ، والروح القدس، إلا أنها لم تستخدم أبداً في المناقشات التي قادها أتباع الثالوث. لا يوجد مخطوطة يدوية جديرة بالاحترام تحتوي على هذا النص. حيث إن هذه الإضافة قد ظهرت للمرة الأولى فى النص اللاتيني في أواخر القرن الرابع بعد الميلاد ، حيث أقحمت في نسخة فولجاتة(Vulgate) وأخيرًا في نسخة إيرازموس( Erasmus) للعهد الجديد“.
              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=4604

              هل تعلم عزيزى القارىء أنه لليوم تحذف الكنيسة نصوصًا من الكتاب الذى تقدسه؟ لا تدع إنسان يضحك عليك ، ويفهمك أنها ناتجة عن أخطاء من المترجمين! فإذا أخطأ المترجم اليوم وحذف نصًا من كتاب الرب المقدس ، فما هو ضمانك أنه لم يُخطىء الناسخ سابقًا ، أو أنه أضاف أو حذف نصًا بأمر من الكنيسة أو من الشخص الذى كان يتولى إملائه؟ وما هو الضمان أن أبيك وجدك ماتوا على الإيمان السليم بالكتاب السليم بعد أن حذفوا منه؟

              سأكتب إليك بضعة نصوص ، وتأكد من فضلك مما أكتبه. سيكلفك الأمر عدة جنيهات ، اشتر بها الترجمة العربية المشتركة ، وترجمة الآباء ******يين طبعة 2000 ، وترجمة كتاب الحياة وقارن بينهم! وقد ذكرت الكثير منها فى مناظرتى مع القمص حول صحة الكتاب المقدس. أو تصفح هذه التراجم على موقع البشارة المسيحى: http://www.albichara.org/

              1) يوحنا 5: 4 (4لأَنَّ ملاَكاً كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَاناً فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ.)

              لقد أثبتتها ترجمة فاندايك والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986) على أنها موحى بها من عند الله ، وكذلك ترجمة كتاب الحياة.

              وحذفتها الترجمة ******ية برقمها دون تغيير تسلسل الأرقام بعدها ، أى بعد الرقم (3) جاءت الجملة (5)، وهذا مافعلته أيضاً الترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم 1986).

              أما الترجمة العربية المشتركة. فقد وضعت النصوص من (ينتظرون تحريك الماء إلى نهاية الجملة الرابعة بين قوسين معكوفين وأخرجتهما بذلك من الكتاب المقدس!! وكتبت فى هامشها الآتى: ”ينتظرون تحريك الماء. هذه العبارة وآ4 ، لا ترد فى معظم المخطوطات القديمة“.

              2) بعض نسخ الإنجيل غير موجود بها من يوحنا 7: 53 إلى 8: 11

              لقد أثبتتها ترجمة فاندايك والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده) على أنها موحى بها من عند الله، وكذلك ترجمة كتاب الحياة، والترجمة ******ية، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم) وترجمة كتاب الحياة.

              وحذفتها الترجمة العربية المشتركة ، وذلك بوضعها بين قوسين معكوفين ، أى أخرجتها من دائرة كلام الله إلى كلام الشيطان الذى أضافها هنا للنص. وعلقت فى هامشها قائلة: ”لا نجد 7: 53 – 8: 11 فى المخطوطات القديمة وفى الترجمات السريانية واللاتينية. بعض المخطوطات تجعل هذا المقطع فى نهاية الإنجيل“.

              وفى تقديم الترجمة العربية المشتركة يقول الكتاب: ”فى هذه الترجمة استندت اللجنة إلى أفضل النصوص المطبوعة للكتاب المقدس فى اللغتين العبرية واليونانية“ فإذا كانت أفضل النصوص لا تحتوى على هذه الفقرات ، فلماذا تتمسك الكنيسة بها على أنها من وحى الله؟

              3) مرقس 11: 26 (26وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاَّتِكم».)

              ذكرتها ترجمة فاندايك ، والكاثوليكية (أغناطيوس زياده) وترجمة كتاب الحياة.

              وحذفتها الترجمة ******ية برقمها ، ولم تُعدِّل الترقيم مرة أخرى. ولم تُعطِ أية إشارة فى هوامشها إلى ما حدث!! ولا أعرف هل هذا من الخداع ، حتى لا يُلاحظ القارىء أن هذا الإصحاح ينقص جملة عما اعتاد عليه؟ وهذا ما فعلته أيضاً الترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم) ، إلا أنها ذكرت فى هامشها أن هذه الآية زيدت فى بعض الأصول!

              ووضعتها الترجمة المشتركة بين قوسين معكوفين ، أى أخرجتها من كونها نصاً مقدساً إلى نص عادى تمهيداً لحذفها فى طبعات أخرى، وعلقت عليها فى هامشها قائلة: ”لا ترد هذه الآية فى معظم المخطوطات القديمة. رج مت 6: 15“.

              4) مرقس 15: 28 (28فَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ».)

              وقد ذكر هذه النبوءة على أنها من وحى الله وأوحى بها الرب كل من فاندايك ، والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده) ، ترجمة كتاب الحياة.

              وحذفتها الترجمة ******ية برقمها ولم تُعدِّل الترقيم واكتفت ببداية الفقرة الجديدة برقم 29 ، لكنها قالت فى هامشها بوجود هذه الجملة فى بعض المخطوطات ، واستنكر طريقة الكتاب فى الاستشهاد ، وقال عنها إنها ”لا تتَّفق مع عادة مرقس فى استعماله نصوص العهد القديم“.

              وحذفتها أيضا الترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم) برقمها ، وأوردت بعدها الجملة رقم 29 دون تعديل للأرقام ، وحذفتها الترجمة العربية المشتركة بوضعها بين قوسين معكوفين ، وقالت فى هامشها: ”لا ترد هذه الآية فى معظم المخطوطات القديمة ..“.

              5) لوقا 4: 4 (4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ».)

              وهذا الجزء المشار بخط أسفله كتبته ترجمة فاندايك ، والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده) ، وكتاب الحياة.

              وحذفتها الترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم) ، والترجمة ******ية ، والترجمة العربية المشتركة.

              6) لوقا 9: 56 (56لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ». فَمَضَوْا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.)

              ولم يذكر هذه الجملة غير ترجمة فاندايك ، وكتاب الحياة ، والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده).

              وحذفتها الترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم)، والترجمة المشتركة، وترجمة الآباء ******يين. فهل تعلموا ما معنى أن يحذفوا جملة من الكتاب الذى تنسبوه لله؟ معنى ذلك أن هذه الجُملة أُلحقت زوراً بالكتاب!! أى تم التحريف فى الكتاب بالزيادة. وبالنسبة للذين أثبتوا قدسيتها ، يكون التحريف قد ثبت على الذين حذفوها. ويكون أمام القمص زكريا بطرس والقمص مرقس عزيز خليل والدكتور القس منيس عبد النور والقس عبد المسيح بسيط وغيرهم ممن ادعوا صحة الكتاب الذى يقدسوه من التحريف أن يعترفوا إما بالتحريف بالنقص أو بالزيادة!!

              7) متى 6: 13 (13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)

              ولم يذكر هذا الجزء إلا طبعة فاندايك فقط.

              وحذفته الترجمة العربية المشتركة ، وكتاب الحياة ، وترجمة الآباء ******يين ، والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده) التى أبقت فى الترجمة على كلمة (آمين) فقط، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم). فما رأى القمص زكريا بطرس؟ هل أنت مازلت مصر على عدم تحريف الكتاب الذى تقدسه؟ هل علمت من الذى يحرفه؟

              8) متى 16: 13 (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»)

              فى الحقيقة لقد تجلَّى فى الفقرة الماضية نوع من أنواع التحريفات المخزية، ليكون عيسى  هو ابن الإنسان (بارا ناس) أى الرجل البار، وهو إشارة إلى النبى المصطفى . وهذا اللقب ناداه به إبراهيم  فى رحلة المعراج عندما رآه، فقال له (أهلاً بالابن البار). (معالم أساسية ع.م. جمال الدين شرقاوى) ، فجاء السؤال فى كل التراجم بصيغة الغائب عن شخص غير موجود ، ما عدا طبعة فاندايك أعلاه ، وطبعة كتاب الحياة.

              فجاءت فى ترجمة الآباء ******يين والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم): (سأل تلاميذه: “من ابن الإنسان فى قول الناس؟”) ، ووافقتها الترجمة المشتركة مع تغيير (فى قول الناس) إلى (فى رأى الناس). ، ووافقتها الترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده) مع اختلاف بسيط. فقالت: (من تقول الناس إن ابن البشر هو).

              ويؤكد تحليلى هذا قوله عند متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)

              لقد سأل عيسى  الناس فى المسِّيِّا بصيغة الغائب، لأنه كان يعلم أنهم يظنون أنه هو هذا المسِّيِّا ، وأراد أن ينفى ذلك عن نفسه. وللمزيد والتوضيح عن هذا الموضوع فليرجع القارىء إن شاء إلى كتابىْ (المسيح والمسِّيِّا ، ع. م. جمال الدين شرقاوى ، وكتاب: عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا ، للمؤلف)

              تعليق

              • abubakr_3
                مشرف عام

                • 15 يون, 2006
                • 849
                • مسلم

                #8
                لكن هل تعلمون ما معنى أن يضغط كبار رجال الكنيسة وآباؤها على إيرازموس لإضافة نص إلى الكتاب المقدس وهو غير موجود فى أصوله؟ هل تعلمون ما معنى الحرية التى يتمتع بها هؤلاء الناس لإضافة نص أو حذف آخر أو لَىِّ الحقائق لتمرير عقيدة ما وهدم أخرى؟ وهل تعلمون ما معنى أن الكنيسة تصنع له مخطوطة لتقنعه بوجود النص بها حتى تخدع هذا الرجل الأمين ويُدخلها فى متن الكتاب؟ وهل تعلمون أن معنى هذا أن الكتاب تم تجميعه من مخطوطات مختلفة؟

                ليس عندى تعليق على هذا إلا قول الرب فيهم:

                (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8

                (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 31-32

                (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36

                (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ.) متى 15: 9

                هذا وتعتمد الترجمة الألمانية لرسالة يوحنا على الطبعة الثانية من كتاب إيرازموس هذا لعام 1519 ، ولذلك حذف الألمان من عندهم هذه الصيغة فى أى عصر من العصور. فلك أن تتخيل هذا!

                ونسخة الملك جيمس الشهيرة اعتمدت بصورة رئيسية على النسخة اليونانية للطبعة العاشرة لنسخة تيودور بيزا التى هى فى الأساس تعتمد على الطبعة الثالثة لنسخة إيرازموس السابق ذكرها ولذلك هذه الصيغة مشهورة عند الشعوب الناطقة بالإنجليزية فقط أكثر من غيرهم.

                ولذلك عندما اجتمع 32 عالم نصرانى ، يدعمهم خمسون محاضر نصرانى لعمل النسخة القياسية المراجعة حذف هذا النص بلا أى تردد.

                وهناك شهادة عالم كبير هو إسحاق نيوتن الذى يقول إن هذا المقطع ظهر أول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس للعهد الجديد. ويضيف نيوتن أيضا نقطة قوية: وهى أن هذا النص لم يستخدم فى أى مجادلات لاهوتية حول الثالوث من وقت جيروم وحتى وقت طويل بعده. ولم يذكر أبدًا، ولكن تسلل النص بطريقة شيطانية مستغلا غفلة أتباع الصليب الذين يقبلون أى شىء إلا التنازل عن الثالوث المفبرك كما رأينا. وهذا هو الرابط

                http://cyberistan.org/islamic/newton1.html


                وقد اعترف الكاتب جون جلكرايست فى كتابه للرد على الشيخ أحمد ديدات واسم الكتاب "نعم الكتاب المقدس كلمة الله" يعترف بكل ذلك ويلقى باللوم على نساخ الإنجيل ويمكنك مراجعة نص كلامه من موقع كتابه على الانترنت، أو من كتاب مناظرتى مع القمص زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس.

                وإليك اعتراف آخر من كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم جون ستون يقول بالحرف: "هذا العدد بأكمله يمكن اعتباره تعليقا أو إضافة بريق ولمعان. ويشبهها فى ذلك عبارة فى الأرض فى العدد الثامن. ويدعو بلمر هذه القراءة أنها لا يمكن الدفاع عنها ويسجل أدلة فى عشرة صفحات على أنها مفبركة .... فهذه الكلمات لا توجد فى أى مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر وقد ظهرت هذه الكلمات أول ما ظهرت فى مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمى إلى القرن الرابع ثم أخذت طريقها إلى النسخة المعتمدة وذلك بعد أن ضمها إيرازموس فى الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد. ولا شك أن الكاتب تأثر بالشهادة المثلثة التى فى العدد الثامن ، وفكر فى الثالوث. لذلك اقترح شهادة مثلثة فى السماء أيضًا. والواقع أن تحشيته ليست موفقة فالإنجيل لا يعلم أن الآب والابن والروح القدس يشهدون جميعا للابن ولكنه يعلم أن الآب يشهد للابن عن طريق الروح القدس" انتهى بالنص صفحة 141.

                وهذه أسماء بعض الترجمات الانجليزية للكتاب المقدس التى حذفت هذه الزيادة:

                1 - The Bible in Basic English

                International Standard Version-2

                Hebrew Names Version of World English Bible-3

                Holy Bible: Easy-to-Read Version-4

                The Darby Translation-5

                The American Standard Version -6

                The Revised Standard Version-7

                The New Revised Standard Version -8

                World English Bible-9

                The New American Standard Bible-10

                Contemporary English Version -11

                The New Living Translation-12

                Weymouth's New Testament -13

                GOD'S WORD translation-14

                * * *
                طبعاً أول نقطة أحب أن أؤكدها أن ليس معنى هذا الكلام أن هناك علاقة جسدية تناسلية أو جنسية .. حاشا .. فلا نعنى هذا الكلام على الإطلاق ، ومعروف فى اللغة العربية بالتحديد أن الكلام إما أن يكون لازم معناه أو يكون كلاماً بلاغياً له معانى أخرى .

                وهنا أتفق معه فى جزء من كلامه. فأتفق معه أن البنوة لله فى تعبيرات الكتاب الذى يقدسه هى بنوة مجازية ، يتمتع بها كل مؤمن بار يأتمر بأوامر الله ، وينتهى بنواهيه. والأدلة على ذلك كثيرة. فقد حمل هذا اللقب الكثيرون غيره ، ليس فقط من الأنبياء ، ولكن من المؤمنين الأبرار أيضا:

                 خروج4: 22-23 (فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ)

                 مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)

                 مزامير 89: 26-27 (26هُوَ يَدْعُونِي: أَبِي أَنْتَ. إِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي.27أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ.)

                 إشعياء 1: 2 (2اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ.)

                 إرمياء 31: 9 (لأنى صرتُ لإسرائيل أباً ، وأفرايم هو بكرى)

                 هوشع 1: 10 (وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ.)

                 هوشع 11: 1 (1«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.)

                 يقول يوحنا: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13

                 متى 5: 9 (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.)

