تويت
الزندقة و"فن الاستهبال"
كتبه المهندس أحمد سمير
في كتب الفقه تناول أهل العلم ظاهرة قديمة عاصروها، أقدم بكثير من العاهات المتصدرة المتخذة من الليبرالية أو العلمانية ستارا (مفيش أي تجديد).ظاهرة (المتستر عن التكذيب) أو ظاهرة "الزندقة"يخالف صريح القرآن الواضح الحاسم الجازم ولما تواجهه بتكذيبه ينفي تكذيبه للقرآن ويبدأ في (الاستهبال)
شخص يبطن التكذيب للقرآن ولكن لا يصرح به إما خوفا، أو خبثا، ثم يتستر خلف ستار (الاستهبال)مثلا يقولك أنا شايف الزنا شيء كويس جدا، تقوله بس ده تكذيب للقرآن اللي بيقول (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا)؟ فيقولك: لا أنا مش مكذب للقرآن أنا مقتنع إن الزنى اللي حرمه القرآن ده الزنا اللي بيجيب أمراض مش العلاقة المقننة والآمنة في إطار رقابة مجتمعية وإطار قانوني لولبي حديث متفق مع مواثيق حقوق الإنسان والحيوان ومتفق مع إجراءات السلامة اللي نشرتها منظمة (دلع نفسك) في مؤتمرها السنوى.
أو يقولك مثلا أنا شايف إن قضية الدين مش مؤثرة أوي في دخول الجنة وعادي الجنة ممكن يدخلها أي حد "كويس" بعيدا عن المعتقد، "متدخلوش الدين في (الجنة) لو سمحتم" ، طبعا ده لما تيجي تواجهه تقريبا بثلاثة أرباع القرآن المكذب لكلامه، يبدأ يتستر خلف ستار الاستهبال، عشان يبين إنه مش مكذب للقرآن.
والأمثلة كتير جدا لا تنتهي ممكن تتلخص في عناوين رئيسية: حد يستحل شيء قطعي الحرمة، أو يحرم شيء قطعي الإباحة، أو يجحد شريعة ثابتة بشكل واضح وقاطع وصريح ميتحملش أصلا جدال ولا خلاف، أو ينكر غيبيات وأمور ثابت بقطعية (زي القيامة والحساب والجنة والنار)، الخلاصة الشخص ده مش بيصرح بحقيقة ما يبطنه من عدم الإيمان لكن بيخالف في أمور بيسميها بعض العلماء (المعلوم من الدين بالضرورة) أمور بتتعرف بالضرورة واللي يقول أنا معرفهاش أو يحور فيها يبقى (بيستهبل) لقطعيتها من جانب، ولانتشار علمها من جانب تاني، لدرجة إن حتى اللي مش مسلمين وعايشين في بلاد الإسلام بيبقوا عارفين إنها جزء من الإسلام!
الشخص ده بقى العلماء (بلا خلاف) اتفقوا على إن استهباله مالوش أي أثر وإنه بيعامل معاملة اللي بيصرح بالتكذيب (زيه زي الملحدين اللي بيصرحوا بردتهم)، لأن ببساطة لو اعتبرنا الاستهبال ليه اعتبار هيبقى (الهبل أسلوب حياة) مش في أمور الدين بس، بل والدنيا، تخيل تروح تشتري لحمة الراجل يديك زيت، تقوله بس أنا قلت لحمة، فيقولك ما هو الزيت في رأيي يستحق اسم لحمة، ويقولك إن كلمة لحمة دي من التلاحم، والزيت فيه معاني التلاحم، حتى لما بيبقى حاجتين بيحتكوا ببعض بنشحمهم بزيت!! تخيل كل حاجة تمشي بالاستعباط ده، تخيل واحدة تطالب بحقوقها من زوجها فيقول احنا متجوزناش، تطلعله عقد الزواج، فيقولها زواج يعني شيء زوجي بس، وأنا قصدي بالزواج الصحوبية، يعني اننا بقينا كوبل، فمفيش ما بينا عقد ولا حقوق ولا حاجة، تخيل بقى كل واحد يستهبل نعتبر فعلا إن استهباله ليه اعتبار، ولا هيبقى فيه معنى للكلام ولا للعقود ولا للاتفاقات ولا لأي حاجة في الدنيا، وفي الدين كذلك ولا هيبقى القرآن ليه معنى ولا السنة ليها معنى، هنبقى بنلف في مجرد دواير استعباط واستهبال، تخيل الدنيا بقت الشيخ ميزو ومفتي أستراليا وشوية حاجات فوق بعض
قمة البؤس.
