السلام ورحمة الله وبركاته
مقدمة البحث :
من المعلوم بداهة عند علماء النقد النصى في الغرب والمتخصصين الموضوعيين ان نص التثليث المذكور في انجيل متى 28/19 ( إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس ) غير موجود قبل القرن الرابع , وبالتحديد عندما ظهر لأول مرة في المخطوطة السينائية .
لمزيد من البحث حول هذا الموضوع ارجو قراءة الرابط التالى مخطوطة تشيم توف العبرىة خالية من نص التثليث :
http://jesus-messiah.com/apologetics...hew-proof.html
وهذه ترجمة الرابط :
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=24697
ورابط اخونا التاعب :
https://alta3b.com/2016/02/07/mat28-19/
ولكن عبثا حاول بعض المدلسين منهم أن يثبتوا اصالة هذا النص واثبات وجوده من خلال كتابات الاباء الأوائل في رسائلهم ... وخصوا بالذكر القديس اغناطيوس الانطاكى لانه يعتبر اول واقدم قديس تتلمذ على يد رسل المسيح وبذلك فهو يختلف عن غيره من اباء الكنيسة الأولى اذ هو معدودا من الاباء الرسوليين الذين تلقوا العلم مباشرة من بولس وبطرس ويوحنا ... بل وذهب الشطط ببعضهم ان يزعمون ان اغناطيوس هذا هو نفسه الذى تحدث عنه يسوع في انجيل متى حينما كان لا يزال طفلا وقال (فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ . وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَمَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي ( متى 18 : 2- 5 )
يقول القمص تادرس يعقوب ملطى وهو يترجم لاغناطيوس في كتابه "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية " :
وُلد إغناتيوس (إجناتيوس، إجناطيوس) حوالي عام 30 م.، قيل أنه نشأ في سوريا. يرى البعض أنه الطفل الذي حمله السيد المسيح مقدمًا إياه مثلًا للتواضع (مت 18: 2-4).
إذ رأى الرسل فيه غيرته المتقدة رسموه أسقفًا على إنطاكية، وقد اختلف البعض في شخصية من سامه، فيرى البعض أن الرسول بولس هو من سام أغناطيوس على الأمم المتنصرين .......
https://st-takla.org/Saints/Coptic-O...Story_247.html
أما القمص اثناسيوس فهمى جورج في كتابه " مدخل الى علم الابائيات الباترولوجى " فقد ذكر نفس الكلام السابق معطيا تلميحا لذلك ان اغناطيوس قد لقب نفسه بلقب ( حامل الاله او الثيؤفورس ) :
أطلق القديس أغناطيوس لقب "حامل الإله" على نفسه لكنه لم يعطى لذلك تفسيرًا، فحسب التقليد كان هو ذلك الطفل الذي أقامه المسيح بين يديه كمثال للبراءة والصلاح (مت 1:18).
بل وقد ذكر هذا القمص في نفس الكتاب ان ( القديس أغناطيوس الأنطاكي (حامل الإله) هو أول أب ومعلم للكنيسة , وهو أول لاهوتي عظيم من بعد الرسل ... لم يكن أغناطيوس أول أب ومعلم للكنيسة فحسب بل كان أول كاتب كنسي يعتمد في تعاليمه اللاهوتية وكتاباته على استنارة وقيادة الروح القدس له )...
https://st-takla.org/books/fr-athnas.../egnatius.html
أقول : لذلك لا غرابة اذا ان نجد النصارى حينما يحاولون اثبات اصالة وجود نص التثليث المذكور في انجيل متى ان يلجأوا الى شخصية معتبرة مثله اغناطيوس حين يزعمون ان اغناطيوس تحدث عن التثليث في رسالته الى فيلادلفيا.. والنصارى حينما يفعلون ذلك فهم يفعلون ذلك لاسباب عدة منها انه من مواليد القرن الأول الميلادى بل قيل انه ولد قبل صلب المسيح المزعوم (ولد تقريبا سنة 30 ميلاديا ) , وانه تم سيامته اسقا على يد بولس الرسول , وانه عاصر تلاميذ المسيح وتلقى العلم عنهم .... فهو اول معلم واب للكنيسة بل وأول لاهوتى عظيم بعد الرسل ولا يوجد احد قبله تم سيامته اسقفا او كاهنا, وغيره من الاباء انما جاء بعده ....فهو اول الأباء على الاطلاق ......
وبذلك يكون الرجل مصدر ثقة , وانه ذكر نص التثليث الموجود في متى في كتاباته لانه كان معاصرا لكتبة الاناجيل وبالتالي سمع منهم هذا النص او قرأه بنفسه وأطلع عليه ... وان الاناجيل كانت متداولة في عصره ولم يحتاج الرجل أن يبحث في مخطوطات ... لانه كان معايشا لوحى كتبة الاناجيل مباشرة دون حواجز زمنية او مكانية ... وبالتالي فقد توافر للرجل ما لم يتوافر لغيره من الأباء اذ انه كان معاينا للكلمة ووحى الروح القدس لكتبة الاناجيل .
ولكن يبقى السؤال : هل فعلا في رسالته الى فيلادلفيا اقتبس اغناطيوس نص التثليث من انجيل متى مثلما يحاول النصارى ان يدلسوا ؟... والسؤال بطريقة أخرى اكثر شمولية : هل علم احد من أباء القرن الأول حقا اى شيء عن التثليث اوعن تعاليم الثالوث ؟.... ام ان هذا التعليم لم يظهر الا في أواخر القرن الثانى على يد أخرين ؟
هذا ما سنحاول الإجابة عنه بشكل مستفيض في هذا البحث ان شاء الله .
المبحث الأول:
اين اقتبس القديس اغناطيوس نص التثليث الموجود في متى ؟
يذكر النقاد المسيحيون ان القديس متى استشهد بنص التثليث الموجود في انجيل متى 28/19 ( اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس ) في رسالة كتبها الى اغناطيوس الى أهل فيلادلفيا ...وهو بحسب زعمهم يثبت اصالة تعاليم الثالوث . وان هذا التعليم ثابت في ذهن الرسل والاباء منذ القرن الأول الميلادى .. وانه ليس تعليم متأخر ... لذلك احتاجوا للبرهان على هذا الثالوث باللجوء الى كتابات اغناطيوس ورسالته الى فيلادلفيا التي وجدوا فيها استشهادا بهذا النص .
وبالفعل حين نبحث عن رسالة فيلادلفيا لاغناطيوس في الفصل التاسع وعنوانها :
Chapter IX.—The Old Testament is good: the New Testament is better.
العهد القديم جيد ولكن العهد الجديد افضل منه
نجد هذا الكلام نصا :
For those things which the prophets announced, saying, “Until He come for whom it is reserved, and He shall be the expectation of the Gentiles,”963 have been fulfilled in the Gospel, [our Lord saying,] “Go ye and teach all nations, baptizing them in the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Ghost.”