                 ويقول متى: (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.. .. ..) متى 5: 44-45

                وما قاله مرقس فى إنجيله فهمه لوقا وأعاده بمرادف آخر يؤكد ما قلتة: (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَا نَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!" مرقس 15: 39

                وقال لوقا: (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!" لوقا 23: 47

                يوحنا الأولى 3: 1 (1أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.)

                رومية 8: 14 (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.)

                رومية 8: 16 (16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.)

                 (2أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ،الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ،وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ)يوحنا الأولى 3: 2

                 (7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ) يوحنا الأولى 3: 7-10

                 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.) يوحنا الأولى 5: 18

                أما عن وجود (علاقة جسدية تناسلية أو جنسية) بين يسوع والله ، فهذا لا يؤمن به عاقل.

                * * *

                فإذا فهمنا الأمر على أنه كلام لازم ، تكون كلمة أب وابن تعنى أن رجلاً تزوج امرأة وأنجبوا ابناً .. هذا هو الكلام اللازم معناه ، ونحن لا نقول هذا والقرآن نفسه يقول ذلك {.. أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ .. } [(101) سورة الأنعام] بمعنى زوجة فنحن لا نقول أن الله سبحانه تزوج لكن لا نعلم من أين أتى القرآن بهذا الكلام.

                بغض النظر عن كيفية الحبل. إن تسميتكم ليسوع ابن الله ، ولمريم أم الإله ، لا يعنى إلا أن تكون مريم زوجة الله. فكما للابن أب، وللزوجة ابن، فلا بد أن يكون لها رجل. وإلا على أى أساس سمَّيتُم يسوع ابن الله؟ وإذا كان هذا مجازًا، فما الحكمة أن تخصوه هو بالإشتراك فى الثالوث دون غيره من أبناء الله الآخرين؟ وما الحكمة من تأليه أمه ، وصعودها للسماء؟

                ثم ما المانع أن يتزوج الإله عندكم؟ ألم يتجسد، وكان له عضو ذكرى ، وتم تختينه فى اليوم الثامن مثل باقى الذكور؟ ألم يكن عنده أبناء وبنات؟ ألم تكن له خالة وابن خالة واخوة ، سواء كانوا أشقاء أم اخوة لأب؟ فما الذى يمنعه أن يتزوج أو تكون له صاحبة سواء كانت أمه أم مريم المجدلية؟

                أنا أناقش هذا بالعقل تبعًا للعقيدة التى تؤمن بها ، وليس تبعًا لإيمان الموحدين من بنى إسرائيل أو المسلمين.

                وما رأيك عزيزى القمص زكريا بطرس أن كتابك يؤكد أن يسوع جاء من نطفة يوسف زوج أمه ، بل ومن نطفته؟ فبولس يؤكد هذا فى رسالته إلى أهل رومية: (الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ) رومية 1: 3 ، وهى فى الحقيقة ليست (مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ) ولكنها (مِنْ مَنِىّ دَاوُدَ):
                concerning his Son, who was born of the seed of David according to the flesh, (ASV)

                περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυιδ κατα σαρκα

                Concerning his Son Jesus Christ our Lord which was made of the seed of

                David according to the flesh


                وقد كتبت لك فى المناظرة حول صحة عقيدة الثالوث تحليلاً كاملاً بالتراجم المختلفة ، بل بالكلمة اليونانية ومعانيها من أوثق الكتب لديكم.

                ووضعتم على لسان مريم أنها سمت يوسف هذا أبًا ليسوع، مع أن المرأة التى تلد مثل هذا الميلاد الإعجازى، وتخشى على سمعتها وسمعة ابنها الإله، وأن يحرقها اليهود حية، لأن هذه عقوبة ابنة الكاهن ، إذا زنت، لتكون أحرص الناس على أن لا تسمِّى يوسف أبًا ليسوع. والغريب أن يسوع الذى هو إله عندكم يسكت على هذه التسمية ، ولا يردها حتى لا يُسىء الناس الظن بأمه أو بنسبه، أو حتى يُبرِّىء نفسه أمام عبيده!! إلا إذا كان صغيرًا ، ليست عنده بصيرة بعواقب الأمور، ولا يفهم تبعات هذا الأمر!! ومثل هذا لا يُطلق عليه إله ، وغير جدير بالألوهية!! (48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!) لوقا 2: 48

                ويتساءل القمص فى براءة ، ولا يعرف من أين أتى القرآن بأن الرب له زوجة. لقد أتى القرآن بهذا من أفواهكم وعقولكم وممارساتكم عزيزى القمص. والقرآن يُدين من يؤمن أن لله زوجة أنجبت ابنًا له. سواء كانت هذه العبادة من مقومات الإيمان عند الكاثوليك أو بعض طوائف أو أفراد الأرثوذكس أو البوذيين أو الهنود. ويعبد الكاثوليك والأرثوذكس لليوم مريم ، ولها عندهم طقوس معينة.

                * * *

                يواصل زكريا بطرس قائلاً:

                كانت هناك بدعة فى القرن الخامس قبل الإسلام ُتسمى بدعة المريميين وكانت تنادى بتعليم غريب .. أناس يعبدون الأوثان وكانت البدعة شبيهة ببدعة إيزيس وأوزوريس وحورس … أوزوريس إله الخير وإيزيس زوجته وولدوا حورس وهذه القصة تخص قدماءنا المصريين ، وكان هناك أشخاص مثلهم يعبدون نفس الآلهه ، ولما دخلوا المسيحية حاولوا أن يستمروا فى نفس الخط ، وحسب اعتقادهم أن العذراء إله ، فى وجهة نظرهم .. ولكن المسيحية قامت ضد هؤلاء ومنعتهم وحرمتهم تماماً ، فلما جاء الإسلام كان لا يزال يوجد بقية من هؤلاء الناس والفكر الموجود ، فقام الإسلام أيضاً بدوره ضد هذه البدعة وليس ضد المسيحية والقرآن يقول {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} (55) سورة آل عمران فنحن لسنا كفرة.
                كذلك يقول القرآن: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} (82) سورة المائدة
                فإذا كان النصارى مشركين لكانوا أشد الناس عداوة ولكن أشد الناس عداوة هم اليهود والذين أشركوا وفى المقابل أقربهم مودة هم النصارى. كما يقول: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (46) سورة العنكبوت
                فى الحقيقة إننى لم أعثر على كتاب أسميته أنت (القول الإبريزى للمقريزى)، وهو الذى نقلت منه ما كتبته عن طائفة المريميين ، التى كانت منتشرة حتى القرن السابع على حد قولكم. فهل هذا هو الكتاب الذى صنفه محامى مسيحى وأضاف فيه أقوالاً لم يأت بها المقريزى، مثل ما تكتبونه عن اضهاد المسيحيين فى العصر الأموى وغيره؟ فإذا كان هو ذلك الكتاب، فهو ليس فوق مستوى الشبهات، وهو أول من ذكر هذه الفرية ، ولا نعلم له مصدرًا آخر. فهو أشبه بنقلك من دائرة المعارف الإسلامية ، التى صنفها المستشرقون والمسيحيون.

                أما بالنسبة لقولك إن فرقة المريميين هذه فرقة ضالة لأنهم يألهون مريم ، فأقول لك: وهل الأرثوذكس أو الكاثوليك لا يؤلهون مريم؟

                ويجدر بنا هنا أن نعرف أولاً ما معنى عبادة مريم أو تقديسها؟

                إن تقديسكم لمريم هو رفعكم لشأنها مكانًا فوق كل البشر ، بحيث يكون مكانها الطبيعى مع الآلهة. وعلى ذلك فالمسيحيون الكاثوليك والأرثوذكس يوقدون لها الشموع ، ويسجدون لتماثيلها ، ويؤمن الكاثوليك أنها (أم الإله) ، وتفرَّدَ الأرثوذكس بتسميتها (أم الله) كما كتب الأب متى المسكين فى كتابه (مع العذراء القديسة مريم) ص35 و81 و87. وذلك على الرغم من أنه لا يعرف الكتاب الذى يقدسونه فى عهديه القديم والجديد اسم الله. والرب عندهم له مسميات أخرى.

                ويؤمن كل منهما أنها الشفيع له يوم الحساب، والوسيط بينه وبين يسوع، كما أن يسوع الوسيط والشفيع بين الإنسان والآب، ولن تتم الشفاعة عند ابنها ولا غفران الذنوب إلا بإذنها وشفاعتها. بل إن الكاثوليك لديهم طقوس لاهوتية لمريم ، ويؤمنون كما يؤمن الأرثوذكس برفع مريم إلى السماء، واحتفلت الكنيسة الأرثوذكسية العام الماضى 2006 بيوم ارتفاع مريم إلى السماء. وهناك صلوات وصيام ونذور من أجلها. اللهم إلا إذا كنت بروتستانتيًا ، يُكفرك الكاثوليك والأرثوذكس.

                يقول الأب متى المسكين فى كتابه (مع العذراء القديسة مريم) ص17: إن لمريم قيمة كبيرة جدًا فى اللاهوت المسيحى فهى ”أول سر من أسرار الخلاص. فسرُّ العذراء مريم يرقى إلى سر الصليب، فلولاها ما عرفنا الصليب والمصلوب. لذلك ارتفع سر العذراء مريم فى اللاهوت“.

                ومعنى ذلك أنها مشاركة للابن فى عملية الصلب والفداء ، ومن هنا جاء تقديس ألوهية يسوع ، ولو أنهم لم يتلفظوا بقولهم الإلهة مريم.

                وهنا يتملكنى العجب من أنهم قدسوا مريم وأشركوها فى عملية الصلب والفداء ، فى الوقت الذى لم ينزلوا فيه يهوذا الإسخريوطى هذه المنزلة ، وهو الذى دفع سيده للصلب ، أى لتحرير البشرية من الخطيئة الأزلية ، بعد أن كان يبكى ويتضرع إلى إلهه ألا يتركه يموت ، وأن يُذهب عنه كأس الموت هذه: (39وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ. 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 39-44

                فكل ما فعله يهوذا الإسخريوطى هو إصراره على عدم التراجع عن أنه يجب أن يُعدم الإله لغفران الخطيئة الأزلية، وتمسك بهذا المبدأ السامى، الذى كان يجب أن يذهب الإله ضحية له. فأنتم تُدينون ليهوذا الإسخريوطى بالنعمة التى تعيشون فيها أكثر من الإله وأمه. ففكر هداك الله: ماذا كان سيحدث لو تراجع الإله بالفعل عن موته تكفيرًا للخطيئة الأزلية ، وعدم إرشاد يهوذا الإسخريوطى اليهود عنه؟

                ومن ألقابها كما يقول الأب متى المسكين فى كتابه سابق الذكر: (مسكن الله) ص21، و(مسكن حكمة الله) ص104، (كأنها صارت جنة عدن ذاتها) ص21، (والسماء الثانية) ص21 وص108، و(السماء الجديدة) ص122، و(القبة الثانية) ص126، و(أم المصالحة العليا ، وأم السلام على الأرض وفى السماء) ص21، و(ملتقى الإيمان والتقوى فى كل الأجيال وإلى آخر جيل) ص23، وتفرَّدَ الأرثوذكس بتسميتها (أم الله) ص35، العليقة: (أنت هى الشجرة التى رآها موسى متقدة بالنار) ص72، (باب المشارق هو مريم العذراء) ص80، (كل ملوك الأرض يسيرون فى نورك، والأمم فى ضيائك يا مريم أم الله) ص81 ، و(هى أرفع من الشاروبيم وأجل من الساروفيم، لأنها صارت هيكلاً للواحد من الثالوث) ص85، (وهى الآية التى ظهرت من السماء متسربلة بالشمس، وكان القمر تحت رجليها ، وكلَّلَ رأسها اثنا عشر كوكبًا، فهى السماء الجديدة التى على الأرض) ص96-79، و(أنت أفضل من السماء ، ومكرمة أفضل من الأرض. أنت فقت كل فكر. من يقدر أن يصف كرامتك. ليس من يشبهك يا مريم العذراء. الملائكة يكرمونك، والساروفيم يمجدونك) ص99-100 ، و(بستان العطر، ينبوع ماء الحياة المقدس) ص102 ، و(الحمامة الحسنة) ص122 و137 و140، و(اليمامة النقية) ص126، (الشفيعة الأمينة) ص102 و122 و123، و(الكلية القداسة) ص103، و(المؤتمنة على سعة السماء والأرض) ص104، (سبب ارتقائنا إلى السماء) ص104، و(المضيئة أكثر من الشمس) ص104، و(أنت مضيئة أكثر من الشمس، أنت هى ناحية المشرق) ص104، (اسألى الذى ولدته مخلصنا الصالح أن يرفع عنا هذه الأتعاب ويقرر لنا السلامة) ص112، و(أصعدى صلاتنا إلى ابنك الحبيب ليغفر لنا خطايانا) ص123و130 و131، و(الملكة الحقيقية الحقانية) ص114 و135 و146، و(المرتفعة أكثر من السماء) ص118، و(الكنز الروحى) ص126.

                ولو تأملت عزيزى القمص فى كل هذه الألقاب والأوصاف التى ألحقتموها بها فى صلواتكم وتطويباتكم لها، لما خرجت على أنكم تألهونها، وتنزلونها مرتبة أعلى من السماوات والأرض وما فيهم من بشر وملائكة، وتقل عن الثالوث، رغم شركتها فيه، لأنها كانت البطن التى حوت الإله، وولدته، وأرضعته، وربته، وسهرت على تربيته وصبرت عليها!

                يؤكد هذا قوله الصريح: (السلام للمتلئة نعمة، المائدة الروحية ، التى تعطى الحياة لكل من يأكل منها) ص113. فقارن هذا بما قاله يسوع ، تجد أنه من أكل أيضًا جسد يسوع يُعطى الحياة: (53فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. 54مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 55لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. 56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.) يوحنا 6: 53-56

                ومعنى ذلك أن منزلتها هى نفس منزلة يسوع. فكيف تدعى أنكم لا تؤلهونها؟ إن ادعاءك أنكم لا تؤلهونها لا يعنى إلا أنك تكذب علينا ، أو أنك لا تعرف معنى الألوهية ، أو إنك تتبرأ من تأليهك لها وتتكلم بلسانك كبروتستانتى مثل القس عبد المسيح بسيط ، الذى لم يذكر كلمة عن الأسفار المسمَّاة بالأسفار القانونية الثانية فى كتابه (الوحى الإلهى واستحالة تحريف الكتاب المقدس)، مؤمنًا بما قاله الدكتور القس منيس عبد النور من أن الأسفار القانونية الثانية تحتوى على خرافات وأغلاط تاريخية وعقائدية.

                وإليك ما قاله الدكتور القس منيس عبد النور صاحب كتاب (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس): ”كتب الأبوكريفا هي الكتب المشكوك في صحة نسبتها إلى من تُعزى إليهم من الأنبياء، وهي كتب طوبيا، ويهوديت، وعزراس الأول والثاني، وتتمَّة أستير، ورسالة إرميا، ويشوع بن سيراخ، وباروخ، وحكمة سليمان، وصلاة عزريا، وتسبحة الثلاثة فتية، وقصة سوسنة والشيخين، وبل والتنين، وصلاة منسى، وكتابا المكابيين الأول والثاني. ومع أن هذه الأسفار كانت ضمن الترجمة السبعينية للعهد القديم، إلا أن علماء بني إسرائيل لم يضعوها ضمن الكتب القانونية. وبما أن بني إسرائيل هم حفظة الكتب الإلهية، وعنهم أخذ الجميع، فكلامهم في مثل هذه القضية هو المعوّل عليه. وقد رفضوا هذه الكتب في مجمع جامينا (90م) لأنها غير موحى بها، للأسباب الآتية:

                (1) إن لغتها ليست العبرية التي هي لغة أنبياء بني إسرائيل ولغة الكتب المنزلة، وقد تأكدوا أن بعض بني إسرائيل كتب هذه الكتب باللغة اليونانية.

