شبهة تعدد مصاحف القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وليد المسلم
    مشرف عام

    • 11 يون, 2006
    • 762
    • مسلم

    شبهة تعدد مصاحف القرآن

    الازهر

    شبهة تعدد مصاحف القرآن
    يقولون: لم تعددت المصاحف ؛ أليس فى ذلك دليل على الإختلاف المؤذن بالتحريف ؟


    الرد على الشبهة: وهى وثيقة الصلة بالشبهة السابقة ونقول لهم:

    التعدد الذى عندنا:
    بدأ جمع القرآن فى " المصحف " فى عهد أبى بكر رضى الله عنه وكان هذا جمعًا لما كتب فى حضرة رسول الله كما تقدم.
    ثم كان نسخ ما جُمع فى عهد أبى بكر فى مصاحف أربعةأو سبعة فى عهد عثمان رضى الله عنه ، فالجمع الأول كان بمعنى ضم الوثائق الخطية فى حياة النبى وترتيب سورها سورة بعد أخرى ، دون إعادة كتابتها من جديد.


    وكان الجمع الثانى هو إعادة كتابة الوثائق النبوية فى مصحف نقلاً أمينًا لها دون أن يمسها أدنى تغيير أو تبديل.
    ومن " المصحف الإمام " الذى تم نسخه من الوثائق النبوية مطابقًا لها ، ثم نسخ مصاحف أربعة ، أو سبعة وزعت على الأمصار الإسلامية فى ذلك الوقت.
    الحجاز البصرة الكوفة الشام. وهذه المصاحف كانت أشبه ما تكون بالصورة الضوئية للوثائق الحديثة عندما يتم تصويرها فيتوغرافيًا ، شديدة الوضوح. ووجه الشبه هو التطابق التام بين المصحف " الأم " والمصاحف التى نسخت منه ، وأصل هذه المصاحف كلها هو " الوثائق الخطية النبوية ".
    هذا لون من ألوان تعدد المصحف عندنا ، وهو أول تعدد ظهر فى تاريخ القرآن. لكنه تعدد أوراق لا تعدد كلام ؛ فالكلام الذى كُتِبَ فى جميع المصاحف كلام واحد ، مثل الكتاب الذى تُطبع منه مئات النسخ أو آلافها ، فإن كل نسخة منه تكرار حرفى للنسخ الأخرى.


    أما اللون الثانى من تعدد المصاحف عندنا فهو مصاحف الأفراد التى كتبت بعد جمع القرآن لأول مرة فى عهد أبى بكر ، أو كتبت قبله ، قيل:إن عثمان جمع هذه المصاحف وحرقها. وقيل إنه لم يحرقها بل استبعد غير الصحيح منها. ومنها مصحف ابن مسعود لخلاف غير كبير بينه وبين المصحف الإمام.
    ثم تعددت نسخ المصحف بعد ذلك ، باتساع الأقطار الإسلامية ، ومع هذا التعدد فإن النصوص الموحى بها من الله عز وجل واحدة فى جميع المصاحف فى العالم الإسلامى كله.



    أما ما استحدث من إضافات فهى إجراءات خارجية لا صلة لها بالنصوص المنزلة. وكل المصاحف كانت تكراراً لمصحف عثمان ، الذى جمع عليه الأمة ، وأعدم أو استبعد ما عداه من مصاحف الأفراد ، لأن العمل الفردى عرضة للخطأ والسهو أو النسيان.
    " وإذا كان إعدام هذه المخطوطات الفردية يبدو فيه شىء من القسوة فى الوقت الذى لم يوجد فيه بالفعل أى تحريف على الإطلاق ، فإنه يدل مع ذلك على أن عثمان كان بعيد النظر ، وعميقًا فى إدراك حقيقة الأمور ، ويرجع فضل تمتع المسلمين اليوم بوحدة كتابهم واستقراره إلى هذا العمل المجيد من جانب عثمان.
    ومهما أضيف إلى المصحف العثمانى من علامات خارجية ابتكرها أبو الأسود الدؤلى وأتباعه ، ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر ، والحسن البصرى ، والخليل بن أحمد فإن النص (الإلهى) باق كما هو على الدوام ، يتحدى فعل الزمن ، ووجود بعض الحروف الزائدة (لحكمة) أو الكلمات المدغمة التى اقتصرت على كتابة المصحف فى جميع نسخ القرآن إلى اليوم ، المطبوع منها والمخطوط ، يُعد شهادة بليغة على الأمانة التى انتقل بها البناء القرآنى من جيل إلى جيل ، حتى وصل إلينا بهذا الكمال المنقطع النظير (1).




