السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبائى حراس العقيدة بارك الله فيكم وانعم عليكم فى كل وقت وجعل اوقاتكم هذه فى ميزان حسناتكم انه ولى ذلك وهو القادر عليه
كنت أقرأ ديوان مقامات القرنى للدكتور عائض القرنى
وهو يتحدث عن مقامات البلاد
وتذكرت ما أنعم الاسلام علينا من وحدة وحب 00فلا تجد المسلم الملتزم يتعصب او يكره اخوه المسلم
ولا يتعصب لقومية وحدود مصطنعه اسستها الدول الغربية فى اتفاقية سايكس بيكوا وغيرها
وتذكرت ان صاحب هذه المقامات سعودى الجنسيه
ولكنه قبل ان يكون سعودى فهو مسلم 000وشاعر 00ويحب كل اقطار وكل حبة رمل فى بلاد المسلمين شرقية كانت او غربية
وهكذا يكون المسلم
وتعالى نرى منشاعر واحد مسلم كيف يذكر صفات البلاد والعباد فى اغلب بلاد المسلمين
فهو ذكر لكل بلد خيرها ومميزاتها وتميزها فى الاسلام 00ولم يتعصب لبلد عن بلد 0بلد تجده يتكلم عن كل بلد وكانها بلده
حتى ان هذه المقامات تجعل المواطن الذى يقرا مقامات بلده يفرح فرحا كبيرا ويتعلم كيف يتحدث عن بلده
فتعالوا نتعلم أدب الكلام عن بلادنا 00من هذا النقل الذى اتمنى أن يعجبكم أن شاء الله
وأدعوا الله ان يمنع الاختلاف والفتنة بين المسلم وان يبيد هذا التعصب الاعمى للقوميات بين اهل الدين الواحد
فان سلمان الفارسى 00قال النبى عليه الصلاة والسلام
سلمان منا ال البيت
وصهيب الرومى
وبلال الحبشى
وأتذكر قول الشاعر
أبى الأسلام ليس لى أب سواه
تعالو نقتطف اول مقام لبلد مسلم
ونبدأ بارض الحجاز السعوديه
المقـامَــــة الـسُّـعوديَّـــة
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ
إذا بلغ الرضيع لنا فطاما
ونشرب إن وردنا الماء صفواً
تخر له الجبابر ساجدينا
ويشرب غيرنا كدراً وطينا
السعودية أرض التوحيد ، والمجد التليد ، والنهج الرشيد . وهي أرض الإنسان ، والبيان ، والإيمان ، والقرآن . لأنها دار الإنسان السوي ، والمؤمن الرضي ، التابع للمنهج المحمدي . ولأنها أرض البيان الخلاب ، والأدب الجذّاب ، واللغة الحية ، والموهبة الأدبية . ولأنها بلاد الإيمان فمنها أرسل الإيمان إلى العالم أنواره ، وبعث إلى الدنيا قصصه وأخباره ولأنها مهبط القرآن بها نزل جبريل ، على المعلم الجليل ، بآيات التنـزيل .
في هذه البلاد ، أعظم ناد للأجواد ، وأكبر واد للأجواد .
قال الموفق بن هادي : لا تلمني في حب بلادي ، فإنها سر أنسي وإسعادي ، فقد بعث منها محمد المحمود ، رسول الجود ، صاحب الحوض المورود ، والمقام المحمود ، واللواء المعقود . وفيها ولد أبو بكر ، طيب الذكر ، صاحب الشكر ، نير الفكر .
ومنها عمر ، جميل الخبر ، وناشر العدل في البشر ، وصاحب أحسن السير .
ومنها عثمان ، جامع القرآن ، ومكرم الضيفان ، وله من الرسول نوران .
ومنها علي ، البطل الولي ، والسيف الجلي ، خائض الهول حتى ينجلي .
ومنها الأسياد ، والأجواد ، والآساد .
فلما سمعنا كلام الموفق ، وإذا هو بالدليل محقق ، قلنا : ونسيت البترول ، فإنه السيف المسلول ، والشافع المقبول .