                (2) لم تظهر هذه الكتب إلا بعد زمن انقطاع الأنبياء، فأجمع أئمة بني إسرائيل على أن آخر أنبيائهم هو ملاخي. وورد في كتاب الحكمة أنه من كتابة سليمان. ولكن هذا غير صحيح، لأن الكاتب يستشهد ببعض أقوال النبي إشعياء وإرميا، وهما بعد سليمان بمدة طويلة، فلا بد أن هذه الكتابة تمَّت بعد القرن السادس ق م. ويصف «كتاب الحكمة بني إسرائيل بأنهم أذلاء مع أنهم كانوا في عصر سليمان في غاية العز والمجد.

                (3) لم يذكر أي كتاب منها أنها وحي، بل قال كاتب المكابيين الثاني (15: 36-40) في نهاية سفره: «فإن كنت قد أحسنتُ التأليف وأصبتُ الغرض، فذلك ما كنتُ أتمنّى. وإن كان قد لحقني الوهَن والتقصير فإني قد بذلت وُسعي. ثم كما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضرٌّ، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتُعقب لذة وطربا، كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يطرب مسامع مطالعي التأليف. ولو كان سفر المكابيين الثاني وحياً ما قال إن التقصير ربما لحقه!

                (4) في أسفار الأبوكريفا أخطاء عقائدية، فيبدأ سفر طوبيا قصته بأن طوبيا صاحَب في رحلته ملاكاً اسمه روفائيل، ومعهما كلب، وذكر خرافات مثل قوله إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان (طوبيا 6: 19).

                ونادى بتعاليم غريبة منها أن الصَّدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا (طوبيا 4: 11، 12: 9)

                ، وأباح الطلعة (الخروج لزيارة القبور) وهي عادة وثنية الأصل، وهي أمور تخالف ما جاء في أسفار الكتاب المقدس القانونية ..

                وجاء في 2مكابيين 12: 43-46 أن يهوذا المكابي جمع تقدمة مقدارها ألفا درهم من الفضة أرسلها إلى أورشليم ليقدَّم بها ذبيحة عن الخطية وكان ذلك من أحسن الصنيع وأتقاه، لاعتقاده قيامة الموتى.. وهو رأي مقدس تقَوي، ولهذا قدَّم الكفارة عن الموتى ليُحَلّوا من الخطية«. مع أن الأسفار القانونية تعلِّم بعكس هذا.
                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 12 أغس, 2020, 03:27 م.

                تعليق

                • abubakr_3
                  مشرف عام

                  • 15 يون, 2006
                  • 849
                  • مسلم

                  #9
                  (5) في أسفار الأبوكريفا أخطاء تاريخية، منها أن نبو بلاسر دمَّر نينوى (طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر، وقال إن سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م، وقت شلمنأصر. وقال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1:18) مع أن والد سنحاريب هو سرجون. وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 أن عظام يوسف بن يعقوب «افتُقدت، وبعد موته تنبأت».

                  (6) لم يعتبر بنو إسرائيل هذه الكتب مُنزلة، ولم يستشهد بها المسيح المذخَّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (كولوسي 2: 3). ولا اقتبس منها تلاميذ المسيح، ولم يذكرها فيلو ولا يوسيفوس. مع أن المؤرخ يوسيفوس ذكر في تاريخه أسماء كتب بني إسرائيل المنزلة، وأوضح تعلّق بني إسرائيل بها، وأنه يهُون على كل يهودي أن يفديها بروحه.

                  (7) سار الآباء المسيحيون الأولون (ما عدا قليلون منهم) على نهج علماء بني إسرائيل في نظرتهم إلى هذه الأسفار. ومع أنهم اقتبسوا بعض الأقوال الواردة فيها إلا أنهم لم يضعوها في نفس منزلة الكتب القانونية. وعندما قررت مجامع الكنيسة الأولى الكتب التي تدخل ضمن الكتب القانونية اعتبرت هذه الكتب إضافية أو غير قانونية، فلم يذكرها مليتو أسقف ساردس (في القرن الثاني المسيحي) من الكتب المقدسة، ولم يذكرها أوريجانوس الذي نبغ في القرن الثاني، ولا أثناسيوس ولا هيلاريوس ولا كيرلس أسقف أورشليم، ولا أبيفانيوس، ولا إيرونيموس (جيروم)، ولا روفينوس، ولا غيرهم من أئمة الدين الأعلام الذين نبغوا في القرن الرابع. وقد أصدر المجمع الديني الذي اجتمع في لاودكية في القرن الرابع جدولاً بأسماء الكتب المقدسة الواجب التمسك بها، دون أن يذكر هذه الكتب. ويرجع الكاثوليك إلى قرارات هذا المجمع. ولكن لما كانت هذه الكتب موجودة ضمن أسفار العهد القديم في الترجمات السبعينية واللاتينية، فقد أقرّ مجمع ترنت في القرن السادس عشر اعتبارها قانونية، فوُضعت ضمن التوراة الكاثوليكية، على أنها كتب قانونية ثانوية.. علماً بأن إيرونيموس (جيروم) مترجم «الفولجاتا» (من اليونانية إلى اللاتينية) وضع تلك الأسفار بعد نبوَّة ملاخي، فأُطلق عليها في ما بعد «أسفار ما بين العهدين».

                  (8) هذه الكتب منافية لروح الوحي الإلهي، فقد ذُكر في حكمة ابن سيراخ تناسخ الأرواح، والتبرير بالأعمال، وجواز الانتحار والتشجيع عليه، وجواز الكذب (يهوديت 9: 10، 13). ونجد الصلاة لأجل الموتى في 2مكابيين 12: 45، 46 وهذا يناقض ما جاء في لوقا 16: 25، 26 وعبرانيين 9: 27.

                  (9) قال الأب متى المسكين، في كتابه »الحُكم الألفي« (ط 1997، ص3): «كتب الأبوكريفا العبرية المزيَّفة، التي جمعها وألَّفها أشخاص كانوا حقاً ضالعين في المعرفة، ولكن لم يكونوا «مسوقين من الروح القدس»، (2بطرس 1: 21) مثل كتب: رؤيا عزرا الثاني وأخنوخ، ورؤيا باروخ وموسى وغيرها». ثم قال في هامش الصفحة نفسها: «تُسمَّى هذه الكتب بالأبوكريفا المزيَّفة، وهي من وضع القرن الثاني قبل المسيح، وفيها تعاليم صحيحة وتعاليم خاطئة وبعض الضلالات الخطيرة مختلطة بعضها ببعض. ولكنها ذات منفعة تاريخية كوثائق للدراسة».

                  وبما أن بني إسرائيل الذين أؤتُمنوا على الكتب الإلهية، هم الحكَم الفصل في موضوع قانونية الأسفار المقدسة، وقد أجمع أئمتهم في العصور القديمة والمتأخرة على أنه لم يظهر بينهم نبي كتب هذه الكتب، فإنه من المؤكد أن أحد اليهود المقيمين في الشتات وضعها. ولو كانت معروفة عند بني إسرائيل لوُجد لها أثر في كتاب التلمود. أما الكتب المقدسة القانونية فهي مؤيَّدة بالروح القدس وبالآيات الباهرة. فالأنبياء الكرام وتلاميذ المسيح أيّدوا رسالتهم وتعاليمهم بالمعجزات الباهرة التي أسكتت من تصدّى لهم، فتأكد الجميع حتى المعارضون أن أقوالهم هي وحي إلهي، فقبلوا كتبهم بالاحترام الديني والتبجيل، وتمسكوا بها واتخذوها دستوراً، ولم يحصل أدنى خلاف بين أعضاء مجمع نيقية على صحة الكتب المقدسة لأنها في غنى عن ذلك.“

                  يؤكد تأليهكم لمريم قول نفس كتاب الأب متى المسكين: (فلا يفارقها الله ، ولا هى تفارقه ، بسر يفوق قوى العاقل والمعقول) ص21 ، وقوله أيضًا: (فالصلوات عبادة مقدمة للمسيح وتسبيح للعذراء) ص36، فهى إذن شريكة مع الرب فى السماء ، وعلى العرش ، وفى الصلوات الموجهة له ، ولا تصل صلاة أو شفاعة إلا بواسطتها ، ولا يُغفر لإنسان ما إلا عن طريقها ، وفاق نورها نور الشمس ، بل هى اتجاه القبلة ذاتها ، فهى المشرق ذاته. فكيف لا تؤلهونها؟

                  يقول موقع كنيسة الأنبا تكلا الأرثوذكسى عن تطور عبادة مريم: ”يؤمن الكاثوليك أن عبادة مريم هى أعظم وسيلة لحفظ البر والقداسة ، وأنه يجب تقديم العبادة لمريم، مثل تقديم العبادة للقربان المقدس (الأفخاريستا)“.
                  http://st-takla.org/Feastes-&-Specia...2-Mariam_.html

                  ثم ألم تسمونها (والدة الإله) فى مجمع أفسس عام 431م؟ ألا تسمونها ”ملكة السماء“ و”ملكة الملائكة“ و”الحمامة الحسنة“، وهذا الاسم الأخير وجد فى بعض الأشعار وصلوات الكنيسة ، وكذلك فى المؤلفات اللاهوتية والخطب والمواعظ الدينية. التى تمتدح مريم فى القرن الثانى عشر.

                  وتقول شبكة القديس سيرافيم ساروف الأرثوذكسية: عن الأناجيل الأبوكريفية – المنحولة تحت (ج- إنجيل مولد مريم): ”وبدأ استخدامه في الكنيسة في حوالي القرن السادس عندما أصبحت عبادة مريم أمراً هاماً في الكنيسة.“ الأمر الذى يدل على أن عبادة مريم لم تكن تخص طائفة واحدة فقط قد تكون من اختراعك عزيزى القمص لتدعم رأيك ، ولكن تبنتها الكنيسة نفسها.

                  وتؤمنون كذلك عزيزى القمص بأنها والدة الإله ، القديسة العذراء، غير الحاملة للخطيئة الأزلية كبشر ، وليس عندكم سند كتابى لهذا الادعاء ، فلماذا تُستثنى السيدة مريم على الرغم من قول الرب إن كل بنى آدم خطَّاء، إلا إذا كانت فى مرتبة الآلهة التى لا تُخطىء؟ (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) أخبار الأيام الثانى 6: 36

                  والغريب أن الرب نفسه عندكم ملىء بالأخطاء ، وتستثنون أمه!! ألا ترفعونها بذلك إلى مرتبة أكثر من إلهكم الذى ولدته وأرضعته!!

                  فقد أخطأ فى أنه لم يذكر نصًا واحدًا فى كتابه يبرىء أمه من تهمة الزنى.

                  وأخطأ حين اختار العذراء مريم ليتجسد منها وهى متزوجة من يوسف النجَّار (فالخطوبة فى اليهودية تعنى الزواج).

                  كما أخطأ تجاه أمه أن ارتفع إلى السماء ، وتركها تبكى حزينة على فراقه؟ ألم يكن من البر أن يأخذها معه ، ولا يتركها تموت وتدفن فى الأرض مثل باقى العبيد؟

                  وأخطأ تجاه أمه عندما انتهرها أمام الناس وتبرَّأ منها.
                  (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4

                  (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-50

                  وأخطأ فى انتقاء أنبياء لصوص ، أو عبدة للأوثان ، أو ارتكبوا فاحشة الزنى ، أو اقترفوا زنى المحارم. ألا تعتبرون هذا خطًأ من الرب فى انتقاء صفوة عبيده لهداية البشر بعلمه الأزلى؟

                  اقرأ جرائم الرب أيضًا تجاه عبيده: فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين زنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11) ، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن امرأة شابة فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7)

                  ألم يُخطىء باتفاقه مع الشيطان لإغواء أخاب؟
                  اقرأ كيف يتفق رب الأرباب مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا.21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا) ملوك الأول 22: 19-22

                  ألم يُخطىء بإعطائه فرائض غير صالحة لا يحيون بها؟
                  (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25

                  ألم يُخطىء بلعنه شجرة التين وتجفيفها لأنه لم يجد بها ثمرة؟
                  (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا:«لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.) مرقس 11: 12-14

                  ألم يقتل من أهل بيت شمس 50070 فردًا لأنهم نظروا تابوته؟
                  (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً.) صموئيل الأول 6: 19

                  فأين العقل عزيزى القمص زكريا بطرس فى إيمانك بأن الرب يُخطىء بينما لا تُخطىء أمه؟ أليس هذا تعظيم لمريم أكثر من تعظيم الله نفسه؟ ألا يدل ذلك على تأليهكم لمريم أكثر من يسوع، ولو لم تسجدوا لها؟

                  ومازالت فى أوربا رسومات تصدح بتأليه مريم. ففى العصور الوسطى، وبالتحديد بين عامى 1200 و1500م صورت مريم وهى تتوج من ابنها فى السماء، وكانت تظهر وهى راكعة على ركبتيها أمام ابنها ، بينما يُمسك هو بالتاج ، ويضعه على رأسها ، وتحفهم الملائكة أو تصحبهم فى هذا المنظر. وغالبًا ما يظهر يسوع ومريم جالسين على العرش سويًا ، الأمر الذى يعنى تأليه مريم. ومن هذه الرسومات:

                  1- اللوحة المرسومة على البوابة الجنوبية لكاتدرائية مونستر (حوالى 1200م)
                  2- اللوحة المرسومة على بوابة الكورال لكاتدرائية فرايبورج (حوالى 1360م)
                  3- الوردة المرسومة فى شباك الشهداء لكاتدرائية برايزاخر (حوالى 1220م)

                  إلا أنه فى نهاية العصور الوسطى تغير شكل التتويج وأصبح من ثلاثة أشخاص يمثلون الثالوث بدلا من يسوع بمفرده.
                  http://de.wikipedia.org/wiki/Kr%C3%B6nung_Mariens

                  ثم ألم تشترك مع يسوع فى تحرير البشرية من الخطيئة الأزلية عن طريق حملها وولادتها له ، وتربيتها له، والاعتناء به من أكل وشرب ونظافة؟ وبذلك تؤمنون ويؤمن الكاثوليك بضرورة شفاعتها أولاً لدى ابنها (الذى هو زوجها فهو الأب والابن)، وترقيق قلبه للعفو عن العبد. الأمر الذى جعل المؤمنين يتضرعون لها ، مصليين لها ، راجين شفاعتها فى الآخرة.

                  وإذا كنتم تسجدون أمام الصليب لأن يسوع علق عليه ومات عليه ، وكان هذا سببًا فى تحريركم من الخطيئة الأزلية ، فبالحرى تأليه الكاثوليك لمريم التى حملت وولدت هذا الإله الذى كان أداة تحريركم من هذه الخطيئة، ومشاركتكم لهم فى بعض مظاهر تأليهها!!

