منقول..
شطحات في تساؤلات زكريا بطرس (4)
للكاتب : محمود أباشيخ
هل أخذ القرآن كلمة " علقة " من المزمور 139 يا حرامي نصوص
من اجل ان يثبت القمص زكريا ان القرآن يتناقض مع العلم قام ببطر اقوال البيضاوى ولم يكتف بذلك بل وكذب علي كعب الاحبار ثم زعم ان البيضاوي قال ما لم يقله .. ولا شك ان هذا متوقع من كل حاقد, ولكن ما لا يتوقعه النصارى هو ان ينزل هذا القس الي الحضيض ويحرف في الكتاب المقدس ودن اذن من الكنيسة .
نعم , لقد حرف الفص زكريا بطرس نصوص من الكتاب المقدس كي يثبت صحة زعمه ... لقد زعم القس ان وصف القرآن لمرحلة من مراحل الجنين بالعلقة مأخوذ من المزمور 139 ثم مسك القلم وأضاف كلمة علقة إلي المزمور ليقدمه كدليل للقارئ
في هذا الجزء من ردنا علي كتاب تساؤلات حول القرآن سوف نضع دعوة القمص علي الميزان وذلك من خلال الرجوع الي الترجمات المختلفة وأقوال علماء النصارى في النص
يبدوا ان القس وقف حائرا امام الآيات القرآنية التي تصف مراحل تطور الجنين واستيقن من انها لابد ان تكون من عند لدن الحكيم الخبير, كما استيقن كثير من علماء النصارى حين وقفوا امام تلك الآيات فآمن منهم الكثير ... اما زكريا بطرس فقد فعل كما فعل قدوته الوليد بن المغيرة ... أبهرت الآيات القس فنظر في الامر وفكر ثم قال مستكبرا : الإسلام لم يأت بجديد، بل أخذ عن الكتاب المقدس
الآيات التي زعم القس انها مقتبسة من كتابهم هي من سورة المؤمنون 12 - 14
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ،ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ،ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين
تحدث كثير من العلماء عن دقة هذه الآيات في وصف مراحل تكون الجنين ومنهم العالم الفرنسي موريس بوكاي الذي قال في كنابه الإنجيل, القرآن, والعلم
" لقد وصف القرآن بعض مراحل الجنين وصفا دقيقا مطابقا لما توصلنا اليه ولا يوجد في القرآن ما يتعارض مع العلم الحديث ابدا ... وبعد وصف مرحلة الشيء المعلق ( العلقة ) وهو وصف في غاية الدقة ينقلنا القرآن الي مرحلة اخري ( ص 274 )
وأمام هذه الشهادة من عالم متخصص في علم الأجنة ما كان امام القس إلا الكذب والتحريف في كتابه ... وحثي لا يظن احد اننا نقتطع النصوص فسوف نضع امام القراء الكذبة الرخيصة بأكملها
يقول القس تحت عنوان: خلقة الإنسان من نطفة
والواقع يا عزيزي أن القرآن ليس أول من ذكر أطوار خلقة الإنسان، وإليك الحقيقة:
1ـ من الكتاب المقدس: (في سفر أيوب 10: 8ـ12) "يداك كونتاني وصنعتاني كلي ... إنك جبلتني كالطين ... ألم تَصُبَّني كاللبن [السائل المنوي]، وخثرتني كالجبن [أي صار كياني مثل قطعة الجبن]، كسوتني جلدا ولحما، فنسجتني بعظام وعصب، منحتني حياة ورحمة، وحفظت عنايتك روحي". {كتب سفر أيوب بما يزيد عن [2000] ألفين سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 2600 سنة}
(مز139: 13ـ16) "... نسجتني في بطن أمي، أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش، لم تختفِ عنك عظامي حينما صنعتُ في الرحم، أبدعتني هناك في الخفاء رأتني عيناك عَلَقَةً و جنينا وقبل أن تخلق أعضائي كُتِبَتْ في سفرك يوم تصورتها" {كتبت المزامير بما يزيد عن 500 سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 1100 سنة}
لقد قضيت ساعات طويلة ابحث وأنقب في النسخ المختلفة للكتاب المقدس عن عبارة " رأتني عيناك علقة وجنينا " ولم اجد لها اثرا .... بكل سهولة الحق القمص كلمة إلي كتابه لنحسبها من الكتاب المحرف ... وهكذا اعطانا القمص مثالا حيا للآية الثامنة والسبعين من سورة آل عمران
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
ومثالا حيا ايضا لما جاء في كتابه في سفر ارميا 23:36
اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرّفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا.
