تويت
▪ التكبير الجماعي له أصل، والتشدد في إنكار ذلك بدعة ▪
••• قبل الحديث عن التكبير الجماعي، هناك من يخلط بين حكمه وبين حكم الذكر الجماعي الذي يرى البعض أنه لا بأس به، بل ذهب بعضهم إلى استحبابه، والواقع أن المسألة في الذكر الجماعي خلافية، والحال الذي هو عليه اليوم، وضعف الإستدلال بمشروعيته، يجعله إلى البدعية أقرب، بينما التكبير الجماعي فيه نصوص تفيد جوازه، وأتى عن الصحابة والسلف ما يفيد وقوعه..
-------------------------
••• في العيدين، يتكرر مشهد تكبير بعض الأفراد قبل صلاة العيد جماعيّا، فينبري لإخراصهم قومٌ جلافٌ، يقرعونهم بألسنةٍ شداد، وكأنهم أتوا بناقضٍ من نواقض الإسلام، فانتقادهم منصبّ على اللحن الجماعي لا على مضمون الذكر، وقد صح أن التكبير بعد غروبِ شمسِ آخرِ يومٍ من رمضان، وكذلك في أيام التشريق من ذي الحجة كان يقع جماعياً في عصر الخلفاء الراشدين، أي: بوجود جمعٍ من الناس يكبرون في وقتٍ واحدٍ، ففي صحيح البخاري: (أن عمر رضي الله عنه كان يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً)، وعند البهقي: (حَتَّى تَرْتَجَّ مِنىً تَكْبِيراً وَاحِداً).
••• وهذا صريح في أن التكبير كان يقع جماعياً، وإلا، فما معنى حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَاحِدًا)؟ ألا يفيد معناه التكبير بصوتٍ واحدٍ بدليل ارتجاج منى؟ نعم، إن الرجة لا تحدث مع الاصوات المختلفة، ولولا الصوت الواحد، لم يُجهر بالأصوات عاليا، ولم تحدث الرجة، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقوله ترتج، -بتثقيل الجيم- أي: تضطرب وتتحرك، وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات. الفتح 2/462.
••• وعند البخاري أيضا، أن ابن عمر وأبا هريرة
كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما، وغاية ما تدل عليه هذه الآثار، هو وقوعه جماعياً في عهد الصحابة والسلف الصالح، وبهذا قال الإمام مالك في كتابه "الموطأ"، وقال به الإمام الشافعي في كتابه "الأم".
-----------------------------------
▪▪▪ في صحيح البخاري رحمه الله:
••• «وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَ».
••• «وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ، يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنىً فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ، فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنىً تَكْبِيراً».
••• «وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي المَسْجِدِ».
••• وعند البيهقي «أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ ، فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ السُّوقِ فَيُكَبِّرُونَ ، حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَاحِدًا) 5886 السنن للبيهقي
------------------------------------
••• والتكبير الجماعي قال به الإمام الشافعي رحمه الله، فيقول في كتاب الأم: [(يُكبّر الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفطر فرادى و جماعة في كل حال حتى يخرج الإمام لصلاة العيد ثم يقطعون التكبير)، ثم قال (ويكبر إمامهم خلف الصلوات فيكبرون معا ومتفرقين، ليلا ونهارا وفي كل هذه الأحوال)، ثم قال: (ويكبر الإمام خلف الصلوات ما لم يقم من مجلسه فإذا قام من مجلسه لم يكن عليه أن يعود إلى مجلسه فيكبر وأحب أن يكبر ماشيا كما هو أو في مجلس إن صار مجلسه، قال: ولا يدَعْ من خلْـفه التكبيرَ بتكبيره)]. كتاب الأم 1ص231
••• والتكبير الجماعي أيضا هو مذهب الإمام مالك رحمه الله، وهو ما كان عليه أهل المدينة، وعليه فقهاء المالكية من بعده، فجاء عند الإمام مالك في الموطأ: باب التكبير أيام التشريق 922: [(حدثني يحيى عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن عمر بن الخطاب خرج الغد من يوم النحر حين ارتفع النهار شيئا فكبر، فكبر الناس بتكبيره، ثم خرج الثانية من يومه ذلك بعد ارتفاع النهار فكبر، فكبر الناس بتكبيره، ثم خرج الثالثة حين زاغت الشمس فكبر، فكبر الناس بتكبيره حتى يتصل التكبير ويبلغ البيت فيعلم أن عمر قد خرج يرمي).
• قال مالك: (الأمر عندنا أن التكبير في أيام التشريق دبر الصلوات، وأول ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الظهر من يوم النحر وآخر ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الصبح من آخر أيام التشريق، ثم يقطع التكبير).
• قال مالك: (والتكبير في أيام التشريق على الرجال والنساء من كان في جماعة أو وحده بمنى أو بالآفاق كلها واجب، وإنما يأتم الناس في ذلك بإمام الحاج وبالناس بمنى، لأنهم إذا رجعوا وانقضى الإحرام ائتموا بهم حتى يكونوا مثلهم في الحل، فأما من لم يكن حاجا فإنه لا يأتم بهم إلا في تكبير أيام التشريق).
• قال مالك: (الأيام المعدودات أيام التشريق)] كتاب الموطأ: 1ص404
••• وفي المغني لابن قدامة الحنبلي (2/127): [(فصل: والمسافرون كالمقيمين فيما ذكرنا، وكذلك النساء يكبرن في الجماعة وفي تكبيرهن في الانفراد روايتان كالرجال قال ابن منصور قلت لأحمد قال سفيان لا يكبر النساء أيام التشريق إلا في جماعة، قال: أحسن وقال البخاري: كان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد وينبغي لهن أن يخفضن أصواتهن حتى لا يسمعهن الرجال وعن أحمد رواية أخرى)].