                  اقرأ عزيزى المسلم ترنيمة أم الإله البتول وهى على موقع للمسيحيين الأرثوذكس لكنيسة الإسكندرية المرقسية، وتدبر فى معانى تأليهها.
                  http://st-takla.org/Lyrics-Spiritual...Ya-Batoul.html

                  ترنيمة أم الإله يا بتول
                  أمَّ الإلهِ يا بتول، يا سيّدة يا طاهرة
                  أُمّاً بتولاً قائدة، يا جِزّةً فيها الندى
                  فوق السماءِ قد سمت، فوق الشُموسِ لامِعة
                  فيكِ العَذارى قد زَهَتْ، يا مَن عَلَت فوق العُلى
                  نورُ السّماءِ قد بَهى، مِن نورِكِ يا سامِيَة
                  كلُّ الأجنادِ العالية، فُقتيها بِراً طاهِرَة

                  مريم سلطانَةَ الأكوانْ، أنتِ البتولُ الدائمة
                  أنتِ العروسُ الطاهرة، القديسة والسيِّدة
                  يا مريمُ منكِ الفرحْ، قد أشرقَ لجنسِنا
                  أنتِ علينا مالِكَة، يا أُماً بِكراً ساهِرة
                  أنت قد فُقْتِ الشيروبيم، أبهى مِنْ كلِ العُلويين
                  فوقَ كراسي السيرافيم، حُزتِ عرشاً يا طاهرة
                  سُرّي يا لَحنَ الشيروبيم، أُنشودةُ الملائكة
                  سُرّي يا سُبحَ السيرافيم، يا بهجةَ الملائكة
                  صِرتِ ميناءً للخلاصْ، يا فرحةَ المُجاهدين
                  عِطرُ السماءِ منك فاحْ، يا خِدرَ ربِّ العالمين
                  سُرّي يا جنَّةَ النعيمْ، فيكِ الحياةُ الدائمة
                  سُرّي يا عوداً للحياة، عَيْنَ الخلودِ الجاريَةْ

                  ها أني أدنو مِنكِ الآن، وأَضرَعُ يا سيِّدَة
                  بعضاً من نعمةٍ أسألْ، مِنكِ يا أُماً قائِدَة
                  يا قُدْسَ اللهِ يا طَهُور، أنتِ الفتاةُ الكامِلَة
                  إنَّ الهَوى قد أضْطَرَمْ، لا ترذُليني ضارعاً
                  شُدّي أَزري نجيّني، مِنَ الحروبِ العاتِيَة
                  إِرْثَ الحياةِ الآتية، أعطِنيهِ يا طاهرة
                  الشيروبيم أو الكاروبيم والسيرافيم هم طائفة من الملائكة لديهم.

                  فهى إذن فوق السماء، لذلك صوروها على عرش الرب (فوق السماءِ قد سمت، فوق الشُموسِ لامِعة)، يؤكد ذلك أيضًا قولهم: (يا مَن عَلَت فوق العُلى)، وينبع منها نور السماء (نورُ السّماءِ قد بَهى، مِن نورِكِ يا سامِيَة) وهى سلطانة الأكوان (مريم سلطانَةَ الأكوانْ)، بل ملكتكم (أنتِ علينا مالِكَة)، فهل يوجد توضيح أكثر من ذلك على أنكم تؤلهونها؟

                  وقد فاقت الملائكة بكل أنواعها (أنت قد فُقْتِ الشيروبيم .. فوقَ كراسي السيرافيم، حُزتِ عرشاً يا طاهرة)، وهى ميناء الخلاص البشرى (صِرتِ ميناءً للخلاصْ) ، معطرة السماء (عِطرُ السماءِ منك فاحْ) ، مفتاح نعيم الجنة والخلود فيها (يا جنَّةَ النعيمْ، فيكِ الحياةُ الدائمة) ، والمتضرَّع إليها (ها أني أدنو مِنكِ الآن ، وأَضرَعُ) والمنجية (مِنَ الحروبِ العاتِيَة) ، والفرح لا يأت إلا منها (يا مريمُ منكِ الفرحْ، قد أشرقَ لجنسِنا)، وواهبة (إِرْثَ الحياةِ الآتية) فهل بعد كل هذه التصريحات بتأليهها تريد أن توهمنا عزيزى القمص أنكم لا تؤلهونها؟

                  فإذا كانت مريم أم يسوع ، والآب هو أبو يسوع ، فمن البديهى أن تكون مريم زوجة الإله الآب.

                  لكن هنا يطرح نفسه سؤال عزيزى القمص: إذا كان الروح القدس هو الذى نزل على مريم وحل عليها ، وأحبلها يسوع ، فلماذا تنسبون يسوع للآب ولا تنسبونه للروح القدس؟ ولماذا لا يُقدَّم الروح القدس ، على ابنه فى الثالوث؟ وإذا كان الثلاثة واحد ، فهل معنى ذلك أن الابن (الذى هو الروح القدس) هو الذى حبَّل أمه ، ثم أُنجِبَ منها؟ ثم لماذا انتقى الرب عذراء مخطوبة لرجل آخر ، ولم ينتق عذراء غير مخطوبة لأحد؟ أليس هذا اعتداء من الرب عن نساء عبيده؟
                  * * *

                  وهنا لنا وقفة مع القمص زكريا بطرس الذى لا يؤمن بالقرآن، ويقيم الحجة به على إيمانه أو كفره. لكن قد يكون هذا من باب إلزام الخصم بما يؤمن به. وسوف أبين له أنه كافر بنصوص القرآن وبنصوص كتابه الذى يؤمن به: فقد استشهد القمص بهذه الآيات: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} (55) آل عمران

                  {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} (82) سورة المائدة

                  {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (46) سورة العنكبوت

                  إن مضمون الآيات عزيزى القمص تتكلم عن أتباع عيسى  ، وهم الذين سيكونون يوم القيامة فوق الذين كفروا، وهم الذين سماهم القرآن أهل الكتاب ، وأمر ألا نجادلهم إلا بالتى هى أحسن ، ويُستثنى من ذلك الذين ظلموا ، ونقول لهم إن إلهنا وإلهكم واحد ، ونحن له مسلمون.

                  فهل أنت من النصارى؟ لا. أنت من المسيحيين ، فقد غير بولس اسمكم من نصارى إلى مسيحيين فى أنطاكية: (25ثُمَّ خَرَجَ بَرْنَابَا إِلَى طَرْسُوسَ لِيَطْلُبَ شَاوُلَ. وَلَمَّا وَجَدَهُ جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. 26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ») أعمال الرسل 11: 25-26

                  والنصارى هم الذين ناصروا عيسى  ونصروا دعوته ، أما المسيحيون فهم الذين يعبدون الإله ، الذى نزل على الأرض تاركًا عرشه ، ليُهزَّأ من عبيده ويستهزئون به ، ويبصقون على وجهه ، ويصفعونه ، ثم ينتزعون منه حياته، ليشعر بنشوة الرضى ، ويغفر لهم خطيئة لم يرتكبوها. (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31

                  والآيات لم تمدح أو تذم كل النصارى أو المسيحيين ، فإنها توضح أنه من النصارى أناس يتصفون بصفات حميدة، مثل القسيسين والرهبان، الذين لا يتكبرون على الاعتراف بالحق واتباعه.

                  وأكرر السؤال مرة أخرى: هل أنت من أتباع عيسى ؟ لا. فأنت تعبد شخصًا اسمه يسوع ، ولا وجود لهذا الاسم فى أصول الكتاب الذى تعتقد فى قدسيته.

                  إن ما تسمونه الأصول اليونانية لا يعرف هذا الاسم ، وكل ما هناك هو (عيسوس) أو (عيسون) أو (عيسوى).

                  كيف؟ ما هو اسمه الحقيقى؟ هل هو عيسى أم يسوع؟

                  وما معنى عيسى؟ وما معنى يسوع؟

                  وعلى هذا السؤال يرد الكاتب العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى كتابه (عيسى أم يسوع؟) فيؤكد أولاً أن أسماء الأعلام لا تُتَرجم على الرغم من أن معظم الأسماء الشخصية لها معنى، فالشخص الذى اسمه مصباح لا بد أن يُكتب اسمه Mesbah ولا يتحول أبداً إلىLamp ، وكذلك لا يُترجم اسم الملك فهد إلى كلمة Panther ، ولا يُترجم اسم “الأسد“ إلى كلمة Lion .

                  والغريب أنك ترى اسم عيسى  يُعرف فى المناطق الناطقة باللغة العربية باسم (يسوع) ، ويعرف فى الإنجليزية والألمانية باسم Jesus مع اختلاف النطق بين اللغتين الأخيرتين ، كما يختلف اسمه أيضاً فى الفرنسية. ولكن مسيحيو العرب لا يعرفون شيئاً عن جيسس هذا ، ولا يوجد فى أناجيلهم. ولا يعرف مسيحيو أوروبا اسم يسوع ولا يوجد فى أناجيلهم. فتُرى لماذا ترجموا اسم من يؤلهونه؟

                  ذُكر عيسى  بثلاث صيغ فى الأصول اليونانية طبقاً لقواعد اللغة اليونانية، وموقع الاسم فى الجملة من الإعراب، حيث تُضاف إلى آخره حروفاً يونانية زائدة على الاسم تبين حالته الإعرابية:

                  أولاً: الصيغة (إيسون):
                  عندما يكون مفعولاً ، مثل: (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.) لوقا 1: 31، وجاء الاسم المبشر به فى النسخة اليونانية مكتوباً هكذا (Iησουν) والحرف الأول من اليسار هو حرف العين ، والثانى كسرة طويلة، والثالث السين ، والرابع ضمة قصيرة ، والخامس ياء ، والأخير نون.

                  ويُنطق فى النهاية (ع ى سُ ى ن) مع ملاحظ، أن حرف النون الأخير ليس من أصل الكلمة، وإنما هو لاحقة إعرابية تُضاف للإسم فى حالة المفعول.

                  ويلاحظ أن وضع الضمة على حرف السين جاء من العبرية الحديثة ، فهو يميل دائماً للضم ، بخلاف العربية والآرامية اللتان تميلان للفتح. مثل كلم (إله) بالفتح فى
                  العربية والآرامية ، وتُنطق (إلوه) بالضم فى العبرية الحديثة.

                  وعلى ذلك فنطق الكلمة التى نطق بها ملاك الرب هى (عيسى) بالفتح وفق اللسان العبرى والآرامى (لغة عيسى )، أو (عيسو) وفق اللسان العبرى الجديد.

                  والذى حدث من المترجم أنه غير الحرف الأول فى (عيسو) وجعله آخر حرف ، ليصبح الاسم (يسوع). وهذا ليس من الأمانة العلمية. ناهيك أنهم تحولوا بذلك إلى عبادة شخص آخر لا وجود له.

                  فكر بعد ذلك فى قول الله تعالى فى كتابه المنزل على خير الأنام: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) آل عمران 45

                  فكيف عرف محمد  هذا الكلام كله ، لو لم يوحِ الله إليه؟ أليس هذا دليل على نبوته ؟

                  ثانياً: الصيغة (إيسوس):
                  وهى صيغة اسم عيسى ، كما وردت فى الأصول اليونانية لكتاب المقدس، فى حالة وقوع الاسم فاعل. وقد أتت فى (لوقا 2: 21) (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.)

                  جاءت هذه الصيغة باليونانية هكذا (Iησους) وتُنطق (عيسوس) ، وكما لاحظت أن الفرق بين هذه الصيغة والصيغة السابقة هى الحرف الأخير (السيجما) حرف ال ς ، وهذا الحرف له ثلاثة أشكال فى اللغة اليونانية حسب موقعه فى الكلمة:

                  فهو يُكتب فى أول الكلمة Σ ، ويُكتب σ فى منتصف الكلمة ، ويُكتب ς فى آخر الكلمة ، كما فى كلمة (عيسوس).

                  وعلى ذلك فنطق الكلمة هى (عيسَى) بالفتح وفق اللسان العربى والآرامى (لغة عيسى ) ، أو (عيسو) وفق اللسان العبرى الجديد.


                  ثالثاً: الصيغة (إيسوى):
                  وهو اللفظ الدال على اسم عيسى  فى حالة وروده فى صيغة المنادى أو المضاف إليه ، وجاء فى اليونانية هكذا (Iησου). وهذه صيغة سهلة للاسم ، حيث حذفت منه إضافات النحو اليونانى.

                  لقد ورد هذا الاسم فى اليونانية ثمان مرات فى حالة المنادى (يا يسوع) (مرقس 10: 46-47 ، ولوقا 17: 11-13)، كما وردت عدة مرات فى حالة المضاف إليه مثل قولهم (قدمى يسوع) (متى 15: 3)، و(جسد يسوع) (متى 27: 57)، و(ركبتى يسوع) (لوقا 5: 8) و (صدر يسوع) (يوحنا 13: 23 و 25) ، وقد وردت فى اليونانية (يا عيسى) ، و(جسد عيسى) وهكذا.

                  وعلى ذلك فنطق الكلمة هى (عيسَى) بالفتح وفق اللسان العبرى والآرامى (لغة عيسى ) ، أو (عيسو) وفق اللسان العبرى الجديد.

                  بل إن تلاميذه بعد انتهاء بعثته ، وما قيل عن صلبه وموته ودفنه ونزوله إلى الجحيم كانوا يطلقون عليه اسم (Iησου). ، وبنوا على الإيمان باسمه أساس الديانة النصرانية كلها. وراحوا يستخدمون اسمه الشريف هذا فى عمل الكرامات (المعجزات) ، وفى تعميد الداخلين إلى الديانة النصرانية.

                  فقد ذكر لوقا فى سفر أعمال الرسل أن كبير التلاميذ (سِمْعان [بطرس]) قد أجريت على يديه عدة كرامات منها كرامة شفاء رجل كسيح: (بِاسْمِ يَسُوعَ (Iησου) الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ) أعمال الرسل 3: 6 ، وقد ذكره لوقا باسم (عيسى).

                  ويذكر لنا يوحنا قانون الإيمان وعبارته الشهيرة (الإيمان باسم المسيح) ، والتى ذكرها خمس مرات فى إنجيله. وفى رسالته الأولى نذكر منها (رسالته الأولى 3: 23) (ووصيته هى أن تؤمنوا باسم ابنه يسوع (Iησου) المسيح). والاسم المذكور هنا طبقا لقواعد اللغة اليونانية هو (Iησου) أى عيسى، حيث يقع مضافاً إليه.

                  بل كان يتم التعميد (أعمال 2: 38 ، 8: 16) وشفاء المرضى (أعمال 4: 7-10) وشكر الله (أفسس 5: 20) باسم يسوع (Iησου).

                  فهذا هو (عيسى) الاسم الذى عرفه سمعان ويوحنا وباقى التلاميذ ، وهو الاسم الذى تعبد بذكره التلاميذ وتركه الأتباع. أما عن يسوع أو إيسوع أو أشيوع أو أيشوع أو ما يسوغ .. إلى آخر ما جاء من أسماء اخترعوها للمسيح عير القرون الماضية فلم ينزل الله بها من سلطان: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) النجم: 23

                  وقد التزم الباحث فى منهجه لتصويت الاسم بقواعد اللسان الآرامى والعربى ، كما اتفق معهم فى تصويتهم للأسماء العبرية المترجمة للعربية.

