رد: أسماء الله الحسنى عند اليهود وآية التحدي الكبرى في القرءان الكريم
وثمة ملاحظات أخرى تستحق منا كل اعتبار جدي :
الملاحظة الأولى:
من الواضح جداً أن الصولجان والمشرع سيظلان في سبط يهوذا طالما أن شيلوه لم يظهر على المسرح ، وبموجب الادعاء اليهودي فإن (שִׁילֹה شيلوه)
لم يأت حتى الآن ، لذلك ينتج عن هذا أن كلا من الصولجان الملكي والخلافة النبوية كانتا لا تزالان موجودتين وتخصان تلك القبيلة أو ذلك السبط ،
ولكن هاتين المؤسستين انقرضتا كلتاهما منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا .
فماذا ينتظرون؟ مجرد سؤال.
الملاحظة الثانية:
يجدر بنا أن نلاحظ أن سبط يهوذا اختفى أيضا مع سلطته الملكية.
ومن الشروط الأساسية (لمجيء شيلوه) بقاء وجود السبط وبقاء هويته من اجل إظهار أن السبط ككل يعيش إما في أرض أبائه أو في مكان آخر بصورة جماعية ،
ويتحدث بلغته الخاصة .
ولكن الوضع بالنسبة لليهود معكوس بالضبط ، فلكي يبرهن احدهم على انه إسرائيلي لا حاجة لـه لإزعاج نفسه في ذلك ،
لان أي إنسان سوف يعرفه ، ولكن لن يستطيع أبدا أن تثبت انه ينتمي إلىواحد من الأسباط ألاثني عشر .
وعليه فاليهود اليوم مضطرون أن يقبلوا واحداً من الخيارين :
إما التسليم بأن (شيلوه) قد جاء من قبل،وان أجدادهم لم يتعرفوا عليه.
أو أن يتقبلوا أن سبط يهوذا لم يعد موجوداوهو السبط الذي ينحدر منه "شيلوه" بزعمهم.
الملاحظة الثالثة:
أن النص يتضمن أمرًا يخالف بصورة واضحة جداً الاعتقاد المسيحي اليهودي وهو:
أن شيلوه غريب تماماً على سبط يهوذا بل وعلى بقية جميع الأسباط. وهذا الأمر على درجة من الوضوح بحيث أن لحظات قليلة منالتأمل والتفكير كافية لإقناع المرء .
وتدل النبوءة بوضوح أنه عندما يجيء (شيلوه שִׁילֹה)فإن الصولجان والمشرع سوف يختفيان من سبط يهوذا .
وهذا لا يتحقق إلا إذا كان شيلوه غريبا عن يهوذا..فإن كان شيلوه منحدراً من يهوذا فكيف يمكن أن ينقطع هذان العنصران من تلك القبيلة أو السبط؟ . .
ولا يمكن أن يكون شيلوه منحدراً من أي سبط آخر، لان الصولجان والمشرع كانا لمصلحة إسرائيل كلـها وليس لمصلحة سبط واحد.
محاولة تفسير النص السابق :
هذه المحاولة قام بهاالعلامة عبد الأحد داود، كان اسمه قبل أن يسلم : بنيامين كلداني ولد سنة 1867م في أورميا من بلاد إيران
درس في روما منذ سنة 1892 ثم تم ترسيمه كاهنا سنة 1892 أسلم سنة 1904 للميلاد وذلك من خلال
لقاءاته مع شيخ الإسلام جمال الدين أفندي وآخرين في استانبول .
وكانت ترجمته للنص هي كالآتي:
10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُوه ـ שִׁילֹה ـ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.].
وقامت محاولته على دراسة لفظة (شيلوهשִׁילֹה) الواردة في الأصل العبري والاستدلال بها على انطباقه على نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وذكر أن هذه الكلمة שִׁילֹה كانت في النسخة السامرية مكونة من ثلاثة أحرف:
( شالوحשלח) أي (الرسول)وقد قام احد الناسخين عن طريق السهو أو الخطأ بانزلاق القلم قد فصل الجانب الأيسر من الحرف الأخير) حاء ח )
فتحول إلى الحرف(ה هاء) لان الحرفين متشابهان جداً معفرق ضعيف في الجانب الأيسر.
أقول هذا التحليل يصدق مرة أخرى مع الكلمة في النسخة السامرية حيث هي هناك من ثلاثة أحرف:
(ش.ل. ه . שלה( وهذه لكي تصبح ( شالوحשלח ) أي (الرسول)لاتحتاج إلا إلى تبديل حرف الـهاءה بحرف الحاءח.
