الإمام البخاري

تقليص

عن الكاتب

تقليص

تامر أبو سلطان مسلم اكتشف المزيد حول تامر أبو سلطان
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • تامر أبو سلطان
    1- عضو جديد

    • 6 ديس, 2017
    • 62
    • باحث
    • مسلم

    الإمام البخاري

    هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفي، أسلم جده المغيرة علي يد اليمان الجعفي والي بخاري، أبوه إسماعيل طلب العلم وسمع مالك ورأى حماد و سلم على ابن المبارك (هكذا ترجم له ولده في كتابه التاريخ).ولادته ونشأته

    ولد أبو عبد الله في شوال سنة أربعة و تسعين و مائة. ذهبت عيناه في صغره فرأت أمه في المنام إبراهيم الخليل (عليه السلام) فقال لها: يا هذه، قد رد الله علي ابنك بصره لكثرة دعائك فأصبحوا وقد رد الله عليه بصره.أُلهم حفظ الحديث وهو في الكتّاب وجلس عند الشيخ الداخلي يطلب الحديث وهو ابن عشر سنين، فقال الشيخ الداخلي يومًا فيما كان يقرأ للناس: عن أبي الزبير عن إبراهيم فقال له البخاري: أبو الزبير لم يرو عن إبراهيم، فانتهره الشيخ الداخلي، فقال له البخاري: أرجع إلي أصلك، فدخل الشيخ ونظر فيه ثم رجع فقال: كيف هو يا غلام؟ فقال البخاري: الزبير بن عدي عن إبراهيم فأخذ الشيخ القلم وأحكم كتابه وقال: صدقت.قيل للبخاري: كم كنت يوم رددت علي الشيخ الداخلي؟ قال: ابن إحدى عشرة سنة. حفظ كتب ابن المبارك ووكيع وهو ابن ست عشرة سنة ثم خرج إلى الحج مع أمه و أخيه أحمد، فلما حجوا رجع أخوه بأمه وتخلف هو في طلب الحديث.ذكر شيوخه ورحلته

    سمع ببخاري قبل أن يرتحل من محمد بن سلام البيكندي وعبد الله بن اليمان الجعفي وجماعة ليسوا من كبار شيوخه، ثم سمع ببلخ من مكي بن إبراهيم وهو من عوالي شيوخه، وبينيسابور من يحيي بن يحيي و جماعة، وبالري من إبراهيم بن موسي، وببغداد من محمد بن عيسي ومحمد بن سابق وأحمد بن حنبل ويحيي بن معين وغيرهم، وبالبصرة من أبي عاصم النبيل ومحمد بن عرعرة، وبالكوفة من خالد بن مخلد وعبيد الله بن موسي، وبالمدينة من إسماعيل بن أبي أويس وسعيد بن إبي مريم، وبالشام من علي بن عياش وأدم بن أبي إياس.قال البخاري: دخلت بلخ فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثًا، فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم.و قال أيضا: كتبت عن ألف و ثمانين رجلًا، ليس فيهم إلا صاحب حديث.ذكر حفظه وسعة علمه

    قال البخاري رحمه الله: كتبت عن ألف شيخ وأكثر، عن كل واحد منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلا أذكر إسناده.ومن أشهر القصص التي تظهر سعة حفظه ما ذكره أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ أنه لما قدم البخاري بغداد، فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث، فقلبوا متونها و أسانيدها، وجعلوا متن هذا لإسناد هذا وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلي كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها عليه في المجلس، فاجتمع الناس، وانتدب أحدهم، فسأل عن حديث من عشرته، فقال البخاري: لا أعرفه. وسأله عن أخر، فقال: لا أعرفه. و كذالك حتي فرغ من عشرته.فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم. و من كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز، ثم انتدب آخر ففعل كما فعل الأول. والبخاري يقول: لا أعرفه. ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس، و هو لا يزيدهم على: لا أعرفه. فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا، التفت إلى الأول منهم، فقال: أما حديثك الأول فكذا، و الثاني كذا، و الثالث كذا إلى العشرة، فرد كل متن إلى إسناده و فعل بالآخرين مثل ذلك، فأقر له الناس بالحفظ.فكان ابن صاعد إذا ذكره يقول: الكبش النطاحقال أبو الأزهر : كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيام، و أحبوا مغالطة محمد بن إسماعيل، فأدخلوا إسناد العراق في إسناد الشام، و إسناد الحرمين في اليمن، فما تعلقوا منه بسقطه لا في الإسناد ولا في المتن.ذكر ثناء الأئمة عليه

