كلمة عن حجاب المرأة المسلمة
يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 30 وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 31 } (24- النّور 30-31) .
كانت المرأة المسلمة في السَّنوات الأولى من بعثة النَّبيّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ترتدي جلبابًا يسترُ كامل جسدها , وتضع فوق رأسها خمارًا تُغطِّي به شعرَها وتسدُله وراء ظهرها , فيبدُو بذلك عنقها وبعض صدرها . وكانت هذه أيضًا عادة المشركات من نساء قريش .
فلمَّا نزل أمْرُ اللَّه تعالى : { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } , أصبحت المرأة المسلِمَة مأمورة بتغطية رأسها وكلّ شعرها وعُنقها وفتحة الصَّدر وما يقابلها من الظَّهر , بالإضافة إلى تغطية باقي جسمها إلى القدمين . وهذا الأمر ليس على سبيل الاستحباب , وإنَّما أَمْر وُجوب , تَمامًا مثل الأمر بإقامة الصَّلوات الخمس وصيام شهر رمضان .
يقول اللَّه تعالى في آية أخرى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا 59 } (33- الأحزاب 59) . فالمقصود بقوله تعالى : { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ من جَلابيبهِنَّ } , أي يُدنين بالطَّرف العُلوي من جلبابهنَّ أو ثوبهنَّ الفضفاض , على رؤوسهنَّ وعلى وُجوههنَّ .
لهذا , قال فريقٌ من عُلَماء المسلمين بأنَّ الفتاة المسلمة إذا بَلَغت المحيض , وجبَ عليها تغطية كامل جسمها , بِما فيه الوجه والكفَّيْن . وهذا الرَّأيُ معمولٌ به خاصَّةً في بلدان الخليج , حيثُ تُغطِّي المرأةُ وجهها بنِقاب , ويديها بقُفَّازَيْن . وقال آخرون بأنَّه لا مانع من كشف الوجه والكفَّيْن , وهذا الرَّأيُ معمولٌ به خاصَّةً في بلدان المغرب العربي .
طبعًا , هذا اللِّباس ترتديه الفتاة الشَّابَّة أو المرأة عندما تكُون خارج بيتها . أمَّا عندما تكون فقط مع مَحارمها , مثل والديها وأخواتها وأعمامها وأخوالها , أو مع نساء مسلمات , فيمكنها أن تنزع الحجاب . وإذا كانت متزوِّجة , فلها الحقُّ أن تلبس ما تشاء وتكشف عمَّا تشاء أمام زوجها .
ويُشتَرطُ في لباس المرأة المسلمة أن يكون فضفاضًا : أي لا يُحدِّدُ أجزاءَ البَدن , وغير شفَّاف : أي لا يُظهر ما تحته . وهذا الأمر يتحقَّق أفضل ما يُمكن بلُبس حجاب يُغطِّي الرَّأس والشَّعر والعُنق والصَّدر , مع جلباب واسع ينسدلُ على الجسم إلى القدمين . لكن للأسف , نجدُ اليوم بعض الفتيات المسلمات يَحرصْنَ على تغطية الرَّأس بالحجاب , ويُهمِلْن في المقابل الالتزام بالثَّوب الفضفاض ! فترى الواحدة منهنَّ تخرج بسرْوَال وقميص , تَمامًا مثل الشَّباب , والأخرى تلبس فستانًا ضيِّقًا يصف كلَّ بدنها , وكأنَّ الواجب فقط هو تغطية الرَّأس بحجاب ! وهؤلاء لا يدرين أنَّهنَّ بهذا يُسِئن كثيرًا إلى دينهنَّ .
شرطٌ آخر يجبُ على المرأة المسلمة أن تلتزم به : يقول تعالى في الآية 31 من سورة النُّور التي ذكرناها في بداية هذا العنصر : { ولا يُبْدِينَ زينَتَهُنَّ إلاَّ ما ظَهَر منها } . قال العُلماء : أي لا يُبدين إلاَّ اللِّباس الشَّرعي , وربَّما أيضا : الخاتم والسِّوار في اليد . وعلى هذا , فإنَّ ما نراه اليوم من خروج بعض المحجَّبات بِمَساحيق على الوجه , هو حرام . فهذه الزِّينة لا تجوز إلاَّ أمام الزَّوج أو المحارم .