إذ أنه لا يوجد حرف الواو ويستعاض عنه بالضمة וּ..وفي الكتابة الحديثة وضعوا حرف الواو هكذا ו.
أما النص الموجود في النسخة العبرية فهو من أربعة أحرف (שילוּה شيلوه) مع إثبات حرف الضمة וּ.
وتحتاج لكي تصبح (شالوح) إلى حذف حرف الـهاءה وحرف الياءי .
وإذا ما نقل خطأ كهذا إلى المخطوط العبري ، سواء عمداً أو سهواً -
فالكلمة عندئذ تكون مشتقة من(شلح שלח) بمعنى (أرسل) ويكون اسم المفعول שלוח (شَلوحَ) وتعني المرسل أو الرسول
حيث أن كلمة (رسول) أو (مرسل) بالعبرية لـها ثلاث صيغ.
الأولى: (شلوح שלוּח) ) وتكتب أيضا بدون حرفוּ الواو שלח).
الثانية:(שליח شليح).
الثالثة:(משלח مشلح).
وبعد ذلك واصل بيانه ليتحدث عن المصداق الواقعي للنص قال:
(وبالطبع لا جدال في أن كلا من اليهود والنصارى يؤمنون بأن هذه البركة إحدى أبرز التنبوءات المسيحانية).
ملحوظة:
التنبؤات المسيحانية : مصطلح يراد به عند المسيحيين ،أي النصوص التي تتحدث عن شخص الـهي يبعثه اللـه في آخر الزمان
قال علماء التلمود هو المسيح ولا يريدون به عيسى بن مريم عليه السلام ، وقالوا انه لم يبعث فعلا ، وقال العلماء المسيحيون
هو عيسى بن مريم وقال علماء المسلمين أن هذه النصوص تتحدث عن النبي محمدصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فمن يكون هذا الأمير القوي والمشرع العظيم ؟
بالتأكيد ليس موسى عليه السلام ، لأنه كان أول منظِّم لأسباط إسرائيل ألاثني عشر ، ولم يظهر قبلـه أي نبي أو ملك في سبط يهوذا...وحتماً ،
ليس داود عليه السلام لأنه كان أول ملك نبي ينحدر من نسل يهوذا .
ومن الواضح انه ليس عيسى المسيح عليه السلام ، لأنه هونفسه رفض الفكرة القائلة بأن المسيح الذي كانت تنتظره إسرائيل
كان احد أبناء داود(إنجيل متى إصحاح 22 : 44 ، 45 ، وإنجيل مرقس إصحاح 12 : 35 ، 37 ، وإنجيل لوقا إصحاح 20 : 41-44 ).
ومما تقدم نستطيع أن نجزم بأن:
الكلمة الموجودة في النسخة العبرية والمكونة من أربعة أحرف(שִׁילֹה شيلوه)، هي مشتقة من كلمة(شلح שלח) بمعنى (أرسل)
ويكون اسما لمفعول שלוח (شَلوحَ) وتعني المرسل أو الرسول حيث أن كلمة (رسول) أو (مرسل) بالعبرية لـها ثلاث صيغ كما تقدم،
وفي هذه الحالة فإنه يتطابق حتماً مع اللقب العربي للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والذي يتكرر كثيراً في القرآن الكريم وهو (الرسول).
و(شلوح إلوهيم) بالعبرية هي بالضبط (رسول اللـه) وهذه العبارة ترتل خمس مرات كل يوم عندما يؤذن المؤذنون للصلاة فوق جميع المآذن في العالم .
والآن فمهما كانت وجهة النظر التي نحاول أن ندرس ونمحص فيها نبوءة يعقوب هذه ، فإننا مضطرون بحكم تحققها
في محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نسلم بأن اليهود ينتظرون عبثاً مجيء (شيلوه שִׁילֹה) آخر ، وان النصارى مصرون على خطئهم في الاعتقاد
بأن عيسى عليه السلام كان هو المقصود (بشيلوه שִׁילֹה).
وإلا فلماذا تم تحريف النص من:
[ 8يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ، يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. 9يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ، مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي، جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ.
مَنْ يُنْهِضُهُ؟ 10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.].
إلى:
[8يَهوذا يَحمَدُك إخوَتُكَ، يَدُكَ على رِقابِ أعدائِكَ. يسجدُ لكَ بَنو أبيكَ. 9يَهوذا شِبْلُ أسَدٍ. مِنَ الأطرافِ صَعِدْتَ يا اَبني،
كأسدٍ يَركعُ ويَربِضُ وكَلَبوةٍ، فمَنْ يُقيمُه؟ 10لا يزولُ الصَّولجانُ مِنْ يَهوذا ولا عصا السُّلطانِ مِنْ صُلْبِهِ، إلىأنْ يتَبوَّأَ في شيلُوه(שִׁילֹה) مَنْ لَه طاعةُ الشُّعوبِ. ].
