عقيدة الفيلسوف الطبيب ابن سينا وأقوال العلماء فيه

**باحث سلفى** · 6 ينا, 2011, 01:00 ص

الأستاذ باحث سلفي
من الخطأ فهم أنَّ ابن سينا - رحمه الله - يقصد الله بالمدبِّر في هذا السياق، بل يقصد المدبِّر داخل الجسد، فابن سينا كان يؤمن بمبدأ السببية، فيقول أنَّ العلة تُوجِب معلولها، بعكس الأشاعرة الذين يتكلمون أنْ اقتران بما يُسمَّى سبب وما يُسمَّى مُسَبَّب، وابن تيمية - رحمه الله - انتقد مسألة الاقتران هذه؛ وبهذا فالمُدَبِّر الذي قصده هو العلة الجسدية، وليس العلة الأولى.

وربما يوجد مشكلة في تشكيل الكلمة فربما يكون التشكيل هو "عَجَّزَ" وليس "عَجَزَ"، أي "عَجَّزَ" الطبيب عن التدبير، فعلى هذا التشكيل يمكن تحميل معنى "المُدَبِّر" على العلة الجسدية، والعلة الأولى، أي الله، وإنْ كان التشكيل هو "عَجَزَ" فلا نُحَمِّل المعنى إلَّا على العلة الجسدية، فيكون الله هو الذي عَجَّز العلة الجسدية وبعلة.

أخي الكريم ، أنا عن نفسي لا استطيع أن أحكم على ابن سينا بالكفر أو بغير ذلك ، و نحن نترك أمره إلى الله يوم القيامة لأنه الآن في قبره ، و لكننا نبين للناس أن ما قال به هو من الضلال الذي ينبغي تجنبه ، لأنه قد يوصل صاحبه إلى الكفر بالله عز وجل و إنكار ما جاء في كتاب الله عز وجل من القطعيات ، هذا أمر .
الأمر الآخر ، لو كنت مكان أي عالم لن أكفر ابن سينا لأنه قال هذه الكلمة : لأسباب : أنها حمالة أوجه : و لا يقنعني تفسيرك لكلامه أخي الكريم ، لكني قد أرى أنه قد يقول المدبر عن نفسه هو ،و الثاني ، أنه ورد أنه اغتسل و تاب عن هذه الكلمة ، مهما يكن من أمر الذين كفروا ابن سينا لم يكفروه بسبب هذه الكلمة بل بسبب ما انكره من قطعيات لا يمكن أن ينكرها مسلم .

**(عبد الرحمن)** · 6 ينا, 2011, 01:05 ص

المشاركة الأصلية بواسطة باحث سلفى

أخي الكريم ، أنا عن نفسي لا استطيع أن أحكم على ابن سينا بالكفر أو بغير ذلك ، و نحن نترك أمره إلى الله يوم القيامة لأنه الآن في قبره ، و لكننا نبين للناس أن ما قال به هو من الضلال الذي ينبغي تجنبه ، لأنه قد يوصل صاحبه إلى الكفر بالله عز وجل و إنكار ما جاء في كتاب الله عز وجل من القطعيات ، هذا أمر .
الأمر الآخر ، لو كنت مكان أي عالم لن أكفر ابن سينا لأنه قال هذه الكلمة : لأسباب : أنها حمالة أوجه : و لا يقنعني تفسيرك لكلامه أخي الكريم ، لكني قد أرى أنه قد يقول المدبر عن نفسه هو ،و الثاني ، أنه ورد أنه اغتسل و تاب عن هذه الكلمة ، مهما يكن من أمر الذين كفروا ابن سينا لم يكفروه بسبب هذه الكلمة بل بسبب ما انكره من قطعيات لا يمكن أن ينكرها مسلم .

