العنوان : اعتراضات قاتلة على معضلة الشر
الساحة : نقد الفكر الالحادي
الساحة : نقد الفكر الالحادي
العزة لله ولدين الله والنصر من الله ولله ولاحول ولاقوة الا بالله
تعتبر مشكلة الشر من اقوى ما يتشبث به الملاحدة من الطعونات التي بموجبها انكروا وجود الله رغم ما غصت به المكتبة الغربية وقليل من المكتبة العربية في تفنيد هذه المشكلة بل وقلب سهامها ضد الملاحدة ولكن لاتزال هذه المشكلة كالورد اليومي لعربان الملاحدة يتقيئوها يوميا ثلاث مرات قبل الاكل وبعده في مستنقعات الالحاد وما سنقدمه اليوم مجرد خواطر ترد على قلب البشر في لحظات صفاء مع الروح مع دفعات من علم استاذتنا وكتابتهم الجميلة ونرجو ان يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وان لايجعل حظا للنفس فيه .
يمتلك الملحد مرأة سحرية يرى فيها الامور من ناحية واحدة ثم يعمم نظرته القاصرة على كل الموضوع وهذا ما حدث معهم ايضا في مشكلة الشر فهم ما ان راو جزئيات بسيطة نالها من الشر ما نالها اسرعوا بالتعميم على الكليات بأن كلها شرا
فاذا اردنا النظر للشر من وجهة ثانية فالشر ستكمن قيمته في اظهار تلاحم الجماعة وبروز معاني الاخوة والتكافل والرحمة والغريب ان الشعارات التي يتمشدق بها ملاحدة العالم الثالث من انسانية ورحمة لن يصبح لوجودها معنى دون وجود الشر
فلو تخيلنا كون لاشر فيه فهل ستبرز عندهم على الواجهة معاني جليلة مثل الانسانية والرحمة وغيرها ؟؟
وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الشهير ول ديورانت :(( حتى الالم الذي نراه في الحياة فيه تعليل عقلي ، انه علامة الحياة والحافز لاعادة البناء ))
ول ديورانت ، قصة الفلسفة ، ترجمة فتح الله المشعشع ، ص 233
فدون وجود الشر نكبر ثلاثا على الرحمة ونصلي صلاة الغائب على الانسانية .
وايضا اعتراض الملحد على وجود الشر قائم على نكران الغاية والقيمة من وجوده ، فكون الملحد لايرى لوجوده قيمة وانه مجرد حثالة كيميائية اتت بضربة عشوائية للارض فطبيعي ان يرى ان الشر
مشكلة عويصة تكدر عليه ايامه وتنغص عليه سعادته ، وتكون عثرة في طريق تحقيق ملذاته .
بينما المؤمن بما استيقن به من ان للحياة قيمة عالية وغاية سامية اعلى من ان يتجه دونها لسفاسف الامور ينظر للشر من وجهة اخرى ومن زواية غير زاوية الملحد ، فهو يرى ان الاصل هو الخير وان الشر مجرد عارض ومطب يحاول تجاوزه بصبر وثبات لتسمو نفسه وتعلو همته ، فلا قيمة للحياة ان لم نجابه شرها ونفرح بخيرها.
يقول ول ديورانت : ((اننا في حاجة للمقاومة لترفعنا كما ترفع الطائرة ، ونحن بحاجة للعقبات لنرهف بها قوانا وننعش نمونا والحياة بغير مأساة ليست جديرة بالانسان .))