...
••• قبل الحديث عن التكبير الجماعي، هناك من يخلط بين حكمه وبين حكم الذكر الجماعي الذي يرى البعض أنه لا بأس به، بل ذهب بعضهم إلى استحبابه، والواقع أن المسألة في الذكر الجماعي خلافية، والحال الذي هو عليه اليوم، وضعف الإستدلال بمشروعيته، يجعله إلى البدعية أقرب، بينما التكبير الجماعي فيه نصوص تفيد جوازه، وأتى عن الصحابة والسلف ما يفيد وقوعه..
-------------------------
••• في العيدين، يتكرر مشهد تكبير بعض الأفراد قبل صلاة العيد جماعيّا، فينبري لإخراصهم قومٌ جلافٌ، يقرعونهم بألسنةٍ شداد، وكأنهم أتوا بناقضٍ من نواقض الإسلام، فانتقادهم منصبّ على اللحن الجماعي لا على مضمون الذكر، وقد صح أن التكبير بعد غروبِ شمسِ آخرِ يومٍ من رمضان، وكذلك في أيام التشريق من ذي الحجة كان يقع جماعياً في عصر الخلفاء الراشدين، أي: بوجود جمعٍ من الناس يكبرون في وقتٍ واحدٍ، ففي صحيح البخاري: (أن عمر رضي الله عنه كان يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً)، وعند البهقي: (حَتَّى تَرْتَجَّ مِنىً تَكْبِيراً وَاحِداً).
••• وهذا صريح في أن التكبير كان يقع جماعياً، وإلا، فما معنى حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَاحِدًا)؟ ألا يفيد معناه التكبير بصوتٍ واحدٍ بدليل ارتجاج منى؟ نعم، إن الرجة لا تحدث مع الاصوات المختلفة، ولولا الصوت الواحد، لم يُجهر بالأصوات عاليا، ولم تحدث الرجة، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقوله ترتج، -بتثقيل الجيم- أي: تضطرب وتتحرك، وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات. الفتح 2/462.
••• وعند البخاري أيضا، أن ابن عمر وأبا هريرة
كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما، وغاية ما تدل عليه هذه الآثار، هو وقوعه جماعياً في عهد الصحابة والسلف الصالح، وبهذا قال الإمام مالك في كتابه "الموطأ"، وقال به الإمام الشافعي في كتابه "الأم". -----------------------------------
▪▪▪ في صحيح البخاري رحمه الله:
••• «وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَ».
••• «وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ، يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنىً فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ، فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنىً تَكْبِيراً».
••• «وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي المَسْجِدِ».
••• وعند البيهقي «أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ ، فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ السُّوقِ فَيُكَبِّرُونَ ، حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَاحِدًا) 5886 السنن للبيهقي
------------------------------------
••• والتكبير الجماعي قال به الإمام الشافعي رحمه الله، فيقول في كتاب الأم: [(يُكبّر الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفطر فرادى و جماعة في كل حال حتى يخرج الإمام لصلاة العيد ثم يقطعون التكبير)، ثم قال (ويكبر إمامهم خلف الصلوات فيكبرون معا ومتفرقين، ليلا ونهارا وفي كل هذه الأحوال)، ثم قال: (ويكبر الإمام خلف الصلوات ما لم يقم من مجلسه فإذا قام من مجلسه لم يكن عليه أن يعود إلى مجلسه فيكبر وأحب أن يكبر ماشيا كما هو أو في مجلس إن صار مجلسه، قال: ولا يدَعْ من خلْـفه التكبيرَ بتكبيره)]. كتاب الأم 1ص231
••• والتكبير الجماعي أيضا هو مذهب الإمام مالك رحمه الله، وهو ما كان عليه أهل المدينة، وعليه فقهاء المالكية من بعده، فجاء عند الإمام مالك في الموطأ: باب التكبير أيام التشريق 922: [(حدثني يحيى عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن عمر بن الخطاب خرج الغد من يوم النحر حين ارتفع النهار شيئا فكبر، فكبر الناس بتكبيره، ثم خرج الثانية من يومه ذلك بعد ارتفاع النهار فكبر، فكبر الناس بتكبيره، ثم خرج الثالثة حين زاغت الشمس فكبر، فكبر الناس بتكبيره حتى يتصل التكبير ويبلغ البيت فيعلم أن عمر قد خرج يرمي).
• قال مالك: (الأمر عندنا أن التكبير في أيام التشريق دبر الصلوات، وأول ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الظهر من يوم النحر وآخر ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الصبح من آخر أيام التشريق، ثم يقطع التكبير).
• قال مالك: (والتكبير في أيام التشريق على الرجال والنساء من كان في جماعة أو وحده بمنى أو بالآفاق كلها واجب، وإنما يأتم الناس في ذلك بإمام الحاج وبالناس بمنى، لأنهم إذا رجعوا وانقضى الإحرام ائتموا بهم حتى يكونوا مثلهم في الحل، فأما من لم يكن حاجا فإنه لا يأتم بهم إلا في تكبير أيام التشريق).
• قال مالك: (الأيام المعدودات أيام التشريق)] كتاب الموطأ: 1ص404
••• وفي المغني لابن قدامة الحنبلي (2/127): [(فصل: والمسافرون كالمقيمين فيما ذكرنا، وكذلك النساء يكبرن في الجماعة وفي تكبيرهن في الانفراد روايتان كالرجال قال ابن منصور قلت لأحمد قال سفيان لا يكبر النساء أيام التشريق إلا في جماعة، قال: أحسن وقال البخاري: كان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد وينبغي لهن أن يخفضن أصواتهن حتى لا يسمعهن الرجال وعن أحمد رواية أخرى)].
...
