تبشير المسلمين في فرنسا
أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
تحت عنوان وقح يقول : "يسوع المسيح ، إعلان النبأ السعيد للمسيح للمسلمين"، وهي الصياغة الملتوية لقول "تنصير المسلمين"، أقيمت في مدينة ليون بفرنسا يومي 4 و5 فبراير 2017 ندوة تتخللها حلقات نقاشية امتدت طوال اليومين، تناولتها الجرائد الفرنسية والكنسية تحت عنوان واحد له مغزاه : "تبشير المسلمين : زمن الحصاد قد حان"، وهو العنوان الذي اسفل صورة مبني الكنيسة.. أى انهم يحصدون نتيجة ثمار تبشيرهم بدخول المسلمين دينهم القائم على الشرك بالله..
فبعد أن قام مجمع الفاتيكان الثاني (1965) بإصدار قرار مجمعي، لا نقاش فيه، حول تنصير العالم وتنصير المسلمين، وفرض هذه المهمة رسميا على كافة المسيحيين في العالم وعلى كافة الكنائس المحلية، بدأ تناول الموضوع على استحياء، حتى في الغرب. وفي نفس ذلك الوقت بدأت شيطنة الإسلام والمسلمين الى درجة النفور، بعد التلفع بشرعية دولية بأحداث 11/9/2001، التي افتعلوها عمدا من أجل ذلك الهدف الإجرامي الجبروت، ها نحن نطالع رسميا في مواقعهم وفي جرائدهم نبأ "تنصير المسلمين" المقيمين والمهاجرين حديثا.. ومن البديهي أن يتبادر الي الذهن المسلمين في فرنسا فحسب، لكن الذي يدور على أرض الواقع هو تنصيرهم في كل مكان بعد صدور قرار المجمع الفاتيكاني الذي لا نقاش فيه بل والذي بات يتم تنفيذه بأيدي بعض المسلمين الذين اشتروا الكفر بالإيمان القائم على التوحيد وعلى أن الله أحد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد...
أثناء الندوة واللافتة عليها عبارة تبشير المسلمين ..
وهذه الندوة هي ثمار دورات تعليمية تدريبية تقام طوال العام، بدأت منذ عشر سنوات يتعلمون فيها كيفية التعامل مع المسلمين وكيفية تفنيد القرآن الكريم وتكذيبه في كل ما يتعلق بكشفه التلاعب الذي تم في المسيحية بكل دقة من شرك بالله عز وجل أو من تحريف للنصوص. وتنتهي هذه الدورات التعليمية، القائمة على الغش والتلاعب، بذلك اللقاء الذي يسهم فيه أحد من تم تنصيرهم.
ويقول جي ستريمدورفر، أحد هؤلاء: " نحن لسننا في معركة صليبية، وإنما في طريقنا الى الأمان، والأمر يتعين علينا أن نتعرّف على الآخر ونتقبله كما هو لنقوده الى الأمن والإيمان.. انهم ليسوا فريسة نقتنصها".. أي إن الأمن والأمان بات في المسيحية بعد ان تم تشويه صورة الإسلام باختلاقهم منظمات داعش وتدعيم الغرب الصليبي المتعصب لها بالسلاح والمعدات والتدريبات اللازمة، بعد القيام بعمليات برمجة لعقولهم.. وما أكثر ما بات يفضحهم من كتابات دامغة..
والجدير بالذكر أن تقام هذه اللقاءات وخاصة الأخيرة منها بتضافر جهود كاثوليك وبروتستانت، تطبيقا لقرار توحيد الكنائس.. فعلى الرغم من انقسام الكنائس المسيحية الى 349 كنيسة مختلفة عقائديا، إلا ان البابا يوحنا بولس الثاني قد طالب بتوحيد الكنائس، تنفيذا لأحد قرارات مجمع الفاتيكان الثاني، لكي يتصدوا للمد الإسلامي (راجع كتاب الجغرافيا السياسية للفاتيكان).. والغريب ان يقوم باباوات ما بعد المجمع بحثّ المسيحيين على تنصير المسلمين مستخدمين لأتباعهم عبارات: "لا تخافوا".. "لا تخشوا شيئا" ! ولعل تلك الرهبة الدفينة التي تدفعهم الى استخدام مثل هذه الكلمات هو ادراكهم للجُرم الذي يقترفونه بفرض الباطل الذي يفر منه الأتباع حتى باتوا يلقبون ذلك الخروج من المسيحية بعبارة: "النزيف الصامت للكنيسة"..
ومن الأهداف المعلنة لذلك الجهاز الكنسي الذي يتولى هذه الندوات :
1 ـ "أنه يتعيّن على الكاثوليك، أفرادا وقساوسة، مسئولية ومساندة اجتذاب من يدخلون المسيحية والعمل على حمايتهم، خاصة إن الإسلام يحرّم الخروج منه والدخول في المسيحية"..
2 ـ "العمل على إقناع السلطات المدنية والسياسية أن تغيير العقيدة هو من صميم الحرية الشخصية، وعلى الدولة الفرنسية حماية المسلمين الذين يتحولون الى المسيحية"..