حيث أننا قد أثبتنا أن كلمة شيلُوه שִׁילֹהوالواردة في النص المصحح تتكون من خمسة أحرف عبرية هي: "شين"، "يود"، "لاميد"، "وهي"، وتوجد بلدة اسمها شيلوه ولكن لا يوجد فيها حرف "يود"، ولذلك لا يمكن أن يكون الاسم مطابقا أو مشيراً للبلدة، إذاً فالكلمة حيثما وجدت تشير إلى شخص وليس إلى مكان.וּ
ولا ينطبق هذا الاسم بأي حال من الأحوال إلا على النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
عودة للنص مرة أخرى:
[ 8يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ، يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. 9يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ، مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي، جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ.
مَنْ يُنْهِضُهُ؟ 10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ الْأُمِّمِ.].
إن لفظة (الأمم) مصطلح يراد به عند اليهود والنصارى: الشعوب غير الكتابية أي غير الموحدة أي الشعوب المشركة
ومن الواضح أن مصطلح (الأمم) بالمفهوم اليهودي والمسيحي يقابلـه مصطلح (الأميون) في القرآن الكريم
قال تعالى:[ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ] آل عمران: ٢٠
وهناك معنى آخر للاميين استعمل القرآن اللفظة فيه وهو معنى (الذي لا يقرأ ولا يكتب ) كما في قولـه تعالى:
[وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ] البقرة: ٧٨
جاء في معجم اللاهوت الكتابي تحت لفظة (أمم) (Nations) واللفظة الانجليزية المستعملة للتعبير عن المفهوم اليهودي والمسيحي للأمم هي (Gentiles).
وفي النسخة المطبوعة سنة 1957 استخدم المترجم لفظة (gentiles) في الفقرة موضع البحث:
to whom the gentile shall look forward.
وترجمته الحرفية : وإياه ينتظر غير اليهود[وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.].
الترجمة العربيةللأصل اللاتيني
هناك ترجمة عربية للعهد القديم طبعت سنة 1753 م فيمطبعة (ملاك روتيلي) ، وقد جاء فيها النص متطابقا مع الاحتمال الثالث الذي
احتملـه العلامة عبد الأحد في لفظة (شيلوه) أي كونها محرفة عن لفظة (الرسول) وايضا متطابقامع القراءة الثانية المحتملة
للفظة أي (يقوه) التي تعني (الانتظار) والتي اغفلها فيدراسته .
ففي الصفحة 66-67 نجد النص كما يلي :
(لا يزول القضيب من يهوذا ولاالقائد من فخذه ،حتى يأتي الْمُزمَع ان يرسل ، وهو يكون انتظار الامم).
ومراده بـ(المزمع ان يرسل) : الرسول الذي يراد ارسالـه ، او الرسول الموعود.
قال في لسان العرب:
الزمع والزماع:المضاء في الأمر والعزم عليه.وأزمع الأمر وبه وعليه:مضى فيه فهو مزمع وثبت عليه عزمه..
والزميع:الشجاع المقدام الذي يزمع الأمر ثم لا ينثنيه عنه وهو أيضا الذي إذا هم بأمر مضى فيه.
وهذه الترجمة العربية المهملة والمنسية هي ترجمة حرفية للترجمة اللاتينية المنتشرة الى اليوم عند اتباع الكنيسة الكاثوليكية
وهي الترجمة المعروفة بـ(الفولكات The Latin Vulgate).
وقد قام بها (اوسيبيوس ايرونيموس) (Eusebis Hieronymus) الذي عرف باسم (جيروم) 340-420
وكان البابا (دماسيوس) (Damasus) قد كلفّه بتنقيح الكتاب المقدس .
وكان(جيروم) اعظم علماء المسيحيين في عصره ، اتم مراجعته للترجمة اللاتينية للإنجيلِحوالي 383 ، وبعدها قدَّم ترجمات
لاتينية جديدة من (المزامير) وكتاب (ايوبِ)،وبعض الكتبِ الأخرىِ معتمدا على الترجمة الاغريقية المعروفة بـالـ(سبتوجنتا)
ثم لاحظ ان الترجمة الاغريقية غير مقنع لأنها كانت ترجمة بالمعنى في كثير من الموارد.