وترجمته:
من اجل هذا الاشياء التي اعلنها الانبياء قائلين " حتى جاء الذى من اجلهم كان محفوظا , وسيكون محط أنظار الأمم " وقد تحقق الكلام في الانجيل حين قال الرب " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس "
رابط رسالة فيلادلفيا من موسوعة اباء الكنيسة
http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.vi.ix.html
رابط من موقع اخر في موقع الانبا تكلا
https://st-takla.org/books/en/ecf/001/0010196.html
المبحث الثانى :
متى وأين كتب اغناطيوس رسائله خصوصا رسالة فيلادلفيا وما هي الظروف المحيطة به انذاك :
يقول القمص اثناسيوس فهمى جورج في كتابه مدخل الى علم الأباء الباترولوجى عن اغناطيوس :
أثناء الاضطهاد الذي شنه تراجان (98-117) الإمبراطور الروماني قبض عليه وحُكم عليه بالموت كفريسة للأسود في كولوسيوم روما. لا نعرف بالضبط متى كان هذا، لكن بالتأكيد بين عاميّ 107-117 م. وهكذا أقتيد أغناطيوس إلى روما محاطًا بالحراس الذين أطلق هو نفسه عليهم اسم "النمور" لسوء معاملتهم له. وفي أثناء رحلته هذه إلى روما توقف في مدن آسيا الصغرى فلادلفيا، سميرنا، طروادة .... أول من حدثنا عن نصوص هذه الرسائل هو بوليكاربوس أسقف سميرنا والتي أرسلها (ماعدا رسالة رومية) إلى أهل فيلبى (فيلبى 2:13).
https://st-takla.org/books/fr-athnas.../egnatius.html
أما تادرس يعقوب ملطى فقال في مصدره السابق :
خرج القديس في حراسة مشددة من عشرة جنود، وقد صاحبه اثنان من كنيسته هما فيلون وأغاتوبوس.
إذ رأى الجند حب الشعب له والتفافهم حوله عند رحيله تعمدوا الإساءة إليه ومعاملته بكل عنف وقسوة، حتى دعاهم بالفهود بالرغم من لطفه معهم، وما دفعه الشعب لهم كي يترفقوا بأسقفهم ... وصلوا إلى سميرنا حيث استقبله القديس بوليكربس أسقفها كما جاءت وفود كثيرة من كنائس أفسس وتراليا وماغنيزيا، فاستغل الفرصة وكتب رسائل لهذه الكنائس.
أبحر بالسفينة من سميرنا إلى ترواس، ليكتب القديس أيضًا ثلاث رسائل "إلى فيلادلفيا، وسميرنا، والقديس بوليكربس".
وقد تحدث اغناطيوس في هذا كله عن نفسه في رسالته الى روما حيث قال :
كما كتبَ في إحدى رسائله: "من سوريا إلى روما حاربتُ ضدَّ مُسوخٍ متوحِّشة، على الأرضِ وفي البحر، في الليلِ والنهار، ملزومًا بالبقاءِ بين عشرةِ نُمور، وبرفقةِ جنودٍ يَزدادونَ سوءًا وجفاءً كُلّما حاولوا إظهارَ اللُّطف" (من رسالة إغناطيوس إلى أهل روما)
https://www.antiochpatriarchate.org/ar/page/924/
قلت : فالرجل اذا كتب رسائله في وقت كان تحت نير الاسر واغلال الاعتقال التعذيب بأمر مباشر من الامبراطور الرومانى تراجان وجنوده الذين اقتادوه مقيدا الى روما . توقف الرجل اثناء رحلة التعذيب في سميرنا حيث كان بوليكاربوس اسقفا فيها ... كتب رسائله في ترواس بعد ان غادر سميرنا وهو في السفينة ومنها رسالته الى فيلادلفيا وأرسلها الى بوليكاربوس ... ونشر بوليكاربوس الرسائل بعد ان مات الرجل حيث أكد ذلك القمص اثناسيوس فهمى جورج في مصدره السابق .
يقدر عمر اغناطيوس حين كتب هذه الرسائل ب 87 عاما او اقل بقليل ...لانه ولد عام 30 ومات عام 117 او 107 في اقوال أخرى ... وهنا نتساءل :
1- ما الذى يثبت لنا ان بوليكاربوس لم يحرف في رسائل اغناطيوس لانه هو من نشرها عنه او انه ربما نسبها الي اغناطيوس زورا وبهتانا ؟
2- ما الذى يثبت لنا أساسا ان اغناطيوس كتب هذه الرسائل خصوصا انه كان في هذه السن الكبيرة وعمره المتقدم ( حوالى 80 سنة او اكثر ) خصوصا ان حراسه كانوا اشداء جدا معه ولم يتركوه لحظه بل انه وصفهم قائلا بانهم مثل الفهود والنمور كما قال تادرس ملطى : تعمدوا الإساءة إليه ومعاملته بكل عنف وقسوة، حتى دعاهم بالفهود ,وأكد اثناسيوس فهمى نفس الكلام فقال : وهكذا أقتيد أغناطيوس إلى روما محاطًا بالحراس الذين أطلق هو نفسه عليهم اسم "النمور" لسوء معاملتهم له.
فهل حراس بهذه الاوصاف تركوه يكتب حقا ... ولو انهم تركوه فهل هو من كتب بنفسه في هذا السن الطاعن حيث لا يقوى انسان ان يحمل جسده فضلا عن قلمه ؟ ام ان غيره هو من كتب رسائله ؟... ولو كان غيره هو الذى كتب له, فيا ترى من هو الذى كتبها بالنيابة عنه وما مقدار موثوقيته وأمانته ؟
المبحث الثالث :
هل كل رسائل اغناطيوس اصلية وهل رسالة فيلادلفيا من ضمن الرسائل الاصلية ام المزورة ؟
يقول اثناسيوس فهمى جورج :
كتب القديس أغناطيوس سبعة رسائل في أواخر أيام حياته:
* والرسائل هي: الرسائل إلى أهل أفسس، إلى مغنيسية، إلى ترالة، وإلى أهل رومية كُتبت من سميرنا (أزمير).
أما الرسائل إلى فلادلفيا وسميرنا والرسالة إلى بوليكاربوس فكُتبت من طروادة (ترواس).
* أول من حدثنا عن نصوص هذه الرسائل هو بوليكاربوس أسقف سميرنا والتي أرسلها (ماعدا رسالة رومية) إلى أهل فيلبى (فيلبى 2:13).
* وهناك رسائل أخرى تنسب إلى القديس أغناطيوس، ولكنها ترجع إلى القرن الرابع وليست من كتاباته.
https://st-takla.org/books/fr-athnas.../egnatius.html
الرسائل السبعة التي تُعتبر أصلية حيث ذكرها يوسابيوس المؤرخ الكنسي المعروف في النصف الأول للقرن الرابع هي :
https://en.wikipedia.org/wiki/Ignatius_of_Antioch
الرسالة إلى أهل أفسس Ephesus
الرسالة إلى أهل ماجنيسية Magnesia
الرسالة إلى أهل قيصرية Trales
الرسالة إلى أهل روما Roma
الرسالة إلى أهل فيلادلفيا Philadelphia
الرسالة إلى أهل سميرنة Smyrna
الرسالة إلى بوليكاربوس أسقف سميرنة
في القرن الخامس الميلادي زيد في مجموعته الأصلية برسائل زائفة، كما أن بعض الرسائل الأصلية بُدلت بالدس فيها، الدس الذي أُدخل فيها لتجنيد إغناطيوس بعد وفاته كشاهد على النزاعات اللاهوتية في ذلك العصر
رسائل إغناطيوس المزيفة:
الرسالة إلى أهل طرسوس Epistle to the Tarsians
الرسالة إلى أهل انطاكيا Epistle to the Antiochians
الرسالة إلى هيرو، الشماس في أنطاكيا Epistle to Hero, a Deacon of Antioch
الرسالة إلى اهل فيلبي Epistle to the Philippians
رسالة ماريا المتنصرة حديثاً إلى إغناطيوس The Epistle of Maria the Proselyte to Ignatius
الرسالة إلى مريم في نيابوليس، زاربوس Epistle to Mary at Neapolis, Zarbus
الرسالة الأولى إلى القديس يوحنا First Epistle to St. John
الرسالة الثانية إلى القديس يوحنا Second Epistle to St. John
رسالة إغناطيوس إلى العذراء مريم.