كونه تاب قبل أن يموت يعنى أن فلسفاته يجب أن تحجب ولا يقام لها وزن ولا يوصف بعلم بسببها جل ما فى الأمر أن يوصف بتفرده فى الطب

**سمير ساهر** · 6 ينا, 2011, 01:09 ص

المشاركة الأصلية بواسطة باحث سلفى

عفوًا ، أنا لم أكفره بل الذي كفره علماء ثقات يعلمون ما يقولون : و هم لم يكفروا ابن سينا من فراغ ، و لم يكفروه لأنه قال بأمور خلافية ، و لكنه أنكر أمور عقدية قطعية لا يمكن الخلاف حولها قطعية الثبوت و الدلالة .
إن لم يكفر من هذه صفته ـ عفوًا ـ فمن يوصف بالكفر و الردة عندك ؟!

الأستاذ باحث سلفي
الغزالي كفَّر ابن سينا والفارابي في كتابه تهافت الفلاسفة، الذي رد عليه ابن شد بتهافت التهافت، وقد كفَّرهم بقولهم "بقدم العالم"، ولكن قولهم بـ"قدم العالم" مثل قول ابن تيمية بأنَّ جنس فعل الله قديم؛ وبهذا فتكفير الغزالي لابن سينا والفارابي ينسحب على ابن تيمية، فهل تقبل بهذا؟
كلمة "قدم العالم" المقصودة من الفيلسوفين، هو أنَّه لا يوجد تراخي بين الفاعل والمفعول، وأنَّ المفعول حصل بالذات، وابن تيمية أيضًا بقوله أنَّ جنس فعل الله قديم، هو إقرار بعدم التراخي، فإنَّ تكفيرهما ينسحب على ابن تيمية، ولكن لا أحد مهم كافرًا، فجميعهم يقرون بخلق العالم، وكلمة "القدم" الواردة في كلامهم لا يجب فهمها على أنَّها تعني أنَّ الله لم يخلقها، فهذا خطأ فاحش، فهذا القول يعني أنَّ جنس أفعال الله وجميع أنواعها غير مخلوقة لله، وهذا أيضًا خطأ، وبهذا فعمنى "القدم" في هذا السياق هو "الحدوث بلا تراخٍ".

وبناء عليه، فيوجد اتفاق بين ابن سينا والفارابي وابن تيمية بشأن عدم التراخي، وهؤلاء الثلاثة يختلفون عن الإمام الغزالي فهو يقول بالتراخي.

**باحث سلفى** · 6 ينا, 2011, 01:14 ص

كونه تاب قبل أن يموت يعنى أن فلسفاته يجب أن تحجب ولا يقام لها وزن ولا يوصف بعلم بسببها جل ما فى الأمر أن يوصف بتفرده فى الطب

أحسنت ، لكني أرى أنه ربما تاب عن كلمته و لا أدرى هل تاب عن عقيدته الضالة ، الله أعلم . و كما قلتم ينبغي عدم تدريس الناس فلسفته الضالة المضلة ، هذه الفلسفة التي ما تقدم الغرب الكافر إلا بعدما طلقوا الفسلفة و المنطق الأرسطي طلقة بائنة .
و يا للعجب : أن نجد من المسلمين من بني جلدتنا من يريدون إحياء هذه الفلسفة في بلاد المسلمين !

**باحث سلفى** · 6 ينا, 2011, 01:26 ص

الأستاذ باحث سلفي
الغزالي كفَّر ابن سينا والفارابي في كتابه تهافت الفلاسفة، الذي رد عليه ابن شد بتهافت التهافت، وقد كفَّرهم بقولهم "بقدم العالم"، ولكن قولهم بـ"قدم العالم" مثل قول ابن تيمية بأنَّ جنس فعل الله قديم؛ وبهذا فتكفير الغزالي لابن سينا والفارابي ينسحب على ابن تيمية، فهل تقبل بهذا؟
كلمة "قدم العالم" المقصودة من الفيلسوفين، هو أنَّه لا يوجد تراخي بين الفاعل والمفعول، وأنَّ المفعول حصل بالذات، وابن تيمية ايضًا بقوله بأنَّ جنس فعل الله قديم، هو إقرار بعدم التراخي، فأي فتكفيرهما ينسحب على ابن تيمية، ولكن لا أحد مهم كافر، فجميعهم يقرون بخلق العالم، وكلمة "القدم" الواردة لا يجب فهمها على أنَّها تعني أنَّ الله لم يخلقها، فهذا خطأ فاحش، فهذا القول يعني أنَّ جنس أفعال الله وجميع أنواعها غير مخلوقة لله، وهذا أيضًا خطأ، وبهذا فعمنى "القدم" في هذا السياق هو "الحدوث بلا تراخي".