لذلك اتجه الى الاصل العبري لتكون الترجمة منه مباشرة واستعان ببعض الاساتذةاليهود في تلك المهمة، وكان قد بدأ عملـه في فلسطين سنة 390 م
وانتهى منه سنة 405م، اي قبل بعثة النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقرنين من الزمن تقريبا وبعد اربعة قرون من بعثة عيسى عليه السلام تقريبا.
والنص اللاتيني في الفولجاتا هو:
الملاحظة الأولى:
من الواضح جداً أن الصولجان والمشرع سيظلان في سبط يهوذا طالما أن شيلوه لم يظهر على المسرح ، وبموجب الادعاء اليهودي فإن (שִׁילֹה شيلوه)
لم يأت حتى الآن ، لذلك ينتج عن هذا أن كلا من الصولجان الملكي والخلافة النبوية كانتا لا تزالان موجودتين وتخصان تلك القبيلة أو ذلك السبط ،
ولكن هاتين المؤسستين انقرضتا كلتاهما منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا .
فماذا ينتظرون؟ مجرد سؤال.
الملاحظة الثانية:
يجدر بنا أن نلاحظ أن سبط يهوذا اختفى أيضا مع سلطته الملكية.
ومن الشروط الأساسية (لمجيء شيلوه) بقاء وجود السبط وبقاء هويته من اجل إظهار أن السبط ككل يعيش إما في أرض أبائه أو في مكان آخر بصورة جماعية ،
ويتحدث بلغته الخاصة .
ولكن الوضع بالنسبة لليهود معكوس بالضبط ، فلكي يبرهن احدهم على انه إسرائيلي لا حاجة لـه لإزعاج نفسه في ذلك ،
لان أي إنسان سوف يعرفه ، ولكن لن يستطيع أبدا أن تثبت انه ينتمي إلىواحد من الأسباط ألاثني عشر .
وعليه فاليهود اليوم مضطرون أن يقبلوا واحداً من الخيارين :
إما التسليم بأن (شيلوه) قد جاء من قبل،وان أجدادهم لم يتعرفوا عليه.
أو أن يتقبلوا أن سبط يهوذا لم يعد موجوداوهو السبط الذي ينحدر منه "شيلوه" بزعمهم.
الملاحظة الثالثة:
أن النص يتضمن أمرًا يخالف بصورة واضحة جداً الاعتقاد المسيحي اليهودي وهو:
أن شيلوه غريب تماماً على سبط يهوذا بل وعلى بقية جميع الأسباط. وهذا الأمر على درجة من الوضوح بحيث أن لحظات قليلة منالتأمل والتفكير كافية لإقناع المرء .
وتدل النبوءة بوضوح أنه عندما يجيء (شيلوه שִׁילֹה)فإن الصولجان والمشرع سوف يختفيان من سبط يهوذا .
وهذا لا يتحقق إلا إذا كان شيلوه غريبا عن يهوذا..فإن كان شيلوه منحدراً من يهوذا فكيف يمكن أن ينقطع هذان العنصران من تلك القبيلة أو السبط؟ . .
ولا يمكن أن يكون شيلوه منحدراً من أي سبط آخر، لان الصولجان والمشرع كانا لمصلحة إسرائيل كلـها وليس لمصلحة سبط واحد.
محاولة تفسير النص السابق :
هذه المحاولة قام بهاالعلامة عبد الأحد داود، كان اسمه قبل أن يسلم : بنيامين كلداني ولد سنة 1867م في أورميا من بلاد إيران
درس في روما منذ سنة 1892 ثم تم ترسيمه كاهنا سنة 1892 أسلم سنة 1904 للميلاد وذلك من خلال
لقاءاته مع شيخ الإسلام جمال الدين أفندي وآخرين في استانبول .
وكانت ترجمته للنص هي كالآتي:
10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُوه ـ שִׁילֹה ـ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.].
وقامت محاولته على دراسة لفظة (شيلوهשִׁילֹה) الواردة في الأصل العبري والاستدلال بها على انطباقه على نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وذكر أن هذه الكلمة שִׁילֹה كانت في النسخة السامرية مكونة من ثلاثة أحرف:
( شالوحשלח) أي (الرسول)وقد قام احد الناسخين عن طريق السهو أو الخطأ بانزلاق القلم قد فصل الجانب الأيسر من الحرف الأخير) حاء ח )
فتحول إلى الحرف(ה هاء) لان الحرفين متشابهان جداً معفرق ضعيف في الجانب الأيسر.
أقول هذا التحليل يصدق مرة أخرى مع الكلمة في النسخة السامرية حيث هي هناك من ثلاثة أحرف:
(ش.ل. ه . שלה( وهذه لكي تصبح ( شالوحשלח ) أي (الرسول)لاتحتاج إلا إلى تبديل حرف الـهاءה بحرف الحاءח.