قد تقولين يا ابنتي الكريمة : ولكنَّ هذا تضييقٌ على المرأة المسلمة إلى حدِّ الاختناق , وإهانةٌ لها , وحَدٌّ من حرِّيَّتها !
أقول : لو طرحتِ هذا السُّؤال على أيِّ فتاة تحجَّبتْ بملْء إرادتها في أيِّ مكان من العالَم , لأجابتْكِ بأنَّها لم تشعُر أبدًا بالعزَّة والحرِّيَّة والرَّاحة النَّفسيَّة إلاَّ عندما لبسَت الحجاب !
نعم , فهذا اللِّباسُ أشْعَرها فعلاً بأنَّ عزَّتها الحقيقيَّة تكمنُ في الحفاظ على عِفَّتها وشَرفها . لذلك أصبحتْ تنظر إلى غيرها من الفتيات الغير مُحجَّبات , نظرات كلُّها شَفَقة , وكأنَّها تقول لهنَّ : أفِقْنَ من غَفْلَتكُنَّ , فوَاللَّهِ إنَّ هذه الحرِّيَّة الكاذبة التي تجرين وراءها ليستْ إلاَّ شعارات زائفة , تُخفي وراءها خُبثًا ودناءة من أُناس يُريدون تعرية المرأة للتَّمتُّع بمفاتنها , فتفنَّنُوا في ذلك , وجعلُوا من جسدها سلعة تُباعُ وتُشترى , وأنزلُوها إلى مستوى الحيوان بدعوى الحرِّيَّة , وللأسف .. هي صدَّقتْ ذلك !
وللأسف أيضًا أنَّ بعض المسؤولين السِّياسيِّين في بعض البلدان الغربيَّة , وحتَّى في بعض البلدان الإسلاميَّة , لم يفهمُوا هذا المعنى , فأصدرُوا قوانين تمنع الفتاة المسلمة من ارتداء الحجاب في المدرسة والعمل , ولم يعلَمُوا أنَّهم بهذا كأنَّهم يطلبون منها أن تَنزعَ عنها عزَّتَها وشَرفَها وعِفَّتها ! والغريبُ أنَّهم يعرفون تمامًا أنَّ هذا الحجاب لا يُعيقُها أبدًا عن الدِّراسة أو العمل أو السَّفر , أو أيّ شيء من أمور الحياة اليوميَّة , ولا يحثُّها على الرَّذيلة أو العنف أو التَّعدِّي على حقوق الغير ! فأين المشكلة إذًا ؟!
ولو تمعَّنُوا في الحكمة من الحجاب والملابس الفضفاضة , لَعرفُوا أنَّ اللَّه تعالى لم يأمر بهما إلاَّ ليَحفظ كرامة المرأة وإنسانيَّتها , وأيضًا لِيَحفظ المجتمع من الفساد . فكما ذكَرْنا سابقًا أنَّ اللَّه سبحانه يعرفُ جيِّدًا شدَّة خطر الزِّنا على الفرد وعلى المجتمع , لذلك لم يقتصر على تحريمه فقط , وإنَّما سَدَّ أمامه كلَّ الطُّرُق التي تُؤدِّي إليه .
ولَمَّا كان النَّظرُ هو أوَّل هذه الطَّرُق , أمر اللَّهُ تعالى في الآيات التي ذكَرْناها من سورة النُّور , الرَّجلَ والمرأة على السَّواء , بغَضِّ البَصَر عن النَّظر إلى عورة الغير . ولَمَّا كان إظهارُ مفاتن المرأة من أخطر هذه الطُّرُق , أمر اللَّهُ تعالى المرأة بتغطية جسمها كاملاً , وبعدم استعمال الأصباغ في وجهها حتَّى لا تَفْتن الرَّجُل .
ولِلْعلم , فإنَّ عورة الرَّجل أو الشَّابِّ التي يجبُ عليه تغطيتها بلباس واسع وغير شفَّاف , هي من السُّرَّة إلى الرُّكبة فقط , لأنَّ بقيَّة جسمه لا يدعُو عادةً إلى الفتنة .
