بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الواحد المعبود بحق رب موسى وعيسى ومحمد وسائر الخلق أجمعين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد سيد الأولين والأخرين
أما بعد - فالأدلة التى ساقها القرءان الكريم على بشرية عيسى عليه السلام وتكلم فيها من تكلم كثيرة وهناك دليل آخر ربما لم يتطرق إليه أحد من قبل وهو فى قوله تعالى فى سورة مريم
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)
ومن سياق الأيات المذكورة يتبين إنه عند حدوث المخاض لمريم البتول ووشوكها على الوضع تذكرت مدى محنتها وما سيصير إليه أمرها من حادثة الولادة وهى العذراء التى لم يمسها بشر فتمنت لو انها ماتت قبل أن يحدث لها ذلك حتى لا يتقول عليها الناس ويرموها بالفحشاء وأولهم قومها . وهو أمر شديد الوطئه عليها وهى المتعبدة لربها فى نظر أهلها وهى كذلك فحدوث هذا الأمر لها وعلى هذا النحو لهو الإبتلاء الشديد والكرب العظيم .وعند هذا ماذا حدث !
هنا ناداها من تحتها وهو الملك الذى وكله الله بالتسرية عنها وحفظ مولودها من نخس الشيطان له وأشار عليها كما أمره الله أن تقول عند رؤيتها للناس إنها نذرت للرحمن صومآ فلن تكلم اليوم إنسيآ حيث ستحدث المعجزة التى ستبرأها وتنفى عنها الفاحشه وتشهد لها بالطهارة والصلاح وهى إنطلاق لسان المولود بإذن الله ليشهد بالحق .
ثم نأتى لمشهد مريم وهى تحمل وليدها وتأتى به إلى قومها وما بدر منهم من قول من هول المفاجأة وكيف يتأتى ذلك منها وهى التى كانوا يشبهوها بهارون فى عبادته وأباها وامها كانوا صالحين ولم يكونا أهل بغاء . فأشارت إليه وهنا نتوقف إمام هذا الدليل الدامغ الذى يضاف إلى أدلة بشرية عيسى عليه السلام . لقد حدثها الملك الذى وكله الله بها وطلب منها كما أمره الله بأن تصوم لله ولا تكلم إنسيآ وكان هذا النوع من الصيام معتادآ فى بنى إسرائيل وفعله زكريا من قبل فلما جاءت إلى قومها واستنكروا منها هذا الفعل أشارت إلى مولودها . والكلام هنا للنصارى الذين يستشهدون دائمآ بالقرءان ويزعمون إن القرءان فيه ما يدل على تألية المسيح إبن مريم وهم كاذبون
فلو كان المولود الذى تحمله مريم وأتت به قومها لو كان إله أو إبن إله أو ناسوت ولآهوت كما يدعى النصارى ولو كانت مريم تعلم إن مولودها إله أو إبن إله أو ناسوت ولآهوت لكلمته امه أو كلمت فيه اللآهوت وقالت له أخبرهم بحقيقتك وبرأنى وإشهد لى بالبر والتقوى لأنه فى هذه الحالة ليس إنسيآ . ولكنها لم تفعل لماذا لأنه إنسيآ بشريآ عاديآ كباقى مواليد البشر لذلك أشارت إليه لأنه إنسيآ وليس إلهآ أو إبن إله ( حاشاه ) إنما هو عبد من عباد الله كما شهد هو بنفسه فى أول ما تكلم به ( إنى عبد الله ) فأقر بالعبودية لله الذى خلقه والسلام عليه من ربه يوم ولد ويوم يموت فى آخر الزمان( لأن كل نفس ذائقة الموت ) ويوم يبعث حيآ يوم القيامة مع من يبعثهم الله وهم سائر الخلق ثم شهد لنفسه بالنبوة ( عليه السلآم من ربه ) .