ول ديورانت ، قصة الفلسفة ، ترجمة فتح الله المشعشع ، ص 271
والغريب ايضا ان المعترض على وجود الشر من الملاحدة هو نفسه قد انكر ان يكون للانسان قيمة في هذا الوجود ، وهو نفسه قد افقد الانسان مركزيته ، فاعتراضهم جعلهم يؤمنون بغائية الحياة وقيمة وجود الانسان من حيث لايعلمون ، واصبح جل اعتراضهم هو سوء فهم وقل ادراك لمغزى وجود الشر في هذا العالم ، فلو لم يكن الانسان في نظرهم هو المرتكز الاساسي في اعتراضهم لما طفقوا يعترضون على ما ألم به واكتنف حياته من المصاعب والشرور ، فما معنى ان اعترض على الشر الذي تعرض له الانسان الذي هو مجرد مادة وتركيبة كيميائية لا روح فيها ؟؟ ما معنى انني اتأثر بما يقاسيه بنو جنسي من الشرور ؟؟ هل المادة تتأثر؟؟ هل سأرى في يوم من الايام ثلاجتي تنهمر بالدموع على اذى تعرضت له انا ؟؟
وايضا اعتراض الملاحدة قائم على ان هدف الانسان الاسمى في هذه الحياة هو الحصول على اللذات فأي مطب يعترض هذا الهدف يهب الملاحدة ليزمجروا ضده ، وهنا يأتي دور الدين الذي وضع للانسان هدف اسمى من كل الاهداف وغاية اعلى من كل الغايات ونقله من حالة احتقار الذات الى حالة تكريم الذات ، فيحاول المؤمن الوصول الى هذا الهدف غير أبه بما يعترضه من مصاعب من اجل الوصل الى هذا الهدف ، بل علمه الدين ان يقف على هذه المصاعب وقد ازداد صبرا وقوي جأشا واصبح ذا عزيمة تهد الجبال الشامخات وتذرها صفصفا.
وهنا يحق لنا ان نقف على مفصل مهم في هذه القضية وهو :
اذا كان المؤمن يسأل ويعترض على وجود الشر في العالم فهذا بحكم ايمانه ان الخير هو الاصل وان الشر مجرد عارض فما هو الاصل الذي قدم الملاحدة اعتراضهم بموجبه رغم انهم لا يوجد في ادبياتهم وافكارهم قيمتي الخير والشر ؟؟
وايضا اعتراض الملحد على الشر قائم على التسليم بوجود مبدأ الخير المطلق الذي تم على اساسه التفرقة بين الخير والشر ، وهنا يحق لنا ان نطرح سؤال قاتل للملاحدة وهو : من اين اتى مبدأ الخير المطلق الذي بموجبه تم التصنيف وفرز خير الامور عن شرها ؟؟
وفي هذا الصدد يقول (ديفيد بيك David Beck) : (( لو كان الالحاد حقا فلن يكون هناك قسما الخير والشر اصلا ))
David Beck , Evil and the New Atheism , p.219
((ملاحظة مهمة جدا جدا : كمال الله لا يقتضي كمال مخلوقاته او بمعنى اخر ، كمال الصانع لايقتضي كمال المصنوعات لان هذا الاعتراض سينتهي بحجة سخيفة وهي (هل الله قادر على ان يخلق الها مثله ) بمعنى ان يخلق خلقا كاملا ليثبت له الكمال ))
وهنا نطرح سؤال على الملاحدة
لماذا يملك الانسان حس التفرقة بين ما هو حق وباطل ؟؟ فاذا كانت الحقيقة هي عالم مادي وان انسان ليس سوى مادة فكيف تؤثر هذه القيمة الغير مادية في سلوك الانسان وتدفعه لاتخاذ الطرق السليمة ؟؟ فما معنى الايثار في عالم مادي ؟؟ ما معنى التضحية في عالم لايوجد في طياته سوى المادة والطاقة ؟؟
ولعمري ان اعتراض الملاحدة على وجود قد اوقعهم في دهاليز مظلمة لامنجا منها الا الاعتراف بوجود الله .