وكذلك في مزمور 56:5
اليوم كله يحرفون كلامي.عليّ كل افكارهم بالشر
ما الذي دفع القمص الي هذا الفعل الدنيء
قررت ان اوجه السؤال اليه شخصيا فدخلت غرفة الجوار التي يديرها علي البالتوك ... وتمكنت من توجيه سؤالي دون ان يقاطعني احد مما جعلني اشك ما ان كنت في غرفة القمص ... ورد علي شخص باسم وحيد واخبرني ان القس زكريا لا يحضر في مثل هذه الليلة ثم رد علي سؤالي في غاية اللطف والأدب وقال : ربما القس لم يقصد ان يذكر النص بل تفسير النص ... او ربما ينقل من نسخة ليست بحوزتنا ... ويمكنك ان توجه له السؤال يوم الخميس .. بينما ذكر احد الحاضرين ان كلمة علقة مذكورة في النسخة السبعينية
اما كونه لم يذكر نص الكتاب المقدس بل معناها فهذا نسف لفريته وتعارض مع لهجة التحدي التي استعملها وهو يقول
" والواقع يا عزيزي أن القرآن ليس أول من ذكر أطوار خلقة الإنسان، وإليك الحقيقة "
انه امر مضحك ان يزعم احد ان القرآن نقل كلمة " علقة " من الكتاب المقدس ثم يأتي بتفسير النص لا من النص نفسه ولا يذكر ذلك
لا شك ان القمص لا يقبل ان يبدوا سخيفا مضحكا إلي هذا الحد كما انه لا توجد أى كلمة أو اشارة تدل علي ان الكاتب يفسر المعني بل هناك ما يدل علي انه يستشهد بنص من الكتاب المقدس بالإضافة إلي الإشارة إلي رقم الإصحاح
" (مز139: 13ـ16) نسجتني في بطن أمي، أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش، لم تختفِ عنك عظامي حينما صنعتُ في الرحم، أبدعتني هناك في الخفاء رأتني عيناك عَلَقَةً و جنينا وقبل أن تخلق أعضائي كُتِبَتْ في سفرك يوم تصورتها" {كتبت المزامير بما يزيد عن 500 سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 1100 سنة} "
ان القول بأن القس قصد ان يفسر كلمة " جنينا " بعلقة ليس إلا تحقيرا للقمص زكريا بطرس بل يظهره في صورة المعتوه الذي لا يدري فيما يتكلم ... وان قبلنا انه يفسر.. يكون قد حرف في التفسير إذ ان كلمة " جنين " لا تعني علقة كما ان كلمة جنين لم تذكر اصلا في النص العبري كما سوف يتضح .. وقد اختلف مترجمو الأناجيل في ترجمة الكلمة الأصلية وإليكم النص من مختلف النسخ
رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت اذ لم يكن واحد منها
( نسخة ملك جيمس )
رأَتْني عَيناكَ جَنينًا وفي سِفرِكَ كُتِبَت جَميعُ الأيََّامِ وصُورتقَبْلَ أَن توجَد.
( نسخة الكاثوليكية العربية )
رأتْني عيناكَ وأنا جنينٌ، وفي سِفْرِكَ كُتِبَت أيّامي كُلُّها وصُوِّرَت قَبلَ أنْ يكونَ مِنها شيءٌ.
