[SIZE=5]لطالما افتخرت الكنائس الشرقية او الغربية على حد السواء بسيْر أولئك الذين حملوا على اكتافهم مهمة نشر المسيحية في القرون الأولى , ولطالما سجلوا تاريخهم وجهودهم ( التي تفتقد للمصادر المعتبرة ) وحفظوها ... حتى اذا ماتوا اعطوهم رتبة القداسة .. بل وأرخوا لهم في سجلات السنكسار ليدونوا تضحياتهم ومعاركهم الدينية ضد الوثنيين او الهراطقة .
وممن تفتخر الكنيسة الكنائس الشرقية والغربية بجهوده ودفاعه اللاهوتى لصالح الكنيسة هو القديس ترتليانوس الذى يعطونه رتبة ال ( علًامة ) نظرا لجهوده الواضحه في شروحاته للاهوت الكنسي وتأسيسه له وصياغته لمفرداته التي ما زالت متداولة بين أروقة الكنيسة حتى يومنا هذا .
وفى كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي –للقمص أثناسيوس فهمي جورج ... يذكر أن ترتليانوس هو كوينتوس سبتيموس ترتليانوس، ولد في قرطاجة على الأرجح سنة 155 م . من أب ضابط روماني وثنى. أتقن ترتليانوس اللغة اللاتينية وأيضًا اليونانية، ونبغ في علوم عصره حيث تضلع في الفلسفة، وأستوعب الدراسات القانونية حتى أصبح من أصحاب الرأي فيها. أصبح ترتليانوس من كبار المدافعين عن المسيحيين وأقوالهم. وكان رائدًا في الدفاع عن المسيحية والهجوم على الوثنية.
اما القمص تادرس يعقوب ملطى في كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي) فيقول عن الرجل : Tertullian يعتبر العلامة كوينتس سبتيموس فلورنس ترتليانوس Quintus Septimius Floren Tertulianus كاهن قرطاجنة أب علم اللاهوت qeologia في الكنيسة اللاتينية، من حيث فضله على تقدم المصطلحات اللاهوتية، وأحد المدافعين المسيحيين الأوائل.
ولعل اعظم إنجازات ترتليانوس هذا انه اول من أسس لمفهوم الثالوث الذى يعتقد فيه النصارى ... فترتليانوس يسبق الآباء الغربيين في استعمال لفظ الثالوث باللاتينية:
* لقد سبق ترتليانوس غيره من الآباء الغربيين إلى استعمال لفظ الثالوث باللاتينية ووفق في انتقاء غيره من الألفاظ التي لاقت استحسانًا كبيرًا في الأوساط الإكليريكية العلمية، فراجت رواجًا كبيرًا، ولا تزال تستعمل حتى يومنا هذا.
* فقد جاء في رسالته في التواضع تعبير عن الثالوث الأقدس في منتهى الدقة والوضوح والابن من جوهر الآب وهو يؤكد أن الجوهر واحد في ثلاثة متحدين.
* وقد سبق ترتليانوس أيضًا إلى استعمال اللفظ اللاتيني Persona على الأقنوم، فالكلمة غير الآب في الشخص Persona لا في الجوهر، وذلك للتمييز لا للتفريق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويستعمل ترتليانوس اللفظ Persona في الإشارة إلى الروح القدس الأقنوم الثالث. فمما قاله ترتليانوس في رده على براكسياس : ترى ترتليانوس يفرق بين الطبيعتين في المسيح دون تحول أو اختلاط أو امتزاج، ويجعل من الطبيعيتين جوهرًا واحدًا... فالمسيح كان إلهًا وإنسانًا، وكإله قام بالعجائب والأعمال الباهرة... وكإنسان جاع وعطش وبكى وتألم.
اذا فالرجل معروف في الأوساط الكنيسة المعتبرة بأنه اول من صاغ لفظ الثالوث , بل وأول من صاغ لفظ الاقنوم المتداول بين النصارى اليوم , بل وأول صاغ مفهوم الطبيعتين التي تؤمن به الكثير من الكنائس الشرقية والغربية .