إذ أنه لا يوجد حرف الواو ويستعاض عنه بالضمة וּ..وفي الكتابة الحديثة وضعوا حرف الواو هكذا ו.
أما النص الموجود في النسخة العبرية فهو من أربعة أحرف (שילוּה شيلوه) مع إثبات حرف الضمة וּ.
وتحتاج لكي تصبح (شالوح) إلى حذف حرف الـهاءה وحرف الياءי .
وإذا ما نقل خطأ كهذا إلى المخطوط العبري ، سواء عمداً أو سهواً -
فالكلمة عندئذ تكون مشتقة من(شلح שלח) بمعنى (أرسل) ويكون اسم المفعول שלוח (شَلوحَ) وتعني المرسل أو الرسول
حيث أن كلمة (رسول) أو (مرسل) بالعبرية لـها ثلاث صيغ.
الأولى: (شلوح שלוּח) ) وتكتب أيضا بدون حرفוּ الواو שלח).
الثانية:(שליח شليح).
الثالثة:(משלח مشلح).
وبعد ذلك واصل بيانه ليتحدث عن المصداق الواقعي للنص قال:
(وبالطبع لا جدال في أن كلا من اليهود والنصارى يؤمنون بأن هذه البركة إحدى أبرز التنبوءات المسيحانية).
ملحوظة:
التنبؤات المسيحانية : مصطلح يراد به عند المسيحيين ،أي النصوص التي تتحدث عن شخص الـهي يبعثه اللـه في آخر الزمان
قال علماء التلمود هو المسيح ولا يريدون به عيسى بن مريم عليه السلام ، وقالوا انه لم يبعث فعلا ، وقال العلماء المسيحيون
هو عيسى بن مريم وقال علماء المسلمين أن هذه النصوص تتحدث عن النبي محمدصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فمن يكون هذا الأمير القوي والمشرع العظيم ؟
بالتأكيد ليس موسى عليه السلام ، لأنه كان أول منظِّم لأسباط إسرائيل ألاثني عشر ، ولم يظهر قبلـه أي نبي أو ملك في سبط يهوذا...وحتماً ،
ليس داود عليه السلام لأنه كان أول ملك نبي ينحدر من نسل يهوذا .
ومن الواضح انه ليس عيسى المسيح عليه السلام ، لأنه هونفسه رفض الفكرة القائلة بأن المسيح الذي كانت تنتظره إسرائيل
كان احد أبناء داود(إنجيل متى إصحاح 22 : 44 ، 45 ، وإنجيل مرقس إصحاح 12 : 35 ، 37 ، وإنجيل لوقا إصحاح 20 : 41-44 ).
ومما تقدم نستطيع أن نجزم بأن:
الكلمة الموجودة في النسخة العبرية والمكونة من أربعة أحرف(שִׁילֹה شيلوه)، هي مشتقة من كلمة(شلح שלח) بمعنى (أرسل)
ويكون اسما لمفعول שלוח (شَلوحَ) وتعني المرسل أو الرسول حيث أن كلمة (رسول) أو (مرسل) بالعبرية لـها ثلاث صيغ كما تقدم،
وفي هذه الحالة فإنه يتطابق حتماً مع اللقب العربي للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والذي يتكرر كثيراً في القرآن الكريم وهو (الرسول).
و(شلوح إلوهيم) بالعبرية هي بالضبط (رسول اللـه) وهذه العبارة ترتل خمس مرات كل يوم عندما يؤذن المؤذنون للصلاة فوق جميع المآذن في العالم .
والآن فمهما كانت وجهة النظر التي نحاول أن ندرس ونمحص فيها نبوءة يعقوب هذه ، فإننا مضطرون بحكم تحققها
في محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نسلم بأن اليهود ينتظرون عبثاً مجيء (شيلوه שִׁילֹה) آخر ، وان النصارى مصرون على خطئهم في الاعتقاد
بأن عيسى عليه السلام كان هو المقصود (بشيلوه שִׁילֹה).
وإلا فلماذا تم تحريف النص من:
[ 8يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ، يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. 9يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ، مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي، جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ.
مَنْ يُنْهِضُهُ؟ 10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.].
إلى:
[8يَهوذا يَحمَدُك إخوَتُكَ، يَدُكَ على رِقابِ أعدائِكَ. يسجدُ لكَ بَنو أبيكَ. 9يَهوذا شِبْلُ أسَدٍ. مِنَ الأطرافِ صَعِدْتَ يا اَبني،
كأسدٍ يَركعُ ويَربِضُ وكَلَبوةٍ، فمَنْ يُقيمُه؟ 10لا يزولُ الصَّولجانُ مِنْ يَهوذا ولا عصا السُّلطانِ مِنْ صُلْبِهِ، إلىأنْ يتَبوَّأَ في شيلُوه(שִׁילֹה) مَنْ لَه طاعةُ الشُّعوبِ. ].
