القول التمام في حديث: "آدم ستون ذراعًا في السماء".
روي هذا الحديث كل من: أبي هريرة مرفوعًا، وأنس بن مالك مرفوعًا وأبي بن كعب مرفوعًا (رضي الله عنهم جميعا) وعبدالملك بن حبيب مرسلًا، وورد موقوفًا عن ابن عباس (رضي الله عنه) والسدي، وكعب الأحبار.
وسنسرد الروايات عن كلٍ منهم والحكم عليها ثم خلاصة القول في الحديث:
أولًا: روايات أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا:
رُويت عنه من تسعة أوجه:
لكن جمهور الرواة عنه رووا عنه عبارة (ستون ذراعًا) أو (سبعون ذراعاً) في سياق حديث صورة أهل الجنة
وتفرد همام بن منبه عنه فرواها في سياق حديث كيفية خلق آدم ويظهر لنا أن هذه الرواية نفسها فيها مخالفة وسيجئ.
1ـ رواية أبي صالح ذكوان عن أبي هريرة مرفوعًا: (وهو لا بأس به)
رواه مسلم وغيره من طريق أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِى السَّمَاءِ إِضَاءَةً ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ لاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَمْتَخِطُونَ وَلاَ يَبْزُقُونَ أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ أَخْلاَقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى طُولِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا.".
2ـ رواية أبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلى عن أبي هريرة مروفًا: (وهو لا بأس به)
البخاري في صحيحه من طريق أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفِلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُو نَ أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ الْأَنْجُوجُ عُودُ الطِّيبِ وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ.
قال البيهقي في البعث والنشور:
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتَيْبَةَ، أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ، عَنْ عُمَارَةَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: سَبْعِينَ ذِرَاعًا. وَرِوَايَةُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَصَحُّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قلت: لم أجده في صحيح مسلم.
3ـ رواية الأعرج عبدالرحمن بن هرمز عن أبي هريرة مرفوعًا: (وهو الثبت)
الطبراني في مسند الشاميين حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن عبد الوهاب بن بخت عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (إن أهل الجنة يدخلون الجنة على قوام آدم ستون ذراعا وعلى ذلك قطعت سررهم).
قلت: وقد تفردت هذه الرواية بذكر: (وعلى ذلك قطعت سررهم) عن باقي الجمهور.
كذا رواها الطبراني من نفس الطريق فقال:
الطبراني في مسند الشاميين حدثنا أبو ميمون أيوب بن أبي سليمان الصوري ثنا كثير بن عبيد الحذاء ثنا محمد بن حمير عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خلق الله آدم على صورته طوله سبعين ذراعا)
[محمد بن حمير لا يحتج به وقد خالف (سبعين ذراعًا) وأبو ميمون أيوب بن أبي سليمان الصوري هناك من كذبه]
4ـ مخالفة رواية همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعًا:
رواه البخاري وغيره من طريق عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد، عن همام بن منبه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ.
أولًا: القول في صحيفة همام بن منبه، أن الأصل في صحيفة همام بن منبه، أنها حسنة فيما وافق فيها أصحاب أبي هريرة الثقات. وما خالف فيه الثقات من رفع الموقوف أو زيادة في حديث، فلا يحتج بها.
قال المزي في تهذيب الكمال: وقال أبو الحسن الميموني سمعت أحمد بن حنبل يقول في صحيفة همام إن معمرا أدركه قد كبر ووقع حاجباه على عينيه وأدرك أيام السودان فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قرئ عليه مما قرأ هو".
"وقال في موضع آخر قال لي أحمد بن حنبل همام بن منبه روى عنه أخوه وهب بن منبه وكان رجلا يغزو وكان يشتري الكتب لأخيه وهب فجالس أبا هريرة بالمدينة فسمع منه أحاديث وكان قد أدرك المسودة وسقط حاجباه على عينيه وهي نحو من أربعين ومئة حديث بإسناد واحد ولكنها مقطعة في الكتب وفيها أشياء ليست في الأحاديث".
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بإسناده عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت عليا يعني بن المديني يقول أصحاب أبي هريرة هؤلاء الستة سعيد بن المسيب وأبو سلمة والأعرج وأبو صالح ومحمد بن سيرين وطاوس وكان همام بن منبه يشبه حديثه حديثهم إلا أحرفا.