ويصف القمص اثناسيوس فهمى جورج في كتابه أيضا تقديرا لمكانة هذا الرجل :. ومصنفات ترتليانس إما: نضالية، وإما جدلية، وإما انضباطية . ونال الرجل اكليل الاستشهاد في عهد الإمبراطور رسبتيموس سويروس في الرابع من فبراير سنة 211 م.
ولكن هذا الرجل على قيمته واثره اللاهوتى في صياغة اهم المفردات اللاهوتية التي ما زالت تستعمل حتى يومنا هذا , وبالرغم من كتاباته ودفاعته التي بلغت اكثر من ست مجموعات منها ( رسالة الى الوثنيين , والرد على الهراطقة , ,الحض على الاستشهاد , الرد على اليهود ) ... وبالرغم من افتخار الأوساط الكنيسة به... الا أن المفاجاة انه عاش مهرطقا ؟إ
يقول تادرس يعقوب ملطى في المصدر السابق : للأسف ما بين سنتي 202، 205 م. سقط في بدعة المونتانيين Montanism، إذ ادعى مونتانيوس أنه البارقليط الموعود به في الإنجيل paraklhton (وكانوا يحرمون الزواج واللحم وخلافه)؛ ولا نعرف إن كان قد رجع إلى الكنيسة الجامعة مرة أخرى قبل وفاته أم لا.
الغريب في هذا المهرطق الذى ما زالت الكنيسة تسير وراء مصطلحاته ومفرداته اللاهوتية عن الثالوث والاقنوم انه كان يعتقد الاقنوم الثالث ( الروح القدس او البارقليط ) انه مانى .... اذا فمهموم الرجل لاقنوم البارقليط ليس على ما تراه الكنيسه أساسا او تعتقده ... وبذلك يسهل علينا تماما ان نؤكد ان الكنيسة انما استعارت الالفاظ اللاهوتية لكلمتى الاقنوم والثالوث من رجل مهرطق لتدعيم فكر لاهوتى على خلاف ما يؤمن به الرجل أساسا او يعتقده ... بل وبلغت الكنيسة مقدارا في مهاجمة الرجل الى درجة ان القديس جيروم هاجم ترتليانوس، وقال إنه ليس من الكنيسة.بل ان مفهوم الطبيعتين التي كان ترتليانوس اول من تحدث بها كانت أساسا مستمدة من تعاليم مانى الهرطوقى الذى كان يؤمن بإلهين: للنور والظلمة، أحيانًا يتحدان وأحيانًا ينفصلان. وقد حرم اللحم والخمر. وادعى أنه رسول. وهو نفس المفهوم الذى قال به ترتليانوس في رده على براكسياس انه يفرق بين الطبيعتين في المسيح دون تحول أو اختلاط أو امتزاج، ويجعل من الطبيعيتين جوهرًا واحدًا... فالمسيح كان إلهًا وإنسانًا، وكإله قام بالعجائب والأعمال الباهرة... وكإنسان جاع وعطش وبكى وتألم.
فهل وصل الإفلاس بالكنيسة على عموم مذاهبها وطوائفها ان تلجأ الى هذا المهرطق الذى عده جيروم انه خارج الكنيسة ان تقتبس منه مفرداته وصياغاته الللاهوتية في الثالوث والاقنوم والطبيعيتن... وهو المهرطق الذى كان الذى كان يؤمن بتعاليم مانى الذى ظهر في النصف الثاني من القرن الثالث (216 - 277) وكان فيلسوفًا من بلاد فارس، حاول إيجاد ديانة توفق بين الديانات الفارسية والبوذية والمسيحية.