قلت وهذا دليل قاطع ان الرجل تم تزوير بعض الرسائل باسمه تنتمى للقرن الرابع الميلادى ... او القرن الخامس
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5...8A%D9%88%D8%B3
وقد وصل الامر بشخصية كنيسة مثل" وييلام كيللين دول "في كتاب" الرسائل الاغناطية مزيفة بالكامل " : Killen, William Dool (1886), The Ignatian epistles entirely spurious: A reply to the Right Rev. Dr. Lightfoot (PDF), Edinburgh: T. & T. Clark ان ينقل عنه لايتفوت وكلارك قائلين :
Writing in 1886, Presbyterian minister and church historian William Dool Killen asserted none of the Ignatian epistles were authentic. Instead, he argued that Callixtus, bishop of Rome, pseudepigraphically wrote the letters around 220 CE to garner support for a monarchical episcopate, modeling the renowned Saint Ignatius after his own life to give precedent for his own authority.[18]:137 Killen contrasted this episcopal polity with the presbyterian polity in the writings of Polycarp
وترجمته : كتب الوزير المشيخى والمؤرخ الكنسي ويليام دوول كيللين عام 1886 ان أيا من رسائل اغناطيوس يعتبر رسائل اصلية . بل انه جادل بأن كالكستوس اسقف روما هو من كتبها منتحلا اسم اغناطيوس حوالى عام 220 ميلاديا لكى يحشد الدعم والتأييد للاسقفية الملكية , مستغلا شهرة اغناطيوس بعد وفاته وذلك لكى يدعم سلطاته بشكل يظهرها بانها قديمة ومؤصلة حيث قارن كيللين بين السلطة الأسقفية هذه وبين السلطة المشيخية في كتابات بوليكاربوس .
اما موقع تشاف الشهير المعروف باسم اباء الكنيسة فقد قال عن الرسائل المزورة :
It is now the universal opinion of critics, that the first eight of these professedly Ignatian letters are spurious. They bear in themselves indubitable proofs of being the production of a later age than that in which Ignatius lived. Neither Eusebius nor Jerome makes the least reference to them; and they are now by common consent set aside as forgeries, which were at various dates, and to serve special purposes, put forth under the name of the celebrated Bishop of Antioch.
وترجمته : هناك رأى عالمى سائد بين النقاد ان الرسائل الثمانية مزورة ,فهى تحمل في داخلها دلائل الشك كونها تمت كتابتها في عصر متأخر عن الذى عاش فيه اغناطيوس . فلا يوسابيوس ولا جيروم اشارا الى هذه الرسائل ابدا وهناك توافق عام بأنها مزورة وتمت كتابتها من اجل ان تخدم أغراض معينة تحت اسم اغناطيوس اسقف انطاكية .
http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.i.html/
قلت : اذا الرسائل المذكورة المقطوع باصالتها ( هذا الموضوع يحتاج أيضا بحث ولكن ليس هذا مقامه الان ) هي سبع رسائل منها رسالة فيلادليفا التي ورد فيها فيها نص التثليث الموجود في انجيل متى ... وهناك رسائل أخرى عددها ثمانية او تسعة مزورة ومدسوسة باسم الرجل ....
المبحث الرابع :
كيف وصلت لنا رسائل اغناطيوس وما هي نظرية المجموعات ؟
وصلت لنا رسائله في ثلاث مجموعات: القصيرة والطويلة والمختصرة. والقصيرة هي الأصلية، وقد حفظت لنا مخطوطة يونانية (القرن الثاني) هذه الرسائل ولا تشمتمل على الرسالة إلى الرومانيين، وأقدم نص يحفظ لنا هذه الرسالة يعود للقرن العاشر. وفي القرن الرابع قام من عُني بها وحرفها فأضاف إليها وجعلها مجموعات تشمل ثلاثة عشر رسالة بدلاً من سبع. فجاء بها علاوةً على الرسائل إلى كنائس: أفسس ومغنيسية وترّلة ورومية وفيلدلفية وأزمير وبوليكاربوس رسائل إلى أنطاكية وطرسوس وفيلبي وهيرون ومريم الكبسولة ورسالة هذه الأخيرة إلى أغناطيوس. وظلت هذه الرسائل موضوع جدل بين علماء الكتاب المقدس والإنجيليين. فقال البعض أنها مزورة، والبعض الآخر صحيحة. ثم جاء Lightfool و Haranck وZahn وFunk ووفّقوا باثبات صحتها بالأدلة الداخلية والخارجية وسكت جميع القائلين بتزويرها. وأصبحت هذه الرسائل من أفضل ما تبقى من آثار الآباء الأولين.
http://www.orthodoxonline.org/theolo...ioch#gsc.tab=0
فرسائل اغناطيوس وصلت للعالم في ثلاث مجموعات قصيرة وطويلة ومختصرة .. ولكن الاصلى منها والذى من المفترض انه كتب بخط اغناطيوس نفسه هو الرسائل القصيرة وان الرسائل المطولة والمختصرة الموجودة اليوم هي مجرد تنقيحات وشروحات أضيفت على النص الاصلى القصير .
we possess two Greek recensions, a shorter and a longer It is plain that one or other of these exhibits a corrupt text, and
scholars have for the most part agreed to accept the shorter form as representing thegenuine letters of Ignatius.
نحن لدينا نسختين من التنقيحات باللغة اليونانية , قصير وطويل . من الواضح جدا ان احدى هاتان التنقيحتان فاسدتان ولكن العلماء والدارسين اجمعوا ان الرسائل القصيرة تمثل الصورة الاصلية لكتابات اغناطيوس.
Archp. Usher (1644), Isaac Vossius (1646), J. B. Cotelerius (1672), Dr. T. Smith (I709), and others,… came to be generally accepted in their shorter form as the genuine writings of Ignatius.
كلا من اوتشر ( 1644) , اسحق فوزيوس ( 1646 ) , جى بى كوتلريوس ( 1672) , دكتور تى سميث ( 1709) وغيرهم وصلوا بصفة عامة الى ان النص القصير هو النص الاصلى لكتابات اغناطيوس .
But although the shorter form of the Ignatian letters had been generally accepted in preference to the longer, there was still a pretty prevalent opinion among scholars, that even it could not be regarded as absolutely free from interpolations, or as of undoubted authenticity. Thus said Lardner, in his Credibility of the Gospel History (1743): “have carefully compared the two editions, and am very well satisfied, upon that comparison, that the larger are an interpolation of the smaller, and not the smaller an epitome or abridgment of the larger. ….”