قلت: يقصد إلا بعض الألفاظ التي قد يدرجها همام.
والخلاصة في همام بن منبه، أنه لا بأس به إذا وافق حديثه حديث الثقات الأثبات. بل الخلاصة في صحيفة همام بن منبه أنه صحيفة حسنة، كل الروايات التي توردها لها أصل متابع عليه لكنه تفرد بالعديد من الألفاظ بما لا يتابع عليه وفيها بعض العلل الخفية التي تظهر بالفحص والسبر.
ثانيا: قد تفرد همام بن منبه، عن روايات الجمهور في هذه الرواية من وجوه:
أـ قد خالف همام بن منبه فروى عبارة (ستون ذراعًا) في سياق حديث خلق آدم مع أن الجمهور على روايتها في سياق حديث صورة أهل الجنة.
ب ـ روى عبارة (ستون ذراعًا) في سياق حديث خلق آدم عليه السلام. مع أن جمهور الرواة لم يرووا هذا الحديث بهذه الزيادة أصلًا، وسيأتي بإذن الله.
ج ـ زاد في الحديث (فما يزال الخلق ينقص حتى الآن) بما لم يتابع عليه. فهي زيادة منكرة.
دــ حديث خلق آدم نفسه الذي فيه (اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ) له دراسة أخرى، ستأتي إن شاء الله.
هـ ـ الصحيح عندي أن صحيفة همام بن منبه تدعى (صحيفة همام بن منبه) والقول أنه تدعى (الصحيفة الصحيحة) فلا تصح إلا على منهج المتقدمين لا المتأخرين، لأن همام نفسه حسن الحديث عن أبي هريرة.
هـ ـ الغريب أن همام بن منبه قد روى حديث صورة أهل الجنة دون عبارة (ستون ذراعًا).
روى مسلم في صحيحه حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ، صُوَرُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ فِيهَا، آنِيَتُهُمْ وَأَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمْ مِنَ الْأَلُوَّةِ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سَاقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، مِنَ الْحُسْنِ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ، يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا".
5ـ رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا: (وهو ثبت)
أحمد في مسنده قال حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبع أذرع»
محمد بن سعد في الطبقات الكبرى قال: أخبرنا يحيى بن السكن قال: أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً جعاداً مكحلين أبناء ثلاثٍ وثلاثين على خلق آدم ستين ذراعاً في سبع أذرع.
قلت:
أولًا: تفرد بهذه الرواية علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
ثانيًا: اضطرب فيها علي بن زيد عن سعيد فمرة يرويها عن سعيد مرسلًا ومرة يرويها عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعًا.
ثالثا: بل زاد "في سبع أذرع"
رابعا: قد خالف علي بن زيد الجمهور عن سعيد فقد رواها الزهري دون هذه الزيادة كالتالي:
فقد روى البخاري حَدَّثَنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ» وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ» ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ»
كذلك هناك رواية من طريقه:
أحمد في مسنده حدثنا عفان، ثنا حمّاد - يعني ابن سلمة -، ثنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "يدخل أهل الجنة الجنة مردًا، بيضًا، جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم سبعون ذراعًا في سبعة أذرع".
[فيه علي بن زيد بن جدعان وقد اضطرب فيه لكن ربما الاضطراب من حماد بن سلمة لأنه مرة يرويه عن علي بن زيد عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعًا وموقوفًا ومرة يرويه ستون ذراعا ومرة سبعون ذراعا ومرة يرويه عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس كما سيأتي]
6ـ رواية أبي عثمان التبان عن أبي هريرة مرفوعًا: (وهو لا بأس به):
قال أحمد في مسنده حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ـ
قال عبد الله بن أحمد: وكان في كتاب أبي: «وطوله ستون ذراعا»، فلا أدري حدثنا به أم لا.
قلت: شك عبدالله بن أحمد يشكك في هذه الزيادة.
7ـ رواية سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا: (وهو لا بأس به).
البراز في مسنده حَدَّثنا إبراهيم بن سَعِيد ، قال : حَدَّثنا أبو خالد ، قال : حَدَّثنا ابن عجلان عن سَعِيد ، عَن أبي هُرَيرة ، عَن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله خلق آدم (صلى الله عليه وسلم) طوله ستون ذراعا.