( الترجمة العربية المشتركة )
رَأَتْنِي عَيْنَاكَ وَأَنَا مَازِلْتُ جَنِيناً؛ وَقَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ أَعْضَائِي كُتِبَتْ فِي سِفْرِكَ يَوْمَ تَصَوَّرْتَهَا
( نسخة الحياة التطبيقة )
أما النسخ الإنجليزية فقد استخدمت كلمات متنوعة مثل.. مكوناتي ..جسدي ... نقص ذاتي ... قبل تشكلي ... بينما استخدمت بعض النسخ كلمة اعضائي ولأن كلمة اعضائي وردت في نفس النص بعد عدة كلمات , اضطر هؤلاء الي حذف أعضائي اللاحقة
ويمكننا القول ان كلمة علقة لا تعني أي من تلك الكلمات المذكورة
اما كون انه ينقل من النسخة السبعينية فهذا ايضا ليس صحيح ووفقا للترجمة الإنجليزية للنسخة السبعينية الكلمة المذكورة هي " مكوناتي "
ويقول المفسر البريت بارنيس ان الكلمة العبرية في النص هي " جوليم " ولم تذكر إلا في هذا الموضع إلا ان فعلها " جالام " ذكرت في سفر ملوك الثاني 2:8 في الإشارة إلي رداء ايليا :
واخذ ايليا رداءه وطواه وبذلك يكون معني اسم فعلها ( أي جولوم ) المطوى "
تفسير ألبيرت بارنيس لمزمور 139 : 16 -
أى ان الكلمة التي اختلفت الفرق المسيحية في ترجمتها أصلها العبري تعني المطوى
. ويضيف البيرت بارنيس قائلا
" في الحقيقة هذا النص مبهم جدا ولكن واضح ان المقصود به هو ... قبل ان تخلقني عرفت ما سوف اكون "
نفس المصدر
وهذا هو نفس المعني الذي اعطاه المفسر انطونيوس فكري بتعبيره الكفري
" الله صمم هذه العظام في فكره ورقمها أي كأنه عدها ورسمها, كما رسم المهندس منزلا علي الورق قبل ان ينفذ " ( أي الله خطط قبل التنفيذ )
تفسير انطونيوس فكري ص 486
ويذكر تفسير بالبيت ان البروفسور شييني وآخرين يرون ان النص قد أصابه الفصاد ولكن من الصعب ان يختلف المعني كثيرا عن ما جاء في النسخة المعتمدة وهي ان الله قدر عليه الأقدار قبل ان يخلق
تفسيره لمزمور 139:16
ويستنتج مما سبق ان الكلمة في النسخة العبرية 1 هي المطوي وليست الجنين دعك من ان تكون العلقة ... ثم تدرجت من المطوي الي " نقص ذاتي " ثم إلي " قبل تشكلي " ثم إلي " اعضائي " إلي ان تحولت إلي " جنينا " ... ويمكننا القول ان الكلمة الأصلية ليست جنينا دعك من ان تكون علقة .. كما يمكننا القول ان القمص زكريا بطرس ليس بدعة في القوم وان كان أكثرهم فشلا في إخفاء التحريف
شطحات في تساؤلات زكريا بطرس (4)
للكاتب : محمود أباشيخ
هل أخذ القرآن كلمة " علقة " من المزمور 139 يا حرامي نصوص
من اجل ان يثبت القمص زكريا ان القرآن يتناقض مع العلم قام ببطر اقوال البيضاوى ولم يكتف بذلك بل وكذب علي كعب الاحبار ثم زعم ان البيضاوي قال ما لم يقله .. ولا شك ان هذا متوقع من كل حاقد, ولكن ما لا يتوقعه النصارى هو ان ينزل هذا القس الي الحضيض ويحرف في الكتاب المقدس ودن اذن من الكنيسة .
نعم , لقد حرف الفص زكريا بطرس نصوص من الكتاب المقدس كي يثبت صحة زعمه ... لقد زعم القس ان وصف القرآن لمرحلة من مراحل الجنين بالعلقة مأخوذ من المزمور 139 ثم مسك القلم وأضاف كلمة علقة إلي المزمور ليقدمه كدليل للقارئ
في هذا الجزء من ردنا علي كتاب تساؤلات حول القرآن سوف نضع دعوة القمص علي الميزان وذلك من خلال الرجوع الي الترجمات المختلفة وأقوال علماء النصارى في النص
يبدوا ان القس وقف حائرا امام الآيات القرآنية التي تصف مراحل تطور الجنين واستيقن من انها لابد ان تكون من عند لدن الحكيم الخبير, كما استيقن كثير من علماء النصارى حين وقفوا امام تلك الآيات فآمن منهم الكثير ... اما زكريا بطرس فقد فعل كما فعل قدوته الوليد بن المغيرة ... أبهرت الآيات القس فنظر في الامر وفكر ثم قال مستكبرا : الإسلام لم يأت بجديد، بل أخذ عن الكتاب المقدس
الآيات التي زعم القس انها مقتبسة من كتابهم هي من سورة المؤمنون 12 - 14
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ،ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ،ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين
تحدث كثير من العلماء عن دقة هذه الآيات في وصف مراحل تكون الجنين ومنهم العالم الفرنسي موريس بوكاي الذي قال في كنابه الإنجيل, القرآن, والعلم
" لقد وصف القرآن بعض مراحل الجنين وصفا دقيقا مطابقا لما توصلنا اليه ولا يوجد في القرآن ما يتعارض مع العلم الحديث ابدا ... وبعد وصف مرحلة الشيء المعلق ( العلقة ) وهو وصف في غاية الدقة ينقلنا القرآن الي مرحلة اخري ( ص 274 )