    قال محمد بن يوسف: كنا عند أبي رجاء، فسئل عن طلاق السكران، فقال: هذا أحمد بن حنبل وابن المديني وابن راهويه قد ساقهم الله إليك و أشار إلى محمد بن إسماعيل.قال أحمد بن عبد السلام: ذكرنا قول البخاري لعلي بن المديني-يعني ما استصغرت نفسي إلا بين يدي علي بن المديني-فقال علي: دعوا هذا، فإن محمد بن إسماعيل لم ير مثل نفسه.قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ما أخرجت خرسان مثل محمد بن إسماعيل.وقال أحمد بن الضوء: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان: ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل.وقال بندار: ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل.وقال الحسين بن حريث: لا أعلم أني رأيت مثل محمد بن إسماعيل، كأنه خُلق للحديث.وقال أبو سهل محمود الشافعي: سمعت أكثر من ثلاثين عالمًا من علماء مصر يقولون: حاجتنا من الدنيا النظر في “تاريخ” محمد بن إسماعيل.وقال قتيبة بن سعيد: لقد رحل إلي من شرق الأرض و غربها، فما رحل إلي مثل محمد بن إسماعيل.قال مهيار: رأيت يحيي بن معين وقتيبة بن سعيد وهما يختلفان جميعًا إلى محمد بن إسماعيل ويحيي بن معين ينقاد له في المعرفة.قال أبو حاتم الرازي: ما دخل العراق أعلم من محمد بن إسماعيل.قال أبو بكر بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله-صلي الله عليه و سلم-وأحفظ له من محمد بن إسماعيل.و قال أحمد بن حمدون: رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة ومحمد بن يحيي الذهلي يسأله في الأسامي والكنى والعلل، ومحمد بن إسماعيل يمر فيه مثل السهم، كأنه يقرأ: قل هو الله أحد.قال ابن حجر بعد أن ذكر ثناء شيوخه و أقرانه عليه: و لو فتحت باب ثناء الأئمة عليه ممن تأخر عن عصره لفني القرطاس، و نفدت الأنفاس فذاك بحر لا ساحل له.ذكر فضائل الجامع الصحيح

    قال أبو زيد المروزي: كنت نائمًا بين الركن و المقام فرأيت النبي-صلي الله عليه و سلم-في المنام، فقال لي: يا أبا زيد إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي، فقلت : يا رسول الله و ما كتابك، قال: جامع محمد بن إسماعيل.قال أبو جعفر العقيلي: لما صنف البخاري كتاب الصحيح عرضه على ابن المديني وأحمد بن حنبل ويحيي بن معين وغيرهم، فاستحسنوه و شهدوا له بالصحة إلا أربعة أحاديث. قال العقيلي: والقول فيها قول البخاري و هي صحيحة.قال الفربري: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.وعن البخاري قال: صنفت الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة و جعلته حجة بيني وبين الله.ذكر عبادته وفضله وورعه وصلاحه

    قال مسبح بن سعيد: كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، و يقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالي بختمة.و قال البخاري: ما اغتبت أحدًا منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.قال محمد بن أبي حاتم: ركبنا يومًا إلى الرمي، و نحن بفربر، فخرجنا إلى الدرب الذي يؤدي إلي الفرض، و أصاب سهم أبي عبد الله وتد القنطرة الذي علي نهر ورادة، فأنشق الوتد. فلما رآه أبو عبد الله، نزل عن دابته، فأخرج السهم من الوتد، و ترك الرمي، وقال لنا: ارجعوا. و رجعنا معه إلي المنزل، فقال لي: يا أبا جعفر، لي إليك حاجة تقضيها؟ قلت: أمرك طاعة. قال: حاجة مهمة، وهو يتنفس الصعداء. فقال لمن معنا: اذهبوا مع أبي جعفر حتي تعينوه علي ما سألته. فقلت : أية حاجة هي؟ . قال لي: تضمن قضاءها؟ قلت: نعم، علي الرأس و العين. قال:
    ينبغي أن تصير إلي صاحب القنطرة، فتقول له: إنا قد أخللنا بالوتد، فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله أو تأخذ ثمنه و تجعلنا في حل مما كان
    وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري، فقال لي: أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له: أنت في حل مما كان منك، وجميع ملكي لك الفداء. وإن قلت: نفسي، أكون قد كذبت، غير أني لم أكن أحب أن تحشمني في وتد أو في ملكي. فأبلغته رسالته، فتهلل وجهه، و استنار، وأظهر سرورًا ، وقرأ في ذلك اليوم عليى الغرباء نحوًا من خمسمائة حديث، و تصدق بثلاثمائة درهم.ذكر وفاته رحمه الله