هل عرفتِ الآن يا ابنتي الفاضلة الحكمةَ من الحجاب والجلباب ؟ أليس في هذا التَّشريع الحكيم دليلٌ جديدٌ على أنَّ القرآن وحيٌ من عند اللَّه ؟
قبل أن أنتقل بكِ إلى العنصر الموالي , اسمحي لي أن أروي لك باختصار قصَّتين واقعيَّتين , حتَّى يتَّضح لكِ أكثر أنَّ حرِّيَّة المرأة ليستْ في كشفها عن مفاتنها , وإنَّما بالعكس : في تَغْطيتها .
القصَّة الأولى مأخوذة من موقع www.amrkhaled.net , وبطلَتُها فتاةٌ اسمُها سارَّة , من أصل لبناني , هاجَر والداها إلى نيوزيلندا Newzeland , وعمرها وقتها عشر سنوات , ثمَّ انفصلا عن بعضهما , وعاشت البنتُ وحيدة . ولكي تَعُولَ نفسها , عملتْ في البارات , ثمَّ دخلت مسابقة جمال محلِّيَّة ففازت الأولى , وكان هذا الحدث بداية الشُّهْرة بالنِّسبة لها . فأصبحت تعمل في مجال الإعلانات , وتفنَّنَ المصوِّرون في تَعرية جسدها . وكَثُرَ المالُ بين يديها , وأصبحت لياليها صاخبة .
وفي يومٍ , كانت مَدْعوَّةً للعشاء عند عائلة لبنانيَّة مسلمة تسكن قريبًا منها , وكانت قد بلغت سنَّ التَّاسعة عشر . وخلال السَّهرة , جرى الحديثُ حول ضرورة أن تتعلَّم سارَّة العربيَّة , لُغتها الأصليَّة . ثمَّ فتحت العائلةُ التِّلفاز على قناة فضائيَّة عربيَّة , وشاء اللَّهُ أن يكون البرنامج : محاضرة إسلاميَّة عن العِفَّة , وترجمتها في أسفل الشَّاشة بالإنجليزيَّة .
فاستغربتْ سارَّة أن يُوجد في هذا العصر مَن يتحدَّث عن شيء اسمه العِفَّة والشَّرف ! وبدأتْ تُنصتُ باهتمام إلى الدَّرس , ثمَّ لم تتمالك نفسها فأجهشتْ بالبُكاء , وشعُرتْ في تلك اللَّحظة أنَّها حقيرة , لا شرف لها ولا دِين . ثمَّ سجَّلَت اسم موقع الانترنت الخاصّ بهذا الدَّاعية , وعادت بسرعة إلى بيتها , ففتحت الكمبيوتر , وكتبت إليه رسالة تسأل فيها لأوَّل مرَّة في حياتها عن الإسلام , وهل يمكن أن يقبل اللَّهُ توبتها ؟
فردَّ عليها الدَّاعية بأنَّ اللَّه يقبل طبعًا توبة كلّ مَن يعود إليه . ثمَّ توالت الرَّسائل بينهما , وتابت سارَّة توبة صادقة إلى اللَّه , وحفظت بعض السّور من القرآن الكريم من خلال سماعها لأشرطة مُسجَّلَة , وتعلَّمت الصَّلاة , ولبستْ حجابًا وملابس فضفاضة , وشعرتْ لأوَّل مرَّة في حياتها بسعادة حقيقيَّة لم تكُن تجدُها في الشُّهرة والمال والسَّهرات اللَّيليَّة في الملاهي . ثمَّ شاء اللَّه أن تُجري سارَّة عمليَّة جراحيَّة لاستئصال وَرَم سرطاني في الدّماغ , وتموت , رحمها اللَّه .
فهل تدرين يا ابنتي الكريمة كَم كانت المدَّة ما بين دخول سارَّة في الإسلام وبين موتها ؟
ثلاثة أسابيع ! نعم , كلُّ شيء تَمَّ خلال أقلّ من شهر , انتقلت فيه سارَّة , بفضل اللَّه ورحمته , من الخلود في النَّار إلى الخلود في جنَّات ونعيم ورضوان من اللَّه أكبر , نسأل اللَّه لها ذلك .