قال : كلاّ ، لمن أعرض وتولَّى ، فخرنا بالرسول ، لا بالبترول ، وسعادتنا بالذكـر المنـزل ، لا بالديزل ، وفرحتنا بالإسراء والمعراج ، لا بالحديد والزجاج، وبهجتنا بالمقام والبيت ، لا بالزيت ، وتاريخنا بالإعجاز ، والإنجاز ، والامتياز ، لا بالبنـزين والغاز
فقلنا له : اترك من هلكوا وبادوا ، وحدثنا عن وصول الرادوا ، ودعنا ممن يهمزون ويلمزون ، وكلمنا عن بث التلفزيون ، ومتى وصلكم التليفون ، وما كنتم قبله تعرفون ، بل بالجهل توصفون .
فقال : أخطأتم التقدير ، وخطأ العاقل كبير ، اعلموا أننا قبل الصناعة ، كنا أهل البراعة ، والشجاعة ، والذاكرة اللماعة ، وأهل الأصالة ، والرسالة ، والبسالة .
نحن الذين روى التأريخ قصتهم
ونحن أعظم من في أرضنا ظهرا
أما ترى الشمس غارت من مكارمنا
والبدر في نورنا العلوي قد سهرا
كان العالم قبل وصولنا غابة ، كأن عليه جنابة ، وكانت الدنيا قبل ميلادنا في مأتم ، تشكو وتتألم ، فلما بزغ فجر رسولنا من البطحاء ، أشرقت على نوره الأرض والسماء ، خيام العدل في بلادنا وولد الشرف مع ميلادنا ، مضرب المثل في الكرم من أوطاننا ، وأشجع الناس من ودياننا . نحن بعثنا إلى الدنيا النور ، وأزلنا منها الظلم والجور ، أذنّا في أذن الدنيا فآمنت ، ومشينا على جبالها فتطامنت ، كنا في الجاهلية الجهلاء ، أهل العزة الشماء ، فلما جاء الإسلام كنا الأعلام ، والصفوة الكرام ، شجاعة لو قابلتنا الأسود لهابت ، وعزيمة لو طرحت على الصخور لذابت ، هنا دار الفضائل ، ومنازل القبائل ، عندنا قبلة المصلين ، وكعبة الطائفين ، وملاذ الخائفين ، اختارنا الله لدينه أمناء ، وعلى الأمانة أوصياء ، من دارنا هـبّت كتائب الفتوحات ، وسارت قوافل التضحيات ، عندنا محبرة ومقبرة ، محبرة لتقييد العلوم ، وتسجيل نتاج الفهوم ، ومقبرة للغزاه ، والمحاربين الطغاه ، نحن أول من حمل السيف ، وأكرم الضيف ، وأبى الحيف .
أرضنا بدماء الشهداء تفوح ، وقلوبنا بأسرار التوحيد تبوح ، عندنا الذهب الأبيض والأحمر والأسود ، فالأبيض عِلْم ينعش الأحياء ، من الشريعة السمحاء ، والأحمر دماء في عروق الأحرار ، وفي شرايين الأبرار ، والأسود بترول مدفون في الثرى ، يدلف بالحضارة للمدن والقرى .
اندهش الدهر يوم طالع صفحة جلالنا ، وهام الزمان يوم أبصر لوحة جمالنا ، وتعجب كل جيل يوم قرأ مكارم أجيالنا ، وتحطمت جماجم الغزاة على جبالنا .
دافع الله عنا يوم قصدنا صاحب الفيل ، فعاد في ثوب ذليل ، ورد الله عنا غارة الفرس الكفار ، ومزّقهم في يوم ذي قار . وأنزل الله نصره علينا في بدر ، يوم صعب الأمر ، وضاق الصدر ، فأيد رسولنا بملائكة مسوِّمين ، وكرام معلمين ، نحن خرجنا للعالم وفي قلوبنا قرآن نسكبه في قلب من وَحّد وتشهد ، وفي أيماننا سيوف نقطع بها رأس من تمرد وألحد ، عندنا قداسة الإنسان ، وقداسة البيان ، وقداسة الزمان ، وقداسة المكان.
