بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده..... وبعد
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فيهم: 'حتى يبلغ الأمر بأحدهم الى ان يهوى المردان، ويزعم ان الرب تعالى تجلى في احدهم، ويقولون: هو الراهب في الصومعة، وهذه مظاهر الجمال، ويقبل احدهم الأمرد، ويقول: انت الله. ويذكر عن بعضهم انه كان يأتي ابنه، ويدعي انه الله رب العالمين، او انه خلق السماوات والارض، ويقول احدهم لجليسه: انت خلقت هذا، وانت هو، وامثال ذلك.
فقبح الله طائفة يكون إلهها الذي تعبده هو موطؤها الذي تفترشه، وعليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا.
ومن قال: ان لقول هؤلاء سرا خفيا وباطن حق، وانه من الحقائق التي لا يطلع عليها إلا خواص خواص الخلق: فهو احد رجلين ـ اما ان يكون من كبار الزنادقة اهل الإلحاد والمحال، واما ان يكون من كبار اهل الجهل والضلال. فالزنديق يجب قتله، والجاهل يعرف حقيقة الامر، فإن اصر على هذا الاعتقاد الباطل بعد قيام الحجة عليه وجب قتله.
ولكن لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة لا يعرفها إلا خواص الخلق. وهذا السر هو اشد كفرا وإلحادا من ظاهره، فان مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس' (الفتاوى 2/378379).
ويقول ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: 'واقوال هؤلاء شر من اقوال اليهود والنصارى، فيها من التناقض من جنس ما في اقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة، وبالاتحاد اخرى، وبالوحدة تارة، فهو مذهب متناقض في نفسه، ولهذا يلبسون على من لم يفهمه. فهذا كله كفر باطنا وظاهرا بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الاسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى' (الفتاوى 2/368).
وقال ايضا: 'ولا يتصور ان يثني على هؤلاء الا كافر ملحد، أو جاهل ضال' (الفتاوى 2/367).
ولما سئل شيخ الاسلام عن كتاب فصوص الحكم قال: 'ما تضمنه كتاب (فصوص الحكم) وما شاكله من الكلام: فإنه كفر باطنا وظاهرا، وباطنه اقبح من ظاهره. وهذا يسمى مذهب اهل الوحدة، واهل الحلول، واهل الاتحاد. وهم يسمون انفسهم المحققين. وهؤلاء نوعان: نوع يقول بذلك مطلقا، كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربي وامثاله: مثل ابن سبعين، وابن الفارض، والقونوي والششتري والتلمساني وامثالهم ممن يقول: ان الوجود واحد، ويقولون: ان وجود المخلوق هو وجود الخالق، لا يثبتون موجودين خلق احداهما الاخر، بل يقولون: الخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق. ويقولون: ان وجود الاصنام هو وجود الله، وان عباد الاصنام ما عبدوا شيئا الا الله. ويقولون: ان الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق من صفات النقص والذم.
ويقولون: ان عباد العجل ما عبدوا الا الله، وان موسى انكر على هارون لكون هارون انكر عليهم عبادة العجل، وان موسى كان بزعمهم من العارفين الذين يرون الحق في كل شيء، بل يرونه عين كل شيء، وان فرعون كان صادقا في قوله: انا (ربكم الاعلى) بل هو عين الحق، ونحو ذلك مما يقوله صاحب الفصوص. ويقول اعظم محققيهم: ان القرآن كله شرك، لانه فرق بين الرب والعبد، وليس التوحيد الا في كلامنا.
فقيل له: فإذا كان الوجود واحدا، فلم كانت الزوجة حلالا والام حراما؟ فقال: الكل عندنا واحد، ولكن هؤلاء المحجوبين قالوا: حرام. فقلنا: حرام عليكم' (الفتاوى 2/364 ـ 365).
وقال ابن تيمية ايضا: 'وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم بانه هو الذي يجوع ويعطش، ويمرض ويبول وينكح وينكح، وانه موصوف بكل عيب ونقص لان ذلك هو الكمال عندهم، كما قال في الفصوص، فالعلي بنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستقصى به جميع الامور الوجودية، والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرفا وعقلا وشرعا، او مذمومة عرفا وعقلا وشرعا وليس ذلك الا لمسمى الله خاصة' (الفتاوى 2/265).
ويعتذر شيخ الاسلام عن الافاضة في بيان عقيدة هؤلاء القوم والتحذير منهم قائلا: 'ولولا ان اصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا، وهم عند كثير من الناس سادات الانام، ومشايخ الاسلام، واهل التوحيد والتحقيق. وافضل اهل الطريق، حتى فضلوهم على الانبياء والمرسلين، واكابر مشايخ الدين: لم يكن بنا حاجة الى بيان فساد هذه الاقوال، وايضاح هذا الضلال.