القصَّة الثَّانية مأخوذة من موقع www.islamicweb.com , وبطلَتُها فتاة فرنسيَّة اسمُها فابيان , كانت تَعمَلُ عارضة أزياء , ثمَّ شرح اللَّهُ صدرَها للإسلام , تقول : منذُ طفولَتي كنتُ أحلُم دائمًا بأن أكون ممرِّضَة مُتطوِّعة , أعملُ على تخفيف آلام الأطفال المرضَى . ومع الأيَّام كبرتُ , ولَفَتُّ الأنظارَ بجمالي ورشاقتي , فحثَّني مَنْ حَوْلي على التَّخَلِّي عن حُلم طُفولتي , واستغلال جمالي في عَمَلٍ يَدرُّ علَيَّ الكثير من المال , بالإضافة إلى الشُّهرة والأضواء .
وكان الطَّريقُ أمامي سَهْلاً , وسُرعان ما عرفتُ طَعْم الشُّهرة , وغَمَرَتْني الهدايَا الثَّمينة التي لَم أكُن أحلُم باقتنائها . ولكنَّ الثَّمنَ كان غاليًا , فقد كان علَيَّ أن أتَجرَّد من إنسانيَّتي وأتَخلَّى عن حيائي الذي تَربَّيتُ عليه . كما كان علَيَّ أن أحرم نفسي من جميع المأكولات اللَّذيذة , وأعيشَ على الفيتامينات الكيميائيَّة والمقوِّيات . وكان علَيَّ أيضًا أن أفْقد مشاعري تُجاه البَشَر , فلا أكره ولا أحبّ ولا أرفض أيَّ شيء ! لقد جعلَتْ منِّي دورُ الأزياء مجرَّد صَنَمٍ , خالٍ من الأحاسيس , مُهمَّتُه فقط أن يَتحرَّك ويَبتسم .
ثمَّ كان تَحَوُّلي المفاجئ أثناء زيارةٍ لي إلى لبنان وقْت الحرب , حيثُ رأيتُ ضحايَا من الأطفال في مستشفى ببيروت , فتحرَّكَ في نفسي الجانب الإنساني . فتركتُ بيروت وذهبتُ إلى باكستان , وعند الحدود مع أفغانستان عشتُ الحياة الحقيقيَّة وتعلَّمْتُ كيف أكون إنسانة . كنتُ أعتني بالأُسر المتضَرِّرة من الحرب , وأحببتُ الحياة معهم , فأحسنُوا معاملَتي . وتعرَّفتُ على الإسلام من خلال مُعايَشَتي لهم , واقتنعتُ بأنَّه ليس دينًا فقط , وإنَّما أيضًا دستور للحياة . فأسلمتُ , وبدأتُ أتعلَّم اللُّغة العربيَّة , لغة القرآن . وبعد أن كنتُ أستَمدُّ نظامَ حياتي من صانعِي الموضَة , أصبحَتْ حياتي تَسيرُ تَبَعًا لِمبادئ الإسلام ورَوحانِيَّاته .
ولَمَّا علِمَتْ دورُ الأزياء العالميَّة بإسلامي , أرسلُوا إليَّ عروضًا بِمُضاعفة أُجْرَتي إلى ثلاثة أضعاف , على أن أترك هذا الدِّين وأعود إلى العمل معهم ! فرفَضْتُ بشدَّة . فبعثُوا إلَيَّ بهدايَا ثَمينة لإغرائي , فرفَضْتُ أيضًا . عند ذلك لَجَأُوا إلى محاولَة تَشويه صُورتي أمام الأُسَر الأفغانيَّة , فقامُوا باستخراج نُسَخ عديدة من أغْلِفة المجلاَّت التي كانتْ تَتَصدَّرُها صُوَري كعارضَة أزياء في السَّابق , وعلَّقُوها على جنبات الطُّرُقات لِمُحاولَة الوقيعة بيني وبين أهلي الجُدُد في أفغانستان , ولكن خابَ ظَنُّهم والحمدُ للَّه .
نعم , هكذا بلغتْ بهم الدَّناءة , ولكن كما يقول اللَّه تعالى : { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 32 } (9- التّوبة 32) .