فقداسة الإنسان ماثلة في الرسول العظيم والنبي الكريم ، وقداسة البيان قائمة في القرآن ، الذي أذهل الإنس والجان ، وقداسة الزمان ، كامنة في عشر ذي الحجة ورمضان ، وقداسة المكان في الحرم الطاهر ، والمشعر الزاهر . ليس للزمان بدوننا طعم ، وليس للتأريخ سوانا رسم ، وليس للناس إذا أُغفلنا اسم ، نحن شهداء على الناس ، ونحن مضرب المثل في الجود والبأس . كأن النور ولد معنا ، وكأنّ البشر لفظ ونحن معنى ، جماجمنا بالعزة مدججة ، وخيولنا بالعزائم مسرجة ، نحن الأمة الوسط ، لا غلط في منهجنا ولا شطط ، وسط في المكان فنحن قلب الكرة الأرضية ، وزعماء الأخلاق المرضيّة ، ووسط في الزمان فلم نأت في طفولة الإنسانية ولم نتأخر إلى شيخوخة البشريّة ، ووسط في العقيدة فنحن أهل التوحيد والمذاهب السديدة ، فلم نعتنق رهبانية النصارى ، ولم ننهج نهج اليهود الحيارى ، بل أمتنا معصومة من الضلالة ، مصونة من الجهالة .
نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم
والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبروا
في مسمع الكون العظيم وكبرا
أليس في بلدنا الركن والمقام ، والبلد الحرام ، وعندنا عرفات ، ومنى حيث الجمرات وزمزم والحطيم ، والمشعر العظيم ، وفي أرضنا غار حراء ، مشرق الشريعة الغراء، ونزل في أرضنا جبريل ، على المعلم الجليل ، وحمى بيتنا من الفيل ، بطير أبابيل .
ومنَّا خالد بن الوليد ، وأسامة بن زيد ، وطلحة بن عبيد .
وفي دارنا عائشة أم المكرُمات ، المبرَّأة من فوق سبع سموات ، وفاطمة البتول ، بنت الرسول ، طيبة الأصول . وفي أرضنا الحرمان ، والبيتان ، والعُمَران ، والهجرتان ، والبيعتان ، والسبطان ، والقرآن ، والإيمان ، والبيان .
نحن أهل عذوبة الألفاظ ، والجهابذة الحفَّاظ ، وفي بلادنا سوق عكاظ .
نحن الذين على خطى أمجادهم
وقف الزمان مدلها مبهورا
تيجان عزتنا النجوم فلا ترى
غيرَ الوفاء وصارما مشهورا
في بلادنا البطحاء ، حيث انطلقت الشريعة السمحاء . وعندنا نجد الأبيّة ، مطلع شمس العربية ، ومنبع المواهب الشاعرية ، والخطابية .
ولدينا عسير ، حيث المسك والعبير ، والجمال منقطع النظير ، والذكاء الشهير .
ولدينا حائل ، أهل الفضائل ، أحفاد حاتم الطائي شرف القبائل .
ولدينا الحجاز ، أهل الفضل والامتياز ، والكرم والاعتزاز .
ولدينا الإحساء ، دار الشرفاء ، وبيت الأوفياء .
فغربنا أرض النبوة المحمديَّة ، والسنة الأحمديّة ، أرض قدمت للعالم أشرف هديّة . وشرقنا أرض الخيرات ، وبلد المسرَّات ، ودار الهبات ، والأعطيات . ووسطنا دار الملكُ والإمارة ، وبيت الجدارة ، ومحل الوزارة ، والسفارة . وشمالنا أرض الجود ، والند والعود ، والأسود ، وحفظ العهود ، وإكرام الوفود . وجنوبنا أرض الهمم الوثابة ، والطبيعة الخلابة ، والأخلاق الجذَّابة ، والفهم والنجابة ، والشعر والخطابة .
نحن كتبنا التأريخ بالدماء ، ووصلنا الأرض بالسماء ، أنجبنا العلماء ، وأنتجنا الحكماء ، وأرسلنا للعالم الزعماء ، وأهدينا الدنيا الحلماء .
إذا لم يبدأ التأريخ بنا فاعلم أنه منكوس ، وإذا لم يثُنِ علينا سِفر المكارم فاعلم أنه منحوس . كسرنا سيوفنا في بدر ، على رؤوس أهل الكفر ، ثم أرسلنا شظاياه لصلاح الدين ، في حطين ، فقهر بها الملحدين . رددنا في أحد " قل هو الله أحد " فسحقنا من جحد وقطعنا دابر من فسد .
منا قائد القادسية ، الذي أسقط العجم في الخانة المنسية . ومنا قائد اليرموك ، الذي أذهب من رؤوس الروم الشكوك ، وصبغ وجوههم بالدم المسفوك .
ابدأ بنا في رأس كل صحيفة
أسماؤنا في أصلها عنوان
وإذا كتبت رواية شرقية
فحديثنا من ضمنها تيجان
نحن أرسلنا بني أمية ، ملوكاً للديار الشامية . وبعثنا لبغداد بني العباس ، أهل الجود والبأس . وجيش العجم ما أسلم ، حتى بعثنا له قتيبة بن مسلم .