وخلاصة الامر على هذا الشكل ان المسيحية بوضعها الحالي هي مزيج من التعاليم الوثنية والمسيحية المختلطة ببعضها , وقد استمدت الكنيسة لاهوتها الخاص بشأن ( الطبيعيتين والاقنوم ) من هراطقة خلطوا الوثنية بالمسيحية ... حتى أصبحت على صورتها الحالية .[/SIZE]
المراجع :
1- كتاب مدخل الى علم الابائيات - الباترولوجى - للقمص اثناسيوس فهمى جورج
https://st-takla.org/books/fr-athnas...ereleanos.html
2-قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي
https://st-takla.org/Saints/Coptic-O...Story_694.html
3- بدعة مانى :كتاب قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية للقمص تادرس يعقوب ملطي
https://st-takla.org/Saints/Coptic-O...tory_1621.html
4- هرطقات حاربها قديسون - ركن الخدمات القبطية
https://st-takla.org/Coptic-Service-...resies-01.html
وممن تفتخر الكنيسة الكنائس الشرقية والغربية بجهوده ودفاعه اللاهوتى لصالح الكنيسة هو القديس ترتليانوس الذى يعطونه رتبة ال ( علًامة ) نظرا لجهوده الواضحه في شروحاته للاهوت الكنسي وتأسيسه له وصياغته لمفرداته التي ما زالت متداولة بين أروقة الكنيسة حتى يومنا هذا .
وفى كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي –للقمص أثناسيوس فهمي جورج ... يذكر أن ترتليانوس هو كوينتوس سبتيموس ترتليانوس، ولد في قرطاجة على الأرجح سنة 155 م . من أب ضابط روماني وثنى. أتقن ترتليانوس اللغة اللاتينية وأيضًا اليونانية، ونبغ في علوم عصره حيث تضلع في الفلسفة، وأستوعب الدراسات القانونية حتى أصبح من أصحاب الرأي فيها. أصبح ترتليانوس من كبار المدافعين عن المسيحيين وأقوالهم. وكان رائدًا في الدفاع عن المسيحية والهجوم على الوثنية.
اما القمص تادرس يعقوب ملطى في كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي) فيقول عن الرجل : Tertullian يعتبر العلامة كوينتس سبتيموس فلورنس ترتليانوس Quintus Septimius Floren Tertulianus كاهن قرطاجنة أب علم اللاهوت qeologia في الكنيسة اللاتينية، من حيث فضله على تقدم المصطلحات اللاهوتية، وأحد المدافعين المسيحيين الأوائل.
ولعل اعظم إنجازات ترتليانوس هذا انه اول من أسس لمفهوم الثالوث الذى يعتقد فيه النصارى ... فترتليانوس يسبق الآباء الغربيين في استعمال لفظ الثالوث باللاتينية:
* لقد سبق ترتليانوس غيره من الآباء الغربيين إلى استعمال لفظ الثالوث باللاتينية ووفق في انتقاء غيره من الألفاظ التي لاقت استحسانًا كبيرًا في الأوساط الإكليريكية العلمية، فراجت رواجًا كبيرًا، ولا تزال تستعمل حتى يومنا هذا.
* فقد جاء في رسالته في التواضع تعبير عن الثالوث الأقدس في منتهى الدقة والوضوح والابن من جوهر الآب وهو يؤكد أن الجوهر واحد في ثلاثة متحدين.
* وقد سبق ترتليانوس أيضًا إلى استعمال اللفظ اللاتيني Persona على الأقنوم، فالكلمة غير الآب في الشخص Persona لا في الجوهر، وذلك للتمييز لا للتفريق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويستعمل ترتليانوس اللفظ Persona في الإشارة إلى الروح القدس الأقنوم الثالث. فمما قاله ترتليانوس في رده على براكسياس : ترى ترتليانوس يفرق بين الطبيعتين في المسيح دون تحول أو اختلاط أو امتزاج، ويجعل من الطبيعيتين جوهرًا واحدًا... فالمسيح كان إلهًا وإنسانًا، وكإله قام بالعجائب والأعمال الباهرة... وكإنسان جاع وعطش وبكى وتألم.
اذا فالرجل معروف في الأوساط الكنيسة المعتبرة بأنه اول من صاغ لفظ الثالوث , بل وأول من صاغ لفظ الاقنوم المتداول بين النصارى اليوم , بل وأول صاغ مفهوم الطبيعتين التي تؤمن به الكثير من الكنائس الشرقية والغربية .
ويصف القمص اثناسيوس فهمى جورج في كتابه أيضا تقديرا لمكانة هذا الرجل :. ومصنفات ترتليانس إما: نضالية، وإما جدلية، وإما انضباطية . ونال الرجل اكليل الاستشهاد في عهد الإمبراطور رسبتيموس سويروس في الرابع من فبراير سنة 211 م.