كلمة عن حجاب المرأة المسلمة
يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 30 وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 31 } (24- النّور 30-31) .
كانت المرأة المسلمة في السَّنوات الأولى من بعثة النَّبيّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ترتدي جلبابًا يسترُ كامل جسدها , وتضع فوق رأسها خمارًا تُغطِّي به شعرَها وتسدُله وراء ظهرها , فيبدُو بذلك عنقها وبعض صدرها . وكانت هذه أيضًا عادة المشركات من نساء قريش .
فلمَّا نزل أمْرُ اللَّه تعالى : { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } , أصبحت المرأة المسلِمَة مأمورة بتغطية رأسها وكلّ شعرها وعُنقها وفتحة الصَّدر وما يقابلها من الظَّهر , بالإضافة إلى تغطية باقي جسمها إلى القدمين . وهذا الأمر ليس على سبيل الاستحباب , وإنَّما أَمْر وُجوب , تَمامًا مثل الأمر بإقامة الصَّلوات الخمس وصيام شهر رمضان .
يقول اللَّه تعالى في آية أخرى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا 59 } (33- الأحزاب 59) . فالمقصود بقوله تعالى : { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ من جَلابيبهِنَّ } , أي يُدنين بالطَّرف العُلوي من جلبابهنَّ أو ثوبهنَّ الفضفاض , على رؤوسهنَّ وعلى وُجوههنَّ .
لهذا , قال فريقٌ من عُلَماء المسلمين بأنَّ الفتاة المسلمة إذا بَلَغت المحيض , وجبَ عليها تغطية كامل جسمها , بِما فيه الوجه والكفَّيْن . وهذا الرَّأيُ معمولٌ به خاصَّةً في بلدان الخليج , حيثُ تُغطِّي المرأةُ وجهها بنِقاب , ويديها بقُفَّازَيْن . وقال آخرون بأنَّه لا مانع من كشف الوجه والكفَّيْن , وهذا الرَّأيُ معمولٌ به خاصَّةً في بلدان المغرب العربي .
طبعًا , هذا اللِّباس ترتديه الفتاة الشَّابَّة أو المرأة عندما تكُون خارج بيتها . أمَّا عندما تكون فقط مع مَحارمها , مثل والديها وأخواتها وأعمامها وأخوالها , أو مع نساء مسلمات , فيمكنها أن تنزع الحجاب . وإذا كانت متزوِّجة , فلها الحقُّ أن تلبس ما تشاء وتكشف عمَّا تشاء أمام زوجها .
ويُشتَرطُ في لباس المرأة المسلمة أن يكون فضفاضًا : أي لا يُحدِّدُ أجزاءَ البَدن , وغير شفَّاف : أي لا يُظهر ما تحته . وهذا الأمر يتحقَّق أفضل ما يُمكن بلُبس حجاب يُغطِّي الرَّأس والشَّعر والعُنق والصَّدر , مع جلباب واسع ينسدلُ على الجسم إلى القدمين . لكن للأسف , نجدُ اليوم بعض الفتيات المسلمات يَحرصْنَ على تغطية الرَّأس بالحجاب , ويُهمِلْن في المقابل الالتزام بالثَّوب الفضفاض ! فترى الواحدة منهنَّ تخرج بسرْوَال وقميص , تَمامًا مثل الشَّباب , والأخرى تلبس فستانًا ضيِّقًا يصف كلَّ بدنها , وكأنَّ الواجب فقط هو تغطية الرَّأس بحجاب ! وهؤلاء لا يدرين أنَّهنَّ بهذا يُسِئن كثيرًا إلى دينهنَّ .
شرطٌ آخر يجبُ على المرأة المسلمة أن تلتزم به : يقول تعالى في الآية 31 من سورة النُّور التي ذكرناها في بداية هذا العنصر : { ولا يُبْدِينَ زينَتَهُنَّ إلاَّ ما ظَهَر منها } . قال العُلماء : أي لا يُبدين إلاَّ اللِّباس الشَّرعي , وربَّما أيضا : الخاتم والسِّوار في اليد . وعلى هذا , فإنَّ ما نراه اليوم من خروج بعض المحجَّبات بِمَساحيق على الوجه , هو حرام . فهذه الزِّينة لا تجوز إلاَّ أمام الزَّوج أو المحارم .