3 ـ "التصرف بحيث يتم إقناع بعض القيادات الإسلامية الشهيرة لمساندة مبدأ حرية تغيير العقيدة والخروج من الإسلام على انه حرية شخصية"..
وأهم ما نخرج به من عبارة "حرية شخصية" هذه، أنها باتت باباً مفتوحا على مصراعيه للقضاء على الإسلام والمسلمين شكلا وموضعا، معتبرين أن الانفلات الجنسي، بكل ما يتضمنه من شذوذ وقذارة وهدم الأسرة كيان وأساس المجتمع، والخروج عن الإسلام، دين الله الذي لم يعرف أي تلاعب ولا تغيير منذ أنزله المولى عز وجل حتى يومنا هذا، هو مجرد حرية شخصية.. والأدهى من ذلك انهم يعتمدون في هذا التدمير على بعض من يبيعون دينهم وكرامتهم من أجل حفنة وعود تافهة..
ومن أهم الموضوعات التي تم تناولها في هذا اللقاء طوال يومين والذي أعد له مؤسسه محمد كريستوف بيلك: كيفية تحصين المسيحيين الذين يعيشون على مقربة من المسلمين وكيفية مواجهتهم للإسلام ؛ أيّ دعامة مسيحية لاهوتية يمكن استخدامها في العالم الإسلامي ؛ الأسئلة التي يطرحها المسلمون وهم مقبلون على التنصير ؛ عشرة نقاط أساسية لتسليح المسيحيين أثناء عملية تنصير المسلمين ؛ نظرة الى الإسلام من الداخل، القاها أحد المسلمين السابقين. واختتمت الدورة بتساؤل حول كيفية مواصلة عملية التبشير اليوم وغدا ؟
أما الموائد المستديرة فقد دارت أساسا بحضور بعض المسلمين المهاجرين وتناولت عمليات التبشير والتنصير في الشارع، ومن الباب للباب، والتنصير في أماكن العبادة، والتنصير عن طريق الإنترنت.. ومن أكثر العبارات سخرية، تلك التي قالها أحده الذين تنصروا :
"نحن لا نخشى الإسلام لكننا ننتقده"..
وتُعتصر العبارات ألما وهي تستعرض ما خسرناه بانسياقنا خلف ذلك الغرب الصليبي المتعصب.. خلف ذلك الغرب الذي ألف الخيانة في كل شيء..
زينب عبد العزيز
14 فبراير 2017
http://saaid.net/daeyat/zainab/219.htm
أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
تحت عنوان وقح يقول : "يسوع المسيح ، إعلان النبأ السعيد للمسيح للمسلمين"، وهي الصياغة الملتوية لقول "تنصير المسلمين"، أقيمت في مدينة ليون بفرنسا يومي 4 و5 فبراير 2017 ندوة تتخللها حلقات نقاشية امتدت طوال اليومين، تناولتها الجرائد الفرنسية والكنسية تحت عنوان واحد له مغزاه : "تبشير المسلمين : زمن الحصاد قد حان"، وهو العنوان الذي اسفل صورة مبني الكنيسة.. أى انهم يحصدون نتيجة ثمار تبشيرهم بدخول المسلمين دينهم القائم على الشرك بالله..
فبعد أن قام مجمع الفاتيكان الثاني (1965) بإصدار قرار مجمعي، لا نقاش فيه، حول تنصير العالم وتنصير المسلمين، وفرض هذه المهمة رسميا على كافة المسيحيين في العالم وعلى كافة الكنائس المحلية، بدأ تناول الموضوع على استحياء، حتى في الغرب. وفي نفس ذلك الوقت بدأت شيطنة الإسلام والمسلمين الى درجة النفور، بعد التلفع بشرعية دولية بأحداث 11/9/2001، التي افتعلوها عمدا من أجل ذلك الهدف الإجرامي الجبروت، ها نحن نطالع رسميا في مواقعهم وفي جرائدهم نبأ "تنصير المسلمين" المقيمين والمهاجرين حديثا.. ومن البديهي أن يتبادر الي الذهن المسلمين في فرنسا فحسب، لكن الذي يدور على أرض الواقع هو تنصيرهم في كل مكان بعد صدور قرار المجمع الفاتيكاني الذي لا نقاش فيه بل والذي بات يتم تنفيذه بأيدي بعض المسلمين الذين اشتروا الكفر بالإيمان القائم على التوحيد وعلى أن الله أحد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد...
أثناء الندوة واللافتة عليها عبارة تبشير المسلمين ..
وهذه الندوة هي ثمار دورات تعليمية تدريبية تقام طوال العام، بدأت منذ عشر سنوات يتعلمون فيها كيفية التعامل مع المسلمين وكيفية تفنيد القرآن الكريم وتكذيبه في كل ما يتعلق بكشفه التلاعب الذي تم في المسيحية بكل دقة من شرك بالله عز وجل أو من تحريف للنصوص. وتنتهي هذه الدورات التعليمية، القائمة على الغش والتلاعب، بذلك اللقاء الذي يسهم فيه أحد من تم تنصيرهم.