وبالرغم من قبول النصوص القصيرة لاغناطيوس باعتبارها النصوص الاصلية عوضا عن الرسائل المطولة , الا انه كان هناك رأى سائد بين الدارسن المتخصصين انه حتى النصوص القصيرة لرسائل اغناطيوس قد لا تخلو من التحريف والدس . وهذا ماذكره لاردنر في كتابه تاريخ الاناجيل عام 1743 حيق قال " لقد قارنت بين النصين وانى اشعر بالرضاء التام إزاء هذه المقارنة ان أقول بكل الرضا بأن النص المطول هو مدسوس على النص الأصغر وليس النص الأصغر منحول او ماخوذ من النص الأطول ..
This expression of uncertainty was repeated in substance by Jortin (1751), Mosheim (1755), Griesbach (1768), Rosenmüller (1795), Neander (1826), and many others; some going so far as to deny that we have any authentic remains of Ignatius at all, while others, though admitting the seven shorter letters as being probably his, yet strongly suspected that they were not free from interpolation.
إن هذا الشعور بالشك والحيرة ورد أيضا في كتابات جورتين (1751) , وموشيم (1755) , وجريسباخ (1768) , وروزنموللر (1795) , وياندر (1826) , وغيرهم الكثير ... بل ذهب البعض بعيدا جدا الى حد انكار انه يوجد اى شيء اصلى من كتابات اغناطيوس باقية من الأساس , بينما البعض الاخر بالرغم من ذلك يقرون بأن الرسال السبع القصيرة ربما من المحتمل ان تكون فعلا من كتاباته ولكنهم يشكون انها لم تكن خالية تماما هي الاخرى من التحريف .
راجع : http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.i.html/
وخلاصة هذا المبحث ان رسائل اغناطيوس جاءت في اكثر من صورة قصيرة وطويلة وان النص الاصلى لاغناطيوس هو الرسائل القصيرة بينما الرسائل الطويلة المتداولة اليوم ليست الا محض تحريف مدسوس باسم اغناطيوس .
المبحث الخامس والأخير:
هل نص التثليث الموجود في انجيل متى 28 / 19ذكره اغناطيوس في الرسائل الطويلة المحرفة ام في النص الاصلى القصير ؟
اما وقد اثبتنا ان رسائل اغناطيوس هي ما بين طويل محرف , وما بين اصيل قصير ,, الا انه يبقى الإجابة على سؤال البحث :
هل نص التثليث الذى وجد في كتابات اغناطيوس والمزعوم بانه مقتبس من انجيل متى 28/ 19 .. هل هذا نص موجود في رسائل اغناطيوس المطولة المضاف عليها شروحات وتنقيحات ام في رسائله القصيرة المحكوم عليها بالاصالة والدقة ؟
في الواقع وبدون اى شك نقول ان نص التثليث الوارد في رسالة اغناطيوس الى اهل فيلادلفيا ... هو موجود في النص المضاف اليه تنقيحات وزيادات interpolation وليس من ضمن كلام اغناطيوس الاصلى الوارد في رسائله القصيرة .. ولكى نتاكد من هذا الكلام يجب علينا ان نضع رابط بالنصوص المطولة المزيدة والمنقحة والمضاف اليها شروحات ليست من كلام اغناطيوس .. ورابط اخر لنص الرسالة القصيرة الاصلى الخالى من اية إضافات او اقحامات مدسوسة بين ثناياها .
رابط النص المطول مضاف اليه نص التثليث من موسوعة الاباء الرسوليين
http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.vi.ix.html
وهذا الموقع لا يحتوى على رسائل اغناطيوس المطولة المقحوم اليها كلام لم يكتبه اغناطيوس فحسب بل يحتوى أيضا على نص رسائل اغناطيوس الثمانية الأخرى المزورة التي أضيفت لاحقا تحت اسمه في القرن الرابع او الخامس...
علما بان هذا الموقع نفسه هو الذى حكم على الرسائل المطولة الاغناطيوس بحتمية التحريف والدس والزيادات غير الاصلية : وتستطيع ان تجد هذا التأكيد هنا :
http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.i.html
اما النص الاصلى الغير مضاف والغير منقح والغير محرف اواقحم عليه كتابات لم يقلها اغناطيوس ... والذى لا يوجد به بتاتا نص التثليث المزعوم ... فهو موجود في هذا الرابط:
http://www.newadvent.org/fathers/0108.htm
والان انقل لكم نص رسالة اغناطيوس الى فيلادلفيا بدون اى تحريف او تزوير وهو خالي من نص التثليث المزعوم كما هو موجود في الرابط أعلاه في الفصل التاسع :
Chapter 9. The Old Testament is good: the New Testament is better
The priests indeed are good, but the High Priest is better; to whom the holy of holies has been committed, and who alone has been trusted with the secrets of God. He is the door of the Father, by which enter in Abraham, and Isaac, and Jacob, and the prophets, and the apostles, and the Church. All these have for their object the attaining to the unity of God. But the Gospel possesses something transcendent [above the former dispensation], viz., the appearance of our Lord Jesus Christ, His passion and resurrection. For the beloved prophets announced Him, but the Gospel is the perfection of immortality. All these things are good together, if you believe in love.
وهو كما نرى خال تماما من اى ذكر او إشارة من قريب او بعيد لنص التثليث الوارد في الرسالة المطولة المنقحة المحرفة " , our Lord saying,] “Go ye and teach all nations, baptizing them in the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Ghost .
خلاصة البحث وخاتمته :
1- اغناطيوس هو اول اباء الكنيسة على الاطلاق الذين تتلمذوا على يد رسل المسيح
2- اغناطيوس كتب سبع رسائل اصلية ( ما زال هذا الامر محل نظر من الدارسين ) وثمانية مزورة تنتمى للقرن الرابع او الخامس
3- رسالة فيلادليفيا وهى التي ورد فيها نص التثليث المزعوم هي من ضمن الرسائل السبعة الاصلية وليست من ضمن الرسائل الثمانية المزورة التي تنتمى للقرن الرابع او الخامس
4- كل رسائل اغناطيوس السبعة الاصلية تأتى اما في صورة طويلة او قصيرة او مختصرة
5- رسائل اغناطيوس القصيرة هي فقط الاصلية اما المطولة والمختصرة فهى محرفة ومدسوس عليها كلام لم يكتبه اغناطيوس نفسه بل هي من وضع اخرين
6- نص التثليث المزعوم بأن اغناطيوس اقتبسه من متى لا يوجد في النص القصير الاصلى وانما يوجد في النص المطول المحرف
وبذلك نكون قد اثبتنا ان اول واهم اباء القرن الأول الميلادى لم يعرف شيء عن تعاليم الثالوث وان ما هو موجود في كتاباته بخصوص الثالوث فقد تم دسه عمدا عن طريق اخرين وان الرجل بريء جدا من هذا الفكر ومن هذه الاساطير الوثنية القديمة ...
ويظل سؤالنا قائم: .. هل يوجد احد من اباء القرن الأول الميلادى المسيحى ذكر اى شيء عن تعاليم الثالوث في اى كتابات له .... ؟. لو كانت عندكم إجابة فلتتكرموا بها علينا اذا ....