ولكن خيب الله النصارى فقد إشتدت مغالتهم فيه حتى جعلوه إلهآ وهو لم يدعى ذلك حاشاه ولكن النصاب ضحك على الطماعوباع له الوهم والكفر على إنه الحق . والنصاب هو بولس الذى ضحك على النصارى الطماعين فى التوبة والدخول فى الملكوت بغير عمل أو تكليف وبعد إلغائه لشريعة موسى فقط بإيمانهم بأن المسيح هو مخلصهم وإنه إبن إله أو إله جاء ليتم قتله حتى يغفر الخطيئة لآدم . تبآ للبلاهة وبلآدة العقل . لقد نجح النصاب فى الضحك والنصب على النصارى الطماعين فى الملكوت . وخسر النصارى بأيمانهم هذا أنفسهم والملكوت
الحمد لله رب العالمين الواحد المعبود بحق رب موسى وعيسى ومحمد وسائر الخلق أجمعين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد سيد الأولين والأخرين
أما بعد - فالأدلة التى ساقها القرءان الكريم على بشرية عيسى عليه السلام وتكلم فيها من تكلم كثيرة وهناك دليل آخر ربما لم يتطرق إليه أحد من قبل وهو فى قوله تعالى فى سورة مريم
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)
ومن سياق الأيات المذكورة يتبين إنه عند حدوث المخاض لمريم البتول ووشوكها على الوضع تذكرت مدى محنتها وما سيصير إليه أمرها من حادثة الولادة وهى العذراء التى لم يمسها بشر فتمنت لو انها ماتت قبل أن يحدث لها ذلك حتى لا يتقول عليها الناس ويرموها بالفحشاء وأولهم قومها . وهو أمر شديد الوطئه عليها وهى المتعبدة لربها فى نظر أهلها وهى كذلك فحدوث هذا الأمر لها وعلى هذا النحو لهو الإبتلاء الشديد والكرب العظيم .وعند هذا ماذا حدث !
هنا ناداها من تحتها وهو الملك الذى وكله الله بالتسرية عنها وحفظ مولودها من نخس الشيطان له وأشار عليها كما أمره الله أن تقول عند رؤيتها للناس إنها نذرت للرحمن صومآ فلن تكلم اليوم إنسيآ حيث ستحدث المعجزة التى ستبرأها وتنفى عنها الفاحشه وتشهد لها بالطهارة والصلاح وهى إنطلاق لسان المولود بإذن الله ليشهد بالحق .
ثم نأتى لمشهد مريم وهى تحمل وليدها وتأتى به إلى قومها وما بدر منهم من قول من هول المفاجأة وكيف يتأتى ذلك منها وهى التى كانوا يشبهوها بهارون فى عبادته وأباها وامها كانوا صالحين ولم يكونا أهل بغاء . فأشارت إليه وهنا نتوقف إمام هذا الدليل الدامغ الذى يضاف إلى أدلة بشرية عيسى عليه السلام . لقد حدثها الملك الذى وكله الله بها وطلب منها كما أمره الله بأن تصوم لله ولا تكلم إنسيآ وكان هذا النوع من الصيام معتادآ فى بنى إسرائيل وفعله زكريا من قبل فلما جاءت إلى قومها واستنكروا منها هذا الفعل أشارت إلى مولودها . والكلام هنا للنصارى الذين يستشهدون دائمآ بالقرءان ويزعمون إن القرءان فيه ما يدل على تألية المسيح إبن مريم وهم كاذبون
فلو كان المولود الذى تحمله مريم وأتت به قومها لو كان إله أو إبن إله أو ناسوت ولآهوت كما يدعى النصارى ولو كانت مريم تعلم إن مولودها إله أو إبن إله أو ناسوت ولآهوت لكلمته امه أو كلمت فيه اللآهوت وقالت له أخبرهم بحقيقتك وبرأنى وإشهد لى بالبر والتقوى لأنه فى هذه الحالة ليس إنسيآ . ولكنها لم تفعل لماذا لأنه إنسيآ بشريآ عاديآ كباقى مواليد البشر لذلك أشارت إليه لأنه إنسيآ وليس إلهآ أو إبن إله ( حاشاه ) إنما هو عبد من عباد الله كما شهد هو بنفسه فى أول ما تكلم به ( إنى عبد الله ) فأقر بالعبودية لله الذى خلقه والسلام عليه من ربه يوم ولد ويوم يموت فى آخر الزمان( لأن كل نفس ذائقة الموت ) ويوم يبعث حيآ يوم القيامة مع من يبعثهم الله وهم سائر الخلق ثم شهد لنفسه بالنبوة ( عليه السلآم من ربه ) .
ولكن خيب الله النصارى فقد إشتدت مغالتهم فيه حتى جعلوه إلهآ وهو لم يدعى ذلك حاشاه ولكن النصاب ضحك على الطماعوباع له الوهم والكفر على إنه الحق . والنصاب هو بولس الذى ضحك على النصارى الطماعين فى التوبة والدخول فى الملكوت بغير عمل أو تكليف وبعد إلغائه لشريعة موسى فقط بإيمانهم بأن المسيح هو مخلصهم وإنه إبن إله أو إله جاء ليتم قتله حتى يغفر الخطيئة لآدم . تبآ للبلاهة وبلآدة العقل . لقد نجح النصاب فى الضحك والنصب على النصارى الطماعين فى الملكوت . وخسر النصارى بأيمانهم هذا أنفسهم والملكوت
تعليق