الرق وملك اليمين بين الإسلام وبين غيره من المعتقدات والأفكار والمذاهب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

دكتور أزهري مسلم اكتشف المزيد حول دكتور أزهري
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دكتور أزهري
    مشرف شرف المنتدى

    • 19 ينا, 2007
    • 702
    • صيدلي
    • مسلم

    الرق وملك اليمين بين الإسلام وبين غيره من المعتقدات والأفكار والمذاهب

    الرق وملك اليمين

    بين الإسلام وبين غيره من المعتقدات

    والأفكار والمذاهب



    مقدمة وتمهيد :-

    الحمد لله منزل الشرائع لصالح العباد والبلاد والصلاة والسلام على من حرر الإنسان من الظلم والاستبداد وعلى أله وأصحابه الطيبين الطاهرين الذين نشروا مبادئ العدل والتوحيد والحرية والعرفان وعلى من دعا بدعوتهم واهتدى بهديهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :-

    يحاول أعداء الإسلام قديما وحديثا منهم أن يثيروا حول الإسلام سرابا من التهم وسيلا من الشبهات وهذا طريق تعودوا عليه ودأبوا فيه بغرض خبيث وحقد دفين وأهداف معروفة غرضها زرع الإلحاد والكفر وتشكيك الشباب غير المثقف ودفع الأمة نحو إباحية فاجرة والحاد ذميم .

    من بين الشبهات والأسئلة المطروحة من هؤلاء الجهلاء إباحة الإسلام نظام الرق وملك اليمين الذي هو في نظرهم استعباد صريح لحرية الإنسان فاتخذوا من هذه الشبهة الظالمة ذريعة للتشكيك في الإسلام والطعن فيه

    ونجد أن هناك من تأثر بهذه الموجة من الشباب غير المثقف والواعي فصارت لهم أسئلة حول هذا الموضوع وكان من بين أسألتهم التالي :-

    كيف أباح الإسلام الرق وجعله جزءا من نظامه ؟

    هل قصد الإسلام أن يقسم الناس إلى سادة وعبيد ؟


    الإنسان الذي كرمه الله عزوجل هل يرضى أن يباع ويشترى في الأسواق كسلعة مستهلكة لا قيمة لها ؟

    هذه هي أشد وأفظع الأسئلة التي يمكن أن نستخلصها إما من الشباب المسلم غير المثقف أو ربما من الملحدين والشيوعيين وأصحاب الملل الأخرى كالمسيحية واليهودية .

    لذا بعد هذه المقدمة نشرع في بيان موقف الإسلام من الرق ليعلم من يريد أن يعلم كيف عامل الإسلام الرقيق ؟ وكيف وضع الوسائل الايجابية في تحريره ؟ وكيف سن من السنن ما يخفف منابع الرق بل والقضاء عليه .

    وسيكون في هذا البحث عددا من الفصول لكي نحيط الموضوع من جميع جوانبه :-

    الفصل الأول :- نبذة تاريخية عن الرق .

    الفصل الثاني :- كيف عامل الإسلام الرقيق .

    الفصل الثالث :- موقف أصحاب الملل والمذاهب الأخرى من الرق.

    الفصل الرابع :- المرأة بين الإسلام وأصحاب الحضارات المادية .

    الفصل الخامس :- فيا أيها الباحثون عن الحقيقة .

    يتبع بأمر الله تعالى
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:56 م.
    اعرف دينك
    {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
    دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


    يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك
  • دكتور أزهري
    مشرف شرف المنتدى

    • 19 ينا, 2007
    • 702
    • صيدلي
    • مسلم

    #2
    الفصل الأول

    نبذة تاريخية عن الرق





    1-جاء الإسلام والرق في العالم عملية مشروعة ونظام معترف به في جميع أنحاء العالم بل كانت عملية اقتصادية واجتماعية متداولة لا يستنكرها أي إنسان.

    2-كانت معاملة الرقيق في دولة الرومان والفرس والهند والصين واليونان معاملة وحشية قذرة قاسية وكان إنسانيته مهدورة وكرامته منتهكة ومسئولياته في العمل ثقيلة .


    إليكم صورا من معاملة الرقيق في المجتمع الروماني :-

    فظائع الرق الروماني في العالم القديم لم يعرفها قط تاريخ الإسلام ، ومراجعة بسيطة للحالة التي كان يعيش عليها الأرقاء في الإمبراطورية الرومانية ، كفيلة بأن ترينا النقلة الهائلة التي نقلها الإسلام للرقيق ، حتى لو لم يكن عمل على تحريره – وهذا غير صحيح !

    كان الرقيق في عرف الرومان " شيئا " لا بشرا .. شيئا لا حقوق له البتة ، وإن كان عليه كل ثقيل من الواجبات . ولنعلم أولا من أين كان يأتي هذا الرقيق ؟ كان يأتي من طريق الغزو .. ولم يكن هذا الغزو لفكرة ولا لمبدأ .

    كان الرقيق يعملون في الحقول وهم مصفدون بالأغلال الثقيلة التي تكفي لعدم فرارهم .

    لم يكن الرومان يطعمون الرقيق إلا ما يسد الرمق إبقاء على وجودهم ليعملوا لهم كالبهائم عبيدا مسخرين .

    كانوا ينامون في زنزنات مظلمة كريهة الرائحة تعيش فيها الحشرات والفئران يبلغون خمسين في الزنزانة الواحدة أو يزيدون وكانوا يقيدون بالأغلال .

    كانوا في العمل يساقون بالسوط لا لشئ إلا للذة فاجرة يحسها السيد وهو يعذب العبيد .

    كانوا يوضعون في حلقات للمبارزة بالسيف والرمح فيجتمع إليها السادة ليشاهدوا العبيد وهم يتبارزون بضربات السيف وطعنات الرماح بلا تحرز ولا احتياط في القتل بل كان مرح السادة يصل إلى أقصاه وترتفع الحناجر بالهتاف والأكف بالتصفيق وتنطلق الضحكات العالية السعيدة حين يقضي أحد المتبارزين على زميله قضاء كاملا فيلقيه طريحا على الأرض فاقد الحياة !

    أعطى القانون الروماني للسيد الحق المطلق في قتل الرقيق وتعذيبه وتسخيره واستغلاله دون أن يكون للرقيق حق الشكوى أو يكون هناك جهة تنظر في هذه الشكوى لكون الرقيق في نظر الرومان حيوان أو أقل من الحيوان فيفعل به السيد ما شاء وما يريد !!!

    لم يكن حال الرقيق في سائر البلدان غير الروم أفضل حال بكل كانت أيضا حالتهم متدنية ويلاقون الكثير من المعانة والأهانة .

    هذه لمحة سريعة عن حال الرقيق في سائر بلدان العالم قبل مجئ الإسلام وسوف تجد أخي الفاضل الفرق بين هذه المعاملة الوحشية للرقيق وبين المعاملة الكريمة التي أمرت بها شريعة الإسلام .
    وكما يقال ........ ( وبضدها تتميز الأشياء ) .

    يتبع بأذن الله تعالى
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:56 م.
    اعرف دينك
    {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
    دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


    يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

    تعليق

    • دكتور أزهري
      مشرف شرف المنتدى

      • 19 ينا, 2007
      • 702
      • صيدلي
      • مسلم

      #3
      الفصل الثاني
      كيف عامل الإسلام الرقيق



      جاء الإسلام جاء ليرد لهؤلاء البشر إنسانيتهم فلم يوجد نظام من النظم العالمية في العالم بمثل المعاملة التي عامل بها المسلمون الرقيق .

      يمكن أن نقصر هذه المعاملة للرقيق تحت ظل النظام الإسلامي في ثلاثة بنود رئيسية :-


      البند الأول :- اعتبار الرقيق كائنا إنسانيا له حق الكرامة والحياة :-

      الإسلام جاء ليرد للبشر على اختلاف أجناسهم وألوانهم وتباين طبقاتهم وأحوالهم أصلهم ويقرر لهم وحدة الأصل والمنشأ والمصير

      جاء ليقول .....
      {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

      جاء ليبين على لسان صاحب الرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا فضل لسيد على عبد ولا لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود حيث يقول في الحديث الذي رواه مسلم والطبري عمن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يبين هذه المبادئ فيقول .... ( أنتم بنو أدم وأدم من تراب وأنه لا فضل لعربي على أعجمي ولا أسود على أحمر ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى. )

      من النصوص السابقة يمكننا أن نستخلص أن الرقيق كائن حي له كرامته التي حفظها له الإسلام وصانها وأنه لا فرق بينه وبين أحد من البشر إلا بالتقوى .


      البند الثاني :- مساوة الرقيق في الجنس البشري في الحقوق والواجبات :-

      - يقرر الإسلام للعبيد المساواة في العقوبات والحدود .... روى البخاري ومسلم والترمذي وأبو داوود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ..... ( من قتل عبده قتلناه ومن جدع عبده جدعناه ومن خصى عبده خصيناه )
      علما بأن الإسلام خفف عن العبيد عقوبة الحدود إلى النصف لاعتبارات نفسية واجتماعية وإنسانية .

      - يقرر الإسلام للعبيد مبدأ الأخوة الإسلامية في أجلى صورها ومعانيها فهم مع السادة أخوة متحابون فقد روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال .... (إخوانكم خولكم .. فمن كان " أخوه " تحت يده فليطعمه مما يطعم ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم )

      - يقرر الإسلام لهم مبدأ الثواب الأخروي وأنهم متساوون مع أخوانهم الأحرار في الثواب قال تعالى .... {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }


      البند الثالث :- معاملة الرقيق معاملة إنسانية خاصة تشعره بإنسانيته في لقاءاته مع الناس :-

      الإسلام قد وضع من النظم العملية والوصايا الإسلامية في حسن معاملة الرقيق ما تفخر به الأجيال المسلمة على مدى التاريخ والأيام .

      أمر الله عزوجل المسلم أن يعامل الرقيق كما يعامل أبوه وأمه ويحسن إليهما قال تعالى في كتابه الكريم ....
      {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }

      ومن هذه الوصايا أيضا أن يطعمه السيد مما يطعم ويلبسه مما يلبس :-
      روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ....
      (إخوانكم خولكم .. فمن كان " أخوه " تحت يده فليطعمه مما يطعم ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم )

      ومن هذه الوصايا أن لا يكلفهم السيد من الأعمال ما لا يطيق :-
      وسبق في الحديث السابق ذلك .... ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم


      ومن هذه الوصايا أيضا مخاطبة الرقيق بما يشعره أنه بين أهله وذويه :-
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
      ( لا يقل أحدكم هذا عبدي وهذه أمتي بل يقل فتاي وفتاتي )

      وحذر الإسلام من سوء معاملة الرقيق واليك الكثير من الأحاديث التي حذرت من هذا الأمر :-
      روى مسلم أيضا من حديث ابن عمر قال قال رسول الله
      ( من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فكفارته أن يعتقه )

      وقيل لرسول الله كم نعفو عن الخادم قال في اليوم سبعين مرة .