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب:" قال يحيى القطان ، عن ابن عجلان : كان سعيد المقبرى يحدث عن أبى هريرة ، و عن أبيه عن أبى هريرة ، و عن رجل عن أبى هريرة ، فاختلطت عليه فجعلها كلها عن أبى هريرة .
و لما ذكر ابن حبان فى كتاب الثقات هذه القصة قال : ليس هذا بوهن يوهن الإنسان به ، لأن الصحيفة كلها فى نفسها صحيحة ، و ربما قال ابن عجلان : عن سعيد عن أبيه عن أبى هريرة ، فهذا مما حمل عنه قديما قبل اختلاط صحيفته فلا يجب الاحتجاج إلا بما يروى عنه الثقات" .
قلت: الخلاصة أنه إسناده ضعيف من هذا الوجه إلا أن نجد متابع لابن عجلان على سعيد المقبري.
8ـ رواية عبدالرحمن بن أبي كريمة عن أبي هريرة مرفوعًا: (وهو مستور)
الترمذي في سننه حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم في قول الله {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} قال يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في جسمه ستون ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم أئتنا بهذا وبارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول أبشروا لكل رجل منكم مثل هذا قال وأما الكافر فيسود وجهه ويمد له في جسمه ستون ذراعا على صورة آدم فيلبس تاجا فيراه أصحابه فيقولون نعوذ بالله من شر هذا اللهم لا تأتنا بهذا قال فيأتيهم فيقولون اللهم أخزه فيقول أبعدكم الله فإن لكل رجل منكم مثل هذا"
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب و السدي اسمه إسماعيل بن عبدالرحمن
قلت: هذا إسناد ضعيف، فالسدي فيه ضعف، وأبيه عبدالرحمن بن أبي كريمة مستور.
بل إن إسرائيل قد أخطأ فرفع هذا الأثر وقد خالفه الثوري فوقفه على أبي هريرة، والثوري أقوى [كما قال أبي حاتم الرازي في العلل] .
9ـ رواية محمد بن زياد الجمحي عنه مرفوعًا:
أحمد في مسنده حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا محمد بن زياد الجمحي، قال: سمعت أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «يدخل أهل الجنة مردا بيضا جعادا مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم سبعين ذراعا في سبعة أذرع».
[والقول في هذه الرواية أن حماد بن سلمة قد اضطرب في هذا الحديث اضطراب كبيرًا وقد بينت ذلك فيما سبق وفيما يلي]
[قال صاحب المسند المصنف المعلل: هذا الحديث لم يرد في النسخ الخطية لمسند أحمد، وطبعتي الرسالة، والمكنز، وهو مثبت في طبعة عالم الكتب، عن «جامع المسانيد والسنن» 7/الورقة (174)، و«أطراف المسند» (10208)، و«إتحاف المهرة» لابن حجر (19806)، وسقط منهما: «حماد بن سلمة».]
الخلاصة: في حديث أبي هريرة أن طول آدم ستون ذراعًا" :
أنه روي من ثمانية أوجه (أسانيد) عنه لم يصح فيها إلا ما رواها
أبي صالح ذكوان وأبي زرعة والأعرج، في سياق صورة أهل الجنة.
وقد تفرد عن هؤلاء الجمهور همام بن منبه، فرواها في سياق خلق آدم عليه السلام وأمر الله له أن يسلم على الملائكة وزاد زيادة منكرة (فما يزال الخلق ينقص إلى الآن) وهي زيادة منكرة وهذه الرواية التي تفرد بها قد خالف فيها جمهور الرواة لنفس رواية خلق آدم فلم يوردوا أن آدم ستون ذراعًا في سياق خلق آدم.
إذن هناك رواياتين مختلفتين:
= رواية صورة أهل الجنة جاء فيه أنهم يدخلون على صورة آدم (ستون ذراعا).وهي رواية جمهور الرواة.
= رواية خلق آدم وأمره تسليمه على الملائكة والجمهور لم يروها بزيادة (ستون ذراعا) بل تفرد بها همام بن منبه وزاد عنهم (فما يزال الخلق ينقص حتى الآن) بزيادتين منكرتين.
يتبع إن شاء الله تعالى (نرجو عدم التعليق لحين الإنتهاء من الدراسة)
تعليق