((فلا سبيل للالحاد لانكار وجود الله بناءا على وجود الشر حتى يعترف بوجود الشر والخير ، ولاسبيل للاعتراف بقيمتي الشر والخير حتى يعترف بوجود المعيار الموضوعي، ووجود المعيار الموضوعي غير ممكن دون وجود مشرع اخلاقي غير مادي))
سامي عامري ، مشكلة الشر ووجود الله ، ص63
يقول باروخ سبينوزا الفيسلسوف اليهودي الشهير : ((عندما يبدو لنا اي شئ في الطبيعة مضحكا او سخيفا غامضا او شرا فذلك لاننا ليست لدينا سوى معرفة قليلة بالاشياء واننا جاهلون بنظام الطبيعة وتماسكها ككل واحد ، فما يعتبره عقلنا سيئا او شرا ليس شرا او سيئا بالنسبة لنظام الطبيعة وقوانينها الشاملة الكلية ))
ول ديورانت ، قصة الفلسفة ، ترجمة فتح الله المشعشع ، ص13
وايضا ان اعتراض الملاحدة على وجود الشر ينبغي ان ينطلق من ان الاحكام الاخلاقية مطلقة وغير نسبية فاذا كانت نسبية فما هو شر عندك يعتبر خيرا لغيرك هنا نفقد حس التمييز ويتحول الكون الى حالة من العبث الاخلاقي ويصبح فيصل التفرقة بين ماهو خير وشر هو الاهواء الشخصية .
اما اذا قالوا باطلاقية الاخلاق فهنا يصح اعتراضهم على وجود الشر من جهة ولكن يوقعهم في مقتل من جهة اخرى وهي من اين أتت اطلاقية الاحكام الاخلاقية ؟؟
وايضا نرى اعتراض الملاحدة على وجود الشر ينطلق من مفهوم اله الملحدين لا المؤمنين اذ يفترض الملحد صفات للاله ثم يبني عليها اعتراضه دون النظر في المقدمات وتمحيصها بجلاء
واعتراض الملاحدة على مشكلة الشر نابع من ايمانهم دون ان يعلموا باله كامل الخيرية ، فلو كان الاله الذي يؤمنون به غيركامل الخيرية لما اصطدموا بهذه اللغوصات والسفسطات وان صحت مشكلة الشر فلن تنفي وجود الاله بل اقصى ما ستقدمه هو نفي وجود اله الاديان الابراهيمية ، فمشكلة الشر هي مشكلة الملحد لا المؤمن فهو من وضع مقدمات واستخرج نتائج وبنى عليها قراراته مع العلم ان المؤلهة او بمعنى اصح المؤمنين لم يوافقوه على مقدماته
وهنا نقدم ملاحظة مهمة جدا وهي .. ان الله خلق امكانية وجود الشر لا الشر نفسه وهذا هو الاصل حتى يكون الانسان حر الارادة لامجبورا على افعاله وهنا تحظرني كلمات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله حيث قال (( انا دلوقتي لو حاديك سكينة ..، السكينة دي تقدر تعمل فيها اكل وتقدر تقتل بيها واحد فالموضوع راجع لك ولاختيارك ))
فلو جبلنا الله على فعل الخير فقط اذا لتبددت حرية الارادة واصبح موضوع الثواب والعقاب موضوع لا يستحق ان يكتب فيه سطر .. فما معنى اني احاسب على عمل اجبرت عليه جبرا رغم انفي ؟؟ الا يدرك المعترض على قضية وجود الشر انه يعترض ايضا على حرية ارادته ؟؟
وهنا نصل لنقطة مهمة جدا هي اننا لا نصح ان نحتكم الى نظرتنا القاصرة في النظر الى المواضيع والمفاهيم فبعض الاحداث الطبيعية تحمل في طياتها خيرا وشرا في نفس الوقت كالزلازل والبراكين وغيره فلا يصح ان نعمم وجود جزيئة الشر في احد اوجه هذا الحدث على اطلاقية وجود الخير فيه فهذه الاحداث ليست شرا في ذاتها والدليل وجودها على كواكب لم تطأها اقدام بنو البشر وفي هذا الصدد يقول باروخ سبينوزا الفيسلسوف اليهودي الشهير :
((عندما يبدو لنا اي شئ في الطبيعة مضحكا او سخيفا غامضا او شرا فذلك لاننا ليست لدينا سوى معرفة قليلة بالاشياء واننا جاهلون بنظام الطبيعة وتماسكها ككل واحد ، فما يعتبره عقلنا سيئا او شرا ليس شرا او سيئا بالنسبة لنظام الطبيعة وقوانينها الشاملة الكلية ))
ول ديورانت ، قصة الفلسفة ، ترجمة فتح الله المشعشع ، ص136
ما اجمل قولك يا سبينوزا ... ليت ملاحدة الفيس بوك يتعلمون منك .. ام انهم شطار فقط في نقل افكارك المتماشية مع منهجم الضحل فقط ؟.