    قال عبد القدوس بن عبد الجبار: جاء محمد بن إسماعيل إلي خرتنك-وهي قرية علي فرسخين من سمرقند-و كان له بها أقرباء، فنزل عندهم، فسمعته ليلة يدعو، و قد فرغ من صلاة الليل: اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك، فما تم الشهر حتي مات.قال عبد الواحد بن آدم الطواويسي: رأيت النبي-صلي الله عليه و سلم-في النوم، ومعه جماعة من أصحابه، وهو واقف في موضع، فسلمت عليه، فرد علي السلام. فقلت: ما وقوفك يا رسول الله؟ قال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيام، بلغني موته، فنظرت فإذا قد مات في الساعة التي رأيت النبي-صلي الله عليه و سلم-فيها.قال مهيب بن سليم: مات البخاري ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين بعد المئتين، وقد بلغ اثنتين وستين سنة، و كان في بيت وحده، فوجدناه لما أصبح و هو ميت.إعداد: تامر أبو سلطان


    المصادر:

    • هدي الساري مقدمة فتح الباري للإمام الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني
    • سير أعلام النبلاء للإمام الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي


    - - - تم تعديله - - -

    رحمه الله
  • تامر أبو سلطان
    1- عضو جديد

    • 6 ديس, 2017
    • 62
    • باحث
    • مسلم

    #2
    ما لا يسعك جهله عن صحيح البخاري

    كثيرًا ما يغضب المنتقدون لكتب الصحاح والمشككون في السنة المطهرة حين يقال لهم:
    لستم من أصحاب هذا الشأن ولا العارفين به، ولو كنتم من أصحابه لما انتقدتم هذه الانتقادات التي قد أُميتت هضمًا، وقد رد عليها السلف والخلف.
    فيقول هؤلاء الناقدون: هذا ليس ردًا، وإنما هروبًا من السؤال، ولو أنكم رددتم علينا لكان أبين لحجتكم وأوضح لمُتتبعيكم، وأفجع لمخالفيكم. فيقال لهم: هذا علم، ما عرفتموه ولا درستموه فكيف نجادلكم في ما تجهلون.فيرد الناقدون: هذا لا يحتاج علم، وإنما يعرفه كل ذي عقل، ولو نظرنا في أصح ما تدعون أنه صحيح وهو جامع محمد بن إسماعيل البخاري، لتبين فيه كثير مما يخالف العقل السليم والمنطق القويم، ولظهر فيه من العلل ما لا يمكن لعاقل أن ينكرها.وأنّا إن شاء الله رادون عليهم بما يفهمه كل ذي عقل، وموضحون لهم ما يجهلون، ومبسطون لهم معاقد هذا العلم.وأول سؤال يطرحه الناقد علي مخالفه هو:هل كل ما في صحيح البخاري صحيحًا؟

    يقال له: لقد أجملت وما وضحت، وتبين من سؤالك أنك ما عرفت هذا العلم ولا درسته. وإن في الجامع الصحيح مسند ومعلق ومرسل. وإن صاحب الكتاب قد سماه “الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه”. فما فيه حديث مسند متصل إلا هو صحيح، قد أجمعت الأمة علي صحته إلا أحرف يسيرة قد انتقدها عليه كبار النقاد أمثال الدار قطني وغيره. فهذه الأحرف اليسيرة هي صحيحه عنده رحمه الله، وهو أمير هذا الشأن وحامل لوائه. والأخذ برأيه أخذ برأي كبير هذا الشأن والأعلم به.وأما المرسل والمعلق فليس من أصل الكتاب ولا من شرطالمرسل