قد تقولين يا ابنتي الكريمة : ولكنَّ هذا تضييقٌ على المرأة المسلمة إلى حدِّ الاختناق , وإهانةٌ لها , وحَدٌّ من حرِّيَّتها !
أقول : لو طرحتِ هذا السُّؤال على أيِّ فتاة تحجَّبتْ بملْء إرادتها في أيِّ مكان من العالَم , لأجابتْكِ بأنَّها لم تشعُر أبدًا بالعزَّة والحرِّيَّة والرَّاحة النَّفسيَّة إلاَّ عندما لبسَت الحجاب !
نعم , فهذا اللِّباسُ أشْعَرها فعلاً بأنَّ عزَّتها الحقيقيَّة تكمنُ في الحفاظ على عِفَّتها وشَرفها . لذلك أصبحتْ تنظر إلى غيرها من الفتيات الغير مُحجَّبات , نظرات كلُّها شَفَقة , وكأنَّها تقول لهنَّ : أفِقْنَ من غَفْلَتكُنَّ , فوَاللَّهِ إنَّ هذه الحرِّيَّة الكاذبة التي تجرين وراءها ليستْ إلاَّ شعارات زائفة , تُخفي وراءها خُبثًا ودناءة من أُناس يُريدون تعرية المرأة للتَّمتُّع بمفاتنها , فتفنَّنُوا في ذلك , وجعلُوا من جسدها سلعة تُباعُ وتُشترى , وأنزلُوها إلى مستوى الحيوان بدعوى الحرِّيَّة , وللأسف .. هي صدَّقتْ ذلك !
وللأسف أيضًا أنَّ بعض المسؤولين السِّياسيِّين في بعض البلدان الغربيَّة , وحتَّى في بعض البلدان الإسلاميَّة , لم يفهمُوا هذا المعنى , فأصدرُوا قوانين تمنع الفتاة المسلمة من ارتداء الحجاب في المدرسة والعمل , ولم يعلَمُوا أنَّهم بهذا كأنَّهم يطلبون منها أن تَنزعَ عنها عزَّتَها وشَرفَها وعِفَّتها ! والغريبُ أنَّهم يعرفون تمامًا أنَّ هذا الحجاب لا يُعيقُها أبدًا عن الدِّراسة أو العمل أو السَّفر , أو أيّ شيء من أمور الحياة اليوميَّة , ولا يحثُّها على الرَّذيلة أو العنف أو التَّعدِّي على حقوق الغير ! فأين المشكلة إذًا ؟!
ولو تمعَّنُوا في الحكمة من الحجاب والملابس الفضفاضة , لَعرفُوا أنَّ اللَّه تعالى لم يأمر بهما إلاَّ ليَحفظ كرامة المرأة وإنسانيَّتها , وأيضًا لِيَحفظ المجتمع من الفساد . فكما ذكَرْنا سابقًا أنَّ اللَّه سبحانه يعرفُ جيِّدًا شدَّة خطر الزِّنا على الفرد وعلى المجتمع , لذلك لم يقتصر على تحريمه فقط , وإنَّما سَدَّ أمامه كلَّ الطُّرُق التي تُؤدِّي إليه .
ولَمَّا كان النَّظرُ هو أوَّل هذه الطَّرُق , أمر اللَّهُ تعالى في الآيات التي ذكَرْناها من سورة النُّور , الرَّجلَ والمرأة على السَّواء , بغَضِّ البَصَر عن النَّظر إلى عورة الغير . ولَمَّا كان إظهارُ مفاتن المرأة من أخطر هذه الطُّرُق , أمر اللَّهُ تعالى المرأة بتغطية جسمها كاملاً , وبعدم استعمال الأصباغ في وجهها حتَّى لا تَفْتن الرَّجُل .
ولِلْعلم , فإنَّ عورة الرَّجل أو الشَّابِّ التي يجبُ عليه تغطيتها بلباس واسع وغير شفَّاف , هي من السُّرَّة إلى الرُّكبة فقط , لأنَّ بقيَّة جسمه لا يدعُو عادةً إلى الفتنة .