وكونك يا سيد ملحد لم تفهم ولم تعقل وجود الخير في الحدث الفلاني فهذا راجع لقصور نظرك وكلالة بصرك ولا اجد ردا انسب من رد فيلسوف القوة الالماني
يقول الفيلسوف الالماني الشهير (فريدرك نيتشه) في كتابه الشهير ذائع الصيت (هكذا تكلم زرادشت) : (( ان مالا افهمه لايعني انه غير معقول لاني لم افهمه أفلا يجوز ان يكون هنالك عالم للحكمة يتلاشى فيه المنطق))
وفي النهاية اقول .... ان الملاحدة يحبون المداهنة والمداجنة وتواقين للعسل ومن يعتبروه كبيرهم هو اكبر مداهن ومداجن .. له قابلية قلب الحقائق ...وتدليس الوقائع ..ونفي البديهيات.. وترك المسلمات اثناء حوراه مع المؤمن .. ولكن ما ان يخلو بشيطانه في مستنقعاتهم تجده قد عاد لرشده وما ان يحاور بنو جنسه من الملاحدة التزم جادة الصواب من التسليم بالضروريات العقلية والامور البديهية .. فهذا ان دل على شئ فانه يدل على ان ديدن الملاحدة هو ان يتبع الدليل الهوى .. وان تخر الحقائق على جبهتها امام رغباتهم الدنيئة .. والا فأنها خرافة زائلة وفكرة معوجة ومائلة نهايتها السقوط .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على الطريق الامثل والفكر الاكمل والشعاع الرباني وسلم الهداية وطوق النجاة من غياهب تقديس البشر وتمجيد الصخر سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
تعتبر مشكلة الشر من اقوى ما يتشبث به الملاحدة من الطعونات التي بموجبها انكروا وجود الله رغم ما غصت به المكتبة الغربية وقليل من المكتبة العربية في تفنيد هذه المشكلة بل وقلب سهامها ضد الملاحدة ولكن لاتزال هذه المشكلة كالورد اليومي لعربان الملاحدة يتقيئوها يوميا ثلاث مرات قبل الاكل وبعده في مستنقعات الالحاد وما سنقدمه اليوم مجرد خواطر ترد على قلب البشر في لحظات صفاء مع الروح مع دفعات من علم استاذتنا وكتابتهم الجميلة ونرجو ان يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وان لايجعل حظا للنفس فيه .
يمتلك الملحد مرأة سحرية يرى فيها الامور من ناحية واحدة ثم يعمم نظرته القاصرة على كل الموضوع وهذا ما حدث معهم ايضا في مشكلة الشر فهم ما ان راو جزئيات بسيطة نالها من الشر ما نالها اسرعوا بالتعميم على الكليات بأن كلها شرا
فاذا اردنا النظر للشر من وجهة ثانية فالشر ستكمن قيمته في اظهار تلاحم الجماعة وبروز معاني الاخوة والتكافل والرحمة والغريب ان الشعارات التي يتمشدق بها ملاحدة العالم الثالث من انسانية ورحمة لن يصبح لوجودها معنى دون وجود الشر
فلو تخيلنا كون لاشر فيه فهل ستبرز عندهم على الواجهة معاني جليلة مثل الانسانية والرحمة وغيرها ؟؟
وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الشهير ول ديورانت :(( حتى الالم الذي نراه في الحياة فيه تعليل عقلي ، انه علامة الحياة والحافز لاعادة البناء ))
ول ديورانت ، قصة الفلسفة ، ترجمة فتح الله المشعشع ، ص 233
فدون وجود الشر نكبر ثلاثا على الرحمة ونصلي صلاة الغائب على الانسانية .