هذا الكلام غلط على ابن تيمية ، لا شك في ذلك ، فالذي أعلمه أن منهج ابن تيمية أن صفات الله عز وجل الذاتية و الفعلية أزلية ثبوتًا لله عز وجل و لا يلزم من ذلك أن آحاد أفعاله حين فعله قديمة
هذه هي خلاصة منهج ابن تيمية في صفات الله عز وجل وهذه هي عقيدة السلف الصالح من الصحابة و التابعين والعلماء الثقات الأثبات و هو ما يوافق الكتاب و السنة بل ويوافق صريح العقل الصحيح و الفطرة السوية .
و ينبغي لكي تنسب قول لعالم أن تقرأ كلامه و تعرف مقصده هو لا مقصد من يفترون عليه الكذب و يقطعون الكلام من سياقه لمآرب في نفوسهم .
هذا أمر ، الأمر الثاني الذي أعلمه أن العلماء لم يكفروا ابن سينا لسبب واحد بل لعدة أسباب يكفي كل سبب منهم منفردًا لتكفيره ، و لو نظرت لما نقلته عن القفطي لعلمت مقصدي .

**سمير ساهر** · 6 ينا, 2011, 01:37 ص

المشاركة الأصلية بواسطة باحث سلفى

هذا الكلام غلط على ابن تيمية ، لا شك في ذلك ، فالذي أعلمه أن ابن تيمية ، قال أن صفات الله عز وجل الذاتية و الفعلية أزلية ثبوتًا لله عز وجل و لا يلزم من ذلك أن آحاد أفعاله حين فعله قديمة

الأستاذ باحث سلفي
يوجد فرق بين آحاد الأفعال وبين جنس الفعل، فلو أسقطنا الفعل الأول من مجموع الأفعال، فلا يكون جنس الفعل قديمًا، وبهذا يحصل التراخي، وهو ما يرفضه ابن تيميه، فهو ينكر أنْ تكون صفات - حسب فهمه لكلمة صفات - الله معطلة أزلًا، ويرى أنَّّها فاعلة أزلًا، وبهذا فجنس الفعل قديم عنده، وهو قول الفارابي وابن سينا.

**باحث سلفى** · 6 ينا, 2011, 02:12 ص

ممكن يا أخ سمير تبين لي من كتب شيخ الإسلام أين قال هذا الكلام ، أريد أقتباس بهذا ، مع تبيين اسم الكتاب .
بالطبع لن يخرج عن الصفدية أو درء التعارض أو مجموع الفتاوي .

**سمير ساهر** · 6 ينا, 2011, 02:35 ص

الأستاذ باحث سلفي
إليك الرابط:
http://alkuwarih.com/content/%D8%A7%...D8%B3?page=0,4

في الرابط السابق يقر بقدم الأفعال.

"لكن هل يعني هذا أن هناك مخلوقاً أزلياً لا أول لوجوده؟ يقول شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ : لا، ليس هناك مخلوق أزلي لا أول لوجوده، لكن هناك مخلوق يحدث بعده مخلوق، ويحدث بعده مخلوق، أو مخلوق حدث قبله مخلوق، وهذا حدث قبله مخلوق. إِلَى آخره، فهذا تسلسل بالآثار، التي هي آثار الصفة التي يتصف بها الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-
فالحوادث لا أول لها من حيث النوع والجنس، لكن الأفراد حادثة، فكل مخلوق بذاته هو حادث، لكن الجنس قديم -بمعنى: أن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هو خالق أزلاً، وكونه خالقاً ومريداً ومتكلماً، لأنه قد خلق أشياء وأراد أشياء، وهذه الأشياء ليست أزلية بذاتها، لكن لما كَانَ لا أول لصفة من صفاته، فإن آثارها ولوازمها مما لا أول له كذلك."
المصدر:
http://alhawali.com/index.cfm?method...ContentID=4449