هل عرفتِ الآن يا ابنتي الفاضلة الحكمةَ من الحجاب والجلباب ؟ أليس في هذا التَّشريع الحكيم دليلٌ جديدٌ على أنَّ القرآن وحيٌ من عند اللَّه ؟
قبل أن أنتقل بكِ إلى العنصر الموالي , اسمحي لي أن أروي لك باختصار قصَّتين واقعيَّتين , حتَّى يتَّضح لكِ أكثر أنَّ حرِّيَّة المرأة ليستْ في كشفها عن مفاتنها , وإنَّما بالعكس : في تَغْطيتها .
القصَّة الأولى مأخوذة من موقع www.amrkhaled.net , وبطلَتُها فتاةٌ اسمُها سارَّة , من أصل لبناني , هاجَر والداها إلى نيوزيلندا Newzeland , وعمرها وقتها عشر سنوات , ثمَّ انفصلا عن بعضهما , وعاشت البنتُ وحيدة . ولكي تَعُولَ نفسها , عملتْ في البارات , ثمَّ دخلت مسابقة جمال محلِّيَّة ففازت الأولى , وكان هذا الحدث بداية الشُّهْرة بالنِّسبة لها . فأصبحت تعمل في مجال الإعلانات , وتفنَّنَ المصوِّرون في تَعرية جسدها . وكَثُرَ المالُ بين يديها , وأصبحت لياليها صاخبة .
وفي يومٍ , كانت مَدْعوَّةً للعشاء عند عائلة لبنانيَّة مسلمة تسكن قريبًا منها , وكانت قد بلغت سنَّ التَّاسعة عشر . وخلال السَّهرة , جرى الحديثُ حول ضرورة أن تتعلَّم سارَّة العربيَّة , لُغتها الأصليَّة . ثمَّ فتحت العائلةُ التِّلفاز على قناة فضائيَّة عربيَّة , وشاء اللَّهُ أن يكون البرنامج : محاضرة إسلاميَّة عن العِفَّة , وترجمتها في أسفل الشَّاشة بالإنجليزيَّة .
فاستغربتْ سارَّة أن يُوجد في هذا العصر مَن يتحدَّث عن شيء اسمه العِفَّة والشَّرف ! وبدأتْ تُنصتُ باهتمام إلى الدَّرس , ثمَّ لم تتمالك نفسها فأجهشتْ بالبُكاء , وشعُرتْ في تلك اللَّحظة أنَّها حقيرة , لا شرف لها ولا دِين . ثمَّ سجَّلَت اسم موقع الانترنت الخاصّ بهذا الدَّاعية , وعادت بسرعة إلى بيتها , ففتحت الكمبيوتر , وكتبت إليه رسالة تسأل فيها لأوَّل مرَّة في حياتها عن الإسلام , وهل يمكن أن يقبل اللَّهُ توبتها ؟
فردَّ عليها الدَّاعية بأنَّ اللَّه يقبل طبعًا توبة كلّ مَن يعود إليه . ثمَّ توالت الرَّسائل بينهما , وتابت سارَّة توبة صادقة إلى اللَّه , وحفظت بعض السّور من القرآن الكريم من خلال سماعها لأشرطة مُسجَّلَة , وتعلَّمت الصَّلاة , ولبستْ حجابًا وملابس فضفاضة , وشعرتْ لأوَّل مرَّة في حياتها بسعادة حقيقيَّة لم تكُن تجدُها في الشُّهرة والمال والسَّهرات اللَّيليَّة في الملاهي . ثمَّ شاء اللَّه أن تُجري سارَّة عمليَّة جراحيَّة لاستئصال وَرَم سرطاني في الدّماغ , وتموت , رحمها اللَّه .
فهل تدرين يا ابنتي الكريمة كَم كانت المدَّة ما بين دخول سارَّة في الإسلام وبين موتها ؟
ثلاثة أسابيع ! نعم , كلُّ شيء تَمَّ خلال أقلّ من شهر , انتقلت فيه سارَّة , بفضل اللَّه ورحمته , من الخلود في النَّار إلى الخلود في جنَّات ونعيم ورضوان من اللَّه أكبر , نسأل اللَّه لها ذلك .