ولكن يعلم ان الضلال لا حد له، وان العقول اذا فسدت: لم يبق لضلالها حد معقول، فسبحان من فرق بين نوع الانسان، فجعل منه من هو افضل العالمين، وجعل منه من هو شر من الشياطين، ولكن تشبيه هؤلاء بالانبياء والاولياء، كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد اولي الالباب، وهو الذي يوجب جهاد هؤلاء الملحدين، الذين يفسدون الدنيا والدين' (الفتاوى 2/357 ـ 358)،
وقال في وجوب انكار هذه المقالات الكفرية، وفضح اهلها: 'فهذه المقالات وامثالها من اعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وانه باطل، والواجب انكارها، فإن انكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين اولى من انكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون، لاسيما واقوال هؤلاء شر من اقوال اليهود والنصارى وفرعون، ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين، الذين امر الله بجهادهم بقوله تعالى: 'جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم' والنفاق اذا عظم كان صاحبه شرا من كفار اهل الكتاب، وكان في الدرك الاسفل من النار. وليس لهذه المقالات وجه سائغ، ولو قدر ان بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحا فإنما يحمل عليها اذا لم يعرف مقصود صاحبها، وهؤلاء قد عرف مقصودهم، كما عرف دين اليهود والنصارى، ولهم في ذلك كتب مصنفة، واشعار مؤلفة، وكلام يفسر بعضه بعضا.
وقد علم مقصودهم بالضرورة، فلا ينازع في ذلك الا جاهل لا يلتفت اليه، ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن احسن الظن بها، وخيف عليه ان يحسن الظن بها او ان يضل، فإن ضررها على المسلمين اعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون انها سموم، واعظم من ضرر السراق والخونة، الذين لا يعرفون انهم سراق وخونة.
فإن هؤلاء: غاية ضررهم موت الانسان او ذهاب ماله، وهذه مصيبة في دنياه قد تكون سببا لرحمته في الاخرة، واما هؤلاء: فيسقون الناس شراب الكفر والالحاد في آنية انبياء الله واوليائه، ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله، وهم في الباطن من المحاربين لله ورسوله، ويظهرون كلام الكفار والمنافقين، في قوالب الفاظ اولياء الله المحققين، فيدخل الرجل معهم على ان يصير مؤمنا وليا لله، فيصير منافقا عدوا لله' (الفتاوى 2/359).
وفي الختام نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
جزا اللهركاتبه خير.
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده..... وبعد
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فيهم: 'حتى يبلغ الأمر بأحدهم الى ان يهوى المردان، ويزعم ان الرب تعالى تجلى في احدهم، ويقولون: هو الراهب في الصومعة، وهذه مظاهر الجمال، ويقبل احدهم الأمرد، ويقول: انت الله. ويذكر عن بعضهم انه كان يأتي ابنه، ويدعي انه الله رب العالمين، او انه خلق السماوات والارض، ويقول احدهم لجليسه: انت خلقت هذا، وانت هو، وامثال ذلك.
فقبح الله طائفة يكون إلهها الذي تعبده هو موطؤها الذي تفترشه، وعليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا.
ومن قال: ان لقول هؤلاء سرا خفيا وباطن حق، وانه من الحقائق التي لا يطلع عليها إلا خواص خواص الخلق: فهو احد رجلين ـ اما ان يكون من كبار الزنادقة اهل الإلحاد والمحال، واما ان يكون من كبار اهل الجهل والضلال. فالزنديق يجب قتله، والجاهل يعرف حقيقة الامر، فإن اصر على هذا الاعتقاد الباطل بعد قيام الحجة عليه وجب قتله.
ولكن لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة لا يعرفها إلا خواص الخلق. وهذا السر هو اشد كفرا وإلحادا من ظاهره، فان مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس' (الفتاوى 2/378379).
ويقول ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: 'واقوال هؤلاء شر من اقوال اليهود والنصارى، فيها من التناقض من جنس ما في اقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة، وبالاتحاد اخرى، وبالوحدة تارة، فهو مذهب متناقض في نفسه، ولهذا يلبسون على من لم يفهمه. فهذا كله كفر باطنا وظاهرا بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الاسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى' (الفتاوى 2/368).
وقال ايضا: 'ولا يتصور ان يثني على هؤلاء الا كافر ملحد، أو جاهل ضال' (الفتاوى 2/367).