                  ومثال على ذلك كلمة عيسو (ابن يعقوب) التى وردت فى (رومية 9: 13) (كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو) ، وفى رسالة إلى العبرانيين 11: 20 (بالإيمان إسحاق بارك يعقوب وعيسو) وعبرانيين 12: 16 (لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذى لأجل أكلة واحدة باع بكوريته).

                  وقد ورد اسمه فى اليونانية هكذا (Ησαυ) ، مع ملاحظة أن حرف ال (Η) هو نفس حرف ال (E) فى الحروف الإنجليزية مكتوبا كبيراً، وأن الحرف (σ) هو حرف السين، وأن الحرفين (αυ) يتم نطقهما مثل ال aw فى كلمة Caw الإنجليزية.

                  وعلى ذلك يكون نطق الكلمة هو (إيساو) ، وكتبت هكذا فى الترجمة الإنجليزية ، وصوتت فى العربية (عيسو) ، فهل تعرف لماذا صوتوا الياء الأولى فى عيسو (عين) بينما صوتوا الياء فى عيسى ياءً؟

                  ويجب الآن أن نعرف اسم يسوع ومن أى لغة تم اشتقاقه وما معناه: يقول الدكتور القس إبراهيم سعيد فى كتابه شرح بشارة لوقا ص 21 إن الصيغة اليونانية للاسم العبرى (يسوع) هو (يهوشوع) ، ويقول قاموس الكتاب المقدس ص 1065 إنها (يشوع) ، مع ملاحظة أن الصيغتين لنفس الشخص. وهذا خطأ من الاثنين.

                  تعليق

                  • abubakr_3
                    مشرف عام

                    • 15 يون, 2006
                    • 849
                    • مسلم

                    #10
                    أولاً: مع القائلين إن يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يهوشوع) العبرانية:
                    جاء فى أخبار الأيام الأول 7: 22 اسم (يهوشوع) ابن نون فى الترجمات العربية للكتاب المقدس ، وهو (Hoshua) فى الترجمات الإنجليزية ، وذكر ذلك الاسم فى الترجمة اليونانية المعروفة بالسبعينية هكذا (Iησουε) ، وهى نفس كلمة عيسىِ بالكسر (هذه المرة بدلا من الفتح) ، وهى قريبة من اسم عيسوى العربى.

                    ثانياً: مع القائلين إن يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يشوع) العبرانية:
                    إن القارىء للكتاب المقدس ليعلم أن كلمة يشوع فى الكتاب المقدس كله لم تترجم مرة واحدة يسوع. ولكن لو افترضنا جدلاً أن الإسمان متطابقان ، لكان اسم عيسى  هو يشوع فى الآرامية، وتغير إلى يسوع فى العربية بعد الفتح الإسلامى للبلاد. أى بعد سبعة قرون. وبذلك فهم يتعبدون حالياً لشخص آخر ، ويكون هذا اثباتاً لوقوع التحريف بعد الفتح العربى للبلاد.

                    وبذلك تكون الصيغة العربية لكلمة (يهوشوع) العبرانية حسب الترجمة السبعينية اليونانية القديمة هى (عيسىِ) ، وحسب النصوص العربية القديمة هى (يشوع). وبذلك تنحصر كلمة (يسوع) فى لغتين لا ثالث لهما: العربية أو اليونانية

                    وبالبحث فى مفردات اللغة اليونانية لم نجد كلمة (يسوع) مطلقاً ، وحيث أنه لم يدع إنسان أن أصل كلمة يسوع هو عبرى أو آرامى ، فلنا الحق أن نبحث فى معناها فى اللغة العربية وجذرها (س و ع).

                    ففى اليمن كانت هناك قبيلة عربية اسمها (سُوع) ، قال فيها النابغة الذبيانى:
                    مستشعرين قد ألقوا فى ديارهم دعاء سوع ود عمى وأيوب

                    ويروى أيضاً دعوى (يسوع) وكلها من قبائل اليمن.

                    وهناك (سُواع) بالضمة وهو اسم صنم كان لهمدان فى الجاهلية، وقيل فى قوم نوح، ثم كان لهذيل أو لهمدان ، وقد عبد من دون الله، كما جاء فى القرآن: (وَقالُوا لا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُم وَلا تَذَرُنَّ وَدَّاً وَلا سُوَاعَاً ولا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرَاً) نوح: 23

                    وقال الأستاذ أنيس فريحة فى (دراسات فى التاريخ ص 99) عن اسم الصنم يغوث المذكور فى القرآن الكريم ما نصه: “يغوث فعل مضارع بمعنى يسعف ، وهو الاسم العبرى (يشوع) من جذر يشع بمعنى خَلَّصَ ومنها (يسوع).”

                    ومعنى هذا أن يسوع اسم صنم وثنى كان يُعبد فى قوم نوح وفى الجاهلية من دون الله! فهل تراجع عُبَّاد يسوع، وعبدوا رب يسوع الذى كان يصلى إليه، ويصوم تقرباً إليه ، ويدعوه أن ينجيه ، ويفعل كل شىء لمرضاته؟؟!!

                    ونعود مرة أخرى لقولهم إن يسوع هو الاسم الذى اشتق من الاسم العبرى يشوع: وفيع يقول الدكتور عبد المحسن الخشاب - من علماء الغرب المسيحى - فى كتابه (تاريخ اليهود القديم بمصر) ص 105 ما نصه: ”وهو اسم مشتق من اسم الثور الذى كانوا - بنوا إسرائيل - يعبدونه فى الصحراء“.

                    أى حرَّف بنو إسرائيل اسم عيسى وجعلوه اسم وثناً ، وهو هذه المرة الصنم (يسوع) الذى يشبه الثور. ولم يفرق هذا معك عزيزى القمص ، لأنك تشبهه فى كتابك بالخروف. فالفارق بالنسبة لهم ليس بكبير. لكنه فارق ضخم جداً مع أحباب عيسى ، مع المؤمنين الحقيقيين به، وبرسالته. (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».) رؤيا يوحنا 17: 14

                    لكن ما معنى عيسى؟ وما هو جذر الكلمة؟ وما معناه؟

                    يواصل العميد مهندس جمال الدين شرقاوى قائلاً: أولاً رحم الله علماء اللغة العربية الذين قالوا بأعجمية هذا الاسم ، وذلك لأن اللسان العربى القديم لم يكن معروفاً فى زمانهم ، وإنما تم اكتشاف لغاته حديثاً مثل الأكادية والآرامية ، وهذا اسم آرامى اللغة عربى اللسان. ونجد أن هناك الكثير من رجالات العرب قد تسموا بهذا الاسم قبل الإسلام وبعده.

                    ولو بحثنا فى جذور المادة اللغوية لكلمة (عيسى) وهى (ع و س) أو (ع ى س) لوجدنا لها أثرًا لا ينكره أحد.

                    فالعيس هى كرائم الإبل وأحسن أنواعها ، يميل لونها إلى اللون الأبيض الضارب للصفرة ، ولك أن تقول إنه اللون الأشقر بلغة العصر.

                    وقد جاء فى المعجم الوسيط (ج 2 ص 639) ما يأتى:
                    تعيست الإبل: صار لونها أبيض تخالطه شقرة.
                    الأعيس من الإبل: الذى يخالط بياضه شقرة ، والكريم منها. والجمع عِيس.
                    وقال الليث: إذا استعملت الفعل من عيس قلت عيس يعيس أو عاس يعيس
                    وأعيس الزرع اعياسًا: إذا لم يكن فيه رطب.

                    ونخرج من فحص المعاجم العربية أن (عيسى) عربى اللسان له اشتقاقات فى اللغة العربية ، فهو إما أن يكون مشتقا من العيس وإما أن يكون مشتقا من العوس بمعنى السياسة.

                    وأن مفرده (عِيسَى) بالفتح ، و (عِيسِى) بالكسر.

                    والجمع منه (عِيسٌ) و (عيسون)

                    والمثنى منه (عيسين) ، والمؤنث (عيساء)

                    ومعناها إما فيها إشعار باللون الأبيض الذى تخالطه شقرة ، وهذا كان لون عيسى ابن مريم عليهما السلام ، أو بمعنى الإنذار بقرب نهاية الزرع إذا خلا من الرطوبة واصفر لونه ويبس. وهو آخر أنبياء بنى إسرائيل ، وجاء يحذرهم انتقال الملكوت إلى أمة أخرى تعمل أثماره ، ويأمرهم باتباعها.

                    فقد كان لب رسالة عيسى  هو البشارة بملكوت الله أو ملكوت السموات. وهو دين الله وشريعته ، التى كانوا ينتظرونها على يد نبى آخر ليس من بنى إسرائيل ، ولكنه مثل موسى ، وهى النبوءة التى جاءت فى سفر التثنية 18: 18 ، لذلك ابتدأ عيسى  بقوله: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.)لوقا 4: 43

                    كما أوصى يسوع تلاميذه قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.) متى 10: 7

                    وأمرهم أن يرددوا فى صلواتهم قائلين: («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.) متى 6: 9-10 ولوقا 11: 2

                    فبعد ما ضرب الأمثال العديدة لملكوت الله فى موعظة الجبل ، وهو لب دعوته ، وسبب مجيئه ، قال لهم الخلاصة مرة أخرى: (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44

                    وبذلك يكون زرعهم فى طريقه إلى الجفاف،ولا بد من أرض جديدة لزرع جديد.

                    ومن هنا أفكر: هل هذه هى المرة الأولى التى يُسمِّى الله فيها نبيًا ويكون اسمه له دلالة على أفعاله أو حياته أو مماته أو حادثة معينة تُخلَّد فيها ذكراه؟ نعم.

                    فقد سُمِّى إسماعيل بهذا الاسم ويعنى سميع الله وهو لتخليد حادثة استجابته لأمر الله بذبح أبيه له. (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) الصافات 100-107

                    ويحيى لأنه سيموت شهيداً دفاعاً عن الحق ، والشهداء أحياء لا يموتون ، ولا تتحلَّل جثثهم.

                    وإبراهيم تعنى أبو الأمم (الشعوب) ، وقد جاءت النبوة من بين ظهرانيه ، فجاءت أولاً من نسل ابنه اسحاق ، واستمرت إلى عيسى ، ثم انتقلت إلى ابن اسماعيل محمد بن عبد الله .

                    وجاء عيسى ، وهو مُجفِّف شجرة الأنبياء من نسل إسحاق كما ذكرت.

                    وجاء محمد  وهو محمود فى الأرض والسماء ، كما جاء فى الكتاب المقدس:

                    (وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ) مزمور 72: 15

                    (كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ) مزمور 72: 17

                    وهى صيغة الصلاة والتسليم على محمد وعلى آله وصحبه.

                    (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب 56

                    وعلى ذلك عزيزى القمص فأنت تعبد يسوع ، سواء أخذنا برأى علمائكم وأنه اسم الصنم الذى كان يعبده قوم نوح ، أو اسم العجل الذى عبده بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر ، أو كان اسم يدل على شىء آخر. فأنت لا علاقة لك بعيسى ، بل عيسى  سوف يتبرأ منك يوم القيامة بنص كتابك: (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 7: 21

                    فهل أنت تفعل إرادة الله أبى يسوع الذى كان فى السماء ، بينما كان يسوع على الأرض يصلى له ويدعو لعبادته؟ لا. أنت تعبد العبد يسوع ، أنت تعبد الرسول وتركت الراسل، تركت إلهه الذى كان يناديه. على الرغم من تحذير يسوع لك ، وقوله إن الله الذى أرسله هو أعظم منه ، ولا يمكن أن يتساوى الراسل بالرسول: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16، وقوله: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28

                    وارجع إلى ترجمة النصوص الآتية فى اليونانية وفى اللغات الأخرى ستجد أن الكتاب يُسمى يسوع عبد الله ، وقد التزمت الترجمة ******ية بالنص فقالت:

                    (إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) أعمال الرسل 3: 13
                    http://www.albishara.org/readbible.p...ل&nj=51&tr=3

                    و(26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه) أعمال الرسل 3: 26

                    و(27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) أعمال الرسل 4: 27
                    http://www.albishara.org/readbible.p...ل&nj=51&tr=3

                    و(30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع) أعمال الرسل 4: 30

                    وقال للمرأة السامرية إنه يعبد الله ويسجد له: (22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ) يوحنا 4: 22

                    وهذا مصداقًا لما قاله يسوع نفسه ، فقد نادى وهو على الصليب (؟) إلهه قائلاً: (إِلهي، إِلهي، لِماذا تَرَكْتني؟) متى 27: 43

                    وقال لمريم المجدلية إن الله أبوه وأبونا: (وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17

                    وكان يُصلى لله ويتضرع إليه: (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».) متى 26: 39

                    وقال يوحنا إن السجود يكون لله: (10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10

                    بل إن من تسمونه يسوع سيتبرأ منك عزيزى القمص يوم القيامة، وسوف يتبرأ من كل عمل صالح جميل نافع عملته باسمه، فهو يقول لك: (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 21-23

                    وذلك لأن مفتاح الجنة ، ولب عقيدته ، وأساس دعوته هو أن تشهد أنه لا إله إلا الله ، وأن عيسى  عبد الله ورسوله: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4

                    ويقول أيضًا: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24، والحياة الأبدية هى الخلود فى الجنة.