القصَّة الثَّانية مأخوذة من موقع www.islamicweb.com , وبطلَتُها فتاة فرنسيَّة اسمُها فابيان , كانت تَعمَلُ عارضة أزياء , ثمَّ شرح اللَّهُ صدرَها للإسلام , تقول : منذُ طفولَتي كنتُ أحلُم دائمًا بأن أكون ممرِّضَة مُتطوِّعة , أعملُ على تخفيف آلام الأطفال المرضَى . ومع الأيَّام كبرتُ , ولَفَتُّ الأنظارَ بجمالي ورشاقتي , فحثَّني مَنْ حَوْلي على التَّخَلِّي عن حُلم طُفولتي , واستغلال جمالي في عَمَلٍ يَدرُّ علَيَّ الكثير من المال , بالإضافة إلى الشُّهرة والأضواء .
وكان الطَّريقُ أمامي سَهْلاً , وسُرعان ما عرفتُ طَعْم الشُّهرة , وغَمَرَتْني الهدايَا الثَّمينة التي لَم أكُن أحلُم باقتنائها . ولكنَّ الثَّمنَ كان غاليًا , فقد كان علَيَّ أن أتَجرَّد من إنسانيَّتي وأتَخلَّى عن حيائي الذي تَربَّيتُ عليه . كما كان علَيَّ أن أحرم نفسي من جميع المأكولات اللَّذيذة , وأعيشَ على الفيتامينات الكيميائيَّة والمقوِّيات . وكان علَيَّ أيضًا أن أفْقد مشاعري تُجاه البَشَر , فلا أكره ولا أحبّ ولا أرفض أيَّ شيء ! لقد جعلَتْ منِّي دورُ الأزياء مجرَّد صَنَمٍ , خالٍ من الأحاسيس , مُهمَّتُه فقط أن يَتحرَّك ويَبتسم .
ثمَّ كان تَحَوُّلي المفاجئ أثناء زيارةٍ لي إلى لبنان وقْت الحرب , حيثُ رأيتُ ضحايَا من الأطفال في مستشفى ببيروت , فتحرَّكَ في نفسي الجانب الإنساني . فتركتُ بيروت وذهبتُ إلى باكستان , وعند الحدود مع أفغانستان عشتُ الحياة الحقيقيَّة وتعلَّمْتُ كيف أكون إنسانة . كنتُ أعتني بالأُسر المتضَرِّرة من الحرب , وأحببتُ الحياة معهم , فأحسنُوا معاملَتي . وتعرَّفتُ على الإسلام من خلال مُعايَشَتي لهم , واقتنعتُ بأنَّه ليس دينًا فقط , وإنَّما أيضًا دستور للحياة . فأسلمتُ , وبدأتُ أتعلَّم اللُّغة العربيَّة , لغة القرآن . وبعد أن كنتُ أستَمدُّ نظامَ حياتي من صانعِي الموضَة , أصبحَتْ حياتي تَسيرُ تَبَعًا لِمبادئ الإسلام ورَوحانِيَّاته .
ولَمَّا علِمَتْ دورُ الأزياء العالميَّة بإسلامي , أرسلُوا إليَّ عروضًا بِمُضاعفة أُجْرَتي إلى ثلاثة أضعاف , على أن أترك هذا الدِّين وأعود إلى العمل معهم ! فرفَضْتُ بشدَّة . فبعثُوا إلَيَّ بهدايَا ثَمينة لإغرائي , فرفَضْتُ أيضًا . عند ذلك لَجَأُوا إلى محاولَة تَشويه صُورتي أمام الأُسَر الأفغانيَّة , فقامُوا باستخراج نُسَخ عديدة من أغْلِفة المجلاَّت التي كانتْ تَتَصدَّرُها صُوَري كعارضَة أزياء في السَّابق , وعلَّقُوها على جنبات الطُّرُقات لِمُحاولَة الوقيعة بيني وبين أهلي الجُدُد في أفغانستان , ولكن خابَ ظَنُّهم والحمدُ للَّه .
نعم , هكذا بلغتْ بهم الدَّناءة , ولكن كما يقول اللَّه تعالى : { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 32 } (9- التّوبة 32) .
تعليق