رد: بيني وبين الملحد ..
#بيني_وبين_الملحد (13)
لماذا لا تسمحون لأصحاب الديانات الأخرى بأن يدعو إلى دينهم في بلاد المسلمين، بينما تريدون منهم أن يتركوكم تدعون لدينكم في بلادهم فإن فعلوا وإلا قاتلتموهم بجهاد الطلَب؟
دعوني أصارحكم بأن تلك النوعية من الأسئلة تصيبني بالغثيان، تلك الأسئلة التي تشي بجهل علمي عميق وفقر معرفي مقزز وتواضع ثقافي مخجل!
يسألك السائل فتشعر أنه يتكلم عن مباراة للأهلي والزمالك، أو عن مسابقة غطس مائي، أو أولمبيات البلي مسافات طويلة.
لا تشعر أننا نتكلم في جنة ونار أبديتين، أنا نتكلم في مصير نهائي لا رجعة فيه.
أرأيت لو أنك في صحراء مع قومك تائهون، وهناك طريقان، طريقٌ من سلكه نهشته السباع، وطريقٌ من سلكه نجا، وأنت متأكدٌ من ذلك بما لا يدع مجالا للشك، معك أدلتك القاطعة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
ثم جاء رجلٌ يدعو أهلك وأحبابك ليسلكوا طريق السباع ويتركوا طريق النجاة، أكُنتَ تاركه يضلهم بدعوى حرية الرأي والتعبير؟ أم ستمنعه وتلعن حرية الرأي والتعبير؟
أرأيت لو أنك ذهبت لتدعو أهله لطريق النجاة، أكان يعترض عليك معترضٌ بأنك تتناقض لأنك منعت الأول وسمحت لنفسك؟ لا والله لا يعترض إلا سفيه.
فإن نهش السباع أهون من نار جهنم، وإن أدلة صحة الإسلام أمتن من أي دليل في الدنيا، وإن الذي يطلب منك أن تفتح الباب للمنصرين والممجسين والمملحدين ليجلبوا على قومك بخيلهم ورجلهم فيكبوهم على مناخرهم في النار، ثم يبتزك بالحريات والحقوق ؛ لهوَ سكرانٌ يطبّبُ بالصفع حتى يفيق.
وإن الذي يسوي بينك أنت الداعي للحق وبين الداعي للباطل، فيلزمك بتركه يدعو إلى باطله كما تدعو لحقك ؛ لمجنون.
ولقائل أن يقول: لكنه يقتنع أن ما معه هو الحق وما معك هو الباطل.
فنجيب: بيننا وبينه الدليل القاطع، فليناظر علماء المسلمين فمَن انقطع عاد خانسًا مذموما مدحورا.
أما قبل ذلك فلا يستطيع أن يستنكر علينا تلك التفرقة لأنها تفرقة طبيعية جدا متسقة مع فكرنا ومعتقدنا بأننا حق وما سوانا باطل، وعدم التفرقة هو التناقض.
ثم إننا لم نخاطب المنصّر أصلا، إنما نخاطبك أنت أيها المسلم، ألست تعتقد أن الإسلام دين الحق، وأنه من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين؟ فعلام استنكارك وتعجبك؟!
قال ربّكم ومولاكم الحق الواحد على لسان سيدنا مؤمن آل فرعون:
"ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار".
-------
ملحوظة: مثال الصحراء ليس من ابتكاري، إنما استفدت فكرته من أحد الأفاضل، ولي فيه الصياغة فقط.
يُتبع إن شاء الله ..
#بيني_وبين_الملحد (13)
لماذا لا تسمحون لأصحاب الديانات الأخرى بأن يدعو إلى دينهم في بلاد المسلمين، بينما تريدون منهم أن يتركوكم تدعون لدينكم في بلادهم فإن فعلوا وإلا قاتلتموهم بجهاد الطلَب؟
دعوني أصارحكم بأن تلك النوعية من الأسئلة تصيبني بالغثيان، تلك الأسئلة التي تشي بجهل علمي عميق وفقر معرفي مقزز وتواضع ثقافي مخجل!
يسألك السائل فتشعر أنه يتكلم عن مباراة للأهلي والزمالك، أو عن مسابقة غطس مائي، أو أولمبيات البلي مسافات طويلة.
لا تشعر أننا نتكلم في جنة ونار أبديتين، أنا نتكلم في مصير نهائي لا رجعة فيه.
أرأيت لو أنك في صحراء مع قومك تائهون، وهناك طريقان، طريقٌ من سلكه نهشته السباع، وطريقٌ من سلكه نجا، وأنت متأكدٌ من ذلك بما لا يدع مجالا للشك، معك أدلتك القاطعة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
ثم جاء رجلٌ يدعو أهلك وأحبابك ليسلكوا طريق السباع ويتركوا طريق النجاة، أكُنتَ تاركه يضلهم بدعوى حرية الرأي والتعبير؟ أم ستمنعه وتلعن حرية الرأي والتعبير؟
أرأيت لو أنك ذهبت لتدعو أهله لطريق النجاة، أكان يعترض عليك معترضٌ بأنك تتناقض لأنك منعت الأول وسمحت لنفسك؟ لا والله لا يعترض إلا سفيه.
فإن نهش السباع أهون من نار جهنم، وإن أدلة صحة الإسلام أمتن من أي دليل في الدنيا، وإن الذي يطلب منك أن تفتح الباب للمنصرين والممجسين والمملحدين ليجلبوا على قومك بخيلهم ورجلهم فيكبوهم على مناخرهم في النار، ثم يبتزك بالحريات والحقوق ؛ لهوَ سكرانٌ يطبّبُ بالصفع حتى يفيق.
وإن الذي يسوي بينك أنت الداعي للحق وبين الداعي للباطل، فيلزمك بتركه يدعو إلى باطله كما تدعو لحقك ؛ لمجنون.
ولقائل أن يقول: لكنه يقتنع أن ما معه هو الحق وما معك هو الباطل.
فنجيب: بيننا وبينه الدليل القاطع، فليناظر علماء المسلمين فمَن انقطع عاد خانسًا مذموما مدحورا.
أما قبل ذلك فلا يستطيع أن يستنكر علينا تلك التفرقة لأنها تفرقة طبيعية جدا متسقة مع فكرنا ومعتقدنا بأننا حق وما سوانا باطل، وعدم التفرقة هو التناقض.
ثم إننا لم نخاطب المنصّر أصلا، إنما نخاطبك أنت أيها المسلم، ألست تعتقد أن الإسلام دين الحق، وأنه من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين؟ فعلام استنكارك وتعجبك؟!
قال ربّكم ومولاكم الحق الواحد على لسان سيدنا مؤمن آل فرعون:
"ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار".
-------
ملحوظة: مثال الصحراء ليس من ابتكاري، إنما استفدت فكرته من أحد الأفاضل، ولي فيه الصياغة فقط.
يُتبع إن شاء الله ..
تعليق