وأمام هذه الشهادة من عالم متخصص في علم الأجنة ما كان امام القس إلا الكذب والتحريف في كتابه ... وحثي لا يظن احد اننا نقتطع النصوص فسوف نضع امام القراء الكذبة الرخيصة بأكملها
يقول القس تحت عنوان: خلقة الإنسان من نطفة
والواقع يا عزيزي أن القرآن ليس أول من ذكر أطوار خلقة الإنسان، وإليك الحقيقة:
1ـ من الكتاب المقدس: (في سفر أيوب 10: 8ـ12) "يداك كونتاني وصنعتاني كلي ... إنك جبلتني كالطين ... ألم تَصُبَّني كاللبن [السائل المنوي]، وخثرتني كالجبن [أي صار كياني مثل قطعة الجبن]، كسوتني جلدا ولحما، فنسجتني بعظام وعصب، منحتني حياة ورحمة، وحفظت عنايتك روحي". {كتب سفر أيوب بما يزيد عن [2000] ألفين سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 2600 سنة}
(مز139: 13ـ16) "... نسجتني في بطن أمي، أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش، لم تختفِ عنك عظامي حينما صنعتُ في الرحم، أبدعتني هناك في الخفاء رأتني عيناك عَلَقَةً و جنينا وقبل أن تخلق أعضائي كُتِبَتْ في سفرك يوم تصورتها" {كتبت المزامير بما يزيد عن 500 سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 1100 سنة}
لقد قضيت ساعات طويلة ابحث وأنقب في النسخ المختلفة للكتاب المقدس عن عبارة " رأتني عيناك علقة وجنينا " ولم اجد لها اثرا .... بكل سهولة الحق القمص كلمة إلي كتابه لنحسبها من الكتاب المحرف ... وهكذا اعطانا القمص مثالا حيا للآية الثامنة والسبعين من سورة آل عمران
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
ومثالا حيا ايضا لما جاء في كتابه في سفر ارميا 23:36
اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرّفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا.
وكذلك في مزمور 56:5
اليوم كله يحرفون كلامي.عليّ كل افكارهم بالشر
ما الذي دفع القمص الي هذا الفعل الدنيء
قررت ان اوجه السؤال اليه شخصيا فدخلت غرفة الجوار التي يديرها علي البالتوك ... وتمكنت من توجيه سؤالي دون ان يقاطعني احد مما جعلني اشك ما ان كنت في غرفة القمص ... ورد علي شخص باسم وحيد واخبرني ان القس زكريا لا يحضر في مثل هذه الليلة ثم رد علي سؤالي في غاية اللطف والأدب وقال : ربما القس لم يقصد ان يذكر النص بل تفسير النص ... او ربما ينقل من نسخة ليست بحوزتنا ... ويمكنك ان توجه له السؤال يوم الخميس .. بينما ذكر احد الحاضرين ان كلمة علقة مذكورة في النسخة السبعينية
اما كونه لم يذكر نص الكتاب المقدس بل معناها فهذا نسف لفريته وتعارض مع لهجة التحدي التي استعملها وهو يقول
" والواقع يا عزيزي أن القرآن ليس أول من ذكر أطوار خلقة الإنسان، وإليك الحقيقة "
انه امر مضحك ان يزعم احد ان القرآن نقل كلمة " علقة " من الكتاب المقدس ثم يأتي بتفسير النص لا من النص نفسه ولا يذكر ذلك
لا شك ان القمص لا يقبل ان يبدوا سخيفا مضحكا إلي هذا الحد كما انه لا توجد أى كلمة أو اشارة تدل علي ان الكاتب يفسر المعني بل هناك ما يدل علي انه يستشهد بنص من الكتاب المقدس بالإضافة إلي الإشارة إلي رقم الإصحاح
" (مز139: 13ـ16) نسجتني في بطن أمي، أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش، لم تختفِ عنك عظامي حينما صنعتُ في الرحم، أبدعتني هناك في الخفاء رأتني عيناك عَلَقَةً و جنينا وقبل أن تخلق أعضائي كُتِبَتْ في سفرك يوم تصورتها" {كتبت المزامير بما يزيد عن 500 سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 1100 سنة} "
ان القول بأن القس قصد ان يفسر كلمة " جنينا " بعلقة ليس إلا تحقيرا للقمص زكريا بطرس بل يظهره في صورة المعتوه الذي لا يدري فيما يتكلم ... وان قبلنا انه يفسر.. يكون قد حرف في التفسير إذ ان كلمة " جنين " لا تعني علقة كما ان كلمة جنين لم تذكر اصلا في النص العبري كما سوف يتضح .. وقد اختلف مترجمو الأناجيل في ترجمة الكلمة الأصلية وإليكم النص من مختلف النسخ
رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت اذ لم يكن واحد منها
( نسخة ملك جيمس )
رأَتْني عَيناكَ جَنينًا وفي سِفرِكَ كُتِبَت جَميعُ الأيََّامِ وصُورتقَبْلَ أَن توجَد.