    فإن قالوا: إن بعض المصاحف تختلف فى عدد سور القرآن من أربع عشرة ومائة سورة ، إلى اثنتى عشرة ومائة سورة ، إلى ست عشرة ومائة سورة (2).
    وكذلك تختلف المصاحف فى عدِّ آيات القرآن كله ، وفى كلماته وعدد حروفه. فكيف تقولون إن تعدد المصاحف عندكم كائن على صورة واحدة. وإن كل مصحف تكرار لما عداه من مصاحف ؟
    إن قالوا هذا قلنا لهم ، إن الاختلاف فى هذه الأعداد كلها لا يخرج " المصاحف " عن الوحدة والتطابق التام بينها ؛ لأن النصوص الموحى بها من الله عز وجل إلى خاتم رسله واحدة فى جميع المصاحف ، فمثلاً من قال إن عدد سور القرآن ثلاث عشرة ومائة سورة اعتبر سورة الأنفال وسورة التوبة سورة واحدة ؛ لإنهما لم يفصل بينهما ب " بسم الله الرحمن الرحيم " ، وكذلك الاختلاف فى عدد آيات القرآن الكريم مرجعه جَعْل آيتين آية واحدة ، وهكذا. وسواء عدت الآيتان آية واحدة ، أو عدتا آيتين فنصهما موجود فى المصحف الشريف. والاختلاف فى العدد لا مساس فيه بالمعدود ، وهو النصوص التى نزل بها الوحى الأمين. فالنصوص مسطورة فى المصحف ، أما تعدادها فأمر اعتبارى خارج عنها ، ووصف عارض طارئ عليها. فالإصابة والخطأ فيه لا ينعكس بأى حال على حقيقة النصوص المذكورة فى المصحف



    وإن قالوا: إن الشيعة يقولون إن عثمان رضى الله عنه حذف من القرآن شيئًا يتعلق بعلى بن أبى طالب رضى الله عنه ، وبعضهم يذكر سورة باسم " سورة النورين " كانت مما نزل فى القرآن واستبعدها عثمان عند جمع المصحف. وهذا يُعد تعديلاً فى النصوص الموحى بها فكيف تقولون إن القرآن لم يمس ، وإن المصاحف متطابقة تمامًا ؟.
    إن قالوا ذلك وهم قد قالوه فعلاً فإننا نقول لهم: إن كان هذا القول قد حدث من بعض الشيعة فالشيعة كان منهم غلاة دخلاء على التشيع ، وقد انقرضوا من الوجود الآن.
    ومما يدفع هذه الفرية عن عثمان رضى الله عنه ، أن التشيع فى خلافته كان خافتًا ، بل وفى دور النشأة ، وعلى يد عبد الله بن سبأ ، الذى كان المسلمون يطلقون عليه: ابن السوداء وهو يهودى حاقد على الإسلام. ومولد التشيع كان بعد حادثة التحكيم بين علىّ رضى الله عنه ومعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه.



    ومعنى هذا أن الحاجة إلى غمط حق علىّ رضى الله عنه لم يكن لها وجود فى خلافة عثمان. فما الذى يحمل عثمان إذن على غمط حقه وهب أن ذلك حدث منه فهل كان حُفاظ القرآن من الصحابة سيتركونه يعبث بكتاب الله ، والأهم من هذا أن عليًا نفسه رضى الله عنه أثنى على ما قام به عثمان من جمع القرآن ، وكذلك كل أصحاب رسول الله الذين كانوا أحياء فى خلافة عثمان (3).
    ومهما يكن من أمر ، فإن هذا المصحف (العثمانى) هو الوحيد المتداول فى العالم الإسلامى بما فيه من فرق الشيعة ، منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان ،



    ونذكر هنا رأى الشيعة الإمامية (أهم فرق الشيعة) كما ورد بكتاب أبى جعفر " الأم ":
    إن اعتقادنا فى جملة القرآن ، الذى أوحى الله تعالى به إلى نبيه محمد هو كل ما تحويه دفتا المصحف المتداول بين الناس لا أكثر، وعدد السور المتعارف عليه بين المسلمين هو 114 سورة. أما عندنا " أى الشيعة " فسورة الضحى والشرح تكونان سورة واحدة ، وكذلك سورتا الفيل وقريش ، وأيضًا سورتا الأنفال والتوبة.
    أما من ينسب إلينا أن القرآن أكثر من ذلك فهو كاذب (4).
    فماذا يقول خصوم القرآن بعد هذا البيان ؟
    إن الاختلاف بين مصاحف السنة والشيعة هو فى تعداد السور فحسب ، يدمج بعض السور فى بعض عند الشيعة ، مع اعتماد كل النصوص الموحى بها فى مصاحف الفريقين. وهذا لا يضير فى قضية الإيمان ، ولا فى وحدة المصحف فى العالم الإسلامى.