                    وخلاصة القول إن قول الله تعالى فى الآيات لا ينطبق عليكم عزيزى القمص، بل ينطبق على النصارى، الذين آمنوا بكون عيسى  عبد الله ورسوله، ثم اتبعوا دعوته دون نقص أو تحريف، وصدقوا الرسول الذى أنبأ عن قرب مجيئه: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14

                    أما قول القرآن فيكم فهو صريح بتكفير كل من يعبد يسوع أو أمه أو يؤمن بالثالوث أى أن الله ثالث ثلاثة ، أو له ولد أو زوجة أو يؤمن بصلب الإله وموته:

                    {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة

                    {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة

                    {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة

                    {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا } (88-931) سورة مريم

                    {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ} (26) سورة الأنبياء

                    {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (116) سورة المائدة
                    * * *

                    تواصل المذيعة الحوار مع القمص زكريا بطرس فتقول:
                    وهنا تسأل المذيعة فيبى عبد المسيح القمص زكريا قائلة: نريد أيضاً المزيد من الإيضاح على الثالوث.
                    الإجابة: التشبيه بسيط جداً وفهمه أمر هين للشخص اللى يحاول أن يفهم ، لكن عندما نحاول أن نكلم أى أخ أو أخت من أحباءنا المسلمين فعل الفور يغلق أذنيه وبالتالى يحكم علىَّ مبدئياً أنى أنا كافر ومشرك ، والسبب أنه لا يريد أن يعطينى أذنيه ، ظناً منه أنه سيصبح مشركاً ، وبالتالى يفتح شفتيه ولسانه يتكلم بلا فهم وليس لديه استعداد أن يسمع ويفهم خشية أن يقتنع .
                    ولكن ببساطة الكتاب يقول أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله ولكن طبعاً الله ليس له صورة ولا مثال ولكن ماذا يقصد؟ قصد بذلك أن الله ذو عقل ونطق وروح والإنسان أيضاً جسد له وجود جسدانى مادى وله عقل يفكر به وروح يحيا به ولا نستطيع أن نقول لأى إنسان حضرتك ثلاثة ولكن واحد ، وجود جسدى ونطق وروح حى ... إذاً الكائن الحى لابد أن يكون له وجود حقيقى ولابد أن يكون عاقل ولابد أن يكون حى ، هكذا بالضبط الله بالفكر الناضج له وجود وليس مجرد فكرة، مثل السلام مثلاً ، هذه فكرة ولكن ليس لها كيان مادى ولا يمكن مثلاً مقابلة السلام ونقول أهلاً كيف أنت أيها السلام ومن هنا الله ليس مجرد فكرة ولكنه كائن وله وجود وهذا الوجود نسميه الآب لأنه مصدر الوجود وهذا الكلام سبق أن وضحناه أنه كلام بلاغى وليس لازم معناه. ولكن يشير إلى معنى روحى كما أن الأب فى البيت هو مصدر وجود الأسرة فأخذنا التشبيه أن الأب عنصر الوجود نسميه الآب.
                    والعقل …الله عاقل وإلا كيف يخلق البشر عاقلين والعقل هذا نأخذ له كلام بلاغى ونسميه الابن فكيف ذلك .
                    مثال :
                    عندما يجلس الإنسان صامتاً لا نعرف هل هو عاقل أم مجنون .. لكن عندما يبدأ فى الكلم نبدأ نعرف إذا كان عاقلاً أم مجنوناً فالكلمة تعبر عن العقل ، والكلمة هذه فى الكلام البلاغى نطلق عليها بنت الشفة ويقال هكذا … لم ينطق ببنت شفة !!! بنت شفة ! لا لا .. ده كلام كفر .. ده بيقولوا بنت شفة !! يعنى الشفة العليا من الفم تزوجت الشفة السفلى واللسان حبل وأخرج الكلمة … طبعاً هذا ليس معقول أبداً وهذا هو التشبيه.
                    ومثال آخر : نقول فلان أسد فلا يغضب علىَّ ومن الممكن أن يرفع علي قضية سب ويقول أنك قلت علىَّ حيوان من ذوات الأربع وله ذيل وحيوان مفترس هذا الكلام غير معقول …. ولكن الصفة التشبيهية تعنى أنى عندما أشبه فلاناً بالأسد فأنا أقصد أنه شجاع … فإذن عندما نقول بنت شفة فإننا نرمز إلى الكلمة الخارجة من الوجود.
                    والروح أيضاً واضحة جداً هى روح الحياة ..

                    أخيرًا دخل القمص فى الموضوع وبدأ الرد على التثليث. وهنا سيتضح لك عزيزى القارىء قمة جهل هذا القمص وكفره. فقد بدأ بعد عتابه على المسلمين الذين لا يسمعون له بالآتى: (ولكن ببساطة الكتاب يقول أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله ولكن طبعاً الله ليس له صورة ولا مثال ولكن ماذا يقصد؟ قصد بذلك أن الله ذو عقل ونطق وروح).

                    ففى الوقت الذى يقرر أن الله ليس له صورة ، وليس له مثيل ، يقول إن الله خلق الإنسان على صورته. والحاصل أنك أثبت فى الجملة الثانية ، ما نفيته فى الجملة الأولى. فهل مازلت تريد آذاننا لنسمع علمك الفيَّاض؟!!

                    أصحح لك هذه المعلومة:

                    الله خلق الإنسان على صورته ، أى على الصورة التى عليها الإنسان حاليًا. وحرف الهاء تعود إلى الإنسان ، وليس الله ، لأن الله لا مثيل له. وعلى ذلك كفى المؤمنين شر البحث وراء الأوهام التى تنادى بأن أصل الإنسان كان القرد أو الحصان أو غيره. أما أن تكون صورة الله هى نفس صورة الإنسان فهذا كفر بيِّن!

                    (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. ... .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. ...) تثنية 4: 12 ، 15

                    ويؤكد سفر إشعياء هذا قائلاً: (15حَقّاً أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ) إشعياء 45: 15

                    (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5

                    (6لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ.) إرمياء 10: 6

                    (ليس مثل الله) تثنية 34: 26

                    (أيها الرب إله إسرائيل ، لا إله مثلك فى السماء والأرض) أخبار الثانى 6: 14

                    (قد عظمت أيها الرب الإله لأنه ليس مثلك، وليس إله غيرك)2صموئيل 7: 22

                    (يا رب ليس مثلك ، ولا إله غيرك) أخبار الأيام الأولى 17: 20

                    وهو لا ينزل على الأرض متجسدًا ، ولم يره أحد ، فلم يره يعقوب وضربه كما يقول سفر التكوين ، ولا نزل على الأرض وصلبه اليهود ، كما تقولون: (الله لم يره أحد قط) يوحنا1: 18

                    وقال إن مكانه الطبيعى هو السماء: (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 23: 9

                    وإن مكان سكناه هو السماء: (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …) ملوك الأول 8: 27

                    وكانت عناصر التشبيه بين الإنسان والرب أنك جعلت الرب يتكون من (عقل ونطق وروح) ونسيت اللحم والعظام والدهن والشرايين والأوردة والغدد، وأن الإنسان به قوة. وعلى ذلك لو أكملت لوصلت إلى إله لا حد له من الأقانيم!

                    وجعلت النطق دليل على وجود العقل ، وهو مثل غير واقعى ، لا يمكن أن يعبر إلا عن إله ناقص، لا يكتمل إلا بوجود غيره. وهذا كفر بالله. فالله سبحانه وتعالى قائم أزلى بذاته. وكم من أخرص كان عقله يزن اللألوف من المتكلمين. ولماذا لم تضم القوة والهيمنة وسرعة الحساب والحزم ، والود ، والغفران ، والعدل إلى هذا التكوين؟ لماذا اقتصرت على وجود ثلاثة فقط؟ هل ليطابق ما تصبوا إليه من إثبات للثالوث؟

                    تعليق

                    • abubakr_3
                      مشرف عام

                      • 15 يون, 2006
                      • 849
                      • مسلم

                      #11
                      وهنا يطرح نفسه سؤال بديهى يتعلق بتشبيهك الرب بالعقل والنطق والحياة ، وهو من الذى خلق هذا العقل وهذه الحياة فى الرب؟

                      1- إما أن يكون إله آخر ، وبالتالى فأنت تنفى على الرب الذى تعبده الأزلية وتشرك به آلهة أخرى.

                      2- وإما أن يكون هو خالقها ، وعلى ذلك فقد خلقها قبل أن يكون عنده عقل. وهذا طيش ، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية، لأنه تصرف بدون علم، وبدون عقل.

                      3- وفى حالة كون العقل صفة له ، فهى ستكون من الحوادث ، وهذا غير لائق فى حق الله ، إذ إنه أزلى هو وصفاته.

                      4- وفى حالة كون العقل صفة ، فإذا اكتفيت بثلاثة صفات فأنت تنقص من قدر الرب إلهك، الأمر الذى يجعلك كافرًا مطرودًا من رحمته. وإذا زادت الصفات لديك فعليك أن تعتبر كل صفة إلهًا، وبالتالى سيصبح ثالوثك يتكون من عشرات الآلهة!

                      5- وإن كان كل فرد من الثلاث صفات التى اخترتهم إلهًا، لكان هذا شرك بالله، لأنهم سيكونون ثلاثة آلهة ، وبالتالى فأنت أثبت تعدد الآلهة وليس التوحيد!

                      ومعنى أن تشبه الرب بالكلمة ، أنك تنزع عنه الأزلية ، لأن الكلمة لا بد أن يسبقها العقل والشفاة واللسان.

                      ثم إن الكلمة ليست دليل على الحكمة ، فقد تكون الكلمة دليل على الهوائية ، أو التخبُّط والتخلُّف أو دليل على الإرهاب والتعدى. والكتاب الذى تؤمن بقدسيته لا يُشير إلى أن الرب الذى تعبده كان حكيمًا ، بل كان يهزى ، ويتخبَّط فى أوامره، بل كان إرهابيًا. والدليل على ذلك أن كل أوامره بشأن الحروب وأخلاق المحاربين استمدت من الإسلام ، وضرب الأوربيون فى معاهدة جنيف لحماية المدنيين في 12 / آب / 1949 بأوامر إله المحبة عرض الحائط.

                      فأخبرنى ما حكمة الرب لديك من هذه التصرفات:

                      فما الحكمة أن يقرر الرب أن ينزل على الأرض ويصفر للذباب على ترع مصر، والذباب ليس له جهاز سمعى؟

                      (18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18

                      وما الحكمة فى أن يأمر الرب بقتل النساء والأطفال والرضَّع وشق بطون الحوامل فى الحروب؟

                      (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 40

                      (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3

                      (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17

                      (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3

                      (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9

                      (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                      وما حكمة الرب أن يُشبِّه نفسه بالحيوانات أو بالإنسان الذى شبهه الرب أيضًا بالحيوانات؟

                      (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ.) ميخا 1: 8

                      (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ») رؤيا يوحنا 17: 14

                      (مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) أعمال الرسل 8: 32

                      (12فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَالْعُثِّ وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَالسُّوس)هوشع 5: 12

                      وعلى الرغم من تشبيه نفسه بالإنسان وتجسده فى صورة إنسان، إلا أنك تراه يصف الإنسان بالجحش. فما حكمته من أن يُصوَّر بهذه الصورة غير اللائقة بألوهيته؟

                      (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12

                      (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ.) الجامعة 3: 19

                      وما حكمة الرب أن يأمر الملك أن يسب داود؟ (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟») صموئيل الثانى 16: 10

                      وما الحكمة من أن يختار أن يموت ميتة الملاعين؟

                      (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13

                      فهل تُثبت هذه النصوص أن الرب ذو عقل حكيم؟ لا. إن مثل هذه النصوص تؤكد قولنا فى تحريف اليهود لكتاب الله ، بعد أن ظنزا أنهم تخلصوا من نبيه. حيث تركوا إشارة خفية يظل بها يسوع ملعونًا من الله ، بسبب هذه الميتة ، ومن تلحفه اللعنة الأبدية غهو نبى كاذب ، كما قال الرب: (34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. ... 40وَأَجْعَلُ عَلَيْكُمْ عَاراً أَبَدِيّاً وَخِزْياً أَبَدِيّاً لاَ يُنْسَى].) إرمياء 23: 34-40 ، وقوله: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ [يُقتل فى التوراة السامرية والترجمة ******ية] ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20

                      نخلص من هذا أنه لم تكن الألوهية فى كتابك قائمة على العقل ، وليس تشبيهك للرب بالكلمة والروح والعقل بشىء. فإن دل هذا على شىء ليدل على أن كتابك قاصر على أن يوضح صفات الرب والمفاهيم الإيمانية بنصوص أنزلها الرب، فألجأك عقلك إلى الفلسفة والخوض فى الله.

                      وألا تعرف أنه من الكفر أن تنادى بتصور عن الله وعقيدة ما أنزل الله به من سلطان؟ فأين دليلك الكتابى على أن الله عقل وروح وكلمة؟ فإذا تركنا الأمر للإستنتاجات العقلية للبشر ، لكان عبَّاد البقر والقردة والكلاب من المؤمنين!

                      وإذا كان الموضوع بهذه البساطة وهذا اليسر الذى شرحته به ، فلماذا لم يفهمه علماؤكم؟

                      وهذه نُخبة من أقوال علمائكم تشهد أن هذا تحليلك باطل ، وليس من الدين أو العلم بمكان، وأن الثالوث فى واحد لا يمكن فهمه بالعقل، ويجب الإيمان به والتسليم به كحقيقة إيمانية كتابية. وبما أننى أثبت لك أنها ليست بحقيقة كتابية ، ولم يعرف عنها أحد من التلاميذ شيئًا ، ولم يمارس التثليث أحد منهم ، فهى إذن ليست بحقيقة لا إيمانية ولا كتابية ، وتثبت أنك على باطل.

                      يقول زكى شنودة فى تاريخ الأقباط 1/237: ”وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشرى ، الذى لا يفهم إلا أن الطبيعة الواحدة إنما تتضمَّن أقنومًا واحدًا، أى ذاتًا واحدة. وأن تعدد الأقانيم أو الذات إنما يستوجب تعدد الطبائع“. (نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)

                      ويقول أيضًا عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.

                      وجاء فى دائرة المعارف الفرنسية: ”أن عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة فى كتب العهد الجديد، ولا فى أعمال الآباء الرسوليين، ولا عند تلاميذهم الأقربين، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستانتى التقليدى يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين فى كل زمان، رغمًا عن أدلة التاريخ التى ترينا كيف ظهرت هذه العقيدة، وكيف نمت، وكيف علقت بها الكنيسة بعد ذلك“.(ص219 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)

                      وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية ج14 ص299 ”إن صياغة الإله الواحد فى ثلاثة أشخاص لم تنشأ موطدة وممكنة فى حياة المسيحيين وعقيدة إيمانهم قبل نهاية القرن الرابع“. (نقلاً عن الغفران ص96)

                      ويقول المعلم (بطرس البستانى) فى دائرة معارفه ص305 ج6: ”ومع أن لفظة «ثالوث» لا توجد فى الكتاب المقدس ، ولا يمكن أن يؤتى بآية من العهد القديم تصرِّح بتعليم الثالوث، فقد اقتبس المؤلفون المسيحيون القدماء آيات كثيرة تشير إلى وجود صورة جمعية فى اللاهوت“.(ص219 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)

                      القس ج. ف. دى. جروت في كتابه (تعاليم الكاثوليكية) ص149: ”إنّ الثالوث الأقدس هو سر غامض بمعنى الإلزام بالكلمة. وللأسباب وحدها لا يمكن التدليل على وجود الثالوث الإلهى نتعلمه من الكتب الموحى بها. وحتى بعد وجود السر الغامض قد كُشف لنا بقاء استحالة العقل الإنسانى إدراك كيف أن الثلاثة الأشخاص إنما هى ذات طبيعة إلهية واحدة.“ (نقلاً عن الغفران ص94)

                      ويقول منسى يوحنا ص121: ”إن سر التثليث عقيدة كتابية لا تُفهم بدون الكتاب المقدس , وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة“.

                      ومن حسن حظك أن يسوع ترك لك المعيار الذى تسير عليه فى التعرف على الصحيح من دينك. فقد قال لك: («لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19

                      وعلى ذلك فالناموس لا يعرف التثليث ولا صلب الإله ولا تجسده. الأمر الذى يعنى عزيزى القمص أنك ضللت الطريق السليم الذى كان يتبعه عيسى .
                      * * *

                      أما إيمانك بالتشبيه والإستعارات فى فهم نصوص كتابك فهذا بداية الطريق الصحيح إذا طبقته فى كل النصوص التى تحتمل هذا التشبيه. وعلى ذلك فلا بد أن تكون هناك ثوابت فى الكتاب ، ونقيس على هذه الثوابت ما تشابه علينا فى الفهم. فمثلا من الثوابت أن الله ليس كمثله شىء ، ولم يره أحد من البشر ، ولا يقدر أن يراه. الأمر الذى يُحيل فهم قول يسوع (أنا والآب واحد) إلى القول بأنهم واحد فى الرسالة والهدف ، وإلا لكان يوحنا الذى قال بأن الله لم يره أحد قط فى (1: 18) يهزى عندما قصد أن يسوع هو الله فى (10: 30) ، وبالتالى يسقط كل كتابه!

