الكتاب المقدس والإيروتيكية ( الجزء الثالث )
بقلم / محمود القاعود
بقلم / محمود القاعود
وحتى نمحى من أذهاننا تلك الصورة المقززة نتحول إلى القرآن الكريم الذى يتحدث بالأدب والحكمة فى مواضيع الجنس
(( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )) ( البقرة : 187 ) .
(( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )) ( البقرة : 222 ) .
((نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ .... )) ( البقرة : 223 ) .
((لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ .... )) ( البقرة : 236 ) .
((وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ ..... )) ( البقرة : 237 ) .
((أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء .... )) ( النساء : 43 ) .
((أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء..... )) ( المائدة : 6 ) .
((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا ... )) ( الأعراف : 189 ) .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا )) ( الأحزاب : 49 ) .
((وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )) ( المجادلة : 3 ) .
((فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) ( المجادلة : 4 ) .
يتحدث رب العزة عن أمور الجنس بكلمات رقيقة جميلة لا تثير شهوة أو تبعث على الاشمئزاز فيُطلق على الجماع : " الرفث " و " مباشرة " و " القرب " و " المس " و " الإتيان " و " الغشيان " ويُشبه النساء بالحرث الذى يُنبت ما يوضع فيه ، فهل رأيتم رقة وأدب أكثر من كلام الله ؟؟
وعندما يحكى الله لنبيه قصة موسى عليه السلام وما حدث له من استنجاد امرأتين به ليسقى لهما ، يقول :
(( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) ( القصص : 23 – 25 ) .
تأملوا تلك الآيات الكريمات التى تشرح باختصار شديد طبيعة المرأة الخجولة التى فُطرت على الحياء وليس على الزنا و فتح الرجلين وشد الحبيب إلى الفراش ودفع أجرة للرجال للزنا بها وعشق أيور الحمير ومنى الخيل .... إلخ
نلحظ أن موسى عليه السلام هو الذى بدأهما الكلام ب " ما خطبكما " فيأتى ردهما الرقيق المهذب " لا نسقى حتى يُصدر الرعاء و أبونا شيخ كبير "
أى لن نسقى حتى يذهب الرعاة الذين يلتفون حول بئر الماء وذلك خوفا من الزحام والاختلاط ، ولم تتحدثان بأكثر من تلك الجملة المقتضبة ، ويعقب ذلك تولى موسى وذهابه للجلوس تحت شجرة بعدما قام بالمهمة بدلا منهما ، ويشرح رب العالمين كيف جاءته المرأة لتدعوه لزيارة أبيها فيقول " فجاءته إحداهما تمشى على استحياء قالت .... "
وقد اختلف بعض المفسرين فى تفسير " الاستحياء " هل هو فى " المشى " أم فى " القول " والأرجح والغالب أنه فى " المشى " لأنه لو كان يقصد به القول لحذف كلمة " تمشى " ، والاستحياء فى المشى بأن وضعت كمها على وجهها حياءً وخجلا .
هكذا يُصور رب العالمين حياء المرأة الفطرى والخجل الذى تتميز به لا السفالة والوقاحة والبذاءة والانحطاط .
يقول عز وجل :
(( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا )) ( الأحزاب : 32 ) .
ينهى رب العالمين النساء عن الخضوع بالقول للرجال ، إذ لا يجوز لامرأة أن تخضع بالقول لرجل غير زوجها حتى لا يطمع فيها وهو فى قلبه مرض ، بسبب كلامها المتكسر اللين ويأمرهن أن يقولن قولا معروفا بعيد عن الخضوع والترخيم واللين .
هذا هو حديث القرآن الكريم عن النساء والمرأة والأمور الجنسية ، وهو حديث مهذب ورقيق لا يوجد به ما يُثير الشهوة أو الغرائز ، بينما رأينا حديث الكتاب المقدس عن أمور لا يُصدقها عقل ولا يقبلها إنسان أن تصدر من كاتب محترم أو رجل شريف فما بالنا وهم ينسبونها لله عياذا بالله ؟!
القرآن الكريم لا يتحدث عن فتح الرجلين لكل عابر ، لا يتحدث عن السرة والشفتين والثديين والبطن والمؤخرة والساق والعنق والأيور التى تشبه أيور الحمير والمنى الذى يُشبه منى الخيل وأجرة الزانية والجوع الجنسى والشبق والمضاجعة وزنى المحارم والاستحمام والتكحيل والسرير والفراش والعناق والأفخاذ والأحشاء والعرى وشعر العانة ودغدغة الترائب عن طريق رضاعتها ومصها والزغزغة وشبان الشهوة ..... إلخ .
القرآن الكريم من عند الله رب العالمين أما الكتاب المقدس فلا يصلح إلا كمرجع إيروتيكى بحت ، و اعتقد أنه بات واضحا لكل من يمتك مثقال ذرة من عقل أن الذى أنشأ الإيروتيكية هو الكتاب المقدس ومن يقول بعكس ذلك فليأت بدليله إن كان من الصادقين !
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
[email protected]