ولما سئل شيخ الاسلام عن كتاب فصوص الحكم قال: 'ما تضمنه كتاب (فصوص الحكم) وما شاكله من الكلام: فإنه كفر باطنا وظاهرا، وباطنه اقبح من ظاهره. وهذا يسمى مذهب اهل الوحدة، واهل الحلول، واهل الاتحاد. وهم يسمون انفسهم المحققين. وهؤلاء نوعان: نوع يقول بذلك مطلقا، كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربي وامثاله: مثل ابن سبعين، وابن الفارض، والقونوي والششتري والتلمساني وامثالهم ممن يقول: ان الوجود واحد، ويقولون: ان وجود المخلوق هو وجود الخالق، لا يثبتون موجودين خلق احداهما الاخر، بل يقولون: الخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق. ويقولون: ان وجود الاصنام هو وجود الله، وان عباد الاصنام ما عبدوا شيئا الا الله. ويقولون: ان الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق من صفات النقص والذم.
ويقولون: ان عباد العجل ما عبدوا الا الله، وان موسى انكر على هارون لكون هارون انكر عليهم عبادة العجل، وان موسى كان بزعمهم من العارفين الذين يرون الحق في كل شيء، بل يرونه عين كل شيء، وان فرعون كان صادقا في قوله: انا (ربكم الاعلى) بل هو عين الحق، ونحو ذلك مما يقوله صاحب الفصوص. ويقول اعظم محققيهم: ان القرآن كله شرك، لانه فرق بين الرب والعبد، وليس التوحيد الا في كلامنا.
فقيل له: فإذا كان الوجود واحدا، فلم كانت الزوجة حلالا والام حراما؟ فقال: الكل عندنا واحد، ولكن هؤلاء المحجوبين قالوا: حرام. فقلنا: حرام عليكم' (الفتاوى 2/364 ـ 365).
وقال ابن تيمية ايضا: 'وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم بانه هو الذي يجوع ويعطش، ويمرض ويبول وينكح وينكح، وانه موصوف بكل عيب ونقص لان ذلك هو الكمال عندهم، كما قال في الفصوص، فالعلي بنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستقصى به جميع الامور الوجودية، والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرفا وعقلا وشرعا، او مذمومة عرفا وعقلا وشرعا وليس ذلك الا لمسمى الله خاصة' (الفتاوى 2/265).
ويعتذر شيخ الاسلام عن الافاضة في بيان عقيدة هؤلاء القوم والتحذير منهم قائلا: 'ولولا ان اصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا، وهم عند كثير من الناس سادات الانام، ومشايخ الاسلام، واهل التوحيد والتحقيق. وافضل اهل الطريق، حتى فضلوهم على الانبياء والمرسلين، واكابر مشايخ الدين: لم يكن بنا حاجة الى بيان فساد هذه الاقوال، وايضاح هذا الضلال.
ولكن يعلم ان الضلال لا حد له، وان العقول اذا فسدت: لم يبق لضلالها حد معقول، فسبحان من فرق بين نوع الانسان، فجعل منه من هو افضل العالمين، وجعل منه من هو شر من الشياطين، ولكن تشبيه هؤلاء بالانبياء والاولياء، كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد اولي الالباب، وهو الذي يوجب جهاد هؤلاء الملحدين، الذين يفسدون الدنيا والدين' (الفتاوى 2/357 ـ 358)،
وقال في وجوب انكار هذه المقالات الكفرية، وفضح اهلها: 'فهذه المقالات وامثالها من اعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وانه باطل، والواجب انكارها، فإن انكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين اولى من انكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون، لاسيما واقوال هؤلاء شر من اقوال اليهود والنصارى وفرعون، ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين، الذين امر الله بجهادهم بقوله تعالى: 'جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم' والنفاق اذا عظم كان صاحبه شرا من كفار اهل الكتاب، وكان في الدرك الاسفل من النار. وليس لهذه المقالات وجه سائغ، ولو قدر ان بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحا فإنما يحمل عليها اذا لم يعرف مقصود صاحبها، وهؤلاء قد عرف مقصودهم، كما عرف دين اليهود والنصارى، ولهم في ذلك كتب مصنفة، واشعار مؤلفة، وكلام يفسر بعضه بعضا.
وقد علم مقصودهم بالضرورة، فلا ينازع في ذلك الا جاهل لا يلتفت اليه، ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن احسن الظن بها، وخيف عليه ان يحسن الظن بها او ان يضل، فإن ضررها على المسلمين اعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون انها سموم، واعظم من ضرر السراق والخونة، الذين لا يعرفون انهم سراق وخونة.
فإن هؤلاء: غاية ضررهم موت الانسان او ذهاب ماله، وهذه مصيبة في دنياه قد تكون سببا لرحمته في الاخرة، واما هؤلاء: فيسقون الناس شراب الكفر والالحاد في آنية انبياء الله واوليائه، ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله، وهم في الباطن من المحاربين لله ورسوله، ويظهرون كلام الكفار والمنافقين، في قوالب الفاظ اولياء الله المحققين، فيدخل الرجل معهم على ان يصير مؤمنا وليا لله، فيصير منافقا عدوا لله' (الفتاوى 2/359).
وفي الختام نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
جزا اللهركاتبه خير.
تعليق