دي خلاصة ظاهرة (المتستر عن التكذيب بدعواه) سواء بقى ادعى الجهل من غير ما يكون في أي احتمال للجهل، أو ادعى انه فاهم من النص معنى تاني وبدأ يذكر معنى أهبل غير محتمل، دي كلها دعاوى مالهاش قيمة.
هتقولي بس افرض واحد فعلا لسة مسلم جديد ومحتمل يبقى فعلا ميعرفش الحاجات الواضحة دي، أو واحد مسلم نشأ في بلد بعيدة معزولة وفعلا فيه احتمال يقع منه حاجات قطعية، أو واحد كل القرائن في حالته دلت إنه مش مكذب بس واقع في شبهة زي الفرق المبتدعة اللي خالفوا في أمور قطعية ، هقولك كل الاستثناءات دي أهل العلم برضه حطوها في الاعتبار، وعشان كده دايما بنقول إن الباب ده في الفقه حتى في أوضح صوره شأنه شأن كل أبواب الفقه يحتاج إلى رسوخ في العلم بل ربما هو من أكثر الأبواب حاجة لذلك، وأهل العلم أحكموه بضوابطهم، في صورة راقية من الاجتهاد.
الخلاصة المطلوب أوصلها من المنشور ده إنك تعرف الآتي:
١- الهبل والاستهبال مينفعش يبقى شيء معتبر وإلا هتقلب مستشفى مجانين
٢- إن علماء وفقهاء أمتنا على مر العصور أصحاب فقه حقيقي وعقليات تستحق الاحترام وإنهم اتعاملوا مع الظواهر البشرية اللي ظهرت في أوقاتهم باجهادات عميقة جدا ومتأنية، ولما تعرف إن العلماء كفّروا اللي يقول كذا أو ينكر كذا فالموضوع وراه اجتهاد وعمق، مش تخليص حق وتشفي مثلا!
٣- إن الظواهر البشرية اللي موجودة حاليا (زي الزندقة الحديثة) مش ظواهر جديدة وهي امتداد للظواهر البائدة على مر العصور عالجها الفقهاء وأهل العلم ومصيرها الفناء، ودين الله أمتن منها.
٤- إن أي حد يستهبل ويستعبط ويقعد يتفلسف على بروفايله في أحكام شرعية قطعية ويقولك: (برافو تونس) أو الهجص ده فهو بيحط نفسه في دايرة واحدة (دايرة الزندقة)، ويستحق مع الدايرة دي لقب إضافي وهو لقب (الأهبل) زي ما شرحتلك.
بسم الله الرحمن الرحيم: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)
تحتمل معنيين يا "أهبل" صح؟
شخص يبطن التكذيب للقرآن ولكن لا يصرح به إما خوفا، أو خبثا، ثم يتستر خلف ستار (الاستهبال)مثلا يقولك أنا شايف الزنا شيء كويس جدا، تقوله بس ده تكذيب للقرآن اللي بيقول (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا)؟ فيقولك: لا أنا مش مكذب للقرآن أنا مقتنع إن الزنى اللي حرمه القرآن ده الزنا اللي بيجيب أمراض مش العلاقة المقننة والآمنة في إطار رقابة مجتمعية وإطار قانوني لولبي حديث متفق مع مواثيق حقوق الإنسان والحيوان ومتفق مع إجراءات السلامة اللي نشرتها منظمة (دلع نفسك) في مؤتمرها السنوى.
أو يقولك مثلا أنا شايف إن قضية الدين مش مؤثرة أوي في دخول الجنة وعادي الجنة ممكن يدخلها أي حد "كويس" بعيدا عن المعتقد، "متدخلوش الدين في (الجنة) لو سمحتم" ، طبعا ده لما تيجي تواجهه تقريبا بثلاثة أرباع القرآن المكذب لكلامه، يبدأ يتستر خلف ستار الاستهبال، عشان يبين إنه مش مكذب للقرآن.
والأمثلة كتير جدا لا تنتهي ممكن تتلخص في عناوين رئيسية: حد يستحل شيء قطعي الحرمة، أو يحرم شيء قطعي الإباحة، أو يجحد شريعة ثابتة بشكل واضح وقاطع وصريح ميتحملش أصلا جدال ولا خلاف، أو ينكر غيبيات وأمور ثابت بقطعية (زي القيامة والحساب والجنة والنار)، الخلاصة الشخص ده مش بيصرح بحقيقة ما يبطنه من عدم الإيمان لكن بيخالف في أمور بيسميها بعض العلماء (المعلوم من الدين بالضرورة) أمور بتتعرف بالضرورة واللي يقول أنا معرفهاش أو يحور فيها يبقى (بيستهبل) لقطعيتها من جانب، ولانتشار علمها من جانب تاني، لدرجة إن حتى اللي مش مسلمين وعايشين في بلاد الإسلام بيبقوا عارفين إنها جزء من الإسلام!