تم بحمد لله
رابط اخر يمكن الاستفادة منه في هذا الامر :
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=10622
مقدمة البحث :
من المعلوم بداهة عند علماء النقد النصى في الغرب والمتخصصين الموضوعيين ان نص التثليث المذكور في انجيل متى 28/19 ( إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس ) غير موجود قبل القرن الرابع , وبالتحديد عندما ظهر لأول مرة في المخطوطة السينائية .
لمزيد من البحث حول هذا الموضوع ارجو قراءة الرابط التالى مخطوطة تشيم توف العبرىة خالية من نص التثليث :
http://jesus-messiah.com/apologetics...hew-proof.html
وهذه ترجمة الرابط :
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=24697
ورابط اخونا التاعب :
https://alta3b.com/2016/02/07/mat28-19/
ولكن عبثا حاول بعض المدلسين منهم أن يثبتوا اصالة هذا النص واثبات وجوده من خلال كتابات الاباء الأوائل في رسائلهم ... وخصوا بالذكر القديس اغناطيوس الانطاكى لانه يعتبر اول واقدم قديس تتلمذ على يد رسل المسيح وبذلك فهو يختلف عن غيره من اباء الكنيسة الأولى اذ هو معدودا من الاباء الرسوليين الذين تلقوا العلم مباشرة من بولس وبطرس ويوحنا ... بل وذهب الشطط ببعضهم ان يزعمون ان اغناطيوس هذا هو نفسه الذى تحدث عنه يسوع في انجيل متى حينما كان لا يزال طفلا وقال (فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ . وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَمَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي ( متى 18 : 2- 5 )
يقول القمص تادرس يعقوب ملطى وهو يترجم لاغناطيوس في كتابه "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية " :
وُلد إغناتيوس (إجناتيوس، إجناطيوس) حوالي عام 30 م.، قيل أنه نشأ في سوريا. يرى البعض أنه الطفل الذي حمله السيد المسيح مقدمًا إياه مثلًا للتواضع (مت 18: 2-4).
إذ رأى الرسل فيه غيرته المتقدة رسموه أسقفًا على إنطاكية، وقد اختلف البعض في شخصية من سامه، فيرى البعض أن الرسول بولس هو من سام أغناطيوس على الأمم المتنصرين .......
https://st-takla.org/Saints/Coptic-O...Story_247.html
أما القمص اثناسيوس فهمى جورج في كتابه " مدخل الى علم الابائيات الباترولوجى " فقد ذكر نفس الكلام السابق معطيا تلميحا لذلك ان اغناطيوس قد لقب نفسه بلقب ( حامل الاله او الثيؤفورس ) :
أطلق القديس أغناطيوس لقب "حامل الإله" على نفسه لكنه لم يعطى لذلك تفسيرًا، فحسب التقليد كان هو ذلك الطفل الذي أقامه المسيح بين يديه كمثال للبراءة والصلاح (مت 1:18).
بل وقد ذكر هذا القمص في نفس الكتاب ان ( القديس أغناطيوس الأنطاكي (حامل الإله) هو أول أب ومعلم للكنيسة , وهو أول لاهوتي عظيم من بعد الرسل ... لم يكن أغناطيوس أول أب ومعلم للكنيسة فحسب بل كان أول كاتب كنسي يعتمد في تعاليمه اللاهوتية وكتاباته على استنارة وقيادة الروح القدس له )...
https://st-takla.org/books/fr-athnas.../egnatius.html
أقول : لذلك لا غرابة اذا ان نجد النصارى حينما يحاولون اثبات اصالة وجود نص التثليث المذكور في انجيل متى ان يلجأوا الى شخصية معتبرة مثله اغناطيوس حين يزعمون ان اغناطيوس تحدث عن التثليث في رسالته الى فيلادلفيا.. والنصارى حينما يفعلون ذلك فهم يفعلون ذلك لاسباب عدة منها انه من مواليد القرن الأول الميلادى بل قيل انه ولد قبل صلب المسيح المزعوم (ولد تقريبا سنة 30 ميلاديا ) , وانه تم سيامته اسقا على يد بولس الرسول , وانه عاصر تلاميذ المسيح وتلقى العلم عنهم .... فهو اول معلم واب للكنيسة بل وأول لاهوتى عظيم بعد الرسل ولا يوجد احد قبله تم سيامته اسقفا او كاهنا, وغيره من الاباء انما جاء بعده ....فهو اول الأباء على الاطلاق ......
وبذلك يكون الرجل مصدر ثقة , وانه ذكر نص التثليث الموجود في متى في كتاباته لانه كان معاصرا لكتبة الاناجيل وبالتالي سمع منهم هذا النص او قرأه بنفسه وأطلع عليه ... وان الاناجيل كانت متداولة في عصره ولم يحتاج الرجل أن يبحث في مخطوطات ... لانه كان معايشا لوحى كتبة الاناجيل مباشرة دون حواجز زمنية او مكانية ... وبالتالي فقد توافر للرجل ما لم يتوافر لغيره من الأباء اذ انه كان معاينا للكلمة ووحى الروح القدس لكتبة الاناجيل .
ولكن يبقى السؤال : هل فعلا في رسالته الى فيلادلفيا اقتبس اغناطيوس نص التثليث من انجيل متى مثلما يحاول النصارى ان يدلسوا ؟... والسؤال بطريقة أخرى اكثر شمولية : هل علم احد من أباء القرن الأول حقا اى شيء عن التثليث اوعن تعاليم الثالوث ؟.... ام ان هذا التعليم لم يظهر الا في أواخر القرن الثانى على يد أخرين ؟
هذا ما سنحاول الإجابة عنه بشكل مستفيض في هذا البحث ان شاء الله .
المبحث الأول:
اين اقتبس القديس اغناطيوس نص التثليث الموجود في متى ؟
يذكر النقاد المسيحيون ان القديس متى استشهد بنص التثليث الموجود في انجيل متى 28/19 ( اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس ) في رسالة كتبها الى اغناطيوس الى أهل فيلادلفيا ...وهو بحسب زعمهم يثبت اصالة تعاليم الثالوث . وان هذا التعليم ثابت في ذهن الرسل والاباء منذ القرن الأول الميلادى .. وانه ليس تعليم متأخر ... لذلك احتاجوا للبرهان على هذا الثالوث باللجوء الى كتابات اغناطيوس ورسالته الى فيلادلفيا التي وجدوا فيها استشهادا بهذا النص .
وبالفعل حين نبحث عن رسالة فيلادلفيا لاغناطيوس في الفصل التاسع وعنوانها :
Chapter IX.—The Old Testament is good: the New Testament is better.
العهد القديم جيد ولكن العهد الجديد افضل منه
نجد هذا الكلام نصا :
For those things which the prophets announced, saying, “Until He come for whom it is reserved, and He shall be the expectation of the Gentiles,”963 have been fulfilled in the Gospel, [our Lord saying,] “Go ye and teach all nations, baptizing them in the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Ghost.”