      وكان في يد النبي يوما سواك فدعا خادما له فأبطأ عليه فقال لولا القصاص لضربتك بهذا السواك

      وفي الصحيحين أن رسول الله قال... ( من قذف مملوكه وهو بريء مما قاله جلد يوم القيامة حدا إلا أن يكون كما قال )

      ونهى النبي عن أن يجوع العبد أو الجارية يقول رسول الله.... ( كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته )

      روى أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دَعَك أُذُن عَبْدٍ له على ذنب فعله ، ثم قال له بعد ذلك : تقدم واقرص أذني ، فامتنع العبد فألح عليه ، فبدأ يقرص بخفة ، فقال له : اقرص جيداً ، فإني لا أتحمل عذاب يوم القيامة ، فقال العبد : وكذلك يا سيدي : اليوم الذي تخشاه أنا أخشاه أيضاً .
      وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إذا مشى بين عبيده لا يميزه أحد منهم – لأنه لا يتقدمهم ، ولا يلبس إلا من لباسهم

      ودخل جماعة على سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو أمير على المدائن فوجدوه يعجن عجين أهله فقالوا له ألا تترك الجارية تعجن فقال رضي الله عنه إنا أرسلناها في عمل فكرهنا أن نجمع عليها عملا آخر

      قال أبو مسعود رضي الله عنه كنت أضرب مملوكا لي بالسوط فسمعت صوتا من ورائي اعلم أبا مسعود إن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام قال قلت يا رسول الله لا أضرب مملوكا لي بعده أبدا

      وكانت من أخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته ..... ( الله الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تكتسون ولا تكلفوهم من العمل ما لا يطيقون فإن كلفتموهم فأعينوهم ولا تعذبوا خلق الله فإنه ملككم إياهم ولو شاء لملكهم إياكم )

      بل وصل الإسلام في حسن المعاملة ورد الاعتبار الإنساني إلى درجة عجيبة في التطبيق الواقعي واليك بعض النماذج كما سردها الأستاذ محمد قطب في كتاب الشبهات :-

      كان النبي صلى الله عليه وسلم بين بعض الموالي وبين الأحرار من سادة قريش :-

      آخى بين بلال بن رباح وخالد بن رويحة الخثعمي .
      آخى بين زيد بن حارثة وأبو بكر الصديق
      آخى بين زيد بن حارثة أيضا وعمه حمزة بن عبد المطلب .

      كانت هذه المؤاخاة صلة حقيقية تعدل رابطة الدم والنسب .


      يتبع بأذن الله تعالى .
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:56 م.
      اعرف دينك
      {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
      دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


      يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

      تعليق

      • دكتور أزهري
        مشرف شرف المنتدى

        • 19 ينا, 2007
        • 702
        • صيدلي
        • مسلم

        #4
        من هذه المناهج والوصايا أيضا بعد التحرير الروحي للعبيد جاءت مرحلة التحرير الفعلي لهم لأن قاعدة الإسلام الأساسية العظمى هي المساواة الكاملة بين البشر ، وهي التحرير الكامل لكل البشر ؛ ولذلك عمل فعلاً على تحرير الأرقاء ، بوسيلتين كبيرتين : هما العتق والمكاتبة

        فأما العتق فهو التطوع من جانب السادة بتحرير من في يدهم من الأرقاء ، وقد شجع الإسلام على ذلك تشجيعاً كبيراً ، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة الأولى في ذلك إذ أعتق من عنده من الأرقاء ، وتلاه في هذا أصحابه.

        وكان أبو بكر ينفق أموالاً طائلة في شراء العبيد من سادة قريش الكفار ، ليعتقهم ويمنحهم الحرية

        وكان بيت المال يشتري العبيد من أصحابهم ويحررهم كلما بقيت لديه فضلة من مال . قال يحيى بن سعيد : " بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقية ، فجمعتها ثم طلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد فقيراً ولم نجد من يأخذها منا ، فقد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس ، فاشتريت بها عبيداً فأعتقتهم".

        وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتق من الأرقاء من يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة ، أويؤدي خدمة مماثلة للمسلمين .

        ونص القرآن الكريم على أن كفارة بعض الذنوب هي عتق الرقاب فقد جعل كفارة القتل الخطأ دية مسلمة إلى أهل القتيل وتحرير رقبة : " ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلَّمة إلى أهله " . والقتيل الذي قتل خطأ هو روح إنسانية قد فقدها أهلها كما فقدها المجتمع دون وجه حق ، لذلك يقرر الإسلام التعويض عنها من جانبين : التعويض لأهلها بالدية المسلمة لهم ، والتعويض للمجتمع بتحرير رقبة مؤمنة ! فكأن تحرير الرقيق هو إحياء لنفس إنسانية تعوض النفس التي ذهبت بالقتل الخطأ

        كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على العتق تكفيراً عن أي ذنب يأتيه الإنسان ، وذلك للعمل على تحرير أكبر عدد ممكن منهم، فالذنوب لا تنقطع ، وكل ابن آدم خطاء كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم

        عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال ( من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو من أعضائه عضوا من أعضائه من النار حتى يعتق فرجه بفرجه ) أخرجه البخاري

        عن أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي.... ( أيما امرئ مسلم أعتق امرأ مسلما كان فكاكا له من النار يجزى كل عضو منه عضوا منه وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزي كل عضوين منهما عضوا منه وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة إلا كانت فكاكها من النار يجزي كل عضو منها) رواه الترمذي

        ويذكر التاريخ أن عدداً ضخماً من الأرقاء قد حرر بطريق العتق ، وأن هذا العدد الضخم لا مثيل له في تاريخ الأمم الأخرى ، لا قبل الإسلام ، ولا بعده بقرون عدة حتى مطلع العصر الحديث . كما أن عوامل عتقهم كانت إنسانية بحتة ، تنبع من ضمائر الناس ابتغاء مرضاة الله ، ولاشيء غير مرضاة الله .

        وأنقل إليك شهادة جوستاف لوبون في "حضارة العرب" (ص459-460) :
        "الذي أراه صادقاً هو أن الرق عند المسلمين خير منه عند غيرهم وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوربا وأن الأرقاء في الشرق يكونون جزءا من الأسرة وأن الموالي الذين يرغبون في التحرر ينالونه بإبداء رغبتهم ومع هذا لا يلجئون إلى استعمال ذلك الحق... ) انتهى


        تقول الآية التي تبين مصارف الزكاة :.......... ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) فتقرر أن الزكاة تصرف من بيت المال ـ وهو الخزانة العامة في العرف الحديث ـ لمعاونة المكاتبين من الأرقاء لأداء ثمن التحرير ، إذا عجزوا بكسبهم الخاص عن أدائه .

        وبهذا يكون تحرير العبيد قربى إلى الله عزوجل حيث أمر الله بإنفاق أموال الزكاة في هذا البند .

        وبهذا وذاك يكون الإسلام قد خطا خطوات فعليه واسعة في سبيل تحرير الرقيق ، وسبق بها التطور التاريخي كله بسبعة قرون على الأقل ، وزاد على هذا التطور عناصر – كرعاية الدولة – لم يفىء إليها العالم إلا في مطلع تاريخه الحديث . وعناصر أخرى لم يفيء إليها أبداً ، سواء في حسن معاملة الرقيق ، أو في عتقه تطوعاً ، بغير ضغط من التطورات الاقتصادية أو السياسية التي اضطرت الغرب اضطراراً لتحرير الرقيق كما سيجيء .


        أما المكاتبة ، فهي منح الحرية للرقيق متى طلبها بنفسه ، مقابل مبلغ من المال يتفق عليه السيد والرقيق . والعتق هنا إجباري لا يملك السيد رفضه ولا تأجيله بعد أداء المبلغ المتفق عليه . وإلا تدخلت الدولة ( القاضي أو الحاكم ) لتنفيذ العتق بالقوة ، ومنح الحرية لطالبها .

        قال تعالى ....... ( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ )

        فهذا المبدأ قد أقره الله تعالى في كتابه الكريم

        وبتقرير المكاتبة ، فتح في الواقع باب التحرير في الإسلام ، لمن أحس في داخل نفسه برغبة التحرر ، ولم ينتظر أن يتطوع سيده بتحريره في فرصة قد تسنح أو لا تسنح على مر الأيام .

        ومنذ اللحظة الأولى التي يطلب فيها المكاتبة ـ والسيد لا يملك رفض المكاتبة متى طلبها الرقيق ، ولم يكن في تحريره خطر على أمن الدولة الإسلامية ـ يصبح عمله عند سيده بأجر ، أو يتاح له ـ إذا رغب ـ أن يعمل في الخارج بأجر ، حتى يجمع المبلغ المتفق عليه.

        ومثل ذلك قد حدث في أوربا في القرن الرابع عشر ـ أي بعد تقرير الإسلام له بسبعة قرون ـ مع فارق كبير لم يوجد في غير الإسلام ، وهو كفالة الدولة للأرقاء المكاتبين ـ وذلك إلى جانب مجهود الإسلام الضخم في عتق الأرقاء تطوعاً بلا مقابل ، تقرباً إلى الله ووفاء بعبادته.

        وهنا يخطر السؤال الحائر على الأفكار والضمائر : إذا كان الإسلام قد خطا هذه الخطوات كلها نحو تحرير الرقيق ، وسبق بها العالم كله متطوعاً غير مضطر ولا مضغوط عليه ، فلماذا لم يخط الخطوة الحاسمة الباقية ، فيعلن في صراحة كاملة إلغاء الرق من حيث المبدأ ؟

        وللإجابة على هذا السؤال ينبغي أن ندرك حقائق اجتماعية ونفسية وسياسية أحاطت بموضوع الرق ، وجعلت الإسلام يضع المبادئ الكفيلة بتحرير الرقيق ، ويدعها تعمل عملها على المدى الطويل .

