شبهة الإتيان باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وليد المسلم
    مشرف عام

    • 11 يون, 2006
    • 762
    • مسلم

    #1

    شبهة الإتيان باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً

    الازهر

    شبهة الإتيان باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً

    منشأ هذه الشبهة:
    ومنشأ هذه الشبهة - عندهم - قوله تعالى: (كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالاً وأولاداً فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم ، وخضتم كالذى خاضوا أولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون ) (1).
    والشاهد - عندهم - فى الآية هو قوله تعالى: " وخضتم كالذى خاضوا " وآثرنا ذكر الآية بتمامها لأن الرد على هذه الشبهة يقتضى النظر فى الآية كلها لا فى الجزء الذى استشهدوا به وحده.
    وكان تعليقهم على قوله عز وجل: (وخضتم كالذى خاضوا (هو قولهم: " وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول: (خضتم كالذين خاضوا (!



    الرد على الشبهة:

    هذه الآية - بتمامها - وردت فى سياق الحديث عن المنافقين ؛ لأن ما قبلها هو قوله عز وجل: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هى حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ) (2).
    والآية مسوقة لتهديد المنافقين والكفار ، لعلهم يقلعون عما هم فيه من نفاق وكفر.


    وقد أدير الحديث فيها على تشبيه المخاطبين (المنافقين والكفار) بالأمم الغابرة ، كانت أشد منهم قوة ، وأكثر مالاً وولدا ، وانغمسوا فى شهواتهم الفانية ، فسار المنافقون والكفار سيرتهم فركنوا إلى متع الحياة الدنيا الفانية ، ولم يبتغوا ما عند الله ، وأن المنافقين والكفار فعلوا كل ما فعله من قبلهم من المعاصى والسيئات.
    ثم بين الله عز وجل أنهم الخاسرون فى الدنيا والآخرة فالذى معنا فى الآية فريقان:
    - فريق سابق فى الزمن ، لم يكن موجوداً فى عصر نزول القرآن.
    - فريق كان حاضراً فى عصر نزول القرآن ، وهم الذين خاطبهم الله فى هذه الآية الكريمة. وليس فى هذه الآية فريق ثالث تحدثت عنه الآية.


    ومن هذا يتضح أن تعقيب خصوم القرآن على هذه الآية ، بأن الصواب أن يقال: " وخضتم كالذين خاضوا " فاسد من كل الوجوه ؛ لأن معنا فى الآية فريقان لا ثلاثة ، ولو قيل: " خضتم كالذين خاضوا " لانفكت رابطة الكلام ، ولبرز فى النظم طرف ثالث لا وجود له فى سياق الآية.
    بيان ذلك:
    أن المقارنة جرت فى الآية بين الفريقين " المنافقين والكفار " و " الأمم الغابرة ". ودارت المقارنة على هذا المنهج:
    - فاستمتعوا بخلاقهم.
    - فاستمتعتم بخلاقكم.
    - كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم.
    - وخضتم كالذى خاضوا.
    والمعنى: وخضتم خوضاً مثل خوضهم (3).


    فالذى فى الآية اسم موصول مفرد ، يعود على المصدر المفهوم من الفعل الماضى " خضتم " فشبه الله عز وجل خوض المنافقين بخوض الذين من قبلهم. وهذا هو النسق الذى دارت عليه المقارنة فى الآية تشبيه سلوك اللاحقين بسلوك السابقين من الأمم الغابرة ، التى عتت عن أمر ربها وعصت رسله.
    واختار الإمام الشوكانى أن المعنى: " كالخوض الذى خاضوا " (4) ، ومن قبله قال الإمام الزمخشرى: " وخاضوا فخضتم كالذى خاضوا " (5).
    هذا هو الحق فى هذه العبارة ، لا كما قال خصوم القرآن الكارهون لما أنزل الله عز وجل.



    --------------------------------------------------------------------------------



    (1) التوبة: 69.
    (2) التوبة: 68.
    (3) انظر: الدر المصون (6/84).
    (4) فتح القدير (2/433).
    (5) الكشاف (2/201).
    التعديل الأخير تم بواسطة نصرة الإسلام; 7 أكت, 2012, 04:27 ص. سبب آخر: تنسيق

مواضيع ذات صلة

تقليص

مواضيع من نفس المنتدى الحالي

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة شخص ما, 21 ينا, 2009, 03:09 ص
ردود 151
37,561 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة نصرة الإسلام
ابتدأ بواسطة الأندلسى, 29 سبت, 2010, 03:58 ص
ردود 95
36,769 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفضة
بواسطة الفضة
ابتدأ بواسطة كنز العلوم, 22 ينا, 2012, 12:59 ص
ردود 95
43,940 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عبد الرحمن عبد العزيز
ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 28 ماي, 2020, 02:46 م
ردود 83
439 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة محمد24
بواسطة محمد24
ابتدأ بواسطة السهم, 6 ديس, 2007, 09:50 م
ردود 81
48,125 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة Ahmed Ahmed أحمد أحمد
يعمل...