وترجمته:
من اجل هذا الاشياء التي اعلنها الانبياء قائلين " حتى جاء الذى من اجلهم كان محفوظا , وسيكون محط أنظار الأمم " وقد تحقق الكلام في الانجيل حين قال الرب " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس "
رابط رسالة فيلادلفيا من موسوعة اباء الكنيسة
http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.vi.ix.html
رابط من موقع اخر في موقع الانبا تكلا
https://st-takla.org/books/en/ecf/001/0010196.html
المبحث الثانى :
متى وأين كتب اغناطيوس رسائله خصوصا رسالة فيلادلفيا وما هي الظروف المحيطة به انذاك :
يقول القمص اثناسيوس فهمى جورج في كتابه مدخل الى علم الأباء الباترولوجى عن اغناطيوس :
أثناء الاضطهاد الذي شنه تراجان (98-117) الإمبراطور الروماني قبض عليه وحُكم عليه بالموت كفريسة للأسود في كولوسيوم روما. لا نعرف بالضبط متى كان هذا، لكن بالتأكيد بين عاميّ 107-117 م. وهكذا أقتيد أغناطيوس إلى روما محاطًا بالحراس الذين أطلق هو نفسه عليهم اسم "النمور" لسوء معاملتهم له. وفي أثناء رحلته هذه إلى روما توقف في مدن آسيا الصغرى فلادلفيا، سميرنا، طروادة .... أول من حدثنا عن نصوص هذه الرسائل هو بوليكاربوس أسقف سميرنا والتي أرسلها (ماعدا رسالة رومية) إلى أهل فيلبى (فيلبى 2:13).
https://st-takla.org/books/fr-athnas.../egnatius.html
أما تادرس يعقوب ملطى فقال في مصدره السابق :
خرج القديس في حراسة مشددة من عشرة جنود، وقد صاحبه اثنان من كنيسته هما فيلون وأغاتوبوس.
إذ رأى الجند حب الشعب له والتفافهم حوله عند رحيله تعمدوا الإساءة إليه ومعاملته بكل عنف وقسوة، حتى دعاهم بالفهود بالرغم من لطفه معهم، وما دفعه الشعب لهم كي يترفقوا بأسقفهم ... وصلوا إلى سميرنا حيث استقبله القديس بوليكربس أسقفها كما جاءت وفود كثيرة من كنائس أفسس وتراليا وماغنيزيا، فاستغل الفرصة وكتب رسائل لهذه الكنائس.
أبحر بالسفينة من سميرنا إلى ترواس، ليكتب القديس أيضًا ثلاث رسائل "إلى فيلادلفيا، وسميرنا، والقديس بوليكربس".
وقد تحدث اغناطيوس في هذا كله عن نفسه في رسالته الى روما حيث قال :
كما كتبَ في إحدى رسائله: "من سوريا إلى روما حاربتُ ضدَّ مُسوخٍ متوحِّشة، على الأرضِ وفي البحر، في الليلِ والنهار، ملزومًا بالبقاءِ بين عشرةِ نُمور، وبرفقةِ جنودٍ يَزدادونَ سوءًا وجفاءً كُلّما حاولوا إظهارَ اللُّطف" (من رسالة إغناطيوس إلى أهل روما)
https://www.antiochpatriarchate.org/ar/page/924/
قلت : فالرجل اذا كتب رسائله في وقت كان تحت نير الاسر واغلال الاعتقال التعذيب بأمر مباشر من الامبراطور الرومانى تراجان وجنوده الذين اقتادوه مقيدا الى روما . توقف الرجل اثناء رحلة التعذيب في سميرنا حيث كان بوليكاربوس اسقفا فيها ... كتب رسائله في ترواس بعد ان غادر سميرنا وهو في السفينة ومنها رسالته الى فيلادلفيا وأرسلها الى بوليكاربوس ... ونشر بوليكاربوس الرسائل بعد ان مات الرجل حيث أكد ذلك القمص اثناسيوس فهمى جورج في مصدره السابق .
يقدر عمر اغناطيوس حين كتب هذه الرسائل ب 87 عاما او اقل بقليل ...لانه ولد عام 30 ومات عام 117 او 107 في اقوال أخرى ... وهنا نتساءل :
1- ما الذى يثبت لنا ان بوليكاربوس لم يحرف في رسائل اغناطيوس لانه هو من نشرها عنه او انه ربما نسبها الي اغناطيوس زورا وبهتانا ؟
2- ما الذى يثبت لنا أساسا ان اغناطيوس كتب هذه الرسائل خصوصا انه كان في هذه السن الكبيرة وعمره المتقدم ( حوالى 80 سنة او اكثر ) خصوصا ان حراسه كانوا اشداء جدا معه ولم يتركوه لحظه بل انه وصفهم قائلا بانهم مثل الفهود والنمور كما قال تادرس ملطى : تعمدوا الإساءة إليه ومعاملته بكل عنف وقسوة، حتى دعاهم بالفهود ,وأكد اثناسيوس فهمى نفس الكلام فقال : وهكذا أقتيد أغناطيوس إلى روما محاطًا بالحراس الذين أطلق هو نفسه عليهم اسم "النمور" لسوء معاملتهم له.
فهل حراس بهذه الاوصاف تركوه يكتب حقا ... ولو انهم تركوه فهل هو من كتب بنفسه في هذا السن الطاعن حيث لا يقوى انسان ان يحمل جسده فضلا عن قلمه ؟ ام ان غيره هو من كتب رسائله ؟... ولو كان غيره هو الذى كتب له, فيا ترى من هو الذى كتبها بالنيابة عنه وما مقدار موثوقيته وأمانته ؟
المبحث الثالث :
هل كل رسائل اغناطيوس اصلية وهل رسالة فيلادلفيا من ضمن الرسائل الاصلية ام المزورة ؟
يقول اثناسيوس فهمى جورج :
كتب القديس أغناطيوس سبعة رسائل في أواخر أيام حياته:
* والرسائل هي: الرسائل إلى أهل أفسس، إلى مغنيسية، إلى ترالة، وإلى أهل رومية كُتبت من سميرنا (أزمير).
أما الرسائل إلى فلادلفيا وسميرنا والرسالة إلى بوليكاربوس فكُتبت من طروادة (ترواس).
* أول من حدثنا عن نصوص هذه الرسائل هو بوليكاربوس أسقف سميرنا والتي أرسلها (ماعدا رسالة رومية) إلى أهل فيلبى (فيلبى 2:13).
* وهناك رسائل أخرى تنسب إلى القديس أغناطيوس، ولكنها ترجع إلى القرن الرابع وليست من كتاباته.
https://st-takla.org/books/fr-athnas.../egnatius.html
الرسائل السبعة التي تُعتبر أصلية حيث ذكرها يوسابيوس المؤرخ الكنسي المعروف في النصف الأول للقرن الرابع هي :
https://en.wikipedia.org/wiki/Ignatius_of_Antioch
الرسالة إلى أهل أفسس Ephesus
الرسالة إلى أهل ماجنيسية Magnesia
الرسالة إلى أهل قيصرية Trales
الرسالة إلى أهل روما Roma
الرسالة إلى أهل فيلادلفيا Philadelphia
الرسالة إلى أهل سميرنة Smyrna
الرسالة إلى بوليكاربوس أسقف سميرنة
في القرن الخامس الميلادي زيد في مجموعته الأصلية برسائل زائفة، كما أن بعض الرسائل الأصلية بُدلت بالدس فيها، الدس الذي أُدخل فيها لتجنيد إغناطيوس بعد وفاته كشاهد على النزاعات اللاهوتية في ذلك العصر
رسائل إغناطيوس المزيفة:
الرسالة إلى أهل طرسوس Epistle to the Tarsians
الرسالة إلى أهل انطاكيا Epistle to the Antiochians
الرسالة إلى هيرو، الشماس في أنطاكيا Epistle to Hero, a Deacon of Antioch
الرسالة إلى اهل فيلبي Epistle to the Philippians
رسالة ماريا المتنصرة حديثاً إلى إغناطيوس The Epistle of Maria the Proselyte to Ignatius
الرسالة إلى مريم في نيابوليس، زاربوس Epistle to Mary at Neapolis, Zarbus
الرسالة الأولى إلى القديس يوحنا First Epistle to St. John
الرسالة الثانية إلى القديس يوحنا Second Epistle to St. John
رسالة إغناطيوس إلى العذراء مريم.