        يجب أن نذكر أولاً أن الحرية لا تمنح وإنما تؤخذ . وتحرير الرقيق بإصدار مرسوم كما يتخيل البعض لم يكن ليحرر الرقيق ! والتجربة الأمريكية في تحرير الرقيق بجرة قلم على يد أبراهام لنكولن خير شاهد لما نقول ، فالعبيد الذين حررهم لنكولن ـ من الخارج ـ بالتشريع ، لم يطيقوا الحرية ، وعادوا إلى سادتهم يرجونهم أن يقبلوهم عبيداً لديهم كما كانوا ، لأنهم ـ من الداخل ـ لم يكونوا قد تحرروا بعد .

        والمسألة على غرابتها ليست غريبة حين ينظر إليها على ضوء الحقائق النفسية .. فالحياة عادة ، والملابسات التي يعيش فيها الإنسان هي التي تكيف مشاعره وتصوغ أحاسيسه وأجهزته النفسية .. والكيان النفسي للعبد يختلف عن الكيان النفسي للحر ، لا لأنه جنس آخر كما ظن القدماء ، ولكن لأن حياته في ظل العبودية الدائمة جعلت أجهزته النفسية تتكيف بهذه الملابسات ، فتنمو أجهزة الطاعة إلى أقصى حد ، وتضمر أجهزة المسؤولية واحتمال التبعات إلى أقصى حد ..

        فالعبد يحسن القيام بكثير من الأمور حين يأمره بها سيده ، فلا يكون عليه إلا الطاعة والتنفيذ ؛ ولكنه لا يحسن شيئاً تقع مسؤوليته على نفسه ، ولو كان أبسط الأشياء ، لا لأن جسمه يعجز عن القيام بها ، ولا لأن فكره – في جميع الأحوال - يعجز عن فهمها ؛ ولكن لأن نفسه لا تطيق احتمال تبعاتها ، فيتخيل فيها أخطاراً موهومة ، ومشكلات لا حل لها ، فيفر منها إبقاء على نفسه من الأخطار !

        ولعل الذين يمعنون النظر في الحياة المصرية ـ والشرقية ـ في العهود الأخيرة يدركون أثر هذه العبودية الخفية التي وضعها الاستعمار الخبيث في نفوس الشرقيين ليستعبدهم للغرب.. يدركونها في المشروعات المعطلة التي لا يعطلها ـ في كثير من الأحيان ـ إلا الجبن عن مواجهة نتائجها !

        والمشروعات المدروسة التي لا تنفذها الحكومات حتى تستقدم خبيراً انجليزياً أو أمريكياً .. الخ . ليحتمل عنها مسؤولية المشروع ويصدر الإذن بالتنفيذ ! والشلل المروع الذي يخيم على الموظفين في الدواوين ويقيد إنتاجهم بالروتين المتحجر ، لأن أحداً من الموظفين لا يستطيع أن يصنع إلا ما يأمره به " السيد " الموظف الكبير ، وهذا بدوره لا يملك إلا إطاعة " السيد " الوزير ، لا لأن هؤلاء جميعاً يعجزون عن العمل ، ولكن لأن جهاز التبعات عندهم معطل وجهاز الطاعة عندهم متضخم ، فهم أشبه شيء بالعبيد ، وإن كانوا رسمياً من الأحرار !

        هذا التكيف النفسي للعبد هو الذي يستعبده .. وهو ناشئ في أصله من الملابسات الخارجية بطبيعة الحال ، ولكنه يستقل عنها ، ويصبح شيئاً قائماً بذاته كفرع الشجرة الذي يتدلى إلى الأرض ، ثم يمد جذوراً خاصة به ويستقل عن الأصل . وهذا التكيف النفسي لا يذهب به إعلان تصدره الدولة بإلغاء الرق ، بل ينبغي أن يغير من الداخل ، بوضع ملابسات جديدة تكيف المشاعر على نحو آخر ، وتنمي الأجهزة الضامرة في نفس العبد ، وتصنع كياناً بشرياً سوياً من كيانه المشوه الممسوخ .

        وذلك ما صنعه الإسلام..

        فقد بدأ أولا بالمعاملة الحسنة للرقيق .. ولا شيء كحسن المعاملة يعيد توازن النفس المنحرفة ، ويرد إليها اعتبارها ، فتشعر بكيانها الإنساني ، وكرامتها الذاتية ، وحين ذلك تحس طعم الحرية فتتذوقه ، ولا تنفر منه كما نفر عبيد أمريكا المحررون .

        وقد وصل الإسلام في حسن المعاملة ورد الاعتبار الإنساني للرقيق إلى درجة عجيبة ضربنا أمثلة منها من قبل في آيات القرآن وأحاديث الرسول ، ونسرد هنا أمثلة أخرى في التطبيق الواقعي .

        كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤاخي بين بعض الموالي وبعض الأحرار من سادة العرب .. فآخى بين بلال بن رباح وخالد بن رويحة الخثعمي ، وبين مولاه زيد وعمه حمزة ، وبين خارجة بن زيد وأبي بكر ، وكانت هذه المؤاخاة صلة حقيقية تعدل رابطة الدم وتصل إلى حد الاشتراك في الميراث !

        ولم يكتف بهذا الحد …

        فقد زوج بنت عمته زينب بنت جحش من مولاه زيد .. والزواج مسألة حساسة جداً وخاصة من جانب المرأة ، فهي تقبل أن تتزوج من يفضلها مقاماً ولكنها تأبى أن يكون زوجها دونها في الحسب والنسب والثروة ، وتحس أن هذا يحط من شأنها ويغض من كبريائها، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يهدف إلى معنى أسمى من كل ذلك وهو رفع الرقيق من الوهدة التي دفعته إليها البشرية الظالمة إلى مستوى أعظم سادة العرب من قريش .

        ولم يكتف كذلك بهذا الحد ..

        فقد أرسل مولاه زيداً على رأس جيش فيه الأنصار والمهاجرون من سادات العرب ، فلما قتل ولى ابنه أسامة بن زيد قيادة الجيش ، وفيه أبو بكر وعمر وزيرا الرسول وخليفتاه من بعده ، فلم يعط المولى بذلك مجرد المساواة الإنسانية ، بل أعطاه حق القيادة والرئاسة على " الأحرار " ..

        ووصل في ذلك إلى أن يقول : " اسمعوا وأطيعوا ولو استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ، ما أقام فيكم كتاب الله تبارك وتعالى " . فأعطى الموالي بذلك الحق في أرفع مناصب الدولة ، وهو ولاية أمر المسلمين .

        وقد قال عمر وهو يستخلف : " لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته " فيسير على نفس المبدأ الذي سنه الرسول صلى الله عليه وسلم .

        ويضرب عمر مثلاً آخر من الأمثلة الرائعة على احترام الموالي ؛ إذ يعارضه بلال بن رباح في مسألة الفيء فيشتد في معارضته ، فلا يجد سبيلاً في رده إلا أن يقول : " اللهم اكفني بلالاً وأصحابه " ! ذلك وهو الخليفة الذي كان يملك ـ لو أراد ـ أن يأمر فيطاع!

        هذه النماذج التي وضعها الإسلام كان المقصود بها تحرير الرقيق من الداخل ـ كما قلنا في مبدأ هذا الفصل ـ لكي يحس بكيانه فيطلب الحرية ، وهذا هو الضمان الحقيقي للتحرير .

        وصحيح أنه شجع على العتق وحث عليه بكل الوسائل ، ولكن هذا نفسه كان جزءاً من التربية النفسية للرقيق ، لكي يشعروا أن في إمكانهم أن يحصلوا على الحرية ويتمتعوا بكل ما يتمتع به السادة من حقوق ، فتزداد رغبتهم في الحرية ويتقبلوا احتمال التبعات في سبيلها ، وهنا يسارع في منحها لهم ، لأنهم حينئذ مستحقون لها ، قادرون على صيانتها .

        وفرق كبير بين النظام الذي يشجع الناس على طلب الحرية ويهيئ لها الوسائل ، ثم يعطيها لهم في اللحظة التي يطلبونها بأنفسهم ، وبين النظم التي تدع الأمور تتعقد وتتحرج ، حتى تقوم الثورات الاقتصادية والاجتماعية وتزهق الأرواح بالمئات والألوف ، ثم لا تعطي الحرية لطلابها إلا مجبرة كارهة .


        يتبع بأمر الله تعالى .
        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 26 سبت, 2020, 10:27 ص.
        اعرف دينك
        {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
        دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


        يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

        تعليق

        • الشرقاوى
          حارس مؤسس

          • 9 يون, 2006
          • 5442
          • مدير نفسي
          • مسلم

          #5
          جزاك الله خيرا أخي

          متابع
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:55 م.
          الـ SHARKـاوي
          إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
          ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
          فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
          فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
          ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

          تعليق

          • دكتور أزهري
            مشرف شرف المنتدى

            • 19 ينا, 2007
            • 702
            • صيدلي
            • مسلم

            #6
            وقد كان من فضائل الإسلام الكبرى في مسألة الرقيق ، أنه قد حرص على التحرير الحقيقي له من الداخل والخارج ، فلم يكتف بالنية الطيبة كما فعل لنكولن بإصدار تشريع لا رصيد له في داخل النفوس ؛ مما يثبت عمق إدراك الإسلام للطبيعة البشرية ، وفطنته إلى خير الوسائل لمعالجتها . وهذا إلى جانب تطوعه بإعطاء الحقوق لأصحابها ، مع تربيتهم على التمسك بها واحتمال تبعاتها ـ على أساس الحب والمودة بين جميع طوائف المجتمع ـ قبل أن يتصارعوا من أجل هذه الحقوق ، كما حدث في أوربا ، ذلك الصراع البغيض الذي يجفف المشاعر ويورث الأحقاد . فيفسد كل ما يمكن أن تصيبه البشرية من الخير في أثناء الطريق .

            لقد جفف الإسلام منابع الرق القديمة كلها ، فيما عدا منبعاً واحداً لم يكن يمكن أن يجففه ، وهو رق الحرب . ولنأخذ في شيء من التفصيل .

            كان العرف السائد يومئذ هو استرقاق أسرى الحرب أو قتلهم. وكان هذا العرف قديماً جداً ، موغلاً في ظلمات التاريخ ، يكاد يرجع إلى الإنسان الأول ، ولكنه ظل ملازماً للإنسانية في شتى أطوارها .