    الحديث المرسل هو إذا كان الذي يُحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم تابعيًا وليس صحابيًا. يعني أن يقول التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو بلغنا عنه أنه قال كذا. فالتابعي لم يلقى النبي صلى الله عليه وسلم، أو لقيه قبل إسلامه وأسلم بعد موته صلي الله عليه و سلم .فمثل هذا الحديث حديث الزهري الذي يرويه البخاري في كتاب التعبير. حيث قال الزهري بعد ذكره حديث الوحي:
    وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُؤوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ ؛ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ.
    فهذا الحديث ضعيف لأنه من كلام الزهري وهو من التابعين. وهو من أكثر الأحاديث دورانًا على ألسنة منكري السنة.فيقول القائل منهم: كيف للبخاري أن يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حاول الانتحار أو همّ به، أو كيف يروي مثل هذا أو يصححه؟ فيقال لمثل هذا:
    أن البخاري لم يصححه ولا من شرطه القبول بالمرسل، وإنما سمى كتابه الجامع المسند الصحيح. فما ليس بمسند ليس بصحيح عنده.
    المعلق

    الحديث المعلق هو ما حُذف من بداية إسناده (أي من جهة المحدث المصنف-صاحب الكتاب-) راوٍ واحد فأكثر. كأن يقول البخاري مثلًا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، و هو بذالك حذف الإسناد كله، أو أن يحذف أوله فقط.وعدد الأحاديث التي علقها البخاري في كتابه هو مئة وستون حديثًا. و لا يُشترط أن تكون كلها صحيحة ولكن فيها الصحيح وغيره. وهي علي أي حال ليس من شرطه، فشرطه هو المسند (يعني المتصل دون انقطاع، فلا انقطاع في أوله كالمعلق، ولا انقطاع في آخره كالمرسل) كما عنون كتابه.عن الصحيح

    قال البخاري:
    صنفت الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة وجعلته حجة بيني وبين الله
    وقال الفربري: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.وللحديث بقية.
    إعداد: تامر أبو سلطان

    تعليق

    • تامر أبو سلطان
      1- عضو جديد

      • 6 ديس, 2017
      • 62
      • باحث
      • مسلم

      #3
      ما لا يسعك جهله عن صحيح البخاري-الجزء الثاني

      قالوا: روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن قيام الساعة فقال: إن أُخَّر هذا (يعني غلام المغيرة) فلن يدركه الهرم حتي تقوم الساعة، وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد. و قد تبين للعيان أنه مر أكثر من 1300 عام، وهرم غلام المغيرة ومات وما قامت الساعة، وهذه الأحاديث ليست من المرسلات ولا المعلقات.قلنا: إنما الأحاديث يبين بعضها بعض ويشرح بعضها بعض، وفي الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
      كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسألونه متى الساعة فكان ينظر إلي أصغرهم فيقول: إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتي تقوم ساعتكم. قال هشام (راوي الحديث): ساعتكم يعني موتكم.
      فقوله تقوم الساعة، يعني موتهم وليس يوم القيامة. أما قوله صلى الله عليه وسلم: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد، فالمعني أن الأحياء في هذه الليلة لن يكونوا أحياء بعد مائة سنة، فهذا وقع والحمد لله وهو من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، فآخر الصحابة موتًا هو أبو الطفيل بن واثلة، مات سنة 110 للهجرة، أي بعد مائة عام من وفاته صلى الله عليه وسلم.قالوا: روى البخاري أن قردة زنت فاجتمع عليها القرَدة فرجموها، فهل الحيوانات مكلفة؟، وهل بينها زواج؟ و كيف طبيعة هذا الزواج؟. قلنا: هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه، إنما هو من كلام عمرو بن ميمون، حيث قال:
      رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ
      وعمرو بن ميمون لم يري النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سمع منه، إنما يحكي قصة حدثت له في الجاهلية، وعمرو قطعًا لا يفهم لغة القردة ولا منطقهم، فرأى القردة يرجمون قردة، فظنهم يرجموها بسبب الزنا، وهذا ظنه .قال ابن عبد البر رحمه الله: هذا عند جماعة أهل العلم منكر: إضافة الزنا إلى غير مكلف، وإقامة الحدود في البهائم.قال القرطبي رحمه الله: إن صحت هذه الرواية، فإنما أخرجها البخاري دلالة على أن عمرو بن ميمون قد أدرك الجاهلية، ولم يبال بظنه الذي ظنه في الجاهلية.وما من إشكال أو شبهة في صحيح البخاري إلا و قد رد عليه السلف والخلف. وقد ذكر صاحب كشف الظنون (حاجي خليفة) أن عدد شروح صحيح البخاري بلغت اثنين وثمانين شرحًا، وذكر محمد عصام الحسيني في كتابه (إتحاف القاري بمعرفة جمهود وأعمال العلماء على صحيح البخاري) ثلاثمائة وسبعين ترجمة لعالم أو محدث أو حافظ قد اعتنوا بصحيح البخاري ما بين شرح أو تعليق.وأشهر هذه الشروح:-