وايضا اعتراض الملحد على وجود الشر قائم على نكران الغاية والقيمة من وجوده ، فكون الملحد لايرى لوجوده قيمة وانه مجرد حثالة كيميائية اتت بضربة عشوائية للارض فطبيعي ان يرى ان الشر
مشكلة عويصة تكدر عليه ايامه وتنغص عليه سعادته ، وتكون عثرة في طريق تحقيق ملذاته .
بينما المؤمن بما استيقن به من ان للحياة قيمة عالية وغاية سامية اعلى من ان يتجه دونها لسفاسف الامور ينظر للشر من وجهة اخرى ومن زواية غير زاوية الملحد ، فهو يرى ان الاصل هو الخير وان الشر مجرد عارض ومطب يحاول تجاوزه بصبر وثبات لتسمو نفسه وتعلو همته ، فلا قيمة للحياة ان لم نجابه شرها ونفرح بخيرها.
يقول ول ديورانت : ((اننا في حاجة للمقاومة لترفعنا كما ترفع الطائرة ، ونحن بحاجة للعقبات لنرهف بها قوانا وننعش نمونا والحياة بغير مأساة ليست جديرة بالانسان .))
ول ديورانت ، قصة الفلسفة ، ترجمة فتح الله المشعشع ، ص 271
والغريب ايضا ان المعترض على وجود الشر من الملاحدة هو نفسه قد انكر ان يكون للانسان قيمة في هذا الوجود ، وهو نفسه قد افقد الانسان مركزيته ، فاعتراضهم جعلهم يؤمنون بغائية الحياة وقيمة وجود الانسان من حيث لايعلمون ، واصبح جل اعتراضهم هو سوء فهم وقل ادراك لمغزى وجود الشر في هذا العالم ، فلو لم يكن الانسان في نظرهم هو المرتكز الاساسي في اعتراضهم لما طفقوا يعترضون على ما ألم به واكتنف حياته من المصاعب والشرور ، فما معنى ان اعترض على الشر الذي تعرض له الانسان الذي هو مجرد مادة وتركيبة كيميائية لا روح فيها ؟؟ ما معنى انني اتأثر بما يقاسيه بنو جنسي من الشرور ؟؟ هل المادة تتأثر؟؟ هل سأرى في يوم من الايام ثلاجتي تنهمر بالدموع على اذى تعرضت له انا ؟؟
وايضا اعتراض الملاحدة قائم على ان هدف الانسان الاسمى في هذه الحياة هو الحصول على اللذات فأي مطب يعترض هذا الهدف يهب الملاحدة ليزمجروا ضده ، وهنا يأتي دور الدين الذي وضع للانسان هدف اسمى من كل الاهداف وغاية اعلى من كل الغايات ونقله من حالة احتقار الذات الى حالة تكريم الذات ، فيحاول المؤمن الوصول الى هذا الهدف غير أبه بما يعترضه من مصاعب من اجل الوصل الى هذا الهدف ، بل علمه الدين ان يقف على هذه المصاعب وقد ازداد صبرا وقوي جأشا واصبح ذا عزيمة تهد الجبال الشامخات وتذرها صفصفا.