ويقول جي ستريمدورفر، أحد هؤلاء: " نحن لسننا في معركة صليبية، وإنما في طريقنا الى الأمان، والأمر يتعين علينا أن نتعرّف على الآخر ونتقبله كما هو لنقوده الى الأمن والإيمان.. انهم ليسوا فريسة نقتنصها".. أي إن الأمن والأمان بات في المسيحية بعد ان تم تشويه صورة الإسلام باختلاقهم منظمات داعش وتدعيم الغرب الصليبي المتعصب لها بالسلاح والمعدات والتدريبات اللازمة، بعد القيام بعمليات برمجة لعقولهم.. وما أكثر ما بات يفضحهم من كتابات دامغة..
والجدير بالذكر أن تقام هذه اللقاءات وخاصة الأخيرة منها بتضافر جهود كاثوليك وبروتستانت، تطبيقا لقرار توحيد الكنائس.. فعلى الرغم من انقسام الكنائس المسيحية الى 349 كنيسة مختلفة عقائديا، إلا ان البابا يوحنا بولس الثاني قد طالب بتوحيد الكنائس، تنفيذا لأحد قرارات مجمع الفاتيكان الثاني، لكي يتصدوا للمد الإسلامي (راجع كتاب الجغرافيا السياسية للفاتيكان).. والغريب ان يقوم باباوات ما بعد المجمع بحثّ المسيحيين على تنصير المسلمين مستخدمين لأتباعهم عبارات: "لا تخافوا".. "لا تخشوا شيئا" ! ولعل تلك الرهبة الدفينة التي تدفعهم الى استخدام مثل هذه الكلمات هو ادراكهم للجُرم الذي يقترفونه بفرض الباطل الذي يفر منه الأتباع حتى باتوا يلقبون ذلك الخروج من المسيحية بعبارة: "النزيف الصامت للكنيسة"..
ومن الأهداف المعلنة لذلك الجهاز الكنسي الذي يتولى هذه الندوات :
1 ـ "أنه يتعيّن على الكاثوليك، أفرادا وقساوسة، مسئولية ومساندة اجتذاب من يدخلون المسيحية والعمل على حمايتهم، خاصة إن الإسلام يحرّم الخروج منه والدخول في المسيحية"..
2 ـ "العمل على إقناع السلطات المدنية والسياسية أن تغيير العقيدة هو من صميم الحرية الشخصية، وعلى الدولة الفرنسية حماية المسلمين الذين يتحولون الى المسيحية"..
3 ـ "التصرف بحيث يتم إقناع بعض القيادات الإسلامية الشهيرة لمساندة مبدأ حرية تغيير العقيدة والخروج من الإسلام على انه حرية شخصية"..
وأهم ما نخرج به من عبارة "حرية شخصية" هذه، أنها باتت باباً مفتوحا على مصراعيه للقضاء على الإسلام والمسلمين شكلا وموضعا، معتبرين أن الانفلات الجنسي، بكل ما يتضمنه من شذوذ وقذارة وهدم الأسرة كيان وأساس المجتمع، والخروج عن الإسلام، دين الله الذي لم يعرف أي تلاعب ولا تغيير منذ أنزله المولى عز وجل حتى يومنا هذا، هو مجرد حرية شخصية.. والأدهى من ذلك انهم يعتمدون في هذا التدمير على بعض من يبيعون دينهم وكرامتهم من أجل حفنة وعود تافهة..
ومن أهم الموضوعات التي تم تناولها في هذا اللقاء طوال يومين والذي أعد له مؤسسه محمد كريستوف بيلك: كيفية تحصين المسيحيين الذين يعيشون على مقربة من المسلمين وكيفية مواجهتهم للإسلام ؛ أيّ دعامة مسيحية لاهوتية يمكن استخدامها في العالم الإسلامي ؛ الأسئلة التي يطرحها المسلمون وهم مقبلون على التنصير ؛ عشرة نقاط أساسية لتسليح المسيحيين أثناء عملية تنصير المسلمين ؛ نظرة الى الإسلام من الداخل، القاها أحد المسلمين السابقين. واختتمت الدورة بتساؤل حول كيفية مواصلة عملية التبشير اليوم وغدا ؟
أما الموائد المستديرة فقد دارت أساسا بحضور بعض المسلمين المهاجرين وتناولت عمليات التبشير والتنصير في الشارع، ومن الباب للباب، والتنصير في أماكن العبادة، والتنصير عن طريق الإنترنت.. ومن أكثر العبارات سخرية، تلك التي قالها أحده الذين تنصروا :
"نحن لا نخشى الإسلام لكننا ننتقده"..
وتُعتصر العبارات ألما وهي تستعرض ما خسرناه بانسياقنا خلف ذلك الغرب الصليبي المتعصب.. خلف ذلك الغرب الذي ألف الخيانة في كل شيء..
زينب عبد العزيز
14 فبراير 2017
http://saaid.net/daeyat/zainab/219.htm
تعليق