ومددنا للهند السيف الحاسم ، محمد بن القاسم .
من كتب التأريخ وأهمل الجزيرة ، فقد ارتكب كبيرة ، وأتى بجريرة ، كيف يهمل الرسول والأصول ، وأهل المنقول والمعقول . كيف يأخذ البدن بلا روح ، ويجرد البستان من الدوح . كيف يبني القصر على غير أساس ؟ ويقيم الجسم بلا رأس .
تريد المسجد بلا محراب ، والمدرسة بلا كتاب ، نحن الفصول والأبواب ، ونحن السيف والنصاب ، لسجل المكرمات كُتّاب ، ولأرقام المجد حساب ، وعلى قصر الرسالة حجاب .
نحن قلب المعمورة ، وأصحاب المناقب المأثورة ، العالم يتجه إلى قبلتنا كل يوم خمس مرات ، والدنيا تنصت لندائنا بالصلوات ، والكون يستمع لتلاوتنا بالآيات ، زارنا بلال بن رباح ، فصار مؤذن دولة الفلاح ، وجاءنا سلمان من أرض فارس ، فلما أسلم صار كأنه على قرن الشمس جالس ، ووفد إلينا صهيب من أرض الروم ، فأصبح من سادات القوم ، من بلادنا تشرق شمس المعارف ، ويقام للعلم متاحف ، وتنشر للهدى مصاحف ، حتى ماؤنا يفوق كل ماء ، فماء زمزم شفاء ، ومن كل داء دواء ، ونحن بيت العرب العرباء ، وعندنا سادات الكرماء ، ولدينا أساطين النجباء ، وأساتذة الحكماء ، إن ذكرت الحرب فنحن وقودها ، وإن ذكرت الملة فنحن أسودها ، وإذا سمعت بالرسالة فنحن جنودها .
وأنا كمسلم مصرى أكن لكل اهلنا فى السعوديه وكل بلاد المسلمين الحب والاعتزاز وأشهد الله أنى احب كل مسلم فى الله
احبائى حراس العقيدة بارك الله فيكم وانعم عليكم فى كل وقت وجعل اوقاتكم هذه فى ميزان حسناتكم انه ولى ذلك وهو القادر عليه
كنت أقرأ ديوان مقامات القرنى للدكتور عائض القرنى
وهو يتحدث عن مقامات البلاد
وتذكرت ما أنعم الاسلام علينا من وحدة وحب 00فلا تجد المسلم الملتزم يتعصب او يكره اخوه المسلم
ولا يتعصب لقومية وحدود مصطنعه اسستها الدول الغربية فى اتفاقية سايكس بيكوا وغيرها
وتذكرت ان صاحب هذه المقامات سعودى الجنسيه
ولكنه قبل ان يكون سعودى فهو مسلم 000وشاعر 00ويحب كل اقطار وكل حبة رمل فى بلاد المسلمين شرقية كانت او غربية
وهكذا يكون المسلم
وتعالى نرى منشاعر واحد مسلم كيف يذكر صفات البلاد والعباد فى اغلب بلاد المسلمين
فهو ذكر لكل بلد خيرها ومميزاتها وتميزها فى الاسلام 00ولم يتعصب لبلد عن بلد 0بلد تجده يتكلم عن كل بلد وكانها بلده
حتى ان هذه المقامات تجعل المواطن الذى يقرا مقامات بلده يفرح فرحا كبيرا ويتعلم كيف يتحدث عن بلده
فتعالوا نتعلم أدب الكلام عن بلادنا 00من هذا النقل الذى اتمنى أن يعجبكم أن شاء الله
وأدعوا الله ان يمنع الاختلاف والفتنة بين المسلم وان يبيد هذا التعصب الاعمى للقوميات بين اهل الدين الواحد
فان سلمان الفارسى 00قال النبى عليه الصلاة والسلام
سلمان منا ال البيت
وصهيب الرومى
وبلال الحبشى
وأتذكر قول الشاعر
أبى الأسلام ليس لى أب سواه
تعالو نقتطف اول مقام لبلد مسلم
ونبدأ بارض الحجاز السعوديه
المقـامَــــة الـسُّـعوديَّـــة
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ
إذا بلغ الرضيع لنا فطاما
ونشرب إن وردنا الماء صفواً
تخر له الجبابر ساجدينا
ويشرب غيرنا كدراً وطينا
السعودية أرض التوحيد ، والمجد التليد ، والنهج الرشيد . وهي أرض الإنسان ، والبيان ، والإيمان ، والقرآن . لأنها دار الإنسان السوي ، والمؤمن الرضي ، التابع للمنهج المحمدي . ولأنها أرض البيان الخلاب ، والأدب الجذّاب ، واللغة الحية ، والموهبة الأدبية . ولأنها بلاد الإيمان فمنها أرسل الإيمان إلى العالم أنواره ، وبعث إلى الدنيا قصصه وأخباره ولأنها مهبط القرآن بها نزل جبريل ، على المعلم الجليل ، بآيات التنـزيل .