وهنا يحق لنا ان نقف على مفصل مهم في هذه القضية وهو :
اذا كان المؤمن يسأل ويعترض على وجود الشر في العالم فهذا بحكم ايمانه ان الخير هو الاصل وان الشر مجرد عارض فما هو الاصل الذي قدم الملاحدة اعتراضهم بموجبه رغم انهم لا يوجد في ادبياتهم وافكارهم قيمتي الخير والشر ؟؟
وايضا اعتراض الملحد على الشر قائم على التسليم بوجود مبدأ الخير المطلق الذي تم على اساسه التفرقة بين الخير والشر ، وهنا يحق لنا ان نطرح سؤال قاتل للملاحدة وهو : من اين اتى مبدأ الخير المطلق الذي بموجبه تم التصنيف وفرز خير الامور عن شرها ؟؟
وفي هذا الصدد يقول (ديفيد بيك David Beck) : (( لو كان الالحاد حقا فلن يكون هناك قسما الخير والشر اصلا ))
David Beck , Evil and the New Atheism , p.219
((ملاحظة مهمة جدا جدا : كمال الله لا يقتضي كمال مخلوقاته او بمعنى اخر ، كمال الصانع لايقتضي كمال المصنوعات لان هذا الاعتراض سينتهي بحجة سخيفة وهي (هل الله قادر على ان يخلق الها مثله ) بمعنى ان يخلق خلقا كاملا ليثبت له الكمال ))
وهنا نطرح سؤال على الملاحدة
لماذا يملك الانسان حس التفرقة بين ما هو حق وباطل ؟؟ فاذا كانت الحقيقة هي عالم مادي وان انسان ليس سوى مادة فكيف تؤثر هذه القيمة الغير مادية في سلوك الانسان وتدفعه لاتخاذ الطرق السليمة ؟؟ فما معنى الايثار في عالم مادي ؟؟ ما معنى التضحية في عالم لايوجد في طياته سوى المادة والطاقة ؟؟
ولعمري ان اعتراض الملاحدة على وجود قد اوقعهم في دهاليز مظلمة لامنجا منها الا الاعتراف بوجود الله .
((فلا سبيل للالحاد لانكار وجود الله بناءا على وجود الشر حتى يعترف بوجود الشر والخير ، ولاسبيل للاعتراف بقيمتي الشر والخير حتى يعترف بوجود المعيار الموضوعي، ووجود المعيار الموضوعي غير ممكن دون وجود مشرع اخلاقي غير مادي))
سامي عامري ، مشكلة الشر ووجود الله ، ص63
يقول باروخ سبينوزا الفيسلسوف اليهودي الشهير : ((عندما يبدو لنا اي شئ في الطبيعة مضحكا او سخيفا غامضا او شرا فذلك لاننا ليست لدينا سوى معرفة قليلة بالاشياء واننا جاهلون بنظام الطبيعة وتماسكها ككل واحد ، فما يعتبره عقلنا سيئا او شرا ليس شرا او سيئا بالنسبة لنظام الطبيعة وقوانينها الشاملة الكلية ))
ول ديورانت ، قصة الفلسفة ، ترجمة فتح الله المشعشع ، ص13
وايضا ان اعتراض الملاحدة على وجود الشر ينبغي ان ينطلق من ان الاحكام الاخلاقية مطلقة وغير نسبية فاذا كانت نسبية فما هو شر عندك يعتبر خيرا لغيرك هنا نفقد حس التمييز ويتحول الكون الى حالة من العبث الاخلاقي ويصبح فيصل التفرقة بين ماهو خير وشر هو الاهواء الشخصية .