قلت وهذا دليل قاطع ان الرجل تم تزوير بعض الرسائل باسمه تنتمى للقرن الرابع الميلادى ... او القرن الخامس
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5...8A%D9%88%D8%B3
وقد وصل الامر بشخصية كنيسة مثل" وييلام كيللين دول "في كتاب" الرسائل الاغناطية مزيفة بالكامل " : Killen, William Dool (1886), The Ignatian epistles entirely spurious: A reply to the Right Rev. Dr. Lightfoot (PDF), Edinburgh: T. & T. Clark ان ينقل عنه لايتفوت وكلارك قائلين :
Writing in 1886, Presbyterian minister and church historian William Dool Killen asserted none of the Ignatian epistles were authentic. Instead, he argued that Callixtus, bishop of Rome, pseudepigraphically wrote the letters around 220 CE to garner support for a monarchical episcopate, modeling the renowned Saint Ignatius after his own life to give precedent for his own authority.[18]:137 Killen contrasted this episcopal polity with the presbyterian polity in the writings of Polycarp
وترجمته : كتب الوزير المشيخى والمؤرخ الكنسي ويليام دوول كيللين عام 1886 ان أيا من رسائل اغناطيوس يعتبر رسائل اصلية . بل انه جادل بأن كالكستوس اسقف روما هو من كتبها منتحلا اسم اغناطيوس حوالى عام 220 ميلاديا لكى يحشد الدعم والتأييد للاسقفية الملكية , مستغلا شهرة اغناطيوس بعد وفاته وذلك لكى يدعم سلطاته بشكل يظهرها بانها قديمة ومؤصلة حيث قارن كيللين بين السلطة الأسقفية هذه وبين السلطة المشيخية في كتابات بوليكاربوس .
اما موقع تشاف الشهير المعروف باسم اباء الكنيسة فقد قال عن الرسائل المزورة :
It is now the universal opinion of critics, that the first eight of these professedly Ignatian letters are spurious. They bear in themselves indubitable proofs of being the production of a later age than that in which Ignatius lived. Neither Eusebius nor Jerome makes the least reference to them; and they are now by common consent set aside as forgeries, which were at various dates, and to serve special purposes, put forth under the name of the celebrated Bishop of Antioch.
وترجمته : هناك رأى عالمى سائد بين النقاد ان الرسائل الثمانية مزورة ,فهى تحمل في داخلها دلائل الشك كونها تمت كتابتها في عصر متأخر عن الذى عاش فيه اغناطيوس . فلا يوسابيوس ولا جيروم اشارا الى هذه الرسائل ابدا وهناك توافق عام بأنها مزورة وتمت كتابتها من اجل ان تخدم أغراض معينة تحت اسم اغناطيوس اسقف انطاكية .
http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.i.html/
قلت : اذا الرسائل المذكورة المقطوع باصالتها ( هذا الموضوع يحتاج أيضا بحث ولكن ليس هذا مقامه الان ) هي سبع رسائل منها رسالة فيلادليفا التي ورد فيها فيها نص التثليث الموجود في انجيل متى ... وهناك رسائل أخرى عددها ثمانية او تسعة مزورة ومدسوسة باسم الرجل ....
المبحث الرابع :
كيف وصلت لنا رسائل اغناطيوس وما هي نظرية المجموعات ؟
وصلت لنا رسائله في ثلاث مجموعات: القصيرة والطويلة والمختصرة. والقصيرة هي الأصلية، وقد حفظت لنا مخطوطة يونانية (القرن الثاني) هذه الرسائل ولا تشمتمل على الرسالة إلى الرومانيين، وأقدم نص يحفظ لنا هذه الرسالة يعود للقرن العاشر. وفي القرن الرابع قام من عُني بها وحرفها فأضاف إليها وجعلها مجموعات تشمل ثلاثة عشر رسالة بدلاً من سبع. فجاء بها علاوةً على الرسائل إلى كنائس: أفسس ومغنيسية وترّلة ورومية وفيلدلفية وأزمير وبوليكاربوس رسائل إلى أنطاكية وطرسوس وفيلبي وهيرون ومريم الكبسولة ورسالة هذه الأخيرة إلى أغناطيوس. وظلت هذه الرسائل موضوع جدل بين علماء الكتاب المقدس والإنجيليين. فقال البعض أنها مزورة، والبعض الآخر صحيحة. ثم جاء Lightfool و Haranck وZahn وFunk ووفّقوا باثبات صحتها بالأدلة الداخلية والخارجية وسكت جميع القائلين بتزويرها. وأصبحت هذه الرسائل من أفضل ما تبقى من آثار الآباء الأولين.
http://www.orthodoxonline.org/theolo...ioch#gsc.tab=0
فرسائل اغناطيوس وصلت للعالم في ثلاث مجموعات قصيرة وطويلة ومختصرة .. ولكن الاصلى منها والذى من المفترض انه كتب بخط اغناطيوس نفسه هو الرسائل القصيرة وان الرسائل المطولة والمختصرة الموجودة اليوم هي مجرد تنقيحات وشروحات أضيفت على النص الاصلى القصير .
we possess two Greek recensions, a shorter and a longer It is plain that one or other of these exhibits a corrupt text, and
scholars have for the most part agreed to accept the shorter form as representing thegenuine letters of Ignatius.
نحن لدينا نسختين من التنقيحات باللغة اليونانية , قصير وطويل . من الواضح جدا ان احدى هاتان التنقيحتان فاسدتان ولكن العلماء والدارسين اجمعوا ان الرسائل القصيرة تمثل الصورة الاصلية لكتابات اغناطيوس.
Archp. Usher (1644), Isaac Vossius (1646), J. B. Cotelerius (1672), Dr. T. Smith (I709), and others,… came to be generally accepted in their shorter form as the genuine writings of Ignatius.
كلا من اوتشر ( 1644) , اسحق فوزيوس ( 1646 ) , جى بى كوتلريوس ( 1672) , دكتور تى سميث ( 1709) وغيرهم وصلوا بصفة عامة الى ان النص القصير هو النص الاصلى لكتابات اغناطيوس .
But although the shorter form of the Ignatian letters had been generally accepted in preference to the longer, there was still a pretty prevalent opinion among scholars, that even it could not be regarded as absolutely free from interpolations, or as of undoubted authenticity. Thus said Lardner, in his Credibility of the Gospel History (1743): “have carefully compared the two editions, and am very well satisfied, upon that comparison, that the larger are an interpolation of the smaller, and not the smaller an epitome or abridgment of the larger. ….”