في هذه البلاد ، أعظم ناد للأجواد ، وأكبر واد للأجواد .
قال الموفق بن هادي : لا تلمني في حب بلادي ، فإنها سر أنسي وإسعادي ، فقد بعث منها محمد المحمود ، رسول الجود ، صاحب الحوض المورود ، والمقام المحمود ، واللواء المعقود . وفيها ولد أبو بكر ، طيب الذكر ، صاحب الشكر ، نير الفكر .
ومنها عمر ، جميل الخبر ، وناشر العدل في البشر ، وصاحب أحسن السير .
ومنها عثمان ، جامع القرآن ، ومكرم الضيفان ، وله من الرسول نوران .
ومنها علي ، البطل الولي ، والسيف الجلي ، خائض الهول حتى ينجلي .
ومنها الأسياد ، والأجواد ، والآساد .
فلما سمعنا كلام الموفق ، وإذا هو بالدليل محقق ، قلنا : ونسيت البترول ، فإنه السيف المسلول ، والشافع المقبول .
قال : كلاّ ، لمن أعرض وتولَّى ، فخرنا بالرسول ، لا بالبترول ، وسعادتنا بالذكـر المنـزل ، لا بالديزل ، وفرحتنا بالإسراء والمعراج ، لا بالحديد والزجاج، وبهجتنا بالمقام والبيت ، لا بالزيت ، وتاريخنا بالإعجاز ، والإنجاز ، والامتياز ، لا بالبنـزين والغاز
فقلنا له : اترك من هلكوا وبادوا ، وحدثنا عن وصول الرادوا ، ودعنا ممن يهمزون ويلمزون ، وكلمنا عن بث التلفزيون ، ومتى وصلكم التليفون ، وما كنتم قبله تعرفون ، بل بالجهل توصفون .
فقال : أخطأتم التقدير ، وخطأ العاقل كبير ، اعلموا أننا قبل الصناعة ، كنا أهل البراعة ، والشجاعة ، والذاكرة اللماعة ، وأهل الأصالة ، والرسالة ، والبسالة .
نحن الذين روى التأريخ قصتهم
ونحن أعظم من في أرضنا ظهرا
أما ترى الشمس غارت من مكارمنا
والبدر في نورنا العلوي قد سهرا
كان العالم قبل وصولنا غابة ، كأن عليه جنابة ، وكانت الدنيا قبل ميلادنا في مأتم ، تشكو وتتألم ، فلما بزغ فجر رسولنا من البطحاء ، أشرقت على نوره الأرض والسماء ، خيام العدل في بلادنا وولد الشرف مع ميلادنا ، مضرب المثل في الكرم من أوطاننا ، وأشجع الناس من ودياننا . نحن بعثنا إلى الدنيا النور ، وأزلنا منها الظلم والجور ، أذنّا في أذن الدنيا فآمنت ، ومشينا على جبالها فتطامنت ، كنا في الجاهلية الجهلاء ، أهل العزة الشماء ، فلما جاء الإسلام كنا الأعلام ، والصفوة الكرام ، شجاعة لو قابلتنا الأسود لهابت ، وعزيمة لو طرحت على الصخور لذابت ، هنا دار الفضائل ، ومنازل القبائل ، عندنا قبلة المصلين ، وكعبة الطائفين ، وملاذ الخائفين ، اختارنا الله لدينه أمناء ، وعلى الأمانة أوصياء ، من دارنا هـبّت كتائب الفتوحات ، وسارت قوافل التضحيات ، عندنا محبرة ومقبرة ، محبرة لتقييد العلوم ، وتسجيل نتاج الفهوم ، ومقبرة للغزاه ، والمحاربين الطغاه ، نحن أول من حمل السيف ، وأكرم الضيف ، وأبى الحيف .
أرضنا بدماء الشهداء تفوح ، وقلوبنا بأسرار التوحيد تبوح ، عندنا الذهب الأبيض والأحمر والأسود ، فالأبيض عِلْم ينعش الأحياء ، من الشريعة السمحاء ، والأحمر دماء في عروق الأحرار ، وفي شرايين الأبرار ، والأسود بترول مدفون في الثرى ، يدلف بالحضارة للمدن والقرى .
اندهش الدهر يوم طالع صفحة جلالنا ، وهام الزمان يوم أبصر لوحة جمالنا ، وتعجب كل جيل يوم قرأ مكارم أجيالنا ، وتحطمت جماجم الغزاة على جبالنا .
دافع الله عنا يوم قصدنا صاحب الفيل ، فعاد في ثوب ذليل ، ورد الله عنا غارة الفرس الكفار ، ومزّقهم في يوم ذي قار . وأنزل الله نصره علينا في بدر ، يوم صعب الأمر ، وضاق الصدر ، فأيد رسولنا بملائكة مسوِّمين ، وكرام معلمين ، نحن خرجنا للعالم وفي قلوبنا قرآن نسكبه في قلب من وَحّد وتشهد ، وفي أيماننا سيوف نقطع بها رأس من تمرد وألحد ، عندنا قداسة الإنسان ، وقداسة البيان ، وقداسة الزمان ، وقداسة المكان.
فقداسة الإنسان ماثلة في الرسول العظيم والنبي الكريم ، وقداسة البيان قائمة في القرآن ، الذي أذهل الإنس والجان ، وقداسة الزمان ، كامنة في عشر ذي الحجة ورمضان ، وقداسة المكان في الحرم الطاهر ، والمشعر الزاهر . ليس للزمان بدوننا طعم ، وليس للتأريخ سوانا رسم ، وليس للناس إذا أُغفلنا اسم ، نحن شهداء على الناس ، ونحن مضرب المثل في الجود والبأس . كأن النور ولد معنا ، وكأنّ البشر لفظ ونحن معنى ، جماجمنا بالعزة مدججة ، وخيولنا بالعزائم مسرجة ، نحن الأمة الوسط ، لا غلط في منهجنا ولا شطط ، وسط في المكان فنحن قلب الكرة الأرضية ، وزعماء الأخلاق المرضيّة ، ووسط في الزمان فلم نأت في طفولة الإنسانية ولم نتأخر إلى شيخوخة البشريّة ، ووسط في العقيدة فنحن أهل التوحيد والمذاهب السديدة ، فلم نعتنق رهبانية النصارى ، ولم ننهج نهج اليهود الحيارى ، بل أمتنا معصومة من الضلالة ، مصونة من الجهالة .
نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم
والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبروا
في مسمع الكون العظيم وكبرا
أليس في بلدنا الركن والمقام ، والبلد الحرام ، وعندنا عرفات ، ومنى حيث الجمرات وزمزم والحطيم ، والمشعر العظيم ، وفي أرضنا غار حراء ، مشرق الشريعة الغراء، ونزل في أرضنا جبريل ، على المعلم الجليل ، وحمى بيتنا من الفيل ، بطير أبابيل .
ومنَّا خالد بن الوليد ، وأسامة بن زيد ، وطلحة بن عبيد .
وفي دارنا عائشة أم المكرُمات ، المبرَّأة من فوق سبع سموات ، وفاطمة البتول ، بنت الرسول ، طيبة الأصول . وفي أرضنا الحرمان ، والبيتان ، والعُمَران ، والهجرتان ، والبيعتان ، والسبطان ، والقرآن ، والإيمان ، والبيان .
نحن أهل عذوبة الألفاظ ، والجهابذة الحفَّاظ ، وفي بلادنا سوق عكاظ .
نحن الذين على خطى أمجادهم
وقف الزمان مدلها مبهورا
تيجان عزتنا النجوم فلا ترى
غيرَ الوفاء وصارما مشهورا
في بلادنا البطحاء ، حيث انطلقت الشريعة السمحاء . وعندنا نجد الأبيّة ، مطلع شمس العربية ، ومنبع المواهب الشاعرية ، والخطابية .