            وجاء الإسلام والناس على هذا الحال . ووقعت بينه وبين أعدائه الحروب ، فكان الأسرى المسلمون يسترقون عند أعداء الإسلام ، فتسلب حرياتهم ، ويعامل الرجال منهم بالعسف والظلم الذي كان يجري يومئذ على الرقيق ، وتنتهك أعراض النساء لكل طالب ، يشترك في المرأة الواحدة الرجل وأولاده وأصدقاؤه من يبغي الاستمتاع منهم ، بلا ضابط ولا نظام ، ولا احترام لإنسانية أولئك النساء أبكاراً كن أم غير أبكار . أما الأطفال – إن وقعوا أسرى – فكانوا ينشأون في ذل العبودية البغيض .

            عندئذ لم يكن جديراً بالمسلمين أن يطلقوا سراح من يقع في أيديهم من أسرى الأعداء .. فليس من حسن السياسة أن تشجع عدوك عليك بإطلاق أسراه ، بينما أهلك وعشيرتك وأتباع دينك يسامون الخسف والعذاب عند هؤلاء الأعداء . والمعاملة بالمثل هنا هي أعدل قانون تستطيع استخدامه ، أو هي القانون الوحيد . ومع ذلك فينبغي أن نلاحظ فروقاً عميقة بين الإسلام وغيره من النظم في شأن الحرب وأسرى الحرب .

            كانت الحروب – وما تزال – في غير العالم الإسلامي لا يقصد بها إلا الغزو والفتك والاستعباد .. كانت تقوم على رغبة أمة في قهر غيرها من الأمم ، وتوسيع رقعتها على حسابها ، أو لاستغلال مواردها وحرمان أهلها منها ؛ أو لشهوة شخصية تقوم في نفس ملك أو قائد حربي ، ليرضي غروره الشخصي وينتفش كبراً وخيلاء ، أو لشهوة الانتقام .. أو ما إلى ذلك من الأهداف الأرضية الهابطة . وكان الأسرى الذين يسترقون ، لا يسترقون لخلاف في عقيدة ، ولا لأنهم في مستواهم الخلقي أو النفسي أو الفكري أقل من آسريهم ، ولكن فقط لأنهم غلبوا في الحرب .

            وكذلك لم تكن لهذه الحرب تقاليد تمنع من هتك الأعراض أو تخريب المدن المسالمة , أو قتل النساء والأطفال والشيوخ ، وذلك منطقي مع قيامها لغير عقيدة ولا مبدأ ولا هدف رفيع.

            فلما جاء الإسلام أبطل ذلك كله ، وحرم الحروب كلها . إلا أن تكون جهاداً في سبيل الله .. جهاداً لدفع اعتداء عن المسلمين ، أو لتحطيم القوى الباغية التي تفتن الناس عن دينهم بالقهر والعنف ، أو لإزالة القوى الضالة التي تقف في سبيل الدعوة وإبلاغها للناس ليروا الحق ويسمعوه .. ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) .. ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) فهي دعوة سلمية لا تكره أحداً : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) وبقاء اليهود والمسيحيين في العالم الإسلامي على دينهم حتى اللحظة برهان قاطع لا يقبل الجدل ولا المماحكة ، يثبت أن الإسلام لم يكره غيره على اعتناقه بقوة السيف .

            فاذا قبل الناس الإسلام ، واهتدوا إلى دين الحق ، فلا حرب ولا خصومة ولا خضوع من أمة لأمة ، ولا تمييز بين مسلم ومسلم على وجه الأرض ، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى .

            فمن أبى الإسلام وأراد أن يحتفظ بعقيدته في ظل النظام الإسلامي – مع إيمان الإسلام بأنه خير من هذه العقيدة وأقوم سبيلاً – فله ذلك دون إكراه ولا ضغط ، على أن يدفع الجزية مقابل حماية الإسلام له ، بحيث تسقط الجزية أو ترد إن عجز المسلمون عن حمايته؛ فإن أبوا الإسلام أو الجزية فهم إذن معاندون متبجحون ، لا يريدون للدعوة السلمية أن تأخذ طريقها ، وإنما يريدون أن يقفوا بالقوة المادية في طريق النور الجديد يحجبونه عن عيون قوم ربما اهتدوا لو خلي بينهم وبين النور .

            عند ذلك فقط يقوم القتال ، ولكنه لا يقوم بغير إنذار أو إعلان ، لإعطاء فرصة أخيرة لحقن الدماء ونشر السلم في ربوع الأرض : ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)

            ولها مع ذلك تقاليد ؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصيته: " اغزوا باسم الله في سبيل الله .. قاتلوا من كفر بالله .. اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ً " .

            فلا قتل لغير المحارب الذي يقف بالسلاح يقاتل المسلمين ، ولا تخريب ولا تدمير ولا هتك للأعراض ، ولا إطلاق لشهوة الشر والإفساد: ( إن الله لا يحب المفسدين )

            وقد راعى المسلمون تقاليدهم النبيلة هذه في كل حروبهم ، حتى في الحروب الصليبية الغادرة ، حين انتصروا على عدوهم الذي كان في جولة سابقة قد انتهك الحرمات واعتدى على المسجد الأقصى فهاجم المحتمين فيه بحمى الله – رب الجميع – وأسال دماءهم فيه أنهاراً ، فلم ينتقموا لأنفسهم حين جاءهم النصر ، وهم يملكون الإذن من الدين ذاته بالمعاملة بالمثل : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) . ولكنهم ضربوا المثل الأعلى الذي يعجز عنه غير المسلمين في كل الأرض حتى العصر الحديث .

            ذلك فارق أساسي في أهداف الحرب وتقاليدها بين المسلمين وغير المسلمين . وقد كان الإسلام يملك لو أراد – والحق يسنده في ذلك – أن يعتبر من يقع في يديه من الأسرى – ممن يعاندون الهدى ويصرون على وثنيتهم الهابطة وشركهم المخرف – قوماً ناقصي الآدمية ، ويسترقهم بهذا المعنى وحده . فما يصر بشر على هذه الخرافة – بعد إذ يرى النور – إلا أن يكون في نفسه هبوط أو في عقله انحراف ، فهو ناقص في كيانه البشري ، غير جدير بكرامة الآدميين ، وحرية الأحرار من بني الإنسان .

            ومع ذلك فإن الإسلام لم يسترق الأسرى لمجرد اعتبار أنهم ناقصون في آدميتهم ، وإنما لأنهم – وهذه حالهم – قد جاءوا يعتدون على حمى الإسلام ، أو وقفوا بالقوة المسلحة يحولون بين الهدى الرباني وبين قلوب الناس .

            وحتى مع ذلك فلم يكن تقليد الإسلام الدائم هو استرقاق الأسرى . فقد أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أسرى بدر من المشركين منًّا بغير فداء ، وأطلق بعضهم لقاء فدية ، وأخذ من نصارى نجران جزية ورد إليهم أسراهم ، ليضرب بذلك المثل لما يريد أن تهتدي إليه البشرية في مستقبلها .

            ومما هو جدير بالإشارة هنا أن الآية الوحيدة التي تعرضت لأسرى الحرب : ( فإما منّا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ) لم تذكر الاسترقاق للأسرى ، وإنما ذكرت الفداء وإطلاق السراح دون مقابل ، حتى لا يكون الاسترقاق تشريعاً دائماً للبشرية ولا ضربة لازب ، إنما هو أمر يلجأ إليه الجيش الإسلامي المحارب إذا اقتضته الظروف والملابسات .

            يضاف إلى ذلك أن الأسرى الذين كانوا يقعون في يد الإسلام كانوا يعاملون تلك المعاملة الكريمة التي وصفناها من قبل ، ولا يلقون الهوان والتعذيب ، وكان يفتح أمامهم باب التحرر حين تسعى نفوسهم إليه وتحتمل تبعاته ، وإن كان معظمهم في الواقع لم يكن حراً قبل أسره ، إنما كان من الرقيق الذي استرقه الفرس والرومان ودفعوه إلى قتال المسلمين .

            فكأن الأمر في الحقيقة لم يكن استرقاقاً من أجل الاسترقاق . ولا كان الرق أصلاً دائماً يهدف الإسلام إلى المحافظة عليه ، فاتجاه الإسلام إلى تحرير الرقيق هو الاتجاه البارز الذي تشير كل الدلائل إليه .

            وإنما هو وضع موقوت يؤدي في النهاية إلى التحرير .

            تقوم الحرب بين المسلمين وأعداء الإسلام فيقع بعض الأسرى من الكفار في يد المسلمين، فيصبحون – في بعض الحالات ، لا في كل الحالات ولا بصورة حتمية – رقيق حرب ، فيعيشون فترة من الزمن في جو المجتمع الإسلامي ، يبصرون عن كثب صورة العدل الرباني مطبقاً في واقع الأرض ، وتشملهم روح الإسلام الرحيمة بحسن معاملتها واعتباراتها الإنسانية ، فتتشرب أرواحهم بشاشة الإسلام ، وتتفتح بصائرهم للنور .. وعندئذ يحررهم الإسلام بالعتق في بعض الأحيان ، أو بالمكاتبة إن تاقت نفوسهم إلى الحرية وسعوا إليها .

            وبذلك تصبح الفترة التي يقضونها في الرق في الحقيقة فترة علاج نفسي وروحي ، قوامه إحسان المعاملة لهم ، وإشعارهم بآدميتهم المهدرة ، وتوجيه أرواحهم إلى النور الرباني بغير إكراه .. ثم في النهاية يكون التحرير .. وذلك كله في حالة الاسترقاق .. وليست هي السبيل الوحيد الذي يسلكه الإسلام ، كما يتضح من آية التشريع ، ومن السلوك العملي للرسول صلى الله عليه وسلم في مختلف الغزوات .

            أما النساء فقد كرمهن - حتى في رقهن - عما كن يلقين في غير بلاد الإسلام . فلم تعد أعراضهن نهباً مباحاً لكل طالب على طريقة البغاء ( وكان هذا هو مصير أسيرات الحروب في أغلب الأحيان ) وإنما جعلهن ملكاً لصاحبهن وحده ، لا يدخل عليهن أحد غيره ، وجعل من حقهن نيل الحرية بالمكاتبة ، كما كانت تحرر من ولدت لسيدها ولداً ويحرر معها ولدها ، وكن يلقين من حسن المعاملة ما أوصى به الإسلام .

            تلك قصة الرق في الإسلام .. صفحة مشرفة في تاريخ البشرية . فالإسلام لم يجعل الرق أصلاً من أصوله ، بدليل أنه سعى إلى تحريره بشتى الوسائل ، وجفف منابعه كلها لكي لا يتجدد ، فيما عدا المنبع الواحد الذي ذكرناه وهو رق الحرب المعلنة للجهاد في سبيل الله . وقد رأينا أن الرق فيها ليس ضربة لازب ، وأنه –إن حدث – فلفترة موقوتة تؤدي في النهاية إلى التحرير ..