اما اذا قالوا باطلاقية الاخلاق فهنا يصح اعتراضهم على وجود الشر من جهة ولكن يوقعهم في مقتل من جهة اخرى وهي من اين أتت اطلاقية الاحكام الاخلاقية ؟؟
وايضا نرى اعتراض الملاحدة على وجود الشر ينطلق من مفهوم اله الملحدين لا المؤمنين اذ يفترض الملحد صفات للاله ثم يبني عليها اعتراضه دون النظر في المقدمات وتمحيصها بجلاء
واعتراض الملاحدة على مشكلة الشر نابع من ايمانهم دون ان يعلموا باله كامل الخيرية ، فلو كان الاله الذي يؤمنون به غيركامل الخيرية لما اصطدموا بهذه اللغوصات والسفسطات وان صحت مشكلة الشر فلن تنفي وجود الاله بل اقصى ما ستقدمه هو نفي وجود اله الاديان الابراهيمية ، فمشكلة الشر هي مشكلة الملحد لا المؤمن فهو من وضع مقدمات واستخرج نتائج وبنى عليها قراراته مع العلم ان المؤلهة او بمعنى اصح المؤمنين لم يوافقوه على مقدماته
وهنا نقدم ملاحظة مهمة جدا وهي .. ان الله خلق امكانية وجود الشر لا الشر نفسه وهذا هو الاصل حتى يكون الانسان حر الارادة لامجبورا على افعاله وهنا تحظرني كلمات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله حيث قال (( انا دلوقتي لو حاديك سكينة ..، السكينة دي تقدر تعمل فيها اكل وتقدر تقتل بيها واحد فالموضوع راجع لك ولاختيارك ))
فلو جبلنا الله على فعل الخير فقط اذا لتبددت حرية الارادة واصبح موضوع الثواب والعقاب موضوع لا يستحق ان يكتب فيه سطر .. فما معنى اني احاسب على عمل اجبرت عليه جبرا رغم انفي ؟؟ الا يدرك المعترض على قضية وجود الشر انه يعترض ايضا على حرية ارادته ؟؟
وهنا نصل لنقطة مهمة جدا هي اننا لا نصح ان نحتكم الى نظرتنا القاصرة في النظر الى المواضيع والمفاهيم فبعض الاحداث الطبيعية تحمل في طياتها خيرا وشرا في نفس الوقت كالزلازل والبراكين وغيره فلا يصح ان نعمم وجود جزيئة الشر في احد اوجه هذا الحدث على اطلاقية وجود الخير فيه فهذه الاحداث ليست شرا في ذاتها والدليل وجودها على كواكب لم تطأها اقدام بنو البشر وفي هذا الصدد يقول باروخ سبينوزا الفيسلسوف اليهودي الشهير :
((عندما يبدو لنا اي شئ في الطبيعة مضحكا او سخيفا غامضا او شرا فذلك لاننا ليست لدينا سوى معرفة قليلة بالاشياء واننا جاهلون بنظام الطبيعة وتماسكها ككل واحد ، فما يعتبره عقلنا سيئا او شرا ليس شرا او سيئا بالنسبة لنظام الطبيعة وقوانينها الشاملة الكلية ))
ول ديورانت ، قصة الفلسفة ، ترجمة فتح الله المشعشع ، ص136
ما اجمل قولك يا سبينوزا ... ليت ملاحدة الفيس بوك يتعلمون منك .. ام انهم شطار فقط في نقل افكارك المتماشية مع منهجم الضحل فقط ؟.
وكونك يا سيد ملحد لم تفهم ولم تعقل وجود الخير في الحدث الفلاني فهذا راجع لقصور نظرك وكلالة بصرك ولا اجد ردا انسب من رد فيلسوف القوة الالماني
يقول الفيلسوف الالماني الشهير (فريدرك نيتشه) في كتابه الشهير ذائع الصيت (هكذا تكلم زرادشت) : (( ان مالا افهمه لايعني انه غير معقول لاني لم افهمه أفلا يجوز ان يكون هنالك عالم للحكمة يتلاشى فيه المنطق))
وفي النهاية اقول .... ان الملاحدة يحبون المداهنة والمداجنة وتواقين للعسل ومن يعتبروه كبيرهم هو اكبر مداهن ومداجن .. له قابلية قلب الحقائق ...وتدليس الوقائع ..ونفي البديهيات.. وترك المسلمات اثناء حوراه مع المؤمن .. ولكن ما ان يخلو بشيطانه في مستنقعاتهم تجده قد عاد لرشده وما ان يحاور بنو جنسه من الملاحدة التزم جادة الصواب من التسليم بالضروريات العقلية والامور البديهية .. فهذا ان دل على شئ فانه يدل على ان ديدن الملاحدة هو ان يتبع الدليل الهوى .. وان تخر الحقائق على جبهتها امام رغباتهم الدنيئة .. والا فأنها خرافة زائلة وفكرة معوجة ومائلة نهايتها السقوط .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على الطريق الامثل والفكر الاكمل والشعاع الرباني وسلم الهداية وطوق النجاة من غياهب تقديس البشر وتمجيد الصخر سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم