بسم الله الرحمن الرحيم
هل أخطأ القرآن في النحو ؟؟
من الشبهات التي يسوقها غير المسلمين, شبهة أن القرآن الكريم أخطأ في قواعد اللغة العربية أو خالفها !, وهذه الشبهة تدل على جهل عميق بالقرآن الكريم وبنشأة علم النحو وطرق وضع قواعده.
وعندما رد بعض العلماء رداً مقتضباً قائلين: إن القرآن هو الذي يحكم علم النحو, وليس علم النحو خاضعاً للقرآن الكريم, استنكر بعض من مروجي الشبهات هذا الرد, معتقدين أن هذا الرد المختصر هو تهرب أو اعتراف بوجود أخطاء نحوية زعموا وجودها في القرآن الكريم.
والرد السابق صحيح مع اختصاره ولكنه يحتاج بعض التفصيل كما يلي:
**********
نشأة علم النحو:
تكلم العرب في الجزيرة العربية اللغة العربية حسب قواعد غير مدونة, منها على سبيل المثال رفع الفاعل ونصب المفعول به, وإن كانت هناك بعض الاختلافات بين القبائل العربية في أمور فرعية من قواعد اللغة, إلا أن أغلب قواعد اللغة كانوا متفقين عليها.
تكلم العرب في الجزيرة العربية اللغة العربية حسب قواعد غير مدونة, منها على سبيل المثال رفع الفاعل ونصب المفعول به, وإن كانت هناك بعض الاختلافات بين القبائل العربية في أمور فرعية من قواعد اللغة, إلا أن أغلب قواعد اللغة كانوا متفقين عليها.
كانت قريش هي أبلغ العرب وكانت لهجتها ( لغتها ) أكثر اللغات فهماً وانتشاراً في الجزيرة العربية وذلك لأنها كانت مركزاً للتجارة تقصدها القوافل, كما كانت مركزاً دينياً لقاطني الجزيرة العربية.
تم البدء في وضع قواعد النحو على يد أبو الأسود الدؤلي ([1] ), وذلك بتكليف من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقت خلافته, أي أنه تم وضع قواعد النحو بعد اكتمال نزول القرآن بما يقرب من عشرين عامًا.
**********
كيف تم وضع قواعد النحو ؟
تم وضع قواعد النحو بالاستقراء, أي بمتابعة طريقة العرب فيما اجتمعوا عليه واستخلاص القاعدة وتدوينها.
تم وضع قواعد النحو بالاستقراء, أي بمتابعة طريقة العرب فيما اجتمعوا عليه واستخلاص القاعدة وتدوينها.
كمثال : وجدوا أن العرب يقومون برفع جمع المذكر السالم بالواو مثل ( المؤمنون ), فتم وضع القاعدة أن جمع المذكر السالم علامة رفعه الواو.
وتم استخراج واستنباط هذه القواعد من القرآن الكريم و الشعر بعد الإسلام وقبل الإسلام.
وتم استخراج واستنباط هذه القواعد من القرآن الكريم و الشعر بعد الإسلام وقبل الإسلام.
وقام علماء النحوبالاستدلال على صحة أي قاعدة نحوية بذكر ورودها في أي قراءة متواترة من قراءات القرآن.
أي أن القرآن ـ عند النحاة ـهو الحاكم على صحة القاعدة النحوية، وهى التي تسعى لتجد شاهداً على صحتها في أي منقراءاته المتواترة.
فالقرآن هو الحاكم على النحو وليس العكس.
وقد اتفقت جميع القبائل العربية في كثير من الألفاظ والقواعد, واختلفوا فيما بينهم في عدد يسير من الألفاظ والتراكيب, وعندما تم وضع قواعد اللغة العربية, تم وضعها على الغالب والأعم, مع الإبقاء على ما ندر من قواعد لتكون حالات خاصة من ضمن قواعد النحو الصحيحة, وذلك نظراً لاشتهارها عند بعض القبائل وعدم إنكار الآخرين لها.
كذلك وجدت بعض القواعد التي يندر استخدامها في العربية , وكلا من القواعد المتعلقة بالحالات الخاصة أو القواعد النادرة الاستخدام لا يدرسان للمبتدئين في مثل كتب المرحلة الإعدادية, بل يدرسان في الجامعة لدارسي اللغة العربية.
فأن يقوم غير المسلم بمحاكمة القرآن الكريم حسب ما عرفه من قواعد في كتاب المبتدئين في النحو ويقول: اكتشفت خطئاً !, فهذا خبل ناتج عن الجهل بنشأة علمالنحو، وبكيفية تدوين العلماء للقواعد النحوية.
للمزيد حول تاريخ وضع علم النحو يرجى مراجعة : (سبب وضع علم العربية ) السيوطي - مقدمة بن خلدون/ باب قصة نشأة علم النحو - (عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين ) إبراهيم عوض/مكتبة زهراء الشرق- (البداية والنهاية )ابن كثير.
--------------------------
[1] ظالم بن عمرو بن سفيان. من كبار التابعين- الوفاة : 69 هـ.
تعليق