            أما ما حدث في بعض العهود الإسلامية من الرق في غير أسرى الحروب الدينية ، ومن نخاسة واختطاف وشراء لمسلمين لا يجوز استرقاقهم أصلاً ، فإن نسبته إلى الإسلام ليست أصدق ولا أعدل من نسبة حكام المسلمين اليوم إلى الإسلام بما يرتكبونه من موبقات وآثام !


            يتبع بأمر الله تعالى .
            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 26 سبت, 2020, 10:26 ص.
            اعرف دينك
            {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
            دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


            يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

            تعليق

            • دكتور أزهري
              مشرف شرف المنتدى

              • 19 ينا, 2007
              • 702
              • صيدلي
              • مسلم

              #7
              الفصل الثالث

              موقف أصحاب الملل والمذاهب الأخرى من الرق




              بعد أن استعرضنا موقف الإسلام من الرقيق وكيف عالج هذه المشكلة علاجا جذريا بواقعية وتدرج حكيم تعالوا بنا لنرى كيف عالجت المذاهب والملل الأخرى هذه القضية .

              موقف اليهودية من مسألة الرق :-

              رحبت اليهودية بهذه المسألة ترحيبا كبيرا ولم نجد بين طيات كتب اليهود ما يمانع ذلك الأمر بكل كل ما وجدناه تشريعات مخصوصة بالرقيق وتستحسن ذلك الأمر فكيف لهم أن يثيروا أمرا هم غارقون فيه إلى الأذقان ؟

              جاء في الإصحاح الحادي والعشرون من سفر الخروج تشريعا خاصا بالرقيق .... انظر


              إذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا. إن دخل وحده فوحده يخرج. إن كان بعل امرأة تخرج امرأته معه. إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين أو بنات فالمرأة وأولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده. ولكن إن قال العبد: أحب سيدي وامرأتي وأولادي. لا أخرج حرا يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه بالمثقب فيخدمه إلى الأبد.

              وتعالوا بنا لننظر في سفر التثنية الإصحاح الحادي والعشرون :-

              إذا خرجت لمحاربة أعدائك ودفعهم الرب إلهك إلى يدك وسبيت منهم سبيا ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة والتصقت بها واتخذتها لك زوجة فحين تدخلها إلى بيتك تحلق رأسها وتقلم أظفارها وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد في بيتك وتبكي أباها وأمها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة. وإن لم تسر بها فأطلقها لنفسها. لا تبعها بيعا بفضة ولا تسترقها من أجل أنك قد أذللتها.

              ورد في سفر التثنية في الإصحاح العشرون ما يلي :-

              وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك.

              وهذا نبي الله داود عليه السلام يقول عنه الكتاب المقدس في سفر صموئيل الثاني ما يلي :-

              وأخذ داود أيضا سراري ونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون، فولد أيضا لداود بنون وبنات.

              وفي بعض الأحيان نجد أن الله يجعل السبي كعقوبة للكفر والشرك :-

              كل رعاتك ترعاهم الريح ومحبوك يذهبون إلى السبي. فحينئذ تخزين وتخجلين لأجل كل شرك. ... سفر ارميا 22: 22

              لذلك هكذا قال الرب: امرأتك تزني في المدينة وبنوك وبناتك يسقطون بـالسيف وأرضك تقسم بـالحبل وأنت تموت في أرض نجسة وإسرائيل يسبى سبيا عن أرضه..... سفر عاموس 7 :17

              ولا تطلبوا بيت إيل وإلى الجلجال لا تذهبوا وإلى بئر سبع لا تعبروا. لأن الجلجال تسبى سبيا وبيت إيل تصير عدما..... سفر عاموس 5 :5


              هذا بالنسبة لموقف اليهود من الرقيق ونجد أن اليهودية استحسنت هذا الأمر ولم تقدم الحلول للتخلص من الرق ومعالجة الأمر بطريقة عملية مثلما فعل الإسلام .


              موقف المسيحية من مسألة الرق : -

              جاءت النصرانية فأقرت الرق الذي أقره اليهود من قبل ، فليس في الإنجيل نص يحرمه أو يستنكره بل ان المسيح قد أقر بشريعة اليهود كاملة حيث يقول .... (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. ) إنجيل متى 5 :17

              المسيح حسب المعتقد المسيحي هو رب العهد القديم والجديد وبذلك فكل التشريعات التي صدرت بخصوص الرقيق في التوراة أو العهد القديم قد صدرت من المسيح .

              أمر بولس العبيد بطاعة سادتهم كما يطيعون المسيح ، فقال في رسالته إلى أهل إفسس الإصحاح السادس (5-9) : ( أيها العبيد ، أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح ، لا بخدمة العين كمن يرضى الناس ، بل كعبيد المسيح ، عاملين مشيئة الله من القلب ، خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس ، عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان أو حرا ) .

              وفي المعجم الكبير للقرن التاسع عشر ( لاروس ) :

              " لا يعجب الإنسان من بقاء الرق واستمراره بين المسيحيين إلى اليوم ، فإن نواب الدين الرسميين يقرون صحته ويسلمون بمشروعيته " .

              وفيه : " الخلاصة : أن الدين المسيحي ارتضى الاسترقاق تماماً ، إلى يومنا هذا ، ويتعذر على الإنسان أن يثبت أنه سعى في إبطاله " .

              وأقر القديسون أن الطبيعة جعلت بعض الناس أرقاء .

              فرجال الكنيسة لم يمنعوا الرق ولا عارضوه بل كانوا مؤيدين له ، حتى جاء القديس الفيلسوف توماس الأكويني فضم رأي الفلسفة إلى رأي الرؤساء الدينيين ، فلم يعترض على الرق بل زكاه لأنه - على رأي أستاذه أرسطو - حالة من الحالات التي خلق عليها بعض الناس بالفطرة الطبيعية ، وليس مما يناقض الإيمان أن يقنع الإنسان من الدنيا بأهون نصيب .

              قاموس الكتاب المقدس للدكتور جورج يوسف :
              "إن المسيحية لم تعترض على العبودية من وجهها السياسي ولا من وجهها الاقتصادي ، ولم تحرض المؤمنين على منابذة جيلهم في آدابهم من جهة العبودية ، حتى ولا المباحثة فيها ، ولم تقل شيئاً ضد حقوق أصحاب العبيد ، ولا حركت العبيد إلى طلب الاستقلال ، ولا بحثت عن مضار العبودية ، ولا عن قساوتها , ولم تأمر بإطلاق العبيد حالاً ، وبالإجماع لم تغير النسبة الشرعية بين المولى والعبد بشيء ، بل بعكس ذلك فقد أثبتت حقوق كل من الفريقين , وواجباته" .

              وبالتالي لم تقدم المسيحية أي شئ في قضية العبيد ولم تعمل حتى على تحريرهم بل أقرت بالوضع ولم تتطرق إلى إيجاد الحلول الجادة مثلما فعل الإسلام .

              موقف أصحاب الحضارات المادية والملاحدة :-

              من حق القارئ أن يسأل وهو في عصور النهضة والتقدم عن رائدة التقدم في هذه العصور ، وعدد من كانوا يموتون بسبب طرق الاصطياد, وفي الطريق إلى الشواطئ التي ترسو عليها مراكب الشركة الإنجليزية وغيرها , ثم إن الباقين يموتون بسبب تغير الطقس , ويموت نحو 4% أثناء الشحن , و 12 % أثناء الرحلة , فضلاً عمن يموتون في المستعمرات !!!

              ومكثت تجارة الرقيق في أيدي شركات إنجليزية حصلت على حق احتكار ذلك بترخيص من الحكومة البريطانية , ثم أطلقت أيدي جميع الرعايا البريطانيين في الاسترقاق , ويقدر بعض الخبراء مجموع ما استولى عليه البريطانيون من الرقيق واستعبدوه في المستعمرات من عام 1680 / 1786م حوالي 2130000 شخصاً .

              فعندما اتصلت أوربا بإفريقيا السوداء كان هذا الاتصال مأساة إنسانية , تعرض فيها زنوج هذه القارة لبلاء عظيم طوال خمسة قرون ، لقد نظمت دول أوربا وتفتقت عقليتها عن طرق خبيثة في اختطاف هؤلاء واستجلابهم إلى بلادهم ليكونوا وقود نهضتها , وليكلفوهم من الأعمال مالا يطيقون , وحينما اكتُشِفَتْ أمريكا زاد البلاء , وصاروا يخدمون في قارتين بدلاً من قارة واحدة !!

              تقول دائرة المعارف البريطانية (2/779) مادة Slavery : " إن اصطياد الرقيق من قراهم المحاطة بالأدغال كان يتم بإيقاد النار في الهشيم الذي صنعت منه الحظائر المحيطة بالقرية حتى إذا نفر أهل القرية إلى الخلاء تصيدهم الإنجليز بما أعدوا لهم من وسائل " .

              وتم نقل مليون زنجي أفريقي إلى أمريكا مقابل موت تسعة ملايين أثناء عملية الاصطياد والشحن والنقل ، وذلك في الفترة ما بين عام 1661م إلى عام 1774م ، أي أن عشر الذين كانوا يصطادونهم فقط هم الذين يبقون أحياء ، ويتم نقلهم إلى أمريكا ، لا ليجدوا الراحة واللذة ، بل ليجدوا السخرة والتعذيب !!

              وكان لهم في ذلك قوانين يخجل منها العقلاء !


              فكان من قوانينهم السوداء في ذلك : من اعتدى على سيده قُتل ، ومن هرب قطعت يداه ورجلاه وكوي بالحديد المحمى , إذا أبق للمرة الثانية قُتل ! وكيف سيهرب وقد قطعت يداه ورجلاه !!
              ومن قوانينهم : يحرم التعليم على الرجل الأسود ويحرم على الملونين وظائف البيض .


              وفي قوانين أمريكا : إذا تجمع سبعة من العبيد عُدَّ ذلك جريمة ، ويجوز للأبيض إذا مر بهم أن يبصق عليهم ، ويجلدهم عشرين جلدة .

              ونص قانون آخر : العبيد لا نفس لهم ولا روح ، وليست لهم فطانة ولا ذكاء ولا إرادة ، وأن الحياة لا توجد إلا في أذرعهم فقط .