( نسخة الكاثوليكية العربية )
رأتْني عيناكَ وأنا جنينٌ، وفي سِفْرِكَ كُتِبَت أيّامي كُلُّها وصُوِّرَت قَبلَ أنْ يكونَ مِنها شيءٌ.
( الترجمة العربية المشتركة )
رَأَتْنِي عَيْنَاكَ وَأَنَا مَازِلْتُ جَنِيناً؛ وَقَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ أَعْضَائِي كُتِبَتْ فِي سِفْرِكَ يَوْمَ تَصَوَّرْتَهَا
( نسخة الحياة التطبيقة )
أما النسخ الإنجليزية فقد استخدمت كلمات متنوعة مثل.. مكوناتي ..جسدي ... نقص ذاتي ... قبل تشكلي ... بينما استخدمت بعض النسخ كلمة اعضائي ولأن كلمة اعضائي وردت في نفس النص بعد عدة كلمات , اضطر هؤلاء الي حذف أعضائي اللاحقة
ويمكننا القول ان كلمة علقة لا تعني أي من تلك الكلمات المذكورة
اما كون انه ينقل من النسخة السبعينية فهذا ايضا ليس صحيح ووفقا للترجمة الإنجليزية للنسخة السبعينية الكلمة المذكورة هي " مكوناتي "
ويقول المفسر البريت بارنيس ان الكلمة العبرية في النص هي " جوليم " ولم تذكر إلا في هذا الموضع إلا ان فعلها " جالام " ذكرت في سفر ملوك الثاني 2:8 في الإشارة إلي رداء ايليا :
واخذ ايليا رداءه وطواه وبذلك يكون معني اسم فعلها ( أي جولوم ) المطوى "
تفسير ألبيرت بارنيس لمزمور 139 : 16 -
أى ان الكلمة التي اختلفت الفرق المسيحية في ترجمتها أصلها العبري تعني المطوى
. ويضيف البيرت بارنيس قائلا
" في الحقيقة هذا النص مبهم جدا ولكن واضح ان المقصود به هو ... قبل ان تخلقني عرفت ما سوف اكون "
نفس المصدر
وهذا هو نفس المعني الذي اعطاه المفسر انطونيوس فكري بتعبيره الكفري
" الله صمم هذه العظام في فكره ورقمها أي كأنه عدها ورسمها, كما رسم المهندس منزلا علي الورق قبل ان ينفذ " ( أي الله خطط قبل التنفيذ )
تفسير انطونيوس فكري ص 486
ويذكر تفسير بالبيت ان البروفسور شييني وآخرين يرون ان النص قد أصابه الفصاد ولكن من الصعب ان يختلف المعني كثيرا عن ما جاء في النسخة المعتمدة وهي ان الله قدر عليه الأقدار قبل ان يخلق
تفسيره لمزمور 139:16
ويستنتج مما سبق ان الكلمة في النسخة العبرية 1 هي المطوي وليست الجنين دعك من ان تكون العلقة ... ثم تدرجت من المطوي الي " نقص ذاتي " ثم إلي " قبل تشكلي " ثم إلي " اعضائي " إلي ان تحولت إلي " جنينا " ... ويمكننا القول ان الكلمة الأصلية ليست جنينا دعك من ان تكون علقة .. كما يمكننا القول ان القمص زكريا بطرس ليس بدعة في القوم وان كان أكثرهم فشلا في إخفاء التحريف