      • فتح الباري لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ)
      • التوشيح شرح الجامع الصحيح للإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت:911هـ)
      • التنقيح في شرح الجامع الصحيح لمحمد بن بهادر الزركشي (ت:794هـ)
      • شرح القاضي أبي بكر بن عبد الله بن العربي المالكي الحافظ (ت:543ه)

      إجماع الأمة علي صحة ما في صحيح البخاري

      قال الإمام النووي: اتفق العلماء على أنَّ أصحَّ الكُتب بعد القرآن الكريم الصحيحان: صحيح البُخاري، وصحيح مسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول. وقال الحافظ ابن كثير: وكتابُ البُخاريِّ الصَّحيح أجمعَ على قَبُولِه وصِحَّةِ ما فيه أهلُ الإسلام.

      تعليق

      • تامر أبو سلطان
        1- عضو جديد

        • 6 ديس, 2017
        • 62
        • باحث
        • مسلم

        #4
        قصة في سعة حفظ الإمام البخاري

        من أشهر القصص التي تظهر سعة حفظه ما ذكره أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ أنه لما قدم البخاري بغداد، فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث، فقلبوا متونها و أسانيدها، وجعلوا متن هذا لإسناد هذا وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلي كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها عليه في المجلس، فاجتمع الناس، وانتدب أحدهم، فسأل عن حديث من عشرته، فقال البخاري: لا أعرفه. وسأله عن أخر، فقال: لا أعرفه. و كذالك حتي فرغ من عشرته.فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم. و من كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز، ثم انتدب آخر ففعل كما فعل الأول. والبخاري يقول: لا أعرفه. ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس، و هو لا يزيدهم على: لا أعرفه. فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا، التفت إلى الأول منهم، فقال: أما حديثك الأول فكذا، و الثاني كذا، و الثالث كذا إلى العشرة، فرد كل متن إلى إسناده و فعل بالآخرين مثل ذلك، فأقر له الناس بالحفظ.

        تعليق

        • تامر أبو سلطان
          1- عضو جديد

          • 6 ديس, 2017
          • 62
          • باحث
          • مسلم

          #5
          موقف يبين ورع الإمام البخاري

          قال محمد بن أبي حاتم: ركبنا يومًا إلى الرمي، و نحن بفربر، فخرجنا إلى الدرب الذي يؤدي إلي الفرض، و أصاب سهم أبي عبد الله وتد القنطرة الذي علي نهر ورادة، فأنشق الوتد. فلما رآه أبو عبد الله، نزل عن دابته، فأخرج السهم من الوتد، و ترك الرمي، وقال لنا: ارجعوا. و رجعنا معه إلي المنزل، فقال لي: يا أبا جعفر، لي إليك حاجة تقضيها؟ قلت: أمرك طاعة. قال: حاجة مهمة، وهو يتنفس الصعداء. فقال لمن معنا: اذهبوا مع أبي جعفر حتي تعينوه علي ما سألته. فقلت : أية حاجة هي؟ . قال لي: تضمن قضاءها؟ قلت: نعم، علي الرأس و العين. قال:
          ينبغي أن تصير إلي صاحب القنطرة، فتقول له: إنا قد أخللنا بالوتد، فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله أو تأخذ ثمنه و تجعلنا في حل مما كان
          وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري، فقال لي: أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له: أنت في حل مما كان منك، وجميع ملكي لك الفداء. وإن قلت: نفسي، أكون قد كذبت، غير أني لم أكن أحب أن تحشمني في وتد أو في ملكي. فأبلغته رسالته، فتهلل وجهه، و استنار، وأظهر سرورًا ، وقرأ في ذلك اليوم عليى الغرباء نحوًا من خمسمائة حديث، و تصدق بثلاثمائة درهم.

          تعليق

          • تامر أبو سلطان
            1- عضو جديد

            • 6 ديس, 2017
            • 62
            • باحث
            • مسلم

            #6
            ذكر فضائل صحيح البخاري

            قال أبو زيد المروزي: كنت نائمًا بين الركن و المقام فرأيت النبي-صلي الله عليه و سلم-في المنام، فقال لي: يا أبا زيد إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي، فقلت : يا رسول الله و ما كتابك، قال: جامع محمد بن إسماعيل.