              والخلاصة في ذلك : أن الرقيق من جهة الواجبات والخدمة والاستخدام عاقل مسئول يعاقب عند التقصير , ومن جهة الحقوق شيء لا روح له ولا كيان بل أذرعه فقط !!

              لقد قال المستعمرون : إن السود والهنود الحمر ليسوا من نسل آدم ، فروحهم مشتقة من أصل أقل من الإنسان ، وفى معمعة التطور الصناعي ومعاملة الطبقات العاملة نشأت نظرية " داروين " في تطور النوع وبقاء الأصلح ، وسادت نظرية "مندل " في الوراثة وظهرت مؤلفات كثيرة تبحث عن فكرة عدم المساواة بين الأجناس البشرية وعن سيادة الجنس الآرى ، وتكونت مدرسة لها نظرياتها تزعمها الكونت "جوبينو" الفرنسي وكذلك "فاجنر" الموسيقى الألماني ، ومثله ( ستيوارت شامبرلين ) الإنجليزي ، وأيضا ( لوتروب ستودارد) الأمريكي ، وهؤلاء قالوا : إن الجنس الأبيض هو وحده منشى الحضارة ، وهو الجنس الآري المنحدر من شمالي العالم ظهرت نغمات : الشرق شرق ، والغرب غربي ، ولن يلتقيا .

              هناك العديد من الأمثلة على النزعة العنصرية الحديثة :-

              على الرغم من إصدار القرارات ضد التفرقة العنصرية في المؤتمرات الدولية المتعاقبة منذ مطلع القرن التاسع اتفاق عصبة الأمم سنة 1926 م ، الذي وقعه ثمان وثلاثون دولة ، وعلى الرغم من الإعلان العالمي لحقوق الآن الأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر سنة 1948 م فإن التفرقة العنصرية ما زالت تمارس في بعض الدول الحديثة مثل أمريكا وغيرها .

              ( أ ) ففي أمريكا الآن حوالي عشرين مليونا من الملونين ، يقطن أكثرهم في الولايات الجنوبية ، وقد قامت حكومات الشمال والجنوب من سنة 1860 إلى سنة1865 م بزعامة ( لنكولن ) صاحب فكرة تحرير العبيد ، وقد قتل بيد عنصري اسمه ( بوث )فى14من أبريل سنة 1985 كان الجنوب مصرا على الإبقاء على التفرقة العنصرية لضمان استخدام ا مزارعه ، وكان الشمال يصر على تحريره ليتمكن من الهجرة إلى الشمال ويعمل في مصانعه ، ومن هنا يعرف أن سبب هذه الحرب كان اقتصاديا استغلاليا وليس ثورة على الكرامة الإنسانية .


              وإذا كانت الحرب قد انتهت بتقرير المساواة فإن التفرقة ما زالت تمارس عمليا ومنصوصا عليها فى قوانين دستور ولاية ( مسيسيبي ) في الفصل الثامن في التربية والتعليم ( مادة 207 ) :-
              يراعى في هذا الحقل أن يفصل بين أطفال الزنوج ، فتكون لكل فريق مدارسه الخاصة .


              وفى الفصل الرابع عشر ( أحكام عامة ) مادة 263 : أن زواج شخص أبيض من شخص زنجي يعد غير شرعي وباطلا ، بل جاء في قانون هذه الولاية : أن الذي يطالب بالمساواة الاجتماعية والتزاوج بين البيض والسود ، بالطبع أو النشر أو أية وسيلة ، يعتبر عمله جرما يعاقب عليه القانون .

              وهذه التشريعات تطبق في عدة ولايات أمريكية ، كما جاء في تقرير قدم إلى الأمم المتحدة سنة 1947 .

              على أن الكنيسة نفسها شاركت في إقرار هذا الظلم ، فإن للزنوج كنائس خاصة ، ولا يصح لهم أن يعبدوا ربهم في كنائس البيض مع أن الذي خلقهم جميعا واحد وهو الله سبحانه .

              وقد تأسست في الجنوب جمعية ( كلوكلوكس كلان ) لإرهاب الملونين ، وانتشرت في جميع أنحاء الولايات المتحدة قائمة على أنقاض جمعية لإرهاب الكاثوليك ومنع هجرتهم .

              وقد جاء في كتاب (مصرع الديمقراطية في العالم الجديد) الذي نشرته دار العلم للملايين في بيروت كثير من هذه الصور التي تدُل على تمكُّن النزعة العنصرية من نفوس الأمريكيين.

              وما زالت حوادث التفرقة في أمريكا دليلا على أن هذا العالم الذي يدعى حماية الحريات يعيش على النفاق والخداع ، بعيدا عن مقررات الأمم المتحدة وعن قواعد الأخلاق والإنسانية .

              ب) وفي جنوبي أفريقيا تفرقة عنصرية صارخة، فقد احتل الهولنديون المُسمون (البوير) أي الفلاحين، هذه البلاد، وأسسوا مدينة رأس الرجاء الصالح سنة 1752م، ثم احتلها الإنجليز سنة 1806م، وطاردت البوير إلى ناتال ثم أورانج والترنسفال، وكان البوير قد جلبوا عُمَّالاً من الملايو والهند للزراعة، ولا يعترفون لهم بحقوق كحقوقهم، ولما غلب الإنجليز على هذه البلاد مكن رجالهم لاستعمارها حتى تكَوَّن اتحاد جنوبي أفريقيا سنة 1910م بعد حروب طويلة كان من أشهر رجالها (سيسل رودس) الذي حاول خلق حياة أفضل للبيض على حساب الأفريقيين. فكانت التفرقة العنصرية التي لم تحاول إنجلترا أن تعمل شيئًا للحدِّ منها.

              لقد كان في جنوبي أفريقيا حسب إحصاء سنة 1952م نحو 14.5 مليونًا ، منهم 10 أفريقيون ، 3 أوربيون، ومليون من المُلونين، ونصف مليون من الآسيويين. ومع ذلك يتحكم الأوربيون في بقية السكان، مُطبقين للتفرقة العنصرية بأشد مظاهرها، تلك المظاهر التي تبدو في: تقييد حرية التعاقد على العمل للمُلونين، وعدم زيارتهم للمدن إلا لمدة اثنتين وسبعين ساعة، ووجوب الحصول على إذن فيما زاد على ذلك، وتحديد عدد المُقيمين منهم في المدن، ومنع دخول كنائس البيض، وعدم علاجهم في المصحات إلا عند الضرورة القصوى، ومنع عقد اجتماع عام لهم، وتحريم امتلاكهم لعقارات البيض، ومنع التزاوج بين الأوربيين وبينهم، وتحديد عدد تلاميذ المدارس من الأفريقيين، وحرمانهم من الحقوق السياسية.

              وقد أثيرت مشكلة هذه التفرقة في هيئة الأمم سنة 1947م غير أن إنجلترا وأمريكا ضغطتا على الأعضاء فلم يفز القرار بالأغلبية المطلوبة، وقامت عدة ثورات تطالب بمنع هذه المعاملة القاسية، ولكنها لم تجد أُذنًا مُصغية.

              وفي أول أبريل سنة 1960م أصدر مجلس الأمن قرارًا بدعوة جنوبي أفريقيا لنبذ سياسة التفرقة العُنصرية، كما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 من أكتوبر سنة 1961 قرارًا بلوْمِهَا ومع ذلك لم تستجب الحكومة لهذا كله، وقد دعا إلى إصدار هذه القرارات توالي حوادث العُنف وكان من أهمها حادث (شارب فيل) في 21 من مارس 1960م عندما احتج الأفريقيون على نظام تصريحات المرور فأطلق البوليس النار عليهم وقتل منهم عددًا كبيرًا.


              تلك قصة الرق في المجتمعات المادية حتى القرن العشرين : رق الرجال والنساء والأمم والأجناس. رق متعدد المنابع متجدد الموارد ، في غير ضرورة ملجئة ، اللهم إلا خسة الغرب وهبوطه عن المستوى اللائق لبني الإنسان .

              ودع عنك استرقاق الدولة الشيوعية لأفراد شعبها حتى لا يملك أحدهم حرية اختيار العمل الذي يريده ، ولا المكان الذي يعمل فيه ، واسترقاق أصحاب رؤوس الأموال للعمال في الغرب الرأسمالي حتى لا يملك أحدهم سوى اختيار السيد الذي يستعبده .

              دع عنك هذا وذاك ، فقد تجد المجادلين عنه والمنافحين . ويكفي ما سردناه من ألوان الرق الصارخة الصريحة ، التي تتم باسم المدنية وباسم التقدم الاجتماعي ! ثم انظر هل تقدمت البشرية في أربعة عشر قرناً ، بعيداً عن وحي الإسلام ، أم إنها ظلت تنحدر وتتأخر ، حتى لتحتاج اليوم إلى قبس من هدي الإسلام ، يخرجها مما هي فيه من الظلام ؟ !


              يتبع بأمر الله تعالى
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:55 م.
              اعرف دينك
              {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
              دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


              يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

              تعليق

              • دكتور أزهري
                مشرف شرف المنتدى

                • 19 ينا, 2007
                • 702
                • صيدلي
                • مسلم

                #8
                الفصل الرابع

                المرأة بين الإسلام وأصحاب الحضارات المادية




                كان الإسلام قد أباح للسيد أن يكون عنده عدد من الجواري من سبى الحرب يستمتع بهن وحده ، ويتزوج منهن أحياناً إذا شاء . وأوربا تستنكر هذا اليوم وتتعفف عن هذه الحيوانية البشعة التي تعتبر الجواري متاعاً مباحاً ، وأجساداً لا حرمة لها ولا كرامة ، كل مهمتها في الحياة إشباع لذة بهيمية بغيضة ، لرجل لا يرتفع عن مستوى الحيوان .

                وجريمة الإسلام الحقيقية في هذا الأمر أنه لا يبيح البغاء ! فقد كانت أسيرات الحرب في البلاد الأخرى يهوين إلى حمأة الرذيلة بحكم أنه لا عائل لهن ، ولأن سادتهن لا يشعرن نحوهن بحمية العرض ، فيشغلونهن في هذه المهمة البغيضة ، ويكسبون من هذه التجارة القذرة : تجارة الأعراض . ولكن الإسلام – المتأخر – لم يقبل البغاء ، وحرص على حفظ المجتمع نظيفاً من الجريمة ، فقصر هؤلاء الجواري على سيدهن ، عليه إطعامهن وكسوتهن وحفظهن من الجريمة ، وإرضاء حاجتهن الجنسية – عرضاً – وهو يقضي حاجته .