ولدينا عسير ، حيث المسك والعبير ، والجمال منقطع النظير ، والذكاء الشهير .
ولدينا حائل ، أهل الفضائل ، أحفاد حاتم الطائي شرف القبائل .
ولدينا الحجاز ، أهل الفضل والامتياز ، والكرم والاعتزاز .
ولدينا الإحساء ، دار الشرفاء ، وبيت الأوفياء .
فغربنا أرض النبوة المحمديَّة ، والسنة الأحمديّة ، أرض قدمت للعالم أشرف هديّة . وشرقنا أرض الخيرات ، وبلد المسرَّات ، ودار الهبات ، والأعطيات . ووسطنا دار الملكُ والإمارة ، وبيت الجدارة ، ومحل الوزارة ، والسفارة . وشمالنا أرض الجود ، والند والعود ، والأسود ، وحفظ العهود ، وإكرام الوفود . وجنوبنا أرض الهمم الوثابة ، والطبيعة الخلابة ، والأخلاق الجذَّابة ، والفهم والنجابة ، والشعر والخطابة .
نحن كتبنا التأريخ بالدماء ، ووصلنا الأرض بالسماء ، أنجبنا العلماء ، وأنتجنا الحكماء ، وأرسلنا للعالم الزعماء ، وأهدينا الدنيا الحلماء .
إذا لم يبدأ التأريخ بنا فاعلم أنه منكوس ، وإذا لم يثُنِ علينا سِفر المكارم فاعلم أنه منحوس . كسرنا سيوفنا في بدر ، على رؤوس أهل الكفر ، ثم أرسلنا شظاياه لصلاح الدين ، في حطين ، فقهر بها الملحدين . رددنا في أحد " قل هو الله أحد " فسحقنا من جحد وقطعنا دابر من فسد .
منا قائد القادسية ، الذي أسقط العجم في الخانة المنسية . ومنا قائد اليرموك ، الذي أذهب من رؤوس الروم الشكوك ، وصبغ وجوههم بالدم المسفوك .
ابدأ بنا في رأس كل صحيفة
أسماؤنا في أصلها عنوان
وإذا كتبت رواية شرقية
فحديثنا من ضمنها تيجان
نحن أرسلنا بني أمية ، ملوكاً للديار الشامية . وبعثنا لبغداد بني العباس ، أهل الجود والبأس . وجيش العجم ما أسلم ، حتى بعثنا له قتيبة بن مسلم .
ومددنا للهند السيف الحاسم ، محمد بن القاسم .
من كتب التأريخ وأهمل الجزيرة ، فقد ارتكب كبيرة ، وأتى بجريرة ، كيف يهمل الرسول والأصول ، وأهل المنقول والمعقول . كيف يأخذ البدن بلا روح ، ويجرد البستان من الدوح . كيف يبني القصر على غير أساس ؟ ويقيم الجسم بلا رأس .
تريد المسجد بلا محراب ، والمدرسة بلا كتاب ، نحن الفصول والأبواب ، ونحن السيف والنصاب ، لسجل المكرمات كُتّاب ، ولأرقام المجد حساب ، وعلى قصر الرسالة حجاب .
نحن قلب المعمورة ، وأصحاب المناقب المأثورة ، العالم يتجه إلى قبلتنا كل يوم خمس مرات ، والدنيا تنصت لندائنا بالصلوات ، والكون يستمع لتلاوتنا بالآيات ، زارنا بلال بن رباح ، فصار مؤذن دولة الفلاح ، وجاءنا سلمان من أرض فارس ، فلما أسلم صار كأنه على قرن الشمس جالس ، ووفد إلينا صهيب من أرض الروم ، فأصبح من سادات القوم ، من بلادنا تشرق شمس المعارف ، ويقام للعلم متاحف ، وتنشر للهدى مصاحف ، حتى ماؤنا يفوق كل ماء ، فماء زمزم شفاء ، ومن كل داء دواء ، ونحن بيت العرب العرباء ، وعندنا سادات الكرماء ، ولدينا أساطين النجباء ، وأساتذة الحكماء ، إن ذكرت الحرب فنحن وقودها ، وإن ذكرت الملة فنحن أسودها ، وإذا سمعت بالرسالة فنحن جنودها .
وأنا كمسلم مصرى أكن لكل اهلنا فى السعوديه وكل بلاد المسلمين الحب والاعتزاز وأشهد الله أنى احب كل مسلم فى الله
تعليق