                      وقد ذكرت لك نصوصًا عديدة على أن أبناء الله هم الأبرارالمؤمنون باسمه ، وعلى ذلك فعيسى  هو من الأبرار ، وليس ابنًا لله ، من صلبه. الأمر الذى ينفى التثليث من ألفه إلى يائه.

                      وأنهيت تعليقك بقولك: (فإذن عندما نقول بنت شفة فإننا نرمز إلى الكلمة الخارجة من الوجود.)، ومعنى (الكلمة الخارجة من الوجود) أننا لو شبهنا يسوع بالكلمة، فلا بد أن تخرج هذه الكلمة من موجود يسبقها ، وهو الذى كانت الكلمة مستودعة عنده: (وكانت الكلمة عند الله) وله عقل ليزنها قبل أن تخرج منه أو حتى تُستودع عنده، ولا بد أن يكون حيًّا، لأن الميت لا يتكلم. الأمر الذى يعنى أن الصفات التى تكلمت عنها يشملها الله الأب ، الذى سبق فى وجوده يسوع (الكلمة عندكم) المولود من امرأة ، والمخلوق الأول (بكر كل خليقة). وعلى هذا فإن تعليلك هذا يكفى لتفنيد التثليث وألوهية يسوع. إذ لا حاج للأب لوجود اثنين آخرين من مخلوقاته معه.
                      كما تعنى أن الروح سبقت يسوع فى الوجود ، لأنه لا يمكن أن يولد يسوع أو يُخلق من إله ميت. الأمر الذى يدل على فساد آباء مجامعكم الذين قرروا ألوهية يسوع ، ونسوا الإله الروح القدس ، حيث اعتمدوا تأليهه بعد ذلك بعشرات السنين.

                      الأمر الذى يعنى أيضًا أن الذين نادوا بأن الروح القدس انبثقت من الأب فقط أو الأب والابن قد أخطأوا، لأنه يجب أن ينبثق الابن من الأب والروح القدس ، لأنهما سبقاه إلى الوجود.

                      الأمر الذى يعنى أيضًا فساد قولكم باسم الأب والابن والروح القدس ، وعليكم أن تقدموا الروح القدس عن الابن ، حيث سبقه إلى الوجود.

                      * * *
                      وهنا تسأل المذيعة فيبى عبد المسيح القمص زكريا قائلة: قدس أبونا، يحضرنى هنا سؤال أتذكره منذ زمن فأحباؤنا فى الإسلام يقولون عندما تجسد عقل الله ، فهل كان الله وقتها من غير عقل؟
                      الإجابة: هذا سؤال هام ، والله ليس مادة وليس محدوداً ووجود الله فى حيز لا يمنع وجوده فى مكان آخر وسنشرح ذلك باستفاضة، فمثلاً فى القرآن عند أخوتنا المسلمين يقول أن الله فى الثلث الأخير من الليل ينزل إلى السماء إذن من سيكون فى السماء العليا؟؟ فلا نستطيع أن نأخذ الآية حرفياً ومثلاً فى القرآن الرحمن على الكرسى [الصحيح: العرش] استوى فكيف أن الله يجلس على كرسى وهذا الكرسى المحدود خشب أو ألومنيوم أو حديد وما حجمه .. فبهذه الطريقة لا تفهم الأمور ولكن معناها أن الرحمن بدأ يملك ويحكم ومعنى أنه جلس على الكرسى لا يعنى أنه أصبح غير موجود فى الأماكن الأخرى ، ونستطيع أن نقول الآن أن وجود الله فى مكان لا يمنع وجوده فى مكان آخر .. مثال آخر من القرآن فى سورة النور " الله نور السماوات والأرض مثل نوره "كمشكاة" بمعنى حائط فيها مصباح والمصباح فى زجاجة والزجاجة تضئ كأنها كوكب درى .. ونلاحظ أن الزجاجة لم تمنع النور بل النور أشع منها وبقى أجمل والله إذاً لم يحدد وجوده فى كل مكان ولا نستطيع أن تقول عقل الله أنفصل عن الله عندما كان فى المسيح .

                      بدأ القمص زكريا بطرس كلامه بالآتى: (والله ليس مادة وليس محدوداً ووجود الله فى حيز لا يمنع وجوده فى مكان آخر وسنشرح ذلك باستفاضة) وطبعًا لم يشرح ذلك ، ولم يوضحه لأنه يُخالف نصوص كتابه ، التى تصرح بأن الرب نزل فى هيئة مادية فى صورة حمامة (متى 3: 16)، وأنه مادة فى صورة خروف (رؤيا يوحنا17: 14)، وأنه مادة فى صورة إنسان: (وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ) يوحنا 8: 40

                      هل كانت أمه تحمل هواء فى بطنها لو لم يكن مادة؟ وكيف كان يأكل ويشرب لو لم يكن مادة؟ وكيف قبضوا عليه لم لم يكن مادة؟ وكيف صلبوه لو لم يكن مادة؟

                      فنصوص كتابه تجعله فعلاً مادة ، ولا يُلتفت إلى ما يدعيه هو، فهذا إيمان غريب عن نصوص الكتاب ، الذى هو الحكم الفاصل بيننا.

                      ثم يقرر أن الرب ليس بمحدود، وهو كذلك فى الواقع، إلا أن كتابه جعله محدودًا كحيوان منوى فى رحم أمه ، وكإنسان فى جسد رجل ، وكرضيع ملفوفًا فى أقمطة بين يدى أمه ، وكميت ملفوفًا فى كفنه موضوعًا فى قبر وغيره. ولا يستطيع القول بأن كل هذه الصور هو صور الناسوت ، لأن قانون إيمانه يُحتِّم عليه أن يؤمن بعدم انفصال اللاهوت عن الناسوت. فإن أكل يسوع فهو يأكل بلاهوته وناسوته ، وإن تبول يسوع أو تبرز ، فهو يتبول ويتبرز بلاهوته وناسوته ، وإن مات يسوع فقد مات الثلاثة، وإلا لخالفوا قانون الإيمان، الذى يقول بعدم إنفصال الثلاثة طرفة عين.

                      ثم ينتقد القمص نزول الله فى الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا. أو يتخذه دليلا على عدم ممانعة الفكر الإسلامى على تقبل وجود الرب بنفسه فى أكثر من مكان ، بدليل وجوده على العرش فى الوقت الذى هو فيه فى السماء الدنيا.

                      ويقصد الحديث الصحيح الذى رواه أبو هريرة. والذى يقول: (‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏إِذَا مَضَى ‏شَطْرُ‏ ‏اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ ‏هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى ‏يَنْفَجِرَ ‏الصُّبْحُ). لكن كيف نفهم هذا؟

                      قبل أن أبدأ الرد أحب أن أوضح الخلاف بيننا وبين القمص هنا: إن الفرق بيننا وبينك عزيزى القمص أننا لدينا نص تحققنا من سنده ومتنه، وأنت ليس عندك نص على ما تدعيه، سواء أن يسوع هو الإله المتجسد، أو هو ثالث ثلاثة يُكوِّنون اللاهوت ، أو حتى الخطيئة الأزلية. وإن شئت قل إنه يوجد تأويل لعلمائكم يُخالف نصوص الكتاب الذى تقدسونه. فهذا مضمار أنت خاسره قبل أن تبدأه.

                      فإن اختلفنا فى مثل هذا النص نحن المسلمون ، فالخلاف سيكون فى التأويل، ولكن إن أتى أحد المتناقشين بما ليس فى كتابه ، فهو على أقل تقدير جاهل بدينه، وعلى أعلى تقدير كافر ، إن فعل هذا متعمدًا.

                      ومن قواعد وأصول مذهب أهل السنة والجماعة التسليم لما قال الله وما قال رسوله  كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب

                      ولقوله: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء

                      ويؤمن المسلم الواعى لدينه أن المشبِّه يعبد صنمًا، وأن المعطِّل يعبد عدمًا. فمن شبّه نزول الله (سبحانه وتعالى عن المثيل والمشابه) بنزول المخلوقات فقد كفر، وذلك لمخالفته لقول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (11) سورة الشورى
                      وذلك لأن القول بالمماثلة بين الخالق والمخلوق يستلزم نقص الخالق سبحانه؛ لأن تمثيل الكامل بالناقص يجعله ناقصًا. ولو فكرت فى هذه الجملة مرارًا، وتذكرت قول يسوع عن الله إنه هو الوحيد الصالح ، وهو أعظم منه ، لنفيت الألوهية عن يسوع فورًا: (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 16-17 ، وقوله: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28

                      ولأن القول بمماثلة الخالق للمخلوق يقتضي بطلان العبودية الحق؛ لأنه لا يخضع عاقل لأحد ويذل له على وجه التعظيم المطلق إلا أن يكون أعلى منه.
                      وعلى ذلك يؤمن أهل السنة والجماعة أن الله ينزل نزولا يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه. لكن لا نعرف كيفية النزول.

                      ويأوِّل آخرون النص بأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا بعلمه وجوده ورحمته، أى يتقرب إلى عبده ، ويحثه على التماس الصلاة والتضرع والدعاء والإستغفار فى هذا الوقت بالذات ، بدليل قوله: (هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ).

                      لكن أن يترك الله تعالى عرشه ، ويتجسد فى بلد ما أو قرية ما أو بيت ما أو جسد ما ، فهذا من الكفر الذى لا يقول به عاقل أو مؤمن!

                      ونجد فى النهاية عزيزى القارىء أن القمص زكريا لجأ إلى أوهام أو تحليله الشخصى لحديث نبوى ، ليُثبت صحة عقيدة الثالوث والتجسُّد. فلماذا لم يثبتها بنصوص من كتابه ، بدلا من كتب الكفار (المسلمين)؟

                      ولم تبين عزيزى القمص كيف يسكن الرب على الأرض ، وهو قد نفى أن يكون سكناه على الأرض ، وتدَّعون أنه كلى الوجود فى الوقت الذى تجسَّد فيه وأصبح محدودًا، وتدعون أنه تجسَّدَ ، فى الوقت الذى فيه إلهه فى السماء ، يدعوه يسوع من الأرض، ويتضرع إليه، ثم يصعد إليه ويجلس على يمينه ، وهو هو نفس الشخص؟ فهل كان يتضرع لنفسه، ويُناجى نفسه، وصعد إلى نفسه، وجلس على يمين نفسه؟
                      * * *

                      تعليق

                      • abubakr_3
                        مشرف عام

                        • 15 يون, 2006
                        • 849
                        • مسلم

                        #12
                        ثم ذكر قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (5) سورة طـه، ثم بدأ يتهكَّم على الآية القرآنية متسائلاً عن نوعية الكرسى، وكيف يجلس الإله اللا محدود على الكرسى المحدود ، ونسى أن الله تعالى قال عن عرشه إنه يملأ السماوات والأرض: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) البقرة

                        وهو قريب لقول سفر أعمال الرسل 7: 49-50 : (49السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟ 50أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟)

                        وهو لا يعرف أن عرش الرحمن فى كتابه اسمه أيضًا كرسى: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.) ملوك الأول 22: 19

                        (16وَقَالَ: «إِنَّ الْيَدَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ. لِلرَّبِّ حَرْبٌ مَعَ عَمَالِيقَ مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ».) خروج 17: 16

                        (4اَلرَّبُّ فِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ كُرْسِيُّهُ. عَيْنَاهُ تَنْظُرَانِ. أَجْفَانُهُ تَمْتَحِنُ بَنِي آدَمَ.) مزامير 11: 4

                        (7أَمَّا الرَّبُّ فَإِلَى الدَّهْرِ يَجْلِسُ. ثَبَّتَ لِلْقَضَاءِ كُرْسِيَّهُ) مزامير 9: 7

                        (8مَلَكَ اللهُ عَلَى الأُمَمِ. اللهُ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ قُدْسِهِ.) مزامير 47: 8

                        (10لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً.) كورنثوس الثانية 5: 10

                        فهل وصلت بك الجرأة أن تتهكم على عرش الرب؟ فماذا تبقى لك من إيمان لتتكلم عنه؟ بل كيف يتبعك مؤمن وأنت تسخر من عرش الله؟

                        إن استواء الله تعالى على عرشه تعنى علوه عليه علوًا خاصًا يليق به، على كيفية لا نعلمها. لكن الاستواء نفسه معلوم، لأن الله تعالى أخبرنا به. وكما قلت لك عزيزى القمص إن مشكلتك هى أنك تأتى فى دينك بفلسفة وأفكار غير كتابية تؤمن بها كإيمانك بالكتاب الذى تقدسه، وتعلمها مستمعيك. وإلا قل لمستمعيك دون تأويل نصًا صريحًا قال فيه يسوع إنه هو الله ، أو أمر أحد من معارفه أن يسجد له ، أو يصوم ابتغاء مرضاته.

                        يقول الإمام مالك عن نزول الله إلى السماء الدنيا: إن النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. ونفس الشىء نقوله عن استوائه.

                        ويوضح الإمام ابن عثيمين علة عدم معرفة كيفية استواء قائلاً، إن كيفية استواء الله على عرشه مجهولة لنا وذلك لوجوه ثلاثة:

                        الأول: أن الله أخبرنا أنه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى.

                        الثاني: أن العلم بكيفية الصفة فرع عن العلم بكيفية الموصوف وهو الذات، فإذا كنا لا نعلم كيفية ذات الله، فكذلك لا نعلم كيفية صفاته.

                        الثالث: أن الشيء لا تعلم كيفيته إلا بمشاهدته ، أو مشاهدة نظيره أو الخبر الصادق عنه، وكل ذلك منتف في استواء الله - عز وجل - على عرشه، وهذا يدل على أن السلف يثبتون للاستواء كيفية لكنها مجهولة لنا.

                        وقوله: "والإيمان به واجب" أى أن الإيمان بالاستواء على هذا الوجه واجب، لأن الله تعالى أخبر به عن نفسه، وهو أعلم بنفسه، وأصدق قولاً وأحسن حديثًا، فاجتمع في خبره كمال العلم، وكمال الصدق، وكمال الإرادة وكمال الفصاحة والبيان فوجب قبوله والإيمان به.

                        وقوله: "والسؤال عنه" أي عن كيفيته بدعة؛ لأن السؤال عنها لم يعرف في عهد النبي  ولا خلفائه الراشدين، وهو من الأمور الدينية فكان إيراده بدعة، ولأن السؤال عن مثل ذلك من سمات أهل البدع، ثم إن السؤال عنه مما لا تمكن الإجابة عليه فهو من التنطع في الدين، وقد قال النبي : "هلك المتنطعون".
                        http://www.ibnothaimeen.com/all/book...er_16816.shtml

                        (فالله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قالهُ ، وبالمعنى الذي أرادهُ، استواء منزهًا عن المماسة، والإستقرار، والتمكن، والحلول، والإنتقال. لا يحملهُ العرش بل العرش وحماتهُ محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضتهِ, وهو فوق العرش وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى، فوقية لا تزيدهُ قربًا إلى العرش والسماء، بل هو رفيع الدرجات عن العرش، كما أنهُ رفيع الدرجات عن الثرى, ومع ذلك قريب من كل موجود, وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد, وهو على كل شيء شهيد)

                        كما أننا لا نقول بتحيُّز الإله أو تجسده ، وهذا من الكفر البيِّن عندنا، وعندكم أيضًا. وهو نفس قول كتابك: (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …) ملوك الأول 8: 27 ، فهناك اتفاق إذن على أن عرش الرحمن لا يسعه السماوات ولا الأرض.