ولكن هذا الرجل على قيمته واثره اللاهوتى في صياغة اهم المفردات اللاهوتية التي ما زالت تستعمل حتى يومنا هذا , وبالرغم من كتاباته ودفاعته التي بلغت اكثر من ست مجموعات منها ( رسالة الى الوثنيين , والرد على الهراطقة , ,الحض على الاستشهاد , الرد على اليهود ) ... وبالرغم من افتخار الأوساط الكنيسة به... الا أن المفاجاة انه عاش مهرطقا ؟إ
يقول تادرس يعقوب ملطى في المصدر السابق : للأسف ما بين سنتي 202، 205 م. سقط في بدعة المونتانيين Montanism، إذ ادعى مونتانيوس أنه البارقليط الموعود به في الإنجيل paraklhton (وكانوا يحرمون الزواج واللحم وخلافه)؛ ولا نعرف إن كان قد رجع إلى الكنيسة الجامعة مرة أخرى قبل وفاته أم لا.
الغريب في هذا المهرطق الذى ما زالت الكنيسة تسير وراء مصطلحاته ومفرداته اللاهوتية عن الثالوث والاقنوم انه كان يعتقد الاقنوم الثالث ( الروح القدس او البارقليط ) انه مانى .... اذا فمهموم الرجل لاقنوم البارقليط ليس على ما تراه الكنيسه أساسا او تعتقده ... وبذلك يسهل علينا تماما ان نؤكد ان الكنيسة انما استعارت الالفاظ اللاهوتية لكلمتى الاقنوم والثالوث من رجل مهرطق لتدعيم فكر لاهوتى على خلاف ما يؤمن به الرجل أساسا او يعتقده ... بل وبلغت الكنيسة مقدارا في مهاجمة الرجل الى درجة ان القديس جيروم هاجم ترتليانوس، وقال إنه ليس من الكنيسة.بل ان مفهوم الطبيعتين التي كان ترتليانوس اول من تحدث بها كانت أساسا مستمدة من تعاليم مانى الهرطوقى الذى كان يؤمن بإلهين: للنور والظلمة، أحيانًا يتحدان وأحيانًا ينفصلان. وقد حرم اللحم والخمر. وادعى أنه رسول. وهو نفس المفهوم الذى قال به ترتليانوس في رده على براكسياس انه يفرق بين الطبيعتين في المسيح دون تحول أو اختلاط أو امتزاج، ويجعل من الطبيعيتين جوهرًا واحدًا... فالمسيح كان إلهًا وإنسانًا، وكإله قام بالعجائب والأعمال الباهرة... وكإنسان جاع وعطش وبكى وتألم.
فهل وصل الإفلاس بالكنيسة على عموم مذاهبها وطوائفها ان تلجأ الى هذا المهرطق الذى عده جيروم انه خارج الكنيسة ان تقتبس منه مفرداته وصياغاته الللاهوتية في الثالوث والاقنوم والطبيعيتن... وهو المهرطق الذى كان الذى كان يؤمن بتعاليم مانى الذى ظهر في النصف الثاني من القرن الثالث (216 - 277) وكان فيلسوفًا من بلاد فارس، حاول إيجاد ديانة توفق بين الديانات الفارسية والبوذية والمسيحية.
وخلاصة الامر على هذا الشكل ان المسيحية بوضعها الحالي هي مزيج من التعاليم الوثنية والمسيحية المختلطة ببعضها , وقد استمدت الكنيسة لاهوتها الخاص بشأن ( الطبيعيتين والاقنوم ) من هراطقة خلطوا الوثنية بالمسيحية ... حتى أصبحت على صورتها الحالية .[/SIZE]
المراجع :
1- كتاب مدخل الى علم الابائيات - الباترولوجى - للقمص اثناسيوس فهمى جورج
https://st-takla.org/books/fr-athnas...ereleanos.html
2-قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي
https://st-takla.org/Saints/Coptic-O...Story_694.html
3- بدعة مانى :كتاب قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية للقمص تادرس يعقوب ملطي
https://st-takla.org/Saints/Coptic-O...tory_1621.html
4- هرطقات حاربها قديسون - ركن الخدمات القبطية
https://st-takla.org/Coptic-Service-...resies-01.html