            قال أبو جعفر العقيلي: لما صنف البخاري كتاب الصحيح عرضه على ابن المديني وأحمد بن حنبل ويحيي بن معين وغيرهم، فاستحسنوه و شهدوا له بالصحة إلا أربعة أحاديث. قال العقيلي: والقول فيها قول البخاري و هي صحيحة.قال الفربري: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.وعن البخاري قال: صنفت الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة و جعلته حجة بيني وبين الله.

            تعليق

            • تامر أبو سلطان
              1- عضو جديد

              • 6 ديس, 2017
              • 62
              • باحث
              • مسلم

              #7
              ذكر ثناء الأئمة علي الإمام البخاري

              ذكر ثناء الأئمة عليه

              قال محمد بن يوسف: كنا عند أبي رجاء، فسئل عن طلاق السكران، فقال: هذا أحمد بن حنبل وابن المديني وابن راهويه قد ساقهم الله إليك و أشار إلى محمد بن إسماعيل.قال أحمد بن عبد السلام: ذكرنا قول البخاري لعلي بن المديني-يعني ما استصغرت نفسي إلا بين يدي علي بن المديني-فقال علي: دعوا هذا، فإن محمد بن إسماعيل لم ير مثل نفسه.قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ما أخرجت خرسان مثل محمد بن إسماعيل.وقال أحمد بن الضوء: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان: ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل.وقال بندار: ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل.وقال الحسين بن حريث: لا أعلم أني رأيت مثل محمد بن إسماعيل، كأنه خُلق للحديث.وقال أبو سهل محمود الشافعي: سمعت أكثر من ثلاثين عالمًا من علماء مصر يقولون: حاجتنا من الدنيا النظر في “تاريخ” محمد بن إسماعيل.وقال قتيبة بن سعيد: لقد رحل إلي من شرق الأرض و غربها، فما رحل إلي مثل محمد بن إسماعيل.قال مهيار: رأيت يحيي بن معين وقتيبة بن سعيد وهما يختلفان جميعًا إلى محمد بن إسماعيل ويحيي بن معين ينقاد له في المعرفة.قال أبو حاتم الرازي: ما دخل العراق أعلم من محمد بن إسماعيل.قال أبو بكر بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله-صلي الله عليه و سلم-وأحفظ له من محمد بن إسماعيل.و قال أحمد بن حمدون: رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة ومحمد بن يحيي الذهلي يسأله في الأسامي والكنى والعلل، ومحمد بن إسماعيل يمر فيه مثل السهم، كأنه يقرأ: قل هو الله أحد.قال ابن حجر بعد أن ذكر ثناء شيوخه و أقرانه عليه: و لو فتحت باب ثناء الأئمة عليه ممن تأخر عن عصره لفني القرطاس، و نفدت الأنفاس فذاك بحر لا ساحل له.قال محمد بن يوسف: كنا عند أبي رجاء، فسئل عن طلاق السكران، فقال: هذا أحمد بن حنبل وابن المديني وابن راهويه قد ساقهم الله إليك و أشار إلى محمد بن إسماعيل.

              قال أحمد بن عبد السلام: ذكرنا قول البخاري لعلي بن المديني-يعني ما استصغرت نفسي إلا بين يدي علي بن المديني-فقال علي: دعوا هذا، فإن محمد بن إسماعيل لم ير مثل نفسه.قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ما أخرجت خرسان مثل محمد بن إسماعيل.وقال أحمد بن الضوء: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان: ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل.وقال بندار: ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل.وقال الحسين بن حريث: لا أعلم أني رأيت مثل محمد بن إسماعيل، كأنه خُلق للحديث.وقال أبو سهل محمود الشافعي: سمعت أكثر من ثلاثين عالمًا من علماء مصر يقولون: حاجتنا من الدنيا النظر في “تاريخ” محمد بن إسماعيل.وقال قتيبة بن سعيد: لقد رحل إلي من شرق الأرض و غربها، فما رحل إلي مثل محمد بن إسماعيل.قال مهيار: رأيت يحيي بن معين وقتيبة بن سعيد وهما يختلفان جميعًا إلى محمد بن إسماعيل ويحيي بن معين ينقاد له في المعرفة.قال أبو حاتم الرازي: ما دخل العراق أعلم من محمد بن إسماعيل.قال أبو بكر بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله-صلي الله عليه و سلم-وأحفظ له من محمد بن إسماعيل.و قال أحمد بن حمدون: رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة ومحمد بن يحيي الذهلي يسأله في الأسامي والكنى والعلل، ومحمد بن إسماعيل يمر فيه مثل السهم، كأنه يقرأ: قل هو الله أحد.قال ابن حجر بعد أن ذكر ثناء شيوخه و أقرانه عليه: و لو فتحت باب ثناء الأئمة عليه ممن تأخر عن عصره لفني القرطاس، و نفدت الأنفاس فذاك بحر لا ساحل له.