حيث أننا قد أثبتنا أن كلمة شيلُوه שִׁילֹהوالواردة في النص المصحح تتكون من خمسة أحرف عبرية هي: "شين"، "يود"، "لاميد"، "وهي"، وتوجد بلدة اسمها شيلوه ولكن لا يوجد فيها حرف "يود"، ولذلك لا يمكن أن يكون الاسم مطابقا أو مشيراً للبلدة، إذاً فالكلمة حيثما وجدت تشير إلى شخص وليس إلى مكان.וּ
ولا ينطبق هذا الاسم بأي حال من الأحوال إلا على النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
عودة للنص مرة أخرى:
[ 8يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ، يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. 9يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ، مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي، جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ.
مَنْ يُنْهِضُهُ؟ 10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ الْأُمِّمِ.].
إن لفظة (الأمم) مصطلح يراد به عند اليهود والنصارى: الشعوب غير الكتابية أي غير الموحدة أي الشعوب المشركة
ومن الواضح أن مصطلح (الأمم) بالمفهوم اليهودي والمسيحي يقابلـه مصطلح (الأميون) في القرآن الكريم
قال تعالى:[ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ] آل عمران: ٢٠
وهناك معنى آخر للاميين استعمل القرآن اللفظة فيه وهو معنى (الذي لا يقرأ ولا يكتب ) كما في قولـه تعالى:
[وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ] البقرة: ٧٨
جاء في معجم اللاهوت الكتابي تحت لفظة (أمم) (Nations) واللفظة الانجليزية المستعملة للتعبير عن المفهوم اليهودي والمسيحي للأمم هي (Gentiles).
وفي النسخة المطبوعة سنة 1957 استخدم المترجم لفظة (gentiles) في الفقرة موضع البحث:
to whom the gentile shall look forward.
وترجمته الحرفية : وإياه ينتظر غير اليهود[وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.].
الترجمة العربيةللأصل اللاتيني
هناك ترجمة عربية للعهد القديم طبعت سنة 1753 م فيمطبعة (ملاك روتيلي) ، وقد جاء فيها النص متطابقا مع الاحتمال الثالث الذي
احتملـه العلامة عبد الأحد في لفظة (شيلوه) أي كونها محرفة عن لفظة (الرسول) وايضا متطابقامع القراءة الثانية المحتملة
للفظة أي (يقوه) التي تعني (الانتظار) والتي اغفلها فيدراسته .
ففي الصفحة 66-67 نجد النص كما يلي :
(لا يزول القضيب من يهوذا ولاالقائد من فخذه ،حتى يأتي الْمُزمَع ان يرسل ، وهو يكون انتظار الامم).
ومراده بـ(المزمع ان يرسل) : الرسول الذي يراد ارسالـه ، او الرسول الموعود.
قال في لسان العرب:
الزمع والزماع:المضاء في الأمر والعزم عليه.وأزمع الأمر وبه وعليه:مضى فيه فهو مزمع وثبت عليه عزمه..
والزميع:الشجاع المقدام الذي يزمع الأمر ثم لا ينثنيه عنه وهو أيضا الذي إذا هم بأمر مضى فيه.
وهذه الترجمة العربية المهملة والمنسية هي ترجمة حرفية للترجمة اللاتينية المنتشرة الى اليوم عند اتباع الكنيسة الكاثوليكية
وهي الترجمة المعروفة بـ(الفولكات The Latin Vulgate).
وقد قام بها (اوسيبيوس ايرونيموس) (Eusebis Hieronymus) الذي عرف باسم (جيروم) 340-420
وكان البابا (دماسيوس) (Damasus) قد كلفّه بتنقيح الكتاب المقدس .
وكان(جيروم) اعظم علماء المسيحيين في عصره ، اتم مراجعته للترجمة اللاتينية للإنجيلِحوالي 383 ، وبعدها قدَّم ترجمات
لاتينية جديدة من (المزامير) وكتاب (ايوبِ)،وبعض الكتبِ الأخرىِ معتمدا على الترجمة الاغريقية المعروفة بـالـ(سبتوجنتا)
ثم لاحظ ان الترجمة الاغريقية غير مقنع لأنها كانت ترجمة بالمعنى في كثير من الموارد.