                أما ضمير أوربا فلا يطيق هذه الحيوانية ... ولذلك أباحت البغاء ومنحته رعاية القانون وحمايته ! وراحت تنشره عامدة في كل بلد وطئته أقدامها مستعمرة . فما الذي تغير من الرق حين تغير عنوانه ؟ وأين كرامة البغي وهي لا تملك رد طالب – وما يطلبها أحد إلا لأقذر معنى يمكن أن تهبط إليه البشرية : دفعة الجسد الخالصة التي لا تلطفها عاطفة ، ولا ترتفع بها روح ؟ وأين من هذه القذارة الحسية والمعنوية ما كان بين السادة والجواري في الإسلام ؟

                لقد كان الإسلام صريحاً مع نفسه ومع الناس ، فقال : هذا رق . وهؤلاء جوار . وحدود معاملتهن هي كذا وكذا . ولكن الحضارة المزيفة لا تجد في نفسها هذه الصراحة ، فهي لا تسمي البغاء رقا ، وإنما تقول عنه إنه " ضرورة اجتماعية " !

                ولماذا هو ضرورة ؟

                لأن الرجل الأوربي المتحضر لا يريد أن يعول أحداً : لا زوجة ولا أولاداً . يريد أن يستمتع دون أن يحتمل تبعة . يريد جسد امرأة يفرغ فيه شحنة الجنس . ولا يعنيه من تكون هذه المرأة ، ولا تعنيه مشاعرها نحوه ولا مشاعره نحوها . فهو جسد ينزو كالبهيمة ، وهي جسد يتلقى هذه النزوة بلا اختيار ، ويتلقاها لا من واحد بعينه ، ولكن من أي عابر سبيل .

                هذه هي " الضرورة " الاجتماعية التي تبيح استرقاق النساء في الغرب في العصر الحديث . وما هي بضرورة لو ارتفع الرجل الأوربي إلى مستوى " الإنسانية " ولم يجعل لأنانيته كل هذا السلطان عليه .


                والدول التي ألغت البغاء في الغرب المتحضر لم تلغه لأن كرامتها أوجعتها ، أو لأن مستواها الخلقي والنفسي والروحي قد ارتفع عن الجريمة . كلا ! ولكن لأن الهاويات قد أغنين عن المحترفات . ولم تعد الدولة في حاجة إلى التدخل !

                وبعد ذلك يجد الغرب من التبجح ما يعيب به نظام الجواري في الإسلام ، ذلك النظام الذي كان قبل ألف وثلاثمائة عام – وعلى أنه نظام غير مطلوب له الدوام – أكرم بكثير وأنظف بكثير من النظام الذي يقوم اليوم في القرن العشرين ، وتعتبره المدنية نظاماً طبيعيا ً، لا يستنكره أحد ، ولا يسعى في تغييره أحد ، ولا يمانع أحد في أن يظل باقياً إلى نهاية الحياة!

                ولا يقل قائل : إن هؤلاء " الهاويات " يتطوعن دون إكراه من أحد وهن مالكات لحريتهن الكاملة . فالعبرة بالنظام الذي يدفع الناس بأوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية والروحية إلى قبول الرق أو الوقوع فيه . ولا شك أن " الحضارة " الأوربية هي التي تدفع إلى البغاء وتقره ، سواء كان البغاء الرسمي أو بغاء المتطوعات الهاويات !

                يتبع بأذن الله تعالى .
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:54 م.
                اعرف دينك
                {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
                دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


                يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

                تعليق

                • دكتور أزهري
                  مشرف شرف المنتدى

                  • 19 ينا, 2007
                  • 702
                  • صيدلي
                  • مسلم

                  #9
                  الفصل الخامس

                  فيا أيها الباحثون عن الحقيقة






                  هذا هو نظام الرق في الإسلام صفحة مشرفة في تاريخ البشرية يفخر بها جميع من انتسبوا إلى هذا الدين الحنيف فلقد رأيتم كيف سعى الإسلام إلى تحرير العبيد بشتى الوسائل الايجابية والمبادئ التشريعية بل وعمل جاهدا على تجفيف جميع منابع الرق منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان بينما يحاول المتشدقون من أصحاب الحضارات المادية العصرية أن يخطوا مثل خطواته ولكن شتان بين تشريع بشري وتشريع الهي .

                  ولقد رأيتم من عظمة التشريع الإسلامي أنه أعطى أمام المسلمين صلاحية واسعة في أن يختار واحدا من أربعة أمور في قضية الأسرى وهي إما المن عليه بإطلاق سراحه أو الفداء أو القتل أو الاسترقاق وبناء على هذا يمكن للأمام أن يصطلح مع بقية دول العالم على منع الاسترقاق في الحروب كلها كما اصطلح الأمام محمد الفاتح مع دول عصره في إنهاء الرقيق .

                  وفي اللحظة التي يحدث فيها هذا الاتفاق يرجع الإسلام إلى قاعدته الكبرى التي قررها بصراحة كاملة ( الحرية للجميع والمساوة للجميع وحق الكرامة الإنسانية للجميع .

                  هذا مما يؤكد للجميع أن الإسلام سبق إلى تحرير الرقيق قبل سبعة قرون : قبل أن تتبجح الثورة الفرنسية في بتحرير الرق في أوربا وقبل أن يتشدق أبراهام لنكولن بتحرير الرق في أمريكا وقبل أن تعلن هيئة الأمام مبادئ حق الإنسان في العالم .

                  وهذا ما يزيد العاقل المتبصر رسوخا أن الإسلام هو دين التحرير والحرية وشريعة الكرامة والحياة ... إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

                  ألا فليفهم أعداء الإسلام من مستشرقين ومستغربين وشيوعيين وملحدين أن هذا الإسلام هو دين الله الخالد وتشريعه الشامل ونظامه المتجدد أنزله الله عزوجل على رسوله صلى الله عليه وسلم ليحقق للفرد كرامته وللأسرة سعادتها وللمجتمع وحدته وللإنسانية استقرارها تحت ظلال مبادئ الحرية والإخاء والمساوة .

                  ألا فليعلم كل مسلم أن الحق واضح صريح والباطل مندثر ومنحط لا ريب وصدق الله إذ يقول في كتابه الكريم ... (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ) واعلم أن الحق إذا رمى الباطل أصابه في دماغه وإصابة الدماغ قاتلة فتاكة تنهي الأمر سريعا .

                  نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما .
                  فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ



                  المراجع :-
                  1-كتاب كشف الشبهات للأستاذ محمد قطب ص 31 -55
                  2-كتاب نظام الرق في الإسلام للدكتور الشيخ عبد الله ناصح علوان رحمه الله .
                  3-فتوى فضيلة العلامة عطية صقر رحمه الله في عام 1997 حول معنى التفرقة العنصرية وموقف الإسلام منها .
                  4-مجموعة من المقالات والكتابات المتميزة في هذا الباب .
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:54 م.
                  اعرف دينك
                  {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
                  دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


                  يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

                  تعليق

                  • دكتور أزهري
                    مشرف شرف المنتدى

                    • 19 ينا, 2007
                    • 702
                    • صيدلي
                    • مسلم

                    #10
                    للـــــــــــــــــــــرفــــــــــــــــــــ ع
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:54 م.
                    اعرف دينك
                    {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
                    دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


                    يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

                    تعليق

                    • مجاهد في الله
                      4- عضو فعال

                      • 27 يون, 2006
                      • 690
                      • مسلم

                      #11
                      جزاك الله خيرا على التفصيل الماتع

                      ------
                      موضوع مشابه

                      الرد على شبهة العبودية والرق وملكات اليمين في الإسلام - الرد الأخير ونتحدى !
                      https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=8054
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:54 م.

                      تعليق

                      • مجاهد في الله
                        4- عضو فعال

                        • 27 يون, 2006
                        • 690
                        • مسلم

                        #12
                        بالمناسبة اين هم ؟

                        يثيرون هذه الشبهات وحين الرد عليها لا نجدهم .......لماذا يا ترى ؟!
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:54 م.

                        تعليق

                        • دكتور أزهري
                          مشرف شرف المنتدى

                          • 19 ينا, 2007
                          • 702
                          • صيدلي
                          • مسلم

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة مجاهد في الله
                          بالمناسبة اين هم ؟

                          يثيرون هذه الشبهات وحين الرد عليها لا نجدهم .......لماذا يا ترى ؟!
                          لا تجدهم أخي الحبيب فهم متخصصون في اثارة الشبهات فقط

                          ولا يوجد لديهم عقول لفهم الجواب
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:54 م.
                          اعرف دينك
                          {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
                          دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


                          يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

                          تعليق

                          • القبطان المسلم
                            مُشْرِف في أجازة

                            • 18 ماي, 2008
                            • 491
                            • مسلم

                            #14
                            السلام عليكم ورحمة الله ،،

                            (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ)

                            جزاك الله كل الخير عن المنافحة عن دين الله أخي الكريم
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:53 م.

                            تعليق

                            • fares_273
                              مشرف منتدى النصرانيات

                              • 10 أبر, 2008
                              • 4178
                              • مسلم

                              #15
                              هذا كلام أنطونيوس فكرى عن قضية العبيد فى الكتاب المقدس ....و هو يذكر بعض الحقوق الجيده للعبيد ...و لكنه يذكر بعض حالات التى يحدث فيها استعباد و هى تعتبر من الغرائب أن يسمح الله عندهم بها فى كتابهم مثل أن يبيع الرجل نفسه أو يبيع بنته .....

                              على أى حال :

                              يعترف أنطونيوس فكرى أن العهد القديم لم يحرم العبوديه بشكل نهائى و أن هذا لم يكن ممكنا ......و كذلك يعترف أنه لا يوجد أمر صريح فى العهد الجديد بتحرير العبيد و أن هذا الأمر ترك فقط للروح المسيحيه الطيبه .