**سمير ساهر** · 6 ينا, 2011, 04:08 ص

ما ورد سابقـًا عن قضية قدم العالم يكفي، ولكن معنى قدم العالم على التحقيق هو "حدوث العالم بلا تراخٍ".
الذي أراه أنَّ حدوث المخلوقات بلا تراخٍ واقع وفي جميع الأحوال، فالمشكلة تكمن في إسقاطنا للزمان على هذه القضية، ولكن إنْ لم نتخيَّل أي نوع من أنواع الزمان؛ يزول التراخي، والتراخي ليس إلَّا فكرة ذهنية يمتنع أنْ تتحقق خارج الذهن بشأن هذه القضية، لعدم وجود الزمان قبل الفعل الذي انخلق الزمكان - أي المكان والزمان - من خلاله، ومن المستحيل نقض هذه الفكرة.

ننتقل إلى قضية علم الله بالكليات دون الجزئيات المنسوبة إلى ابن سينا.
سؤال: هل ابن سينا يقر أنَّ هذا العالم مخلوق لله؟ بلا أدنى شك، وبشأن قضية قدم العالم، فقد قلنا هو الحدوث بلا تراخٍ، ولا حاجة لتكرار ما سبق، وإنْ كان الأمر كذلك؛ فهذا يعني أنَّ كل شيء يتعلق بالذي خلقه الله معلوم لله، وهذه هي الجزئيات والكليات، فإذا كان الأمر كذلك فمَ الذي يقصده ابن سينا بالكليات في هذا السياق؟
الذي أراه هو الكليات تتعلق بالأفعال الاختيارية للمخلوقات - لدرء الجبر - دون الأفعال الجبرية، فالأفعال الاختيارية لا يمكن أنْ تخرُج عن الاحتمالات التي قدَّرها الله للمخلوقات، ولا يمكن للمخلوق أنْ يخرُج عنها بمقتضى أنَّ الله وحده هو الخالق، ثم إنَّ الكليات لا وجود لها خارج الذهن، فالموجود هو الأشياء المعينة؛ وبهذا فأقصى ما يمكن الخروج به هو أنَّ ابن سينا متناقض، وهذا لا يقتضي التكفير بل التَّخْطِئة.

**حاملة اللواء** · 6 ينا, 2011, 04:54 ص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا ونفع بكم

المواضيع	إحصائيات	آخر مشاركة
ما النفس؟ بواسطة عطيه الدماطى ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 12:34 ص	ردود 0 46 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة عطيه الدماطى 20 ينا, 2023, 12:34 ص
كيف نتعامل في دعوتنا مع غير المسلمين ؟ بواسطة اسلامي عزي ابتدأ بواسطة اسلامي عزي, 18 مار, 2022, 03:43 ص	ردود 0 50 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة اسلامي عزي 18 مار, 2022, 03:43 ص
ربك يناديك ، هل لازلت غافلاً ؟ بواسطة اسلامي عزي ابتدأ بواسطة اسلامي عزي, 18 مار, 2022, 03:38 ص	ردود 0 73 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة اسلامي عزي 18 مار, 2022, 03:38 ص
كتاب :" أسباب استجابة الدعاء وموانعه " بقلم صلاح عامر بواسطة صلاح عامر ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 1 فبر, 2022, 04:13 ص	ردود 0 82 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة صلاح عامر 1 فبر, 2022, 04:13 ص
كتاب :" تذكرة الأبناء ببر الأمهات والآباء بواسطة صلاح عامر ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 22 يول, 2021, 02:08 م	ردود 0 74 مشاهدات 0 ردود الفعل	آخر مشاركة بواسطة صلاح عامر 22 يول, 2021, 02:08 م

عقيدة الفيلسوف الطبيب ابن سينا وأقوال العلماء فيه

عن الكاتب

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

مواضيع ذات صلة