لذلك اتجه الى الاصل العبري لتكون الترجمة منه مباشرة واستعان ببعض الاساتذةاليهود في تلك المهمة، وكان قد بدأ عملـه في فلسطين سنة 390 م
وانتهى منه سنة 405م، اي قبل بعثة النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقرنين من الزمن تقريبا وبعد اربعة قرون من بعثة عيسى عليه السلام تقريبا.
والنص اللاتيني في الفولجاتا هو:
Non auferturn sceptrum de Judaet dux de femore ejus donec veniat qui
mittendus est ,erit expectatio gentium, et ipce.
mittendus est ,erit expectatio gentium, et ipce.
ومن الغريب ان لا يلتفت العلامة عبد الاحد الىذلك وبخاصة وهو مطلع على نسخة (الفولجاتا) وقد ذكرها في كتابه في اكثر من مورد .
وعلى كل حال تسهيلا للبحث في النص نقسمه الى فقرتين
الفقرة(أ):
لا يزول القضيب من يهوذا ولا مشترع من فخذه .
Non auferturn sceptrum de Juda .dux de femore ejus ,
حتى يأتي الْمُزمَع ان يرسل .
donec veniat qui mittendus est.
وهو يكون انتظار الامم .
et ipce erit expectatio gentium.
والكلمات التي هي موضع الشاهد هي كلمة (شلوح) (שלוּח) التي حُرِّفت الى كلمة(شلوه) (שלח) في التوراة السامريةو(شيلوهשִׁילֹה)
في التوراة العبرانية وكلمة (يقوهיקוה) التي حرفت الى كلمة (يقهتיקהת)
ويتضح من ذلك أن ( شيلوه שִׁילֹה) كما في العبرية المحرفة أو (شلهשלח) كما في السامرية المحرفة أيضا أو (شلوح) (شلوح) أي (الرسول)
كما في نسخة الفولجات اللاتينية ينتظره غير اليهود من الأمم كما ينتظره اليهود أنفسهم .
أما انتظار اليهود لـه فواضح من النص الذي جعل بعثة هذا الرسول علامة لزوال سيادة الشريعة الإسرائيلية بكل أشكالها.
وهنا سؤالان أمام الباحث :
السؤال الأول : هل يوجد في الترجمات الأخرى ما يؤيد (الفولجات) ؟
السؤال الثاني : ما هو الحادث الجديد الذي دفع باليهود ككل إلى تبني عملية التحريف ونشر النسخة المحرفة وإخفاء أو إتلاف النسخ الصحيحة نسبيا ؟.
الإجابة عن السؤال الأول :
أما بالنسبة للسؤال الأول فجوابه بالإيجاب...إذ أن كلا من (السبتوجنتا) و(البشيطتا) تتطابقان تماما مع ترجمة جيروم في النصف الثاني من الفقرة موضع البحث .
الترجمة اليونانية (السبتوجنتا) THE SEPTUAGINT
وترجمته بالانجليزية :
Until there come the things stored up for him,and he is the expectation of the nations .
وترجمته بالعربية :
[ حتى يأتي الذيحُفِظَت الأشياء لـه، وهو يكون انتظار الأمم غير اليهود. ]. وهذا معناه أن التوراة العبرية التي كانت منتشرة في القرن الثالث قبل الميلاد
التي ترجمت عنها (السبتوجنتا) في ذلك الوقت كانت فيها كلمة (يقوه) التي تعني (ينتظر) وليس كلمة (يقهت) التي تعني (يجتمع) .
أما نص (البشيطتا ) فحرفه السرياني كما يلي :
وترجمته بالانجليزية:
Until the coming of the one to whom the sceptre belong, the Gentiles shall look forword.
[The Holy Bible from Ancient Eastern Manuscripts containing
the old and NewTestament translated from the peshetta , the authorized bible of the church ofthe east , ]
وترجمته بالعربية: [ حتى مجيء الشخص الذي يعود لـه القضيب، والذي ينتظره الأمم غير اليهود].
ومما لا خلاف فيه أن (البشيطتا) أقدم من (الفولجات) فهي إذن لم تترجم عنها، وقد ذكروا أن (البشيطتا) مترجمة عن أصل عبري
حيث جاء في الـ (The Interpreters Dictionary Of The Bible) تحت لفظة (The peschetta)..