                              _________________________________________

                              يقول أنطونيوس فكرى ما يلى :






                              قضية العبيد :
                              لم يكن ممكنًا للشريعة اليهودية أن تمنع نظام العبودية دفعة واحدة، لكنها التزمت بتقديم قواعد
                              ونظم تحفظ للعبد حقه الإنساني، وتنزع عنه إلى حد كبير الجانب الإذلالي، ليعيش كإنسان
                              وأخ تحت ظروفه القاسية ولقد نشر هذا الخبر في الأهرام
                              "تم وضع الأمريكي ويليام جاريسون -
                              1805-1879
                              في السجن سنة ١٨٣٥ لحمايته من ملاك العبيد لأنه كان يدعو
                              للمساواة بين البشر"
                              فإن كان هذا قد حدث في أمريكا سنة ١٨٣٥ فكم وكم كان الوضع منذ
                              ٤٠٠٠ سنة.
                              ولكن الله استغل وضع العبيد ليشرح كيف أننا استعبدنا لإبليس وكيف حررنا
                              .
                              العبودية عند الوثنيين :
                              كانت العبودية عند الشعوب الوثنية رهيبة.
                              فالقانون الروماني لم يعط أي حق مدني أو إنساني
                              لهم.

                              ولا يعاقب القانون السيد إن عذب عبدًا أو أمة أو قتل عبده أو اغتصب منه زوجته وكان
                              على العبد أن يشكر سيده لأقل رحمة
                              .
                              العبودية عند العبرانيين :
                              يحدثنا هذا الإصحاح عن حقوق العبد العبراني،
                              إذ تميز الشريعة بين العبد غير العبراني
                              والعبد العبراني.


                              والعبودية عند العبرانيين كانت تتم في أحد الظروف التالية:
                              (لا39:25 , 2مل 1:4)1- بسبب الفقر قد يبيع الإنسان نفسه أو أولاده

                              قلت _ أى فارس _ هذا لا يجوز فى الاسلام


                              2- بسبب السرقة، إن لم يكن له ما يوفي فيباع بسرقته
                              خر 3:22

                              قلت _ أى فارس_ هذا لا يجوز فى الاسلام


                              3- قد يبيع الإنسان إبنه أو ابنته عبيدًا
                              خر 17و 7:21 + نح 5:5

                              قلت _ أى فارس _ هذا لا يجوز فى الاسلام


                              4- قد يصير الإنسان عبدًا بالميلاد إذا كان والده عبدًا
                              .
                              الحقوق التي قدمتها الشريعة للعبد العبراني والأمة العبرانية
                              :
                              - ١.
                              يعامل العبد العبراني كأخ وليس في مذلة ( لاويين الاصحاح الخامس و العشرين و الأعداد 39-43) وبذلك قدمت الشريعة
                              نظرة جديدة للعبد، إنه أخ، شريك في العبودية لله الواحد.
                              فالكل عبيد لله، والسيد عليه
                              أن يعامل عبده على أنه أجير
                              (يعمل بالأجرة)
                              وبدون إذلال
                              .
                              ٢.
                              نصت الشريعة على أن العبد يعتق من عبوديته في السنة السابعة من عبوديته أي
                              بعد ٦ سنوات.
                              هنا نرى صورة لما صنعه السيد المسيح الذي أعتنقنا من العبودية في
                              .( اليوم السابع
                              "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا"
                              يوحنا 36:8
                              ٣.
                              للعبد حق الخيار أن يترك بيت سيده أو يطلب أن يبقى معه كل أيام حياته فإن كان
                              العبد يحب سيده وزوجته وأولاده عليه أن يستعبد نفسه لسيده بمحض إرادته إلى
                              النهاية، فيقدمه سيده إلى الباب ويثقب أذنه، علامة الطاعة الكاملة.
                              وثقب الأذن كان
                              عادة شرقية متعارف عليها، فهم يثقبون أذن العبد.
                              والباب كان يشير للأسرة التي
                              إلتصق بها العبد.
                              مرة أخرى نجد صورة للمسيح الذي أحب أباه وأحب عروسته ( الكنيسه ) و أولاده ( نحن ) ( أف الاصحاح الخامس و الأعداد 25-27)
                              فصار من أجلنا عبدا لكى يرفعنا من
                              العبودية إلى البنوة لله.
                              وحيث أن ثقب الأذن صار كناية عن العبودية إختيارًا
                              والطاعة الكاملة
                              (لأن الأذن هي عضو السمع)
                              صار قول داود النبي
                              "أذني فتحت
                              (ثقبت)"
                              ( مز 6:40)
                              نبوة عن قبول المسيح أن يتجسد أخذًا صورة عبد باختياره.
                              هكذا
                              فهمها بولس الرسول ( عبرانيين الاصحاح العاشر و الأعداد 5-7) , تأمل
                              ""هل نقبل فتح أو ثقب أذاننا لنخضع
                              ونسمع ونصير عبيدًا لله في حب"".

                              في سنة اليوبيل وهي تأتي كل ٥٠ سنة
                              ( 7 سنين x 7 كل)
                              يتحرر كل هؤلاء
                              العبيد حتى الذين لم يكملوا السنوات الست
                              ( لا40 و 39:25)
                              هذا يرمز لعمل الروح
                              القدس يوم الخمسين الذي يهب الكنيسة كمال الحرية في استحقاقات دم المسيح
                              .
                              ٥.
                              لا يخرج العبد فارغًا بعد تحرره، بل يأخذ معه من الغلات والقطيع ومن البيدر
                              والمعصرة
                              ( لا 43:25)
                              والمسيح لم يحررنا فقط بل وهبنا غني روحه القدوس
                              .
                              ٦.
                              يمكن للعبد أن يتزوج ابنة سيده
                              (1أى 35:2)
                              كما يمكن للسيد أن يتزوج الأمة أو
                              يعطيها زوجة لابنه، ولا يحق له أن يبيع العبد العبراني أو الأمة لسيد أجنبي
                              ( خروج الاصحاح الحادى و العشرين و الأعداد 7-11)
                              بهذا تصير الأمة من أهل البيت لها كل الحقوق كأحد أفراد الأسره
                              هذه صورة حية لعمل الله معنا الذي قدمنا نحن عبيده كعروس لابنه، فصار لنا شركة
                              أمجاده السماوية.
                              ٧.
                              إن أهمل السيد أو إبنه في حق الأمة التي تزوجها، من جهة الطعام أو الملابس أو
                              حقوقها الزوجية تصير الأمة حرة.
                              ٨.
                              ألغيت عادة العبيد العبرانيين وحرمت تمامًا بعد العودة من السبي.

                              عبودية الأممي
                              (غير العبراني) :




                              غالبًا هم من أسرى الحرب
                              ( عد 9:31 + 2مل 2:5)

                              (تك 27:17)أو مشترين

                              أو بالميلاد

                              .
                              لكننا لا نشتم من الكتاب المقدس ولا من التاريخ أنه كان يوجد سوق للرق عند اليهود.
                              ونرى
                              كيف أن إبراهيم كان ينوي أن يترك ثروته لعبده إليعازر الدمشقي.
                              وحفظت الشريعة للعبيد
                              حقوقهم وآدميتهم:-
                              .( ١.
                              من يسرق إنسانًا ويبيعه أو يوجد في يده يقتل
                              (خروج 16:21 )
                              ٢.
                              جريمة قتل العبد تتساوى مع قتل الحر
                              ( لا 22 و 17:24 )
                              وحسب التلمود إذا قتل سيد عبده
                              يْقَتلْ السيد أما المحدثين من اليهود قالوا يدفع عنه دية.
                              ٣.
                              إذا فقد عبد عينه أو يده يعتق
                              ( خروج 27 و 26:21 )
                              هذا فيه حماية للعبد

                              ٤.
                              أعطت الشريعة للعبيد أن يعبدوا آلهتهم الخاصة
                              (حرية العقيدة)
                              حتى وإن كانوا
                              مخطئين، على أنه كان من
                              حق السيد العبراني أن يختن عبيده
                              .
                              ( ٥.
                              أعطتهم حق الاشتراك مع سادتهم في الأعياد
                              ( خر 12:23 و 10:20 )

                              المسيحية ونظام الرق :

                              لم تشأ المسيحية إثارة العبيد ضد سادتهم، فقد كان العبيد يمثلون نصف تعداد المملكة

                              الرومانية.

                              بل طالبت العبيد بالطاعة لسادتهم ( أف الاصحاح السادس و الأعداد 5-8 , 1بط الاصحاح الثانى و الأعداد 18-21 )



                              و لكنها طالبت العبيد بهذا حتى يكونوا قدوة حسنة وتكون حياتهم المقدسة مؤثرة على سادتهم لعلهم يؤمنون.

                              ولقد أعاد بولس الرسول العبد الهارب لفليمون سيده وكانت الرسالة إلى فليمون السيد أن يحب
                              عبده ويعامله كأخ ويحرره بإرادته المطلقة وليس بتحريض العبد أنسيموس على الثورة
                              والهروب.
                              وقد حرره فليمون فعلا.


                              لذلك بدأ نظام الرق في الانهيار وكان هذا من أسباب
                              ثورة الرومان ضد المسيحية.
                              ونلخص وجهة نظر المسيحية عن نظام الرق فيما يلي
                              :
                              .( ١.
                              الزمت الكنيسة أولادها أن يعاملوا العبيد كأخوة لهم
                              ( 1 كو 22 , 21:7 + غل 28:3)
                              ٢-.
                              السادة الذين عاشوا بروح الإنجيل حرروا عبيدهم دون وجود أمر صريح.
                              ٣-.
                              كثيرين من العبيد نالوا رتبًا كنسية عالية مثل أنسيموس عبد فليمون فقد صار أسقفًا.
                              ومن العبيد من صاروا شهداء وكرمتهم الكنيسة وطلبت شفاعتهم
                              .
                              ٤-.
                              الكتابات الكنسية شجعت على إنهيار هذا النظام بأن طالبت أن يحسب العبد كأخ.
                              ولقد رأى أغسطينوس أن العبودية هي ثمرة للخطية فأول مرة نسمع عن العبودية
                              ( كانت مع سقوط كنعان في خطيته
                              ( تك 25:9 )

                              تفسير سفر الخروج لأنطونيوس فكرى صفحة 116 الى 119
                              ملحوظه : رقم الصفحات هو ما يظهر عندك فى متصفح الأكروبات و ليس على صفحات الكتاب لسهولة البحث .

                              رابط التفسير :

                              http://www.4shared.com/file/59884483...57/Exodus.html
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 31 أكت, 2020, 04:53 م.



                              ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 13 ماي, 2024, 08:21 م
                              رد 1
                              242 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وداد رجائي
                              بواسطة وداد رجائي
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 أبر, 2024, 11:20 م
                              رد 1
                              115 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 أكت, 2023, 02:47 ص
                              ردود 0
                              82 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:24 ص
                              ردود 0
                              110 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 08:03 ص
                              ردود 0
                              129 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Mohamedfaid1
                              بواسطة Mohamedfaid1
                              يعمل...