وبالرغم من قبول النصوص القصيرة لاغناطيوس باعتبارها النصوص الاصلية عوضا عن الرسائل المطولة , الا انه كان هناك رأى سائد بين الدارسن المتخصصين انه حتى النصوص القصيرة لرسائل اغناطيوس قد لا تخلو من التحريف والدس . وهذا ماذكره لاردنر في كتابه تاريخ الاناجيل عام 1743 حيق قال " لقد قارنت بين النصين وانى اشعر بالرضاء التام إزاء هذه المقارنة ان أقول بكل الرضا بأن النص المطول هو مدسوس على النص الأصغر وليس النص الأصغر منحول او ماخوذ من النص الأطول ..
This expression of uncertainty was repeated in substance by Jortin (1751), Mosheim (1755), Griesbach (1768), Rosenmüller (1795), Neander (1826), and many others; some going so far as to deny that we have any authentic remains of Ignatius at all, while others, though admitting the seven shorter letters as being probably his, yet strongly suspected that they were not free from interpolation.
إن هذا الشعور بالشك والحيرة ورد أيضا في كتابات جورتين (1751) , وموشيم (1755) , وجريسباخ (1768) , وروزنموللر (1795) , وياندر (1826) , وغيرهم الكثير ... بل ذهب البعض بعيدا جدا الى حد انكار انه يوجد اى شيء اصلى من كتابات اغناطيوس باقية من الأساس , بينما البعض الاخر بالرغم من ذلك يقرون بأن الرسال السبع القصيرة ربما من المحتمل ان تكون فعلا من كتاباته ولكنهم يشكون انها لم تكن خالية تماما هي الاخرى من التحريف .
راجع : http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.i.html/
وخلاصة هذا المبحث ان رسائل اغناطيوس جاءت في اكثر من صورة قصيرة وطويلة وان النص الاصلى لاغناطيوس هو الرسائل القصيرة بينما الرسائل الطويلة المتداولة اليوم ليست الا محض تحريف مدسوس باسم اغناطيوس .
المبحث الخامس والأخير:
هل نص التثليث الموجود في انجيل متى 28 / 19ذكره اغناطيوس في الرسائل الطويلة المحرفة ام في النص الاصلى القصير ؟
اما وقد اثبتنا ان رسائل اغناطيوس هي ما بين طويل محرف , وما بين اصيل قصير ,, الا انه يبقى الإجابة على سؤال البحث :
هل نص التثليث الذى وجد في كتابات اغناطيوس والمزعوم بانه مقتبس من انجيل متى 28/ 19 .. هل هذا نص موجود في رسائل اغناطيوس المطولة المضاف عليها شروحات وتنقيحات ام في رسائله القصيرة المحكوم عليها بالاصالة والدقة ؟
في الواقع وبدون اى شك نقول ان نص التثليث الوارد في رسالة اغناطيوس الى اهل فيلادلفيا ... هو موجود في النص المضاف اليه تنقيحات وزيادات interpolation وليس من ضمن كلام اغناطيوس الاصلى الوارد في رسائله القصيرة .. ولكى نتاكد من هذا الكلام يجب علينا ان نضع رابط بالنصوص المطولة المزيدة والمنقحة والمضاف اليها شروحات ليست من كلام اغناطيوس .. ورابط اخر لنص الرسالة القصيرة الاصلى الخالى من اية إضافات او اقحامات مدسوسة بين ثناياها .
رابط النص المطول مضاف اليه نص التثليث من موسوعة الاباء الرسوليين
http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.vi.ix.html
وهذا الموقع لا يحتوى على رسائل اغناطيوس المطولة المقحوم اليها كلام لم يكتبه اغناطيوس فحسب بل يحتوى أيضا على نص رسائل اغناطيوس الثمانية الأخرى المزورة التي أضيفت لاحقا تحت اسمه في القرن الرابع او الخامس...
علما بان هذا الموقع نفسه هو الذى حكم على الرسائل المطولة الاغناطيوس بحتمية التحريف والدس والزيادات غير الاصلية : وتستطيع ان تجد هذا التأكيد هنا :
http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.v.i.html
اما النص الاصلى الغير مضاف والغير منقح والغير محرف اواقحم عليه كتابات لم يقلها اغناطيوس ... والذى لا يوجد به بتاتا نص التثليث المزعوم ... فهو موجود في هذا الرابط:
http://www.newadvent.org/fathers/0108.htm
والان انقل لكم نص رسالة اغناطيوس الى فيلادلفيا بدون اى تحريف او تزوير وهو خالي من نص التثليث المزعوم كما هو موجود في الرابط أعلاه في الفصل التاسع :
Chapter 9. The Old Testament is good: the New Testament is better
The priests indeed are good, but the High Priest is better; to whom the holy of holies has been committed, and who alone has been trusted with the secrets of God. He is the door of the Father, by which enter in Abraham, and Isaac, and Jacob, and the prophets, and the apostles, and the Church. All these have for their object the attaining to the unity of God. But the Gospel possesses something transcendent [above the former dispensation], viz., the appearance of our Lord Jesus Christ, His passion and resurrection. For the beloved prophets announced Him, but the Gospel is the perfection of immortality. All these things are good together, if you believe in love.
وهو كما نرى خال تماما من اى ذكر او إشارة من قريب او بعيد لنص التثليث الوارد في الرسالة المطولة المنقحة المحرفة " , our Lord saying,] “Go ye and teach all nations, baptizing them in the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Ghost .
خلاصة البحث وخاتمته :
1- اغناطيوس هو اول اباء الكنيسة على الاطلاق الذين تتلمذوا على يد رسل المسيح
2- اغناطيوس كتب سبع رسائل اصلية ( ما زال هذا الامر محل نظر من الدارسين ) وثمانية مزورة تنتمى للقرن الرابع او الخامس
3- رسالة فيلادليفيا وهى التي ورد فيها نص التثليث المزعوم هي من ضمن الرسائل السبعة الاصلية وليست من ضمن الرسائل الثمانية المزورة التي تنتمى للقرن الرابع او الخامس
4- كل رسائل اغناطيوس السبعة الاصلية تأتى اما في صورة طويلة او قصيرة او مختصرة
5- رسائل اغناطيوس القصيرة هي فقط الاصلية اما المطولة والمختصرة فهى محرفة ومدسوس عليها كلام لم يكتبه اغناطيوس نفسه بل هي من وضع اخرين
6- نص التثليث المزعوم بأن اغناطيوس اقتبسه من متى لا يوجد في النص القصير الاصلى وانما يوجد في النص المطول المحرف
وبذلك نكون قد اثبتنا ان اول واهم اباء القرن الأول الميلادى لم يعرف شيء عن تعاليم الثالوث وان ما هو موجود في كتاباته بخصوص الثالوث فقد تم دسه عمدا عن طريق اخرين وان الرجل بريء جدا من هذا الفكر ومن هذه الاساطير الوثنية القديمة ...
ويظل سؤالنا قائم: .. هل يوجد احد من اباء القرن الأول الميلادى المسيحى ذكر اى شيء عن تعاليم الثالوث في اى كتابات له .... ؟. لو كانت عندكم إجابة فلتتكرموا بها علينا اذا ....
تم بحمد لله
رابط اخر يمكن الاستفادة منه في هذا الامر :
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=10622
تعليق