              تعليق

              • تامر أبو سلطان
                1- عضو جديد

                • 6 ديس, 2017
                • 62
                • باحث
                • مسلم

                #8
                ما لا يسعك جهله عن صحيح البخاري

                كثيرًا ما يغضب المنتقدون لكتب الصحاح والمشككون في السنة المطهرة حين يقال لهم:
                لستم من أصحاب هذا الشأن ولا العارفين به، ولو كنتم من أصحابه لما انتقدتم هذه الانتقادات التي قد أُميتت هضمًا، وقد رد عليها السلف والخلف.
                فيقول هؤلاء الناقدون: هذا ليس ردًا، وإنما هروبًا من السؤال، ولو أنكم رددتم علينا لكان أبين لحجتكم وأوضح لمُتتبعيكم، وأفجع لمخالفيكم. فيقال لهم: هذا علم، ما عرفتموه ولا درستموه فكيف نجادلكم في ما تجهلون.
                فيرد الناقدون: هذا لا يحتاج علم، وإنما يعرفه كل ذي عقل، ولو نظرنا في أصح ما تدعون أنه صحيح وهو جامع محمد بن إسماعيل البخاري، لتبين فيه كثير مما يخالف العقل السليم والمنطق القويم، ولظهر فيه من العلل ما لا يمكن لعاقل أن ينكرها.
                وأنّا إن شاء الله رادون عليهم بما يفهمه كل ذي عقل، وموضحون لهم ما يجهلون، ومبسطون لهم معاقد هذا العلم.
                وأول سؤال يطرحه الناقد علي مخالفه هو:
                هل كل ما في صحيح البخاري صحيحًا؟

                يقال له: لقد أجملت وما وضحت، وتبين من سؤالك أنك ما عرفت هذا العلم ولا درسته. وإن في الجامع الصحيح مسند ومعلق ومرسل. وإن صاحب الكتاب قد سماه “الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه”. فما فيه حديث مسند متصل إلا هو صحيح، قد أجمعت الأمة علي صحته إلا أحرف يسيرة قد انتقدها عليه كبار النقاد أمثال الدار قطني وغيره. فهذه الأحرف اليسيرة هي صحيحه عنده رحمه الله، وهو أمير هذا الشأن وحامل لوائه. والأخذ برأيه أخذ برأي كبير هذا الشأن والأعلم به.وأما المرسل والمعلق فليس من أصل الكتاب ولا من شرطالمرسل

                الحديث المرسل هو إذا كان الذي يُحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم تابعيًا وليس صحابيًا. يعني أن يقول التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو بلغنا عنه أنه قال كذا. فالتابعي لم يلقى النبي صلى الله عليه وسلم، أو لقيه قبل إسلامه وأسلم بعد موته صلي الله عليه و سلم .فمثل هذا الحديث حديث الزهري الذي يرويه البخاري في كتاب التعبير. حيث قال الزهري بعد ذكره حديث الوحي:وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُؤوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ ؛ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ.
                فهذا الحديث ضعيف لأنه من كلام الزهري وهو من التابعين. وهو من أكثر الأحاديث دورانًا على ألسنة منكري السنة.فيقول القائل منهم: كيف للبخاري أن يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حاول الانتحار أو همّ به، أو كيف يروي مثل هذا أو يصححه؟ فيقال لمثل هذا:أن البخاري لم يصححه ولا من شرطه القبول بالمرسل، وإنما سمى كتابه الجامع المسند الصحيح. فما ليس بمسند ليس بصحيح عنده.
                المعلق

                الحديث المعلق هو ما حُذف من بداية إسناده (أي من جهة المحدث المصنف-صاحب الكتاب-) راوٍ واحد فأكثر. كأن يقول البخاري مثلًا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، و هو بذالك حذف الإسناد كله، أو أن يحذف أوله فقط.وعدد الأحاديث التي علقها البخاري في كتابه هو مئة وستون حديثًا. و لا يُشترط أن تكون كلها صحيحة ولكن فيها الصحيح وغيره. وهي علي أي حال ليس من شرطه، فشرطه هو المسند (يعني المتصل دون انقطاع، فلا انقطاع في أوله كالمعلق، ولا انقطاع في آخره كالمرسل) كما عنون كتابه.عن الصحيح