                        فالغريب أنك تنتقد فى الإسلام أشياءً غير موجودة إلا عندك، ولا نؤمن نحن بها، وتراها أنت فى دينك وتؤمن بصحتها ولا تنتقدها!! فهل أنت بذلك أنصفت؟ هل كنت بذلك أمينًا مع نفسك والآخرين؟ (لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟) لوقا 9: 25

                        بل إن قول كتابك يتعارض مع قواعد إيمانك. ففى الوقت الذى يستنكر فيه الرب أن يسكن على الأرض، جعلتموه يولد فى حظيرة للبهائم، ويسكن على الأرض، ويسعه قبر على الأرض!

                        وحتى لا يفكر أحد من أتباعه فى كيفية نزول الإله اللا محدود فى رحم امرأة ، أو تجسده فى جسم طفل رضيع ، بادره بهذا المزاح والسؤال عن نوعية الكرسى، وذلك حتى تتيه العقول عن التركيز أو طرح هذا السؤال عليه. أى استخفافًا بعقول مستمعيه. وكان من المفروض أن يربأ به مركزه عن هذا.

                        ونعيد عليه السؤال: كيف تجسَّد الإله اللا محدود كحيوان منوى فى رحم امرأة، ثم فى جسد طفل رضيع ، ثم فى جسد رجل ، ثم فى كفن ، ثم فى قبر؟

                        وكيف تجسَّد الإله اللا محدود واستوى على ظهر جحش؟ (35وَأَتَيَا بِهِ إِلَى يَسُوعَ وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَى الْجَحْشِ وَأَرْكَبَا يَسُوعَ.) لوقا 19: 35

                        وكيف تجسَّد الإله اللا محدود فى حمامة؟ (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ) متى 3: 16

                        وكيف تجسَّد الإله اللا محدود وركب ملاكًا أنثى وطار متطيها؟ (10طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ.) صموئيل الثانى 22: 10-11

                        لكن بدلاً من قولك عزيزى القمص: (ومعنى أنه جلس على الكرسى لا يعنى أنه أصبح غير موجود فى الأماكن الأخرى)، يمكنك أن تقول إن الله فى كل مكان بعلمه دون تجسد ، لأنه لو طبقنا نظريتك هذه لوصلنا إلى أن الرب فى كل غرفة وفى كل مسكن ، وفى كل حظيرة ، وفى كل دورة مياه ، وفى كل فصل، وفى كل معمل ، وفى كل مكتبة ، وفى كل مصنع. وبالتالى ستتعدد الآلهة ، ولن تصل مع ذلك إلى كون الرب ثالوث فى وحدانية ، بل ستصل إلى عدد لا حصر له من الآلهة.

                        ناهيك عن معنى قولك إن الرب سيكون أيضًا فى الأماكن النجسة ، والله قدوس سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا.

                        {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) سورة الزمر

                        أما قولك فى تفسير هذه الآية ، وهو (فبهذه الطريقة لا تفهم الأمور ولكن معناها أن الرحمن بدأ يملك ويحكم) ، فأقول لك: إن المعنى الذى فهمته أنت ليتنافى تمامًا مع المفهوم الصحيح للألوهية ، ويتعارض كذلك مع نصوص القرآن الكريم ونصوص كتابك؛ لأن معنى كلامك أن الله له نقطة بداية سيطر فيها على مقاليد الحكم ، ولم يكن قبلها إلهًا بيده ملكوت كل شىء.

                        (قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ.) إشعياء 43: 10

                        (6هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي.) إشعياء 44: 6 إشعياء 45: 5

                        (24هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الْبَطْنِ: «أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟) إشعياء 44: 24

                        (... حَسَبَ أَمْرِ الإِلَهِ الأَزَلِيِّ ...) رومية 16: 26
                        * * *

                        ثم يفسر لنا جناب القمص الآية القرآنية الآتية: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النور

                        أولا تفسيرك لكلمة (مشكاة) أنها حائط هو تفسير تهكمى ، أربأ بك كرجل دين أن تتهكم على غيرك ، لأن نصوص كتابك تمنعك من التعصُّب أو إزدراء الآخرين: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-23

                        يقول القمص فى تفسير هذه الآية القرآنية إنه من الممكن أن يظهر الرب نفسه فى أكثر من مكان ، متخذها دليلاً على تجسد الرب، وظهوره فى أكثر من مكان، لأن (الزجاجة لم تمنع النور بل النور أشع منها وبقى أجمل والله إذاً لم يحدد وجوده فى كل مكان ولا نستطيع أن تقول عقل الله أنفصل عن الله عندما كان فى المسيح).

                        كيف توصلت إلى أن النور الذى يشع فى الغرفة من نور المصباح الموضوع فى كوة الحائط ينير فى كل مكان ، ويملأ نورها المعمورة؟

                        نبدأ أولاً بمعنى (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).

                        بداية وأنت تتحدث عن الله أيها القمص زكريا بطرس لا تنس أنه ليس كمثله شىء: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى ،

                        (25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25

                        (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5

                        (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ) إشعياء 40: 18

                        (20يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ) أخبار الأيام الأولى 17: 20

                        (6لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ.) إرمياء 10: 6

                        إن معنى (اللَّهُ نُورُ) أنه هو الهادى لأهل السماوات والأرض، بالنور الذى أنزله إلى عباده، أى بتعاليمه وكتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} (174) سورة النساء

                        {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} (91) سورة الأنعام

                        ويشير إلى هذا نهاية الآية ، فهى تقول: (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء) لأن النور سبب للظهور، ولما شاركت الهداية النور فى هذا المعنى صح إطلاق اسم النور على الهداية. فهو لهم النور الذى يهتدوا به ، إذا اتبعوا تعاليمه ، واهتدوا بهديه. وهو كقوله تعالى: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (257) سورة البقرة

                        فما هى الظلمات التى كانوا فيها؟ فعلى فهم القمص يكون الرب قد أضاء لهم المصباح!! وهذا غير منطقى وبعيدًا عن سياق الآية ، والتصور الصحيح لله تعالى. فالظلمات هى الضلال والكفر. والنور هو الهداية.

                        وكقوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (16) سورة المائدة

                        وكقوله تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (122) سورة الأنعام

                        {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52) سورة الشورى

                        ومثل هذا تجده عندك فى كتابك عزيزى القمص ، فقد قال يسوع عن تلاميذه إنهم ملح الأرض، ونور العالم ، أى نور وهداية للمؤمنين، أى سبب هداية لهم إذا اتبعوهم: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ) متى 5: 13-16

                        ويُفهم كذلك من قوله: (19وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. 20لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. 21وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللَّهِ مَعْمُولَةٌ) يوحنا 3: 19-21

                        وهذا مفهوم أيضًا من قول يسوع لبنى إسرائيل إنه نور العالم ، أى إن الله أرسله هداية لهم. (أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ) يوحنا 8: 12

                        وقيلت أيضًا عن يوحنا المعمدان: (6كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. 7هَذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ.) يوحنا 1: 6-7

                        أما إن فهمنا النص تبعًا لتحليل جناب القمص، لوجب علينا أن نسحق التلاميذ، لنتمكن من أن نضع كل يوم جزءًا من التلاميذ على الفول ، وفى الأطعمة.

                        فإن كان الله هو الضوء الذى ينير الحجرة، وذلك كما فهمه القمص، لما كان للنور أن يذهب أبدًا ، لأن الله أزلى. ولكان أضاء نوره الأكوان كلها ، ولما أتى ليل على بلد ما، وإلا لقلنا إذا غابت الشمس إن الرب اختفى من هذه البلد، ولا وجود له.

                        وكما أنه من المعلوم أن نور الشمس أقوى من أى نور آخر، فيستحيل على الله أن يشبه نفسه بنور المصباح ، الذى هو أدنى من نور الشمس. لأن الله هو العلى الأعلى.

                        ولو تدبر القمص معانى الآية بدلاً من أن يُكيِّف كل الأعراف والقوانين الأرضية والسماوية ، حتى صفات الله لم تنجُ منه ، ليتمكن من تحقيق ثالوثه وتجسُّد الإله عنده. لوجد أن قول الله تعالى (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ) تعنى أن هذا النور لم يكن موجودًا ، أى مُحدث ، والله أزلى وليس بمحدث. ولعلم أن نور الرب (كما يزعم) سيكون السبب فى وجوده هذه الشجرة المباركة ، الأمر الذى يعنى انتفاء صمدية الرب وأزليته لصالح هذه الشجرة. ولا يقول بهذا مؤمن أو عاقل.

                        وهذا يُخالف إيماننا ، فنحن نؤمن أن الله أحد، وصمد تصمد إليه الخلائق، وتطلب عونه ، وهو لا يحتاج لأحد ، وهذا هو نفس ما علمكم إياه يسوع. فقد لجأ لله وتضرع إليه ليُحقق معجزة إحياء العازر ، ليساعده فى أن يؤمن الناس أنه رسول الله: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي»)يوحنا 11: 41-42

                        وكذلك قبل عملية القبض عليه تضرع إلى الله وسجد له طالبًا أن ينقذه من براثن الموت: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44

                        وسمع الله له لأنه كان يتقى الله ويخشاه: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7

                        وأعلنها صراحة أنه لا يستطيع أن يفعل من نفسه شيئًا ، ولا أن يقول من نفسه شيئًا ، وأن كل ما فعله أو قاله فهو بأمر من الله. الأمر الذى ينفى عنه الألوهية ، ويكفينا شر الجدال حول التثليث:

                        (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30

                        (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28

                        فى الوقت الذى عرف فيه قدر الله ، وأعلمكم أن كل شىء مستطاع عند الله فقال: («عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».) مرقس 10: 27

                        لكن فى الحقيقة وإن كان بالكتاب الذى يقدسه القمص فقرات تشير إلى أزلية الله تعالى ، كما ذكرت وهى لا يراها القمص وقت كلامه عن موت إلهه، فإن هناك نصوص أخرى تشير إلى أن الرب مُحدث ، وليس بأزلى ، وتنفى عنه كمال العلم ، وهذا هو الذى سبب تشويش فى عقلية القمص زكريا بطرس ، فلم يُقدِّر الله حق قدره. من هذه النصوص: أن الرب ولد ، وخلق، وشرب الخمر حتى الثمالة، ونام، وعندما استيقظ ، دمعت عيناه من شدة الخمر وأثارها! وأن علمه قاصر ، فلم يعرف أن الضوء الذى خلقه سيكون حسنًا إلا بعد الخلق ، وندم أن خلق الإنسان ، وندم على الشر الذى قرر أن يفعله ضد شعبه ، وندم أن عين شاول ملكًا على إسرائيل.

                        (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65

                        (وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ.4وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ) تكوين 1: 3-4

                        (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. تكوين 6: 6

                        وأيضًا (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 14

                        وأيضًا (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35

                        وندم أيضًا على إغراق البشرية (كما يزعمون) بعد أن شمَّ رائحة الشواء: (20وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ 21فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.) تكوين 8: 20-21

                        وقبل أن أنهى كلامى أسألك: هل الرب يدعو إلى الكفر والشرك؟ بالطبع لا. فكيف يدعوكم الرب فى كتابه لتذبحوا أضحية للشيطان؟ (7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 7-10

                        مع الأخذ فى الاعتبار أن عزازيل هو الشيطان!!!!

                        وهنا انتهت الحلقة الأولى ، وكما رأينا فإنها كانت تدور حول الثالوث، وإمكان فهمه، وتقبل العقل له.

                        وإلى اللقاء فى الحلقة الثانية ، وهى إكمال لموضوعنا هذا.

                        هذا وقد اقتبست فى كتابى هذا القليل من (المناظرة مع القس زكريا بطرس حول عقيدة التثليث)

                        وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
                        ‏سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ

                        علاء أبو بكر

                        تعليق

                        • eeww2000
                          مشرف عام

                          • 15 يون, 2006
                          • 63
                          • مسلم

                          #13
                          ارحب باخى الفاضل

                          الاستاذ ابو بكر حفظه الله

                          و فى انتظار المزيد بارك الله فيك ....


                          و الحمد لله رب العالمين
                          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 12 أغس, 2020, 03:26 م.

                          تعليق

                          • ياسر جبر
                            حارس مؤسس
                            • 10 يون, 2006
                            • 2928
                            • مسلم

                            #14
                            نرحب بأستاذنا الأستاذ علاء أبو بكر

                            بارك الله فيه وجزاه الله كل خير ...

                            ويسعدنا تشريف أستاذنا الفاضل eeww2000

                            بارك الله في الأساتذة ولا حرمنا الله تعالى من تعليمهم , وكتاباتهم .
                            كتاب : البيان الصحيح لدين المسيح نسخة Pdf من المطبوع.
                            الكتاب الجامع لكل نقاط الخلاف بين الإسلام والنصرانية .
                            كتاب : هل ظهرت العذراء ؟ . للرد على كتاب ظهورات العذراء للقس عبد المسيح بسيط.
                            مجموعتي الجديدة 2010 : الحوارات البسيطة القاتلة : (7 كتيبات تحتوي حوارات مبسطة).
                            يمكنكم تحميل الكتب من : موقع ابن مريم

                            تعليق

                            • abubakr_3
                              مشرف عام

                              • 15 يون, 2006
                              • 849
                              • مسلم

                              #15
                              ربنا يبارك فيكما وفى كل من له مجهود ولو بسيط فى هذا المندى والمنتديات الأخرى التى تهتم بنشر الإسلام ، وتوضيح ما لبس على العامة من المسلمين ، جعله الله فى ميزان حسناتنا.

                              أرجو من السادة أصحاب العلم مثل الأستاذ ياسر جبر ، وأخى الحبيب eeww2000 والدكتور أمير ومجاهد وحبيب عبد الملك والدكتور شريف وكل القائمين على المنتدى تقييم هذا الموضوع وتقويمه قبل أن أضع الكتب الأخرى، فقد انتهيت من الرد على أول عشر حلقات للقمص زكريا بطرس ومن مناظراتى معه حول عقيدة الصلب والفداء ، والتثليث وأريد تقويم الأخطاء وإثراء الموضوع ليكون فيما بعد كتابًا إلكترونيا يخدم الدعاة

                              اللهم اهدنا ، واهد بنا ، واجعلنا سببًا لمن اهتدى

                              علاء أبو بكر

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 يوم
                              ردود 3
                              16 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ أسبوع واحد
                              ردود 2
                              22 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                              ردود 5
                              26 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 3 أسابيع
                              ردود 0
                              13 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 سبت, 2024, 08:31 م
                              ردود 0
                              29 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين
                              يعمل...