أن العهد القديم من البشيطتا وبخاصة الأسفار الخمسة الأولى ربما ترجم من قبل يهود أو يهود متنصرين، وهذا الرأي أقيم على أساس قرب نص البشيطتا
من النص العبري وترجوم اونقيلوس، أو عن أصل يوناني. والنتيجة لكلا الاحتمالين واحدة وهي أن التوراة العبرية التي ترجمت عنها (البشيطتا)
كانت تحتوي علي كلمة (يقوه יקוה) التي تعني (ينتظر) وليس كلمة( يقهتיקהת) التي تعني (يجتمع)، وبالتالي
فان تحريفها في النسخة العبرية إلى ( يقهت יקהת ) قد حصل بعد عهد (جيروم) أيضا .
وعلى كل حال تسهيلا للبحث في النص نقسمه الى فقرتين
الفقرة(أ):
لا يزول القضيب من يهوذا ولا مشترع من فخذه .
Non auferturn sceptrum de Juda .dux de femore ejus ,
حتى يأتي الْمُزمَع ان يرسل .
donec veniat qui mittendus est.
وهو يكون انتظار الامم .
et ipce erit expectatio gentium.
والكلمات التي هي موضع الشاهد هي كلمة (شلوح) (שלוּח) التي حُرِّفت الى كلمة(شلوه) (שלח) في التوراة السامريةو(شيلوهשִׁילֹה)
في التوراة العبرانية وكلمة (يقوهיקוה) التي حرفت الى كلمة (يقهتיקהת)
ويتضح من ذلك أن ( شيلوه שִׁילֹה) كما في العبرية المحرفة أو (شلهשלח) كما في السامرية المحرفة أيضا أو (شلوح) (شلوح) أي (الرسول)
كما في نسخة الفولجات اللاتينية ينتظره غير اليهود من الأمم كما ينتظره اليهود أنفسهم .
أما انتظار اليهود لـه فواضح من النص الذي جعل بعثة هذا الرسول علامة لزوال سيادة الشريعة الإسرائيلية بكل أشكالها.
وهنا سؤالان أمام الباحث :
السؤال الأول : هل يوجد في الترجمات الأخرى ما يؤيد (الفولجات) ؟
السؤال الثاني : ما هو الحادث الجديد الذي دفع باليهود ككل إلى تبني عملية التحريف ونشر النسخة المحرفة وإخفاء أو إتلاف النسخ الصحيحة نسبيا ؟.
الإجابة عن السؤال الأول :
أما بالنسبة للسؤال الأول فجوابه بالإيجاب...إذ أن كلا من (السبتوجنتا) و(البشيطتا) تتطابقان تماما مع ترجمة جيروم في النصف الثاني من الفقرة موضع البحث .
الترجمة اليونانية (السبتوجنتا) THE SEPTUAGINT
وترجمته بالانجليزية :
Until there come the things stored up for him,and he is the expectation of the nations .
وترجمته بالعربية :
[ حتى يأتي الذيحُفِظَت الأشياء لـه، وهو يكون انتظار الأمم غير اليهود. ]. وهذا معناه أن التوراة العبرية التي كانت منتشرة في القرن الثالث قبل الميلاد
التي ترجمت عنها (السبتوجنتا) في ذلك الوقت كانت فيها كلمة (يقوه) التي تعني (ينتظر) وليس كلمة (يقهت) التي تعني (يجتمع) .
أما نص (البشيطتا ) فحرفه السرياني كما يلي :
وترجمته بالانجليزية:
Until the coming of the one to whom the sceptre belong, the Gentiles shall look forword.
[The Holy Bible from Ancient Eastern Manuscripts containing
the old and NewTestament translated from the peshetta , the authorized bible of the church ofthe east , ]
وترجمته بالعربية: [ حتى مجيء الشخص الذي يعود لـه القضيب، والذي ينتظره الأمم غير اليهود].
ومما لا خلاف فيه أن (البشيطتا) أقدم من (الفولجات) فهي إذن لم تترجم عنها، وقد ذكروا أن (البشيطتا) مترجمة عن أصل عبري
حيث جاء في الـ (The Interpreters Dictionary Of The Bible) تحت لفظة (The peschetta)..
أن العهد القديم من البشيطتا وبخاصة الأسفار الخمسة الأولى ربما ترجم من قبل يهود أو يهود متنصرين، وهذا الرأي أقيم على أساس قرب نص البشيطتا
من النص العبري وترجوم اونقيلوس، أو عن أصل يوناني. والنتيجة لكلا الاحتمالين واحدة وهي أن التوراة العبرية التي ترجمت عنها (البشيطتا)
كانت تحتوي علي كلمة (يقوه יקוה) التي تعني (ينتظر) وليس كلمة( يقهتיקהת) التي تعني (يجتمع)، وبالتالي
فان تحريفها في النسخة العبرية إلى ( يقهت יקהת ) قد حصل بعد عهد (جيروم) أيضا .
تعليق