                قال البخاري:صنفت الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة وجعلته حجة بيني وبين الله
                وقال الفربري: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
                قالوا: روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن قيام الساعة فقال: إن أُخَّر هذا (يعني غلام المغيرة) فلن يدركه الهرم حتي تقوم الساعة، وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد. و قد تبين للعيان أنه مر أكثر من 1300 عام، وهرم غلام المغيرة ومات وما قامت الساعة، وهذه الأحاديث ليست من المرسلات ولا المعلقات.قلنا: إنما الأحاديث يبين بعضها بعض ويشرح بعضها بعض، وفي الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسألونه متى الساعة فكان ينظر إلي أصغرهم فيقول: إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتي تقوم ساعتكم. قال هشام (راوي الحديث): ساعتكم يعني موتكم.
                فقوله تقوم الساعة، يعني موتهم وليس يوم القيامة. أما قوله صلى الله عليه وسلم: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد، فالمعني أن الأحياء في هذه الليلة لن يكونوا أحياء بعد مائة سنة، فهذا وقع والحمد لله وهو من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، فآخر الصحابة موتًا هو أبو الطفيل بن واثلة، مات سنة 110 للهجرة، أي بعد مائة عام من وفاته صلى الله عليه وسلم.قالوا: روى البخاري أن قردة زنت فاجتمع عليها القرَدة فرجموها، فهل الحيوانات مكلفة؟، وهل بينها زواج؟ و كيف طبيعة هذا الزواج؟. قلنا: هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه، إنما هو من كلام عمرو بن ميمون، حيث قال:رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ
                وعمرو بن ميمون لم يري النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سمع منه، إنما يحكي قصة حدثت له في الجاهلية، وعمرو قطعًا لا يفهم لغة القردة ولا منطقهم، فرأى القردة يرجمون قردة، فظنهم يرجموها بسبب الزنا، وهذا ظنه .قال ابن عبد البر رحمه الله: هذا عند جماعة أهل العلم منكر: إضافة الزنا إلى غير مكلف، وإقامة الحدود في البهائم.قال القرطبي رحمه الله: إن صحت هذه الرواية، فإنما أخرجها البخاري دلالة على أن عمرو بن ميمون قد أدرك الجاهلية، ولم يبال بظنه الذي ظنه في الجاهلية.وما من إشكال أو شبهة في صحيح البخاري إلا و قد رد عليه السلف والخلف. وقد ذكر صاحب كشف الظنون (حاجي خليفة) أن عدد شروح صحيح البخاري بلغت اثنين وثمانين شرحًا، وذكر محمد عصام الحسيني في كتابه (إتحاف القاري بمعرفة جمهود وأعمال العلماء على صحيح البخاري) ثلاثمائة وسبعين ترجمة لعالم أو محدث أو حافظ قد اعتنوا بصحيح البخاري ما بين شرح أو تعليق.وأشهر هذه الشروح:-


                • فتح الباري لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ)
                • التوشيح شرح الجامع الصحيح للإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت:911هـ)
                • التنقيح في شرح الجامع الصحيح لمحمد بن بهادر الزركشي (ت:794هـ)
                • شرح القاضي أبي بكر بن عبد الله بن العربي المالكي الحافظ (ت:543ه)



                إجماع الأمة علي صحة ما في صحيح البخاري

                قال الإمام النووي: اتفق العلماء على أنَّ أصحَّ الكُتب بعد القرآن الكريم الصحيحان: صحيح البُخاري، وصحيح مسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول. وقال الحافظ ابن كثير: وكتابُ البُخاريِّ الصَّحيح أجمعَ على قَبُولِه وصِحَّةِ ما فيه أهلُ الإسلام.

                تعليق

                مواضيع ذات صلة

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 12:34 ص
                ردود 0
                46 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة عطيه الدماطى
                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:43 ص
                ردود 0
                48 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                بواسطة *اسلامي عزي*
                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:38 ص
                ردود 0
                71 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                بواسطة *اسلامي عزي*
                ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 1 فبر, 2022, 04:13 ص
                ردود 0
                81 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة صلاح عامر
                بواسطة صلاح عامر
                ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 22 يول, 2021, 02:08 م
                ردود 0
                74 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة صلاح عامر
                بواسطة صلاح عامر
                يعمل...