    --------------------------------------------------------------------------------



    (1) مدخل إلى القرآن الكريم (50-51) د. محمد عبد الله دراز.
    (2) انظر: البرهان فى علوم القرآن (1/249) مرجع سبق ذكره.
    (3) انظر: مدخل إلى القرآن الكريم (36) مرجع سبق ذكره.
    (4) مدخل إلى القرآن الكريم (39) مرجع سبق ذكره.
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 22 ماي, 2020, 08:31 م.
  • وليد المسلم
    مشرف عام

    • 11 يون, 2006
    • 762
    • مسلم

    #2
    منتدى ابن مريم

    مصاحف الصحابة
    يقول المستشرق موير: "إن المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد ليد حتى وصل إلينا بدون أي تحريف، ولقد حفظ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير يذكر، بل نستطيع أن نقول إنه لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها، والمتدوالة في البلاد الإسلامية الواسعة، فلم يوجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية المتنازعة، وهذا الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع حتى اليوم يعد أكبر حجة ودليل على صحة النص المنزل الموجود معنا"

    فى بداية هذه الشبهة احب أن أوضح للنصارى وأعداء الدين أن ما جاء على لسان ابن مسعود ليس دليل على أى شبهة ضد جمع القرآن ولكنكم تخفوا الحقيقة

    النقطة الأولى :
    فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول : والله لقد أخذت من في رسول الله بضعا وسبعين سورة .... كما جاء بصحيح البخاري .. كتاب فضائل القرآن
    ولكنكم أخفيتم هذه النقطة والتي تقول :
    يبين ابن مسعود عمن أخذ باقيه فيقول في رواية أخرى:"وأخذت بقية القرآن عن أصحابه" .. كما جاء بفتح الباري ابن حجر ج9 ص48
    وبهذا فما جاء عن ابن مسعود يوضح أنه حصل على ما نقص منه من سور قرآنية .



    النقطة الثانية:
    كلّ مجموعة وَرَقيّة تقعُ بين دفّتين تُسمّى ((مصحفا)) . كما كان مصحف فاطمة عليها السلام لم يحتوي على شيءٍ من القرآن، وإنّما محتواهُ أمورٌ أُخرى. (الكافي للكليني 1/ 187)


    -------------------------



    المعنى اللغوي للمصحف :
    قال الفرّاء في لفظ المصحف : " وقد استثقلت العرب الضمّة فكسرت ميمها وأصلها الضم ، من ذلك مِصحف .. ، لأنها في المعنى مأخوذة من أصحف جمُعت فيه الصُحف "

    وقال أبو الهلال العسكري في الفروق اللغوية : " الفرق بين الكتاب والمصحف ، أن الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق ، والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صحفت ، أي جمع بعضها إلى بعض "

    وكلمة مصحف مأخوذة من الصحيفة وهي القرطاس المكتوب ، والمصحف ـ مثلث الميم ـ هو ما جُمع من الصحف بين دفتي الكتاب المشدود ، ولذلك قيل للقرآن مصحف ، وعليه فكل كتاب يسمى مصحفاً



    يطلق الجمع على القرآن الكريم ويراد عدة معان هي:

    - المعنى الأول: جمعه بمعنى حفظه في الصدور.
    - المعنى الثاني: جمعه بمعنى كتابته وتدوينه.
    - المعنى الثالث: جمعه بمعنى تسجيله تسجيلا صوتيا.


    * فقد بدأ جمع القرآن بمعناه الأول والثاني في عهد الرسول ، إذ حفظ صلوات الله وسلامه عليه القرآن من واقع مسؤولية الوحي وقد أمنه ربه تعالى من النسيان: { سنقرئك فلا تنسى } ، ثم حفظه الصحابة رضي الله عنهم كما حفظه التابعين رحمهم الله، وحفظته الأمة متتابعة في كل عصر، حتى ظهرت مدارس ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم في عصرنا الحاضر، مما جعل هذه الأمة تختص دون سائر الأمم بحفظ كتابها القرآن العظيم وستستمر في حفظه بمشيئة الله تعالى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


    * أما جمعه بمعنى كتابته في عهد الرسول فقد بدأ باتخاذ الرسول الكريم كتابا للوحي ، كانوا يجمعون القرآن على العسب واللخاف والأكتاف، لأن أدوات الكتابة لم تكن متوفرة لديهم، فكانوا يضعون ما يكتبون في بيت رسول الله وينسخون منه نسخة لكل واحد منهم وكانت تلك النسخ المكتوبة بمحضر رسول الله فيحرسها الصحابة فِى بيوتهم مع استظهارهم لما فيها بل للقرءان كله, ولم يجمع القرآن في مصحف واحد في عهد رسول الله لعدة أسباب أهمها ورود آيات ناسخة وأن القرآن لم ينزل جملة واحدة على الرسول واستمرار نزول الوحي.

    وكان رسول الله يشرف بنفسه على ما يكتب، فعن زيد قال: فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسره فأكتب وهو يملي عليَّ فإذا فرغت قال: إقرأه، فأقرأُه، فان كان فيه سقط أقامه، ثم اخرج إلى الناس
    لقد صح عن الرسول أنه كان يعارض القرآن على جبريل مرة فِى كل سنة فِى شهر رمضان, وفِى عام وفاته صلى الله عليه وسلم كانت المعارضة بينهما مرتين فِى شهر رمضان منه. والمعارضة تكون بقراءة هذا مرة واستماع ذاك ثم قراءة ذاك واستماع هذا, تحقيقًا لمعنى المشاركة فتكون القراءة بينهما فِى كل سنة مرتين, وفِى سنة وفاته أربع مرات, فتفرس النبِى صلى الله عليه وسلم من تكرير المعارضة فِى السنة الأخيرة قرب زمن لحوقه بالرفيق الأعلى _ جبريل وميكائيل _, فجمع الصحابة رضِى الله عنهم فعرض القرءان عليهم ءاخر عرضة.



    وروي أن الصحابة كانوا يختمون القرآن من أوله إلى آخره حتى قال (صلى الله عليه وآله): (إن لصاحب القرآن عند الله لكل ختم دعوة مستجابة)
    وتكشف لنا واقعة إسلام عمر بن الخطاب صدق الحديث
    فبعد انتقال الرسول الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه إلى الرفيق الأعلى، ومحاربة أبي بكر المرتدين ، واستشهد من الصحابة حفظة القرآن في معركة اليمامة وحدها سبعون صحابياً، فأشار عمر رضي الله عنه إلى أبي بكر بجمع القرآن في مصحف واحد، وتردد أبو بكر في هذا الأمر قليلا ثم عزم عليه فاختار الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه ليقوم بهذه المهمة الصعبة والتي وصفها بقوله: "والله لو كلفوني بنقل جبل لكان أهون علي من جمع القرآن" .

    وزيد بن ثابت رضي الله عنه أهل لهذه المهمة فهو من كتاب الوحي وحفظة كتاب الله، وهو من الذين شهدوا العرضة الأخيرة للقرآن، بالإضافة إلى ورعه وكريم أخلاقه، فجمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في مصحف واحد وسماه مصحفا، وقد نال هذا الجمع استحسان وإجماع الصحابة رضي الله عنهم حتى قال عنه علي رضي الله عنه: "أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر فهو أول من جمع ما بين اللوحين"


    واحتفظ الخليفة أبو بكر رضي الله عنه بهذه النسخة المجموعة على أدق وجوه التحري والبحث، ولما توفي احتفظ بها عمر رضي الله عنه ثم عهد بها بعد طعنه إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها وظلت محتفظة بها حتى خلافة عثمان رضي الله عنه، فطلبها منها ثم أعادها إليها بعد الفراغ من نسخ المصاحف، وفي خلافة عبد الملك بن مراون أحرقت هذه النسخة خشيت أن تختلط على مصحف عثمان رضي الله عنه والذي أجمعت الأمة عليه.



    وقبل أن نقدم جمع القرآن فى عهد عثمان ابن عفان نقول
    لقد كان لسيدنا عليّ مصحف كباقي المصاحف التي جمعت فيما بعد مثل مصحف زيد ومصحف ابن مسعود ومصحف أُبي بن كعب ومصحف أبي موسى الأشعري ومصحف المقداد بن الأسود، كما كان لعائشة أيضاً مصحف.
    وكان أهل الكوفة يقرأون على مصحف عبد الله بن مسعود، وأهل البصرة يقرأون على مصحف أبي موسى الأشعري، وأهل الشام على مصحف أبي كعب، وأهل دمشق على مصحف المقداد.
    ولكن انتهى دور هذه المصاحف والقراءة فيها على عهد عثمان عندما أرسل عليها وأحرقها




    هل مصاحف الصحابة التي سميت بأسماء جامعيها تختلف فيما بينها؟ وهل لكل واحد منها خصوصية؟

    يرى المؤرخون أن فروقاً من ناحية تقديم السور وتأخيرها تكتنف تلك المصاحف، فمثلاً مصحف ابن مسعود نجده مؤلفاً بتقديم السبع الطوال ثم المئتين ثم المثاني ثم الحواميم ثم الممتحنات ثم المفصلات.

    أما مصحف اُبي بن كعب نجده قد قدّم الأنفال وجعلها بعد سورة يونس وقبل البراءة، وقدم سورة مريم والشعراء والحج على سورة يوسف

    فلما اتسع نطاق الفتوح الإسلامية جدًا, وبدأت الأغلاط فِى التلاوة تذيع فِى البلاد الشاسعة أجمعت الصحابة فِى عهد عثمان رضِى الله عنه على نسخ مصاحف من صحف أبِى بكر وإرسالها إلى أمصار المسلمين تحت إشراف الصحابة المرسلة إليهم.
    روى البخاري عن أنس:
    "أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل إلى حفصة: أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف، ثمّ نردّها إليك ؛ فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن، فأكتبوه بلسان قريش، فإنّه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتّى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كلّ أُفقٍ بمصحف ممّا نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفةٍ ومصحفٍ أن يحرق".


    وكان زيد بن ثابت رضِى الله عنه هو القائم بها فِى عهد أبِى بكر, فقد وقع عليه الإختيار فِى العهدين بالنظر إلى أن زيد بن ثابت كان أكثر كتاب الوحِى ملازمة للنبِى عليه السلام فِى كتابة الوحِى, على شبابه وقوته وجودة خطه, فيكون أجدر بذلك, ولأبِى بكر وعثمان أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم فِى اختياره لكتابة المصحف الكريم, على أن طول ممارسته لمهمة كتابة القرءان يجعله جاريًا على نمط واحد فِى الرسم, واتحاد الرسم فِى جميع أدوار كتابة القرءان أمر مطلوب جدًا.


    وقد استمر عمل الجماعة فِى نسخ المصاحف مدة خمس سنين, من سنة خمس وعشرين إلى سنة ثلاثين فِى التحقيق, ثم أرسلوا المصاحف المكتوبة إلى الأمصار, وقد احتفظ عثمان بمصحف منها لأهل المدينة, وبمصحف لنفسه, غير ما أرسل إلى مكة والشام والكوفة والبصرة, وكانت تلك المصاحف تحت إشراف قراء مشهورين فِى الإقراء والمعارضة بها, فشكرت الأمة صنيع عثمان شكرًا عميقًا, وفـِى مقدمتهم علِى بن أبِى طالب كرم الله وجهه, بل كان يقول: لو وليت لفعلت فِى المصاحف الذِى فعله عثمان كما روى ذلك أبو عبيد فِى فضائل القرءان عن عبد الرحمن بن مهدِى عن شعبة عن علقمة بن مرثد عن سويد بن غفلة عن علِى كرم الله وجهه.


    وروى سويد بن غفلة عن على بن أبي طالب أنه قال :
    (( لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا ، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا على ملأ منا )) .. و في مرة أخرى قال : (( لو لم يصنعه عثمان لصنعته )) .
    حتى أهل الشيعة ينفوا مخالفة مصحف عليّ رضى الله عنه بالمصحف الذى جمعه عثمان رضى الله عنه
    فالمقارنة بين مصحف علي رضى الله عنه والمصحف الموجود هى بأن مصحفه كان مرتّباً على حسب النزول ، وأنّه قدّم فيه المنسوخ على الناسخ ، وكتب فيه تأويل بعض الآيات وتفسيرها بالتفصيل على حقيقة تنزيلها ، وبه الأحاديث القدسية

    ---------------

    وما جاء بخصوص مصحف فاطمة

    فهذا يُفيد أنه خاص بها ، ولا علاقة له بالقرآن ، وهذا ما جاء على لسان الشيعة· وقد قال سيدنا علي رضى الله عنه : " .. وليخرجوا مصحف فاطمة فان فيه وصية فاطمة " وهذا ما جاء عن الرافضة
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 22 ماي, 2020, 08:30 م.

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
    رد 1
    18 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, منذ 4 أسابيع
    ردود 7
    176 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة فارس الميـدان
    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 11 أكت, 2024, 01:13 ص
    رد 1
    155 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة د.أمير عبدالله
    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 10 أكت, 2024, 10:33 ص
    رد 1
    159 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة الراجى رضا الله
    ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:50 م
    ردود 4
    41 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة محمد,,
    بواسطة محمد,,
    يعمل...