الشخص ده بقى العلماء (بلا خلاف) اتفقوا على إن استهباله مالوش أي أثر وإنه بيعامل معاملة اللي بيصرح بالتكذيب (زيه زي الملحدين اللي بيصرحوا بردتهم)، لأن ببساطة لو اعتبرنا الاستهبال ليه اعتبار هيبقى (الهبل أسلوب حياة) مش في أمور الدين بس، بل والدنيا، تخيل تروح تشتري لحمة الراجل يديك زيت، تقوله بس أنا قلت لحمة، فيقولك ما هو الزيت في رأيي يستحق اسم لحمة، ويقولك إن كلمة لحمة دي من التلاحم، والزيت فيه معاني التلاحم، حتى لما بيبقى حاجتين بيحتكوا ببعض بنشحمهم بزيت!! تخيل كل حاجة تمشي بالاستعباط ده، تخيل واحدة تطالب بحقوقها من زوجها فيقول احنا متجوزناش، تطلعله عقد الزواج، فيقولها زواج يعني شيء زوجي بس، وأنا قصدي بالزواج الصحوبية، يعني اننا بقينا كوبل، فمفيش ما بينا عقد ولا حقوق ولا حاجة، تخيل بقى كل واحد يستهبل نعتبر فعلا إن استهباله ليه اعتبار، ولا هيبقى فيه معنى للكلام ولا للعقود ولا للاتفاقات ولا لأي حاجة في الدنيا، وفي الدين كذلك ولا هيبقى القرآن ليه معنى ولا السنة ليها معنى، هنبقى بنلف في مجرد دواير استعباط واستهبال، تخيل الدنيا بقت الشيخ ميزو ومفتي أستراليا وشوية حاجات فوق بعض
قمة البؤس.دي خلاصة ظاهرة (المتستر عن التكذيب بدعواه) سواء بقى ادعى الجهل من غير ما يكون في أي احتمال للجهل، أو ادعى انه فاهم من النص معنى تاني وبدأ يذكر معنى أهبل غير محتمل، دي كلها دعاوى مالهاش قيمة.
هتقولي بس افرض واحد فعلا لسة مسلم جديد ومحتمل يبقى فعلا ميعرفش الحاجات الواضحة دي، أو واحد مسلم نشأ في بلد بعيدة معزولة وفعلا فيه احتمال يقع منه حاجات قطعية، أو واحد كل القرائن في حالته دلت إنه مش مكذب بس واقع في شبهة زي الفرق المبتدعة اللي خالفوا في أمور قطعية ، هقولك كل الاستثناءات دي أهل العلم برضه حطوها في الاعتبار، وعشان كده دايما بنقول إن الباب ده في الفقه حتى في أوضح صوره شأنه شأن كل أبواب الفقه يحتاج إلى رسوخ في العلم بل ربما هو من أكثر الأبواب حاجة لذلك، وأهل العلم أحكموه بضوابطهم، في صورة راقية من الاجتهاد.
الخلاصة المطلوب أوصلها من المنشور ده إنك تعرف الآتي:
١- الهبل والاستهبال مينفعش يبقى شيء معتبر وإلا هتقلب مستشفى مجانين
٢- إن علماء وفقهاء أمتنا على مر العصور أصحاب فقه حقيقي وعقليات تستحق الاحترام وإنهم اتعاملوا مع الظواهر البشرية اللي ظهرت في أوقاتهم باجهادات عميقة جدا ومتأنية، ولما تعرف إن العلماء كفّروا اللي يقول كذا أو ينكر كذا فالموضوع وراه اجتهاد وعمق، مش تخليص حق وتشفي مثلا!
٣- إن الظواهر البشرية اللي موجودة حاليا (زي الزندقة الحديثة) مش ظواهر جديدة وهي امتداد للظواهر البائدة على مر العصور عالجها الفقهاء وأهل العلم ومصيرها الفناء، ودين الله أمتن منها.
٤- إن أي حد يستهبل ويستعبط ويقعد يتفلسف على بروفايله في أحكام شرعية قطعية ويقولك: (برافو تونس) أو الهجص ده فهو بيحط نفسه في دايرة واحدة (دايرة الزندقة)، ويستحق مع الدايرة دي لقب إضافي وهو لقب (الأهبل) زي ما شرحتلك.
بسم الله الرحمن الرحيم: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)
تحتمل معنيين يا "أهبل" صح؟
..
تعليق